حمل المصحف بكل صيغه

حمل المصحف

Translate

الجمعة، 4 نوفمبر 2022

ج58.وج59.الروس يهاجمون أذربيجان ويذبحون أهلها .من العام الهجري : 332 العام الميلادي : 943.

ج58. الروس يهاجمون أذربيجان ويذبحون أهلها . 
  العام الهجري : 332 العام الميلادي : 943
تفاصيل الحدث:
خرجت طائفةٌ من الروسيَّة في البحر إلى نواحي أذربيجان، وركبوا في البحرِ في نهر للكر، وهو نهرٌ كبير، فانتهوا إلى بَردعةَ، فخرج إليهم نائبُ المرزبان بردعة في جمع الديلم والمطوعة يزيدون على خمسةِ آلافِ رجلٍ، فلَقُوا الروس، فلم يكُنْ إلَّا ساعة حتى انهزم المسلمونَ منهم، وقُتِلَ الديلم عن آخرهم، وتَبِعَهم الروس إلى البلد، فهرب من كان له مركوبٌ وترك البلد، فنزله الروسُ ونادوا فيه بالأمان فأحسنوا السيرةَ، وأقبلت العساكرُ الإسلامية مِن كُلِّ ناحية، والروس تقاتِلُهم، فلا يثبُتُ المسلمون لهم، وغَنِموا أموالَ أهلها واستعبدوا السَّبيَ، واختاروا من النِّساءِ مَن استحسنوها. لَمَّا فعل الروسُ بأهل بردعة ما فعلوا استعظَمَه المسلمون، فتنادَوا بالنفيرِ، وجمع المرزبانُ بنُ محمد النَّاسَ واستنفَرَهم, فبلغ عِدَّةُ من معه ثلاثين ألفًا، وسار بهم، وكان يغاديهم القتالَ ويُراوِحُهم، فلا يعود إلَّا مفلولًا، فبَقُوا كذلك أيامًا كثيرة، وقد أصاب الروسَ الوباءُ، ولما طال الأمرُ على المرزبان أعمل الحِيَل، فرأى أن يكمنَ كمينًا، ثم يلقاهم في عسكَرِه، ويتطارَدَ لهم، فإذا خرج الكمينُ عاد عليهم، فتقَدَّمَ إلى أصحابه بذلك، ورتَّبَ الكمينَ ثمَّ لَقِيَهم، واقتتلوا، فتطارد لهم المرزبانُ وأصحابُه، وتَبِعَهم الروسيَّةُ حتى جازوا موضِعَ الكمينِ، فاستمَرَّ الناسُ على هزيمتهم لا يلوي أحدٌ على أحد، فخرجوا من ورائِهم، والتجأ الباقونَ إلى حصنِ البلد، ويُسَمّضى شهرستان، وكانوا قد نقلوا إليه ميرةً كثيرةً، وجعلوا معهم السبيَ والأموالَ، فحاصرهم المرزبان وصابَرَهم، ثمَّ إن أصحاب المرزبان أقاموا يقاتِلونَ الروسية، وزاد الوباءُ على الروسيَّة، فكانوا إذا دفَنوا الرجلَ دفنوا معه سلاحَه، فاستخرج المسلمونَ مِن ذلك شيئًا كثيرًا بعد انصرافِ الروس، ثم إنَّهم خرجوا من الحِصنِ ليلًا، وقد حملوا على ظهورِهم ما أرادوا من الأموالِ وغيرِها، ومَضَوا إلى الكرِّ، وركبوا في سُفُنِهم ومضوا، وعجز أصحابُ المرزبان عن اتِّباعِهم وأخذِ ما معهم، فتركوهم، وطَهَّرَ اللهُ البلادَ منهم.




دخول الروم رأس العين .

العام الهجري : 332 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 943
تفاصيل الحدث:

جاء الدُّمُسْتُق مَلِكُ الروم إلى رأس العين- من أرض الجزيرةِ- في ثمانين ألفًا، فدخلها ونهب ما فيها وقتَلَ وسبى منهم نحوًا من خمسة عشر ألفًا، وأقام بها ثلاثةَ أيام، فقصدته الأعرابُ مِن كلِّ وَجهٍ، فقاتلوه قتالًا عظيمًا حتى انجلى عنها.



وفاة رئيس القرامطة سليمان الجنابي .

العام الهجري : 332 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

هو أبو طاهرٍ سُلَيمانُ بنُ أبي سعيد الحسن الجَنّابي الهَجري القرمطيُّ، رئيس القرامطة- قبَّحه الله- كان أبوه يحِبُّه ويرجِّحُه للأمرِ مِن بعده، وأوصى: إن حَدَث به موتٌ، فالأمرُ إلى ابنِه سعيدٍ إلى أن يكبَرَ أبو طاهر، فيُعيد سعيدٌ إليه الأمر. فلما كان في سنةِ خمس وثلاثمائة سلَّمَ سعيدٌ الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهرٍ خَلقٌ وافتتنوا به؛ بسبب أنَّه دلَّهم على كنوزٍ كان والده أطلَعَه عليها وحده، فوقَعَ لهم أنَّه عِلمُ غَيْبٍ، وقد استباح البصرةَ، وأخذ الحجيجَ، وفعَلَ العظائم، وأرعَبَ الخلائِقَ وكُثُرَت جموعُه، وتزلزل له الخليفةُ. وزعم بعضُ أصحابه أنه إلهٌ، ومنهم من زعم أنَّه المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيٌّ. وقيل: هو المهديُّ، وقيل: هو الممهِّدُ للمهديِّ. وقد هَزَمَ جيشَ الخليفة المقتدي غيرَ مرَّة، ثمّ إنَّه قصد بغداد ليأخذها، فدفَعَ اللهُ شَرَّه. وقتل الحجيجَ حولَ الكعبة وفي جوفِها، وسَلَبَها كسوتَها، وأخذ بابَها وحِليَتَها، واقتلع الحجرَ الأسودَ مِن مَوضِعِه وأخذه معه إلى بلَدِه هَجَر، فمكث عنده من سنة 319 ثم مات- قبَّحه الله ولعَنَه- وهو عندَهم, ولم يردُّوه إلَّا سنة 339، ولَمَّا مات هذا القرمطي قام بالأمرِ مِن بعده إخوتُه الثلاثة، وهم أبو العباس الفضل، وأبو القاسم سعيد، وأبو يعقوب يوسف، بنو أبي سعيد الجنابي، وكان أبو العبَّاسِ ضعيفَ البدن مُقبِلًا على قراءة الكتب، وكان أبو يعقوبَ مُقبِلًا على اللهو واللعب، ومع هذا كانت كلمةُ الثلاثة واحدةً، لا يختلفون في شيءٍ وكان لهم سبعةٌ من الوزراء متَّفِقونَ أيضًا.



وصول معز الدولة ابن بُوَيه إلى مدينة واسط وديالي .

العام الهجري : 332 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

بلغ مُعِزَّ الدولةِ أبا الحُسَينِ بن بُوَيه إصعادُ توزون إلى الموصِل، فسار هو إلى واسِط؛ لِميعادٍ مِن البريديين، وكانوا قد وعدوه أن يُمدُّوه بعسكرٍ في الماء، فأخَلفوه، وعاد توزون من الموصِل إلى بغداد، وانحدر منها إلى لقاءِ مُعِزِّ الدولة، والتَقَوا سابع عشر ذي القعدة بقباب حميد، وطالت الحربُ بينهما بضعةَ عشر يومًا، إلَّا أن أصحاب توزون يتأخَّرون، والديلم يتقَدَّمون، إلى أن عبرَ توزون نهرَ ديالي، ووقف عليه، ومنع الديلمَ مِن العبور، وكان مع توزون مقابلةٌ في الماء في دجلة، فكانوا يودُّون أن الديلم يستولونَ على أطرافِهم، فرأى ابنُ بويه أن يصعَدَ على ديالي ليَبعُدَ عن دجلة وقتالِ من بها، ويتمَكَّن من الماء، فعَلِمَ توزون بذلك، فسيَّرَ بعض أصحابه، وعبَرُوا ديالي وكَمَنوا، فلما سار مُعِزُّ الدولة مصعدًا وسار سوادُه في أثَرِه خرج الكمين عليه، فحالوا بينهما، ووقعوا في العسكرِ وهو على غيرِ تَعبِيةٍ، وسمع توزون الصِّياحَ، فتعجَّلَ وعبَرَ أكثَرُ أصحابه سباحةً، فوقعوا في عسكرِ ابنِ بويه يَقتلون ويَأسِرونَ حتى ملُّوا، وانهزم ابنُ بُويه ووزيره الصيمري إلى السوس رابعَ ذي الحِجة، ولحق به من سَلِمَ مِن عسكره، وكان قد أسَرَ منهم أربعةَ عشَرَ قائدًا، منهم ابن الداعي العلوي، واستأمن كثيرٌ من الديلم إلى توزون؛ ثم إنَّ توزون عاوده ما كان يأخُذُه من الصَّرَع، فشُغِلَ بنَفسِه عن معزِّ الدولة وعاد إلى بغداد.



عزل الخليفة العباسي المتقي لله وخلافة ابن عمه المستكفي .

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

كان الخليفةُ المتقي لله مقيمًا بالموصل فأرسَلَ إلى الإخشيد محمَّدِ بن طغج صاحب الديار المصريَّة والبلاد الشامية، فأقبل إليه وقَدِمَ عليه في المنتَصَف من المحرم، وخضع للخليفة غايةَ الخُضوع، وكان يقومُ بين يديه كما يقومُ الغلمان، ويمشي والخليفةُ راكِبٌ، ثم عرض عليه أن يسيرَ معه إلى الدِّيار المصرية، أو يقيمَ ببلاد الشام فأبى عليه ذلك، فأشار عليه بالمُقامِ بمكانِه الذي هو فيه، ولا يذهَب إلى توزون ببغدادَ, وحَذَّره من توزون ومَكرِه وخديعتِه، فلم يقبَلْ، وكذلك أشارَ على الوزير أبي حُسين بن مقلة فلم يَسمَعْ, فركب الخليفةُ مِن الرقَّة في دجلة إلى بغداد، أرسل إلى توزون فاستوثقَ منه ما كان حلَفَ له من الأيمانِ، فأكَّدَها وقَرَّرَها، فلما اقتَرَب منها خرج إليه توزون ومعه العساكِرُ، فلما رأى الخليفةَ قَبَّل الأرضَ بين يديه، وأظهَرَ له أنَّه قد وفى له بما كان حلَفَ عليه، وأنزَلَه في مَضرِبِه، ثم جاء فاحتاط على من معه من الكُبَراء، وأمر بتسميلِ عينَيِ الخليفة ففقئت عيناه، فصاح صيحةً عظيمةً سَمِعَها الحرم، فضَجَّت الأصواتُ بالبكاء, فأمر توزون بضَربِ الدبادب؛ حتى لا تُسمَعَ أصواتُ الحرم, ثم أحضر عبدَ الله بن المكتفي وبايعه بالخلافةِ، وأجبَرَ المتَّقيَ على مبايعته كذلك، وحبس المتقي في جزيرة بالنهر حتى توفِّي فيه بعد خمس وعشرين سنة عام 357، وكانت خلافةُ المتقي لله ثلاث سنين وخمسة أشهر وثمانية عشر يومًا.



سيف الدولة يتولى إمارة حلب ويقيم فيها الدولة الحمدانية .

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

كان سَيفُ الدَّولة عليُّ بنُ أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان مع المتَّقي لله بالرقَّة، فلما عاد المتَّقي إلى بغداد، وانصرف الإخشيدُ إلى الشام، بقِيَ يأنس المؤنسي بحلبٍ، فقَصَدها سيفُ الدولة، فلما نازلها فارقها يأنسُ وسار إلى الإخشيد، فمَلَكها سيفُ الدولة، ثم سار منها إلى حمصٍ، فلَقِيَه بها عسكرُ الإخشيد محمَّد بن طغج، صاحب الشام ومصر، مع مولاه كافور، واقتتلوا، فانهزم عسكَرُ الإخشيد وكافور، وملَكَ سَيفُ الدولة مدينةَ حمص، وسار إلى دمشقَ فحَصَرها، فلم يفتَحْها أهلُها له فرجَعَ، وكان الإخشيدُ قد خرج من مصر إلى الشام وسار خلفَ سَيفِ الدولة، فالتقيا بقِنَّسرين، فلم يظفَرْ أحدُ العسكرين بالآخر، ورجع سيفُ الدولة إلى الجزيرةِ، فلما عاد الإخشيدُ إلى دمشقَ رجع سيفُ الدولة إلى حَلَب، ولَمَّا مَلَك سيفُ الدولة حلَبَ سارت الرومُ إليها، فخرج إليهم فقاتلهم بالقُربِ منها، فظَفِرَ بهم وانتصَرَ عليهم, فاستقَرَّ مُلكُه في حلبٍ.



قتال أبي يزيد الخارجي العبيديين الفاطميين في إفريقية .

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

ظهر أبو يزيدَ مخلدُ بنُ كيداد عام 316هـ في جبالِ أوراس، وقَوِيَ أمره عام 325هـ بانضمام الإباضيَّة إليه، ثم انضَمَّ إليه بعضُ السُّنَّة؛ لمحاربته الفاطميِّينَ، كان بداية الأمر أن أرسل القائِمُ الفاطميُّ عامِلَه على قسطيلة لقتالِ أبي يزيد، فاعتقله أبو يزيدَ فأرسل القائِمُ جَيشًا كبيرًا أحرز فيه أبو يزيد انتصاراتٍ على جيش الفاطميِّينَ، واستولى على كثيرٍ مِن المدن، فدخل رقادة والقيروان، واتَّجَه نحو المهديَّة وحصرها، فاستنهض الفاطميُّونَ أهلَ كتامةَ وصنهاجة، وتتابَعَت الحروبُ بينهم حتى قاتَلَهم المنصورُ الفاطميُّ ابن القائم بنَفسِه بحُروبٍ يطولُ شَرحُها، كانت نهايتُها قتلَ أبي يزيد وحمْلَ رأسِه إلى المنصور الفاطميِّ.



وفاة أبي منصور الماتريدي .

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

هو أبو منصورٍ محمَّد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتُريديُّ، نِسبتُه إلى ما تُريد محلَّة بسَمَرقند. من أئمَّة علم الكلامِ، حَنفيُّ المذهَبِ, وهو إمامُ المدرسةِ المَاتُريديَّة التي يتبَعُها غالبيَّةُ أتباع المذهَبِ الحنَفي في العقيدةِ. أقام نظرياتٍ عَقَديَّةً خاصةً بإثباتِ أدلَّةِ الشَّرعِ بالأدلة العقليَّة والمنطقيَّة والبراهين التي لا شَكَّ فيها أبدًا، مع جَعلِ العَقلِ سُلطانًا على كلِّ ذلك، له مؤلَّفاتٌ كثيرة؛ منها: تأويل القرآن، والجدل، والتوحيد، والرد على القرامطة، وأوهام المعتزلة، وغيرها.



قحط ووباء شديد ببغداد .

العام الهجري : 334 العام الميلادي : 945
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ وقَعَ غَلاءٌ شَديدٌ ببغداد، حتى أكلوا الميتةَ والسنانيرَ والكِلابَ، وكان من النَّاسِ مَن يسرِقُ الأولادَ فيَشويهم ويأكُلُهم، وكثُرَ الوباء في الناس حتى كان لا يَدفِنُ أحدٌ أحدًا، بل يُترَكونَ، على الطُّرُقاتِ، فيأكل كثيرًا منهم الكلابُ، وبيعت الدورُ والعقارُ بالخُبزِ، وانحدرَ كثيرٌ من أهل بغداد إلى البصرةِ، فكان منهم من مات في الطريقِ ومنهم من وصل إليها بعد مُدَّة مديدةٍ.



وفاة محمد الإخشيدي مؤسس الدولة الإخشيدية وتولي ابنه مكانه .

العام الهجري : 334 العام الميلادي : 945
تفاصيل الحدث:

هو الإخشيدُ أبو بكر مُحمَّد بن طغج، صاحِبُ ديارِ مِصرَ، وكان مولِدُه سنة 268 ببغداد، وكان موتُه بدمشق، وقيل مات سنة 335، ووليَ الأمرَ بعدَه ابنُه أبو القاسم أنوجور، فاستولى على الأمرِ كافور الخادِمُ الأسود، وهو من خَدَمِ الإخشيد، ولَمَّا ثبت أمرُ أنوجور وكان صغيرًا، صار الخادم كافور الإخشيدي مدبِّرَ مَملكتِه، فكان كافور يُطلِقُ في كل سنة لأنوجور أربعَمائة ألف دينار ويتصَرَّفُ كافور فيما يبقى.



قيام دولة البويهيين في طبرستان وفارس وكرمان .

العام الهجري : 334 العام الميلادي : 945
تفاصيل الحدث:

استطاع البويهيُّون أن يتحَكَّموا في الخليفة، ويُسيطِروا على الدولة، ويُديروها بأنفُسِهم، ففي أيام مُعِزِّ الدولة جرَّدوا الخليفةَ مِن اختصاصاته، فلم يبقَ له وزيرٌ، وإن كان له كاتِبٌ يديرُ أملاكَه فحَسبُ، وصارت الوزارةُ لمُعز الدولة يستوزِرُ لنَفسِه من يريد، وكان من أهمِّ أسبابِ ضَعفِ الخلافة وغروب شمسِها أن البويهيين (الديلم) كانوا من المُغالينَ في التشيُّع، وهم يعتَقِدونَ أنَّ العباسيِّينَ قد أخذوا الخلافةَ واغتَصَبوها من مستحِقِّيها؛ لذلك تمَرَّدوا على الخليفةِ والخلافةِ بصفة عامة، ولم يطيعوها ولم يَقدُروها قَدْرَها. وقد بلغ معزُّ الدولة مكانةً عالية، فكان الحاكِمَ الفِعليَّ في بغداد مع إبقائِه على الخليفةِ، غيرَ أنَّه ما لبث أن قَبَضَ عليه، وفقأَ عينَيه.



وفاة الخِرَقي الحنبلي صاحب المختصر .

العام الهجري : 334 العام الميلادي : 945
تفاصيل الحدث:

هو العَلَّامة شيخُ الحنابلةِ: أبو القاسم عُمَرُ بنُ أبي علي الحسين بن عبد الله بن أحمد البغدادي الخِرَقيُّ الحنبليُّ, والخِرَقي: بكسر الخاء وفتح الراء؛ نِسبةً إلى بَيعِ الخِرَق والثِّيابِ. فقيهٌ حنبليٌّ، صنَّف التصانيفَ. صاحِبُ المُختَصَر المشهورِ في الفِقهِ على مذهب الإمام أحمد، والذي شَرَحه القاضي أبو يعلَى بن الفراء، والشيخ مُوفَّق الدين بن قُدامة المقدسي، كان من كبارِ العُلَماء، تفَقَّه على والده الحُسَين صاحب المروذي, وقد كان الخِرَقي هذا من ساداتِ الفُقَهاء والعُبَّاد، كثيرَ الفضائِلِ والعبادة، وصنَّفَ في مذهبِ الإمامِ أحمدَ كتُبًا كثيرةً مِن جُملتِها: المُختَصَر، الذي يشتَغِلُ به أكثَرُ المبتدئين من أصحابِهم، ولَمَّا خرج من بغداد مهاجِرًا لَمَّا كثُرَ بها الشَّرُّ والسَّبُّ للصحابةِ والسَّلَف، أودَعَ كُتُبَه في بغدادَ، فاحترقت الدارُ التي كانت فيها الكتُبُ، وعُدِمَت مُصنَّفاتُه، وقصد دمشقَ فأقام بها حتى مات في هذه السَّنة، وقبرُه بباب الصغير قريبًا من قبور الشهداء، وذكَرَ في مختصره هذا في الحَجِّ ويأتي الحجَرَ الأسودَ ويقَبِّلُه إن كان هناك، وإنما قال ذلك؛ لأنَّ تصنيفَه لهذا الكتاب كان والحجَرُ الأسوَدُ قد أخَذَته القرامطةُ، وهو في أيديهم في سنة 317، ولم يُرَدَّ إلى مكانِه إلَّا سنة 337، قال القاضي أبو يعلى: "كانت للخِرَقي مُصَنَّفاتٌ كثيرة وتخريجاتٌ على المذهب، ولم تظهَرْ؛ لأنَّه خرج من مدينته لَمَّا ظهر بها سَبُّ الصحابة، وأودع كتُبَه فاحتَرَقت الدارُ التي هي فيها، فاحتَرَقت الكتُبُ، ولم تكن قد انتشَرَت؛ لبُعدِه عن البلَدِ".



بنو بويه الديلم الشيعية يتطلعون للسيطرة على العراق .

العام الهجري : 334 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

تطَلَّعَ بنو بُوَيه الديلم الشِّيعيَّة إلى السيطرةِ على العراقِ مَقَرِّ الخلافة، وقيل: إنَّ أصلَهم يرجِعُ إلى ملوك ساسان الفارسيِّين الذين شُرِّدوا، فاتَّخَذوا من إقليمِ الديلم الواقع في المنطقة الجبليَّة جنوبيَّ بَحرِ قزوين ملجأً لهم ومقرًّا, وسُمُّوا بالدَّيلمة؛ لطُولِ مُجاورتِهم الدَّيلم. تزعَّم أبو شجاع بُوَيه قبائلَ البُويهيِّينَ سنة 322 - 329 والذى ينتهي نسَبُه إلى الملك الفارسي يزد جرد، وقد أنجب ثلاثة من الذكور، هم: أبو الحسن علي (عماد الدولة)، وأبو على الحسن (ركن الدولة)، وأبو الحسين أحمد (معز الدولة). وكانت بدايةُ الدولة البويهيَّة باستيلاءِ أبي الحسن عليِّ بن بويه على أرجان وغيرها، وقد دخل أبو الحسن علي على شيراز سنة 322، وجعلها عاصمةً لدولته الجديدة، كما دخل فارسَ، وأرسل إلى الخليفةِ الراضي أنَّه على الطاعة. واستولى أبو الحُسَين أحمد بن بويه سنة 326 على الأهواز، وكاتبه بعضُ قواد الدولة العباسيَّة، وزيَّنوا له التوجُّهَ نحو بغداد، وفى سنة 334هـ/ 946م، اتَّجه أبو الحسين أحمد بن بويه نحو بغداد بقُوَّة حربيَّة، فلما جاءت الأخبارُ بأنَّه قد أقبل في الجيوشِ قاصِدًا بغداد، اختفى ابن شيرزاد والخليفة المستكفي بالله، فأقبل أحمدُ بن بويه في جحافِلَ عظيمةٍ مِن الجيوش، فلمَّا اقترب من بغداد بعَثَ إليه الخليفة المستكفي بالله الهَدايا والإنزالات، وقال للرَّسول: أخبِرْه أني مسرور به، وأنِّي إنما اختفيتُ مِن شَرِّ الأتراك، وبعث إليه بالخِلَع والتُّحَف، ودخل أحمدُ بن بويه بغداد في جمادى الأولى وافتتَحَها في سهولةٍ ويُسرٍ، فلم تستطِعْ حامَيتُها التركيةُ مُقاومَتَه، ففَرَّت إلى الموصل، نزل الحسينُ بنُ احمد بن بويه بباب الشماسية، ودخَلَ مِن الغَدِ إلى الخليفة فبايعه, ولقَّبَه الخليفةُ المستكفي بمُعِزِّ الدولة، ولقَّبَ أخاه عليًّا عماد الدولة، ولَقَّبَ أخاه الحسن ركن الدولة، وأمر أن تُكتَبَ ألقابهم على الدَّراهم والدنانير، ولكِنَّ أبا الحسين أحمد بن بويه مُعِزَّ الدولة لم يكتَفِ بهذا اللقب الذي لا يزيدُ على كونِه أميرَ الأمراء. وأصَرَّ على ذِكرِ اسمِه مع اسم الخليفةِ في خُطبةِ الجُمعة، وأن يُسَكَّ اسمُه على العملة مع الخليفة. نزل معزُّ الدولة بدار مؤنس الخادم، ونزل أصحابُه من الديلم بدور الناس، فلقِيَ الناس منهم ضائقةً شديدة، وأمَّنَ مُعِزُّ الدولة ابن شيرزاد، فلما ظهر استكتَبَه على الخَراجِ، ورتَّبَ للخليفة نفقاتِه خَمسةَ آلافِ درهم في كلِّ يومٍ.



البويهيون يعزلون الخليفة المستكفي بالله ويولون المطيع لله الخلافة .

العام الهجري : 334 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

حضر مُعِزُّ الدولة إلى الحضرةِ، فجلس على سريرٍ بين يدي الخليفة، وجاء رجلان من الدَّيلم فمَدَّا أيديَهم إلى الخليفة فأنزلاه عن كُرسِيِّه، وسحباه، ونهض معِزُّ الدولةِ واضطربَت دارُ الخلافة حتى خُلِصَ إلى الحريمِ، وتفاقَمَ الحالُ، وسيق الخليفةُ ماشيًا إلى دار معز الدولة فاعتُقِل بها، وأُحضِرَ أبو القاسم الفضلُ بن المُقتَدِر، فبويع بالخلافة، وسُمِلَت عينا المستكفي وأودعَ السِّجنَ، فلم يزَلْ به مسجونا حتى كانت وفاته في سنة 338، وتمَّت خلافة المطيع لله. لَمَّا قدم معز الدولة بغدادَ استدعى أبا القاسِم الفضلَ بنَ المقتدر وقد كان مختفيًا من المستكفي وهو يُحِثُّ على طلبه ويجتَهِدُ، فلم يقدِرْ عليه، ويقال إنَّه اجتمع بمعزِّ الدولة سِرَّا فحرضه على المُستكفي، حتى كان من أمْرِه ما كان، ثم أُحضِرَ الفَضلُ بن المُقتَدر وبويع له بالخلافةِ، ولقب بالمطيعِ لله، وبايعه الأمراءُ والأعيانُ والعامَّة، وضَعُفَ أمر الخلافة جدًّا حتى لم يبقَ للخليفةِ أمرٌ ولا نهيٌ ولا وزيرٌ أيضًا، فكانت مُدَّة خلافة المستكفي سنة وأربعة أشهر.



وفاة القائم العبيدي (الفاطمي) وولده المنصور يتسمَّى بالخلافة .

العام الهجري : 334 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

هو القائِمُ بأمرِ الله الفاطميُّ العُبَيدي أبو القاسم محمد نزارا بن عبيد الله المهدي صاحب إفريقيَّة، بايع له والِدُه عُبيد الله بولاية العهد بإفريقيَّة وجَهَّزه أبوه لضَمِّ مِصرَ مرتين، لكنَّه لم يُفلِحْ في ضَمِّها. وبعد وفاةِ القائمِ قام بالأمرِ بعده ابنُه إسماعيلُ، وتلقَّب بالمنصور بالله، وكتم موتَه؛ خوفًا أن يعلمَ بذلك أبو يزيد، وهو بالقربِ منه على سوسة، وأبقى الأمورَ على حالها، ولم يتسَمَّ بالخليفة، ولم يغيِّر السِّكَّة، ولا الخُطبة، ولا البنودَ، وبقي على ذلك إلى أن فرغ من أمرِ أبي يزيد، فلمَّا فرغ منه أظهَرَ موتَه، وتسمَّى بالخلافةِ.



استيلاء ركن الدولة البويهي على مدينة الري وغيرها .

العام الهجري : 335 العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

سار أبو عليِّ بن محتاج في عساكرِ خُراسان إلى الريِّ لاستنقاذِها من يدِ ركنِ الدَّولة بنِ بُوَيه، فسار في جمعٍ كثير فخرج إليه ركنُ الدولة محاربًا، فالتَقَوا على ثلاثة فراسخ من الريِّ، وكان مع أبي علي جماعةٌ كثيرة من الأكراد، فغدروا به، واستأمنوا إلى ركنِ الدولة، فانهزم أبو عليٍّ، وعاد نحو نيسابور وغَنِموا بعضَ أثقاله، ورجع ركنُ الدولة إلى الريِّ واستولى عليها وعلى سائرِ أعمالِ الجبَلِ، وأزال عنها الخراسانيَّة، وعَظُمَ مُلكُ بني بُوَيه، فصار بأيديهم أعمالُ الرَّيِّ، والجبل، وفارس، والأهواز، والعراق، ويُحمَل إليهم ضمانُ المَوصِل، وديار بكر، وديار مضر من الجزيرة.



فداء الأسرى بين الروم وسيفِ الدولة بن حمدان .

العام الهجري : 335 العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

كان الفِداءُ بالثغورِ بين المسلمينَ والرومِ على يدِ نَصرِ الثملي أميرِ الثغور لسيفِ الدولة بن حمدان، وكان عدة الأسرى 2480 أسيرًا مِن ذكَرٍ وأنثى، وفضَلَ للرُّومِ على المُسلِمينَ مائتان وثلاثون أسيرًا لكثرةِ مَن معهم من الأسرى، فوفاهم ذلك سيفُ الدولة.



معز الدولة البويهي يستعيد البصرة من أبي القاسم البريدي .

العام الهجري : 336 العام الميلادي : 947
تفاصيل الحدث:

سار مُعِزُّ الدولة ومعه المطيعُ لله إلى البصرةِ; لاستنقاذها مِن يَدِ أبي القاسم عبدِ الله بن أبي عبد الله البريدي، وسَلَكوا البريَّةَ إليها، فأرسل القرامِطةُ مِن هجَرَ إلى مُعِزِّ الدولة ينكرون عليه مسيرَه إلى البريةِ بغير أمْرِهم، وهي لهم، فلم يجِبْهم عن كتابهم، وقال للرَّسولِ: قل لهم مَن أنتم حتى تستأمِروا، وليس قصدي مِن أخذِ البَصرةِ غَيرَكم، وستَعلَمونَ ما تلقونَ مني. ولَمَّا وصل معزُّ الدولة إلى الدرهميَّة أو الدَّرهمة، استأمن إليه عساكِرُ أبي القاسم البريدي، وهرب أبو القاسمِ في الرابع والعشرين من ربيع الآخر إلى هجر، والتجأ إلى القرامِطة، ومَلَكَ مُعِزُّ الدولة البصرةَ، فانحلَّت الأسعارُ ببغداد انحلالًا كثيرًا.



ركنُ الدولة بن بويه يسيطر على طبرستان وجرجان .

العام الهجري : 336 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 947
تفاصيل الحدث:

اجتمع ركنُ الدولة بن بويه، والحسَنُ بن الفيرزان، وقصدا بلادَ وشمكير، فالتقاهما وشمكيرُ وانهزم منهما، وملك ركنُ الدولة طبرستان، وسار منها إلى جرجانَ فمَلَكها، واستأمَنَ مِن قوَّاد وشمكير مائة وثلاثة عشر قائدًا، فأقام الحسن بن الفيرزان بجرجان، ومضى وشمكير إلى خراسان مستجيرًا ومُستنجدًا لإعادةِ بلادِه.



خلاف بين ناصر الدولة الحمداني ومعز الدولة البويهي .

العام الهجري : 337 العام الميلادي : 948
تفاصيل الحدث:

سار مُعِزُّ الدولة من بغداد إلى الموصِل قاصدًا ناصِرَ الدولة الحمدانيَّ، فلما سمع ناصِرُ الدولة بذلك سار عن المَوصِل إلى نصيبين، ووصل معزُّ الدولة فمَلَك الموصِلَ في شهر رمضان، وظلم أهلَها وعسَفَهم، وأخذ أموالَ الرَّعايا، فكَثُرَ الدُّعاءُ عليه، وأراد معِزُّ الدولةِ أن يملِكَ جميعَ بلاد ناصرِ الدولة، فأتاه الخبَرُ من أخيه ركنِ الدولة أنَّ عساكِرَ خراسان قد قَصَدَت جرجان والريَّ، ويستمِدُّه ويطلب منه العساكِرَ، فاضطُرَّ إلى مصالحة ناصر الدولة، فتردَّدَت الرسل بينهما في ذلك، واستقَرَّ الصلح بينهما على أن يؤدِّيَ ناصِرُ الدولة عن الموصِل وديار الجزيرةِ كُلِّها والشَّام، كلَّ سنةٍ ثمانية آلاف ألف درهم، ويخطُبَ في بلاده لعمادِ الدولة، ورُكن الدولة، ومُعِز الدولة بني بُويه، فلما استقَرَّ الصُّلحُ عاد معز الدولة إلى بغداد فدخَلَها في ذي الحِجَّة.


=========

ج59. حروب سيف الدولة الحمداني ضد الروم .



العام الهجري : 337 العام الميلادي : 948
تفاصيل الحدث:

دخل سيفُ الدَّولةِ الحَمدانيُّ بجيشٍ كثيفٍ بلادَ الرُّومِ غيرَ أنه هُزِمَ وأخذ الرومُ كُلَّ ما في أيدي هذا الجيش، فأخذ الرومُ مرعش كما نال أهلَ طرطوس من الرومِ الأذى الكثيرُ، ولم يتمكَّنْ سيف الدولة من حمايتِهم ورَدِّ ما بهم.




وفاة عماد الدولة بن بويه .

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحسَنِ عليُّ بنُ بُوَيه، وهو أكبر أولاد بُوَيه، وأوَّلُ مَن تمَلَّك منهم، وكان عاقلًا حاذقًا حميد السيرة رئيسًا في نفسه. كان أولُ ظهورِه في سنة 322, فلما كان في هذا العام 338 قَوِيَت عليه الأسقامُ وتواترت عليه الآلامُ، فأحسَّ من نفسه بالهلاك، ولم يُفادِه ولا دفَعَ عنه أمرَ اللهِ ما هو فيه من الأموالِ والمُلك وكثرةِ الرِّجال والأموالِ، ولا رَدَّ عنه جيشُه من الديلم والأتراك والأعجام، مع كثرةِ العَدَد والعُدد، بل تخَلَّوا عنه أحوجَ ما كان إليهم، فسُبحانَ اللهِ المَلِك القادِرِ، القاهرِ العلَّام! ولم يكن له ولدٌ ذكَرٌ، فأرسل إلى أخيه ركن الدولةِ يستدعيه إليه ووَلَده عَضُد الدولة، ليجعَلَه وليَّ عَهدِه من بعده، فلمَّا قدم عليه فرِحَ به فرحًا شديدًا، وخرج بنفسِه في جميع جيشِه يتلقَّاه، فلمَّا دخل به إلى دار المملكة أجلسَه على السريرِ وقام بين يديه كأحدِ الأُمَراء؛ ليرفَعَ مِن شأنه عند أمرائِه ووزرائِه وأعوانه. وكان يومًا عظيمًا مشهودًا. ثم عقَدَ لعَضُد الدولة البيعةَ على ما يملِكُه من البلدان والأموال، وتدبيرِ المَملكة والرجال. وفيهم مِن بعضِ رُؤوسِ الأمراءِ كراهةٌ لذلك، فشَرَعَ في القبضِ عليهم، وقَتَلَ مَن شاء منهم وسَجَنَ آخرين، حتى تمهَّدَت الأمورُ لعضد الدولة. ثم كانت وفاةُ عماد الدولة بشيراز في هذه السنة، عن سبعٍ وخمسين سنةً، وكانت مُدَّةُ مُلكِه ست عشرة سنة، وكان من أقوى الملوك في زمانِه، وكان ممن حاز قَصَبَ السَّبقِ دون أقرانه، وكان هو أميرَ الأمراء، وبذلك كان يكاتِبُه الخلفاءُ، ولكِنَّ أخاه معز الدولة كان ينوبُ عنه في العراق والسواد.



وفاة الخليفة المستكفي بالله في بغداد .

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو الخليفة أبو القاسمِ عبد الله المستكفي بالله بن المكتفي علي بن المعتضد العباسي. كان رَبْعَ القامةِ مليحًا، معتدِلَ البَدَن، أبيضَ بحُمرةٍ، خفيفَ العارضين. وأمُّه أمُّ ولد. بويع وقتَ خَلعِ المتقي لله عام 333. وله يومئذٍ إحدى وأربعون سنة، ولقب بالمستكفي بالله. قام ببيعته أميرُ الأمراء توزون، ولَمَّا أقبل أبو الحسن أحمدُ بنُ بويه على العراق استولى على الأهوازِ والبصرة وواسط، ثم بغداد, وفَرَّ منها أميرُ الأمراء في حينها ابن شيرزاد, وتولَّى ابن بويه منصِبَ أميرِ الأمراء, ولقَّبَه المستكفي بمعز الدولة، وأصبحَ المُعِزُّ الآمِرَ الناهيَ في بغداد، وبلغ الحالُ بضعف الخليفة أن قرَّرَ له مُعِزُّ الدولة في الشهر مائة وخمسون ألف درهم فقط, وفي عام 334 دخل على الخليفةِ المستكفي اثنان من الديلم، فطلبا منه الرزقَ، فمَدَّ يدَه للتقبيلِ، فجَبَذاه من سريرِ الخِلافةِ، وجَرَّاه بعمامته، ونُهِبَت داره، وساقاه ماشيًا إلى منزل معزِّ الدولة، الذي خَلع المستكفيَ وسملَ عينيه بمِكحلٍ محميٍّ. ثم بايع للفَضلِ بن المقتدر، ولَقَّبَه بالمطيع لله، واستقَلَّ بملك العراق معزُّ الدولة. وضعُفَ أمرُ الخلافةِ جِدًّا، وظهر الرَّفضُ والاعتزال ببني بُوَيه. فكانت خلافةُ المستكفي ستة عشر شهرًا، ثم عاش بعد العزلِ والكَحلِ ذليلًا مقهورًا مسجونًا أربعةَ أعوام إلى أن مات وله سِتٌّ وأربعون سنةً.



وفاة اللغوي أبي جعفر النَحّاس .

العام الهجري : 338 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ مُحمَّد بن إسماعيلَ بنِ يونُسَ أبو جعفر المراديُّ المصريُّ النحويُّ، المعروف بالنَّحَّاس، والنَّحَّاس: نسبة إلى من يعمَلُ النَّحاسَ. لُغويٌّ مُفَسِّرٌ أديبٌ، له مُصَنَّفاتٌ كثيرةٌ في التفسيرِ وغيره، وقد سَمِعَ الحديثَ ولقي أصحابَ المُبَرِّد، أخذ النحوَ عن عليِّ بن سليمانَ الأحوص، وأبي بكر الأنباري، وأبي إسحاق الزَّجَّاج، ونِفطَوَيه، وغيرهم، وله مصنفاتٌ كثيرة مفيدة، منها (تفسير القرآن) و(الناسخ والمنسوخ) و(شرح أبيات سيبويهِ)، ولم يُصنَّفْ مِثلُه، وشَرح المُعَلَّقات والدواوين العشرة، وغير ذلك, وروى الحديثَ عن النَّسائي، وانتفع الناس به. كان مُقَتِّرًا على نفسه, يَهَبونَه العِمامةَ فيقطعُها ثلاثَ عمائِمَ، وكان سببُ وفاته: أنَّه جلس على درجِ المقياسِ في شاطئِ النِّيلِ، وهو في أيَّام زيادتِه، يقطِّعُ شيئًا من العروض، فسَمِعَه جاهِلٌ مِن العامَّة فظَنَّه يَسحَرُ النِّيلَ حتى لا يزيدَ ماؤه، فتغلو الأسعارُ، فرَفَسَه برجلِه فسَقَط فغَرِقَ، فلم يوُقَفْ له على خبَرٍ, ولم يُدرَ أين ذهب.



وفاة الخليفة العباسي القاهر بالله .

العام الهجري : 339 العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

هو أبو منصورٍ محمَّدُ بنُ المعتضد بن طلحة بن المتوكل. أمُّه أمُّ ولدٍ اسمُها فتنة، لَمَّا قُتِلَ المقتَدِرُ أُحضِرَ هو ومحمَّد بن المكتفي، فسألوا ابنَ المكتفي أن يتولَّى، فقال: لا حاجة لي في ذلك، وعمِّي هذا أحَقُّ به، فكلم القاهِر فأجاب، فبويعَ ولُقِّبَ القاهِرَ بالله، فأوَّلُ ما فعَلَ أنْ صادَرَ آلَ المُقتَدِر وعَذَّبهم، وضربَ أمَّ المُقتَدِر حتى ماتت في العذابِ، على الرغمِ أنَّها كانت تُحسِنُ إليه عندما حُبِسَ في بيتها بعد فشَلِ محاولةِ عَزلِ المُقتَدِر عام 317 وتعيينِه خليفةً بدلًا منه. وفي سنة إحدى وعشرين شغَّبَ عليه الجُندُ، واتَّفَقَ مُؤنِسٌ وابن مقلة وآخرون على خَلعِه بابن المكتفي، فتحيَّلَ القاهِرُ عليهم إلى أن أمسَكَهم وذبَحَهم وطيَّنَ على ابنِ المُكتفي بين حائِطَينِ، وأما ابنُ مُقلةَ فاختفى، فأُحرِقَت دارُه، ونُهِبت دورُ المُخالِفينَ، ثم أطلَقَ أرزاقَ الجُندِ فسَكَنوا، واستقام الأمرُ للقاهر، وعَظُم في القلوب، أمَرَ بتحريم القيان والخَمر، وقبَضَ على المغنِّين، ونفى المخانيثَ، وكسَرَ آلات اللهو، وأمر ببيعِ المُغَنِّيات من الجواري على أنَّهن سواذج، وكان مع ذلك هو لا يصحو مِن السُّكرِ، ولا يَفتُرُ عن سَماع الغناء, أهوجَ، سفَّاكًا للدِّماء، قبيحَ السِّيرةِ، كثيرَ التلَوُّنِ والاستحالة، مُدمِنًا للخمر، وفي عام 322 قَتَل القاهِرُ إسحاقَ بنَ إسماعيل النوبختي الذي كان قد أشار بخلافةِ القاهر، ألقاه على رأسِه في بئرٍ وطُمَّت، قيل: إنَّ ذَنبَه أنَّه زايدَ القاهِرَ قبل الخلافةِ في جاريةٍ، واشتراها فحَقَدَ عليه. تحَرَّك الجند عليه؛ لأنَّ أمير الأمراء ابنَ مُقلةٍ كان يوحشُ الجندَ مِن القاهر، ويقول لهم: إنَّه بنى لكم المطاميرَ ليَحبِسَكم، فأجمعوا على الفَتكِ به، فدخلوا عليه بالسُّيوفِ، فهرب، فأدركوه وقَبَضوا عليه وبايعوا أبا العبَّاس محمد بن المُقتَدِر ولقَّبوه: الراضي بالله، كان سببُ خلعِ القاهر سوءَ سيرته، وسَفكَه الدماءَ، فامتنع من الخَلعِ، فسَمَلوا عينيه حتى سالَتا على خَدَّيه، وتعَرَّض لصُنوفٍ من العذاب حتى مات في هذه السَّنةِ.



وفاة الفارابي .

العام الهجري : 339 العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

هو شيخُ الفَلسفةِ الحَكيمُ أبو نصر محمَّدُ بنُ محمد بن طرخان بن أوزلغ التركي الفارابي المنطقيُّ، من كبار الفلاسفة، قال الذهبي: "أحدُ الأذكياء. له تصانيفُ مشهورة, من ابتغى الهُدى منها ضَلَّ وحار, منها تخرَّجَ ابنُ سينا, نسأل الله التوفيق". تعلَّم اليونانية, ولقِيَ متَّى بن يونس فأخذ عنه, وسار إلى حرَّان فلزم بها يوحنَّا بن جيلان النصراني فتعلَّمَ عليه المنطِقَ, وقد أحكم أبو نصرٍ العربيَّةَ بالعراقِ، رحل إلى دمشق ثم حلب، يُعتبَرُ مساويًا لأرسطو في الفلسفة، ويعتبِرُ البعض أنَّ الفارابي هو مترجِمٌ لِمَا كان عليه أرسطو، كما أنَّ له مُشاركةً في الطبِّ والموسيقى، وهو من اخترع آلةَ القانون الموسيقيَّة المعروفة اليوم، وكان يحِبُّ الوَحدةَ, وكان يتزهَّدُ زُهدَ الفلاسفة، ولا يحتفِلُ بملبسٍ ولا منزلٍ, أجرى عليه ابنُ حمدان في كلِّ يومٍ أربعة دراهم. من تصانيفِه: آراءُ أهل المدينة الفاضلة، وجوامع السياسة، والمدخل إلى صناعة الموسيقى، وغير ذلك من الكتُب، توفِّيَ في طريقه إلى عسقلان؛ حيث قتله اللصوصُ، فنُقِلَ إلى دمشق وصلَّى عليه سيفُ الدولة الحمداني، ودفن بظاهر دمشق عن عُمرٍ يناهز الثمانينَ.



سيف الدولة بن حمدان يغزو بلاد الروم .

العام الهجري : 339 العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

دخل سيفُ الدَّولةِ بنُ حمدان بجيشٍ عظيمٍ نحو مِن ثلاثين ألفًا إلى بلادِ الرُّومِ فتوغَّلَ فيها وفتح حصونًا وقتل خلقًا وأسرَ أممًا، وغَنِمَ شيئًا كثيرًا ثمَّ رجع، فأخذت عليه الرومُ الدَّربَ الذي يخرجُ منه فقتلوا عامَّةَ مَن معه وأسَرُوا بقيَّتَهم واستردُّوا ما كان أخَذَه، ونجا سيفُ الدولة في نفرٍ يسيرٍ مِن أصحابه. ثمَّ في سنة 342 جمع سيفُ الدولة بن حمدان جيوشَ المَوصِل، والجزيرة، والشام، والأعراب، ووغلَ في بلاد الروم، فقتَلَ وسبى شيئًا كثيرًا، وعاد إلى حلَبٍ سالِمًا.



وفاة أبي القاسم الزجاجي النحوي .

العام الهجري : 339 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

هو أبو القاسمِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ إسحاقَ الزَّجَّاجي النَّحْوي البغدادي دارًا ونشأةً، والنَّهاونديُّ أصلًا ومولدًا. كان إمامًا في علمِ النَّحو، وصنَّفَ فيه كتابَ "الجُمل الكبرى" وهو كتابٌ نافعٌ لولا طولُه بكثرة الأمثلة. أخذ النحوَ عن محمَّد بن العبَّاس اليزيدي، وأبي بكر بن دُريد، وأبي بكر بن الأنباريِّ. وصَحِبَ أبا إسحاق إبراهيمَ بنَ السَّريِّ الزجَّاج فنُسِبَ إليه، وعُرِفَ به، وسكن دمشقَ وانتفع به الناسُ وتخَرَّجوا عليه، وتوفِّيَ بدمشق، وقيل بطَبَريَّة- رحمه الله تعالى.



إعادة القرامطة الحجر الأسود للكعبة .

العام الهجري : 339 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ ردَّ القرامِطةُ الحجَرَ الأسودَ المكِّيَّ إلى مكانه في البيت، وقد كان القرامطةُ أخذوه في سنة 317، وكان مَلِكُهم إذ ذاك أبا طاهر سُليمانَ بن أبي سعيد الجَنَّابي- لعنه الله- ولَمَّا وقع هذا أعظمَ المُسلِمونَ ذلك، وقد بذل لهم الأميرُ بجكم التركي قبل هذا العامِ خمسينَ ألف دينارٍ على أن يردوه إلى موضِعِه فلم يفعلوا، وقالوا: نحن أخذناه بأمرٍ فلا نرُدُّه إلَّا بأمرِ مَن أخذناه بأمرِه، وكَذَبوا فإنَّ الله تعالى قال: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28]، فلما كان في هذا العام 339 حملوه إلى الكوفةِ وعَلَّقوه على الأسطوانةِ السابعة مِن جامِعِها لِيَراه الناس، وكتب أخو أبي طاهر كتابًا فيه: "إنَّا أخَذْنا هذا الحجَرَ بأمرٍ، وقد ردَدْناه بأمرِ مَن أمَرَنا بأخذِه؛ ليتِمَّ حَجُّ الناسِ ومناسِكُهم"، ثم أرسلوه إلى مكَّةَ بغير شيء على قَعودٍ، فوصل في ذي القَعدة من هذه السنة، ولله الحمدُ والمنَّة، وكان مدَّة مغايبته عند القرامطة ثنتين وعشرين سنة، ففرح المسلمون لذلك فرحًا شديدًا، قال ابن كثير: " وقد ذكرَ غيرُ واحد أنَّ القرامطة لما أخذوه حملوه على عِدَّةِ جمالٍ فعَطِبَت تحته واعترى أسنِمَتَها القَرحُ، ولَمَّا ردوه حمَلَه قَعودٌ واحِدٌ ولم يُصِبْه أذًى"



ظهور بعض القائلين بالتناسخ ببغداد .

العام الهجري : 340 العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

رُفِعَ إلى وزيرِ مُعِزِّ الدولة الحسَنِ المهلَّبي أنَّ رجلًا يُعرَفُ بالبصريِّ مات ببغداد، وهم مُقَدَّم القراقرية، يدَّعي أنَّ رُوحَ أبي جعفرٍ محمَّد بن علي بن أبي القراقر قد حَلَّت فيه، وأنَّه خَلَّف مالًا كثيرًا كان يَجبيه من هذه الطائفةِ، وأنَّ له أصحابًا يعتَقِدونَ ربوبيَّته، وأنَّ أرواحَ الأنبياءِ والصِّديقينَ حَلَّت فيهم، فأمر بالختمِ على التَّرِكة، والقبضِ على أصحابه، والذي قام بأمرِهم بعده، فلم يجِدْ إلَّا مالًا يسيرًا، ورأى دفاتِرَ فيها أشياءُ مِن مذاهبهم، وكان فيهم غلامٌ شابٌّ يدَّعي أنَّ رُوحَ عليِّ بنِ أبي طالب حلَّت فيه، وامرأةٌ يقال لها فاطمة تدَّعي أنَّ رُوحَ فاطمةَ حَلَّت فيها، وخادِمٌ لبني بسطام يدَّعي أنه ميكائيل، فأمر بهم المهلبي فضُرِبوا ونالهم مكروهٌ، ثمَّ إنَّهم توصَّلوا بمن ألقى إلى مُعِزِّ الدولة أنَّهم من شيعة عليِّ بنِ أبي طالب، فأمر بإطلاقِهم، وخاف المهلَّبي أن يقيمَ على تشَدُّدِه في أمرِهم فيُنسَبَ إلى تَركِ التشَيُّع، فسكَت عنهم.



نشوب حرب مع الروم في صقلية .

العام الهجري : 340 العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

كان المنصورُ الفاطميُّ- صاحِبُ إفريقيَّةَ- قد استعمَلَ على صقليَّة سنة 336 الحسَنَ بنَ علي بن أبي الحسين الكلبي، فدخلها واستقَرَّ بها، وغزا الرومَ الذين بها عدَّةَ غَزَوات، فاستمَدُّوا مَلِكَ قسطنطينيَّة فسيَّرَ إليهم جيشًا كثيرًا، فنزلوا أذرنت، فأرسل الحسَنَ بنَ علي إلى المنصور يعَرِّفه الحال، فسيَّرَ إليه جيشًا كثيفًا مع خادِمِه فرح، فجمع الحسَنُ جُندَه مع الواصلين وسار إلى ريو، وبثَّ السَّرايا في أرض قلورية، وحاصر الحسَنُ جراجةَ أشَدَّ حِصارٍ، فأشرف أهلُها على الهلاكِ مِن شِدَّةِ العَطَشِ، ولم يبقَ إلَّا أخذُها، فأتاه الخبَرُ أنَّ عسكرَ الرومِ واصِلٌ إليه، فهادن أهلَ جراجة على مالٍ يؤدُّونَه، وسار إلى الرومِ، فلمَّا سَمِعوا بقُربِه منهم انهزموا بغيرِ قِتالٍ، وتركوا أذرنت، ونزل الحسَنُ على قلعة قسانة، وبثَّ سراياه تَنهَبُ، فصالحه أهلُ قسانة على مالٍ، ولم يزَلْ كذلك إلى شَهرِ ذي الحجة، وكان المصافُّ بين المسلمين وعسكَرَ قسطنطينية ومن معه من الرومِ الذين بصقلية، ليلةَ الأضحى، واقتتلوا، واشتدَّ القتال، فانهزم الروم ورَكِبَهم المسلمون يقتلونَ ويأسِرونَ إلى اللَّيلِ، وغَنِمُوا جميعَ أثقالهم وسلاحِهم، ودوابِّهم، وسيَّرَ الرؤوسَ إلى مدائن صقلية، وإفريقية، وحصر الحسَنُ جراجة، فصالحوه على مالٍ يَحمِلونه، ورجع عنهم، وسيَّرَ سَرِيَّة إلى مدينة بطرقوقة، ففتحوها وغَنِموا ما فيها، ولم يزَل الحسن بجزيرةِ صقليَّة إلى سنة إحدى وأربعين، فمات المنصورُ، فسار عنها إلى إفريقيَّة، واتصل بالمعزِّ بن المنصور، واستخلف على صقليَّة ابنَه أبا الحُسين أحمد.



تتابع فتوحات المسلمين في الأندلس .

العام الهجري : 340 العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

كانت للمُسلمين غزواتٌ على نصارى الأندلُس، نصَرَهم اللهُ فيها. منها فتحٌ على يدِ قائدِ بطليوس بجيليقة، هزَمَهم أقبحَ هزيمةٍ، قَتَل جملةً مِن حُماتهم ومقاتِلتِهم، وسبى من نسائِهم وذراريِّهم نيِّفًا وثلاثمائة رأس، ووصل ذلك السبيُ إلى قرطبة، وفتحٌ آخَرُ على يدي أحمدَ بنِ يعلى قائدِ الناصرِ، وفتحٌ آخَرُ على يدي رشيقٍ قائد الناصر على طلبيرة، وفتحٌ آخَرُ على يدي يحيى بن هاشم النجيبي.



حَجَبة الكعبة يصلحون الحجر الأسود ويجعلون له طوقا من فضة .

العام الهجري : 340 العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

قلَعَ حَجَبةُ الكعبةِ الحجَرَ الأسودَ لا لأخْذِه، بل لعدمِ رِضاهم عن وَضعِ سنبر بن الحسن صاحِبِ القرمطيِّ الذي وضَعَه لَمَّا ردُّوه في العام الماضي، فجعلوه في الكعبةِ، فأحبُّوا أن يجعلوا له طوقًا مِن فِضَّة فيُشَدُّ به كما كان قديمًا، كما عَمِلَه عبد الله بن الزبير، وأخذ في إصلاحِه صانعانِ حاذقانِ فأحكماه. قال أبو الحسن محمَّد بن نافع الخزاعي: " دخلتُ الكعبةَ فيمن دخَلَها فتأمَّلتُ الحجَرَ، فإذا السَّوادُ في رأسِه دون سائِرِه, وسائِرُه أبيضُ، وكان طولُه فيما حزرتُ مِقدارَ عَظمِ الذِّراعِ ".



وفاة منصور بن قراتكين أمير ما وراء النهر .

العام الهجري : 340 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

هو منصورُ بنُ قراتكين، صاحِبُ الجيوش الخراسانيَّة، من أكابرِ أصحابِ نوحٍ وخَواصِّه؛ أميرِ ما وراء النهرِ وخُراسان. توفِّيَ بعد عَودتِه مِن أصبهان إلى الريِّ، ذكر العراقيونَ أنَّه أدمن الشُّربَ عِدَّةَ أيام بلياليها، فمات فجأةً، وقال الخراسانيُّونَ إنَّه مَرِضَ ومات، فالله أعلم. ولَمَّا مات رجعت العساكِرُ الخراسانيَّة إلى نيسابور، وحُمِلَ تابوتُ منصور، ودُفِنَ إلى جانب والده باسبيجاب.



وفاة أبي المظفر بن محتاج صاحب جيوش خراسان .

العام الهجري : 340 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

هو أبو المظَفَّر بنُ أبي علي بنِ محتاج صاحب جيوش خراسان، توفي ببُخارى كان قد رَكِبَ دابَّةً أنفَذَها إليه أبوه، فألقَتْه وسَقَطت عليه فهَشَمتْه، فمات من يومِه، وعَظُمَ مَوتُه على الناس كافَّةً، وشَقَّ موته على الأميرِ نوح الساماني أميرِ بلادِ ما وراء النهر، وحُمِلَ إلى الصغانيان إلى والدِه أبي علي.



وفاة الإمام أبي إسحق المروزي .

العام الهجري : 340 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 951
تفاصيل الحدث:

هو إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ إسحاقَ المعروفُ بأبي إسحق المروزيِّ، يُنسَبُ إلى مَرْو الشاهجان، وهي إحدى حواضِرِ خراسان. كان إمامَ عَصرِه في الفتوى والتدريس، وانتهت إليه رئاسةُ الفِقهِ في العراق بعد ابنِ سُرَيج، أخذ الفِقهَ عن عبدان المروزي وابنِ سُريج والإصطخري. أقام ببغدادَ زمنًا طويلًا يدرِّس ويُفتي، وتخرَّج على يديه خلقٌ كثيرٌ. ثم انتقل إلى مصرَ في آخرِ حياته، وجلس بها مجلِسَ الشافعيِّ يدرِّس ويُفتي، فانتفع به خلقٌ كثيرٌ في الفقه. صنَّف كتبًا كثيرة؛ منها: " شرح مختصر المُزَني " و " الفصول في معرفة الأصول " وكتاب " الشروط ". وقد ضم إلى التبحُّرِ في الفقهِ الورَعَ والتقوى. وكانت وفاتُه بمصرَ.



وفاة أبي الحسن الكرخي .

العام الهجري : 340 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 952
تفاصيل الحدث:

هو عُبيدُ الله بنُ الحسَنِ بنِ دلَّال بن دلهم، المعروفُ بأبي الحسَن الكَرخيِّ، أحدُ مشايخ الحنفيَّة المشهورين، ولد سنة 260 وسكن بغدادَ ودرَّسَ فِقهَ أبي حنيفة وانتَهَت إليه رئاسةُ أصحابه في البلاد، وكان متعبِّدًا صبورًا على الفقرِ عزوفًا عمَّا في أيدي الناس، ولكنه كان رأسًا في الاعتزالِ، وقد سمع الحديثَ مِن إسماعيلَ بنِ إسحاق القاضي، وروى عنه حَيوةُ وابنُ شاهين، وأصابه الفالج في آخر عمره، فاجتمع عنده بعضُ أصحابه وتشاوروا فيما بينهم أن يكتُبوا إلى سيفِ الدولة بن حمدان ليساعِدَه بشَيءٍ يستعينُ به في مرضه، فلمَّا عَلِمَ بذلك رفع رأسَه إلى السَّماءِ وقال: " اللهمَّ لا تجعَلْ رزقي إلَّا مِن حيثُ عَوَّدْتني ". فمات عَقِبَ ذلك قبل أن يصِلَ إليه ما أرسَلَ به سيفُ الدولة، وهو عشرةُ آلاف درهم، فتصَدَّقوا بها بعد وفاته، وقد توفِّيَ عن ثمانينَ سنة.



قصد صاحب عمان البصرة بمساعدة من القرامطة .

العام الهجري : 341 العام الميلادي : 952
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بنُ وجيه، صاحِبُ عمان، في البحرِ والبَرِّ إلى البصرة فحَصَرها، وكان سببُ ذلك أنَّ معِزَّ الدولة لَمَّا سلك البريَّةَ إلى البصرة، وأرسل القرامِطةُ يُنكِرونَ عليه ذلك، فعَلِمَ يوسف بن وجيه استيحاشَهم مِن مُعِزِّ الدولة، فكتب إليهم يطَمِّعُهم في البصرة، وطلب منهم أن يُمِدُّوه من ناحية البَرِّ، فأمدُّوه بجمعٍ كثير منهم، وسار يوسفُ في البحر، فبلغ الخبَرُ إلى الوزير الحسَن المهلَّبي وقد فرغ من الأهواز والنظرِ فيها، فسار مجِدًّا في العساكرِ إلى البصرة، فدخلها قبل وصولِ يوسُفَ إليها، وشحَنَها بالرجال، وأمدَّه مُعِزُّ الدولة بالعساكرِ وما يحتاج إليه، وتحارَبَ هو وابنُ وجيه أيامًا، ثم انهزم ابنُ وجيه، وظَفِرَ المهَلَّبي بمراكبه وما معه من سلاحٍ وغَيرِه.



وفاة المنصور العبيدي (الفاطمي) وتوليّ المعز الحكم .

العام الهجري : 341 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 953
تفاصيل الحدث:

هو المنصورُ بالله أبو الطاهرِ إسماعيلُ بنُ القائم أبي القاسم محمَّد بن عُبَيد الله المهدي، بويع يومَ وفاةِ أبيه القائم، وكان بليغًا فصيحًا يرتجِلُ الخُطَب. كانت خلافتُه سبعَ سنينَ وستَّة عشر يومًا، وكان سببُ مَوتِه أنَّه مَرِضَ من البردِ الشديدِ، فلازَمَه السهرُ حتى لا يستطيعَ النَّومَ أبدًا، فداواه أحد الأطباء بدواءٍ منوِّمٍ فمات منه، ولَمَّا مات وَلِيَ الأمرَ بعده ابنُه معد، وهو المعِزُّ لدين الله، وأقام في تدبير الأمور إلى سابع ذي الحجة، فأذِنَ للناس فدخلوا عليه، وجلس لهم، فسَلَّموا عليه بالخلافة، وكان عمره أربعًا وعشرينَ سنة.



قتال بين حجاج العراق وحجاج مصر .

العام الهجري : 342 العام الميلادي : 953
تفاصيل الحدث:

كان أميرُ الحُجَّاج العراقيين الشَّريفان أبو الحسن محمد بن عبد الله، وأبو عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى العلويان، فجرى بينهما وبين عساكِرِ المِصريِّين من أصحابِ ابنِ طغج حربٌ شديدة، وكان الظَّفَرُ لهما، فخطَبَ لمُعِزِّ الدولة بمكَّة، فلما خرجا من مكَّة لَحِقَهما عسكرُ مِصرَ، فقاتَلَهما، فظفرا به أيضًا.


===================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

3. سورة ال عمران {ج5}

3. سورة ال عمران {ج5}    سُورَةُ آل عِمْرانَ الآيات (187-188) ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ...