ج198. تغلب الجيشِ البولوني على الجيش العثماني واستيلاؤه على خوتين . العام الهجري : 1084 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1673
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش البولوني بقيادة "سوبياسكي" والمكون من 80 ألف جندي من الاستيلاء على خوتين الواقعة على نهر تورلا من العثمانيين بعد هزيمة الجيش العثماني المكون من 30 ألف جندي في معركة استمرت 3 ساعات.
المعاهدة النهائية للامتيازات بين الدولة العثمانية وإنجلترا .
العام الهجري : 1086 العام الميلادي : 1675
تفاصيل الحدث:
عقد السلطان محمد الرابع معاهدة جدَّد فيها الامتيازات التجارية الممنوحة لدولة إنكلترا وأضيف إليها بنود أخرى، وأطلق عليها اسم المعاهدة النهائية للامتيازات بين الإمبراطورية العثمانية وإنكلترا، وتُمثل هذه المعاهدة المرحلة الثانية في تاريخ الامتيازات في نَيل التاجر البريطاني حريةَ التجارة داخل البلاد العثمانية والتمتع بما يكفي حماية نفسه وماله.
وفاة الصدر الأعظم العثماني زاده فاضل أحمد باشا كوبريلي .
العام الهجري : 1087 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1676
تفاصيل الحدث:
هو الصدر الأعظم زاده فاضل أحمد باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي رئيس الوزراء، وأحد رجالات الدولة العثمانية الكبار في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى رئاسة الوزراء في تاريخ الدولة العثمانية. توفي عن إحدى وأربعين سنة قضى منها خمس عشرة سنة في منصب الصدارة العظمى بكل أمانة وصدق سائرًا في ذلك على خطة والده محمد علي باشا, وتقلد منصب الصدارة بعده زوج أخته قرة مصطفى باشا، ولم يكن كفؤًا للسير في الطريق الذي رسمه كوبريلي الكبير وولده، بل اتبع مصلحته الذاتية وباع المناصب العالية والمعاهدات والامتيازات المجحفة بالدولة حالًا ومستقبلًا بدراهم معدودة.
وفاة الشيخ المحدث علاء الدين الحصكفي مفتي الحنفية في دمشق .
العام الهجري : 1088 العام الميلادي : 1677
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ المحدث محمد بن علي بن محمد الحصني، المعروف بعلاء الدين الحصكفي، الكثير الحفظ والمرويات، مفتي الحنفية في دمشق. مولدُه في دمشق سنة 1025. كان فاضلًا عالي الهمة، عاكفًا على التدريس والإفادة. من كتبه الدر المختار في شرح تنوير الأبصار في فقه الحنفية، وإفاضة الأنوار على أصول المنار في الفقه، والدر المنتقى شرح ملتقى الأبحر في الفقه، وشرح قطر الندى في النحو، وله تعليق على صحيح البخاري في مجلد. توفي في دمشق عن 63 سنة.
رفع القائد العثماني شيطان إبراهيم باشا الحصار عن قلعة جهرين .
العام الهجري : 1088 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1677
تفاصيل الحدث:
رفع القائد العثماني شيطان إبراهيم باشا الحصار عن قلعة جهرين في أوكرانيا، وذلك بسبب المقاومة الكبيرة التي أبداها 60 ألف جندي روسي وأوكراني.
وفاة ابن العماد الحنبلي .
العام الهجري : 1089 العام الميلادي : 1678
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن العماد العكبري، مؤرخ وفقيه حنبلي وعالم بالأدب، ولد في دمشق سنة 1032 ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم على بعض الشيوخ، وطلب العلم مشمِّرًا عن ساعد الجد والاجتهاد، فأخذ عن أعلام الأشياخ، وأجلُّهم الشيخ أيوب الخلْوَتي الصوفي. وتلقى الفقهَ قراءة وأخذًا عن ابن فقيه فُصَّة مفتي الحنابلة بالشام في عصره، ثم رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة طويلة، فأخذ العلم عن أشياخها. ثم عاد إلى دمشق ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثيرٌ من أبناء عصره، وتوفي بمكة حاجًّا، من مصنفاته شذرات الذهب في أخبار من ذهب، وله معطية الأمان من حنث الأيمان، وغيرها من الكتب.
بدءُ السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الأولى على روسيا .
العام الهجري : 1089 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1678
تفاصيل الحدث:
بدأ السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الأولى على روسيا، وكانت تلك الحملة الأولى لسلطان عثماني على روسيا، حيث كان يقوم بهذه المهمة في السابق خان القرم.
استيلاء الجيش العثماني على قلعة "جهرين" .
العام الهجري : 1089 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1678
تفاصيل الحدث:
تمكَّن الجيش العثماني من الاستيلاء على قلعة جهرين في أوكرانيا بعد حصار دام 32 يومًا، قتل خلاله 20 ألف جندي روسي وأوكراني.
بدء السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الثانية على روسيا .
العام الهجري : 1091 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1680
تفاصيل الحدث:
بدأ السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الثانية على روسيا، وقد انتهت هذه الحملة بعقد صلح بين العثمانيين والروس.
قتال بين الروس والعثمانيين انتهى بمعاهدة رادزين .
العام الهجري : 1093 العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
بعد أن توفي الصدر الأعظم أحمد كوبريلي عام 1087هـ خلفه في الصدارة صهره قرة مصطفى، ولم يكن بكفاءة أحمد كوبريلي ووالده محمد باشا, فأثار القوزاق الذين استنجدوا بروسيا فوقعت الحرب بين الطرفين عام 1088هـ واستمرت حتى عام 1092هـ حتى عقدت معاهدة أنهت الحرب وبقيت الأمور كما كانت قبل الحرب، ولكن أصبح القوزاق أميلَ إلى أعدائهم الروس منهم إلى العثمانيين إخوانهم في السابق، وتمت المعاهدة المعروفة باسم معاهدة رادزين نسبة إلى المدينة التي وقعت فيها، والتي تقع جنوب غربي فارسوفيا (وارسو أو فرصوفيا عاصمة بولونيا).
وفاة السلطانة خديجة تارخان .
العام الهجري : 1093 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
هي السلطانة خديجة تارخان نائبة السلطنة في الدولة العثمانية، والتي تولت النيابة سنة 1651م؛ لصغر عمر ولدها السلطان محمد الرابع واستمرت في النيابة حتى عام 1656م. وخديجة من أصل أوكراني، وتوفيت عن 56 عامًا، وقد حازت أطول مدة لامرأة تحصل على صفة "السلطانة - الوالدة"، في التاريخ العثماني، حيث استمرت هذه الصفة لصيقة بها لمدة 34 عامًا.
إعلان الدولة العثمانية الحرب على ألمانيا .
العام الهجري : 1093 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
قامت الدولة العثمانية بإعلان الحرب على ألمانيا بعد 18 عامًا على صلح "فاشفار" الذي وقعه الجانبان.
استيلاء القائد العثماني أوزون إبراهيم باشا على "قلعة فولك" .
العام الهجري : 1093 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد العثماني أوزون إبراهيم باشا من الاستيلاء على "قلعة فولك" الحصينة في سلوفاكيا إضافة إلى 28 قلعة أخرى بالمنطقة، وقد استطاع هذا القائد تحقيق السيطرة الكاملة على سلوفاكيا.
حصار الدولة العثمانية لفيينا عاصمة النمسا .
العام الهجري : 1094 العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
كان الصدر الأعظم قرة مصطفى قد سار عام 1092هـ لمحاربة النمسا بطلب من سكان الأقسام المجرية التي تخضع للنمسا بسبب استبداد النمسا المذهبي، وانتصر الصدر الأعظم في عدة معارك، ثم سار نحو فيينا وألقى عليها الحصار مدة شهرين من هذا العام, كان فتح فيينا يمثِّل حلمًا طالما راود سلاطينَ العثمانيين؛ لِما تمثِّلُه فيينا من أهمية استراتيجية للسيطرة على خطوط التجارة والمواصلات في القلب الأوروبي. فالسلطان سليمان القانوني حاصرها مرتين متتاليتين في عهده دون جدوى, فكان الأول منهما قبل 157 سنة في سنة 932, والمحاولة الثانية كانت سنة 939, وفي هذا الحصار الثالث كادت أن تُفتح فيينا أمام القوة العثمانية لولا نداءات البابا إلى الدول النصرانية وإثارة الهمم الصليبية، فوصلت قوات بولونيا وأمراء سكسونيا وبارفايا الألمان إلى العاصمة النمساوية، فهُزم المسلمون وانسحبوا بعد معارك طاحنة، واتجهوا نحو مدينة بودا، فوجد ملك بولونيا فرصة للثأر فتتبعهم يقتلُ كل من يستطيع قتله في مؤخرة العثمانيين، وكان هذا سبب قتل الصدر الأعظم قرة مصطفى حيث غضب عليه الخليفة وأمر بقتلِه وتنصيب إبراهيم باشا بدلَه.
طرد الفرنسيين من الجزائر .
العام الهجري : 1094 العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
عندما شنَّ الفرنسيون حملة صليبية كبيرة هدفها احتلال الجزائر في هذه السنة اضطر الداي بابا حسن إلى التفاوض معهم على أن يدفع لهم جزية كبيرة ويطلق جميع الأسرى الفرنسيين في الجزائر، لكن هذا الرضوخ من الداي لم يعجب طائفة رياس البحر وزعيمهم حسين ميزو مورتو الذين عبروا عن سخطهم بقتل الداي بابا حسن وتعيين حسين ميزو مورتو دايا مكانه، وبعد توليه الحكم أرسل خطابًا شديد اللهجة إلى قائد الحملة الفرنسية دوكين ينذره ويأمره بالخروج من الجزائر إلا أن دوكين كان مغترًّا بقوته، فرفض الاستماع لتهديد الداي الجديد الذي ما كان منه إلا أن أحضر القنصل الفرنسي المتهم بالتجسس على الجزائر وأدخله في فوهة أحد المدافع وقذفه على الفرنسيين فتطايرت أشلاؤه في عرض البحر، ولم يكتفِ بذلك بل أتبعه بعشرين أسيرًا فرنسيًّا آخر من أعوانه، وأمام هذا التحدي الكبير لم يجد دوكين بدًّا من الانسحاب من الجزائر.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع البندقية .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
وقعت الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع البندقية. وبمقتضى هذه المعاهدة فُرض على البندقية تسديد غرامة قدرها ربع مليون قطعة ذهبية للدولة العثمانية.
فتح القائد العثماني حسين باشا براتسلافا الألمانية .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
استطاع القائد العثماني حسين باشا أن يفتح براتسلافا الألمانية، وأن يغنم منها تاج إمبراطور ألمانيا، والذي كان موجودًا فيها.
هزيمة الجيش العثماني في معركة "ألمان داغي" .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في معركة "ألمان داغي" أثناء حصاره لفيينا للمرة الثالثة، فعندما تداعت الدول الأوروبية بأقصى سرعة لنجدة فيينا من السقوط، وأعلن بابا روما الحرب الصليبية على العثمانيين، وأمر ملك بولندا سوبيسكي بنقض عهده مع العثمانيين، وأمر أيضًا أمراء ساكسونيا وبافاريا الألمان، وهم أقرب أمراء أوربا بالتوجه إلى فيينا بأقصى سرعة ممكنة، وكان قرة مصطفى قد وضع قوة عثمانية كبيرة يقودها أمير القرم مراد كراي عند جسر الدونة, وهنا حدث ما لم يكن في حسبان أحد لا من العثمانيين ولا من الأوربيين؛ إذ قام مراد كراي بخيانة عظمى للإسلام والمسلمين، وذلك بأنه سمح للأوربيين بالعبور من الجسر دون قتال، ثم حدثت خيانة عظمى أخرى من جانب أوغلو إبراهيم قائد ميمنة الجيش العثماني؛ إذ انسحب من القتال الذي اندلع بمنتهى العنف في 20 رمضان من هذه السنة، وكان لهذا الانسحاب الأثر الأكبر في هزيمة العثمانيين، وقد استطاع قرة مصطفى أن ينسحب بصورة منظمة من أرض المعركة بعد قتل 10 آلاف عثماني، وفي طريق العودة قام قرة مصطفى بإعدام كل من مراد كراي وأوغلو إبراهيم، ولكن لم يشفع ذلك له عند السلطان محمد الرابع الذي أمر بقتله, وتعدُّ هذه الهزيمة عند أسوار فيينا نقطةَ تحول فاصلة في التاريخ العثماني والأوروبي غيَّرَت مجرى التاريخ العالمي، واشتدت الحروب الصليبية على العثمانيين، وفقدت الجيوش العثمانية هيبتَها!!
انتصار الجيش العثماني على الجيش البولوني في معركة "جكردلن" .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيش العثماني بقيادة محمد باشا على خصمه الجيش البولوني بقيادة الملك سوبياسكي في معركة "جكردلن"، وقتل من البولونيين في هذه المعركة 10 آلاف جندي.
استيلاء الجيش البولوني والقوات الأوربية على قلعة "إستركون" .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش البولوني وعدد من القوات من أوربا من الاستيلاء على قلعة "إستركون" التابعة للدولة العثمانية بعد 22 يومًا من الحصار. وكانت هذه القلعة من أهم القلاع العثمانية في أوربا، والتي استمرت سيطرة العثمانيين عليها 128 عامًا.
=============
199.
العثمانيون يفتحون (بودوليا) في بولندا و(فيينا) في النمسا .
العام الهجري : 1095 العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
عندما حاول أمير ترانسلفانيا جورج راغوجي عدم الوفاء بالتزاماته المالية عزله العثمانيون وولوا مكانه ميخائيل أبافي، فكان هذا سببًا في قيام حرب تزعَّمها المجريون، ثم انضم لهم جماعة من الأوربيين في حرب صليبية كان العثمانيون لها بالمرصاد حتى وصلوا إلى حدود النمسا، ثم أحرز العثمانيون النصر عليهم، ثم حصلت حرب بين السويد وبولونيا (بولندا) فاستنجد ملك السويد بالعثمانيين على أن تصبح بولونيا تحت نفوذهم، فاتجه العثمانيون إلى بولونيا فقامت معارك ضارية فقد البولنديون فيها قلعة فامنج، حتى اضطر ميخائيل ملك بولونيا إلى عقد صلح مع العثمانيين تخلى بموجبه عن بودوليا وأوكرانيا، ثم عادت الحروب بينهم سِجالًا مرة أخرى، ولكن الأمر بقي لصالح العثمانيين؛ حيث عاد ملك بولندا للتخلي عن باقي أجزاء أوكرانيا وبودوليا للعثمانيين.
بريطانيا تتخلى عن طنجة لسلطان مراكش .
العام الهجري : 1095 العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
كانت طنجة مُستعمَرة من قبل البرتغاليين وبقيت تحتهم قرنين من الزمن ثم تنازلت الأميرة البرتغالية عنه لملك إنكلترا، فأصبحت تحت السيطرة البريطانية إلى أن قام إسماعيل السعدي ملك العلويين في مراكش بمحاصرة ثغر طنجة، واستمر الأمر ست سنوات إلى أن انتزعه في هذا العام من البريطانيين، وكان من أهم الثغور التجارية والمواقع الاستراتيجية على البحر الأبيض المتوسط.
انتصار القائد العثماني سليم كيراي على ملك بولونيا .
العام الهجري : 1095 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1684
تفاصيل الحدث:
استطاع القائد العثماني القرمي سليم كيراي أن يهزم سوبياسكي ملك بولونيا في معركة كامانيجة.
التحالف المقدس بين الصليبيين ضد العثمانيين .
العام الهجري : 1096 العام الميلادي : 1684
تفاصيل الحدث:
إن الانتصار الذي أحرزه الصليبيون في فك حصار فيينا زاد من أواصر الصليبية وشجعها على المضي، فكونت أوربا حلفًا ضم: النمسا، وبولونيا، والبندقية، ورهبان مالطة، والبابا، وروسيا، وسموه (الحِلف المقدس)؛ وذلك للوقوف في وجه المد الإسلامي الذي أصبح قريبًا من كل بيت في أوربا الشرقية؛ بسبب جهاد العثمانيين الأبطال، وبدأ الهجوم الصليبي على ديار الدولة العثمانية، وبدأ هذا التحالف بالعمل؛ فالنمسا بدأت تهاجم بلاد المجر وتمكنت من دخول مدينة بست وحاصرت مدينة بودا، ثم أخذت عدة مواضع، منها قلعة نوهزل، وكانت هذه الهزيمة سببًا في عزل الصدر إبراهيم باشا ونفيه إلى جزيرة رودوس، وعُين مكانه سليمان باشا الذي أسرع لنجدة بودا غير أن النمساويين قد دخلوها عنوة، وهُزم العثمانيون عام 1097هـ ثم هُزموا ثانية في العام التالي في موهاكز، وكانت أيضًا جيوش ملك بولونيا سوبيسكي تُغير على ولاية البغدان وتهددها، وأما سفن البندقية فكانت تُغير باستمرار على سواحل اليونان والمورة وتسندُها سفن أخرى من قِبَل البابا ورهبان مالطة، وتمكنت من دخول أثينا وكورنتا، وعدد آخر من المدن عام 1097هـ.
هزيمة جيش البندقية في معركة شين .
العام الهجري : 1096 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد العثماني فندق مصطفى باشا- حاكم البوسنة- من هزيمة جيش البندقية في معركة شين.
استسلام قلعة "أويفار" الخاضعة للدولة العثمانية .
العام الهجري : 1096 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
كانت أويفار خاضعة للدولة العثمانية منذ 21 عامًا. ثم استسلمت قلعتها أويفار إلى دوق لورين بعد حصار دام 50 يومًا، وكان الاستيلاء على هذه القلعة سببًا في إقامة الأفراح في العالم النصراني. وقد كانت هذه القلعة خاضعة للألمان، فاستولى عليها العثمانيون سنة 1074، وهي من أمنع وأقوى قلاع أوربا.
انتصار القائد العثماني سليم كيراي على ملك بولونيا في معركة بويان .
العام الهجري : 1096 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد العثماني القرمي سليم كيراي من هزيمة ملك بولونيا سوبياسكي في معركة بويان، وخسر البولونيون في هذه المعركة 6 آلاف قتيل و5 آلاف أسير.
وفاة القائد العثماني داماد ملك إبراهيم باشا .
العام الهجري : 1097 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
هو القائد العثماني الكهل الفذ داماد ملك إبراهيم باشا، كان اسمه شيطان إبراهيم باشا، استبدل به السلطان محمد الرابع ملك إبراهيم باشا بعد انتصار القوات العثمانية في معركة كرز إلياس على الألمان، وعينه قائدًا بدل بكري مصطفى باشا, وبعد سقوط أويفار بيد الألمان أصدر رئيس الوزراء العثماني قرة إبراهيم باشا أمرًا بقتل داماد ملك إبراهيم باشا متَّهِمًا إياه بالمسؤولية عن سقوطها, وقيل إن السبب الحقيقي في قتله أن الصدر قرة إبراهيم كان يخشى أن يحتل ملك إبراهيم مكانه الذي فقده بعد قتله لمنافسه ملك إبراهيم باشا بخمسة عشر يومًا, وقيل بسبب رفضه القيام بحملات خارجية.
استيلاء القائد البندقي موروسيني على قلعة نافارين من العثمانيين .
العام الهجري : 1097 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1686
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد البندقي موروسيني من الاستيلاء على قلعة نافارين في جزيرة المورة باليونان من العثمانيين بعد حصار استمر 13 يومًا تقريبًا.
سيطرة الجيش الألماني وحلفائه على قلعة "بودين" في بودابست .
العام الهجري : 1097 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1686
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش الألماني الضخم وحلفاؤه من الأوربيين من السيطرة على قلعة ومدينة "بودين" في بودابست، بعد دفاع عثماني مجيد، سقط خلاله آلاف القتلى من العثمانيين، وكان العثمانيون قد فتحوها قبل 160 عامًا إبَّان حكم سليمان القانوني، وكان سقوطها من أكبر المصائب العثمانية.
سقوط مدينة بودابست المجرية في يد الألمان وطرد الأتراك منها .
العام الهجري : 1098 العام الميلادي : 1686
تفاصيل الحدث:
كان العثمانيون قد حاصروا فيينا وكادوا يفتحونها لولا أن الصليبيين تحالفوا بفعل نداءات البابا لهم، فقاموا بالتكالب على الدولة العثمانية كلٌّ من طرف، فوصلت القوات من كل مكان من بولونيا وبافاريا الألمان إلى فيينا لفك الحصار، ثم بعد فك الحصار عقد البابا حلفًا مع الروس والألمان والبولنديين والبنادقة على طرد العثمانيين من المجر، فقامت كل دولة بالهجوم على الدولة العثمانية من طرق؛ لتشتيت قواها، فاستطاع الألمان أن يستعيدوا منها بودا بست في هذا العام.
انتصار الجيش العثماني على "جيش الاتفاق" في معركة أوساك .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيش العثماني على ما يسمى بـ "جيش الاتفاق" الذي كوَّنته أوربا النصرانية لحرب الدولة العثمانية في معركة "أوساك" قرب المجر.
استيلاء البنادقة على قلعة كورون من العثمانيين .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد البندقي موروسيني من الاستيلاء على قلعة كورون في اليونان من العثمانيين بعد حصارهم لها لمدة شهر كامل.
هزيمة الجيش العثماني من قِبَل جيش الاتفاق الأوربي .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في صحراء موهاج المجرية أمام جيش الاتفاق الذي كونته أوربا النصرانية لحرب العثمانيين، وقد قتل خلالها 20 ألف عثماني، مرة واحدة.
انتصار العثمانيين على ملك بولونيا .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
قام العثمانيون بهزيمة ملك بولونيا سوبياسكي هزيمة كبيرة، وذلك قرب قلعة كامانيجة.
استيلاء الجيش البندقي على مدينة أثينا من العثمانيين .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش البندقي الذي تسانده إسبانيا وألمانيا ومالطة والسويد من الاستيلاء على مدينة أثينا من العثمانيين، وقام بتخريبها بشكل فظيع، وقام الأرثوذكس بذبح الكاثوليك في المدينة بلا رحمة.
خلع السلطان العثماني محمد الرابع وتولية أخيه سليمان الثاني .
العام الهجري : 1099 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
لما تتالت الهزائم على العثمانيين وحدثت الفوضى بسبب ذلك، اتفق العلماء والوزير على عزل السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول، فتم ذلك في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم أربعين سنة وخمسة أشهر، أعاد خلال مدة حكمه هيبة الدولة وقوتها، كما أعاد عمليات الفتح في أوربا، وتولى قيادة جيوش الدولة, ويعتبر هو آخر القادة الفاتحين في التاريخ الإسلامي، وتمت تولية أخيه سليمان الثاني في الثاني من محرم الذي كان يزيد عمره على أربع وأربعين عامًا.
استيلاء الجنرال المجري كارفا على مركز إيالة أكري من العثمانيين .
العام الهجري : 1099 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تمكن الجنرال المجري كارفا من الاستيلاء على مركز إيالة أكري من العثمانيين، وبذلك خرج شمال المجر من الحكم العثماني. وقد كان بالمدينة التي فتحها العثمانيون قبل 91 عامًا من تاريخ سقوطها حوالي 41 مسجدًا هُدِّمت جميعًا إلا مأذنة واحدة ما زالت باقية حتى الآن، وتحول جامعها الكبير إلى كنيسة القديس ليوبولد!!
سقوط قلعة بلغراد في أيدي الألمان وتحويل مائة مسجد إلى كنائس .
العام الهجري : 1099 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1688
تفاصيل الحدث:
سقطت قلعة بلغراد في أيدي الألمان، بعد تسع وعشرين يومًا من حصار الجيش العثماني بداخلها، وتم تحويل مائة مسجد في المدينة إلى كنائس، بعد ذبح المسلمين الموجودين فيها. وكانت بلجراد مدينة إسلاميَّة لعدة قرون من حيث العمران وحركة العلم ورفع راية الجهاد, ثم تحوَّلت بعد سقوطها بسنوات إلى محاربة المسلمين، الذين حوَّلوها إلى إحدى أعظم مدن أوربا حضارة. وقت أنْ كانت أوربا تعيش في ظلمات الجهل والتخلُّف، وقد صارت اليوم مدينة نصرانية في ظل الحرب الشَّرسة التي تعرَّض لها الإسلام والمسلمون في هذه الأرض!
هزيمة الدولة العثمانية أمام النمسا .
العام الهجري : 1100 العام الميلادي : 1688
تفاصيل الحدث:
انتهز الأعداء الفوضى التي جرت بعد تولي السلطان الجديد سليمان الثاني حيث تمرد الجند وقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا وسَبَوا نساءه، فتقدم الأعداء في أملاك الدولة العثمانية, فأخذت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن، ومنها بلغراد، كما أخذت البندقية سواحل دالماسيا (السواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك) وبعض المواطن في بلاد اليونان وتوالت الهزائم.
===============ج200.
انتصار القائد القرمي سليم كيراي على الجيش الروسي .
العام الهجري : 1100 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1689
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد القرمي التابع للدولة العثمانية سليم كيراي من هزيمة الجيش الروسي، المكون من 300 ألف جندي، والذي اقترب من حدود القرم.
استعادة العثمانيين لبعض المواقع التي خسروها مثل بلغراد وغيرها .
العام الهجري : 1101 العام الميلادي : 1689
تفاصيل الحدث:
بعد أن تتالت الهزائم على الدولة العثمانية بفترة الصدر الأعظم مصطفى باشا، تم عزله وتولية مصطفى بن محمد كوبريلي مكانه، فكان كأبيه وأخيه من قبل، فسمح للنصارى في إستانبول ببناء ما تهدم من كنائسهم، وأحسن إليهم وعاقب بأشد العقاب كل من عرض لهم في إقامة شعائر دينهم، حتى استمال جميع نصارى الدولة، وكانت نتيجة معاملة النصارى الأرثوذكس بالعدل أن ثار أهالي مورة الأورام على البنادقة الكاثوليك، وطردوا جيشها من بلادهم بسبب اضطهادهم وإجبارهم على المذهب الكاثوليكي، ودخلوا في حماية الدولة العثمانية مختارين طائعين؛ لعدم تعرضها لديانتهم مطلقًا، ثم اتجه مصطفى كوبريلي نحو النمسا، فاستعاد بعض المواقع التي أُخذت مثل بلغراد، كما أخضع القائد القرمي سليم كراي ثوارَ الصرب، وفي الوقت نفسه أعاد تيكلي المجري إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية، وبهذا استعاد العثمانيون شيئًا من هيبتهم.
رفع القائد البندقي موروسيني حصاره عن جزيرة "آغري بوز" .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1689
تفاصيل الحدث:
رفع القائد البندقي الشهير موروسيني حصاره عن جزيرة "آغري بوز" الخاضعة للحكم العثماني بعد 106 يومًا من الحصار والقتال الشرس، وقُتل خلال ذلك 23 ألفًا من البنادقة، وقد أطلق البنادقة على القلعة 182 ألف طلقة مدفعية، لكن القلعة ظلت صامدة
سقوط قلعة كانيجة في أيدي الألمان ثم استعادت العثمانيين لها .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن الألمان من إسقاط قلعة كانيجة في أيديهم، وذلك بعد 158 سنة من سيطرة الدولة العثمانية عليها، لكن العثمانيين تمكنوا من استردادها بعد ذلك بوقت قليل.
استسلام قلعة بنفشه للبندقية .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
استسلمت قلعة بنفشه للبندقية بعد مقاومة استمرت 14 شهرًا، وتعد قلعة بنفشه هذه آخر قلاع الدولة العثمانية في جزيرة المورة (اليونان).
انتصار العثمانيين على الجيش الألماني في معركة زرنيت .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون بقيادة جركس أحمد باشا على الجيش الألماني في معركة زرنيت، ولم ينجُ من الجيش الألماني المكون من 26 ألف جندي سوى 200 جندي فقط!!
استيلاء العثمانيين على قلعة نيش من الألمان .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون من الاستيلاء على قلعة نيش الواقعة جنوبي صربيا، انتزعوها من الألمان، وذلك بعد حصار استمر 23 يومًا.
استعادة العثمانيين السيطرة على قلعة بلجراد .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون من نزع السيطرة على قلعة بلجراد عاصمة صربيا الآن من يد الألمان، وتعدُّ قلعة بلجراد من أحصن القلاع، وتتكون من 9 طوابق، و116 برجًا، وقد قُتل من العثمانيين في سبيل ذلك 5 آلاف جندي.
استيلاء الجيش الألماني على الأراضي المجرية التابعة للعثمانيين .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش الألماني بقيادة ماركراف من الاستيلاء على أغلب الأراضي المجرية التابعة للدولة العثمانية، مُنهيًا بذلك الحكم العثماني للمجر، والذي استمر لمدة 165 عامًا.
وفاة السلطان العثماني سليمان الثاني وتولي أخيه أحمد الثاني .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1691
تفاصيل الحدث:
هو السلطان سليمان الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني, السلطان الثاني والعشرون من سلاطين بني عثمان، ولد عام 1052هـ وتولى الحكم بعد أخيه محمد الرابع عام 1099هـ واستمر التدهور في الدولة العثمانية في عهده، وازدادت شراسة الأعداء على عهده، فاغتصبت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن، ومنها بلجراد عام 1099هـ، كما احتلت البندقية سواحل دالماسيا والسواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك وبعض الأماكن في اليونان، وتوالت الهزائم على الدولة، وتمرد الجند فقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا, فقيَّض الله للدولة رجلًا لهذا الفترة هو الصدر الأعظم مصطفى بن محمد كوبريلي الذي أعاد قوة الدولة وهيبتها. توفي سليمان الثاني في 26 رمضان عن غير عقب وعمره 50 سنة، بعد أن حكم ثلاث سنوات وثمانية أشهر، ودُفن في تربة جده السلطان سليمان الأول وتولى بعده أخوه أحمد الثاني.
وفاة فاضل مصطفى باشا كوبريلي رئيس وزراء الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1691
تفاصيل الحدث:
هو الصدر الأعظم فاضل مصطفى باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي، رئيس وزراء الدولة العثمانية، وسليل عائلة كوبريلي الشهيرة وأخو الصدر الأعظم أحمد كوبريلي، كان عظيم النفع للدولة العثمانية. لما رأى السلطان إبراهيم الأول توالي المصائب على الدولة عزل الصدر الأعظم مصطفى باشا, وعيَّن مكانه مصطفى باشا بن محمد باشا كوبريلي الكبير, ولم يكن مصطفى أضعفَ همة من والده، بل كان يشبهه في علو المكانة ومَضاء العزيمة. استشهد أثناء الحرب مع ألمانيا، عن عمر يناهز 53 عامًا، وقد استمر في رئاسة الوزراء مدة 12 عامًا و9 أشهر أعاد خلالها هيبة الدولة وقوتها.
وفاة السلطان العثماني محمد الرابع بن إبراهيم الأول .
العام الهجري : 1104 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1693
تفاصيل الحدث:
هو السلطان العثماني محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن يزيد الثاني بن محمد الفاتح. ولد السلطان محمد عام 1051هـ، وتولى السلطنة وهو ابن سبع سنوات، فتولت جدته كوسيم مهبيكر نيابة السلطنة وأصبحت مقاليد الأمور في يديها، وساءت أحوال الدولة وتدخل الانكشارية (وهم قوات مشاة وفرسان بالجيش العثماني) في شؤونها فازدادت سوءًا، وبعد مقتل السلطانة كوسيم تولت والدة السلطان محمد خديجة تورخان نيابة السلطنة، وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها اتصفت برجاحة العقل فبحثت عن رجل منقذ للدولة، فوجدت بغيتها في محمد باشا كوبريلي الذي قَبِل منصب الصدر الأعظم بشرط أن تُطلق يده في تصريف الدولة. فأعلن محمد كوبريلي سنة 1066 أن السلطان محمد قد بلغ سن الرشد وتمكن من تولي زمام أمور الدولة, وبهذا الإعلان انتهى دور السلطانة الوالدة خديجة فتفرغت هي لأعمال الخير والبر, وتفرغ الصدر الأعظم كوبريلي لتدبير شؤون الدولة ومعالجة إشكالاتها الداخلية ومواجهة الأخطار الخارجية المحدِقة بها. في عهد السلطان محمد الرابع كوَّنت أوروبا حِلفًا ضم: النمسا، وبولونيا، والبندقية، ورهبان مالطة، والبابا، وروسيا، وسَمَّوه (الحلف المقدس) وذلك للوقوف في وجه المد العثماني الإسلامي الذي أصبح قريبًا من كل بيت في أوربا الشرقية بسبب جهاد العثمانيين الأبطال. بدأ الهجوم الصليبي على ديار الدولة العثمانية، وقيض الله لهذه الفترةِ آل كوبريلي الذين ساهموا في رد هجمات الأعداء وتقوية الدولة؛ فالصدر الأعظم محمد كوبريلي المتوفي عام (1072هـ/661م) أعاد للدولة هيبتها، وسار على نهجه ابنه (أحمد كوبريلي) الذي رفض الصلح مع النمسا والبندقية, وبوفاة الصدر الأعظم "أحمد كوبريلي" ضعُف النظام العثماني، وهاجمت النمسا بلاد المجر، واغتصبت قلعة نوهزل ومدينة بست ومدينة بودا، وأغار ملك بولونيا على ولاية البغدان، وأغارت سفن البندقية على سواحل المورة واليونان، واحتلت أثينا وكورنثة عام 1097هـ وغيرها من المدن, وكان من نتائج الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية في أواخر عهده أن ثار الجيشُ في وجه السلطان محمد الرابع، فاتفق العلماءُ ورجال الدولة على عزله، فعُزل في محرم عام 1099هـ بعد أن دامت سلطنته نحو أربعين سنة وخمسة أشهر، تولى خلالها السلطان محمد الرابع بنفسه قيادة جيوش الدولة، وبعد عزله تولى مكانه أخوه سليمان الثاني، وكانت الدولة أثناء خلع السلطان محمد الرابع قد فقدت كثيرًا من أراضيها, وبقيَ السلطان محمد الرابع في العزلة إلى أن توفي في 8 ربيع الآخر من هذه السنة بالغًا من العمر 53 سنة، ودُفن في تربة والدته ترخان سلطان.
نجاح العثمانيين في الدفاع عن قلعة خانيا .
العام الهجري : 1104 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1693
تفاصيل الحدث:
نجح العثمانيون في جزيرة كريت شمال إيطاليا في الدفاع عن قلعة خانيا لمدة 41 يومًا؛ مما أجبر أساطيل البندقية ومالطة وفلورانسا على الانسحاب بعد خسارتهم 4 آلاف جندي.
رفع الجيش الألماني حصاره عن مدينة بلجراد .
العام الهجري : 1105 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1693
تفاصيل الحدث:
رفع الجيش الألماني حصاره عن مدينة بلجراد التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، بعد خسارته 10 آلاف قتيل في هذا الحصار.
وفاة السلطان العثماني أحمد الثاني وتولي ابن أخيه مصطفى الثاني .
العام الهجري : 1106 العام الميلادي : 1694
تفاصيل الحدث:
هو السلطان العثماني أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني. ولد في 6 ذي الحجة سنة 1052 تولى السلطنة بعد أخيه سليمان الثاني، وأبقى الصدر الأعظم مصطفى باشا كوبريلي اعتمادًا عليه في الحرب والسلم، لكن المنية لم تمهل هذا الوزير الشهير، فاستُشهد وهو في عنفوان شبابه في 24 ذي القعدة سنة 1102هـ في حروب الدولة العثمانية مع النمسا، فكان موت مصطفى كوبريلي باشا ضربة على الدولة؛ لعدم كفاءة الصدر الأعظم عربه جي علي باشا الذي خلف كوبريلي في منصب الصدارة, فاحتل سكان البندقية سنة 1694 جزيرة ساقز. توفي السلطان أحمد الثاني بعد أن بقي في الحكم أربع سنوات وثمانية أشهر، وتولى الحكم بعده ابن أخيه مصطفى الثاني بن محمد الرابع.
وفاة أمير الدرعية محمد بن مقرن بن مرخان، جد آل سعود .
العام الهجري : 1106 العام الميلادي : 1694
تفاصيل الحدث:
هو الأمير محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي بن ربيعة، وينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة أمير الدرعية وجد آل سعود.
اشتباك الأسطول العثماني مع الأسطول البندقي قرب جزر قويون .
العام الهجري : 1106 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
اشتبك الأسطول العثماني مع الأسطول البندقي في معركة بحرية قرب جزر قويون، وقد غرقت خلال هذه المعركة 9 سفن للبندقية دون أن تغرق أي سفينة من السفن العثمانية.
نجاح العثمانيين في استعادة قلعة ساقيز من البنادقة والمالطيين .
العام الهجري : 1106 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
نجح العثمانيون في استعادة قلعة ساقيز- الواقعة في اليونان حاليًا- من البنادقة والمالطيين الذين احتلُّوها في محرَّم من هذا العام.
بدء السلطان مصطفى الثاني حملة عسكرية على ألمانيا .
العام الهجري : 1106 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
ابتدأ السلطان العثماني مصطفى الثاني حملة عسكرية مكونة من 153 ألف جندي على ألمانيا، وقد استمرَّت هذه الحملة لمدة 4 أشهر.
انتصار العثمانيين على البنادقة والمجريين بقيادة مصطفى الثاني .
العام الهجري : 1107 العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
انطلق السلطان مصطفى الثاني بجيشه إلى بولونيا فانتصر عليهم في عدة معارك بمساعدة القوزاق، ثم انطلق إلى بلاد المجر بعد أن فك الحصار الروسي عن مدينة آزوف، فهزم جيوش المجر، ثم في عهد ولاية الصدر الأعظم حسين كوبريلي سارت الجيوش بالأساطيل على البندقية واستردَّ بعض الجزر في بحر إيجه.
=======
ج201.
غزو شريف مكة سعد بن زيد بلاد نجد .
العام الهجري : 1107 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
غزا شريف مكة سعد بن زيد بلاد نجد، ونزل في بلدة أُشيقر، وحاصر أهلها، وكان قد سار إليها من قبل حتى وصل إلى منطقة الحمادة ثم رجع عنها.
قيام حملة السلطان العثماني السلطانية الثانية على أوربا .
العام الهجري : 1107 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
قام السلطان العثماني مصطفى الثاني بحملته السلطانية الثانية على أوربا، والتي خاض فيها العثمانيون حربًا شرسة مع الجيش الألماني، وقد أسفرت عن انتصار العثمانيين. واستمرت هذه الحملة 6 أشهر.
في العنوان مكتوب (وحصار الجيش الروسي لقلعة أزاك) لكن في تفاصيل الحدث لا يوجد ذكر للحصار الروسي ! ويوجد عنوان آخر مستقل بعنوان (الروس يستولون على قلعة أزاك العثمانية) ، رقم الحدث: 4018 .
العام الهجري : 1107 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
بعد الانتصارات البحرية التي حققها العثمانيون خرج السلطان مصطفى الثاني بنفسه في هذا العام, لمحاربة النمساويين، فاستولى على قلعة ليبا وانتصر في وقعة لوغوس وقُتل الجنرال فيتراني قائد جيوش النمسا في هذه الموقعة، ثم عاد السلطان إلى الآستانة (إسطنبول حاليا). ولكن النمساويين أعادوا الكرة في السنة التالية فحاصروا قلعة طمشوار، فتقدم إليهم السلطان العثماني بجنوده وردهم عن القلعة بعد أن دحرهم دحورًا فاحشًا، ثم عاد السلطان إلى أدرنة.
(بطرس) قيصر روسيا يقاتل العثمانيين ويفتح أزوف (أزاق) .
العام الهجري : 1108 العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
حاصر بطرس الأكبر القيصر الروسي مدينة آزوف التي كانت أصلًا قد استردها العثمانيون وأخضعوها للدولة العثمانية أيام ثورة القوزاق عليهم، ثم أُجبر القيصر الروسي على فك الحصار عام 1107هـ بعد أن قاومهم خان القرم والعثمانيون الذين هناك، فردوهم بعد أن قتلوا منهم نحوًا من ثلاثين ألف جندي، فلما انشغل العثمانيون بالحرب مع المجر استغل الروس هذا الانشغال، فعادوا إلى آزوف ودخلوها هذا العام.
الروس يستولون على قلعة أزاك العثمانية .
العام الهجري : 1108 العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
حاصر الجيش الروسي المكون من مائة ألف جندي قلعة أزاك العثمانية القريبة من البحر الأسود لمدة ثلاثة وستين يومًا حتى استسلمت القلعة, ولم يتمكن العثمانيون من استرجاعها إلا بعد خمسة عشرة عامًا، ثم استرجعها الروس فجأة عام 1148هـ مما تسبب في إعلان الحرب على روسيا.
خوض الجيش العثماني معركة "أولاز" ضد الجيش الألماني .
العام الهجري : 1108 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
خاض الجيش العثماني معركة "أولاز" الشرسة ضد الجيش الألماني، والتي أسفرت عن مقتل 16 ألف ألماني، و1500 عثماني.
خوض الأسطول العثماني معركة بحرية ضد الأسطول البندقي .
العام الهجري : 1108 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
خاض الأسطول العثماني بقيادة القبطان ميزو مورتا حسين باشا معركة بحرية ضد الأسطول البندقي (نسبة إلى مدينة البندقية) قرب جزر أندروز، أسفرت عن غرق 13 سفينة بندقية، ومقتل 5 آلاف بحار.
النمساويون يهزمون العثمانيين ومقتل الصدر الأعظم محمد باشا .
العام الهجري : 1109 العام الميلادي : 1697
تفاصيل الحدث:
بعد أن استطاعت الجيوش العثمانية أن تفكَّ الحصار الروسي عن آزوف سارت إلى المجر، ولكن لم تستطع هزيمة الجيش النمساوي بقيادة أوجين دي سافوا على نهر تيس، فقُتل يومها الصدر الأعظم محمد باشا وغرق أعدادٌ من العثمانيين في النهر، ولاحقهم القائد النمساوي حتى دخل بلاد البوسنة، ثم تولى الصدارة العظمى حسين كوبريلي، فسار نحو النمسا فتقهقرت أمامه جيوشُها ودفعهم إلى ما بعد نهر السافا.
تعرض الجيش العثماني لهزيمة في معركة "زينتا" أمام الجيش الألماني .
العام الهجري : 1109 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1697
تفاصيل الحدث:
تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في معركة زينتا، وهي قرية تقع جنوب المجر، أمام الجيش الألماني، وقد قُتل من العثمانيين 20 ألفًا، إضافة إلى غرق 10 آلاف آخرين، وترجع هذه الهزيمة إلى خيانة بعض القادة العثمانيين.
معاهدة كارلوفتس بين العثمانيين وبعض دول أوربا .
العام الهجري : 1110 العام الميلادي : 1698
تفاصيل الحدث:
تعتبر معاهدة كارلوفتس (كارلوفجة) إحدى أقسى المعاهدات في تاريخ الدولة العثمانية، واعتبرت بداية انحسار المد الإسلامي في أوربا، وبداية مرحلة التفكك في الدولة العثمانية، وكان من الأسباب التي أدت إلى كارلوفتس ضعف الوازع الديني عند المسلمين وبرود همَّتهم الجهادية، واستمرار ثورات الانكشارية وتقاعسهم عن أداء واجبهم، وتعاقب الحملات الصليبية واشتدادها، واتحاد القوى الأوروبية على دولة الخلافة الوحيدة، فكانت الحروب تشتعل على ثلاث أو أربع جبهات في نفس الوقت. إضافة إلى ذلك انتشار الفساد بين قيادات الدولة، ووجود قيادات عديمة الكفاءة كلُّ همها السرقة والنهب؛ فقد تم توقيع معاهدة كارلوفتس جنوب غرب زغرب على نهر الدانوب بين الدولة العثمانية وبين كل من النمسا والبندقية وروسيا وبولونيا بجهود فرنسا، فقدت الدولة العثمانية بموجبها مدينة آزوف لروسيا، وبلاد أوكرانيا وكرواتيا وإقليم بودوليا وبعض المدن لبولونيا، مثل قلنج وساحل دالماسيا، وبعض الجزر للبندقية، مثل جزيرة مورة على البحر الإدرياتيكي، وبلاد المجر وإقليم ترانسلفانيا للنمسا، وهذا مؤشر سيئ في تاريخ بعض حكام الدولة العثمانية، وهو انسحابهم في المعارك تاركين المسلمين بين يدي عدو نُزِعت من قلبه الشفقة والرحمة! وأصبحت كل الدول التي كانت تدفع الجزية عن يدٍ وهي صاغرةٌ ممتنعةً من دفعها، بل أصبحت هذه الدول تقف في وجه العثمانيين، بعد أن اتفقت فيما بينها للوقوف في وجه المد العثماني، والعمل على تقسيمها؛ وذلك خوفًا من انتشار المد الإسلامي في أوربا, وكان تنازل العثمانيين عن أراضيها بداية الانسحاب العثماني من أوربا، كما أنه يسجل الانتقال إلى عصر التفكك والاضمحلال السريع!!
انتصار العثمانيين على البندقيين جنوب جزيرة ميديلي .
العام الهجري : 1110 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1698
تفاصيل الحدث:
انتصر الأسطول العثماني على الأسطول البندقي في معركة بحرية جنوب جزيرة ميديلي في البحر المتوسط، وأسفرت هذه المعركة عن مقتل 2500 بندقي.
انتصار العمانيين على البرتغاليين في موقعة ممبسة البحرية .
العام الهجري : 1110 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1699
تفاصيل الحدث:
انتصر العمانيون على البرتغاليين في موقعة ممبسة البحرية، والتي استمرت ثلاثة أيام، هبت خلالها ريح شديدة كانت سببًا في جعل الأسطول البرتغالي ينسحب من المعركة.
انتصار العثمانيين على سلطان فاس .
العام الهجري : 1111 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون بقيادة مصطفى دايي على السلطان "إسماعيل الكبير" سلطان فاس في معركة "جدوية" وقُتِل فيها من الفاسيين 30 ألفًا.
شيخ الإسلام فيض الله أفندي يتدخل في تصريف الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1112 العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:
كان فيض الله أفندي معلم السلطان قبل جلوسه على كرسي السلطنة، وكان السلطان ولَّاه مسند المشيخة الإسلامية وصار يستشيره في كل الأمور، فأغاظ ذلك الصدر الأعظم حسين باشا كوبريلي لتدخُّل شيخ الإسلام في الأحوال السياسية التي ليست من متعلقات وظيفته أصلًا، وكان القبودان ميزه مورتو حسين باشا مدة حياته يجتهد في التأليف بينه وبين الصدر ويزيل النفور من قلوبهما، إلا أنه بعد وفاة القبودان استبدَّ الشيخ فيض الله أفندي في آرائه وأظهر العظمة، فلم يتحمل الصدر ذلك وقدم استعفاءه من الصدارة سنة 1114هـ, ثم أقام حسين باشا كوبريلي في ضيعة له منفردًا حتى مات بعد سبعة عشر يومًا ونُقلت جثته إلى إستانبول، ودفن في مدرسته المشهورة. وبعد أن استقال الصدر حسين باشا كوبريلي وجه السلطان الصدارة إلى دال طبان مصطفى باشا الذي التزم السير على الخطة التي يرسمها له شيخ الإسلام أفندي، ولما كان هذا الصدر يميل للحرب والقتال في الوقت الذي كانت فيه الدولة في أشد الاحتياج للمسالمة والراحة بعد الحروب الطويلة لتلتفت لإصلاح أحوالها الداخلية اختلت بذلك أحوال السياسة، وارتبكت العلاقات الخارجية حتى خيف على روابط السلم أن تنقطع, فلما تحقق للسلطان وبقية الوزراء أن الصدر دال طبان بخطته هذه سيوقع الدولة فيما تخافه من الحروب, وبعد أن وقع اضطراب وشغب بين صفوف الجنود، تم عزل الصدر دال طبان مصطفى باشا ثم قُتل، وعُين للصدارة رامي محمد باشا، وكان عالِمًا بالأمور الإدارية والأحوال السياسية، وقد تمكن بمساعدة محاميه شيخ الإسلام من تحسين الأحوال وإصلاحها، إلا أن شيخ الإسلام كان يميل إلى التغلب والتحكم في كافة الأمور، والصدر يريد مراعاة حقوق مقام الصدارة العظمى، أخذ يفكر في منع تسلط الشيخ الذي لما أحس بذلك أشعل نار الفتنة حتى استفحل أمر الهياج بين الجنود، وكان السلطان في ذلك الوقت بأدرنة -مدينة في إقليم تراقيا شمال غرب تركيا- لتولعه بالقنص كأبيه، ثم انتهت الفتنة بقتل شيخ الإسلام فيض الله أفندي.
عقد الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع روسيا .
العام الهجري : 1112 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:
عقدت الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع روسيا بعد مفاوضات استمرت 5 أشهر، وتضمنت المعاهدة (14) بندًا، منها: أن يكون ذهاب وإياب السفير الروسي إلى إستانبول عن طريق البر، وليس عن طريق البحر؛ لأن البحر الأسود بحر عثماني مغلق.
وفاة القائد البحري العثماني الشهير ميزو مورتا حسين باشا غرقا .
العام الهجري : 1113 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1701
تفاصيل الحدث:
هو القائد البحري العثماني الشهير ميزو مورتا حسين باشا حاكم جزائري عثماني، كان أحد قادة رياس البحر الكبار عندما تفاوض الداي بابا حسن- حاكم جزائري- مع الفرنسيين على أن يدفع لهم جزية كبيرة وإطلاق جميع الأسرى الفرنسيين في الجزائر لم يُعجِب طائفة رياس البحر، فقتلوا الداي بابا حسن, وعينوا حسين ميزو مورتو دايا مكانه، وبعد توليه الحكم أرسل خطابًا شديد اللهجة إلى قائد الحملة الفرنسية دوكين ينذره إلا أن دوكين كان مغترًّا بقوته فرفض الاستماع لتهديد الداي الجديد لكنه بعد ذلك خضع له وانسحب من الجزائر, ويعدُّ هذا الرجل من أهم قادة البحر الذين أنجبتهم الدولة العثمانية، وحقق انتصارات كبيرة في 8 معارك بحرية، وقد أدخل إصلاحات أساسية في القوات البحرية التركية. وقيل إن ميزو مورتا حسين توفي غرقًا أثناء نومه في سفينة القيادة.
أول مطبعة بالأحرف العربية .
العام الهجري : 1114 العام الميلادي : 1702
تفاصيل الحدث:
تم في هذه السنة إنشاء أول مطبعة بالحروف العربية؛ فقد أنشأ عبد الله الصائغ في حلب أول مطبعة تطبع بالحروف العربية، وأنشأ أيضًا مطبعة أخرى مثلها في لبنان، أما في إستانبول فكانت أول مطبعة أنشئت فيها عام 1139هـ بعد موافقة المفتي بذلك.
بناء مدينة سانت بطرسبرغ .
العام الهجري : 1114 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
سانت بطرسبرغ مدينة روسية تقع في شمال غرب روسيا في دلتا نهر نيفا، وتعتبر أحد أكبر مراكز أوربا الثقافية. عندما احتلت روسيا مصبَّ نهر نيفا وضع القيصر بطرس الأول أساسَ مدينة سانت بطرسبرج كنافذة مطلة على أوربا، ببناء قلعة ضخمة على نهر نيفا، ثم اتسعت رغم وعورة المنطقة وكثرة المستنقعات، وسرعان ما تحولت إلى ميناء عسكري تجاري كبير، وفتحت آفاق اتصال واسع مع الحضارة الأوروبية, كانت عاصمة الإمبراطورية الروسية نحو قرنين من الزمن، وقد تحول اسمها فيما بعد إلى مدينة ليننغراد، ثم عادت إلى اسمها الأول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تخليدًا لمؤسسها القيصر بطرس الأول.
قتال بين الباي أحمد بن سليمان وإبراهيم الشريف آغة الصبايحية .
العام الهجري : 1115 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
ظهر أحمد بن سليمان باي بن رمضان باي بن مراد الأول قائمًا في البلاد فجمع أهل الفساد، فجهَّز له إبراهيم الشريف آغة الصبايحية، وخرج له في الرابع من محرم هذه السنة وقصده نحو السوس، فالتقى عسكر من عساكر إبراهيم الشريف بأحمد بن سليمان، فوقعت الهزيمة على جيش إبراهيم الشريف، فرحل أحمد بن سليمان نحو إفريقية بقرب جندوبة، وتبعه إبراهيم الشريف، والتقيا في الحادي عشر من محرم، فانهزم أحمد بن سليمان وتشتت جمعه، وكان ينيف على ثلاثين ألفًا، ولم يكن مع إبراهيم الشريف إلا نحو ثمانية آلاف، فقصَّ آذان القتلى وبعث بها إلى تونس، فكانت أزيد من ثلاثمائة زوج، ثم دخل جبال خمير وعمدون بنفسه، وقطع قطعة من محلته وأمر عليها حسن آغة الصبايحية، وبعث بها نحو القيروان حرسًا من العدو، فبلغ ذلك أحمد بن سليمان فقصدهم فجأة وصدمهم برئيس قومه جلال بن المسعي، فانتبه له حسن آغة ونصب لهم كمينًا، فلما وردوا ماء المنايا ضربوا جلالًا فسقط عن فرسه فقُطع رأسه وبُعث به إلى تونس، فاستراح الناسُ من بغيه.
خلع السلطان العثماني مصطفى الثاني وتولية أخيه أحمد الثالث .
العام الهجري : 1115 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
بعد أن استقال الصدر الأعظم حسين كوبريلي عام 1114هـ ثار الانكشارية على خلفه فاستُبدل برامي محمد باشا الذي سار على خطى كوبريلي في الإصلاح وإبطال المنكر ومحاربة الرشوة والتضييق على المفسدين، فثاروا عليه أيضًا وطلبوا من الخليفة أن يعزله فرفض. وكان الغضب واسعًا من السلطان وشيخ الإسلام فيض الله أفندي الذي كان يستأثر أقاربه بالمناصب العلمية والقضائية, فثاروا عليه أيضًا وطلبوا بخلع شيخ الإسلام، لكن الخليفة لم يفعل فقاموا بالتآمر ضد الخليفة مصطفى الثاني بن محمد الرابع، فخلعوه في هذا العام بعد أن قضى ثماني سنوات وثمانية أشهر، ثم توفي بعد خلعه بأربعة أشهر، ثم قام الانكشاريون بتولية أخيه أحمد الثالث, وقيل إن السلطان مصطفى لما بلغه أنهم يريدون خلعه دخل على أخيه أحمد خان وأعلمه بالأمر وتنازل له عن كرسي السلطنة في 9 ربيع الأوَّل من هذا العام.
=============
ج202.
وفاة السلطان العثماني مصطفى الثاني بن محمد الرابع .
العام الهجري : 1115 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
هو السلطان العثماني مصطفى الثاني ابن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان. وُلِدَ عام 1074هـ وتولى الخلافة عام 1106هـ/1694م وفي عهده بدأ تراجع المد الإسلامي عن ديار أوروبا الشرقية؛ بسبب ضعف روحِ الجهاد، وتسرُّب أسباب الهزيمة في كيان الأمة، وقسوة الهجمات الصليبية على الدولة العثمانية، وفي عهده تم توقيع معاهدة كار لوفتس مع روسيا وطبقًا لهذه المعاهدة انسحب العثمانيون من بلاد المجر، وإقليم ترانسلفانيا، وأصبحت كلُّ الدول التي كانت تدفع الجزية ممتنعةً من دفعها وتقِفُ في وجه المد العثمانيين. وبدأت الدولة العثمانية في الانتقال الى عصر التفكُّك والاضمحلال السريع, وعلى إثر تدخل الانكشارية صاروا يطالبون بعزل الصدورِ كما يحلو لهم، ثم قرَّروا عزل السلطان نفسه ونصبوا أخاه أحمد الثالث, ثم توفي السلطان مصطفى بعد عزله بأربعة أشهر، وكان عند وفاته في التاسعة والثلاثين من عُمره.
قتال بين باي الجزائر وباي تونس .
العام الهجري : 1116 العام الميلادي : 1704
تفاصيل الحدث:
جهز إبراهيم الشريف باي تونس مراكب صغارًا للغزو في سبيل الله، فغَنِمت إحداها غنيمةً بها ثلاثون نصرانيًّا وعدة صناديق بها أموال جزيلة، فدخلوا طرابلس فأحضرها خليل باي الجزائر بين يديه واغتصب منها أحد عشر نصرانيًّا واحتاط على الأموال بأسرها، فلم يُبقِ منها ولم يذرْ، واغتصب عدة صناديق بها آلات حرب وطردهم، فلما علم بذلك إبراهيم الشريف ورأى تجرؤَ خليل جمع جموعه ونصب ديوانًا في شأن تعدي خليل، فكان اتفاق الديوان على المدافعة والذب عن المال، فتجهز إبراهيم الشريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرضه على النهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشريف يطلبون منه الميرة؛ لقحط بلادهم تلك السنة، فتعلل إبراهيم الشريف باشتغاله بالسفر وعدم حصول الذخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلما جاءهم ذلك جمعوا ديوانًا، وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشريف يعطي القمح للنصارى ويمنع المسلمين، فما يريد إلا توهين عساكر الجزائر ليتقوى عليها، فخرج إبراهيم الشريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة من هذه السنة، فالتقى الجمعان في الثاني عشر من شعبان, فلم تكن إلا ساعة وانهزم خليل باي وأُخِذ منه مِدفَعا نحاس وثماني رايات وبغلان محملان مالًا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأُسر منه مثلُها، وفر خليل هاربًا فتبعته خيول إبراهيم الشريف فتنكر ودخل المدينة خائفًا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرًا لهم فضايق البلد أشدَّ مضايقة فطلبوا العفوَ وبذلوا المال، فأبى وامتنع، فتجدَّدت الحرب بين الفريقين ولم يزل متماديًا حتى قام الطاعون في المحلة ومات منها خلق كثير وفرَّ عنه العرب.
وفاة إبراهيم الشريف باي تونس .
العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:
هو إبراهيم الشريف أحد بايات وولاة تونس من الأسرة المرادية، تولى الحكم من عام 1702 حتى 1705 وهي الفترة المتأزمة التي تلت نهاية حكم المراديين وبداية حكم الحسينيين على يد حسين بن علي. كان أمير جند البايات المراديين بتونس وآغا الصبايحية. قتل مراد باي الثالث عام 1702م بأمر من العثمانيين كما قضى على كافة أبناء وأحفاد حمودة باشا، منهيًا بذلك فترة حكم المراديين بتونس. عيَّنه جند الصبايحية بايا، ثم عُيِّن باشا من قبل السلطان العثماني، ثم صار دايا، فشغل بذلك كافة المناصب على رأس الإيالة التونسية، ولكنه فشل في استعادة النظام نظرًا لأعمال الشغب والاضطرابات التي قامت منذ رحيل آخر البايات المراديين. عُزل إبراهيم الشريف من الحكم ثم أُسِر بعد هجوم جزائري على تونس, بعد أن حكم تونس ثلاث سنوات باسم العثمانيين، ومات بعد إطلاقه من الأسر خلال هذه السنة.
مبايعة حسين بن علي وقيام الدولة الحسينية .
العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:
بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.
وفاة العلامة النوري الصفاقسي .
العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:
هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.
وفاة العلامة القاضي التاجموعتي .
العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:
هو العلامة الأديب المحدِّث الخطيب النوازلي المسنِد أبو الوليد عبد الملك بن محمد التاجموعتي، قاضي سجلماسة، كان خطيباً حاد اللسان عالِمًا بالحديث عارفًا بالمخاطبات السلطانية، ينظِم الشعر، له فهرسة نسبها له تلميذه الشيخ المسناوي في إجازته لابن عاشر الحافي السلوي، وحج وجاور هناك سنوات، ودرَّس وألف بالحرمين الشريفين، وأجازه الحافظ البابلي والزرقاتي والخرشي وعمر الفكروني السوسي. كان إمامًا محدِّثًا، وكان له وجاهة عند السلطان في الهيبة وتوقير يناسِبُ منصب العلم، يصدع له بالحق في مَواطنه. له من التصانيف في السنَّة وعلومها رسالة في العلم النبوي سماها "ملاك الطلب في جواب أستاذ حلب".
قتال عتوب الزبارة مع عتوب الكويت ضد عرب بني كعب .
العام الهجري : 1119 العام الميلادي : 1707
تفاصيل الحدث:
اشترك عتوب الزبارة (آل خليفة) في قطر مع عتوب الكويت (أُسرة الصباح) في الحرب ضد عرب بني كعب، وهي من القبائل العربية القاطنة في الشاطئ الفارسي للخليج العربي. وكانت العلاقة بين آل خليفة وأسرة الصباح تقوم على أساس الصداقة والتعاون، وبخاصة في المجالات العسكرية والتجارية.
استعادة الأتراك مدينة وهران من أيدي النصارى الأسبان .
العام الهجري : 1120 العام الميلادي : 1708
تفاصيل الحدث:
نجح الأتراك في استعادة مدينة وهران من أيدي النصارى الأسبان الذين أخذوها سنة 1114هـ فنكبوا أهلها، فكانوا ما بين أسير وقتيل إلى أن أعادها الله عز وجل للإسلام والمسلمين على يد الأتراك هذه السنة.
سعود الأول بن محمد بن مقرن يتولى إمارة الدرعية .
العام الهجري : 1121 العام الميلادي : 1709
تفاصيل الحدث:
كان موسى بن ربيعة بن وطبان بن ربيعة بن مرخان بن إبراهيم أميرًا للدرعية إلى أن خلعه أهلُ الدرعية، فتوجَّه إلى العيينة وتولى الإمارة مكانَه ابنُ عمه سعود الأول بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم الذي يلتقي مع موسى في جدهما مرخان بن إبراهيم.
وفاة الزرقاني محدث الديار المصرية .
العام الهجري : 1122 العام الميلادي : 1710
تفاصيل الحدث:
هو الفقيه العلامة الإمام محدث الديار المصرية أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري، المالكي الناسك النحرير الشهير بالزرقاني نسبة إلى زرقان من قرى المنوفية، المصري الأزهري خاتِمة الحفاظ والمحدِّثين. ولد سنة 1055. كان شغوفًا بالعلم والعلماء منذ صِغَر سنه. أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي. له مصنفات منها: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، ومختصر المقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة، والأسئلة المحيرة حول الدنيا والآخرة، وغيرها.
أحمد قره مانلي يؤسس حكمًا مستقلًّا في ليبيا تابعا للعثمانيين .
العام الهجري : 1123 العام الميلادي : 1711
تفاصيل الحدث:
لَمَّا دخلت الدَّولةُ العُثمانيةُ في عِدَّةِ حُروبٍ في آنٍ واحدٍ مع الروسِ واليونانيِّين والبلغار والرومان والأرمن واليوغسلاف، أصبحت عاجزةً عن حمايةِ ولاياتِها وفَرْضِ النظامِ والتحَكُّمِ في الولاةِ الذين صاروا يَنصِبون ويَعزِلون حسَبَ نزواتِ الجُندِ في جوٍّ مشحون بالمؤامراتِ والعُنفِ. وفي كثيرٍ مِن الأحيان لم يبقَ الوالي في منصِبِه أكثَرَ مِن عام واحد، حتى إنه في الفترة ما بين سنة (1672 م-1711 م) تولى الحُكمَ أربعة وعشرون واليًا في ليبيا! ولقد مرَّت ليبيا بأوقاتٍ عصيبة عانى الليبيُّون فيها الويلاتِ نتيجةً لاضطراب الأمنِ وعدم الاستقرار، وفي هذه السَّنةِ قاد أحمد القره مانلي ثورةً شعبيةً أطاحت بالوالي العثماني، وكان أحمدُ هذا ضابطًا في الجيش العثماني، فقَرَّر تخليصَ ليبيا من الحكَّامِ الفاسدين ووضْعَ حدٍّ للفوضى، ولَمَّا كان شعب ليبيا قد ضاق ذَرعًا بالحُكمِ الصارمِ المستَبِدِّ، فقد رحَّب بأحمد القره مانلي الذي تعهَّد بحُكمٍ أفضَلَ، وقد وافق السلطانُ على تعيينه باشا على ليبيا، ومنحه قدرًا كبيرًا مِن الحُكمِ الذاتي، ولكِنَّ القره مانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجيَّة من اختصاصاتِهم.
العثمانيون يحاصرون قيصر الروس ثم يوقعون معاهدة فلكزن .
العام الهجري : 1123 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1711
تفاصيل الحدث:
بعد أن تولى بلطجي محمد باشا الصدارة العظمى أعلن الحرب ضد روسيا وقاد الجيوش، فتمكن من حصار القيصر ومعه خليلته كاترينا الأولى، ومعه قرابة 200 ألف جندي، ولكن كاترينا التي قامت بإغراء الصدر الأعظم بالمال استطاعت أن تفكَّ الحصار، فنجا القيصرُ ومن معه من الإبادة أو الأسر، ووقعت معاهدة (فلكزن) في جمادى الآخرة من هذا العام بين الطرفين, تعهد فيها القيصر بعدم التدخل في شؤون القوزاق والتخلي عن ميناء آزوف.
معاهدة أدرنة بين العثمانيين والروس .
العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:
بعد توقيع المعاهدة فلكزن سنة 1123هـ بين الروس والعثمانيين والتي كانت السبب في عزل الصدر الأعظم بلطجي محمد باشا بجهود خان القرم ودعم ملك السويد، ونفيه إلى جزيرة لمنوس في بحر إيجة، وتولي يوسف باشا المنصب؛ قام بعقد معاهدةٍ جديدة مع روسيا تنصُّ على هدنة بين الطرفين مدتها خمس وعشرون سنة، غير أن الحرب كادت تتجدَّد لإخلال القيصر بالشروط، فرأت هولندا وإنجلترا أن مصلحتها إيقاف الحرب؛ ولذلك تدخلتا، ووُقِّعت معاهدة أدرنة في هذه السنة, وتنازلت فيها روسيا عن كل ما استولت عليه من سواحل البحر الأسود، ولكنها تخلت في الوقت نفسه عما كانت تدفعه إلى حكام القرم.
الأسرة القرمانية في ليبيا تستقل ذاتيًّا عن الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:
أصبح أحمد القرة مانلي الداي والباشا معًا في ليبيا لصالح العثمانيين، وأسس الأسرة القرة مانلي التي حكمت طرابلس وفزان أكثر من مائة سنة، فقضى أحمد القرة مانلي مدعومًا من الانكشارية والسكان المحليين على مقاومة كبار الضباط والموظفين الأتراك؛ إذ دعاهم إلى الاجتماع وذبح ثلاثمائة شخص منهم، وفشلت الحملة العسكرية التي وُجِّهت ضده من قِبَل الدولة العثمانية.
العثمانيون يهزمون البنادقة ويستردون الجزر في بحر إيجة .
العام الهجري : 1126 العام الميلادي : 1714
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون على البنادقة وأخذوا منهم ما بقي بأيديهم من جزيرة كريت وبعض الجزر الأخرى، فاستنجد البنادقة بالنمسا التي ارتاحت من الحروب بينها وبين فرنسا، فطلب إمبراطور النمسا من الدولة العثمانية إرجاعَ ما أُخذ من البنادقة إليهم، فرفضت الدولة العثمانية وقامت الحرب من جديد بين الطرفين وانتصرت النمسا وقُتِل الصدر الأعظم علي باشا.
تغلب الألمان على الجيش العثماني في معركة بترفارادين .
العام الهجري : 1128 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1716
تفاصيل الحدث:
تمكَّن القائد الألماني الشهير " أوجين" من هزيمة الجيش العثماني في معركة بترفارادين، وكان سبب هزيمة العثمانيين هو تشتُّت الجيش العثماني بعد مقتل قائده الوزير تورك أحمد بك حاكم الأناضول.
استيلاء الأمير الألماني أوجين على قلعة "تامشوار" الخاضعة للعثمانيين .
العام الهجري : 1128 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1716
تفاصيل الحدث:
تمكَّن الأمير الألماني أوجين من الاستيلاء على قلعة "تامشوار" التي كانت خاضعة للعثمانيين، وهي مدينة مجرية، وتسببت سيطرة الألمان على هذه القلعة في انقطاع صلة العثمانيين بالمجر.
سيطرة الألمان على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1129 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1717
تفاصيل الحدث:
سيطر الأمير الألماني أوجين على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية بعد 42 يومًا من الحصار، وقد سقط من العثمانيين 20 ألفًا قُتِلوا أثناء محاولة فك الحصار عن المدينة، ودام الاحتلالُ الألماني لبلغراد 22 عامًا.
معاهدة (بساروفتس) وتخلي الدولة العثمانية عن الصرب وبلغراد .
العام الهجري : 1130 العام الميلادي : 1717
تفاصيل الحدث:
بعد أن انتصرت النمسا على العثمانيين وجاء الصدر الأعظم الجديد خليل باشا الذي جاء مددًا للعثمانيين، فهُزم أيضًا أمام النمسا وسقطت بلغراد عام 1129هـ ثم جرى الصلح، ووقعت معاهدة بساروفتس بجهود إنكلترا، فأخذت بموجبها النمسا مدينة بلغراد وأكثر بلاد الصرب وجزءًا من الأفلاق، ولكن تبقى سواحل دالماسيا للبندقية، وترجع بلاد المورة للعثمانيين.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "بساروفيتش" مع النمسا والبندقية .
العام الهجري : 1130 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1718
تفاصيل الحدث:
بدأت مساعي الصلح بين الدولة العثمانية وكل من النمسا والبندقية بعد (12) يومًا من صدارة إبراهيم باشا- أي من بدء توليه رئاسة الوزراء- وانتهت هذه المساعي بتوقيع معاهدة وصلح "بساروفيتش" في 22 شعبان من هذه السنة، وقد تكونت هذه المعاهدة من (20) مادة خاصة بالنمسا، و(26) مادة خاصة بالبندقية، وقد أنهت حالة الحرب مع البندقية، والتي استمرت ثلاث سنوات وسبعة أشهر، ومع النمسا التي استمرت سنتين وشهرين، وتقضي هذه المعاهدة بإعادة المورة إلى الدولة العثمانية لقاء تنازلها عن مقاطعة تمسوار وبلجراد وصربيا الشمالية وبلاد الفلاخ، وأن تبقى جمهورية البندقية محتلة ثغور شاطئ دلماسيا، وأن يستعيد رجال الدين الكاثوليك مزاياهم القديمة في الدولة العثمانية!
============
203.
تعديل معاهدة بساروفيتش .
العام الهجري : 1133 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1720
تفاصيل الحدث:
طلبت روسيا من الدولة العثمانية تعديل معاهدة بساروفيتش، وذلك بما يتيح لتجَّارها المرور من أراضي الدولة العثمانية وبيع سِلَعِهم فيها، وأن يتوجَّه الحجاج الروس إلى بيت المقدس وغيره من الأماكن والأديرة المقدسة بدون دفعِ خراج أو رسوم أثناء إقامتهم أو على جوازات سفرهم. وأضيف إلى هذه المعاهدة شرط آخر ذو أهمية سياسية كبيرة؛ حيث تعهدت الدولة العثمانية وروسيا بموجِبه بمنع زيادة نفوذ الملك المنتخب ببولونيا على نفوذ الإشراف، وعدم تمكينه من جعْل منصبه وراثيًّا في عائلته، ومنْع وصول هذين الأمرين بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الحرب. وقصد الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر بهذا الشرط إيجاد النفور والعداوة بين البولونيين والعثمانيين؛ حتى لا يتشكَّلَ حِلفٌ بين مجاوريه الأقوياء (السويد وبولونيا والدولة العثمانية) فيقوموا بمحاربته، وهذا يعني إضعاف مجاوريه الواحد بعد الآخر؛ لتزيد قوة روسيا بازدياد ضعف جيرانها الأقوياء، وقد نجح فيما يتعلق بالسويد، ثم شرع في تنفيذ خطته ضد بولونيا والدولة العثمانية، ووضع الإمبراطور الروسي بهذه المعاهد أولَ حجر في مشروعه لإضعاف بولونيا مع الدولة العثمانية.
ارتكاب الثوار اليونانيين مذبحة كبيرة ضد الأتراك .
العام الهجري : 1133 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1721
تفاصيل الحدث:
ارتكب الثوار اليونانيون مذبحة كبيرة ضد الأتراك في مدينة تريبوليجة، وذلك في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة من هذه السنة، وقد راح ضحية تلك المذبحة 8 آلاف مدني (غير عسكري)، وقد حدث ذلك في أثناء الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية.
هجوم القاجاريين في إيران على الأناضول الشرقية وحصارهم لبغداد .
العام الهجري : 1134 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1721
تفاصيل الحدث:
استغل القاجاريون في إيران انشغال الدولة العثمانية بإخماد ثورة اليونان، وقاموا بمهاجمة الأناضول الشرقية وحاصروا بغداد، وقد عُقد بعد سنتين صلحٌ بين الجانبين لإنهاء الحرب بينهما، وكانت تلك آخِرَ حرب بين إيران وتركيا.
إعلان الثوار اليونانيين تأسيس اليونان .
العام الهجري : 1134 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1722
تفاصيل الحدث:
أعلن الثوار اليونانيون ضِدَّ الدولة العثمانية تأسيسَ دولة اليونان التي تضم المورة وجزر كيكلاد، وجزيرة أغرى بوز.
سيطرة العثمانيين على ميناء وقلعة ساقيز في اليونان .
العام الهجري : 1134 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1722
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون بقيادة القائد البحري العثماني نصوح زاده علي باشا من السيطرة على ميناء وقلعة ساقيز في اليونان إبَّان الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية، وذلك بعد 19 يومًا من بدء العصيان ضد العثمانيين.
الاتفاق بين روسيا وتركيا على اقتسام بلاد فارس .
العام الهجري : 1137 العام الميلادي : 1724
تفاصيل الحدث:
ضعُفت الدولة الصفوية وتنازل الشاه حسين عن السلطة لمير محمد أمير بلاد أفغانستان، فأسرع الصدر الأعظم إبراهيم باشا واحتل بلاد أرمينيا وبلاد الكرج وأسرع قيصر روسيا بطرس الأكبر واحتلَّ بلاد داغستان وساحل بحر الخزر الغربية، واصطدمت الجيوشُ العثمانية والروسية، وكادت الحرب أن تقع بين الطرفين لولا وساطةُ فرنسا بناءً على طلب من روسيا التي وجَدت نفسها عاجزة عن القتال، فبقي كل فريق في المناطق التي دخلها دون معارضةِ الفريق الآخر.
وفاة الأمير سعود بن محمد الأول أمير الدرعية .
العام الهجري : 1137 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان، أمير الدرعية جدُّ آل سعود حكَّام المملكة العربية السعودية، كان مسكنُه الدرعية بنجد، وهي كانت أساس المُلك.
الأفغان يستولون على بلاد فارس .
العام الهجري : 1138 العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
كان كركين خان قد تقدم بجيشه إلى أفغانستان وأخضعهم تحت نفوذه، ثم إنَّهم استغاثوا من ظُلمِه بملك الصفويين، ولكن كركين كان قد سبقهم وأعلمه أنهم عبارة عن عصاة، ثم برز أويس الذي كان يحكم قندهار فأرسله كركين إلى الشاه الصفوي على أنه زعيم العصاة، لكنه حظِيَ بالقرب من الشاه وفكَّر في الاستقلال، لكنه رأى أن يتريَّث وخاصة أن الدولة الصفوية أخذت في الهَرَم والضعف، ثم رجع إلى بلاده ليكون رقيبًا على كركين، وأراد كركين أن يذِلَّه بتزوجه من ابنته فدبَّر له مكيدة وقتله، ثم بدأ بقتل الفرس الموجودين في قندهار وانسلخت أفغانستان عن إيران، ثم فكَّروا بضم إيران لهم، وكان قد استصدر فتاوى بحل قتال الشيعة الروافض، ولما رأى الشاه الصفوي أنه لا بدَّ من القتال صدع بالأمر، لكنه لقيَ ما لم يكن في حسابه، فكُسِر في الموقعة التي جرت بينهما، ثم عاود الكَرَّة بجيش بقيادة خسرو خان ابن أخي كركين المقتول، ولكنهم هُزِموا كسَلَفِهم بعد أن استطاعوا الوصولَ إلى قندهار وحصارها، وقتلوا خسرو أيضًا، ثم أرسل الشاه جيشًا ثالثًا فأصيب كما أصيب سابقاه، واستقل الأفغان، ثم تولى محمود ابن أويس بعد موته، فأرسل الشاه جيشًا ليُخضِعَه، لكنه أيضًا هُزم أمام الأفغان، ثم قدم محمود ابن أويس بجيشِه عن طريق الصحراء فوصل إلى كرمان وحاصرها، لكنه اضطر للعودة لمجيء القوات المغيثة، ثم عاد مرة أخرى ووصل الخبر إلى إيران وفزع الناسُ حتى خرج الشاه من المدينة، وقَبْل وصول جيش محمود إلى أصفهان عرض عليه الشاه المصالحة والمال لكنه أبى وحاصر أصفهان، ثم هجمت جيوشُ الشاه عليهم بعد أن انقسموا فرقتين، فاستطاع الأفغان دحْرَ الجيش الأول واستولوا على مَدافِعِه واستعملوها ضد الجيش، ففُتِحت المدينة بعد القتال الشديد، وأصبحت في يد محمود ووقعت العاصمة بيده، واستسلم الشاه واعتلى محمودٌ على عرش إيران، وانتهت دولة الصفويين.
ظهور وباء في العيينة ووفاة أميرها عبد الله بن معمر .
العام الهجري : 1138 العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
وقع وباء كبير في مدينة العيينة أقوى إمارات نجد، وأودى بحياةِ عدد كبير من رجالها، ومن بينهم أميرُها عبد الله بن معمر الذي حكمها لمدة 41 عامًا من (1096هـ ـ 1138هـ) ولم يكن في زمانه في نجد من يضاهيه في الرئاسة وقوة الملك والعدة.
روسيا القيصرية تسيطر على بحر قزوين التابع لبلاد فارس الإسلامية .
العام الهجري : 1138 العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
لَمَّا رأى بطرس الأكبر قيصر روسيا أن الدولة الصفوية بدأت تضعُف، قام باحتلال بلاد داغستان وسواحل بحر الخزر (قزوين) الغربية، وقام الصفويون بالرد وكادت الحرب أن تستمر لولا تواسط فرنسا بناء على طلب روسيا، فتم الصلح بين الدولتين، ولكِنْ على أن يبقى مع كل طرف ما أخذه.
وفاة الإمام العلامة نور الدين السندي .
العام الهجري : 1138 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ الإمام العلَّامة المحقِّق المدقِّق نور الدين أبو الحسن بن عبد الهادي السندي، من فقهاء الأحناف المشهورين. ولِدَ ببته قرية من بلاد السند ونشأ بها ثم ارتحل إلى تستر، وأخذ بها عن جملة من الشيوخ، كالسيد محمد البرزنجي، والملا إبراهيم الكوراني، وغيرهما، ودرَّس بالحرم الشريف النبوي، واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح. استوطن المدينةَ المنورة، برع في علم الحديث، وألَّف مؤلفات نافعة من الحواشي، منها: حاشية على كل من سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، وعلى مسند أحمد، وعلى صحيحي البخاري ومسلم، وعلى البيضاوي، وغيرها من المؤلفات التي سارت بها الركبان، وكان شيخًا جليلًا عالِمًا عاملًا ورعًا زاهدًا، ماهرًا محققًا بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية، وغيرها، أخذ عنه جملةٍ من الشيوخ، منهم: الشيخ محمد حياة السندي وغيره. كانت وفاته بالمدينة المنورة ثاني عشري شوال، وكان لوفاته مشهد عظيم حضره جمٌّ غفير من الناس حتى النساء، وغُلِّقت الدكاكين، وحمل الولاة نعشَه إلى المسجد النبوي الشريف، وصلِّي عليه به، ودُفِن بالبقيع، وكُثَر البكاءُ والأسفُ عليه.
وفاة الملك إسماعيل بن محمد ملك العلويين في مراكش وتولي ابنه أحمد .
العام الهجري : 1139 العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
هو الملك أبو النصر إسماعيل بن محمد بن علي المراكشي، الملك الثاني لدولة العلويين في مراكش. ولد سنة 1057 بتافيلات التي تقع جنوب شرقي المغرب. كانت الدولة العلوية في عهده أزهى أيامها، وقد نقل عاصمته من مراكش إلى مكناسة، توفِّي بعد أن أمضى في الحكم سبعة وخمسين عامًا، وخلفه ابنُه أحمد.
تولي الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية .
العام الهجري : 1139 العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
توالى أبناء مانع المريدي وأحفادُه على حُكم إمارة الدرعية والقرى التي حولها، ولم يتجاوزوها إلى أن آلت الإمارة إلى الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان هذه السنة, والذي تمَّت في عهده سنة 1157هـ المعاهدة التاريخية بينه وبين الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب. ومنها بدأت دولةُ الدرعية بالتوسُّعِ والحركة، حيث آزروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب على تبليغ الدعوة، وانتشرت حتى ضَمَّت كل بلاد العارض عدا الرياض وأغلب منطقة الخرج وحائر والوشم والمحمل وسدير.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "آينا قاياق" مع روسيا .
العام الهجري : 1139 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
وقَّعت الدولة العثمانية معاهدة "آينا قاياق" مع روسيا، حول جزيرة القرم، وكانت هذه المعاهدة ضدَّ مصالحِ الدَّولةِ العُثمانيَّةِ.
استيلاء العثمانيين على بعض أراضي الصفويين .
العام الهجري : 1140 العام الميلادي : 1727
تفاصيل الحدث:
لما ضعُف الصفويون استولى العثمانيون على كثيرٍ مِن مناطقهم، ثم ما لبث الصفويون أن هبُّوا وقاتلوا العثمانيين، ولكنهم هُزموا وفقدوا تبريز وهمدان وعددًا من القلاع، ثم جرى الصلح, ومات الشاه، وبقي الشاه طهماسب فطلب من العثمانيين أن يتخلَّوا عما أخذوه فلم يقبلوا فغزاهم، ولم تكن عند الخليفة حرارة القتال، فثار الانكشارية عليه وقتلوا الصدر الأعظم وأمير البحر، ثم امتد أذاهم وعصيانهم إلى الخليفة.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة مع إيران حول الحدود بين الجانبين .
العام الهجري : 1140 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1727
تفاصيل الحدث:
بعد فتح العثمانيين عدة مدن وقلاع إيرانية، أهمها مدائن همدان وأريوان وتبريز؛ وذلك نتيجة لتسلط الفوضى داخل إيران، وتنازع كل من الشاه أشرف الذي قتل مير محمد أمير أفغانستان، والشاه طهماسب ملك ساسان. انتهت هذه الحرب بالصلح مع الشاه أشرف في 25 صفر سنة 1140هـ
وفاة الملك أحمد الذهبي ملك العلويين في المغرب وقيام أخيه عبدالله .
العام الهجري : 1141 العام الميلادي : 1728
تفاصيل الحدث:
هو الملك أحمد الذهبي بن إسماعيل بن محمد بن علي: ملك العَلويين الحسنيين في المغرب الأقصى، وعُرف بالذهبي لبسط يده بالعطاء، وبعد توليته قتَل كثيرًا من عمال أبيه وأركان دولته, وكان ضعيف الإرادة، يستشير عبيدَه في أغلب شؤونه، فتسلَّطوا على الناس حتى ضجَّ أهل فاس وثاروا على السلطان سنة 1140 فنقَضوا بيعته، وتبِعَهم أهل مكناسة فقبضوا عليه، وبايعوا أخاه عبد الملك بن إسماعيل. قام عبد الملك بنفي أخيه أحمد إلى سجلماسة، ولكن العبيدَ أتباع أحمد انقضُّوا على عبد الملك ففرَّ إلى فاس، وأُعيد إلى الحكم وجُدِّدت له البيعة، فقَبَض على أخيه ثم قتله، ولم يلبث بعده أكثر من ثلاثة أيام حتى توفِّي هو أيضًا، وتولى الأمر بعده أخوه عبد الله بن إسماعيل.
الدولة العثمانية والتأثر بالحضارة الغربية .
العام الهجري : 1141 العام الميلادي : 1728
تفاصيل الحدث:
كان عددٌ قليل من العثمانيين قد نادى بالإصلاح للوصول إلى الوسائل التي حققت بها أوروبا قوَّتها خاصة في التنظيم العسكري والأسلحة الحديثة, وكان الداماد إبراهيم باشا الذي تولى الصدارة العظمى في عهد السلطان أحمد الثالث هو أول مسؤول عثماني يعترف بأهمية التعرف على الإصلاحات الأوربية؛ لذا فإنه أقام اتصالاتٍ منتظمةً بالسفراء الأوربيين المقيمين بالآستانة، وأرسل السفراءَ العثمانيين إلى العواصم الأوروبية، وبخاصة فيينا وباريس للمرة الأولى, وكانت مهمة هؤلاء السفراء لا تقتصر على توقيع الاتفاقات التجارية والدبلوماسية الخاصة بالمعاهدات التي سبق توقيعها، بل إنه طلب منهم تزويد الدولة بمعلومات عن الدبلوماسية الأوروبية وقوة أوربا العسكرية. وكان معنى ذلك فتح ثغرة في الستار الحديدي العثماني والاعتراف بالأمر الواقع الخاص بأنه لم يعُد بإمكان العثمانيين تجاهل التطورات الداخلية التي كانت تحدُث في أوروبا. وقد بدأ التأثر بأوروبا في مجال بناء القصور والإسراف والبذخ اللذين شارك فيهما السلطان أحمد ذاته بنصيب كبير؛ مما جعل الأغنياء وعلية القوم يسعون الى اقتباس العادات الأوروبية الخاصة بالأثاث وتزيين الدور وبناء القصور وإنشاء الحدائق، حتى بدا ظهور تقليد الغرب في شهواتهم وإسرافهم للعِيان
خلع السلطان العثماني أحمد الثالث وتولية ابن أخيه محمود الأول .
العام الهجري : 1143 العام الميلادي : 1730
تفاصيل الحدث:
ثار الانكشارية على السلطان أحمد الثالث لعدم ميله إلى الحربِ مع الدولة الصفوية ورغبته في الصلح معهم، فقتلوا الصدرَ الأعظم والمفتي وأمير البحر، حتى امتد أذاهم وعصيانهم وعزلوا الخليفة أحمد الثالث بن مصطفى الثاني بعد أن دام في الخلافة سبعة وعشرين سنة وأحد عشر شهرًا، وبقي معزولًا حتى توفي عام 1149هـ، وقام الانكشارية بتولية ابن أخيه محمود الأول بن مصطفى الثاني.
معركة كوريجان بين الدولة العثمانية والإيرانيين .
العام الهجري : 1143 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1730
تفاصيل الحدث:
وهي المعركة التي استرجعت فيها الدولة العثمانية مدينة همدان بعد انتصارها على الإيرانيين في معركة "كوريجان"، التي قُتل فيها ثلاثة أرباع الجيش الصفوي المكوَّن من 40 ألف جندي.
========
ج204.
وفاة الشاعر عبد الغني النابلسي .
العام الهجري : 1143 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1731
تفاصيل الحدث:
هو الشاعر عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشاعر المتصوف، وهو عالم بالأدب والتاريخ، ولد سنة 1050 بدمشق ونشأ بها، ثم رحل إلى بغداد، ثم تنقل بين سوريا وفلسطين ومصر ولبنان، ثم عاد واستقر في دمشق وبها توفي، له مصنفات عديدة، أشهرها: (تعطير الأنام في تعبير المنام)، وله (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز)، وله (التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية)، وله (كنز الحقائق المبين في أحاديث سيد المرسلين)، وغيرها من الكتب.
قتال العثمانيين مع الصفويين واسترجاع الصفويين ممتلكاتهم .
العام الهجري : 1144 العام الميلادي : 1731
تفاصيل الحدث:
اتجهت الدولة العثمانية إلى قتال الشيعة الصفوية، فتغلبت على طهماسب الذي طلب الصلح في هذا العام, وتخلى العثمانيون عن تبريز، وهمدان، ولورستان، غير أنَّ والي الشاه على خراسان وهو نادر شاه لم يقبل بهذه المعاهدة. فسار إلى أصفهان، وعزل الشاه طهماسب، وولى مكانه ابنه عباسًا، وعيَّنَ عليه مجلس وصاية، ثم سار نادر شاه لحرب العثمانيين فانتصر عليهم، وحاصر بغداد، فطلبت الدولة العثمانية الصلحَ، وجرى الاتفاق عام 1149هـ/1736م في مدينة تفليس، حيث أعلن نادر شاه نفسه ملكًا على الفرس، واتفقوا على أن يرد العثمانيون كل ما أخذوه إلى الشيعة الإيرانية.
استعادة الأسبان السيطرة على ميناء ومدينة "وهران" من العثمانيين .
العام الهجري : 1145 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1732
تفاصيل الحدث:
تمكَّنَ الأسبان من استعادة السيطرة على ميناء ومدينة "وهران" الجزائرية من العثمانيين. وكان العثمانيون قد فتحوا وهران قبل 24 عامًا، وخلصوها من الاحتلال الأسباني.
حصار الشاه الإيراني لبغداد .
العام الهجري : 1145 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1733
تفاصيل الحدث:
حاصر الشاه الإيراني نادر شاه- بعد هزيمته العسكرية الكبيرة أمام العثمانيين- مدينة بغداد التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، واستمرَّ هذا الحصار 7 أشهر و8 أيام.
الفرس بقيادة نادر شاه يطردون الأفغان من بلادهم .
العام الهجري : 1146 العام الميلادي : 1733
تفاصيل الحدث:
كان نادر شاه في أول أمره من قطَّاع الطرق، ثم برز اسمه أيام الفوضى فجمع حوله الرجال ورأى من المصلحة العمل باسم الشاه الصفوي، فانتصر على الأفغان عام 1141هـ ولاحقهم، فاعتصم سلطانهم في مدينة أصفهان، فحاصره نادر شاه واستطاع أشرف سلطان الأفغان أن ينسحب نحو شيراز، وتابع نادر شاه الأفغانَ حتى أخرجهم من منطقة فارس عام 1142هـ، ولما أصبح الأمر لنادر شاه بعد موت الشاه عباس الثالث حارب الأفغان واستولى على قندهار وبلخ، وقاتَلَ الأوزبك، ودخل كابل وبيشاور ودهلي عام 1151هـ.
هزيمة الشاه الإيراني على يد الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1146 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1733
تفاصيل الحدث:
تلقى الشاه الإيراني نادر شاه هزيمةً قاسية من الدولة العثمانية أمام مدينة بغداد، في حرب استمَرَّت 9 ساعات، خَسِر خلالها نادر شاه 30 ألف جندي تقريبًا.
افتتاح مدرسة الهندسة الإمبراطورية في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1147 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1735
تفاصيل الحدث:
تم افتتاح مدرسة الهندسة الإمبراطورية في الدولة العثمانية، وكان الهدف الأول من إنشائها هو تخريج ضباط الاستحكامات والمهندسين العسكريين للجيش العثماني.
قيام دولة الأفشار بقيادة نادر شاه خلفا لدولة الصفويين .
العام الهجري : 1148 العام الميلادي : 1735
تفاصيل الحدث:
استطاع محمود بن أويس الأفغاني أن ينهي دولة الصفويين في إيران، ثم عقبه أشرف بن عبد العزيز ابن عمه، وكان طهماسب بن حسين الصفوي الذي فرَّ من أصفهان يريد استرجاعَ الملك، وكان قد تعاقد مع الروس على أن يُعينوه ضدَّ الأفغان على أن يتخلى لهم عن البلاد الشمالية من إيران، وكان نادر شاه قائد جيوشه فزحفوا إلى أصفهان لطرد أشرف الأفغاني الذي تولى بعد محمود الأفغاني، وكان السكان الإيرانيون الذين بقوا في إيران قد ساعدوا في القتال وانضموا لجيش طهماسب ونادر شاه، واستطاع نادر بعد حروب شديدة أن يستردَّ أصفهان، فصارت القوةُ كلُّها لنادر شاه، مع أن المُلك لطهماسب، ولكن الأمر لم يدُمْ طويلًا حتى أصبح نادر شاه حاكمًا على خراسان وكرمان وخوارزم وسيستان، ثم تمَّ له الأمر بواسطة الحرب مع العثمانيين الذين كانوا يغيرون على البلاد الغربية لإيران، ثم عاد نادر إلى خراسان لثورة الأفغان فيها، وتقدَّم طهماسب إلى جهة الأتراك ليكمل القتال عن نادر، لكنه كُسِر كسرة عنيفة فعقد الصلح مع الأتراك، فلما سمِعَ نادر بذلك خلعه وعيَّن مكانه ابنه عباسًا الطفل، وصار هو الوصيَّ عليه، ثم مات هذا الطفل فصار هو الملك باسم حِفظِ البلاد من الفوضى والأعداء، ويُذكر أن أصل نادر هو من الأفشار من خراسان، وبذلك بدأت دولة الأفشار وانتهت تمامًا دولة الصفويين.
استيلاء الروس على قلعة "أزاك" من الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1148 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
استطاع الروسُ الاستيلاءَ بشكلٍ مفاجئ على قلعة "أزاك" من الدولة العثمانية؛ مما تسبب في إعلان استانبول الحربَ على روسيا في 7 صفر 1149هـ.
الحرب بين العثمانيين وبين الروس ومعهم النمسا .
العام الهجري : 1148 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
اتحدت النمسا مع روسيا لمحاربة تركيا، وكانت الدولة خارجة من حرب إيران فساقت روسيا جيوشها تحت قيادة الفلد مارشال مونيخ، حاصرت فرقةٌ منه قلعةَ أزوف (آزاق). ودخلت فرقةٌ أخرى من برزخ أورقبو، وهددت بلاد القرم، وهاجمت فرقةٌ ثالثة قلعةَ كيلبرون فاضطرت تركيا لإعلان الحرب عليها، وسار الصدر الأعظم على رأس الجيوش، وساقت النمسا جيوشها على قلعة شهر كوي، ودخلت عساكرُها بلاد البوسنة، ثمَّ تقدَّمت الجيوش التركية وقاتلت النمسا، وانتصرت عليها، وشتَّتت جيوشها في الوقائع التي حدثت في خلال سنة (1149) و (1150) و (1151) هـ، واستردَّت تركيا جهات نيش وشهر كوي، ثم هزم جيش عوض محمد باشا جيشًا ثالثًا للنمساويين، وكان يتقدَّم على ويدوين، وأحرق العثمانيون لهم سبع سفن حربية، ثم عبرت الجيوش التركية نهر الدانوب، واستولوا على أراضي باجوه وحوالي مهاديا وإقليم طمشوار، واغتنموا جميع ذخائر ومدافع النمساويين. وفتح الصدر الأعظم قلعة أوسوفا وقلعة أطه وسمندرة، فاضطرت النمسا بإزاء هذه الهزائم المتوالية أن تطلُب الصلحَ، وتدخَّلت دول فرنسا وهولندا والسويد في الأمر، وفي أثناء ذلك انتصرت الجيوشُ العثمانية في واقعة كروسكا على الجيوش النمساوية. أمَّا جيوش روسيا فقد لاقت مثلَ ما لاقت جيوش النمسا من الاندحار، وذلك في الوقائع التي حدثت بقرب شاطئ نهر بروت وجهة أورقيو، ودخل الأسطول العثماني إلى البحر الأسود تحت قيادة القبودان سليمان باشا وسحَقَ الأسطول الروسي في بحر أزوف (آزاق). فطلبت الدولتان المتحدتان الصلحَ، فعقد على أن تسلم النمسا بلغراد وجميع البلاد الواقعة على الضفة اليمنى من نهري صاوه والدانوب، وهي التي كانت استولت عليها بانتصاراتها السابقة، وأن ترُدَّ إلى الدولة العثمانية أراضي أرسوه والبلاد المسماة بالأفلاق النمساوية، وأن تترك الدولة للنمسا المواقع التي استولت عليها في هذه الحرب، وهي يانجوه وطمشوار، وأن تكون الهدنة لمدة (27) سنة. أما الصلح مع روسيا فقضى عليها بهدم قلعة أزوف وألَّا يكون لها فيما بعد مراكب حربية ولا تجارية بالبحر الأسود، وبحر أزوف معًا، وأن تعيدَ للدولة كلَّ ما فتحته من البلاد، وأن تنقل تجارتها على سفن أجنبية. وبعد هذا الصلح أبرمت الدولة معاهدة هجومية دفاعية مع السويد ضد روسيا.
وفاة السلطان العثماني أحمد الثالث .
العام الهجري : 1149 العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
هو السلطانُ أحمد الثالث بن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول، المولود في 3 رمضان سنة 1083/ 23 ديسمبر سنة 1673 وعند تعيينه سلطانًا للدولة وزع أموالًا طائلة على الانكشارية، وسلم لهم في قتل المفتي فيض الله أفندي لمقاومته لهم في أعمالهم, فلما استقرَّت الأحوال وعادت السكينة اقتصَّ السلطان أحمد من رؤوس الانكشارية، فقتل منهم عددًا ليس بقليل، وعزل في 6 رجب سنة 1115 الصدرَ الأعظم نشانجي أحمد باشا الذي انتخبه الانكشارية وقت ثورتهم، وعين بدلًا عنه زوج أخته داماد حسن باشا, وعلى الرغم من مصاهرته للسلطان وما أتاه من الأعمال النافعة كتجديد الترسانة وإنشاء كثير من المدارس من أن يكون هدفًا لدسائس المفسدين أرباب الغايات الذين لا يروق في أعينهم وجود أعنَّة الأمور في قبضة رجل حازم يحول بينهم وبين ما يشتهون، فأعملوا فكرهم وبذلوا جهدَهم حتى تحصلوا على عزله في 28 جمادى الأولى 1116 وكثُر من بعده تغييرُ الصدور تبعًا للأهواء, ومما يُذكر في تاريخ السلطان أحمد الثالث أنه أدخل المطبعة في بلاده، وأسس دار طباعة في الآستانة بعد إقرار المفتي وإصداره الفتوى بذلك، مشترطًا عدم طبع القرآن الشريف خوفا من التحريف؛ واسترجاع إقليم المورة وقلعة آزاق، وفتح عدة ولاياتٍ مِن مملكة العجم, ولَمَّا ظهر من السلطان أحمد عدم الميل لحرب دولة الفرس والرغبة في الصلح معهم ثار عليه الانكشارية، فقتلوا الصدر الأعظم والمفتي وأمير البحر، ثم عزلوا السلطان ونصبوا ابن أخيه محمود الأول بن مصطفى الثاني, وبقي السلطان أحمد معزولًا إلى أن توفِّيَ هذه السنة.
الدولة العثمانية توقف تقدم روسيا في إقليم البغدان .
العام الهجري : 1149 العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
أعلنت روسيا والنمسا الحرب على بولندا، واحتلَّتها روسيا، ورغبت فرنسا في التحالف مع الدولة العثمانية لإنقاذ بولندا من كلٍّ مِن النمسا وروسيا, فأرضت النمسا فرنسا بمعاهدة فيينا, واتفقت من جهة ثانية لقتال الدولة العثمانية، وبدأت روسيا القتالَ ضد الدولة العثمانية، فتمكَّن العثمانيون من وقفِ تقدُّم الروس في إقليم البغدان.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة استانبول مع إيران .
العام الهجري : 1149 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
بعد حرب دامت ست سنوات بين الإيرانيين والدولة العثمانية، طلبت الدولة العثمانية توقيع معاهدة استانبول مع إيران بقيادة نادر شاه، وكانت المعاهدة في مدينة تفليس حيث نودي في حينه بنادر شاه ملكًا على إيران، على أن تردَّ الدولة العثمانية إلى إيران كلَّ ما أخذته منها، وأن تكون حدود الدولتين كما تقرر بمعاهدة سنة 1639م المبرمة في زمن السلطان الغازي مراد الرابع.
إعلان ألمانيا الحرب على الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1150 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1737
تفاصيل الحدث:
أعلنت ألمانيا الحربَ على الدولة العثمانية بعد هزيمة حليفتها روسيا أمام العثمانيين في شبه جزيرة القرم، ووقوع مائة ألف روسي في الأسر.
نادر شاه حاكم إيران يفتح (كابل) و(غزنة) ويهزم قوات المغول .
العام الهجري : 1152 العام الميلادي : 1739
تفاصيل الحدث:
بعد أن استطاع نادر شاه السُّني اعتلاء عرش إيران بعد أن أنهى حُكمَ الصفويين فيها، أراد أول شيء أن يُخضِع الأفغان؛ لعلمه أنَّهم ربما يثورون عليه كما ثاروا على الصفويين قبله، بل هو الذي استطاع أن يستردَّ إيران من أيديهم، فاستعان بقطاع الطرق البختياريين الذين استطاع أن يلاحِقَهم حتى ألحقهم بجيشِه، واستطاع أن يفتحَ قندهار الحصينة، وكابل وغزنة, وكان رضا قلي ميرزا ابن نادر شاه على رأس جيشٍ أخذ يتقدَّم نحو بلاد التتار (المغول) ويستولي على مواقِعِهم، بينما كان والده نادر شاه محاصِرًا لقندهار, فنهاه والده عن الاستمرار حتى يكسِبَ وُدَّهم, وليتفرغ هو لإخضاع بقية البلاد التي في مملكته.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "بلغراد" مع ألمانيا وروسيا .
العام الهجري : 1152 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1739
تفاصيل الحدث:
أوقفت الدولةُ العثمانيةُ تقدُّمَ الروس في بلاد البغدان والألمان في البوسنة والصرب والأفلاق، فانسحب الألمانُ من الحرب، وطلبوا الصلحَ عن طريق فرنسا، وتم توقيع معاهدة بلغراد بين الدولة العثمانية مع كلٍّ من ألمانيا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، تعهَّد فيها الألمان بتسليم بلغراد للدولة العثمانية بعد احتلالٍ دام 22 سنة، وتعهدت روسيا بهدم قلاعِ ميناء آزوف وتسليم أرضِها للعثمانيين، وألَّا تُبحِرَ أيةُ سفينة روسية في البحر الأسود.
وفاة الشيخ عبد الوهاب بن سليمان التميمي والد الإمام المجدد .
العام الهجري : 1153 العام الميلادي : 1740
تفاصيل الحدث:
هو عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف التميمي النجدي، فقيه حنبلي، والد الشيخ المجدد محمَّد بن عبد الوهَّاب. من أهل العُيينة بنجدٍ، من علماء نجد وفقهائها، تولى القضاء في العُيينة, ثم انتقل منها ليتولى قضاء حريملاء. له كتابات في بعض المسائل الفقهية.
طرد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حريملاء وانتقاله إلى العيينة .
العام الهجري : 1153 العام الميلادي : 1740
تفاصيل الحدث:
كان الشيخ عبد الوهاب بن سليمان والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد انتقل إلى حريملاء وتولى القضاء فيها, فلما قَدِم الشيخ من رحلاته العلمية على والدِه في حريملاء أخذ يقرأُ عليه, ويُنكِرُ ما يفعلُه الجهَّال من البدع والشرك في الأقوال والأفعال، وكثُرَ منه الإنكار لذلك ولجميع المحظورات، حتى وقع بينه وبين أبيه كلام، وكذلك وقع بينه وبين الناس في البلد, فأقام على ذلك مدة سنين، حتى توفي والده في هذه السنة، فأعلن بالدعوة والإنكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتبعه أناسٌ مِن أهل حريملاء ومالوا معه واشتهر بذلك، وكان رؤساء أهل بلد حريملاء قبيلتين وقع بينهما خلاف ولم يكن للبلد رئيس يزع الجميع إليه. وكان في البلد عبيدٌ لإحدى القبلتين، كثيرٌ تعدِّيهم وفسقهم, فأراد الشيخ أن يُمنَعوا عن الفساد, فهمَّ العبيد أن يفتكوا بالشيخ ويقتلوه بالليل سرًّا. فلما تسوَّروا عليه الجدار عَلِم بهم أناس فصاحوا بهم فهربوا. فانتقل الشيخ بعدها إلى العُيينة, ورئيسُها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر، فتلقاه بالقبول وأكرمه, وتزوج الشيخُ فيها من عمة ابن معمر: الجوهرة بنت عبد الله بن معمر, ثم عرض الشيخُ على ابن معمر ما قام به ودعا إليه، وقال له: إني أرجو إنْ أنت قمتَ بنصر لا إله إلا الله أن يُظهِرَك الله وتَملِكَ نجدًا وأعرابها, فساعده عثمان على ذلك.
حدوث شغب العبيد على السلطان مولاي عبد الله بالمغرب .
العام الهجري : 1154 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1741
تفاصيل الحدث:
لما كان شهر ربيع الأول من هذه السنة، شغَّب العبيد على السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل بن مولاي علي الشريف العلوي, وهمُّوا بخلعه والإيقاع به، فنذرت بذلك أمه الحرة خناثى بنت بكار، ففرت من مكناسة إلى فاس الجديد، ومن الغد تبِعَها ابنها السلطان المولى عبد الله، ونزل برأس الماء فخرج إليه الودايا وأهل فاس وأجَلُّوا مَقدَمَه واهتزُّوا له، فاستعطفهم السلطان وقال لهم: أنتم جيشي وعدتي، ويميني وشمالي، وأريد منكم أن تكونوا معي على كلمة واحدة، وعاهدهم وعاهدوه ورجعوا، وفي أثناء ذلك بلغه أن أحمد بن علي الريفي قد كاتب عبيد مشرع الرملة وكاتبوه واتفق معهم على خلع السلطان مولاي عبد الله وبيعة أخيه مولاي زين العابدين، وكان يومئذ عنده بطنجة وأنهم وافقوه، فوجم لها السلطان مولاي عبد الله، ثم استعجل أمر المولى زين العابدين ففرَّ مولاي عبد الله إلى بلاد البربر.
مبايعة مولاي زين العابدين بن إسماعيل سلطانًا على المغرب .
العام الهجري : 1154 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1741
تفاصيل الحدث:
كان ابتداءُ أمر السلطان مولاي زين العابدين بن إسماعيل العلوي أنَّه قَدِم مكناسة في أيام أخيه مولاي المستضيء، فلما سمع به أمَرَ بسجنه وضربه، فضُرب وهو في قيده ضربًا وجيعًا أشرف منه على الموت، ثم أمر ببعثه مقيَّدًا إلى سجلماسة؛ كي يُسجَن بها مع بعض الأشراف المسجونين هنالك، فلما سمع بذلك قوَّاد رؤوسهم من العبيد، بعثوا مَن رَدَّه من صفرو إلى فاس، ثم بعثوا به إلى القائد أبي العباس أحمد الكعيدي ببني يازغة وأمروه أن يحتفظَ به مكرَّمًا مُبجَّلًا, ثم لَمَّا فَرَّ المستضيء عن مكناسة وراجع العبيد طاعةَ السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل، دخل مولاي زين العابدين مدينة فاس فاطمأنَّ بها وسُرَّ بولاية أخيه مولاي عبد الله، ثم سار إلى طنجة فقَدِمَ على صاحبها الباشا أحمد بن علي الريفي، فأكرم وفادتَه وأحسن مثواه واستمر مقيمًا عنده إلى أن كاتب عبيدُ الديوان في شأن زين العابدين ووافقوه على خلعِ مولاي عبد الله وبيعته، فبايعه الباشا أحمد وبايعه أهل طنجة وتطاوين والفحص والجبال، وخطبوا به على منابرهم، ثم هيأ له الباشا أحمد كتيبةً من الخيل من عبيد الديوان وغيرهم، وبعثهم معه إلى مكناسة، فدخلها وبُويع بها البيعةَ العامة، وقَدِمت عليه وفودُ القبائل والأمصار، فقابلهم بما يجِبُ وتمَّ أمره, وفرَّ السلطان مولاي عبد الله من رأس الماء ودخل بلاد البربر ولم يقدم على مولاي زين العابدين أحدٌ من الودايا ولا من أهل فاس، وكان فيه أناة وحلم لم يظهر منه عَسفٌ ولا امتدت يده إلى مالِ أحد إلَّا أنه لقلة ذات يده نقص العبيدَ من راتبهم فكان ذلك سببَ انحرافِهم عنه.
========
205.
طرد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من العيينة .
العام الهجري : 1157 العام الميلادي : 1744
تفاصيل الحدث:
بعد أن طلب أميرُ الأحساءِ وزعيمُ بني خالد: سليمان بن محمد بن غرير آل حميد الخالدي من حاكِمِ العُيينة التخلُّصَ مِن الشيخ محمد بن عبد الوهاب, فكتب إلى عثمان يتوعَّدُه ويأمُرُه أن يقتُلَ هذا المطَوَّع الذي عنده في العُيينة, وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتُلَه، وإما أن نقطَعَ عنك خراجَك الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراجٌ من الذهب، فعظم على عثمانَ أمرُ هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطَعَ عنه خراجه أو يحارِبَه، فقال للشيخ: إنَّ هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتُلَك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربتَه، فإذا رأيتَ أن تخرُجَ عنا فعلْتَ، فقال له الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دينُ الله وتحقيقُ كلمة لا إله إلا الله، وتحقيقُ شهادة أنَّ محمدًا رسول الله، فمن تمسَّك بهذا الدين ونصره وصَدَق في ذلك نصره الله وأيَّدَه وولَّاه على بلاد أعدائه، فإن صبَرْتَ واستقمْتَ وقَبِلْتَ هذا الخير، فأبشِرْ فسينصرُك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يولِّيك الله بلادَه وعشيرته, فقال: أيُّها الشيخُ، إنَّا لا نستطيعُ محاربته، ولا صبرَ لنا على مخالفتِه، فخرج الشيخ عند ذلك وتحوَّل من العُيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشيًا- فيما ذكروا- حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرجَ من العيينة في أوَّلِ النهار ماشيًا على الأقدام لم يَرحَلْه عثمان، فدخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه.
تحالف الأمير محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1157 العام الميلادي : 1744
تفاصيل الحدث:
خرج الإمامُ محمد بن عبد الوهاب من العُيينة بنجدٍ يدعو إلى دينِ الله القويم، وقد كانت منطقةُ نجد في هذه الفترة انتشر فيها الشِّركُ والبِدَع، فلقي الشيخُ صعوبات كثيرة إلى أن يسَّرَ الله له الأميرَ محمد بن سعود أمير الدرعية، فتم بينهما اتفاقٌ تاريخي في هذا العام عُرِف "باتفاق الدرعية" لَمَّا وصل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية دخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له: محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه, ويقالُ إنَّ هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرضُ بما رَحُبت، وخاف من أميرِ الدرعية محمد بن سعود، فطمأَنَه الشيخ وقال له: أبشِرْ بخير، وهذا الذي أدعو الناسَ إليه دينُ الله، وسوف يُظهِرُه الله، فبلغ محمَّدَ بن سعود خبرُ الشيخ محمد، ويقال: إن الذي أخبره به زوجتُه، جاء إليها بعضُ الصالحين وقال لها: أخبري زوجَك الأمير محمدًا بهذا الرجل، وشجِّعيه على قَبولِ دعوته، وحَرِّضيه على مؤازرته ومساعدتِه، وكانت امرأةً صالحةً طَيِّبةً، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجلٌ داعية يدعو إلى دينِ الله، ويدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنَّةِ رَسولِ الله عليه الصلاة والسلام، يا لها من غنيمة! بادِرْ بقَبوله وبادر بنُصرته، ولا تقف في ذلك أبدًا، فقبل الأمير مشورتَها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال: إن المرأة أيضًا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصِدَه في منزله، وأن تقصِدَه أنت وأن تعظِّمَ العلم والداعيَ إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادةِ والخيرِ- رحمةُ الله عليه، وأكرم الله مثواه- فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم العريني، ورحب به قائلًا: "أبشر ببلاد خيرٍ مِن بلادك، وأبشر بالعِزِّ والمنعة، فقال الشيخ محمد: وأنا أبشِّرُك بالعز والتمكين، وهذه كلمةُ لا إله إلا الله، من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، مَلك بها البلادَ والعباد، وهي كلمةُ التوحيد، وأوَّلُ ما دعت إليه الرسل، من أوَّلهم إلى آخرهم, ثم بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود حقيقةَ الإسلام والإيمان، وأخبره ببطلان ما عليه أهل نجد من عبادة الأوثان والأصنام والأشجار، فقال الأمير له: يا شيخ، لاشك عندي أنَّ ما دعوتَ إليه أنَّه دين الله الذي أرسل به رسُلَه وأنزل به كتُبَه، وأنَّ ما عليه اليوم أهلُ نجد من هذه العبادات الباطلة هو كما ذكرت نفسُ ما كان عليه المشركون الأولون من الكُفرِ باللهِ والإشراك، فأبشِرْ بنُصرتِك وحمايتك والقيام بدعوتِك، ولكن أريد أن أشتَرِطَ عليك شرطين: نحن إذا قمنا بنصرتك وجاهدنا معك ودان أهلُ نجد بالإسلام وقَبِلوا دعوة التوحيد، أخاف أن ترتحِلَ عنا وتستبدل بنا غيرَنا، والثاني: أن لي على أهل الدرعية قانونًا آخذُه منهم وقت حصاد الثمارِ، وأخاف أن تقول: لا تأخذ منهم شيئًا، فقال الشيخ: أما الشرط الأول فابسُطْ يدك أعاهِدْك: الدَّمُ بالدَّمِ، والهدمُ بالهدم، وأما الثاني فلعل الله أن يفتحَ عليك الفتوحاتِ فيُعَوِّضَك من الغنائِمِ والزكوات ما هو خيرٌ منه. فتمَّ التعاهد والاتفاق بينهما"، فقام الأمير محمد بن سعود بمؤازرة الشيخ ودَعْمِه وحمايته؛ ليقوم بتبليغ الدعوة، فانطلق الشيخ محمد يصحح الأوضاعَ الدينية المتردِّية، فقويت الدرعية سياسيًّا ودينيًّا, ثم انطلقت منها الجيوشُ لتوحيد الأجزاء المتفَرِّقة من نجد وما حولها ونشْرِ الدعوة فيها.
وفاة الشيخ محمد بن علي التهانوي .
العام الهجري : 1158 العام الميلادي : 1745
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ الفاضل محمد بن علي بن حامد بن صابر بن الفاروقي التهانوي الهندي الحَنَفي: أحدُ رجال العلم، اشتُهر بكتابه الشهير: كشاف اصطلاحات الفنون. عاش التهانوي في عصر سلاطين الدولة المغولية في الهند، فأدرك طَرَفًا من عهد الإمبراطور أورنغ زيب عالمكير الذي عرفت الهندُ في عصره حركةً علمية ثقافية نَشِطةً بتشجيعه لها. وقد قيل: إن التهانوي كان قاضيًا في قريته تهانة في عصر هذا الإمبراطور. نشأ التهانوي في بيئة علمية، نهل من ينابيعها؛ إذ كان والده من كبار العلماء حتى لُقِّب بقطب الزمان، في هذا الجوِّ المفعم بالزاد والنشاط العلميين عاش التهانوي، فنهل من ينابيع المعرفة وبحار العلم. وجال على الحواضِرِ يلتقي العلماءَ ويستمع إليهم يأخُذُ عنهم وينكبُّ على بحثِه, فلا عجب أن أورد في تقديمه الكشاف قوله: "لَمَّا فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية من حضرة جناب أستاذي ووالدي، شمَّرت عن ساق الجِدِّ إلى اقتناء ذخائر العلوم الحكمية الفلسفية من الحكمة الطبيعية والإلهية والرياضية كعِلم الحساب والهندسة والهيئة والإسطرلاب ونحوها. فلم يتيسر لي تحصيلًا من الأساتذة، فصرفت شطرًا من الزمان إلى مطالعة مختصراتها الموجودة عندي، فكشفها الله عليَّ، فاقتبست منها المصطلحات وسطَّرتُها على حدة في كل بابٍ يليق بها" كان قرأ النحوَ والعربية على والده وتفَقَّه عليه, ثم طَفِق يقتني ذخائِرَ العلوم الحكمية، فجمع الكتب، ولم يتَّفِقْ له تحصيلُها على الأساتذة، فصرف شطرًا من الزمان في مطالعة الكتب الموجودة عنده, فجمع في مصنَّفِه الكشَّاف- الذي يعتبر معجمًا لغويًّا فنيًّا- مصطلحاتِ العلوم وتعريفَها، وشرَحَ الموضوعات العلمية الاصطلاحية حسب العلم ورتبه أبجديًّا. وقد فرغ من تصنيفه سنة 1158, وقد اختُلف في تاريخ وفاته، والمتَّفق عليه أنَّه توفي بعد سنة 1158.
ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
ظلَّت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد سلميةً دون الدخولِ مع خصوم الدعوة في أي صدامٍ عسكري منذ الاتفاق التاريخي بين أمير الدرعية والشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1157 إلى هذا العام، حين ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض، بعد انضمام منفوحة إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه السنة، حيث قام دهام بن دواس أميرُ الرياض بالهجوم على المنفوحة الذين لبَّوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودخلوا في طاعة الأمير محمد بن سعود، فعدا عليهم صباحًا على غِرَّة ومعه بعض أهل الرياض وبعض سكان البوادي من آل ظفير، فكمن لهم قرب البلد وأمر البوادي والخيل أن تغير على زرعهم ونخلِهم في أطراف البلدة، فهبَّ المقاتلون من أهل المنفوحة مع أميرِهم علي بن مزروع وردُّوهم على أعقابِهم بعد مقاومةٍ عنيفة، جُرح فيها دهام بن دواس وقُتِل فرَسُه، كما قُتل أحد عشر رجلًا من رجالِه.
وقعة العمارية بين جيش الرياض وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
هاجم أميرُ الرياض دهام العماريةَ المواليةَ للدرعية وقتل أميرَها عبد الله بن علي وعقر إبِلَه، فلما بلغ ذلك الإمام محمد بن سعود جمع أهل الدرعية وعرقة، وأراد أن يرصد عودة جيش دهام من العمارية ويكمن له، وكان دهام بن دواس قد كمن في الموضعِ نفسه فالتقى الفريقان واقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه دهام، وجَدَّ أهل الدرعية في إثرِه ولكنهم فُوجئوا بخروج فرقة لابن دواس من جهة العمارية، فوقع القتل وانكسر جيشُ الدرعية.
وقعة الشياب بين جيش الرياض وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
أخذت الدرعية بثأرِها من دهام بن دواس بعد وقعةِ العمارية حينما قام الأميرُ محمد بن سعود بحملةٍ على دهام وجَرَت موقعةٌ في مكان يقال له الوشام، انهزمت فيها قوات الرياض، ودُعِيت بوقعة "الشياب" لأنه قتل فيها شايبان (أي شيخان مُسِنَّان) من آل شمس من أهل الرياض.
وقعة العبيد بين جيش الرياض وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
أراد الأميرُ محمد بن سعود أن يلاحِقَ دهامًا ويُلحِقَ به هزيمة منكرة، فقام بحملة أخرى على الرياض كانت نتيجتها هزيمة دهام مرة أخرى، وسميت هذه الوقعة "وقعة العبيد"؛ لأنَّ معظم من قُتِلَ من رجال دهام كانوا من العبيدِ.
انتقام دهام بن دواس من الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
جهَّز دهام بن دواس أميرُ الرياض جيشًا وهاجم الدرعية، ولما اندفعت نحوه قواتُها تظاهر بالتقهقر فظَنَّ جيش الدرعية أنَّ جيش دهام قد انهزم، إلا أن جيش الرياض كان قد نصب كمينًا لجيش الدرعية، فكانت الهزيمة لجيش الدرعية، وقُتِلَ فيها الأميران فيصل وسعود ابنا الإمام محمد بن سعود، وكل هذه الحروب كانت في هذه السَّنةِ، وذكر ابن بشر أنَّها كانت سنة 1160.
أول غارة من الدرعية على قصر أمير الرياض .
العام الهجري : 1159 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
بعد أن جهر أميرُ الرياض دهام بن دواس بعداوتِه وانكشف غدرُه في هجومِه على المنفوحة، انتدب الأمير محمد بن سعود جماعةً توجَّهت ليلًا إلى الرياض فدخلوها وأتوا باب القلعة التي فيها دهام، فشذبوا البابَ بالمنشار ودخلوا بيت ناصر بن معمر وتركي بن دواس، فعقروا فيهما إبلًا كثيرةً، ورموا بالرصاص دهام بن دواس وهو في عليَّة قصره ثم عادوا إلى الدرعية سالمين.
غدر عثمان بن معمر أمير العيينة بأمير الدرعية وتراجعه عن نصرة الدعوة .
العام الهجري : 1160 العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
كانت وقعةُ دلقة من غير رضاء أمير العُيينة ابن معمر ولم يشاوَرْ فيها؛ لذلك لم يحضُرْها. يقول ابن غنام: "لما رأى ابنُ معمر عودةَ الجماعة من الحرب خَشِيَ أن ينكشف نفاقُه وأن تظهر خيانته, فأرسل إلى الشيخ وإلى محمد بن سعود يستشفع إليهما, ويطلب منهما الصفحَ عن تخلُّفِه، فقبلا عذره رجاءً منهما ألا يعودَ إلى مكره, ثم قَدِمَ عليهما ومعه وجوهُ أهل حريملاء والعُيينة، وعاهدهما على الجهاد والقيام بنصرة الدين، ولو في أي مكان, فتوهَّما فيه الصدق والوفاء، فرأَّسوه ورفعوه على المسلمين وأمَّروه, وكان من أعظم ما أظهر نفاق عثمان بن معمر أنَّه أرسل إلى إبراهيم بن سليمان أمير ثرمداء وأمَرَه أن يركب إلى دهام بن دواس مع جماعتِه ويزين له الاتِّفاقَ مع عثمان والقدوم عليه إلى العُيينة على أن يُظهِرَ في أحاديثه بمجالِسِه أنه اهتدى وانضم إلى الجماعة, فقدم مع دهام مع إبراهيم بن عثمان، وكان ذلك من غير مشورة الشيخ وابن سعود، فحين رأى أهل العيينة دهامًا وعَلِموا بما حدث شَقَّ عليهم ذلك واجتمعوا جميعًا وساروا إلى عثمان, فلما رأى حالَهم مَوَّه عليهم وقال لهم: ليس لي مرادٌ إلا الإرسال للشيخ ليحضُرَ عقد الصلح ويدخُلَ دهام في دائرة الإسلامِ، فاطمأنت نفوسُ القوم, ثم أرسل إلى الشيخ وألحَّ عليه في القدوم، ولكن الله ألقى في رُوعِ الشيخ ما استبان به خيانةَ عثمان وغدره، فامتنع عن الذهاب فلمَّا رجع الرسول وأخبرهم بذلك عرف أهل البلد مكرَ عثمان، فحصروا ابن دواس في القصرِ وهَمُّوا أن يفتكوا به، لكن دهام هرب منهم تحت جنح الظلام، وعاد إبراهيم بن سليمان إلى ثرمداء وفارق منهج الحق, وكان هذا كلُّه قبل أن يفِدَ عثمان على الشيخ وابن سعود ويأخذ منهما العهد المجدد, ولكنه مع ذلك لم يخلِصِ النية ولم يعقِدْ على الوفاء، وسيتبين غدرُه "
نشوب موقعة الدلقة بين جيش الدرعية وجيش الرياض .
العام الهجري : 1160 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
قامت الدرعية بقيادة أميرِها محمد بن سعود بتجهيز جيشٍ قوي للهجوم على الرياض، ردًّا على هزيمة الدرعية في "وقعة العبيد"، إلَّا أن أحد أهالي بلدة حريملاء يقالُ له أبو شيبة من آل داود، ويدعى أبو شيبة كان قد أفشى للرياض سرَّ المعلومات التي هيأتها الدرعية لمهاجمة الرياض, فصَبَّحهم الأمير محمد بن سعود وجماعته فإذا هم مستعِدُّون والتقوا في جوف البلد فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وحمي القتال عند باب القصر، وأصيب دهام حيث ضربه حمد بن محمد بن منيس في رأسه وجسده، حتى جاء موسى الحريصي من خلفِه فقتله فنجا دهام بعد أن أشرفَ على الموت, وكان جزاءُ الحريصي المعاقبة والتنكيل من دهام لأنَّه اهتدى بعد الوقعة وأراد الهجرةَ إلى الدرعية، فأمر دهام بقطع رجلِه وقدمِه، ثم نفاه إلى الدرعية، فلم يبرح إلَّا ثلاثة أيام مات بعدها.
وفاة الملك نادر شاه مؤسسة أسرة الأفشار في إيران .
العام الهجري : 1160 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
هو الملك نادر شاه الأفشار التركماني، ويعرف كذلك باسم "نادر قـُلي بگ" ولد نادر شاه في محرم 1100هـ/ 22 نوفمبر 1688م وجلس على العرش في شوال 1148هـ وهو مؤسِّس الأسرة الأفشارية التي حكمت إيران. كانت قبيلةُ أفشار هي إحدى القبائل التركمانية التي فرَّت من وجه المغول تاركةً تركستان، واستقرت في أذربيجان، فأرسل الشاه إسماعيل الصفوي قِسمًا من هذه القبيلة إلى الجزء الشمالي من خراسان وأسكنهم فيها بالقرب من منبع نهر كوبكان. كان أول أمر نادر شاه من قطَّاع الطرق, ثم جمع رجاله ورأى من مصلحته العمل كقائد عسكر لطهماسب الثاني آخر شاهات الدولة الصفوية, كان لنادر شاه الفضلُ في حركة المقاومة العسكرية لتحرير إيران من الاحتلال الأفغاني، وبعد نجاحه أخذ اسمُه يصعد في إيران حتى انتهى به الأمر إلى أن نصَّب نفسه شاهًا لإيران بعد أن عزل طهماسب الثاني, وأعلن نهايةَ الدولة الصفوية في إيران. عُرف نادر شاه بأنه محارب عسكري مشهور بحملاته العسكرية, ويعدُّ واحدًا من أكبر الغزاة الفاتحين في تاريخ إيران الحديث، حيث قام بعدة حملات ناجحة في الهند وأفغانستان وضِد الدولة العثمانية وآسيا الوسطى، وحَسَبت له روسيا حسابه كقوَّة فتية في المنطقة، وتحالفت معه ضد العثمانيين. فلما زادت قسوةُ نادر شاه ورأى الناس ظلمَه وتعسُّفَه، خافه الأمراء فتآمروا على قتلِه، وفي جملتهم بعضُ القواد من الأفشار، وكان منهم رئيسُ الحرس الذي أعانهم فدخلوا عليه وهو نائم فقتلوه في سريره ليلة 11 من جمادى الثانية, ثم أرسلوا وراءَ علي شاه ابن أخي نادر شاه فحكَّموه على إيران، لكنه كان ضعيفًا خاملًا، فجاء أخوه إبراهيم الذي حكم العراق باسمه وعزله، وكان علي شاه قد قَتَل كل آل نادر عدا حفيدًا له اسمه شاه رخ ميرزا، وأما إبراهيم فلم يدُم طويلًا حتى قتله حرَّاسه وولَّوا مكانه شاه رخ الصغير، لكن قائد الجيوش ميرزا محمد أسَرَه وسمل عينيه وأعيد بعد فترة، حيث جاء علي خان رئيس جيش إيران فأخرجه من سجنه وأعاده، لكنه رضي ببلاد خراسان وحسبُ, وصارت إيران في قبضة كريم خان زند، وأخذت الولايات تستقِلُّ واحدة تلو الأخرى.
حصول وقعة البنية ووقعة الخريزة بين جيش الدرعية وجيش الرياض .
العام الهجري : 1161 العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
قام عثمانُ بن معمر أمير العيينة بمعاهدة الأمير محمد بن سعود على الحربِ معه، فقاد جيشُ الدرعية ضِدَّ جيش الرياض، وانهزم بعد قتالٍ شديد قُتِل فيه أناس كثيرون، ثم حدثت وقعة أخرى سار فيها عبد العزيز بن محمد بن سعود بأهل الدرعية وضرما، وتولى عثمان بن معمر قيادةَ قوات العُيينة وحريملاء، كما أنه كان الأمير عليهم جميعًا واشتبك مع جيش الرياض في مكان يدعى "الخريزة" قرب الرياض، وكانت النتيجة متكافئة، وتلت ذلك معاركُ كثيرة بين الدرعية والرياض، كان أسلوب الكرِّ والفر ونصْب الكمائن هو الفَنَّ القتاليَّ فيها.
قيام دولة أمراء أفغانستان .
العام الهجري : 1161 العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
برز أحمد خان الدوراني الذي كان يقود الأفغان والأوزبك في جيش نادر شاه، وعندما قُتل نادر شاه عام 1160هـ في شروان أسرعت الفرقة الأفغانية التي كانت معه عائدةً إلى بلادها واستقَرَّت في قندهار، ونادت بقائدها أحمد خان الذي كان قد تقاتل مع بقية القادة وهُزِمَ فانسحب إلى قندهار أيضًا، وأسس فيها مملكة الأفغان وعاصمتها قندهار، وبدأ أحمد خان شاه يوسِّع دولته؛ فقد ضم إليها كشمير ولاهور والملتان، وقاتل السيخ والهندوك.
وفاة العلامة إسماعيل العجلوني .
العام الهجري : 1162 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ العلامةُ الإمام العالمُ الهُمام الحجَّة الرُّحلة العمدة: أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني، الشهير بالجراحي- نسبة إلى أبي عبيدة بن الجراح- العجلوني الدمشقي، محدِّث الشام في أيامه. وُلِد بعجلون (بالأردن) سنة 1087 نشأ بدمشق وفيها توفي. كان عالِمًا بارعًا صالحًا مفيدًا محدِّثًا مبجَّلًا قدوة سندًا خاشعًا. له يدٌ في العلوم لا سيما الحديث والعربية، وكان شافعيًّا صوفيًّا، له مصنفات كثيرة، أشهرها: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث, وله عقد اللآلئ والزبرجد في ترجمة الإمام الجليل أحمد، وله شرح على البخاري، وغيرها.
وقعة البطحاء بين جيش الدرعية وجيش الرياض .
العام الهجري : 1163 العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:
جرت وقعة البطحاء في الرياض، وذلك أن محمد بن سعود سار بجنودِه إلى الرياض ليلًا ووصل المكان المعروف بباب المروة ومعه رجال مشهورون بالشجاعة، منهم علي بن عيسى الدروع، وسليمان بن موسى الباهلي، ومحمد بن حسن الهلالي، وعلي بن عثمان بن ريس، وعبد الله بن سليمان الهلالي، وإبراهيم الحر، فخرج إليهم أهلُ الرياض ووقع قتال شديد، قُتل فيه من أهل الرياض سبعةُ رجال, واثنان من أهل الدرعية.
أهل الدرعية بقيادة عبد العزيز بن محمد يغزون ثرمداء .
العام الهجري : 1163 العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:
سارت قوةٌ من أهل الدرعية وأميرُهم عبد العزيز بن محمد إلى ثرمداء، وكان النذيرُ قد جاء أهل ثرمداء بذلك، فاستعانوا بأهل وثيثيا ومرات، فالتقى بهم جيش الدرعية وهم مستعدون للقتال في موضع قريب من ثرمداء يسمى الوطية، وكان جيش الدرعية قد أعدوا كمينًا، فلما نشب القتال خرج عليهم الكمين فولَّوا مدبرين وقتل منهم خمسة وعشرون، منهم علي بن زامل أمير وثيثيا
وفاة عثمان بن معمر أمير العيينة .
العام الهجري : 1163 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1750
تفاصيل الحدث:
هو عثمانُ بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن حسن بن طوق بن سيف آل معمر، من العناقر، من بني سعد من بني تميم: أمير العيينة. تولى إمارتها خلفًا لأخيه محمد, وهو جدُّ سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد ثالث حكام الدولة السعودية الأولى. كان ابن معمر آوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة ووعد بنصره بعد خروجه من حريملاء، لكنه طرد الشيخَ من العيينة بعد أن تلقَّى ابن معمر تهديدًا من قائد الأحساء بشأن الشيخ يأمره أن يقتله، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجَك الذي عندنا. فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا وإنه لا يحسُنُ منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيتَ أن تخرج عنا فعلتَ، فنصحه الشيخ ورغَّبه في نصرة لا إله إلا الله، وأن من تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك، نصره الله وأيَّده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرتَ واستقمتَ وقبِلتَ هذا الخير، فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يولِّيك الله بلاده وعشيرته, فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيعُ محاربته، ولا صبْرَ لنا على مخالفته. فخرج الشيخ عنده وتحوَّل من العيينة إلى الدرعية، ثم لَمَّا قَوِيَ شأن الدعوة وقَوِيت بسببها إمارة الدرعية، اضطر ابن معمر أن يدخل تحتَ لواء حكام الدرعية، وقد ظهرت منه أمور تدلُّ على عدم صدقه، ونفاقِه، حتى إنه تآمر مع دهام بن دواس على المكر بالشيخ محمد بن عبد الوهاب, ولما كثرت شكايةُ أهل العيينة من تآمرِه على الدعوة اتفقوا مع الشيخ المجدد على التخلُّص منه، يقول ابن غنام: "لما تزايد شرُّ عثمان بن معمر على أهل التوحيد وظهر بغضُه لهم وموالاته لأهل الباطل، وتبيَّن الشيخ صدق ما كان يُروى عنه، وجاءه أهل البلاد كافة وشكوا إليه خشيتهم من غدره بالمسلمين، قال الشيخ حينئذ لمن وفد عليه من أهل العيينة: أريدُ منكم البيعةَ على دين الله ورسولِه، وعلى موالاة من والاه ومعاداة من حاربه وعاداه، ولو أنه أميركم عثمان, فأعطَوه على ذلك الأيمان وأجمعوا على البيعة, فملئ قلب عثمان من ذلك رعبًا, وزاد ما فيه من الحقد, وزيَّن له الشيطان أن يفتك بالمسلمين, ويُجليَهم إلى أقصى البلدان، فأرسل إلى ابن سويط وإبراهيم بن سلمان رئيس ثرمداء... يدعوهما إلى المجيء عنده لينفذ ما عزم عليه من الإيقاع بالمسلمين, فلما تحقق أهلُ الإسلام ذلك تعاهد على قتله نفرٌ، منهم حمد بن راشد, وإبراهيم بن زيد, فلما انفضَّت صلاة الجمعة قتلوه في مصلَّاه بالمسجد, فلما عَلِمَ بذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب عَجِل بالمسير إلى العيينة خشية اختلاف الناس وتنازُعِهم، فقدم عليهم في اليوم الثالث بعد مقتلِه، فهدأت النفوس فتجاذبوا عنان الرأي والمشورة فيمن يتولى الرئاسة والإمارة بعده، وأراد أهل التوحيد ألَّا يولى عليهم أحدٌ من آل معمر، فأبى الشيخ ووضَّح لهم طريقَ الصواب بالحجَّة ولمقنعة، وأمَّر عليهم مشاري بن معمر"
غزو منطقة سدير لضمها تحت لواء دولة الدرعية الناشئة .
العام الهجري : 1164 العام الميلادي : 1750
تفاصيل الحدث:
قامت دولةُ الدرعية الناشئة بعدة غزوات ضد بلدان منطقة سدير التي رفضت الدعوة، ورفضت الانضواءَ تحت لواء الدولة الناشئة. والتي بدأت غزواتُها للمنطقة في هذه السنة، واستمرت حتى عام 1177هـ. وفي هذه الفترة استطاعت نشرَ مبادئ الدعوة في كلٍّ من الزلفي وجلاجل والحوطة والجنوبية والروضة والتويم والغاط والداخلة والعودة وحرمة، وغيرها من المدن والبلدان، في هذه المنطقة.
نقض أهل حريملاء عهدهم مع دولة الدرعية .
العام الهجري : 1165 العام الميلادي : 1751
تفاصيل الحدث:
بعد أن أعلنت حريملاء خضوعَها لدولة الدرعية في أوَّلِ الأمر، ثم قام بعض أهلها في هذه السنة بتحريضٍ من قاضيها سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي كان معارضًا لآراء أخيه، قاموا بنقضِ عَهدِهم مع الدعوة والدولة، وأخرجوا من البلدة من لم يستجِبْ دعواهم، ومن بينهم الأمير محمد بن عبد الله بن مبارك، وأخوه عثمان، فقصد هؤلاء المطرودون بلدة الدرعية ونزلوا ضيوفًا على أميرها، ولما خَشِي المتمردون في حريملاء من ردِّ الدرعية عليهم، أرسلوا وفدًا لاسترضاء المطرودين واسترجاعهم إلى بلدتهم. فلما عادوا إليها إذا بقبيلة آل راشد من أهل حريملاء تهجم على هؤلاء العائدين وتفتكُ ببعضِهم، فقتلوا الأمير محمد بن عبد الله وثمانية من أتباعه، وكان من الناجين مبارك بن عدوان الذي فرَّ وطلب النجدة من الدرعية.
===========
206.
عدوان أهل سدير والوشم على أتباع دعوة التوحيد .
العام الهجري : 1165 العام الميلادي : 1751
تفاصيل الحدث:
اجتمع أهلُ سدير والوشم ومعهم آل ظفير، واتجهوا إلى رغبة، وكان أهلها قد اهتَدَوا إلى التوحيد, فحصرتهم تلك الجموعُ في البلد أيامًا، فجنح بعض أهلها إلى الضَّلالِ فأدخلوا تلك الأجناد فنَهَبوا جميع الأموال، ولكِنَّ الله حقن دماء المسلمين, ثم اتجهت تلك الجموع ومعهم جلوية ضرمى إلى ضرمى- الذين دخل أهلها في طاعة الدرعية- فحصَروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على أسوارها، وصعد منهم السور نحو ثلاثين رجلًا قُتلوا جميعًا, ثم رجعوا بعد ذلك خائبين.
رجوع أهل منفوحة عن تأييد دعوة التوحيد متابعتها .
العام الهجري : 1166 العام الميلادي : 1752
تفاصيل الحدث:
رجع أهلُ المنفوحة عن تأييد دعوة التوحيد، ونبذوا عهدَهم مع الدرعية وطردوا إمامَهم محمد بن صالح, وخرج معه سبعون رجلًا من المؤيدين لها, ثم تلاحق الناسُ بعد ذلك فارِّين بدينهم.
وفاة أسعد أفندي شيخ الإسلام في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1166 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1753
تفاصيل الحدث:
هو شيخُ الإسلام أسعد أفندي بن أبي إسحاق إسماعيل أفندي، رئيسُ المشيخة في الدولة العثمانية. وكان قد تولَّى المشيخة في رجب 1161هـ، ولكنَّه لم يستمر في منصبه طويلًا. وللشيخ مؤلَّفات وبحوث في اللغة التركية، من أشهرها: معجم تركي بعنوان: "لهجة اللغات".
موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكبار أنصاره من خصوم الدعوة .
العام الهجري : 1167 العام الميلادي : 1753
تفاصيل الحدث:
اجتمع في الدرعية الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود، بالإضافة إلى كبار أنصار الدعوة الذين قدموا من مختلف البلدان للتباحث في شؤون الدعوة والمواقف اللازم اتخاذها ضد أعدائها، وكان دهام بن دواس قد تضجَّر من الحرب مع آل سعود، فلما سمع بهذا التجمع مال إلى المهادنة، وطلب من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود عقدَ صُلحٍ بينه وبين الدرعية، وتعهد باعتناق مبادئ الدعوة السلفية، إلَّا أنه نكث هذا العهد في العام التالي سنة 1168 هـ، وسانده على ذلك محمد بن فارس رئيس منفوحة، وهكذا تجددت الاشتباكاتُ بين الدرعية والرياض.
وفاة السلطان العثماني محمود الأول وقيام أخيه عثمان الثالث خلفًا له .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1754
تفاصيل الحدث:
هو الخليفةُ العثماني محمود الأول ابن السلطان مصطفى الثاني ابن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. وُلِدَ في 4 محرم سنة 1108هـ 3 أغسطس سنة 1696 تولى السلطان محمود السلطنة بعد ثورة على السلطان أحمد الثالث الذي كان يميل إلى مصالحة الدولة الصفوية, فثار عليه الانكشارية في 15 ربيع الأول 1143 فقتلوا الصدرَ الأعظم والمفتي وقبوادان باشا أميرال الأساطيل البحرية؛ بحجة أنَّهم مائلون لمسالمة العجم، ثم أعلنوا عزل السلطان أحمد ونادوا بابن أخيه محمود الأول خليفةً للمسلمين وأميرًا للمؤمنين، فأذعن السلطان أحمد الثالث وتنازل عن الملك بدون معارضة, ولما تولى السلطان محمود لم يكن له إلا الاسم فقط، وكان النفوذ لبطرونا خليل, يولِّي من يشاء ويعزل من يشاء، حتى عِيلَ صَبرُ السلطان محمود من استبداده فتخلص من الانكشارية لتعدِّيهم وتجاوزهم حدودَهم, وفي عهد السلطان محمود استأنفت الدولة الحربَ مع مملكة الفرس، وتغلبت الجيوش العثمانية على جنود الشاه طهماسب في عدة وقائع انتهت بصلح بين الدولتين، الذي عارضه نادر شاه أكبر ولاة الدولة الصفوية، والذي قام بعد ذلك بعزل الشاه طهماسب، ثم أنهى حكم الدولة الصفوية في بلاد فارس، وتولى هو عرش إيران، ودخل في صراع مع الدولة العثمانية. ولحُسن حظِّ الدولة في عهد السلطان محمود أن تقلَّدَ منصب الصدارة رجل محنك اشتهر بحسن السياسة وسمو الإدراك هو الحاج محمد باشا الذي لم يغفل طرفة عين عن جمع الجيوش وتجهيز المعدات، حتى تمكَّن من إيقاف تقدُّم الروس في بلدان الدولة العلية, وانتصرت جيوشُها على النمسا التي طلبت الصلحَ بواسطة سفير فرنسا. توفِّي السلطان محمود الأول يوم الجمعة 27 صفر عن عُمرِ ستين سنة مأسوفًا عليه من جميع العثمانيين؛ لاتصافه بالعدل والحِلمِ ومَيلِه للمساواة بين جميع رعاياه بدون نظرٍ لفئة دون أخرى، وكانت مدة حكمه 25 سنة، وفي أيامه السعيدة اتسع نطاقُ الدولة بآسيا وأوروبا، ثم قام بعده أخوه عثمان الثالث خلفًا له، وبويع في جامعِ أبي أيوب الأنصاري، وهنَّأه سفراء أوروبا.
السلطان العثماني عثمان الثالث يضيق الخناق على الذميين .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1754
تفاصيل الحدث:
كان من أوائل ما قام به السلطان عثمان الثالث بعد توليه السلطنةَ مَنْعُ كلِّ ما يخالف الشرعَ، سواء كان ما يفعله النصارى واليهود أو غيرُهم، فشَدَّد بذلك الخناقَ على أهل الذمَّةِ الذين كانوا قد توسَّعوا أكثر من حقوقِهم، وخاصة تحت اسم الحماية التي كانت عليهم من قِبَل دولهم النصرانية الأوربية تحت ظلِّ البابوية. كما اهتم بالإصلاحاتِ الداخلية، وأُسِّسَت في عهده مطبعة, وقمَعَ كثيرًا من الثورات الداخلية.
انضمام بلدة حريملاء إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
سار الأميرُ عبد العزيز بن محمد في نحو 800 رجل ومعهم من الخيل 20 فرسًا، فأناخ شرقيَّ البلد ليلًا، وكمن في موضعين، فصار عبد العزيز ومعه عِدَّةٌ من الشجعان في شعيب عوجا، وكمن مبارك بن عدوان مع 200 رجل في الجزيع، فلما أصبحوا شنُّوا الغارةَ، فخرج أهل حريملاء واشتد القتالُ حتى فرَّ أهل حريملاء في الشعاب والجبال بعد أن قُتِلَ منهم 100 رجل، وغنم جيش الدرعية منهم كثيرًا من الذخائر والأموال، وقُتل من جيش الدرعية سبعةُ رجال, ودخلوا البلدةَ وأعطى الأميرُ عبد العزيز بقيةَ الناس الأمان, وفرَّ في هذه الواقعة قاضي البلدة الشيخُ سليمان بن عبد الوهاب أخو الشيخ محمد إلى سدير، وولى الأميرُ عبدُ العزيز مباركَ بن عدوان أميرًا على حريملاء
نقض دهام بن دواس أمير الرياض العهد مع الدرعية .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
نقض دهام بن دواس عهدَه مع الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، فعدا على أهل أبي الكباش، ثم رجع فلمَّا تبيَّنَ منه أهلُ الدِّينِ في الرياض المكرَ والغدرَ تركوا أموالَهم وبلدهم وهاجروا إلى منفوحة، ثم هاجروا إلى الدرعية، لما تبين لهم أن رئيس المنفوحة محمد بن فارس قد انضمَّ مع دهام بن دواس في نقضِ العَهدِ.
حدوث موقعة الدار بين دهام بن دواس وحلفائه وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
تجهَّز دهام بن دواس لمحاربة الدرعية الحربَ الثانية، فاجتمع معه محمد بن فارس رئيس المنفوحة وإبراهيم بن سليمان رئيس ثرمداء، ومعهم أناسٌ مِن أهل سدير وأهل ثادق وجلوية حريملاء، واتجهوا إلى بلدة حريملاء فوصلوها ليلًا، ودخلوا محلة بأعلى البلد تسمَّى الحسيان، وكان الناس وأغلب الحرسِ نائمين، فلم يشعر بهم أحدٌ حتى ملكوا المحلَّةَ وبساتينها, فلما علم أميرُ البلدة مبارك بن عدوان نهض مع جماعتِه في الليل وقاتلوهم، إلا أنهم لم يستطيعوا فرجَعوا, وفي الصباح شدَّ عليهم ابنُ عدوان وحمي بينهم القتالُ، فخرج أكثر المعتدين هاربين، وبقيت طائفة منهم محصورين في البيوت نحو خمسة أيام- أغلبهم من جلوية حريملاء- وكانوا يرمون أهل البلد، فقَتَلوا منهم 18 رجلًا، ثم تسوَّر رجال ابن عدوان عليهم الدارَ وشَدُّوا عليهم حتى قتلوهم وأخذوا ما معهم من السلاحِ، وكان جملةُ من قُتل من هؤلاء الأحزاب في هذه الوقعة 60 رجلًا. وكان ابن عدوان قد دعا المحصورين إلى التسليم، وأعطاهم الأمان فخرج منهم 10 رجال فقَتَل منهم ستةً، ولم يكن الشيخُ محمد وابن سعود يعلمان بذلك، فلما علما أنكرا ما فعل ونَقَموا عليه لِغَدرِه بالعَشرةِ بعد أن أعطاهم الأمانَ.
استقرار أسرة الصباح في حكم الكويت وتولي الشيخ صباح الأول حكم البلاد .
العام الهجري : 1169 العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
سعى المستوطِنون الأولون آلُ الصباح من العتوب في الكويت، إلى تأمين مركزِهم في إمارتهم الناشئة، وذلك بالاعترافِ بشيء من الولاء للدولة العثمانية. فأوفدوا زعيمَهم الأول، صباح بن جابر، إلى الوالي العثماني في بغداد؛ ليطلب منه تأييدَ الدولة العثمانية لهم، وإقرارها لاستقرارهم وأمنهم، فضلًا عن إظهارِ رغبتِهم في العيش في سلامٍ، وتعهُّدهم بحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد نجح زعيمُ أُسرة الصباح في مسعاه وبذلك اعترفت الكويت بنوعٍ مِن التبعية الدينية للدولة العثمانية من دون تدخُّل استانبول في شؤونها الداخلية. فتجنَّبت الأخطارَ التي كان يمكِنُ أن تأتيها من جانب الدولة العثمانية، بل استغَلَّ شيوخها في بعض الفترات علاقتَهم بالدولة العثمانية؛ لتحقيق مصالح كويتية خاصة, ولقد كانت الرابطةُ الدينيةُ هي أساس تبعية الكويت الاسمية للدولة العثمانية خلال تلك الفترة؛ لكونها دولة الخلافة الإسلامية؛ إذ كانت الرابطةُ الدينية هي المصدرَ الأساسي لاكتساب الشرعية. ولا شكَّ في أن نمط تبعية الكويت للدولة العثمانية كان مختلفًا عن أنماط التبعية لسائر ولايات الدولة العثمانية؛ فقد كان هناك: نمط التبعية الفعلية، ونمط السيادة القانونية، والنمط الأقرب إلى علاقة التحالف. وقد حمل الكويتَ على الإقرار بالتبعية الاسمية للدولة العثمانية عوامِلُ عِدَّةٌ أبرزها: سعيُ أهل الكويت إلى تحقيق نوع من التوازن في علاقاتهم بين الدولة العثمانية وبني خالد الذين كانوا يسيطرون على الأحساء والقطيف؛ تفاديًا للوقوع تحت سيطرة أي من القوَّتين. حِرصُ حكام الكويت على تدعيم شرعية كيانهم السياسي بالارتباط بالمصدر الديني الذي تجسده دولة الخلافة. اطمئنانُ شيوخ الكويت خلال هذه الفترة إلى أن التبعيةَ الاسمية للدولة العثمانية لن تتحوَّل إلى تبعية فعلية نتيجة حالة الفوضى والاضطراب التي كان يمر بها العراق العثماني؛ بسب ظروف سياسية.
انضمام بلدة القويعية إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1169 العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
انضمَّت بلدة القويعية في منطقة الوشم إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأعلن أهلُها الطاعةَ وبايعوا الشيخَ محمد بن عبد الوهاب والإمامَ محمد بن سعود, والتزموا بالسَّمع والطاعة، وصَدَقوا ووفَوا فلم ينخلعوا منها ولم يَنقُضوا عهدهم, وكان أول مَن وفد منهم على الشيخ والأميرِ: ناصِرُ بن جماز العريفي وسعود بن حمد.
السلطان عثمان الثالث يقتل الصدر الأعظم بعد أن تبين له ظلمه للرعية .
العام الهجري : 1169 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
كان السلطان عثمان الثالث بعد توليه الخلافة قد عيَّن في منصب الصدارة العظمى نشانجي علي باشا بدلًا من محمد سعيد باشا, فاعتمد علي باشا هذا على ميلِ السلطان إليه, فسار في طريقٍ غيرِ حميدٍ، حتى أهاج ضِدَّه الأهالي أجمعين، ولكون السلطان كان من عادته المرور ليلًا في الشوارع والأزقة متنكرًا لتفَقُّدِ أحوال الرعية والوقوف على حقيقة أحوالِهم، سمع أثناء تَجوالِه بما يرتكبه وزيرُه من أنواع المظالم والمغارم، وبعد أن تحقَّق ما نُسِب إليه بنفسِه، أمر بقَتلِه جزاءً له, ثم وضع رأسه في صحنٍ من الفضة على باب السراي عبرةً لغيره. قُتِلَ الوزيرُ في 16 محرم, وعُيِّن مكانَه مصطفى باشا.
هجوم أهل الوشم وسدير على شقراء .
العام الهجري : 1170 العام الميلادي : 1756
تفاصيل الحدث:
تجمَّع أهلُ الوشم وسدير في بلدة القرين في ناحية الوشم يريدون غزوَ أهل شقراء بعد أن انضمَّ أهلها للدعوة, فبَقُوا في القرائن ثلاثة أيام وهم يناوشون أهل شقراء الحربَ، فلما علم بذلك الأمير محمد بن سعود- وكان أهل شقراء من السابقين في متابعةِ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- طلب منهم أن يخرُجوا إليهم ويشاغلوهم حتى يأتيَهم المددُ، ثم أرسل ابنَه الأمير عبد العزيز مع جنوده، الذي تمكن من هزيمة أهل الوشم وسدير، واضطرهم إلى الهروب إلى بلدة القرائن والاحتماء بها بعد أن قتلَ منهم 15 رجلًا، ثمَّ حصرهم في القرائن 20 يومًا حتى أيقنوا الهلاكَ، فخرجوا منها هاربين.
انضمام بلدة ثادق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1170 العام الميلادي : 1756
تفاصيل الحدث:
غزا الأمير عبد العزيز بن محمد بقوَّاته أهل ثادق فنازلوهم وقطعوا شيئًا من نخلهم وتراموا بالرصاص من بعيدٍ، حتى قتلوا منهم 8 رجال وحاصروهم زمنًا، فطلب أهل ثادق المصالحةَ وأقبلوا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ووفدوا عليه في الدرعية وأمَّرَ عليهم دخيلَ بن سويلم، وأرسل معهم أحمد بن سويلم يعلِّمُهم التوحيدَ والأحكام.
عزل مبارك بن عدوان عن إمارة حريملاء ثم تمرده عن الطاعة .
العام الهجري : 1171 العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:
عزل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والأميرُ ابنُ سعود مباركَ بنَ عدوان عن إمارةِ حريملاء؛ وذلك لأنهما تخوَّفا على أهل حريملاء منه لأمورٍ صدرت ونُسِبت إليه وأمَّرا مكانه أحمد بن ناصر, فاستأذن ابن عدوان من الشيخ ومن الأمير أن يذهَبَ إلى عُيينة ثم يعود اليهما في الدرعية، فأذنا له فلما خرج متظاهِرًا بالذهاب إلى العيينة التقى في الطريق بأناسٍ من أهل حريملاء فأغراهم بالرجوعِ عن طاعة الشيخ والأمير، فأطاعه فريقٌ منهم، ثم سار يريد الاستيلاءَ على حريملاء، فاستولى على قصرِ الإمارة، ثم دعا أهل البلد لنصرتِه ومعونته فلم يجِبْه أحدٌ فولى هاربًا.
وفاة السلطان العثماني عثمان الثالث وتولية مصطفى الثالث خلفًا له .
العام الهجري : 1171 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:
هو السلطانُ العثماني عثمانُ الثالث ابن السلطان مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. وُلِدَ السلطان عثمان سنة 1110هـ سنة 1696م وبعد أن تقلَّدَ السيف في جامعِ أبي أيوب الأنصاري على حَسَبِ العادة القديمة وأبقى كبار الموظفين في وظائفهم عيَّن في منصب الصدارة العظمى نشانجي علي باشا بدلَ محمد سعيد باشا ثم أمرَ بقَتلِه بعد أن تبين له أنه كان يرتكِبُ أنواعًا من المظالم والمغارم في حَقِّ الرعية، وعين مكانه مصطفى باشا، ثمَّ عزله وعيَّن مكانه محمد راغب باشا الشهير، وكان من فحول الرجال الذين تقلَّبوا في المناصب على اختلافها. توفِّي السلطان عثمان في السادس عشر من صفر بعد أن حكم مدة ثلاث سنين قضى فيها على الثورات والانتفاضات التي قامت في أنحاء الدولة، وخاصة ثورات الأكراد، ويُذكَر عنه أنه كان يتحسَّس أحوال الرعية ليلًا متنكِّرًا، وتولى بعده ابنُ عمه مصطفى الثالث بن أحمد الثالث.
تولي محمد الأول بن عبد الله ملك العلويين في المغرب خلفا لأبيه .
العام الهجري : 1171 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:
تولى محمَّدٌ الأول بن عبد الله بن إسماعيل ملك العلويين في المغربِ الأقصى الفرعَ الحسني خلفًا لأبيه عبد الله, في 20 صفر, فجدَّد للدولة قوَّتَها بعد تلاشيها، وأحياها بعد خمود جمرتها وتمزيقِ حواشيها، بحُسن سيرتِه ويُمن نقيبتِه.
هجوم زعيم بني خالد مع حلفائه على حريملاء والجبيلة .
العام الهجري : 1172 العام الميلادي : 1758
تفاصيل الحدث:
عزم الحاكِمُ الخالدي عريعر بن دجين وحلفاؤه الهجومَ على الدرعية والقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كانت تحت حمايةِ محمد بن سعود أميرِ الدرعية. فأمر الشيخُ والأمير جميعَ أتباعِهم في بلدان نجدٍ بالاستعداد والتحصُّن، وبنى عبد العزيز بن محمد على الدرعية سورينِ عليهما البروج, فلمَّا بدأ عريعر بالخروجِ ومعه أهل الأحساءِ وبنو خالد وأهل سدير والوشم والرياض والخرج، ويعاوِنُهم في ذلك كلُّ من ناصب الدَّعوةَ أو دولةَ الدرعية العداءَ، فأناخ أهلُ الوشم وسدير والمحمل ورئيسُهم ابن عدوان على حريملاء، وأخذوا يقاتلون أهلها ثلاثة أيام، فقُتِل منهم رجال ولم ينالوا أيَّ نصر, فرحلوا عنها وطلبوا من عريعر أن يمدَّهم بجيوش من عنده فأمَدَّهم بآل عبيد الله من بني خالد وبفريقٍ من عنزة ورئيسهم ابن هذال، فأناخوا جميعًا على حريملاء مرة أخرى وأحاطوا بها ودخَلَها منهم ثلاثُ فِرَقٍ، فخرج إليهم أهل البلد وقاتلوهم وطردوهم مهزومين، وقتلوا منهم عشرة رجالٍ، وأصابوا كثيرين بجراحٍ، ولحقوهم بعد هذا النصر إلى حيث كانوا مُنيخين، فلما رأوهم مُقبلين عليهم ولَّوا على الأعقاب مُدبرين إلى أن وصلوا إلى عريعر بن دجين وجماعته, ثم هجموا جميعًا على الجبيلة فجاء المددُ من الدرعية للجبيلة، وأحاطوا بالمتحالفين حتى ألجؤوهم إلى الفرار بعد أن قتلوا منهم 60 رجلًا، بينما قُتل من أهل الجبيلة والمدد 10 رجال فقط.
انضمام ثرمداء إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1173 العام الميلادي : 1759
تفاصيل الحدث:
انضمَّت ثرمداء في منطقة الوشم إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصبحت خاضعةً للدرعية، وذلك بعد أن قاد الأمير عبد العزيز بن محمد عِدَّةَ حملات عسكرية ضِدَّها بداية من عام 1161هـ.
عزل أمير العيينة مشاري بن معمر .
العام الهجري : 1173 العام الميلادي : 1759
تفاصيل الحدث:
عزل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والأميرُ ابن سعود مشاري بنَ معمر عن إمارة العُيينة؛ لأمور كثيرة ثبتت عليه، وأمَّر عليها سلطان بن محيسن المعمري، وأمَرَ الشيخ بهدم قصر آلِ معمر.
========
207.
انضمام بلدتي الفرعة وأشيقر إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:
سار الأميرُ عبد العزيز ومَن معه إلى بلدة الفرعة في منطقة الوشم، فخرج أهلُها لقتال عبد العزيز، فلما ظهر عليهم كمينٌ أعده عبد العزيز انهزموا وقُتِلَ منهم سبعة رجال،
وبعد أيام وفد أهل الفرعةِ على الشيخ محمد وبايعوه على السمعِ والطاعة، ورئيسُهم منصور بن حمد بن إبراهيم بن حسين، واستقاموا على البيعة، ثم حارب أهل الفرعة مع قواتِ الدرعية أهلَ أشيقر سبعَ سنوات حتى استولوا على أبراجِها, فدخل أهل أشيقر بسبب ذلك في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصبحت أشيقر خاضعةً لإمارةِ الدرعيَّة، وذلك بعد قيامِ عِدَّةِ حملاتٍ عسكرية ضدَّهما.
وفاة الشيخ صباح الأول الصباح أمير الكويت, وتولى ابنه عبد الله .
العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ صباحُ الأول بن جابر الصباح في الكويت، وهو من عشيرة الشملان من بني عتبة من جُميلة من عنزة من ربيعة: جد أمراء آل الصباح؛ حُكَّام الكويت، وأولُ من حكم الكويت بعد تأسيسها. يُرَجَّح أنَّ أصله من الهدار من منطقة الأفلاج في نجدٍ، وقد بُنِيت الكويت في عهده، وفي مذكرات خالد الفرج: أنَّ الكويت حديثةُ البناء، كان موضِعُها يسمى "القرين"، وكانت السلطة في القرين لبني خالد، ورئيسُهم في أواخر القرن الحادي عشر للهجرة براك بن غرير الحميدي، فبنى براك قصرًا في القرين، والقصر في اصطلاح ذلك الزمن هناك يسمى "الكوت". وقد خلَّف صباح الأول خمسةَ ذكور، هم: عبد الله (وهو الذي حكم الكويت بعده)، وسلمان، ومالج، ومحمد، ومبارك.
تولي الشيخ عبد الله الأول بن صباح الأول الحكم في الكويت .
العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:
تولَّى حكمَ الكويت الشيخُ عبد الله الأول بن صباح الأول بن جابر، وكان ذلك بعد وفاة أبيه، وقد حَسُنت سيرته، وكان عاقلًا يوصَفُ بالشجاعة والكرم، وانتعشت الكويتُ في عهده، واستمَرَّ في الحكم إلى أن توفي، وفي أيامه هاجَرَ آل خليفة (حكام البحرين) إلى الكويت.
وفاة العلامة شاه وَليُّ الله الدهلوي .
العام الهجري : 1176 العام الميلادي : 1762
تفاصيل الحدث:
هو العلامةُ كوكب الديار الهندية شاه وَليُّ الله أبو عبد العزيز قطبُ الدين أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي، من علماءِ الهند البارزين, وهو فقيهٌ حنفي من المحدِّثين من أهلِ دهلي بالهند، ولِدَ سنة 1110هـ زار الحجاز سنة 1143 - 1145هـ. قال صاحب فهرس الفهارس: "أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنتِه وتلاميذِهم الحديثَ والسنَّةَ بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدارُ في تلك الديار" كان فصيحًا باللغتين العربية والفارسية، له مصنَّفات عديدة تدلُّ على غزارة علمه ووفرة عقله، أشهرها "حجة الله البالغة" وله: الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف، والفوز الكبير في أصول التفسير، وشرح تراجم أبواب صحيح البخاري، وعقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد، وشرح الموطأ، وغيرها من المصنفات، وقيل إنه توفي سنة 1179هـ.
غزو الأمير عبد العزيز بن محمد الأحساء ديار بني خالد .
العام الهجري : 1176 العام الميلادي : 1762
تفاصيل الحدث:
غزا الأميرُ عبد العزيز بن محمد الأحساءَ ديارَ بني خالد خصومِ الدَّعوةِ، وكانت خيلُهم نحو 30 فرسًا، فأناخ عبد العزيز في مكانٍ يسمى المطيرفي، وهجم على من كان فيه من أهلِها، فقتل منهم سبعين رجلًا، وأخذوا منهم كثيرًا من الأسلحة والأمتعة والدواب. فلما أرادو الرجوعَ إلى نجد أغاروا على المبرز، ونالوا من أهلها.
أمير الرياض دهام بن دواس يطلب الصلح من أهل الدرعية .
العام الهجري : 1177 العام الميلادي : 1763
تفاصيل الحدث:
طلب أميرُ الرياض دهـام بن دواس الصلحَ من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمـام محمد بن سعود، ومع علمِهما بأنَّه لا يفي بوعده إلَّا أنهما وافقا بشروط، منها: أن يقبَلَ دهام بعودة أنصار الدعوة إلى الرياضِ بعد أن كان قد اضطرَّهم إلى الهجرةِ منها, وأن يردَّ دهام إلى المهاجرين الأموالَ التي صادرها منهم في الرياض حين هجرتِهم منها, وأن يسوقَ إلى الدرعية ألفَي (ريال) أحمر معجَّلة, فالتزم دهام بهذا الصلحِ إلى وفاة الإمام محمد بن سعود عام 1179هـ, وحضر مع الإمام عبد العزيز بن محمد الحربَ التي شنَّتْها الدرعية ضِدَّ عشائر الظفير في وقعة "جراب" بالقرب من سدير، وكانت هذه أول غزوة ينضمُّ فيها دهام إلى لواءِ الدرعية.
شركة الهند الشرقية الهولندية تسيطر على البصرة .
العام الهجري : 1178 العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
استطاع الهولنديون أصحابُ شركة الهند الشرقية الهولندية أن يدخُلوا الخليج العربي عن طريقِ تحالُفِهم مع الإنكليز، ثم إن الهولنديين أرادوا التوغُّلَ بتجارتهم وأطماعِهم أكثَرَ من ذلك، فاستطاعوا الظهورَ في البصرة بعد أن عرفوا أنَّ التجارةَ فيها رابحةٌ، فمدُّوا نشاطَهم إلى العراق، وأرسلوا سفُنَهم إلى البصرة، واستطاعوا أن يأخذوا السوقَ من الإنكليز وخاصة بوجود الامتيازات الممنوحة لهم من قِبَل علي باشا من أسرة آفراسياب، ووصل أمرُ الهولنديين في البصرةِ إلى أن أصبحوا يمنَعون الإنكليز والبرتغاليين من الوصولِ إلى البصرة بالقوة، حتى انسحبت مضطرةً شركةُ الهند الشرقية الإنكليزية تاركةً الساحةَ أمام الهولنديين الذين أصبحوا هم المسيطرين على البصرةِ تجاريًّا وعسكريًّا.
غزو عريعر بن دجين الدرعية بمساندة خصوم الدرعية في نجد .
العام الهجري : 1178 العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
بعد هزيمةِ جيش الدرعية في وقعةِ الحاير أرسل عريعر بن دجين حاكمُ بني خالد في الأحساءِ إلى الحسن هبة الله المكرمي يدعوه إلى البقاءِ في نجد حتى يقدَمَ عليه بجيوشِه ليشتركوا في قتال الدرعية, لكِنَّ المكرمي كان قد كاتب حُكَّام الدرعية بعد واقعة الحاير على تبادُلِ الأسرى، فلما أطلق الأسرى من الجانبين عاد إلى بلادِه، بعد أن مكث في نجد 15 يومًا. خرج عريعر مع بني خالدٍ كافةً وأهل الأحساء، فلم يصل الدهناء حتى بلغه خبر ارتحال رئيس نجران إلى بلادِه، فلما وصل عريعر نجدًا وانضمَّ إليه خصوم الدعوة والدولة، وعلى رأسهم دهام بن دواس الذي نقض عهدَه مع الدرعية، ثم استشار عريعر ذوي المعرفة من أهل نجدٍ في المنزل الذي ينزِلُه من الدرعية مع أعرابِه، بحيث يتسِعُ للحضر والبدو من أهلِ الأحساء ومن انضم إليهم من أهل نجد، فنزلوا بين قرى القصير وقرى عمران، ومعه المدافع والقنابر- قنبلة المدفع- فامتلأت قلوبُ أهل البلاد رعبًا، لكنَّهم عزموا على القتال والتوكُّل على الله, فبدأ عريعر برمي أسوار المدينة وأبراجِها بالمِدفَع، وتتابع الرميُ لكن لم يسقُطْ من السور أيُّ لبنة، واشتدت عزائِمُ أهلِ الدرعية فخرجوا من أسوار المدينة بأمرٍ من الأمير عبد العزيز، ففرح جنود عريعر بخروجِهم فهجموا عليهم، ثم تراجعوا إلى داخل السور واستجروا معهم عددًا من جنود عريعر فنشب بينهم القتالُ حتى تمكنوا من قَهرِهم، وقتلوا منهم رجالًا, أعاد الأمير عبد العزيز ما تهدَّم من السور وأقام عريعر ومن معه على حالهم أيامًا، حتى اشتد عليهم الضيقُ، وخاصة الظمأُ، إلى أن جاء عريعر بعضُ أهل الحريق وحرَّضوه على القتال واتفقوا على أن يبدؤوا الحرب في اليوم التالي، لكنَّ خبَرَهم بلغ الأمير عبد العزيز، فاستعدوا لقتالهم، فلما بدأت المدافع تُصلي الحصنَ والسور بنار عظيمةٍ، وصار المهاشير ومن معهم على الزلال، وبنو خالد وأهل الأحساء على سمحان، وأهل الحريق والوشم وابن دواس وابن فارس قصدوا قصير وأحاطوا بالدرعية كإحاطة السِّوارِ بالمِعصَم، ثم احتدم القتال إلى أن شاء الله أن ينصُرَ أهل الدرعية عليهم، فانهزم التحالف وقُتِل منهم 50 رجلًا، وانهزم رئيس المدفع بعد قطع يمينِه, وكان جملةُ مَن قتل من أهل المدينة ستةَ رجال.
دمج "مجلس أحكام العدلية" أعلى مؤسسة في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1178 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
تم دمج "مجلس عالي تنظيمان"- الذي كان يعدُّ أعلى مؤسسة في الدولة العثمانية، والذي تم إنشاؤه في عام 1854م- في مجلس "والا" أو "مجلس أحكام العدلية العالي" الذي أنشأه السلطان محمود الثاني في إبريل 1838م.
هزيمة جيش الدرعية في وقعة الحاير على يد رئيس نجران .
العام الهجري : 1178 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
جرت الوقعةُ المشهورة بوقعة الحاير- وهو مكان يُعرَف بحاير سبيع، بين الرياض والخرج- وكانت هذه الوقعة ابتلاءً لأهل التوحيد أتباع الدرعية, وكان سببُ هذه الوقعة أن العجمان بعد أن هزمهم عبد العزيز بن محمد في قذلة عام 1177هـ وقتل منهم فريقًا وأسر فريقًا آخر، استنجدوا برئيس نجران وقبائل يام، فاستجاب صاحبُ نجران الحسنُ بن هبة الله المكرمي لشكواهم، وأعدَّ العدة لذلك، وأبلغ صاحِبَ الأحساء عريعر بن دجين عدو ابن سعود بعزمِه على السير لقتال الدرعية، وعقد معه اتفاقًا للتعاون والاشتراك بقتالها، وضرب له موعدًا للقاء عند الحاير، فلما وصل المكرمي الحاير بقي أيامًا يحارب أهلَها حتى وصل جيش الدرعية الذي قيل إنه كان معتدًّا بنفسه ومُعجبًا بقوَّتِه وكثرة عددِه، فلمَّا وصَلوا قرية الحاير التقى الجيشان واشتَدَّ القتال بينهما حتى انهزمت قوات الدرعية، وقُتِلَ منها 400 وأُسر 300، وتم الاتفاق على تبادُلِ الأسرى وانسحاب جيش نجران, ثم أرسل دهام بن دواس أمير الرياض هدايا يستميلُه لمحاربة بقية أتباع الدرعية، ويَعِدُه بكثيرٍ من الأموال والفوز وفتحِ البلدانِ وحُكمِها.
برد شديد في نجد قضى على الزرع والثمار .
العام الهجري : 1179 العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:
أتى على نجدٍ في هذا العام بردٌ شديدٌ لم يُعهدْ مِثلُه أذهب الزرعَ والثمار
وفاة الأمير محمد بن سعود آل مقرن وتولي ابنه عبد العزيز من بعده .
العام الهجري : 1179 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ الإمامُ محمَّدُ بنُ سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي الدرعي العدناني، مؤسِّسُ الدولة السعودية الأولى، وكان الإمامُ محمد بن سعود آل مقرن قد انطلق من مدينة الدرعية (المنطقة الوسطى بجانب مدينة الرياض، العاصمة الحالية). وكان شجاعًا حازمًا، وقد التقى بالإمام محمد بن عبد الوهاب الذي كان يطلب حمايةَ الدعوة من الإمام محمد بن سعود. وتوافق الاثنان على كثيرٍ من الأمور واتفقا على إقامة دولة مسلِمة تطبِّق الإسلام وتعيدُه إلى أصولِه الصافية بعد ما دخله من الدَّجَل والكهانة, وتحمي الدعوةَ إليه؛ ولتأكيد الصلة بينهما تزوج ابنُ الإمام محمد بن سعود بابنةِ الإمام محمد بن عبد الوهاب, وانطلقت جيوشُ إمارة الدرعية لتوحيدِ الأجزاء المتفَرِّقة في نجدٍ، فضمت كل بلاد العارض (عدا الرياض) وأغلب منطقة الخرج والحاير والوشم والمحمل وسدير، ونشرت الدعوة فيها. وكانت إمارةُ الدرعية تسمي بدولةِ آل مقرن نسبةً إلى جدهم مقرن بن مرخان؛ لأن الناس لم يسمُّوا العائلة الحاكمة للدرعيَّة بآل سعود إلَّا في عهد الإمام الثالث سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود. وقد خَلف الإمامُ محمد بعد وفاته ابنَه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود, فبايعه الناسُ بالإمامة بعد أبيه, يقول ابن غنام: "كان الشيخُ محمد بن عبد الوهاب هو رأسَ النظام المُحْكم لعقده, فأسقط الإمامُ عبد العزيز جميع المظالم والمغارم، وارتفع الحق وأقبلت الدنيا على رعيته، وسارت بفتوحه الركبان, وطارت قلوب أهل الضلال فزعًا".
نقض أمير الرياض دهام بن دواس عهده مع الدرعية .
العام الهجري : 1179 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:
نقض أميرُ الرياض دهام بن دواس وأبدى الخيانة، فسار هو وزيد بن زامل رئيسُ الدلم وعدا على الصبيحات في المنفوحة، وأخذا منها سائمةً كثيرة، فخرج أهل منفوحة فقاتلوهما، فقتل من الطرفين عدةُ رجال، فثارت الحرب بين الطرفين، وكان دهام هو الذي فتح باب القتال بنقضِه العهد، وكانت هذه الحرب سببًا لهلاكه وخروجِه من الرياض.
انضمام بلدة العودة في سدير لحكم الدرعية .
العام الهجري : 1181 العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
غزا جيشٌ من الدرعية العودة في سدير, وأميرهم هذلول بن فيصل، ومعه سعود بن عبد العزيز- وهذه أول غزوة غزاها سعود بن عبد العزيز- فدخلوا البلدة ليلًا وأعدوا كمينًا لم يشعُرْ به أحدٌ، فلما أصبحوا غار جيش الدرعية على أطراف البلد، فخرج أهلها إليهم ليقاتلوهم، فدخل الكمين البلدة، فلما علم الذين خرجوا من أهل البلدة بذلك عادوا إليها، وأرادوا دخول القلعة, فوجدوا جيشَ الدرعية قد استولَوا عليها، فجرى بينهم قتال حتى تمكَّن هذلول بن فيصل من السيطرة على البلدة، ونودي فيها بالأمان، واستعملَ الأميرُ عبد العزيز بن محمد منصورَ بنَ حماد أميرًا على بلدةِ العودة.
ارتفاع الأسعار في نجد في سنة سوقة .
العام الهجري : 1181 العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
ارتفعت الأسعارُ في نجد ونَفِدَ الزاد، وقاسى الناس ألوانَ الضيق, واستمَرَّ غلاء الأثمان إلى السنة التالية، وزاد ما كان يلقاه الناسُ مِن مشقة وضيق، حتى سميت هذه السنة سنة سوقة أو قحط سوقة
وفاة العلامة الشيخ عمر بن علي الطحلاوي المالكي الأزهري .
العام الهجري : 1181 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ الإمام الثبت العلامة الفقيهُ المحدِّث الشيخ عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى الطحلاوي المالكي الأزهري، تفقه على الشيخ سالم النفراوي وحضر دروس الشيخ منصور المنوفي، والشهاب ابن الفقيه، والشيخ محمد الصغير الورزازي، وغيرهم، وسمع الحديثَ عن الشهابين أحمد البابلي والشيخ أحمد العماوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي، وتمهَّر في الفنون ودرَّس بالجامع الأزهر وبالمشهد الحُسيني، واشتهر أمرُه وطار صيته، وأشير إليه بالتقدُّمِ في العلوم، وتوجَّه إلى دار السلطنة في قضاء مهمة لأمراء مصر، فقوبل بالإجابة وألقى هناك دروسًا في الحديث في آيا صوفيا، وتلقى عنه أكابرُ العلماء هناك في ذلك الوقت، وصُرف معزَّزًا مقضيًّا حوائجه، وذلك سنة 1147. ولما تمم عثمان كتخدا القزدغلي بناء مسجده بالأزبكية في تلك السنة عيَّن الطحلاوي للتدريس فيه، وذلك قبل سفره إلى الديار الرومية، وكان مشهورًا في حسن التقرير وعذوبة البيان وجودة الإلقاء، وقرأ الموطأ وغيرَه بالمشهد الحسيني، وأفاد وأجاز الأشياخ, وكان للناس فيه اعتقادٌ حسنٌ، وعليه هيبةٌ ووقار وسكونٌ، ولكلامه وقْعٌ في القلوب. توفي ليلة الخميس حادي عشر صفر من هذه السنة، وصُلي عليه في الأزهر في مشهد حافل.
وفاة الشيخ محمد الحفناوي الشافعي شيخ الطريقة الخلوتية الصوفية .
العام الهجري : 1181 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخُ الأزهر, وهو شَريفٌ حُسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسَبُه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيًا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غايةً من العفاف، ولِدَ على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قريةٌ من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبةُ إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يُذكَرُ إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرَّحَبية، وغير ذلك. وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهَّر، وأقرأ ودرَّس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأُشموني، وجمْع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخًا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخةَ الأزهر عشر سنوات. توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاةِ عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.
ثورة علي بك الكبير والي مصر .
العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
كان الخليفةُ العثماني مصطفى الثالث قد طلب من والي مصر حمزة باشا اثني عشر ألف مقاتل لمحاربة الروس، فأوقعت المماليكُ والباشا الفِتَنَ بحَقِّ علي بك متولي المشيخة، وقد ورد فرمانٌ في قتله وإرسال رأسِه إلى السلطان غيرَ أنَّ علي بك عَلِمَ بذلك وتربَّص بالرسل وقتلهم، وأعلن استقلاله بمصر بدَعمٍ مِن الروس؛ من أجل إضعاف الدولة العثمانية. كتب علي بك إلى الشيخ (ظاهر) ظاهر العمر أمير عكا يُعلِمُه بذلك، فعلم الخليفةُ بذلك فأرسل إلى والي دمشق للسيرِ بخمسة وعشرين ألف جنديٍّ لمنع جنود عكا من مساعدة علي بك، فسار والي دمشق، غير أن الظاهر لاقاه في ستة آلاف في موقع ما بين جبل النيران وبحيرة طبرية، وردَّه على أعقابه، ثم أرسل علي بك محمد بك أبا الذهب لمحاربة الشيخ هامان وقبيلته بالحجاز، وتغلَّب عليهم، وقد كَلَّفت هذه التجريدة قرابة 26 مليون فرنك.
غزو الأمير سعود بن عبد العزيز عنيزة .
العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
قاد الأميرُ سعود بن عبد العزيز حملةً عسكرية ركابُها نحو مائة من الإبل ضد عنيزة، فأغار عليها فخرج عليهم أهلها، وكان عِدَّتُهم مئات، ونشب بينهم القتال إلى أن انهزم أهلُ عُنيزة وقُتِلَ منهم نحو عشرةٍ مِن الرجال.
إعلان بريدة ولائها لدولة الدرعية، وتبني دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
أعلنت بُريدة بقيادة أميرِها حمود الدريبي آل عليان ولاءَها لدولة الدرعية وتبنِّي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذلك حين دَعَمت حكومةُ الدرعيةِ أميرَها حمود الدريبي ضدَّ أمير عنيزة عبد الله بن أحمد بن زامل، بقوَّاتٍ قادها الأميرُ سعود بن عبد العزيز, لكنَّ بريدة لم يستقِرَّ ولاؤها للدرعية إلَّا سنة 1189.
=====
208.
إعلان الدولة العثمانية الحرب على روسيا .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
نشبت الحربُ بين الدولة العليَّة وروسيا؛ وذلك أنه لما توفِّيَ أوغست الثالث ملك بولونيا سعت كاترين الثانية إمبراطورة روسيا في تعيين أحد أتباعها مَلِكًا على بولونيا خلافًا لِما تعهَّدت به روسيا للدولة العلية؛ ولذلك تنبهت الدولة العلية إلى نتيجةِ هذه السياسة وعَلِمَت أنها إن لم تضَعْ حدًّا لتقدم نفوذ روسيا في بولونيا، فلا تلبث بولونيا أن تُمحى من العالم السياسي بانضمامها لروسيا أو بتجزئتِها بينها وبين مجاوريها، لكن كان تنبُّه الدولة هذا بعد فوات الوقت المناسب، فإنه كان يجِبُ عليها مساعدة السويد وبذْل النفس والنفيس في حفظ ولايتها الواقعةِ على البلطيق من الوقوع في أيدي روسيا، ومع كل هذا فقد أرادت الدولة العليَّةُ استدراك ما فات وأوعزت إلى كريم كراي خان القرم أن يعلِنَ الحرب على روسيا، فأغار بخيله ورَجِلِه على إقليم سربيا الجديدة الذي عمرته روسيا، مع أن المعاهدات التي بينها وبين الدولتين تنصُّ على منع وصول المساعدة من خان القرم إلى بولونيا, وكانت نتيجةُ إغارة كريم كراي على هذه الولاية خرابًا كثيرًا من المستعمرات الروسية، وعودته بكثير من الأسرى، وتوفِّي قبل أن تنتهي الحرب التي استمرت حتى عام 1187هـ.
وفاة العلامة الأمير محمد الصنعاني .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
هو العلامةُ المجتهد السيد الحسني صاحب التصانيف: الأمير محمد بن إسماعيل الكحلاني، ثم الصنعاني. ولِدَ ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة سنة 1099هـ بكحلان ثم انتقل مع أسرته إلى صنعاء سنة 1107هـ وأخذ عن علمائها، ووالده كان من الفضلاء الزاهدين في الدنيا الراغبين في العمل، وله شعر جيد، مات في ثالث شهر ذي الحجة سنة 1142هـ. رحل الصنعاني إلى مكة وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وأظهر الاجتهاد وعَمِل بالأدلة، ونفر عن التقليد وزيَّف ما لا دليلَ عليه من الآراء الفقهية، وجرت له مع أهل عصره خطوبٌ ومِحَنٌ، منها في أيام المتوكل على الله القاسم بن الحسين، ثم في أيام ولده الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم، ثم في أيام ولده الإمام المهدى العباس بن الحسين، وتجمع العوامُّ لقتلِه مرة بعد أخرى، وحفظه الله من كيدهم ومكرهم، وكفاه شرهَّم، وولاه الإمامُ المنصور بالله الخطابةَ بجامع صنعاء، فاستمر كذلك إلى أيام ولده الإمام المهدي، واتفق في بعض الجمع أنَّه لم يذكر الأئمة الذين جرت العادة بذكرِهم في الخطبة الأخرى، فثار عليه جماعةٌ من آل الإمام الذين لا أنسةَ لهم بالعلم، وعضَّدهم جماعة من العوام وتواعدوا فيما بينهم على قتلِه في المنبر يوم الجمعة المقبلة، ولم يفلحوا، واستمر ناشرًا للعلم تدريسًا وإفتاءً وتصنيفًا، وما زال في محَنٍ من أهل عصره، ووقعت له فِتَن كبار وقاه الله شَرَّها, وكان الصنعاني قد بدأ بعقد حلقات العلم ولَمَّا يُتِمَّ الرابعة والعشرين من عمره, فقد كان بارعًا في الفقه والأصول، ومؤلفاته تنمُّ عن سعة علمه وجودة ذهنه، واستحضاره للأدلة ومناقشتها، واستخراج الأحكام الفقهية، وكان يدعو إلى تجديد الدين والعودة إلى أصوله وحقيقته كدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ ولذلك لَمَّا بلغته دعوةُ الشيخ المجدد أيَّدَها وأرسل للشيخ قصيدةً يثني فيها عليه وعلى دعوته، ومما قاله فيها: سلامي على نجدٍ ومن حلَّ في نجـدِ وإن كان تسليمي على البعدِ لا يُجدي وقد صدرت من سفحِ صنعا سقى الحيا رباهـا وحـياهـا بقهقهة الرعـدِ سرت من أسير ينشد الريح أن سرت ألا يا صبا نجـدٍ متى هِجتَ من نجـدِ قفي واسألي عن عالمٍ حَـَّل سوحها به يهتدي من ضَلَّ عن منهج الرشدِ محمَّـد الهـادي لسنة أحمـد فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي لقد أنكرَت كلُّ الطوائف قولَهبلا صدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وردِ وللإمام الصنعاني مؤلفات كثيرة، منها: التحبير لإيضاح معاني التيسير، وهو شرح كتاب تيسير الوصول لابن الديبع, والتنوير شرح الجامع الصغير، وتوضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار, وثمرات النظر في علم الأثر, والعدة على شرح العمدة، وهو مليء بالفوائد الفقهية والأصولية، وتطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد, وحاشية على البحر الزخار في الفقه الزيدي, وسبل السلام اختصره من البدر التمام للمغربي, ومنحة الغفار جعلها حاشية على ضوء النهار للجلال, وشرح التنقيح في علوم الحديث للسيد الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، وسماه التوضيح, ومنظومة الكافل لابن مهران في الأصول وشرحها شرحًا مفيدًا, وله مصنفات غير هذه، وقد أفرد كثيرًا من المسائل بالتصنيف بما يكون جميعه في مجلدات، وله شعر فصيح منسجم، جمعه ولده العلامة عبد الله بن محمد في مجلد، وغالبه في المباحث العلمية والتوجع من أبناء عصره والردود عليهم، وبالجملة فهو من الأئمة المجدِّدين لمعالم الدين. أما وفاته فقد أصيب بالحمى والإسهال الشديد حتى توفي في الثالث من شعبان من هذا العام, وقد بلغ من العمر ثمانين سنة. ونظم بعضُهم تاريخه، ورثاه شعراءُ العصر وتأسَّفوا عليه.
هجوم خان القرم التابع للدولة العثمانية على أوكرانيا .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
استطاع خان القرم التابعُ للدولة العثمانية أن يقوم بهجوم شتوي مفاجئ على أوكرانيا أثناء الحرب الروسية - العثمانية، فنجح ملِكُ القرم في غارتِه، وهدم عددًا من الضِّياعِ وحمل الآلافَ من الأسرى.
محاصرة الجيش الروسي قلعة خوتين التابعة للحكم العثماني .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
حاصر الجيشُ الروسيُّ قلعة خوتين الواقعةَ على نهر دنيسنز، والتي تعدُّ المدخَلَ الرئيسيَّ لبولونيا التي كانت تابعةً للدولة العثمانية، بَيْدَ أنَّ الجيشَ العثماني استطاع تشتيتَ الجيشِ الروسي بعد يومٍ مِن الحصار.
انضمام أهل القصيم لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1183 العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
غزا الإمامُ عبد العزيز بن محمد بأهل الدرعية وقراها بلدةَ الهلالية وهي مِن قرى القصيم، فوصلها ليلًا وأعدَّ لها كمينًا، فلما أصبحوا حاربَ أهلَها حتى هزموهم, وقُتِل منهم رجالٌ، ثم دخل عبد العزيز الهلاليةَ وأقام فيها أيامًا، فوفد إليه أهلُ القصيم يعلنون له السمع والطاعة، فأخذ عليهم العهدَ ووضع عندهم معلِّمين يعلمونهم التوحيدَ والشَّرائعَ والأحكامَ.
حج طائفة من أهل الدرعية وأتباع الدعوة .
العام الهجري : 1183 العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
في هذه السَّنةِ غَزَت جماعةٌ من الدرعية، فصادفت الشريف منصورًا فأسَرَتْه مع ركبٍ كان معه، فمَنَّ الإمامُ عبد العزيز وأطلقه دون فداءٍ, فلما عاد الشريف منصور إلى مكةَ استأذن من شريفِ مكَّةَ ليَسمحَ لأتباع الدرعية بالحَجِّ، فحجَّت طائفةٌ منهم آمنة وقضت فرضها بعد أن كان الحجُّ متعسرًا على أتباع الدعوة بسبَبِ الشائعات التي لدى أشرافِ مكَّةَ ضِدَّ أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
تجدد قتال العثمانيين مع الروس .
العام الهجري : 1183 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
كان السلطانُ مصطفى الثالث يرى أنَّ الخطرَ الدَّاهِمَ على الدولة العثمانية يتمثَّلُ في ظهورِ القوة الروسية الجديدة، ويبدو أنَّه اطَّلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيَّتِه؛ ولذلك أعدَّ السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فخاضت الدولةُ العثمانية حربًا مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق التابعين لروسيا على مناطق الحدود، فنجح ملِكُ القرم في غارته وهدم عددًا من الضِّياع وحمل كثيرًا من الأسرى، وذلك عام 1182هـ، ثم سار الصدرُ الأعظم الوزير نشانجي محمد أمين باشا بجيوشِه للدفاع عن مدينة شوكزيم التي حاصرها الروسُ، فلم ينجح لعدمِ اتِّباعِه الأوامر العسكرية الواردة إليه من السلطانِ المهتمِّ بنفسِه بأمور الحرب، ولو لم يقد الجيوشَ بذاتِه، فكان جزاءَ هذا القائد أن قُتِلَ بأمر السلطان وأُرسِلَ رأسُه إلى الأستانة عبرةً لغيره من القوَّاد, وهُزِمَ الصدر مولدواني على باشا- الذي أتى بعد نشانجي أيضًا- وهو يجتاز بجيشِه نهر الدينستر بالفيضانِ؛ حيث غرق عددٌ كبير من الجند والمراكب، وبعد هذا الانهزامِ الذي لم يكن فيه للروس من فخرٍ, التزم مولدواني باشا بالتقهقرِ بعد إخلاء مدينة شوكزيم، فاحتلَّ الروسُ إقليمي الأفلاق والبغدان، ثم أخذوا يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثوراتٍ ضِدَّ الدولة العثمانية، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة غيرَ أنَّ ثورتَهم أُخمِدَت.
قتال بين الأسطول الروسي والأسطول العثماني في أكثر من موقع .
العام الهجري : 1184 العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:
لَمَّا كانت روسيا ليس لها عمارةٌ بالبحر الأسود استقدمت أساطيلَها من بحر البلطيك واستعانت بسفن من إنكلترا والفلمنك والبنادقة، واستأجرت ضباطًا ورجالًا لها، فأقبل هذا الأسطول إلى البحر الأبيض ومَرَّ بسواحل مورة، وأمَدَّ رجال الثورة هناك بالمال والسلاح. فلما رأت فرنسا تغلغل روسيا في البحر الأبيض كرهت ذلك جدًّا، وعرضت على الدولة العثمانية النجدةَ فقَبِلتْها، فحضر أحد مهندسيها واسمه البارون (توت) ليساعد مهندسي الترك على ترميم القلاع وبناء الاستحكامات، وعرضت إسبانيا مساعدتها على أن تمنَحَها امتيازات تجارية، فأبى الترك ذلك، وظهر عجز الجيش العثماني في تعليماته ونظاماته أمامَ الجيوش الأوروبية التي كانت قد خطت خطواتٍ واسعةً في سبيل النظام العسكري. أما الأسطولُ الروسي بالبحر الأبيض المتوسط فإن خطره لَمَّا استشرى هناك أرسلت إليه الدولةُ أسطولها تحت قيادة حسين باشا الجزائري ففاز عليه، ثم تقدَّمت سفينتُه لأسرِ سفينة الأميرال الروسي الذي كان يعاونُه كبار رجال البحر من الإنكليز، فأسرع الأميرال بالانتقال إلى سفينة أخرى وأشعل في السفينةِ التي تركها النارَ فاحترقت، وأصيب القبودان حسين باشا بجروجٍ اقتضت أن يُنقَلَ إلى البر، ثم إن القائد العام حسام الدين باشا أمر أن تدخُلَ العمارة إلى ميناء جشمة، وكانت ميناء ضيقة، فنصحه القبودان حسين باشا بأن ذلك لا يجوزُ وربما أفضى إلى ضياع الأسطول كله فلم يُصْغِ إليه. فلما رأى قواد الأسطول الروسي أنَّ العمارة العثمانية دخلت ذلك الميناء حصروها وصَفُّوا بقيةَ السفن وأمروها بالضرب، وساقوا الحرَّاقات للهجوم على السفن العثمانية، فوقعت العمارة العثمانية في حالةٍ سيئة فأُحرِقَت جميعُها إلا سفينتين كبيرتين وخمس سفن صغيرة. فلما شفي حسين باشا الجزائري من جراحِه عاد إلى الأستانة، وطلب من الصدر أن يأذن له في فتح جزيرة ليمنوس التي استولى عليها الروسُ برجال ينتخِبُهم من الفدائيين، فأذن له فانتخب أربعة آلاف رجل، فذهب بهم ونزل في سفن مأجورة حتى نزلوا جميعًا بالجزيرة، فأوقعوا بالروس حتى أجلَوهم عنها. وانتصرت الجيوشُ العثمانية على الروس أيضًا عند طرابزون وكرجستان. ثم أُسندت قيادة السفن لحسين باشا الجزائري لِما اشتُهِر عنه من الحزم والدربة، فأخذ الأسطولَ العثماني وخرج لقتال الأسطولِ الروسي في البحر الأبيض فاضطره للهربِ. أما عساكر روسيا فقد تقدمت بعد أن انتصرت على الجيوش العثمانية في عِدَّة مواقِعَ، واستولت على قلاع إسماعيل وكلي وبندر وآق كيرمان. فاضطرت الدولةُ للجِدِّ في حشد الجنود، ولكن كانت النمسا وبروسيا أسرعَ منها في الوساطة، فرفضت روسيا هذه الوساطةَ وطلبت أن تتفِقَ مع الأتراك مباشرةً، وعرضت مطالِبَ فرفضتها تركيا، فرجعت الحرب إلى ما كانت عليه فاستولت روسيا على قلاع ماجين وطولجي وإيساقجي، ودخلت جنودُها بلاد القرم واستولت على قلاع طومان وكرج وكفه وكرزلوه، فهاجر كثير من التتار إلى الأناضول.
سقوط البصرة في أيدي الإنجليز واستخدامها لأغراض تجارية .
العام الهجري : 1184 العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:
كانت التجارة في البصرة قد تدهورت وخاصةً بعد ظهور مرضِ الطاعون في المدينة فتوقَّفَت الحركة التجارية وسُحِب المركز الإنكليزي المقيم فيها مؤقتًا، ثم لم تلبَثْ أن مرت سنتان حتى أتى الحصارُ والاحتلال الفارسي للعراق، فأصيبت البصرة بالشَّلَلِ التِّجاري، لكن الأمرَ لم يدُمْ طويلًا؛ حيث تخلَّت إيران عن البصرة، فأعاد الإنكليز فورًا فتح مركزهم بدرجة مقيمٍ، وقطع ارتباطه بمقيمه بوشهر في إيران، وأصبحوا تحت إمرةِ مقيمي بومباي مباشرةً، فعادت أهميةُ البصرة تحت نفوذ الإنكليز إلى أهميتها التجارية؛ حيث أصبح يستعمِلُها الإنكليز أيضًا كقاعدة لنقل بريد الشركة من الهند إلى إنكلترا وبالعكس.
الروس يستولون على نهر الدانوب ويشعلون الأسطول العثماني .
العام الهجري : 1184 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:
كانت الدولةُ الروسيةُ طامحةً إلى بولونيا، وكان ذلك ضِدَّ مصلحة فرنسا, فحرَّضت فرنسا تركيا على محاربة روسيا، وكان الصدر إذ ذاك محسن زاده محمد باشا فعارض هذا الأمرَ أشَدَّ المعارضة؛ لعلمه بضعف تركيا إذ ذاك وعدَمِ استعدادها لإعلانِ حربٍ كبيرة كهذه على روسيا، فعزله السلطان وعيَّنَ بدله سلحدار ماهر حمزة باشا فأعلن الحربَ على روسيا، وقاد باغلقجي محمد أمين باشا جيشًا تركيًّا وتصدى به لعبورِ نهر الدانوب وفي أثناء ذلك عبرت روسيا نهر الدنييستر وحاصرت (خوتن) ولكن مولدواني باشا وخان القرم تمكَّنا من طرد الروس من هناك، وفي هذا الحين وُشِيَ بالصدر فعُزل وقُتل وعُيِّن مكانه مولدواني علي باشا، فتقدم لعبور نهر الدنييستر فنُصِب عليه حرس من السفن، وبينما هو يستعد لمقاتلة الأعداء في أثناء ذلك فاضت مياه النهر فجأةً، فخاف الجنود أن ينكَسِرَ الجسران فمرُّوا بدون نظام وتراكموا على الجسرين فانقلبا في النهرِ وغرق أكثَرُ من كان عليهما. وكان القائدُ التركي قد وضع ستة آلاف جندي في الضفة الأخرى فدافعوا عن أنفسهم حتى قُتلوا جميعًا. ثم إن هذا القائد أخلى خوتين بعد أن جرَّدها من جميع الذخائر فاستولى عليها الروس. أما الجيوش الروسية التي كانت على حدود آسيا فكانت ظافرةً أيضًا فإنها استولت على قبارطاي وكرجستان وجزءٍ كبير من أرمنستان. وكانت روسيا أرسلت رجالَها لإثارة نصارى اليونان والصرب الجبل الأسود وغيرهم في الجهات التي يكثر فيها العنصر الأرثوذكسي، وبذلك صارت تركيا مغلولةَ إحدى اليدين عن مقارعة خصيمتِها؛ فإنها أرسلت جيوشًا كثيرة لقمعِ هذه الثورات الداخلية وأبقتها في تلك البلاد لعدمِ عودةِ أهلها إلى التمرُّد.
محاولات روسيا السيطرة على بلاد القرم .
العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
هاجم الروسُ مدينةَ طرابزون وفشلوا في احتلالِها، ولكِنَّهم نجحوا في اقتحامِ بلاد القرم والسيطرة عليها, ثم جَرَت مفاوضات الصلحِ، ولكنَّها فَشِلت بسبب مطالبِ روسيا التعسُّفية، وعادت الحربُ وانتصر العثمانيون, وأثناء الحرب القائمة بين الروس والعثمانيين بعثت روسيا البرنس دلفوروكي بجيشٍ لفتح بلادِ القرم، فقابله السلحدار (رتبة عسكرية) إبراهيم باشا وهزمه، فعمد الروسُ إلى إثارة أهل القرم بأنَّها إنما تريد أن تساعِدَهم على استقلالهم عن الأتراك الذين جعلوا أنفُسَهم سادةً عليهم، مع أنهم أعرقُ منهم في السيادة؛ إذ هم أحفادُ جنكيزخان إلى غير ذلك من الأضاليل، فحلَّت هذه الأقوال عروةَ الوَحدةِ بين الترك وبين أهل القرم، ففترت عزائمُهم وقصَّروا في الدفاع عن بلادِهم سنة 1185 هـ
رسول من الدرعية يلتقي بشريف مكة .
العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
أرسل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز إلى والي مكة الشريفِ أحمد بن سعيد رسولًا بهدايا, وكان الشريفُ قد كاتبهما وطلب منهما أن يرسِلَا إليه فقيهًا وعالِمًا من جماعتهما يُبَيِّن حقيقة ما يدعونَ إليه من الدِّينِ، ويناظر علماءَ مكةَ، فأرسلا إليه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، ومعه رسالة منهما, يقول ابن غنام: "لما وصل الشيخُ عبد العزيز الحصين على الشريفِ الملقب بالفعر، واجتمع هو وبعض علماء مكة عنده، وهم يحيى بن صالح الحنفي، وعبد الوهاب بن حسن التركي- مفتي السلطان- وعبد الغني بن هلال، وتفاوضوا في ثلاث مسائل وقعت المناظرة فيها: الأولى: ما نُسِبَ إلينا من تكفير العموم، والثانية: هدمُ القبابِ التي على القبور، والثالثة: إنكار دعوة الصالحين للشَّفاعة. فذكر لهم الشيخ عبد العزيز أنَّ نسبة التكفير بالعموم إلينا زورٌ وبهتان علينا, وأمَّا هدم القباب التي على القبورِ فهو الحقُّ والصوابُ، كما هو وارد في كثيرٍ مِن الكتب، وليس لدى العلماء فيه شَكٌّ, وأما دعوة الصالحين وطلب الشفاعة منهم والاستغاثة بهم في النوازل، فقد نص عليه الأئمة والعلماء وقرَّروا أنَّه مِن الشرك الذي فعله القدماء، ولا يجادِلُ في جوازه إلا ملحِدٌ أو جاهِلٌ, فأحضروا كتب الحنابلة فوجدوا أنَّ الأمر على ما ذكر فاقتنعوا, واعترفوا بأنَّ هذا دينُ الله، وقالوا هذا مذهب الإمام المعظَّم، وانصرف الشيخ عنهم مبجَّلًا معزَّزًا"
تجدد القتال مع الروس .
العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
حاولت روسيا أن تعقد مع تركيا عهدًا مقتضاه استقلالُ القرم وأن تستولي روسيا على قلعة كرتس وبناء قلعة في مدخل بحر أزوف، وأن تكون الملاحةُ حرَّةً لروسيا في جميع موانئ الدولة التركية في البحر الأسود، وأن يكون لتلك الدولةِ حَقُّ حماية المسيحيين الأرثوذكس في تركيا، فرفضت تركيا هذا الشرطَ الأخير، فعاد الجفاء بين الدولتين على ما كان عليه، فتقدَّم الصدر الأعظم محسن زاده باشا وانتصر على الروسِ بجوار بزارجق ووارنة، وصَدَّهم أيضًا علي باشا الداغستاني أمام روسجق، ودحرهم عثمان باشا دحورًا عظيمًا، وقتل منهم تسعة آلاف وأسرَ الجنرال وينين، وقُتل الجنرال واسمان من جرحٍ أصابه.
تمرد محمد بيك أبو الذهب على أستاذه علي بيك بعد دخوله الشام .
العام الهجري : 1185 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
جهَّز حاكِمُ مِصرَ علي بك تجريدةً عظيمة لضَمِّ الشام لحُكمِه، وجعل أميرَها محمد بك أبو الذهب زوج بنته, وأرباب المناصب ومماليكهم وطوائفهم وأتباعهم وعساكر كثيرة من المغاربة والترك والهنود واليمانية والمتاولة، وخرجوا في استعدادٍ عظيم ومعهم الطبول والزمور والذخائر. فلما وصلوا إلى الديار الشامية حاصروا يافا حتى ملكوها، ثم حاربوا نواب وولاة الدولة العثمانية، فهزموهم وقتلوهم وفرُّوا من وجوههم، واستولوا على الممالك الشامية إلى حد حلب، ووردت البشائرُ بذلك لمصر، فنودي بالزينة ثلاثة أيام بلياليها، وذلك في شهر ربيع أول من هذه السنة. وتعاظم علي بك في نفسِه ولم يكتَفِ فأرسل إلى محمد بك يأمرُه بتقليد الأمراء والمناصب والولايات على البلادِ التي افتتحوها وملكوها، وأن يستمِرَّ في سيره ويتعدى الحدودَ ويستولي على الممالك إلى حيث شاء، وهو يتابِعُ إليه إرسال الإمدادات واللوازم والاحتياجات. عند ذلك جمع محمد بك أمراءَه وخشداشيته الكبار في خلوةٍ وعرض عليهم الأوامِرَ فضاقت نفوسُهم وسَئِموا الحرب والقتال، فتعاهدوا على خلافِ رأي علي بك والعودة إلى مصر وترْك الغربة والحرب، فلما عادوا إلى مصر دبَّرَ علي بيك مؤامرةً لقتل أبو الذهب, فلما اكتشفها أبو الذهب جمع أمراءَه وخشداشيته الكبار واتَّفقوا على قتال علي بك، ثم أقبل على محمد بك أبو الذهب الأمراء والأجناد المتفرقون بالأقاليم لَمَّا تحققوا الخلافَ بينه وبين سيِّده، كما حضر إليه جميعُ المنفيين وأتباع القاسمية والهوارة الذين شرَّدهم علي بك وسلَب نعمتَهم، فأنعم عليهم أبو الذهب وأكرمهم وتلقَّاهم بالبشاشة والمحبة، واعتذر لهم وواساهم وقلَّدهم الخدم، وبذلوا جهدهم في طاعته. فعند ذلك نزل بعلي بك من القَهرِ والغيظ المكظوم ما لا يوصَفُ، وشرع في تجهيزِ تجريدة عظيمة، وأمَّر عليها إسماعيل بك، وأمَر بجمعِ أصناف العساكر واجتهد، فلما التقى الجمعان خامر إسماعيل بك وانضمَّ بمن معه من الجموع إلى محمد بك، وصاروا حزبًا واحدًا، ورجع الذين لم يميلوا وهم القليل إلى علي بك.
وقوع خسائر فادحة في الجيش الروسي .
العام الهجري : 1185 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
تعرَّض الجيش الروسي المكون من 200 ألف جندي لخسائِرَ فادحة أثناء عبوره نهر الطونة للسيطرة على مولدافيا ورومانيا.
علي بك الكبير يعود ويأخذ مناطق من بلاد الشام بدعم من الروس .
العام الهجري : 1186 العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
بعد هزيمةِ علي بك أمام أبي الذهب محمد بك اتَّجه علي بك إلى الشامِ، فاتفق مع (ظاهر) ظاهر العمر فاستطاعا أن يسيطرا على صفد، ثم ينطلق منها إلى الجهات الثانية فدخل عكا وتسلَّم ولايتها، واضطر السلطان أن يعترف بذلك لانشغاله بالحربِ مع الروس التي دعمت علي بك وظاهر العمر لمحاربة العثمانيين، فسارا إلى صيدا لاحتلالها والتقيا بالعثمانيين خارجها وانتصرا على جيوش الدولة العثمانية بدعمٍ مِن الأسطول الروسي في البحر المتوسط يتابعُهم ويدعمهم ويضربُ القوات العثمانية حتى ضربت بيروت وخربت جزءًا منها، ثم عاد علي بك إلى مصرَ ليتخلص من أبي الذهب محمد بك، وبذلك يحمي ظهرَه ليتابع مسيرته إلى الأناضول، فسار إلى مصر ومعه أربعمائة جندي روسي، وذلك في مطلع عام 1187هـ فالتقى الطرفان وانتصر أبو الذهب وقَتَل كلَّ من كان مع علي بك الذي توفِّيَ فيما بعد متأثرًا بجراحِه.
استيلاء روسيا على بلاد القرم .
العام الهجري : 1186 العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
أخذت روسيا تبث رجالها في بلاد القرم لإثارة المشاغب الداخلية بها، وبالتالي لابتلاعِها وضَمِّها إلى أملاكها؛ حيث لم يكن قَصدُها من استقلالها السياسي وقطعِ روابط تبعيتها للدولة العثمانية إلا الوصولَ لهذه الغاية، وما زالت مستمرةً في إلقاء الدسائس ونشر الفتن بين الأهالي، حتى عزلوا أمير بلاد دولت كراي الذي انتخبه الأهالي بمقتضى نصوصِ معاهدة كاينارجي، وأقاموا جاهين كراي مكانه، فلم يقبل تعيينَه فريقٌ عظيم من الأعيان، وخيفَ مِن وقوع حروب داخلية؛ ولذا أمرت روسيا الجنرال بوتمكين باحتلالِها، فدخلها بسبعين ألف جندي كانوا منتظرين على الحدودِ لهذه الغاية فتَمَّ لها مقصِدُها الذي كانت تسعى وراءه من مدة، وهو امتلاكُ كافة سواحل البحر الأسود الشمالية في غضون هذه السنة، فهاجت الدولةُ العثمانية وأرادت إشهارَ الحرب على روسيا لإلزامِها باحترام معاهدة كاينارجي القاضية باستقلال بلاد القرم استقلالًا سياسيًّا تامًّا، لكن حوَّلت أنظارَها ثانيًا عن الحرب بمساعي فرنسا التي أقنعتها بأنَّ هذه الحرب مع استعداد كاترين وتأهُّبِها لها لا يكون وراءها إلا الخرابُ والدمار.
نهاية حركة علي بك الكبير في الخروج على دولة الخلافة العثمانية .
العام الهجري : 1186 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
بعد أن تمكَّن محمد بك أبو الذهب من مصرَ على إثرِ هزيمة قوات أستاذه علي بك، اشتدَّ الأمر بعلي بك ولاحت على دولتِه لوائح الزوالِ، وكاد يموتُ من الغيظ والقهر, ثم شرع في تجهيزِ تجريدةٍ أخرى وأميرُها علي بك الطنطاوي, ووقعت بينهم معركةٌ قوية هُزِمَت فيها عسكر علي بك, فرَكِبَ إلى داره وحمل حمولَه وأمواله وخرج من مصر وذهب إلى جهة الشامِ، وذلك ليلة الخامس والعشرين من شهر المحرم، وبصحبته علي بك الطنطاوي وباقي صناجقه ومماليكِه وأتباعه وطوائفه. فلما أصبح يوم الخميس سادس عشريه عدَّى محمد بك إلى برِّ مصر، وأوقدوا النارَ في ذلك اليوم في الدير بعد ما نهبوه، ودخل محمد بك إلى مصرَ وصار أميرها.
استيلاء الجيش الروسي على قلعة "بندر" العثمانية .
العام الهجري : 1186 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
كانت قلعة بندر قلعةً عثمانية مهمةً على الساحل الجنوبي من تورلا قربَ مدينة كيشنيف، انهزم الصدر الأعظم والسردار الأكرم عوض خليل باشا أمام رومانزوف في موقع كارتال قرب أيساكجي. فتمكَّن الجيش الروسي من الاستيلاء على القلعة، وقد ذبح الروس ُكافة المسلمين الموجودين في القلعة بالسيف، بلغ عددهم 50 ألف جندي عثماني، تمت مطاردتُهم بعد تركهم القتالَ والهروب من القلعة، فذبحهم الروس- الذين تكبدوا خسائر كبيرة على يد هؤلاء الجنود الأتراك- يقول يلماز: "كانت روسيا هي المنتصرةَ في الحرب في بداية خريف هذا العام، وهذه نقطة تحول في التاريخ؛ فلأولِ مرة في التاريخ تغلبُ دولة أوربية لوحدها في حربٍ شاملة مع الدولة العثمانية. إنَّ تركيا كانت حتى هذا التاريخ الدولةَ الأولى في العالَم، سقطت من حيث القدرةُ إلى الدرجة الرابعة بعد إنكلترا وفرنسا وروسيا بالتسلسل".
تحالف روسي نمساوي لطرد الدولة العثمانية من أوروبا .
العام الهجري : 1187 العام الميلادي : 1773
تفاصيل الحدث:
أبرمت روسيا مع النمسا اتفاقًا سِريًّا تمَّ بين كاترين الثانية وبين الإمبراطور جوزيف الثاني عند مقابلتهما بمدينة كرزن، قاضيًا بمحاربة الدولة العثمانية لإنشاءِ حكومةٍ مُستقلةٍ تكون حاجِزًا بينهما وبين الدولة العثمانية، مكوَّنة من الفلاخ والبغدان وإقليم بساربيا يكون اسمُها مملكة داسي، ويعَّين لها ملكٌ من المذهب الأرثوذكسي، وتأخذ روسيا ميناء أوتشاكوف (مدينة أوزي) وبعض جزائر الروم، وتأخذ النمسا بلادَ الصرب وبوسنه وهرسك من أملاك الدولة العثمانية، وبلاد دلماسيا من أملاك البندقية وتعطيها عِوَضًا عن ذلك بلاد مورة وجزيرتي كريد وقبرص، وأن تعطي باقيَ دول أوروبا أجزاءً أخرى يُتَّفق عليها فيما بعد، وإذا أتيح لهم النصرُ ودخلوا مدينة الأستانة، فيعيدون مملكة بيزانطة الأهلية كما كانت قبل الفتح العثماني، ويعَيَّن الغراندوق الروسي قسطنطينُ بن بولص ملكًا عليها بشَرطِ أن يتنازلَ عن حقوقِه في مملكة روسيا؛ حتى لا يتَّفِقَ وجودُ المملكتين الروسية والبيزنطية الوهمية في قبضة ملكٍ واحدٍ, وخوفًا من وقوع الحرب بسبب القرمِ، مع عدم استعداد الدولة العثمانية في ذاك الوقت على مقاومة روسيا, ففضَّلت قبولَ مشورة فرنسا والاعتراف بضمِّ القرم لروسيا، على أن تتعرَّض لحَربٍ تكونُ عاقبتها وخيمةً، واعترفت بذلك في سنة 1774م.
=====
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش البولوني بقيادة "سوبياسكي" والمكون من 80 ألف جندي من الاستيلاء على خوتين الواقعة على نهر تورلا من العثمانيين بعد هزيمة الجيش العثماني المكون من 30 ألف جندي في معركة استمرت 3 ساعات.
المعاهدة النهائية للامتيازات بين الدولة العثمانية وإنجلترا .
العام الهجري : 1086 العام الميلادي : 1675
تفاصيل الحدث:
عقد السلطان محمد الرابع معاهدة جدَّد فيها الامتيازات التجارية الممنوحة لدولة إنكلترا وأضيف إليها بنود أخرى، وأطلق عليها اسم المعاهدة النهائية للامتيازات بين الإمبراطورية العثمانية وإنكلترا، وتُمثل هذه المعاهدة المرحلة الثانية في تاريخ الامتيازات في نَيل التاجر البريطاني حريةَ التجارة داخل البلاد العثمانية والتمتع بما يكفي حماية نفسه وماله.
وفاة الصدر الأعظم العثماني زاده فاضل أحمد باشا كوبريلي .
العام الهجري : 1087 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1676
تفاصيل الحدث:
هو الصدر الأعظم زاده فاضل أحمد باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي رئيس الوزراء، وأحد رجالات الدولة العثمانية الكبار في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى رئاسة الوزراء في تاريخ الدولة العثمانية. توفي عن إحدى وأربعين سنة قضى منها خمس عشرة سنة في منصب الصدارة العظمى بكل أمانة وصدق سائرًا في ذلك على خطة والده محمد علي باشا, وتقلد منصب الصدارة بعده زوج أخته قرة مصطفى باشا، ولم يكن كفؤًا للسير في الطريق الذي رسمه كوبريلي الكبير وولده، بل اتبع مصلحته الذاتية وباع المناصب العالية والمعاهدات والامتيازات المجحفة بالدولة حالًا ومستقبلًا بدراهم معدودة.
وفاة الشيخ المحدث علاء الدين الحصكفي مفتي الحنفية في دمشق .
العام الهجري : 1088 العام الميلادي : 1677
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ المحدث محمد بن علي بن محمد الحصني، المعروف بعلاء الدين الحصكفي، الكثير الحفظ والمرويات، مفتي الحنفية في دمشق. مولدُه في دمشق سنة 1025. كان فاضلًا عالي الهمة، عاكفًا على التدريس والإفادة. من كتبه الدر المختار في شرح تنوير الأبصار في فقه الحنفية، وإفاضة الأنوار على أصول المنار في الفقه، والدر المنتقى شرح ملتقى الأبحر في الفقه، وشرح قطر الندى في النحو، وله تعليق على صحيح البخاري في مجلد. توفي في دمشق عن 63 سنة.
رفع القائد العثماني شيطان إبراهيم باشا الحصار عن قلعة جهرين .
العام الهجري : 1088 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1677
تفاصيل الحدث:
رفع القائد العثماني شيطان إبراهيم باشا الحصار عن قلعة جهرين في أوكرانيا، وذلك بسبب المقاومة الكبيرة التي أبداها 60 ألف جندي روسي وأوكراني.
وفاة ابن العماد الحنبلي .
العام الهجري : 1089 العام الميلادي : 1678
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن العماد العكبري، مؤرخ وفقيه حنبلي وعالم بالأدب، ولد في دمشق سنة 1032 ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم على بعض الشيوخ، وطلب العلم مشمِّرًا عن ساعد الجد والاجتهاد، فأخذ عن أعلام الأشياخ، وأجلُّهم الشيخ أيوب الخلْوَتي الصوفي. وتلقى الفقهَ قراءة وأخذًا عن ابن فقيه فُصَّة مفتي الحنابلة بالشام في عصره، ثم رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة طويلة، فأخذ العلم عن أشياخها. ثم عاد إلى دمشق ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثيرٌ من أبناء عصره، وتوفي بمكة حاجًّا، من مصنفاته شذرات الذهب في أخبار من ذهب، وله معطية الأمان من حنث الأيمان، وغيرها من الكتب.
بدءُ السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الأولى على روسيا .
العام الهجري : 1089 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1678
تفاصيل الحدث:
بدأ السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الأولى على روسيا، وكانت تلك الحملة الأولى لسلطان عثماني على روسيا، حيث كان يقوم بهذه المهمة في السابق خان القرم.
استيلاء الجيش العثماني على قلعة "جهرين" .
العام الهجري : 1089 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1678
تفاصيل الحدث:
تمكَّن الجيش العثماني من الاستيلاء على قلعة جهرين في أوكرانيا بعد حصار دام 32 يومًا، قتل خلاله 20 ألف جندي روسي وأوكراني.
بدء السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الثانية على روسيا .
العام الهجري : 1091 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1680
تفاصيل الحدث:
بدأ السلطان العثماني محمد الرابع حملته السلطانية الثانية على روسيا، وقد انتهت هذه الحملة بعقد صلح بين العثمانيين والروس.
قتال بين الروس والعثمانيين انتهى بمعاهدة رادزين .
العام الهجري : 1093 العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
بعد أن توفي الصدر الأعظم أحمد كوبريلي عام 1087هـ خلفه في الصدارة صهره قرة مصطفى، ولم يكن بكفاءة أحمد كوبريلي ووالده محمد باشا, فأثار القوزاق الذين استنجدوا بروسيا فوقعت الحرب بين الطرفين عام 1088هـ واستمرت حتى عام 1092هـ حتى عقدت معاهدة أنهت الحرب وبقيت الأمور كما كانت قبل الحرب، ولكن أصبح القوزاق أميلَ إلى أعدائهم الروس منهم إلى العثمانيين إخوانهم في السابق، وتمت المعاهدة المعروفة باسم معاهدة رادزين نسبة إلى المدينة التي وقعت فيها، والتي تقع جنوب غربي فارسوفيا (وارسو أو فرصوفيا عاصمة بولونيا).
وفاة السلطانة خديجة تارخان .
العام الهجري : 1093 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
هي السلطانة خديجة تارخان نائبة السلطنة في الدولة العثمانية، والتي تولت النيابة سنة 1651م؛ لصغر عمر ولدها السلطان محمد الرابع واستمرت في النيابة حتى عام 1656م. وخديجة من أصل أوكراني، وتوفيت عن 56 عامًا، وقد حازت أطول مدة لامرأة تحصل على صفة "السلطانة - الوالدة"، في التاريخ العثماني، حيث استمرت هذه الصفة لصيقة بها لمدة 34 عامًا.
إعلان الدولة العثمانية الحرب على ألمانيا .
العام الهجري : 1093 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
قامت الدولة العثمانية بإعلان الحرب على ألمانيا بعد 18 عامًا على صلح "فاشفار" الذي وقعه الجانبان.
استيلاء القائد العثماني أوزون إبراهيم باشا على "قلعة فولك" .
العام الهجري : 1093 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد العثماني أوزون إبراهيم باشا من الاستيلاء على "قلعة فولك" الحصينة في سلوفاكيا إضافة إلى 28 قلعة أخرى بالمنطقة، وقد استطاع هذا القائد تحقيق السيطرة الكاملة على سلوفاكيا.
حصار الدولة العثمانية لفيينا عاصمة النمسا .
العام الهجري : 1094 العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
كان الصدر الأعظم قرة مصطفى قد سار عام 1092هـ لمحاربة النمسا بطلب من سكان الأقسام المجرية التي تخضع للنمسا بسبب استبداد النمسا المذهبي، وانتصر الصدر الأعظم في عدة معارك، ثم سار نحو فيينا وألقى عليها الحصار مدة شهرين من هذا العام, كان فتح فيينا يمثِّل حلمًا طالما راود سلاطينَ العثمانيين؛ لِما تمثِّلُه فيينا من أهمية استراتيجية للسيطرة على خطوط التجارة والمواصلات في القلب الأوروبي. فالسلطان سليمان القانوني حاصرها مرتين متتاليتين في عهده دون جدوى, فكان الأول منهما قبل 157 سنة في سنة 932, والمحاولة الثانية كانت سنة 939, وفي هذا الحصار الثالث كادت أن تُفتح فيينا أمام القوة العثمانية لولا نداءات البابا إلى الدول النصرانية وإثارة الهمم الصليبية، فوصلت قوات بولونيا وأمراء سكسونيا وبارفايا الألمان إلى العاصمة النمساوية، فهُزم المسلمون وانسحبوا بعد معارك طاحنة، واتجهوا نحو مدينة بودا، فوجد ملك بولونيا فرصة للثأر فتتبعهم يقتلُ كل من يستطيع قتله في مؤخرة العثمانيين، وكان هذا سبب قتل الصدر الأعظم قرة مصطفى حيث غضب عليه الخليفة وأمر بقتلِه وتنصيب إبراهيم باشا بدلَه.
طرد الفرنسيين من الجزائر .
العام الهجري : 1094 العام الميلادي : 1682
تفاصيل الحدث:
عندما شنَّ الفرنسيون حملة صليبية كبيرة هدفها احتلال الجزائر في هذه السنة اضطر الداي بابا حسن إلى التفاوض معهم على أن يدفع لهم جزية كبيرة ويطلق جميع الأسرى الفرنسيين في الجزائر، لكن هذا الرضوخ من الداي لم يعجب طائفة رياس البحر وزعيمهم حسين ميزو مورتو الذين عبروا عن سخطهم بقتل الداي بابا حسن وتعيين حسين ميزو مورتو دايا مكانه، وبعد توليه الحكم أرسل خطابًا شديد اللهجة إلى قائد الحملة الفرنسية دوكين ينذره ويأمره بالخروج من الجزائر إلا أن دوكين كان مغترًّا بقوته، فرفض الاستماع لتهديد الداي الجديد الذي ما كان منه إلا أن أحضر القنصل الفرنسي المتهم بالتجسس على الجزائر وأدخله في فوهة أحد المدافع وقذفه على الفرنسيين فتطايرت أشلاؤه في عرض البحر، ولم يكتفِ بذلك بل أتبعه بعشرين أسيرًا فرنسيًّا آخر من أعوانه، وأمام هذا التحدي الكبير لم يجد دوكين بدًّا من الانسحاب من الجزائر.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع البندقية .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
وقعت الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع البندقية. وبمقتضى هذه المعاهدة فُرض على البندقية تسديد غرامة قدرها ربع مليون قطعة ذهبية للدولة العثمانية.
فتح القائد العثماني حسين باشا براتسلافا الألمانية .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
استطاع القائد العثماني حسين باشا أن يفتح براتسلافا الألمانية، وأن يغنم منها تاج إمبراطور ألمانيا، والذي كان موجودًا فيها.
هزيمة الجيش العثماني في معركة "ألمان داغي" .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في معركة "ألمان داغي" أثناء حصاره لفيينا للمرة الثالثة، فعندما تداعت الدول الأوروبية بأقصى سرعة لنجدة فيينا من السقوط، وأعلن بابا روما الحرب الصليبية على العثمانيين، وأمر ملك بولندا سوبيسكي بنقض عهده مع العثمانيين، وأمر أيضًا أمراء ساكسونيا وبافاريا الألمان، وهم أقرب أمراء أوربا بالتوجه إلى فيينا بأقصى سرعة ممكنة، وكان قرة مصطفى قد وضع قوة عثمانية كبيرة يقودها أمير القرم مراد كراي عند جسر الدونة, وهنا حدث ما لم يكن في حسبان أحد لا من العثمانيين ولا من الأوربيين؛ إذ قام مراد كراي بخيانة عظمى للإسلام والمسلمين، وذلك بأنه سمح للأوربيين بالعبور من الجسر دون قتال، ثم حدثت خيانة عظمى أخرى من جانب أوغلو إبراهيم قائد ميمنة الجيش العثماني؛ إذ انسحب من القتال الذي اندلع بمنتهى العنف في 20 رمضان من هذه السنة، وكان لهذا الانسحاب الأثر الأكبر في هزيمة العثمانيين، وقد استطاع قرة مصطفى أن ينسحب بصورة منظمة من أرض المعركة بعد قتل 10 آلاف عثماني، وفي طريق العودة قام قرة مصطفى بإعدام كل من مراد كراي وأوغلو إبراهيم، ولكن لم يشفع ذلك له عند السلطان محمد الرابع الذي أمر بقتله, وتعدُّ هذه الهزيمة عند أسوار فيينا نقطةَ تحول فاصلة في التاريخ العثماني والأوروبي غيَّرَت مجرى التاريخ العالمي، واشتدت الحروب الصليبية على العثمانيين، وفقدت الجيوش العثمانية هيبتَها!!
انتصار الجيش العثماني على الجيش البولوني في معركة "جكردلن" .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيش العثماني بقيادة محمد باشا على خصمه الجيش البولوني بقيادة الملك سوبياسكي في معركة "جكردلن"، وقتل من البولونيين في هذه المعركة 10 آلاف جندي.
استيلاء الجيش البولوني والقوات الأوربية على قلعة "إستركون" .
العام الهجري : 1094 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش البولوني وعدد من القوات من أوربا من الاستيلاء على قلعة "إستركون" التابعة للدولة العثمانية بعد 22 يومًا من الحصار. وكانت هذه القلعة من أهم القلاع العثمانية في أوربا، والتي استمرت سيطرة العثمانيين عليها 128 عامًا.
=============
199.
العثمانيون يفتحون (بودوليا) في بولندا و(فيينا) في النمسا .
العام الهجري : 1095 العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
عندما حاول أمير ترانسلفانيا جورج راغوجي عدم الوفاء بالتزاماته المالية عزله العثمانيون وولوا مكانه ميخائيل أبافي، فكان هذا سببًا في قيام حرب تزعَّمها المجريون، ثم انضم لهم جماعة من الأوربيين في حرب صليبية كان العثمانيون لها بالمرصاد حتى وصلوا إلى حدود النمسا، ثم أحرز العثمانيون النصر عليهم، ثم حصلت حرب بين السويد وبولونيا (بولندا) فاستنجد ملك السويد بالعثمانيين على أن تصبح بولونيا تحت نفوذهم، فاتجه العثمانيون إلى بولونيا فقامت معارك ضارية فقد البولنديون فيها قلعة فامنج، حتى اضطر ميخائيل ملك بولونيا إلى عقد صلح مع العثمانيين تخلى بموجبه عن بودوليا وأوكرانيا، ثم عادت الحروب بينهم سِجالًا مرة أخرى، ولكن الأمر بقي لصالح العثمانيين؛ حيث عاد ملك بولندا للتخلي عن باقي أجزاء أوكرانيا وبودوليا للعثمانيين.
بريطانيا تتخلى عن طنجة لسلطان مراكش .
العام الهجري : 1095 العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:
كانت طنجة مُستعمَرة من قبل البرتغاليين وبقيت تحتهم قرنين من الزمن ثم تنازلت الأميرة البرتغالية عنه لملك إنكلترا، فأصبحت تحت السيطرة البريطانية إلى أن قام إسماعيل السعدي ملك العلويين في مراكش بمحاصرة ثغر طنجة، واستمر الأمر ست سنوات إلى أن انتزعه في هذا العام من البريطانيين، وكان من أهم الثغور التجارية والمواقع الاستراتيجية على البحر الأبيض المتوسط.
انتصار القائد العثماني سليم كيراي على ملك بولونيا .
العام الهجري : 1095 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1684
تفاصيل الحدث:
استطاع القائد العثماني القرمي سليم كيراي أن يهزم سوبياسكي ملك بولونيا في معركة كامانيجة.
التحالف المقدس بين الصليبيين ضد العثمانيين .
العام الهجري : 1096 العام الميلادي : 1684
تفاصيل الحدث:
إن الانتصار الذي أحرزه الصليبيون في فك حصار فيينا زاد من أواصر الصليبية وشجعها على المضي، فكونت أوربا حلفًا ضم: النمسا، وبولونيا، والبندقية، ورهبان مالطة، والبابا، وروسيا، وسموه (الحِلف المقدس)؛ وذلك للوقوف في وجه المد الإسلامي الذي أصبح قريبًا من كل بيت في أوربا الشرقية؛ بسبب جهاد العثمانيين الأبطال، وبدأ الهجوم الصليبي على ديار الدولة العثمانية، وبدأ هذا التحالف بالعمل؛ فالنمسا بدأت تهاجم بلاد المجر وتمكنت من دخول مدينة بست وحاصرت مدينة بودا، ثم أخذت عدة مواضع، منها قلعة نوهزل، وكانت هذه الهزيمة سببًا في عزل الصدر إبراهيم باشا ونفيه إلى جزيرة رودوس، وعُين مكانه سليمان باشا الذي أسرع لنجدة بودا غير أن النمساويين قد دخلوها عنوة، وهُزم العثمانيون عام 1097هـ ثم هُزموا ثانية في العام التالي في موهاكز، وكانت أيضًا جيوش ملك بولونيا سوبيسكي تُغير على ولاية البغدان وتهددها، وأما سفن البندقية فكانت تُغير باستمرار على سواحل اليونان والمورة وتسندُها سفن أخرى من قِبَل البابا ورهبان مالطة، وتمكنت من دخول أثينا وكورنتا، وعدد آخر من المدن عام 1097هـ.
هزيمة جيش البندقية في معركة شين .
العام الهجري : 1096 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد العثماني فندق مصطفى باشا- حاكم البوسنة- من هزيمة جيش البندقية في معركة شين.
استسلام قلعة "أويفار" الخاضعة للدولة العثمانية .
العام الهجري : 1096 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
كانت أويفار خاضعة للدولة العثمانية منذ 21 عامًا. ثم استسلمت قلعتها أويفار إلى دوق لورين بعد حصار دام 50 يومًا، وكان الاستيلاء على هذه القلعة سببًا في إقامة الأفراح في العالم النصراني. وقد كانت هذه القلعة خاضعة للألمان، فاستولى عليها العثمانيون سنة 1074، وهي من أمنع وأقوى قلاع أوربا.
انتصار القائد العثماني سليم كيراي على ملك بولونيا في معركة بويان .
العام الهجري : 1096 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد العثماني القرمي سليم كيراي من هزيمة ملك بولونيا سوبياسكي في معركة بويان، وخسر البولونيون في هذه المعركة 6 آلاف قتيل و5 آلاف أسير.
وفاة القائد العثماني داماد ملك إبراهيم باشا .
العام الهجري : 1097 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1685
تفاصيل الحدث:
هو القائد العثماني الكهل الفذ داماد ملك إبراهيم باشا، كان اسمه شيطان إبراهيم باشا، استبدل به السلطان محمد الرابع ملك إبراهيم باشا بعد انتصار القوات العثمانية في معركة كرز إلياس على الألمان، وعينه قائدًا بدل بكري مصطفى باشا, وبعد سقوط أويفار بيد الألمان أصدر رئيس الوزراء العثماني قرة إبراهيم باشا أمرًا بقتل داماد ملك إبراهيم باشا متَّهِمًا إياه بالمسؤولية عن سقوطها, وقيل إن السبب الحقيقي في قتله أن الصدر قرة إبراهيم كان يخشى أن يحتل ملك إبراهيم مكانه الذي فقده بعد قتله لمنافسه ملك إبراهيم باشا بخمسة عشر يومًا, وقيل بسبب رفضه القيام بحملات خارجية.
استيلاء القائد البندقي موروسيني على قلعة نافارين من العثمانيين .
العام الهجري : 1097 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1686
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد البندقي موروسيني من الاستيلاء على قلعة نافارين في جزيرة المورة باليونان من العثمانيين بعد حصار استمر 13 يومًا تقريبًا.
سيطرة الجيش الألماني وحلفائه على قلعة "بودين" في بودابست .
العام الهجري : 1097 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1686
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش الألماني الضخم وحلفاؤه من الأوربيين من السيطرة على قلعة ومدينة "بودين" في بودابست، بعد دفاع عثماني مجيد، سقط خلاله آلاف القتلى من العثمانيين، وكان العثمانيون قد فتحوها قبل 160 عامًا إبَّان حكم سليمان القانوني، وكان سقوطها من أكبر المصائب العثمانية.
سقوط مدينة بودابست المجرية في يد الألمان وطرد الأتراك منها .
العام الهجري : 1098 العام الميلادي : 1686
تفاصيل الحدث:
كان العثمانيون قد حاصروا فيينا وكادوا يفتحونها لولا أن الصليبيين تحالفوا بفعل نداءات البابا لهم، فقاموا بالتكالب على الدولة العثمانية كلٌّ من طرف، فوصلت القوات من كل مكان من بولونيا وبافاريا الألمان إلى فيينا لفك الحصار، ثم بعد فك الحصار عقد البابا حلفًا مع الروس والألمان والبولنديين والبنادقة على طرد العثمانيين من المجر، فقامت كل دولة بالهجوم على الدولة العثمانية من طرق؛ لتشتيت قواها، فاستطاع الألمان أن يستعيدوا منها بودا بست في هذا العام.
انتصار الجيش العثماني على "جيش الاتفاق" في معركة أوساك .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيش العثماني على ما يسمى بـ "جيش الاتفاق" الذي كوَّنته أوربا النصرانية لحرب الدولة العثمانية في معركة "أوساك" قرب المجر.
استيلاء البنادقة على قلعة كورون من العثمانيين .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد البندقي موروسيني من الاستيلاء على قلعة كورون في اليونان من العثمانيين بعد حصارهم لها لمدة شهر كامل.
هزيمة الجيش العثماني من قِبَل جيش الاتفاق الأوربي .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في صحراء موهاج المجرية أمام جيش الاتفاق الذي كونته أوربا النصرانية لحرب العثمانيين، وقد قتل خلالها 20 ألف عثماني، مرة واحدة.
انتصار العثمانيين على ملك بولونيا .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
قام العثمانيون بهزيمة ملك بولونيا سوبياسكي هزيمة كبيرة، وذلك قرب قلعة كامانيجة.
استيلاء الجيش البندقي على مدينة أثينا من العثمانيين .
العام الهجري : 1098 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش البندقي الذي تسانده إسبانيا وألمانيا ومالطة والسويد من الاستيلاء على مدينة أثينا من العثمانيين، وقام بتخريبها بشكل فظيع، وقام الأرثوذكس بذبح الكاثوليك في المدينة بلا رحمة.
خلع السلطان العثماني محمد الرابع وتولية أخيه سليمان الثاني .
العام الهجري : 1099 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
لما تتالت الهزائم على العثمانيين وحدثت الفوضى بسبب ذلك، اتفق العلماء والوزير على عزل السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول، فتم ذلك في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم أربعين سنة وخمسة أشهر، أعاد خلال مدة حكمه هيبة الدولة وقوتها، كما أعاد عمليات الفتح في أوربا، وتولى قيادة جيوش الدولة, ويعتبر هو آخر القادة الفاتحين في التاريخ الإسلامي، وتمت تولية أخيه سليمان الثاني في الثاني من محرم الذي كان يزيد عمره على أربع وأربعين عامًا.
استيلاء الجنرال المجري كارفا على مركز إيالة أكري من العثمانيين .
العام الهجري : 1099 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:
تمكن الجنرال المجري كارفا من الاستيلاء على مركز إيالة أكري من العثمانيين، وبذلك خرج شمال المجر من الحكم العثماني. وقد كان بالمدينة التي فتحها العثمانيون قبل 91 عامًا من تاريخ سقوطها حوالي 41 مسجدًا هُدِّمت جميعًا إلا مأذنة واحدة ما زالت باقية حتى الآن، وتحول جامعها الكبير إلى كنيسة القديس ليوبولد!!
سقوط قلعة بلغراد في أيدي الألمان وتحويل مائة مسجد إلى كنائس .
العام الهجري : 1099 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1688
تفاصيل الحدث:
سقطت قلعة بلغراد في أيدي الألمان، بعد تسع وعشرين يومًا من حصار الجيش العثماني بداخلها، وتم تحويل مائة مسجد في المدينة إلى كنائس، بعد ذبح المسلمين الموجودين فيها. وكانت بلجراد مدينة إسلاميَّة لعدة قرون من حيث العمران وحركة العلم ورفع راية الجهاد, ثم تحوَّلت بعد سقوطها بسنوات إلى محاربة المسلمين، الذين حوَّلوها إلى إحدى أعظم مدن أوربا حضارة. وقت أنْ كانت أوربا تعيش في ظلمات الجهل والتخلُّف، وقد صارت اليوم مدينة نصرانية في ظل الحرب الشَّرسة التي تعرَّض لها الإسلام والمسلمون في هذه الأرض!
هزيمة الدولة العثمانية أمام النمسا .
العام الهجري : 1100 العام الميلادي : 1688
تفاصيل الحدث:
انتهز الأعداء الفوضى التي جرت بعد تولي السلطان الجديد سليمان الثاني حيث تمرد الجند وقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا وسَبَوا نساءه، فتقدم الأعداء في أملاك الدولة العثمانية, فأخذت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن، ومنها بلغراد، كما أخذت البندقية سواحل دالماسيا (السواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك) وبعض المواطن في بلاد اليونان وتوالت الهزائم.
===============ج200.
انتصار القائد القرمي سليم كيراي على الجيش الروسي .
العام الهجري : 1100 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1689
تفاصيل الحدث:
تمكن القائد القرمي التابع للدولة العثمانية سليم كيراي من هزيمة الجيش الروسي، المكون من 300 ألف جندي، والذي اقترب من حدود القرم.
استعادة العثمانيين لبعض المواقع التي خسروها مثل بلغراد وغيرها .
العام الهجري : 1101 العام الميلادي : 1689
تفاصيل الحدث:
بعد أن تتالت الهزائم على الدولة العثمانية بفترة الصدر الأعظم مصطفى باشا، تم عزله وتولية مصطفى بن محمد كوبريلي مكانه، فكان كأبيه وأخيه من قبل، فسمح للنصارى في إستانبول ببناء ما تهدم من كنائسهم، وأحسن إليهم وعاقب بأشد العقاب كل من عرض لهم في إقامة شعائر دينهم، حتى استمال جميع نصارى الدولة، وكانت نتيجة معاملة النصارى الأرثوذكس بالعدل أن ثار أهالي مورة الأورام على البنادقة الكاثوليك، وطردوا جيشها من بلادهم بسبب اضطهادهم وإجبارهم على المذهب الكاثوليكي، ودخلوا في حماية الدولة العثمانية مختارين طائعين؛ لعدم تعرضها لديانتهم مطلقًا، ثم اتجه مصطفى كوبريلي نحو النمسا، فاستعاد بعض المواقع التي أُخذت مثل بلغراد، كما أخضع القائد القرمي سليم كراي ثوارَ الصرب، وفي الوقت نفسه أعاد تيكلي المجري إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية، وبهذا استعاد العثمانيون شيئًا من هيبتهم.
رفع القائد البندقي موروسيني حصاره عن جزيرة "آغري بوز" .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1689
تفاصيل الحدث:
رفع القائد البندقي الشهير موروسيني حصاره عن جزيرة "آغري بوز" الخاضعة للحكم العثماني بعد 106 يومًا من الحصار والقتال الشرس، وقُتل خلال ذلك 23 ألفًا من البنادقة، وقد أطلق البنادقة على القلعة 182 ألف طلقة مدفعية، لكن القلعة ظلت صامدة
سقوط قلعة كانيجة في أيدي الألمان ثم استعادت العثمانيين لها .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن الألمان من إسقاط قلعة كانيجة في أيديهم، وذلك بعد 158 سنة من سيطرة الدولة العثمانية عليها، لكن العثمانيين تمكنوا من استردادها بعد ذلك بوقت قليل.
استسلام قلعة بنفشه للبندقية .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
استسلمت قلعة بنفشه للبندقية بعد مقاومة استمرت 14 شهرًا، وتعد قلعة بنفشه هذه آخر قلاع الدولة العثمانية في جزيرة المورة (اليونان).
انتصار العثمانيين على الجيش الألماني في معركة زرنيت .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون بقيادة جركس أحمد باشا على الجيش الألماني في معركة زرنيت، ولم ينجُ من الجيش الألماني المكون من 26 ألف جندي سوى 200 جندي فقط!!
استيلاء العثمانيين على قلعة نيش من الألمان .
العام الهجري : 1101 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون من الاستيلاء على قلعة نيش الواقعة جنوبي صربيا، انتزعوها من الألمان، وذلك بعد حصار استمر 23 يومًا.
استعادة العثمانيين السيطرة على قلعة بلجراد .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون من نزع السيطرة على قلعة بلجراد عاصمة صربيا الآن من يد الألمان، وتعدُّ قلعة بلجراد من أحصن القلاع، وتتكون من 9 طوابق، و116 برجًا، وقد قُتل من العثمانيين في سبيل ذلك 5 آلاف جندي.
استيلاء الجيش الألماني على الأراضي المجرية التابعة للعثمانيين .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1690
تفاصيل الحدث:
تمكن الجيش الألماني بقيادة ماركراف من الاستيلاء على أغلب الأراضي المجرية التابعة للدولة العثمانية، مُنهيًا بذلك الحكم العثماني للمجر، والذي استمر لمدة 165 عامًا.
وفاة السلطان العثماني سليمان الثاني وتولي أخيه أحمد الثاني .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1691
تفاصيل الحدث:
هو السلطان سليمان الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني, السلطان الثاني والعشرون من سلاطين بني عثمان، ولد عام 1052هـ وتولى الحكم بعد أخيه محمد الرابع عام 1099هـ واستمر التدهور في الدولة العثمانية في عهده، وازدادت شراسة الأعداء على عهده، فاغتصبت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن، ومنها بلجراد عام 1099هـ، كما احتلت البندقية سواحل دالماسيا والسواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك وبعض الأماكن في اليونان، وتوالت الهزائم على الدولة، وتمرد الجند فقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا, فقيَّض الله للدولة رجلًا لهذا الفترة هو الصدر الأعظم مصطفى بن محمد كوبريلي الذي أعاد قوة الدولة وهيبتها. توفي سليمان الثاني في 26 رمضان عن غير عقب وعمره 50 سنة، بعد أن حكم ثلاث سنوات وثمانية أشهر، ودُفن في تربة جده السلطان سليمان الأول وتولى بعده أخوه أحمد الثاني.
وفاة فاضل مصطفى باشا كوبريلي رئيس وزراء الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1102 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1691
تفاصيل الحدث:
هو الصدر الأعظم فاضل مصطفى باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي، رئيس وزراء الدولة العثمانية، وسليل عائلة كوبريلي الشهيرة وأخو الصدر الأعظم أحمد كوبريلي، كان عظيم النفع للدولة العثمانية. لما رأى السلطان إبراهيم الأول توالي المصائب على الدولة عزل الصدر الأعظم مصطفى باشا, وعيَّن مكانه مصطفى باشا بن محمد باشا كوبريلي الكبير, ولم يكن مصطفى أضعفَ همة من والده، بل كان يشبهه في علو المكانة ومَضاء العزيمة. استشهد أثناء الحرب مع ألمانيا، عن عمر يناهز 53 عامًا، وقد استمر في رئاسة الوزراء مدة 12 عامًا و9 أشهر أعاد خلالها هيبة الدولة وقوتها.
وفاة السلطان العثماني محمد الرابع بن إبراهيم الأول .
العام الهجري : 1104 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1693
تفاصيل الحدث:
هو السلطان العثماني محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن يزيد الثاني بن محمد الفاتح. ولد السلطان محمد عام 1051هـ، وتولى السلطنة وهو ابن سبع سنوات، فتولت جدته كوسيم مهبيكر نيابة السلطنة وأصبحت مقاليد الأمور في يديها، وساءت أحوال الدولة وتدخل الانكشارية (وهم قوات مشاة وفرسان بالجيش العثماني) في شؤونها فازدادت سوءًا، وبعد مقتل السلطانة كوسيم تولت والدة السلطان محمد خديجة تورخان نيابة السلطنة، وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها اتصفت برجاحة العقل فبحثت عن رجل منقذ للدولة، فوجدت بغيتها في محمد باشا كوبريلي الذي قَبِل منصب الصدر الأعظم بشرط أن تُطلق يده في تصريف الدولة. فأعلن محمد كوبريلي سنة 1066 أن السلطان محمد قد بلغ سن الرشد وتمكن من تولي زمام أمور الدولة, وبهذا الإعلان انتهى دور السلطانة الوالدة خديجة فتفرغت هي لأعمال الخير والبر, وتفرغ الصدر الأعظم كوبريلي لتدبير شؤون الدولة ومعالجة إشكالاتها الداخلية ومواجهة الأخطار الخارجية المحدِقة بها. في عهد السلطان محمد الرابع كوَّنت أوروبا حِلفًا ضم: النمسا، وبولونيا، والبندقية، ورهبان مالطة، والبابا، وروسيا، وسَمَّوه (الحلف المقدس) وذلك للوقوف في وجه المد العثماني الإسلامي الذي أصبح قريبًا من كل بيت في أوربا الشرقية بسبب جهاد العثمانيين الأبطال. بدأ الهجوم الصليبي على ديار الدولة العثمانية، وقيض الله لهذه الفترةِ آل كوبريلي الذين ساهموا في رد هجمات الأعداء وتقوية الدولة؛ فالصدر الأعظم محمد كوبريلي المتوفي عام (1072هـ/661م) أعاد للدولة هيبتها، وسار على نهجه ابنه (أحمد كوبريلي) الذي رفض الصلح مع النمسا والبندقية, وبوفاة الصدر الأعظم "أحمد كوبريلي" ضعُف النظام العثماني، وهاجمت النمسا بلاد المجر، واغتصبت قلعة نوهزل ومدينة بست ومدينة بودا، وأغار ملك بولونيا على ولاية البغدان، وأغارت سفن البندقية على سواحل المورة واليونان، واحتلت أثينا وكورنثة عام 1097هـ وغيرها من المدن, وكان من نتائج الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية في أواخر عهده أن ثار الجيشُ في وجه السلطان محمد الرابع، فاتفق العلماءُ ورجال الدولة على عزله، فعُزل في محرم عام 1099هـ بعد أن دامت سلطنته نحو أربعين سنة وخمسة أشهر، تولى خلالها السلطان محمد الرابع بنفسه قيادة جيوش الدولة، وبعد عزله تولى مكانه أخوه سليمان الثاني، وكانت الدولة أثناء خلع السلطان محمد الرابع قد فقدت كثيرًا من أراضيها, وبقيَ السلطان محمد الرابع في العزلة إلى أن توفي في 8 ربيع الآخر من هذه السنة بالغًا من العمر 53 سنة، ودُفن في تربة والدته ترخان سلطان.
نجاح العثمانيين في الدفاع عن قلعة خانيا .
العام الهجري : 1104 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1693
تفاصيل الحدث:
نجح العثمانيون في جزيرة كريت شمال إيطاليا في الدفاع عن قلعة خانيا لمدة 41 يومًا؛ مما أجبر أساطيل البندقية ومالطة وفلورانسا على الانسحاب بعد خسارتهم 4 آلاف جندي.
رفع الجيش الألماني حصاره عن مدينة بلجراد .
العام الهجري : 1105 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1693
تفاصيل الحدث:
رفع الجيش الألماني حصاره عن مدينة بلجراد التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، بعد خسارته 10 آلاف قتيل في هذا الحصار.
وفاة السلطان العثماني أحمد الثاني وتولي ابن أخيه مصطفى الثاني .
العام الهجري : 1106 العام الميلادي : 1694
تفاصيل الحدث:
هو السلطان العثماني أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني. ولد في 6 ذي الحجة سنة 1052 تولى السلطنة بعد أخيه سليمان الثاني، وأبقى الصدر الأعظم مصطفى باشا كوبريلي اعتمادًا عليه في الحرب والسلم، لكن المنية لم تمهل هذا الوزير الشهير، فاستُشهد وهو في عنفوان شبابه في 24 ذي القعدة سنة 1102هـ في حروب الدولة العثمانية مع النمسا، فكان موت مصطفى كوبريلي باشا ضربة على الدولة؛ لعدم كفاءة الصدر الأعظم عربه جي علي باشا الذي خلف كوبريلي في منصب الصدارة, فاحتل سكان البندقية سنة 1694 جزيرة ساقز. توفي السلطان أحمد الثاني بعد أن بقي في الحكم أربع سنوات وثمانية أشهر، وتولى الحكم بعده ابن أخيه مصطفى الثاني بن محمد الرابع.
وفاة أمير الدرعية محمد بن مقرن بن مرخان، جد آل سعود .
العام الهجري : 1106 العام الميلادي : 1694
تفاصيل الحدث:
هو الأمير محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي بن ربيعة، وينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة أمير الدرعية وجد آل سعود.
اشتباك الأسطول العثماني مع الأسطول البندقي قرب جزر قويون .
العام الهجري : 1106 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
اشتبك الأسطول العثماني مع الأسطول البندقي في معركة بحرية قرب جزر قويون، وقد غرقت خلال هذه المعركة 9 سفن للبندقية دون أن تغرق أي سفينة من السفن العثمانية.
نجاح العثمانيين في استعادة قلعة ساقيز من البنادقة والمالطيين .
العام الهجري : 1106 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
نجح العثمانيون في استعادة قلعة ساقيز- الواقعة في اليونان حاليًا- من البنادقة والمالطيين الذين احتلُّوها في محرَّم من هذا العام.
بدء السلطان مصطفى الثاني حملة عسكرية على ألمانيا .
العام الهجري : 1106 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
ابتدأ السلطان العثماني مصطفى الثاني حملة عسكرية مكونة من 153 ألف جندي على ألمانيا، وقد استمرَّت هذه الحملة لمدة 4 أشهر.
انتصار العثمانيين على البنادقة والمجريين بقيادة مصطفى الثاني .
العام الهجري : 1107 العام الميلادي : 1695
تفاصيل الحدث:
انطلق السلطان مصطفى الثاني بجيشه إلى بولونيا فانتصر عليهم في عدة معارك بمساعدة القوزاق، ثم انطلق إلى بلاد المجر بعد أن فك الحصار الروسي عن مدينة آزوف، فهزم جيوش المجر، ثم في عهد ولاية الصدر الأعظم حسين كوبريلي سارت الجيوش بالأساطيل على البندقية واستردَّ بعض الجزر في بحر إيجه.
=======
ج201.
غزو شريف مكة سعد بن زيد بلاد نجد .
العام الهجري : 1107 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
غزا شريف مكة سعد بن زيد بلاد نجد، ونزل في بلدة أُشيقر، وحاصر أهلها، وكان قد سار إليها من قبل حتى وصل إلى منطقة الحمادة ثم رجع عنها.
قيام حملة السلطان العثماني السلطانية الثانية على أوربا .
العام الهجري : 1107 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
قام السلطان العثماني مصطفى الثاني بحملته السلطانية الثانية على أوربا، والتي خاض فيها العثمانيون حربًا شرسة مع الجيش الألماني، وقد أسفرت عن انتصار العثمانيين. واستمرت هذه الحملة 6 أشهر.
في العنوان مكتوب (وحصار الجيش الروسي لقلعة أزاك) لكن في تفاصيل الحدث لا يوجد ذكر للحصار الروسي ! ويوجد عنوان آخر مستقل بعنوان (الروس يستولون على قلعة أزاك العثمانية) ، رقم الحدث: 4018 .
العام الهجري : 1107 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
بعد الانتصارات البحرية التي حققها العثمانيون خرج السلطان مصطفى الثاني بنفسه في هذا العام, لمحاربة النمساويين، فاستولى على قلعة ليبا وانتصر في وقعة لوغوس وقُتل الجنرال فيتراني قائد جيوش النمسا في هذه الموقعة، ثم عاد السلطان إلى الآستانة (إسطنبول حاليا). ولكن النمساويين أعادوا الكرة في السنة التالية فحاصروا قلعة طمشوار، فتقدم إليهم السلطان العثماني بجنوده وردهم عن القلعة بعد أن دحرهم دحورًا فاحشًا، ثم عاد السلطان إلى أدرنة.
(بطرس) قيصر روسيا يقاتل العثمانيين ويفتح أزوف (أزاق) .
العام الهجري : 1108 العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
حاصر بطرس الأكبر القيصر الروسي مدينة آزوف التي كانت أصلًا قد استردها العثمانيون وأخضعوها للدولة العثمانية أيام ثورة القوزاق عليهم، ثم أُجبر القيصر الروسي على فك الحصار عام 1107هـ بعد أن قاومهم خان القرم والعثمانيون الذين هناك، فردوهم بعد أن قتلوا منهم نحوًا من ثلاثين ألف جندي، فلما انشغل العثمانيون بالحرب مع المجر استغل الروس هذا الانشغال، فعادوا إلى آزوف ودخلوها هذا العام.
الروس يستولون على قلعة أزاك العثمانية .
العام الهجري : 1108 العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
حاصر الجيش الروسي المكون من مائة ألف جندي قلعة أزاك العثمانية القريبة من البحر الأسود لمدة ثلاثة وستين يومًا حتى استسلمت القلعة, ولم يتمكن العثمانيون من استرجاعها إلا بعد خمسة عشرة عامًا، ثم استرجعها الروس فجأة عام 1148هـ مما تسبب في إعلان الحرب على روسيا.
خوض الجيش العثماني معركة "أولاز" ضد الجيش الألماني .
العام الهجري : 1108 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
خاض الجيش العثماني معركة "أولاز" الشرسة ضد الجيش الألماني، والتي أسفرت عن مقتل 16 ألف ألماني، و1500 عثماني.
خوض الأسطول العثماني معركة بحرية ضد الأسطول البندقي .
العام الهجري : 1108 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1696
تفاصيل الحدث:
خاض الأسطول العثماني بقيادة القبطان ميزو مورتا حسين باشا معركة بحرية ضد الأسطول البندقي (نسبة إلى مدينة البندقية) قرب جزر أندروز، أسفرت عن غرق 13 سفينة بندقية، ومقتل 5 آلاف بحار.
النمساويون يهزمون العثمانيين ومقتل الصدر الأعظم محمد باشا .
العام الهجري : 1109 العام الميلادي : 1697
تفاصيل الحدث:
بعد أن استطاعت الجيوش العثمانية أن تفكَّ الحصار الروسي عن آزوف سارت إلى المجر، ولكن لم تستطع هزيمة الجيش النمساوي بقيادة أوجين دي سافوا على نهر تيس، فقُتل يومها الصدر الأعظم محمد باشا وغرق أعدادٌ من العثمانيين في النهر، ولاحقهم القائد النمساوي حتى دخل بلاد البوسنة، ثم تولى الصدارة العظمى حسين كوبريلي، فسار نحو النمسا فتقهقرت أمامه جيوشُها ودفعهم إلى ما بعد نهر السافا.
تعرض الجيش العثماني لهزيمة في معركة "زينتا" أمام الجيش الألماني .
العام الهجري : 1109 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1697
تفاصيل الحدث:
تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في معركة زينتا، وهي قرية تقع جنوب المجر، أمام الجيش الألماني، وقد قُتل من العثمانيين 20 ألفًا، إضافة إلى غرق 10 آلاف آخرين، وترجع هذه الهزيمة إلى خيانة بعض القادة العثمانيين.
معاهدة كارلوفتس بين العثمانيين وبعض دول أوربا .
العام الهجري : 1110 العام الميلادي : 1698
تفاصيل الحدث:
تعتبر معاهدة كارلوفتس (كارلوفجة) إحدى أقسى المعاهدات في تاريخ الدولة العثمانية، واعتبرت بداية انحسار المد الإسلامي في أوربا، وبداية مرحلة التفكك في الدولة العثمانية، وكان من الأسباب التي أدت إلى كارلوفتس ضعف الوازع الديني عند المسلمين وبرود همَّتهم الجهادية، واستمرار ثورات الانكشارية وتقاعسهم عن أداء واجبهم، وتعاقب الحملات الصليبية واشتدادها، واتحاد القوى الأوروبية على دولة الخلافة الوحيدة، فكانت الحروب تشتعل على ثلاث أو أربع جبهات في نفس الوقت. إضافة إلى ذلك انتشار الفساد بين قيادات الدولة، ووجود قيادات عديمة الكفاءة كلُّ همها السرقة والنهب؛ فقد تم توقيع معاهدة كارلوفتس جنوب غرب زغرب على نهر الدانوب بين الدولة العثمانية وبين كل من النمسا والبندقية وروسيا وبولونيا بجهود فرنسا، فقدت الدولة العثمانية بموجبها مدينة آزوف لروسيا، وبلاد أوكرانيا وكرواتيا وإقليم بودوليا وبعض المدن لبولونيا، مثل قلنج وساحل دالماسيا، وبعض الجزر للبندقية، مثل جزيرة مورة على البحر الإدرياتيكي، وبلاد المجر وإقليم ترانسلفانيا للنمسا، وهذا مؤشر سيئ في تاريخ بعض حكام الدولة العثمانية، وهو انسحابهم في المعارك تاركين المسلمين بين يدي عدو نُزِعت من قلبه الشفقة والرحمة! وأصبحت كل الدول التي كانت تدفع الجزية عن يدٍ وهي صاغرةٌ ممتنعةً من دفعها، بل أصبحت هذه الدول تقف في وجه العثمانيين، بعد أن اتفقت فيما بينها للوقوف في وجه المد العثماني، والعمل على تقسيمها؛ وذلك خوفًا من انتشار المد الإسلامي في أوربا, وكان تنازل العثمانيين عن أراضيها بداية الانسحاب العثماني من أوربا، كما أنه يسجل الانتقال إلى عصر التفكك والاضمحلال السريع!!
انتصار العثمانيين على البندقيين جنوب جزيرة ميديلي .
العام الهجري : 1110 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1698
تفاصيل الحدث:
انتصر الأسطول العثماني على الأسطول البندقي في معركة بحرية جنوب جزيرة ميديلي في البحر المتوسط، وأسفرت هذه المعركة عن مقتل 2500 بندقي.
انتصار العمانيين على البرتغاليين في موقعة ممبسة البحرية .
العام الهجري : 1110 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1699
تفاصيل الحدث:
انتصر العمانيون على البرتغاليين في موقعة ممبسة البحرية، والتي استمرت ثلاثة أيام، هبت خلالها ريح شديدة كانت سببًا في جعل الأسطول البرتغالي ينسحب من المعركة.
انتصار العثمانيين على سلطان فاس .
العام الهجري : 1111 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون بقيادة مصطفى دايي على السلطان "إسماعيل الكبير" سلطان فاس في معركة "جدوية" وقُتِل فيها من الفاسيين 30 ألفًا.
شيخ الإسلام فيض الله أفندي يتدخل في تصريف الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1112 العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:
كان فيض الله أفندي معلم السلطان قبل جلوسه على كرسي السلطنة، وكان السلطان ولَّاه مسند المشيخة الإسلامية وصار يستشيره في كل الأمور، فأغاظ ذلك الصدر الأعظم حسين باشا كوبريلي لتدخُّل شيخ الإسلام في الأحوال السياسية التي ليست من متعلقات وظيفته أصلًا، وكان القبودان ميزه مورتو حسين باشا مدة حياته يجتهد في التأليف بينه وبين الصدر ويزيل النفور من قلوبهما، إلا أنه بعد وفاة القبودان استبدَّ الشيخ فيض الله أفندي في آرائه وأظهر العظمة، فلم يتحمل الصدر ذلك وقدم استعفاءه من الصدارة سنة 1114هـ, ثم أقام حسين باشا كوبريلي في ضيعة له منفردًا حتى مات بعد سبعة عشر يومًا ونُقلت جثته إلى إستانبول، ودفن في مدرسته المشهورة. وبعد أن استقال الصدر حسين باشا كوبريلي وجه السلطان الصدارة إلى دال طبان مصطفى باشا الذي التزم السير على الخطة التي يرسمها له شيخ الإسلام أفندي، ولما كان هذا الصدر يميل للحرب والقتال في الوقت الذي كانت فيه الدولة في أشد الاحتياج للمسالمة والراحة بعد الحروب الطويلة لتلتفت لإصلاح أحوالها الداخلية اختلت بذلك أحوال السياسة، وارتبكت العلاقات الخارجية حتى خيف على روابط السلم أن تنقطع, فلما تحقق للسلطان وبقية الوزراء أن الصدر دال طبان بخطته هذه سيوقع الدولة فيما تخافه من الحروب, وبعد أن وقع اضطراب وشغب بين صفوف الجنود، تم عزل الصدر دال طبان مصطفى باشا ثم قُتل، وعُين للصدارة رامي محمد باشا، وكان عالِمًا بالأمور الإدارية والأحوال السياسية، وقد تمكن بمساعدة محاميه شيخ الإسلام من تحسين الأحوال وإصلاحها، إلا أن شيخ الإسلام كان يميل إلى التغلب والتحكم في كافة الأمور، والصدر يريد مراعاة حقوق مقام الصدارة العظمى، أخذ يفكر في منع تسلط الشيخ الذي لما أحس بذلك أشعل نار الفتنة حتى استفحل أمر الهياج بين الجنود، وكان السلطان في ذلك الوقت بأدرنة -مدينة في إقليم تراقيا شمال غرب تركيا- لتولعه بالقنص كأبيه، ثم انتهت الفتنة بقتل شيخ الإسلام فيض الله أفندي.
عقد الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع روسيا .
العام الهجري : 1112 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:
عقدت الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع روسيا بعد مفاوضات استمرت 5 أشهر، وتضمنت المعاهدة (14) بندًا، منها: أن يكون ذهاب وإياب السفير الروسي إلى إستانبول عن طريق البر، وليس عن طريق البحر؛ لأن البحر الأسود بحر عثماني مغلق.
وفاة القائد البحري العثماني الشهير ميزو مورتا حسين باشا غرقا .
العام الهجري : 1113 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1701
تفاصيل الحدث:
هو القائد البحري العثماني الشهير ميزو مورتا حسين باشا حاكم جزائري عثماني، كان أحد قادة رياس البحر الكبار عندما تفاوض الداي بابا حسن- حاكم جزائري- مع الفرنسيين على أن يدفع لهم جزية كبيرة وإطلاق جميع الأسرى الفرنسيين في الجزائر لم يُعجِب طائفة رياس البحر، فقتلوا الداي بابا حسن, وعينوا حسين ميزو مورتو دايا مكانه، وبعد توليه الحكم أرسل خطابًا شديد اللهجة إلى قائد الحملة الفرنسية دوكين ينذره إلا أن دوكين كان مغترًّا بقوته فرفض الاستماع لتهديد الداي الجديد لكنه بعد ذلك خضع له وانسحب من الجزائر, ويعدُّ هذا الرجل من أهم قادة البحر الذين أنجبتهم الدولة العثمانية، وحقق انتصارات كبيرة في 8 معارك بحرية، وقد أدخل إصلاحات أساسية في القوات البحرية التركية. وقيل إن ميزو مورتا حسين توفي غرقًا أثناء نومه في سفينة القيادة.
أول مطبعة بالأحرف العربية .
العام الهجري : 1114 العام الميلادي : 1702
تفاصيل الحدث:
تم في هذه السنة إنشاء أول مطبعة بالحروف العربية؛ فقد أنشأ عبد الله الصائغ في حلب أول مطبعة تطبع بالحروف العربية، وأنشأ أيضًا مطبعة أخرى مثلها في لبنان، أما في إستانبول فكانت أول مطبعة أنشئت فيها عام 1139هـ بعد موافقة المفتي بذلك.
بناء مدينة سانت بطرسبرغ .
العام الهجري : 1114 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
سانت بطرسبرغ مدينة روسية تقع في شمال غرب روسيا في دلتا نهر نيفا، وتعتبر أحد أكبر مراكز أوربا الثقافية. عندما احتلت روسيا مصبَّ نهر نيفا وضع القيصر بطرس الأول أساسَ مدينة سانت بطرسبرج كنافذة مطلة على أوربا، ببناء قلعة ضخمة على نهر نيفا، ثم اتسعت رغم وعورة المنطقة وكثرة المستنقعات، وسرعان ما تحولت إلى ميناء عسكري تجاري كبير، وفتحت آفاق اتصال واسع مع الحضارة الأوروبية, كانت عاصمة الإمبراطورية الروسية نحو قرنين من الزمن، وقد تحول اسمها فيما بعد إلى مدينة ليننغراد، ثم عادت إلى اسمها الأول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تخليدًا لمؤسسها القيصر بطرس الأول.
قتال بين الباي أحمد بن سليمان وإبراهيم الشريف آغة الصبايحية .
العام الهجري : 1115 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
ظهر أحمد بن سليمان باي بن رمضان باي بن مراد الأول قائمًا في البلاد فجمع أهل الفساد، فجهَّز له إبراهيم الشريف آغة الصبايحية، وخرج له في الرابع من محرم هذه السنة وقصده نحو السوس، فالتقى عسكر من عساكر إبراهيم الشريف بأحمد بن سليمان، فوقعت الهزيمة على جيش إبراهيم الشريف، فرحل أحمد بن سليمان نحو إفريقية بقرب جندوبة، وتبعه إبراهيم الشريف، والتقيا في الحادي عشر من محرم، فانهزم أحمد بن سليمان وتشتت جمعه، وكان ينيف على ثلاثين ألفًا، ولم يكن مع إبراهيم الشريف إلا نحو ثمانية آلاف، فقصَّ آذان القتلى وبعث بها إلى تونس، فكانت أزيد من ثلاثمائة زوج، ثم دخل جبال خمير وعمدون بنفسه، وقطع قطعة من محلته وأمر عليها حسن آغة الصبايحية، وبعث بها نحو القيروان حرسًا من العدو، فبلغ ذلك أحمد بن سليمان فقصدهم فجأة وصدمهم برئيس قومه جلال بن المسعي، فانتبه له حسن آغة ونصب لهم كمينًا، فلما وردوا ماء المنايا ضربوا جلالًا فسقط عن فرسه فقُطع رأسه وبُعث به إلى تونس، فاستراح الناسُ من بغيه.
خلع السلطان العثماني مصطفى الثاني وتولية أخيه أحمد الثالث .
العام الهجري : 1115 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
بعد أن استقال الصدر الأعظم حسين كوبريلي عام 1114هـ ثار الانكشارية على خلفه فاستُبدل برامي محمد باشا الذي سار على خطى كوبريلي في الإصلاح وإبطال المنكر ومحاربة الرشوة والتضييق على المفسدين، فثاروا عليه أيضًا وطلبوا من الخليفة أن يعزله فرفض. وكان الغضب واسعًا من السلطان وشيخ الإسلام فيض الله أفندي الذي كان يستأثر أقاربه بالمناصب العلمية والقضائية, فثاروا عليه أيضًا وطلبوا بخلع شيخ الإسلام، لكن الخليفة لم يفعل فقاموا بالتآمر ضد الخليفة مصطفى الثاني بن محمد الرابع، فخلعوه في هذا العام بعد أن قضى ثماني سنوات وثمانية أشهر، ثم توفي بعد خلعه بأربعة أشهر، ثم قام الانكشاريون بتولية أخيه أحمد الثالث, وقيل إن السلطان مصطفى لما بلغه أنهم يريدون خلعه دخل على أخيه أحمد خان وأعلمه بالأمر وتنازل له عن كرسي السلطنة في 9 ربيع الأوَّل من هذا العام.
=============
ج202.
وفاة السلطان العثماني مصطفى الثاني بن محمد الرابع .
العام الهجري : 1115 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:
هو السلطان العثماني مصطفى الثاني ابن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان. وُلِدَ عام 1074هـ وتولى الخلافة عام 1106هـ/1694م وفي عهده بدأ تراجع المد الإسلامي عن ديار أوروبا الشرقية؛ بسبب ضعف روحِ الجهاد، وتسرُّب أسباب الهزيمة في كيان الأمة، وقسوة الهجمات الصليبية على الدولة العثمانية، وفي عهده تم توقيع معاهدة كار لوفتس مع روسيا وطبقًا لهذه المعاهدة انسحب العثمانيون من بلاد المجر، وإقليم ترانسلفانيا، وأصبحت كلُّ الدول التي كانت تدفع الجزية ممتنعةً من دفعها وتقِفُ في وجه المد العثمانيين. وبدأت الدولة العثمانية في الانتقال الى عصر التفكُّك والاضمحلال السريع, وعلى إثر تدخل الانكشارية صاروا يطالبون بعزل الصدورِ كما يحلو لهم، ثم قرَّروا عزل السلطان نفسه ونصبوا أخاه أحمد الثالث, ثم توفي السلطان مصطفى بعد عزله بأربعة أشهر، وكان عند وفاته في التاسعة والثلاثين من عُمره.
قتال بين باي الجزائر وباي تونس .
العام الهجري : 1116 العام الميلادي : 1704
تفاصيل الحدث:
جهز إبراهيم الشريف باي تونس مراكب صغارًا للغزو في سبيل الله، فغَنِمت إحداها غنيمةً بها ثلاثون نصرانيًّا وعدة صناديق بها أموال جزيلة، فدخلوا طرابلس فأحضرها خليل باي الجزائر بين يديه واغتصب منها أحد عشر نصرانيًّا واحتاط على الأموال بأسرها، فلم يُبقِ منها ولم يذرْ، واغتصب عدة صناديق بها آلات حرب وطردهم، فلما علم بذلك إبراهيم الشريف ورأى تجرؤَ خليل جمع جموعه ونصب ديوانًا في شأن تعدي خليل، فكان اتفاق الديوان على المدافعة والذب عن المال، فتجهز إبراهيم الشريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرضه على النهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشريف يطلبون منه الميرة؛ لقحط بلادهم تلك السنة، فتعلل إبراهيم الشريف باشتغاله بالسفر وعدم حصول الذخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلما جاءهم ذلك جمعوا ديوانًا، وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشريف يعطي القمح للنصارى ويمنع المسلمين، فما يريد إلا توهين عساكر الجزائر ليتقوى عليها، فخرج إبراهيم الشريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة من هذه السنة، فالتقى الجمعان في الثاني عشر من شعبان, فلم تكن إلا ساعة وانهزم خليل باي وأُخِذ منه مِدفَعا نحاس وثماني رايات وبغلان محملان مالًا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأُسر منه مثلُها، وفر خليل هاربًا فتبعته خيول إبراهيم الشريف فتنكر ودخل المدينة خائفًا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرًا لهم فضايق البلد أشدَّ مضايقة فطلبوا العفوَ وبذلوا المال، فأبى وامتنع، فتجدَّدت الحرب بين الفريقين ولم يزل متماديًا حتى قام الطاعون في المحلة ومات منها خلق كثير وفرَّ عنه العرب.
وفاة إبراهيم الشريف باي تونس .
العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:
هو إبراهيم الشريف أحد بايات وولاة تونس من الأسرة المرادية، تولى الحكم من عام 1702 حتى 1705 وهي الفترة المتأزمة التي تلت نهاية حكم المراديين وبداية حكم الحسينيين على يد حسين بن علي. كان أمير جند البايات المراديين بتونس وآغا الصبايحية. قتل مراد باي الثالث عام 1702م بأمر من العثمانيين كما قضى على كافة أبناء وأحفاد حمودة باشا، منهيًا بذلك فترة حكم المراديين بتونس. عيَّنه جند الصبايحية بايا، ثم عُيِّن باشا من قبل السلطان العثماني، ثم صار دايا، فشغل بذلك كافة المناصب على رأس الإيالة التونسية، ولكنه فشل في استعادة النظام نظرًا لأعمال الشغب والاضطرابات التي قامت منذ رحيل آخر البايات المراديين. عُزل إبراهيم الشريف من الحكم ثم أُسِر بعد هجوم جزائري على تونس, بعد أن حكم تونس ثلاث سنوات باسم العثمانيين، ومات بعد إطلاقه من الأسر خلال هذه السنة.
مبايعة حسين بن علي وقيام الدولة الحسينية .
العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:
بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.
وفاة العلامة النوري الصفاقسي .
العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:
هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.
وفاة العلامة القاضي التاجموعتي .
العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:
هو العلامة الأديب المحدِّث الخطيب النوازلي المسنِد أبو الوليد عبد الملك بن محمد التاجموعتي، قاضي سجلماسة، كان خطيباً حاد اللسان عالِمًا بالحديث عارفًا بالمخاطبات السلطانية، ينظِم الشعر، له فهرسة نسبها له تلميذه الشيخ المسناوي في إجازته لابن عاشر الحافي السلوي، وحج وجاور هناك سنوات، ودرَّس وألف بالحرمين الشريفين، وأجازه الحافظ البابلي والزرقاتي والخرشي وعمر الفكروني السوسي. كان إمامًا محدِّثًا، وكان له وجاهة عند السلطان في الهيبة وتوقير يناسِبُ منصب العلم، يصدع له بالحق في مَواطنه. له من التصانيف في السنَّة وعلومها رسالة في العلم النبوي سماها "ملاك الطلب في جواب أستاذ حلب".
قتال عتوب الزبارة مع عتوب الكويت ضد عرب بني كعب .
العام الهجري : 1119 العام الميلادي : 1707
تفاصيل الحدث:
اشترك عتوب الزبارة (آل خليفة) في قطر مع عتوب الكويت (أُسرة الصباح) في الحرب ضد عرب بني كعب، وهي من القبائل العربية القاطنة في الشاطئ الفارسي للخليج العربي. وكانت العلاقة بين آل خليفة وأسرة الصباح تقوم على أساس الصداقة والتعاون، وبخاصة في المجالات العسكرية والتجارية.
استعادة الأتراك مدينة وهران من أيدي النصارى الأسبان .
العام الهجري : 1120 العام الميلادي : 1708
تفاصيل الحدث:
نجح الأتراك في استعادة مدينة وهران من أيدي النصارى الأسبان الذين أخذوها سنة 1114هـ فنكبوا أهلها، فكانوا ما بين أسير وقتيل إلى أن أعادها الله عز وجل للإسلام والمسلمين على يد الأتراك هذه السنة.
سعود الأول بن محمد بن مقرن يتولى إمارة الدرعية .
العام الهجري : 1121 العام الميلادي : 1709
تفاصيل الحدث:
كان موسى بن ربيعة بن وطبان بن ربيعة بن مرخان بن إبراهيم أميرًا للدرعية إلى أن خلعه أهلُ الدرعية، فتوجَّه إلى العيينة وتولى الإمارة مكانَه ابنُ عمه سعود الأول بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم الذي يلتقي مع موسى في جدهما مرخان بن إبراهيم.
وفاة الزرقاني محدث الديار المصرية .
العام الهجري : 1122 العام الميلادي : 1710
تفاصيل الحدث:
هو الفقيه العلامة الإمام محدث الديار المصرية أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري، المالكي الناسك النحرير الشهير بالزرقاني نسبة إلى زرقان من قرى المنوفية، المصري الأزهري خاتِمة الحفاظ والمحدِّثين. ولد سنة 1055. كان شغوفًا بالعلم والعلماء منذ صِغَر سنه. أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي. له مصنفات منها: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، ومختصر المقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة، والأسئلة المحيرة حول الدنيا والآخرة، وغيرها.
أحمد قره مانلي يؤسس حكمًا مستقلًّا في ليبيا تابعا للعثمانيين .
العام الهجري : 1123 العام الميلادي : 1711
تفاصيل الحدث:
لَمَّا دخلت الدَّولةُ العُثمانيةُ في عِدَّةِ حُروبٍ في آنٍ واحدٍ مع الروسِ واليونانيِّين والبلغار والرومان والأرمن واليوغسلاف، أصبحت عاجزةً عن حمايةِ ولاياتِها وفَرْضِ النظامِ والتحَكُّمِ في الولاةِ الذين صاروا يَنصِبون ويَعزِلون حسَبَ نزواتِ الجُندِ في جوٍّ مشحون بالمؤامراتِ والعُنفِ. وفي كثيرٍ مِن الأحيان لم يبقَ الوالي في منصِبِه أكثَرَ مِن عام واحد، حتى إنه في الفترة ما بين سنة (1672 م-1711 م) تولى الحُكمَ أربعة وعشرون واليًا في ليبيا! ولقد مرَّت ليبيا بأوقاتٍ عصيبة عانى الليبيُّون فيها الويلاتِ نتيجةً لاضطراب الأمنِ وعدم الاستقرار، وفي هذه السَّنةِ قاد أحمد القره مانلي ثورةً شعبيةً أطاحت بالوالي العثماني، وكان أحمدُ هذا ضابطًا في الجيش العثماني، فقَرَّر تخليصَ ليبيا من الحكَّامِ الفاسدين ووضْعَ حدٍّ للفوضى، ولَمَّا كان شعب ليبيا قد ضاق ذَرعًا بالحُكمِ الصارمِ المستَبِدِّ، فقد رحَّب بأحمد القره مانلي الذي تعهَّد بحُكمٍ أفضَلَ، وقد وافق السلطانُ على تعيينه باشا على ليبيا، ومنحه قدرًا كبيرًا مِن الحُكمِ الذاتي، ولكِنَّ القره مانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجيَّة من اختصاصاتِهم.
العثمانيون يحاصرون قيصر الروس ثم يوقعون معاهدة فلكزن .
العام الهجري : 1123 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1711
تفاصيل الحدث:
بعد أن تولى بلطجي محمد باشا الصدارة العظمى أعلن الحرب ضد روسيا وقاد الجيوش، فتمكن من حصار القيصر ومعه خليلته كاترينا الأولى، ومعه قرابة 200 ألف جندي، ولكن كاترينا التي قامت بإغراء الصدر الأعظم بالمال استطاعت أن تفكَّ الحصار، فنجا القيصرُ ومن معه من الإبادة أو الأسر، ووقعت معاهدة (فلكزن) في جمادى الآخرة من هذا العام بين الطرفين, تعهد فيها القيصر بعدم التدخل في شؤون القوزاق والتخلي عن ميناء آزوف.
معاهدة أدرنة بين العثمانيين والروس .
العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:
بعد توقيع المعاهدة فلكزن سنة 1123هـ بين الروس والعثمانيين والتي كانت السبب في عزل الصدر الأعظم بلطجي محمد باشا بجهود خان القرم ودعم ملك السويد، ونفيه إلى جزيرة لمنوس في بحر إيجة، وتولي يوسف باشا المنصب؛ قام بعقد معاهدةٍ جديدة مع روسيا تنصُّ على هدنة بين الطرفين مدتها خمس وعشرون سنة، غير أن الحرب كادت تتجدَّد لإخلال القيصر بالشروط، فرأت هولندا وإنجلترا أن مصلحتها إيقاف الحرب؛ ولذلك تدخلتا، ووُقِّعت معاهدة أدرنة في هذه السنة, وتنازلت فيها روسيا عن كل ما استولت عليه من سواحل البحر الأسود، ولكنها تخلت في الوقت نفسه عما كانت تدفعه إلى حكام القرم.
الأسرة القرمانية في ليبيا تستقل ذاتيًّا عن الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:
أصبح أحمد القرة مانلي الداي والباشا معًا في ليبيا لصالح العثمانيين، وأسس الأسرة القرة مانلي التي حكمت طرابلس وفزان أكثر من مائة سنة، فقضى أحمد القرة مانلي مدعومًا من الانكشارية والسكان المحليين على مقاومة كبار الضباط والموظفين الأتراك؛ إذ دعاهم إلى الاجتماع وذبح ثلاثمائة شخص منهم، وفشلت الحملة العسكرية التي وُجِّهت ضده من قِبَل الدولة العثمانية.
العثمانيون يهزمون البنادقة ويستردون الجزر في بحر إيجة .
العام الهجري : 1126 العام الميلادي : 1714
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون على البنادقة وأخذوا منهم ما بقي بأيديهم من جزيرة كريت وبعض الجزر الأخرى، فاستنجد البنادقة بالنمسا التي ارتاحت من الحروب بينها وبين فرنسا، فطلب إمبراطور النمسا من الدولة العثمانية إرجاعَ ما أُخذ من البنادقة إليهم، فرفضت الدولة العثمانية وقامت الحرب من جديد بين الطرفين وانتصرت النمسا وقُتِل الصدر الأعظم علي باشا.
تغلب الألمان على الجيش العثماني في معركة بترفارادين .
العام الهجري : 1128 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1716
تفاصيل الحدث:
تمكَّن القائد الألماني الشهير " أوجين" من هزيمة الجيش العثماني في معركة بترفارادين، وكان سبب هزيمة العثمانيين هو تشتُّت الجيش العثماني بعد مقتل قائده الوزير تورك أحمد بك حاكم الأناضول.
استيلاء الأمير الألماني أوجين على قلعة "تامشوار" الخاضعة للعثمانيين .
العام الهجري : 1128 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1716
تفاصيل الحدث:
تمكَّن الأمير الألماني أوجين من الاستيلاء على قلعة "تامشوار" التي كانت خاضعة للعثمانيين، وهي مدينة مجرية، وتسببت سيطرة الألمان على هذه القلعة في انقطاع صلة العثمانيين بالمجر.
سيطرة الألمان على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1129 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1717
تفاصيل الحدث:
سيطر الأمير الألماني أوجين على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية بعد 42 يومًا من الحصار، وقد سقط من العثمانيين 20 ألفًا قُتِلوا أثناء محاولة فك الحصار عن المدينة، ودام الاحتلالُ الألماني لبلغراد 22 عامًا.
معاهدة (بساروفتس) وتخلي الدولة العثمانية عن الصرب وبلغراد .
العام الهجري : 1130 العام الميلادي : 1717
تفاصيل الحدث:
بعد أن انتصرت النمسا على العثمانيين وجاء الصدر الأعظم الجديد خليل باشا الذي جاء مددًا للعثمانيين، فهُزم أيضًا أمام النمسا وسقطت بلغراد عام 1129هـ ثم جرى الصلح، ووقعت معاهدة بساروفتس بجهود إنكلترا، فأخذت بموجبها النمسا مدينة بلغراد وأكثر بلاد الصرب وجزءًا من الأفلاق، ولكن تبقى سواحل دالماسيا للبندقية، وترجع بلاد المورة للعثمانيين.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "بساروفيتش" مع النمسا والبندقية .
العام الهجري : 1130 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1718
تفاصيل الحدث:
بدأت مساعي الصلح بين الدولة العثمانية وكل من النمسا والبندقية بعد (12) يومًا من صدارة إبراهيم باشا- أي من بدء توليه رئاسة الوزراء- وانتهت هذه المساعي بتوقيع معاهدة وصلح "بساروفيتش" في 22 شعبان من هذه السنة، وقد تكونت هذه المعاهدة من (20) مادة خاصة بالنمسا، و(26) مادة خاصة بالبندقية، وقد أنهت حالة الحرب مع البندقية، والتي استمرت ثلاث سنوات وسبعة أشهر، ومع النمسا التي استمرت سنتين وشهرين، وتقضي هذه المعاهدة بإعادة المورة إلى الدولة العثمانية لقاء تنازلها عن مقاطعة تمسوار وبلجراد وصربيا الشمالية وبلاد الفلاخ، وأن تبقى جمهورية البندقية محتلة ثغور شاطئ دلماسيا، وأن يستعيد رجال الدين الكاثوليك مزاياهم القديمة في الدولة العثمانية!
============
203.
تعديل معاهدة بساروفيتش .
العام الهجري : 1133 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1720
تفاصيل الحدث:
طلبت روسيا من الدولة العثمانية تعديل معاهدة بساروفيتش، وذلك بما يتيح لتجَّارها المرور من أراضي الدولة العثمانية وبيع سِلَعِهم فيها، وأن يتوجَّه الحجاج الروس إلى بيت المقدس وغيره من الأماكن والأديرة المقدسة بدون دفعِ خراج أو رسوم أثناء إقامتهم أو على جوازات سفرهم. وأضيف إلى هذه المعاهدة شرط آخر ذو أهمية سياسية كبيرة؛ حيث تعهدت الدولة العثمانية وروسيا بموجِبه بمنع زيادة نفوذ الملك المنتخب ببولونيا على نفوذ الإشراف، وعدم تمكينه من جعْل منصبه وراثيًّا في عائلته، ومنْع وصول هذين الأمرين بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الحرب. وقصد الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر بهذا الشرط إيجاد النفور والعداوة بين البولونيين والعثمانيين؛ حتى لا يتشكَّلَ حِلفٌ بين مجاوريه الأقوياء (السويد وبولونيا والدولة العثمانية) فيقوموا بمحاربته، وهذا يعني إضعاف مجاوريه الواحد بعد الآخر؛ لتزيد قوة روسيا بازدياد ضعف جيرانها الأقوياء، وقد نجح فيما يتعلق بالسويد، ثم شرع في تنفيذ خطته ضد بولونيا والدولة العثمانية، ووضع الإمبراطور الروسي بهذه المعاهد أولَ حجر في مشروعه لإضعاف بولونيا مع الدولة العثمانية.
ارتكاب الثوار اليونانيين مذبحة كبيرة ضد الأتراك .
العام الهجري : 1133 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1721
تفاصيل الحدث:
ارتكب الثوار اليونانيون مذبحة كبيرة ضد الأتراك في مدينة تريبوليجة، وذلك في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة من هذه السنة، وقد راح ضحية تلك المذبحة 8 آلاف مدني (غير عسكري)، وقد حدث ذلك في أثناء الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية.
هجوم القاجاريين في إيران على الأناضول الشرقية وحصارهم لبغداد .
العام الهجري : 1134 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1721
تفاصيل الحدث:
استغل القاجاريون في إيران انشغال الدولة العثمانية بإخماد ثورة اليونان، وقاموا بمهاجمة الأناضول الشرقية وحاصروا بغداد، وقد عُقد بعد سنتين صلحٌ بين الجانبين لإنهاء الحرب بينهما، وكانت تلك آخِرَ حرب بين إيران وتركيا.
إعلان الثوار اليونانيين تأسيس اليونان .
العام الهجري : 1134 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1722
تفاصيل الحدث:
أعلن الثوار اليونانيون ضِدَّ الدولة العثمانية تأسيسَ دولة اليونان التي تضم المورة وجزر كيكلاد، وجزيرة أغرى بوز.
سيطرة العثمانيين على ميناء وقلعة ساقيز في اليونان .
العام الهجري : 1134 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1722
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون بقيادة القائد البحري العثماني نصوح زاده علي باشا من السيطرة على ميناء وقلعة ساقيز في اليونان إبَّان الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية، وذلك بعد 19 يومًا من بدء العصيان ضد العثمانيين.
الاتفاق بين روسيا وتركيا على اقتسام بلاد فارس .
العام الهجري : 1137 العام الميلادي : 1724
تفاصيل الحدث:
ضعُفت الدولة الصفوية وتنازل الشاه حسين عن السلطة لمير محمد أمير بلاد أفغانستان، فأسرع الصدر الأعظم إبراهيم باشا واحتل بلاد أرمينيا وبلاد الكرج وأسرع قيصر روسيا بطرس الأكبر واحتلَّ بلاد داغستان وساحل بحر الخزر الغربية، واصطدمت الجيوشُ العثمانية والروسية، وكادت الحرب أن تقع بين الطرفين لولا وساطةُ فرنسا بناءً على طلب من روسيا التي وجَدت نفسها عاجزة عن القتال، فبقي كل فريق في المناطق التي دخلها دون معارضةِ الفريق الآخر.
وفاة الأمير سعود بن محمد الأول أمير الدرعية .
العام الهجري : 1137 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان، أمير الدرعية جدُّ آل سعود حكَّام المملكة العربية السعودية، كان مسكنُه الدرعية بنجد، وهي كانت أساس المُلك.
الأفغان يستولون على بلاد فارس .
العام الهجري : 1138 العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
كان كركين خان قد تقدم بجيشه إلى أفغانستان وأخضعهم تحت نفوذه، ثم إنَّهم استغاثوا من ظُلمِه بملك الصفويين، ولكن كركين كان قد سبقهم وأعلمه أنهم عبارة عن عصاة، ثم برز أويس الذي كان يحكم قندهار فأرسله كركين إلى الشاه الصفوي على أنه زعيم العصاة، لكنه حظِيَ بالقرب من الشاه وفكَّر في الاستقلال، لكنه رأى أن يتريَّث وخاصة أن الدولة الصفوية أخذت في الهَرَم والضعف، ثم رجع إلى بلاده ليكون رقيبًا على كركين، وأراد كركين أن يذِلَّه بتزوجه من ابنته فدبَّر له مكيدة وقتله، ثم بدأ بقتل الفرس الموجودين في قندهار وانسلخت أفغانستان عن إيران، ثم فكَّروا بضم إيران لهم، وكان قد استصدر فتاوى بحل قتال الشيعة الروافض، ولما رأى الشاه الصفوي أنه لا بدَّ من القتال صدع بالأمر، لكنه لقيَ ما لم يكن في حسابه، فكُسِر في الموقعة التي جرت بينهما، ثم عاود الكَرَّة بجيش بقيادة خسرو خان ابن أخي كركين المقتول، ولكنهم هُزِموا كسَلَفِهم بعد أن استطاعوا الوصولَ إلى قندهار وحصارها، وقتلوا خسرو أيضًا، ثم أرسل الشاه جيشًا ثالثًا فأصيب كما أصيب سابقاه، واستقل الأفغان، ثم تولى محمود ابن أويس بعد موته، فأرسل الشاه جيشًا ليُخضِعَه، لكنه أيضًا هُزم أمام الأفغان، ثم قدم محمود ابن أويس بجيشِه عن طريق الصحراء فوصل إلى كرمان وحاصرها، لكنه اضطر للعودة لمجيء القوات المغيثة، ثم عاد مرة أخرى ووصل الخبر إلى إيران وفزع الناسُ حتى خرج الشاه من المدينة، وقَبْل وصول جيش محمود إلى أصفهان عرض عليه الشاه المصالحة والمال لكنه أبى وحاصر أصفهان، ثم هجمت جيوشُ الشاه عليهم بعد أن انقسموا فرقتين، فاستطاع الأفغان دحْرَ الجيش الأول واستولوا على مَدافِعِه واستعملوها ضد الجيش، ففُتِحت المدينة بعد القتال الشديد، وأصبحت في يد محمود ووقعت العاصمة بيده، واستسلم الشاه واعتلى محمودٌ على عرش إيران، وانتهت دولة الصفويين.
ظهور وباء في العيينة ووفاة أميرها عبد الله بن معمر .
العام الهجري : 1138 العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
وقع وباء كبير في مدينة العيينة أقوى إمارات نجد، وأودى بحياةِ عدد كبير من رجالها، ومن بينهم أميرُها عبد الله بن معمر الذي حكمها لمدة 41 عامًا من (1096هـ ـ 1138هـ) ولم يكن في زمانه في نجد من يضاهيه في الرئاسة وقوة الملك والعدة.
روسيا القيصرية تسيطر على بحر قزوين التابع لبلاد فارس الإسلامية .
العام الهجري : 1138 العام الميلادي : 1725
تفاصيل الحدث:
لَمَّا رأى بطرس الأكبر قيصر روسيا أن الدولة الصفوية بدأت تضعُف، قام باحتلال بلاد داغستان وسواحل بحر الخزر (قزوين) الغربية، وقام الصفويون بالرد وكادت الحرب أن تستمر لولا تواسط فرنسا بناء على طلب روسيا، فتم الصلح بين الدولتين، ولكِنْ على أن يبقى مع كل طرف ما أخذه.
وفاة الإمام العلامة نور الدين السندي .
العام الهجري : 1138 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ الإمام العلَّامة المحقِّق المدقِّق نور الدين أبو الحسن بن عبد الهادي السندي، من فقهاء الأحناف المشهورين. ولِدَ ببته قرية من بلاد السند ونشأ بها ثم ارتحل إلى تستر، وأخذ بها عن جملة من الشيوخ، كالسيد محمد البرزنجي، والملا إبراهيم الكوراني، وغيرهما، ودرَّس بالحرم الشريف النبوي، واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح. استوطن المدينةَ المنورة، برع في علم الحديث، وألَّف مؤلفات نافعة من الحواشي، منها: حاشية على كل من سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، وعلى مسند أحمد، وعلى صحيحي البخاري ومسلم، وعلى البيضاوي، وغيرها من المؤلفات التي سارت بها الركبان، وكان شيخًا جليلًا عالِمًا عاملًا ورعًا زاهدًا، ماهرًا محققًا بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية، وغيرها، أخذ عنه جملةٍ من الشيوخ، منهم: الشيخ محمد حياة السندي وغيره. كانت وفاته بالمدينة المنورة ثاني عشري شوال، وكان لوفاته مشهد عظيم حضره جمٌّ غفير من الناس حتى النساء، وغُلِّقت الدكاكين، وحمل الولاة نعشَه إلى المسجد النبوي الشريف، وصلِّي عليه به، ودُفِن بالبقيع، وكُثَر البكاءُ والأسفُ عليه.
وفاة الملك إسماعيل بن محمد ملك العلويين في مراكش وتولي ابنه أحمد .
العام الهجري : 1139 العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
هو الملك أبو النصر إسماعيل بن محمد بن علي المراكشي، الملك الثاني لدولة العلويين في مراكش. ولد سنة 1057 بتافيلات التي تقع جنوب شرقي المغرب. كانت الدولة العلوية في عهده أزهى أيامها، وقد نقل عاصمته من مراكش إلى مكناسة، توفِّي بعد أن أمضى في الحكم سبعة وخمسين عامًا، وخلفه ابنُه أحمد.
تولي الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية .
العام الهجري : 1139 العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
توالى أبناء مانع المريدي وأحفادُه على حُكم إمارة الدرعية والقرى التي حولها، ولم يتجاوزوها إلى أن آلت الإمارة إلى الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان هذه السنة, والذي تمَّت في عهده سنة 1157هـ المعاهدة التاريخية بينه وبين الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب. ومنها بدأت دولةُ الدرعية بالتوسُّعِ والحركة، حيث آزروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب على تبليغ الدعوة، وانتشرت حتى ضَمَّت كل بلاد العارض عدا الرياض وأغلب منطقة الخرج وحائر والوشم والمحمل وسدير.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "آينا قاياق" مع روسيا .
العام الهجري : 1139 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:
وقَّعت الدولة العثمانية معاهدة "آينا قاياق" مع روسيا، حول جزيرة القرم، وكانت هذه المعاهدة ضدَّ مصالحِ الدَّولةِ العُثمانيَّةِ.
استيلاء العثمانيين على بعض أراضي الصفويين .
العام الهجري : 1140 العام الميلادي : 1727
تفاصيل الحدث:
لما ضعُف الصفويون استولى العثمانيون على كثيرٍ مِن مناطقهم، ثم ما لبث الصفويون أن هبُّوا وقاتلوا العثمانيين، ولكنهم هُزموا وفقدوا تبريز وهمدان وعددًا من القلاع، ثم جرى الصلح, ومات الشاه، وبقي الشاه طهماسب فطلب من العثمانيين أن يتخلَّوا عما أخذوه فلم يقبلوا فغزاهم، ولم تكن عند الخليفة حرارة القتال، فثار الانكشارية عليه وقتلوا الصدر الأعظم وأمير البحر، ثم امتد أذاهم وعصيانهم إلى الخليفة.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة مع إيران حول الحدود بين الجانبين .
العام الهجري : 1140 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1727
تفاصيل الحدث:
بعد فتح العثمانيين عدة مدن وقلاع إيرانية، أهمها مدائن همدان وأريوان وتبريز؛ وذلك نتيجة لتسلط الفوضى داخل إيران، وتنازع كل من الشاه أشرف الذي قتل مير محمد أمير أفغانستان، والشاه طهماسب ملك ساسان. انتهت هذه الحرب بالصلح مع الشاه أشرف في 25 صفر سنة 1140هـ
وفاة الملك أحمد الذهبي ملك العلويين في المغرب وقيام أخيه عبدالله .
العام الهجري : 1141 العام الميلادي : 1728
تفاصيل الحدث:
هو الملك أحمد الذهبي بن إسماعيل بن محمد بن علي: ملك العَلويين الحسنيين في المغرب الأقصى، وعُرف بالذهبي لبسط يده بالعطاء، وبعد توليته قتَل كثيرًا من عمال أبيه وأركان دولته, وكان ضعيف الإرادة، يستشير عبيدَه في أغلب شؤونه، فتسلَّطوا على الناس حتى ضجَّ أهل فاس وثاروا على السلطان سنة 1140 فنقَضوا بيعته، وتبِعَهم أهل مكناسة فقبضوا عليه، وبايعوا أخاه عبد الملك بن إسماعيل. قام عبد الملك بنفي أخيه أحمد إلى سجلماسة، ولكن العبيدَ أتباع أحمد انقضُّوا على عبد الملك ففرَّ إلى فاس، وأُعيد إلى الحكم وجُدِّدت له البيعة، فقَبَض على أخيه ثم قتله، ولم يلبث بعده أكثر من ثلاثة أيام حتى توفِّي هو أيضًا، وتولى الأمر بعده أخوه عبد الله بن إسماعيل.
الدولة العثمانية والتأثر بالحضارة الغربية .
العام الهجري : 1141 العام الميلادي : 1728
تفاصيل الحدث:
كان عددٌ قليل من العثمانيين قد نادى بالإصلاح للوصول إلى الوسائل التي حققت بها أوروبا قوَّتها خاصة في التنظيم العسكري والأسلحة الحديثة, وكان الداماد إبراهيم باشا الذي تولى الصدارة العظمى في عهد السلطان أحمد الثالث هو أول مسؤول عثماني يعترف بأهمية التعرف على الإصلاحات الأوربية؛ لذا فإنه أقام اتصالاتٍ منتظمةً بالسفراء الأوربيين المقيمين بالآستانة، وأرسل السفراءَ العثمانيين إلى العواصم الأوروبية، وبخاصة فيينا وباريس للمرة الأولى, وكانت مهمة هؤلاء السفراء لا تقتصر على توقيع الاتفاقات التجارية والدبلوماسية الخاصة بالمعاهدات التي سبق توقيعها، بل إنه طلب منهم تزويد الدولة بمعلومات عن الدبلوماسية الأوروبية وقوة أوربا العسكرية. وكان معنى ذلك فتح ثغرة في الستار الحديدي العثماني والاعتراف بالأمر الواقع الخاص بأنه لم يعُد بإمكان العثمانيين تجاهل التطورات الداخلية التي كانت تحدُث في أوروبا. وقد بدأ التأثر بأوروبا في مجال بناء القصور والإسراف والبذخ اللذين شارك فيهما السلطان أحمد ذاته بنصيب كبير؛ مما جعل الأغنياء وعلية القوم يسعون الى اقتباس العادات الأوروبية الخاصة بالأثاث وتزيين الدور وبناء القصور وإنشاء الحدائق، حتى بدا ظهور تقليد الغرب في شهواتهم وإسرافهم للعِيان
خلع السلطان العثماني أحمد الثالث وتولية ابن أخيه محمود الأول .
العام الهجري : 1143 العام الميلادي : 1730
تفاصيل الحدث:
ثار الانكشارية على السلطان أحمد الثالث لعدم ميله إلى الحربِ مع الدولة الصفوية ورغبته في الصلح معهم، فقتلوا الصدرَ الأعظم والمفتي وأمير البحر، حتى امتد أذاهم وعصيانهم وعزلوا الخليفة أحمد الثالث بن مصطفى الثاني بعد أن دام في الخلافة سبعة وعشرين سنة وأحد عشر شهرًا، وبقي معزولًا حتى توفي عام 1149هـ، وقام الانكشارية بتولية ابن أخيه محمود الأول بن مصطفى الثاني.
معركة كوريجان بين الدولة العثمانية والإيرانيين .
العام الهجري : 1143 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1730
تفاصيل الحدث:
وهي المعركة التي استرجعت فيها الدولة العثمانية مدينة همدان بعد انتصارها على الإيرانيين في معركة "كوريجان"، التي قُتل فيها ثلاثة أرباع الجيش الصفوي المكوَّن من 40 ألف جندي.
========
ج204.
وفاة الشاعر عبد الغني النابلسي .
العام الهجري : 1143 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1731
تفاصيل الحدث:
هو الشاعر عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشاعر المتصوف، وهو عالم بالأدب والتاريخ، ولد سنة 1050 بدمشق ونشأ بها، ثم رحل إلى بغداد، ثم تنقل بين سوريا وفلسطين ومصر ولبنان، ثم عاد واستقر في دمشق وبها توفي، له مصنفات عديدة، أشهرها: (تعطير الأنام في تعبير المنام)، وله (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز)، وله (التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية)، وله (كنز الحقائق المبين في أحاديث سيد المرسلين)، وغيرها من الكتب.
قتال العثمانيين مع الصفويين واسترجاع الصفويين ممتلكاتهم .
العام الهجري : 1144 العام الميلادي : 1731
تفاصيل الحدث:
اتجهت الدولة العثمانية إلى قتال الشيعة الصفوية، فتغلبت على طهماسب الذي طلب الصلح في هذا العام, وتخلى العثمانيون عن تبريز، وهمدان، ولورستان، غير أنَّ والي الشاه على خراسان وهو نادر شاه لم يقبل بهذه المعاهدة. فسار إلى أصفهان، وعزل الشاه طهماسب، وولى مكانه ابنه عباسًا، وعيَّنَ عليه مجلس وصاية، ثم سار نادر شاه لحرب العثمانيين فانتصر عليهم، وحاصر بغداد، فطلبت الدولة العثمانية الصلحَ، وجرى الاتفاق عام 1149هـ/1736م في مدينة تفليس، حيث أعلن نادر شاه نفسه ملكًا على الفرس، واتفقوا على أن يرد العثمانيون كل ما أخذوه إلى الشيعة الإيرانية.
استعادة الأسبان السيطرة على ميناء ومدينة "وهران" من العثمانيين .
العام الهجري : 1145 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1732
تفاصيل الحدث:
تمكَّنَ الأسبان من استعادة السيطرة على ميناء ومدينة "وهران" الجزائرية من العثمانيين. وكان العثمانيون قد فتحوا وهران قبل 24 عامًا، وخلصوها من الاحتلال الأسباني.
حصار الشاه الإيراني لبغداد .
العام الهجري : 1145 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1733
تفاصيل الحدث:
حاصر الشاه الإيراني نادر شاه- بعد هزيمته العسكرية الكبيرة أمام العثمانيين- مدينة بغداد التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، واستمرَّ هذا الحصار 7 أشهر و8 أيام.
الفرس بقيادة نادر شاه يطردون الأفغان من بلادهم .
العام الهجري : 1146 العام الميلادي : 1733
تفاصيل الحدث:
كان نادر شاه في أول أمره من قطَّاع الطرق، ثم برز اسمه أيام الفوضى فجمع حوله الرجال ورأى من المصلحة العمل باسم الشاه الصفوي، فانتصر على الأفغان عام 1141هـ ولاحقهم، فاعتصم سلطانهم في مدينة أصفهان، فحاصره نادر شاه واستطاع أشرف سلطان الأفغان أن ينسحب نحو شيراز، وتابع نادر شاه الأفغانَ حتى أخرجهم من منطقة فارس عام 1142هـ، ولما أصبح الأمر لنادر شاه بعد موت الشاه عباس الثالث حارب الأفغان واستولى على قندهار وبلخ، وقاتَلَ الأوزبك، ودخل كابل وبيشاور ودهلي عام 1151هـ.
هزيمة الشاه الإيراني على يد الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1146 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1733
تفاصيل الحدث:
تلقى الشاه الإيراني نادر شاه هزيمةً قاسية من الدولة العثمانية أمام مدينة بغداد، في حرب استمَرَّت 9 ساعات، خَسِر خلالها نادر شاه 30 ألف جندي تقريبًا.
افتتاح مدرسة الهندسة الإمبراطورية في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1147 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1735
تفاصيل الحدث:
تم افتتاح مدرسة الهندسة الإمبراطورية في الدولة العثمانية، وكان الهدف الأول من إنشائها هو تخريج ضباط الاستحكامات والمهندسين العسكريين للجيش العثماني.
قيام دولة الأفشار بقيادة نادر شاه خلفا لدولة الصفويين .
العام الهجري : 1148 العام الميلادي : 1735
تفاصيل الحدث:
استطاع محمود بن أويس الأفغاني أن ينهي دولة الصفويين في إيران، ثم عقبه أشرف بن عبد العزيز ابن عمه، وكان طهماسب بن حسين الصفوي الذي فرَّ من أصفهان يريد استرجاعَ الملك، وكان قد تعاقد مع الروس على أن يُعينوه ضدَّ الأفغان على أن يتخلى لهم عن البلاد الشمالية من إيران، وكان نادر شاه قائد جيوشه فزحفوا إلى أصفهان لطرد أشرف الأفغاني الذي تولى بعد محمود الأفغاني، وكان السكان الإيرانيون الذين بقوا في إيران قد ساعدوا في القتال وانضموا لجيش طهماسب ونادر شاه، واستطاع نادر بعد حروب شديدة أن يستردَّ أصفهان، فصارت القوةُ كلُّها لنادر شاه، مع أن المُلك لطهماسب، ولكن الأمر لم يدُمْ طويلًا حتى أصبح نادر شاه حاكمًا على خراسان وكرمان وخوارزم وسيستان، ثم تمَّ له الأمر بواسطة الحرب مع العثمانيين الذين كانوا يغيرون على البلاد الغربية لإيران، ثم عاد نادر إلى خراسان لثورة الأفغان فيها، وتقدَّم طهماسب إلى جهة الأتراك ليكمل القتال عن نادر، لكنه كُسِر كسرة عنيفة فعقد الصلح مع الأتراك، فلما سمِعَ نادر بذلك خلعه وعيَّن مكانه ابنه عباسًا الطفل، وصار هو الوصيَّ عليه، ثم مات هذا الطفل فصار هو الملك باسم حِفظِ البلاد من الفوضى والأعداء، ويُذكر أن أصل نادر هو من الأفشار من خراسان، وبذلك بدأت دولة الأفشار وانتهت تمامًا دولة الصفويين.
استيلاء الروس على قلعة "أزاك" من الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1148 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
استطاع الروسُ الاستيلاءَ بشكلٍ مفاجئ على قلعة "أزاك" من الدولة العثمانية؛ مما تسبب في إعلان استانبول الحربَ على روسيا في 7 صفر 1149هـ.
الحرب بين العثمانيين وبين الروس ومعهم النمسا .
العام الهجري : 1148 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
اتحدت النمسا مع روسيا لمحاربة تركيا، وكانت الدولة خارجة من حرب إيران فساقت روسيا جيوشها تحت قيادة الفلد مارشال مونيخ، حاصرت فرقةٌ منه قلعةَ أزوف (آزاق). ودخلت فرقةٌ أخرى من برزخ أورقبو، وهددت بلاد القرم، وهاجمت فرقةٌ ثالثة قلعةَ كيلبرون فاضطرت تركيا لإعلان الحرب عليها، وسار الصدر الأعظم على رأس الجيوش، وساقت النمسا جيوشها على قلعة شهر كوي، ودخلت عساكرُها بلاد البوسنة، ثمَّ تقدَّمت الجيوش التركية وقاتلت النمسا، وانتصرت عليها، وشتَّتت جيوشها في الوقائع التي حدثت في خلال سنة (1149) و (1150) و (1151) هـ، واستردَّت تركيا جهات نيش وشهر كوي، ثم هزم جيش عوض محمد باشا جيشًا ثالثًا للنمساويين، وكان يتقدَّم على ويدوين، وأحرق العثمانيون لهم سبع سفن حربية، ثم عبرت الجيوش التركية نهر الدانوب، واستولوا على أراضي باجوه وحوالي مهاديا وإقليم طمشوار، واغتنموا جميع ذخائر ومدافع النمساويين. وفتح الصدر الأعظم قلعة أوسوفا وقلعة أطه وسمندرة، فاضطرت النمسا بإزاء هذه الهزائم المتوالية أن تطلُب الصلحَ، وتدخَّلت دول فرنسا وهولندا والسويد في الأمر، وفي أثناء ذلك انتصرت الجيوشُ العثمانية في واقعة كروسكا على الجيوش النمساوية. أمَّا جيوش روسيا فقد لاقت مثلَ ما لاقت جيوش النمسا من الاندحار، وذلك في الوقائع التي حدثت بقرب شاطئ نهر بروت وجهة أورقيو، ودخل الأسطول العثماني إلى البحر الأسود تحت قيادة القبودان سليمان باشا وسحَقَ الأسطول الروسي في بحر أزوف (آزاق). فطلبت الدولتان المتحدتان الصلحَ، فعقد على أن تسلم النمسا بلغراد وجميع البلاد الواقعة على الضفة اليمنى من نهري صاوه والدانوب، وهي التي كانت استولت عليها بانتصاراتها السابقة، وأن ترُدَّ إلى الدولة العثمانية أراضي أرسوه والبلاد المسماة بالأفلاق النمساوية، وأن تترك الدولة للنمسا المواقع التي استولت عليها في هذه الحرب، وهي يانجوه وطمشوار، وأن تكون الهدنة لمدة (27) سنة. أما الصلح مع روسيا فقضى عليها بهدم قلعة أزوف وألَّا يكون لها فيما بعد مراكب حربية ولا تجارية بالبحر الأسود، وبحر أزوف معًا، وأن تعيدَ للدولة كلَّ ما فتحته من البلاد، وأن تنقل تجارتها على سفن أجنبية. وبعد هذا الصلح أبرمت الدولة معاهدة هجومية دفاعية مع السويد ضد روسيا.
وفاة السلطان العثماني أحمد الثالث .
العام الهجري : 1149 العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
هو السلطانُ أحمد الثالث بن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول، المولود في 3 رمضان سنة 1083/ 23 ديسمبر سنة 1673 وعند تعيينه سلطانًا للدولة وزع أموالًا طائلة على الانكشارية، وسلم لهم في قتل المفتي فيض الله أفندي لمقاومته لهم في أعمالهم, فلما استقرَّت الأحوال وعادت السكينة اقتصَّ السلطان أحمد من رؤوس الانكشارية، فقتل منهم عددًا ليس بقليل، وعزل في 6 رجب سنة 1115 الصدرَ الأعظم نشانجي أحمد باشا الذي انتخبه الانكشارية وقت ثورتهم، وعين بدلًا عنه زوج أخته داماد حسن باشا, وعلى الرغم من مصاهرته للسلطان وما أتاه من الأعمال النافعة كتجديد الترسانة وإنشاء كثير من المدارس من أن يكون هدفًا لدسائس المفسدين أرباب الغايات الذين لا يروق في أعينهم وجود أعنَّة الأمور في قبضة رجل حازم يحول بينهم وبين ما يشتهون، فأعملوا فكرهم وبذلوا جهدَهم حتى تحصلوا على عزله في 28 جمادى الأولى 1116 وكثُر من بعده تغييرُ الصدور تبعًا للأهواء, ومما يُذكر في تاريخ السلطان أحمد الثالث أنه أدخل المطبعة في بلاده، وأسس دار طباعة في الآستانة بعد إقرار المفتي وإصداره الفتوى بذلك، مشترطًا عدم طبع القرآن الشريف خوفا من التحريف؛ واسترجاع إقليم المورة وقلعة آزاق، وفتح عدة ولاياتٍ مِن مملكة العجم, ولَمَّا ظهر من السلطان أحمد عدم الميل لحرب دولة الفرس والرغبة في الصلح معهم ثار عليه الانكشارية، فقتلوا الصدر الأعظم والمفتي وأمير البحر، ثم عزلوا السلطان ونصبوا ابن أخيه محمود الأول بن مصطفى الثاني, وبقي السلطان أحمد معزولًا إلى أن توفِّيَ هذه السنة.
الدولة العثمانية توقف تقدم روسيا في إقليم البغدان .
العام الهجري : 1149 العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
أعلنت روسيا والنمسا الحرب على بولندا، واحتلَّتها روسيا، ورغبت فرنسا في التحالف مع الدولة العثمانية لإنقاذ بولندا من كلٍّ مِن النمسا وروسيا, فأرضت النمسا فرنسا بمعاهدة فيينا, واتفقت من جهة ثانية لقتال الدولة العثمانية، وبدأت روسيا القتالَ ضد الدولة العثمانية، فتمكَّن العثمانيون من وقفِ تقدُّم الروس في إقليم البغدان.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة استانبول مع إيران .
العام الهجري : 1149 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1736
تفاصيل الحدث:
بعد حرب دامت ست سنوات بين الإيرانيين والدولة العثمانية، طلبت الدولة العثمانية توقيع معاهدة استانبول مع إيران بقيادة نادر شاه، وكانت المعاهدة في مدينة تفليس حيث نودي في حينه بنادر شاه ملكًا على إيران، على أن تردَّ الدولة العثمانية إلى إيران كلَّ ما أخذته منها، وأن تكون حدود الدولتين كما تقرر بمعاهدة سنة 1639م المبرمة في زمن السلطان الغازي مراد الرابع.
إعلان ألمانيا الحرب على الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1150 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1737
تفاصيل الحدث:
أعلنت ألمانيا الحربَ على الدولة العثمانية بعد هزيمة حليفتها روسيا أمام العثمانيين في شبه جزيرة القرم، ووقوع مائة ألف روسي في الأسر.
نادر شاه حاكم إيران يفتح (كابل) و(غزنة) ويهزم قوات المغول .
العام الهجري : 1152 العام الميلادي : 1739
تفاصيل الحدث:
بعد أن استطاع نادر شاه السُّني اعتلاء عرش إيران بعد أن أنهى حُكمَ الصفويين فيها، أراد أول شيء أن يُخضِع الأفغان؛ لعلمه أنَّهم ربما يثورون عليه كما ثاروا على الصفويين قبله، بل هو الذي استطاع أن يستردَّ إيران من أيديهم، فاستعان بقطاع الطرق البختياريين الذين استطاع أن يلاحِقَهم حتى ألحقهم بجيشِه، واستطاع أن يفتحَ قندهار الحصينة، وكابل وغزنة, وكان رضا قلي ميرزا ابن نادر شاه على رأس جيشٍ أخذ يتقدَّم نحو بلاد التتار (المغول) ويستولي على مواقِعِهم، بينما كان والده نادر شاه محاصِرًا لقندهار, فنهاه والده عن الاستمرار حتى يكسِبَ وُدَّهم, وليتفرغ هو لإخضاع بقية البلاد التي في مملكته.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "بلغراد" مع ألمانيا وروسيا .
العام الهجري : 1152 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1739
تفاصيل الحدث:
أوقفت الدولةُ العثمانيةُ تقدُّمَ الروس في بلاد البغدان والألمان في البوسنة والصرب والأفلاق، فانسحب الألمانُ من الحرب، وطلبوا الصلحَ عن طريق فرنسا، وتم توقيع معاهدة بلغراد بين الدولة العثمانية مع كلٍّ من ألمانيا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، تعهَّد فيها الألمان بتسليم بلغراد للدولة العثمانية بعد احتلالٍ دام 22 سنة، وتعهدت روسيا بهدم قلاعِ ميناء آزوف وتسليم أرضِها للعثمانيين، وألَّا تُبحِرَ أيةُ سفينة روسية في البحر الأسود.
وفاة الشيخ عبد الوهاب بن سليمان التميمي والد الإمام المجدد .
العام الهجري : 1153 العام الميلادي : 1740
تفاصيل الحدث:
هو عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف التميمي النجدي، فقيه حنبلي، والد الشيخ المجدد محمَّد بن عبد الوهَّاب. من أهل العُيينة بنجدٍ، من علماء نجد وفقهائها، تولى القضاء في العُيينة, ثم انتقل منها ليتولى قضاء حريملاء. له كتابات في بعض المسائل الفقهية.
طرد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حريملاء وانتقاله إلى العيينة .
العام الهجري : 1153 العام الميلادي : 1740
تفاصيل الحدث:
كان الشيخ عبد الوهاب بن سليمان والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد انتقل إلى حريملاء وتولى القضاء فيها, فلما قَدِم الشيخ من رحلاته العلمية على والدِه في حريملاء أخذ يقرأُ عليه, ويُنكِرُ ما يفعلُه الجهَّال من البدع والشرك في الأقوال والأفعال، وكثُرَ منه الإنكار لذلك ولجميع المحظورات، حتى وقع بينه وبين أبيه كلام، وكذلك وقع بينه وبين الناس في البلد, فأقام على ذلك مدة سنين، حتى توفي والده في هذه السنة، فأعلن بالدعوة والإنكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتبعه أناسٌ مِن أهل حريملاء ومالوا معه واشتهر بذلك، وكان رؤساء أهل بلد حريملاء قبيلتين وقع بينهما خلاف ولم يكن للبلد رئيس يزع الجميع إليه. وكان في البلد عبيدٌ لإحدى القبلتين، كثيرٌ تعدِّيهم وفسقهم, فأراد الشيخ أن يُمنَعوا عن الفساد, فهمَّ العبيد أن يفتكوا بالشيخ ويقتلوه بالليل سرًّا. فلما تسوَّروا عليه الجدار عَلِم بهم أناس فصاحوا بهم فهربوا. فانتقل الشيخ بعدها إلى العُيينة, ورئيسُها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر، فتلقاه بالقبول وأكرمه, وتزوج الشيخُ فيها من عمة ابن معمر: الجوهرة بنت عبد الله بن معمر, ثم عرض الشيخُ على ابن معمر ما قام به ودعا إليه، وقال له: إني أرجو إنْ أنت قمتَ بنصر لا إله إلا الله أن يُظهِرَك الله وتَملِكَ نجدًا وأعرابها, فساعده عثمان على ذلك.
حدوث شغب العبيد على السلطان مولاي عبد الله بالمغرب .
العام الهجري : 1154 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1741
تفاصيل الحدث:
لما كان شهر ربيع الأول من هذه السنة، شغَّب العبيد على السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل بن مولاي علي الشريف العلوي, وهمُّوا بخلعه والإيقاع به، فنذرت بذلك أمه الحرة خناثى بنت بكار، ففرت من مكناسة إلى فاس الجديد، ومن الغد تبِعَها ابنها السلطان المولى عبد الله، ونزل برأس الماء فخرج إليه الودايا وأهل فاس وأجَلُّوا مَقدَمَه واهتزُّوا له، فاستعطفهم السلطان وقال لهم: أنتم جيشي وعدتي، ويميني وشمالي، وأريد منكم أن تكونوا معي على كلمة واحدة، وعاهدهم وعاهدوه ورجعوا، وفي أثناء ذلك بلغه أن أحمد بن علي الريفي قد كاتب عبيد مشرع الرملة وكاتبوه واتفق معهم على خلع السلطان مولاي عبد الله وبيعة أخيه مولاي زين العابدين، وكان يومئذ عنده بطنجة وأنهم وافقوه، فوجم لها السلطان مولاي عبد الله، ثم استعجل أمر المولى زين العابدين ففرَّ مولاي عبد الله إلى بلاد البربر.
مبايعة مولاي زين العابدين بن إسماعيل سلطانًا على المغرب .
العام الهجري : 1154 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1741
تفاصيل الحدث:
كان ابتداءُ أمر السلطان مولاي زين العابدين بن إسماعيل العلوي أنَّه قَدِم مكناسة في أيام أخيه مولاي المستضيء، فلما سمع به أمَرَ بسجنه وضربه، فضُرب وهو في قيده ضربًا وجيعًا أشرف منه على الموت، ثم أمر ببعثه مقيَّدًا إلى سجلماسة؛ كي يُسجَن بها مع بعض الأشراف المسجونين هنالك، فلما سمع بذلك قوَّاد رؤوسهم من العبيد، بعثوا مَن رَدَّه من صفرو إلى فاس، ثم بعثوا به إلى القائد أبي العباس أحمد الكعيدي ببني يازغة وأمروه أن يحتفظَ به مكرَّمًا مُبجَّلًا, ثم لَمَّا فَرَّ المستضيء عن مكناسة وراجع العبيد طاعةَ السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل، دخل مولاي زين العابدين مدينة فاس فاطمأنَّ بها وسُرَّ بولاية أخيه مولاي عبد الله، ثم سار إلى طنجة فقَدِمَ على صاحبها الباشا أحمد بن علي الريفي، فأكرم وفادتَه وأحسن مثواه واستمر مقيمًا عنده إلى أن كاتب عبيدُ الديوان في شأن زين العابدين ووافقوه على خلعِ مولاي عبد الله وبيعته، فبايعه الباشا أحمد وبايعه أهل طنجة وتطاوين والفحص والجبال، وخطبوا به على منابرهم، ثم هيأ له الباشا أحمد كتيبةً من الخيل من عبيد الديوان وغيرهم، وبعثهم معه إلى مكناسة، فدخلها وبُويع بها البيعةَ العامة، وقَدِمت عليه وفودُ القبائل والأمصار، فقابلهم بما يجِبُ وتمَّ أمره, وفرَّ السلطان مولاي عبد الله من رأس الماء ودخل بلاد البربر ولم يقدم على مولاي زين العابدين أحدٌ من الودايا ولا من أهل فاس، وكان فيه أناة وحلم لم يظهر منه عَسفٌ ولا امتدت يده إلى مالِ أحد إلَّا أنه لقلة ذات يده نقص العبيدَ من راتبهم فكان ذلك سببَ انحرافِهم عنه.
========
205.
طرد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من العيينة .
العام الهجري : 1157 العام الميلادي : 1744
تفاصيل الحدث:
بعد أن طلب أميرُ الأحساءِ وزعيمُ بني خالد: سليمان بن محمد بن غرير آل حميد الخالدي من حاكِمِ العُيينة التخلُّصَ مِن الشيخ محمد بن عبد الوهاب, فكتب إلى عثمان يتوعَّدُه ويأمُرُه أن يقتُلَ هذا المطَوَّع الذي عنده في العُيينة, وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتُلَه، وإما أن نقطَعَ عنك خراجَك الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراجٌ من الذهب، فعظم على عثمانَ أمرُ هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطَعَ عنه خراجه أو يحارِبَه، فقال للشيخ: إنَّ هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتُلَك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربتَه، فإذا رأيتَ أن تخرُجَ عنا فعلْتَ، فقال له الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دينُ الله وتحقيقُ كلمة لا إله إلا الله، وتحقيقُ شهادة أنَّ محمدًا رسول الله، فمن تمسَّك بهذا الدين ونصره وصَدَق في ذلك نصره الله وأيَّدَه وولَّاه على بلاد أعدائه، فإن صبَرْتَ واستقمْتَ وقَبِلْتَ هذا الخير، فأبشِرْ فسينصرُك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يولِّيك الله بلادَه وعشيرته, فقال: أيُّها الشيخُ، إنَّا لا نستطيعُ محاربته، ولا صبرَ لنا على مخالفتِه، فخرج الشيخ عند ذلك وتحوَّل من العُيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشيًا- فيما ذكروا- حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرجَ من العيينة في أوَّلِ النهار ماشيًا على الأقدام لم يَرحَلْه عثمان، فدخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه.
تحالف الأمير محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1157 العام الميلادي : 1744
تفاصيل الحدث:
خرج الإمامُ محمد بن عبد الوهاب من العُيينة بنجدٍ يدعو إلى دينِ الله القويم، وقد كانت منطقةُ نجد في هذه الفترة انتشر فيها الشِّركُ والبِدَع، فلقي الشيخُ صعوبات كثيرة إلى أن يسَّرَ الله له الأميرَ محمد بن سعود أمير الدرعية، فتم بينهما اتفاقٌ تاريخي في هذا العام عُرِف "باتفاق الدرعية" لَمَّا وصل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية دخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له: محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه, ويقالُ إنَّ هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرضُ بما رَحُبت، وخاف من أميرِ الدرعية محمد بن سعود، فطمأَنَه الشيخ وقال له: أبشِرْ بخير، وهذا الذي أدعو الناسَ إليه دينُ الله، وسوف يُظهِرُه الله، فبلغ محمَّدَ بن سعود خبرُ الشيخ محمد، ويقال: إن الذي أخبره به زوجتُه، جاء إليها بعضُ الصالحين وقال لها: أخبري زوجَك الأمير محمدًا بهذا الرجل، وشجِّعيه على قَبولِ دعوته، وحَرِّضيه على مؤازرته ومساعدتِه، وكانت امرأةً صالحةً طَيِّبةً، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجلٌ داعية يدعو إلى دينِ الله، ويدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنَّةِ رَسولِ الله عليه الصلاة والسلام، يا لها من غنيمة! بادِرْ بقَبوله وبادر بنُصرته، ولا تقف في ذلك أبدًا، فقبل الأمير مشورتَها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال: إن المرأة أيضًا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصِدَه في منزله، وأن تقصِدَه أنت وأن تعظِّمَ العلم والداعيَ إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادةِ والخيرِ- رحمةُ الله عليه، وأكرم الله مثواه- فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم العريني، ورحب به قائلًا: "أبشر ببلاد خيرٍ مِن بلادك، وأبشر بالعِزِّ والمنعة، فقال الشيخ محمد: وأنا أبشِّرُك بالعز والتمكين، وهذه كلمةُ لا إله إلا الله، من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، مَلك بها البلادَ والعباد، وهي كلمةُ التوحيد، وأوَّلُ ما دعت إليه الرسل، من أوَّلهم إلى آخرهم, ثم بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود حقيقةَ الإسلام والإيمان، وأخبره ببطلان ما عليه أهل نجد من عبادة الأوثان والأصنام والأشجار، فقال الأمير له: يا شيخ، لاشك عندي أنَّ ما دعوتَ إليه أنَّه دين الله الذي أرسل به رسُلَه وأنزل به كتُبَه، وأنَّ ما عليه اليوم أهلُ نجد من هذه العبادات الباطلة هو كما ذكرت نفسُ ما كان عليه المشركون الأولون من الكُفرِ باللهِ والإشراك، فأبشِرْ بنُصرتِك وحمايتك والقيام بدعوتِك، ولكن أريد أن أشتَرِطَ عليك شرطين: نحن إذا قمنا بنصرتك وجاهدنا معك ودان أهلُ نجد بالإسلام وقَبِلوا دعوة التوحيد، أخاف أن ترتحِلَ عنا وتستبدل بنا غيرَنا، والثاني: أن لي على أهل الدرعية قانونًا آخذُه منهم وقت حصاد الثمارِ، وأخاف أن تقول: لا تأخذ منهم شيئًا، فقال الشيخ: أما الشرط الأول فابسُطْ يدك أعاهِدْك: الدَّمُ بالدَّمِ، والهدمُ بالهدم، وأما الثاني فلعل الله أن يفتحَ عليك الفتوحاتِ فيُعَوِّضَك من الغنائِمِ والزكوات ما هو خيرٌ منه. فتمَّ التعاهد والاتفاق بينهما"، فقام الأمير محمد بن سعود بمؤازرة الشيخ ودَعْمِه وحمايته؛ ليقوم بتبليغ الدعوة، فانطلق الشيخ محمد يصحح الأوضاعَ الدينية المتردِّية، فقويت الدرعية سياسيًّا ودينيًّا, ثم انطلقت منها الجيوشُ لتوحيد الأجزاء المتفَرِّقة من نجد وما حولها ونشْرِ الدعوة فيها.
وفاة الشيخ محمد بن علي التهانوي .
العام الهجري : 1158 العام الميلادي : 1745
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ الفاضل محمد بن علي بن حامد بن صابر بن الفاروقي التهانوي الهندي الحَنَفي: أحدُ رجال العلم، اشتُهر بكتابه الشهير: كشاف اصطلاحات الفنون. عاش التهانوي في عصر سلاطين الدولة المغولية في الهند، فأدرك طَرَفًا من عهد الإمبراطور أورنغ زيب عالمكير الذي عرفت الهندُ في عصره حركةً علمية ثقافية نَشِطةً بتشجيعه لها. وقد قيل: إن التهانوي كان قاضيًا في قريته تهانة في عصر هذا الإمبراطور. نشأ التهانوي في بيئة علمية، نهل من ينابيعها؛ إذ كان والده من كبار العلماء حتى لُقِّب بقطب الزمان، في هذا الجوِّ المفعم بالزاد والنشاط العلميين عاش التهانوي، فنهل من ينابيع المعرفة وبحار العلم. وجال على الحواضِرِ يلتقي العلماءَ ويستمع إليهم يأخُذُ عنهم وينكبُّ على بحثِه, فلا عجب أن أورد في تقديمه الكشاف قوله: "لَمَّا فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية من حضرة جناب أستاذي ووالدي، شمَّرت عن ساق الجِدِّ إلى اقتناء ذخائر العلوم الحكمية الفلسفية من الحكمة الطبيعية والإلهية والرياضية كعِلم الحساب والهندسة والهيئة والإسطرلاب ونحوها. فلم يتيسر لي تحصيلًا من الأساتذة، فصرفت شطرًا من الزمان إلى مطالعة مختصراتها الموجودة عندي، فكشفها الله عليَّ، فاقتبست منها المصطلحات وسطَّرتُها على حدة في كل بابٍ يليق بها" كان قرأ النحوَ والعربية على والده وتفَقَّه عليه, ثم طَفِق يقتني ذخائِرَ العلوم الحكمية، فجمع الكتب، ولم يتَّفِقْ له تحصيلُها على الأساتذة، فصرف شطرًا من الزمان في مطالعة الكتب الموجودة عنده, فجمع في مصنَّفِه الكشَّاف- الذي يعتبر معجمًا لغويًّا فنيًّا- مصطلحاتِ العلوم وتعريفَها، وشرَحَ الموضوعات العلمية الاصطلاحية حسب العلم ورتبه أبجديًّا. وقد فرغ من تصنيفه سنة 1158, وقد اختُلف في تاريخ وفاته، والمتَّفق عليه أنَّه توفي بعد سنة 1158.
ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
ظلَّت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد سلميةً دون الدخولِ مع خصوم الدعوة في أي صدامٍ عسكري منذ الاتفاق التاريخي بين أمير الدرعية والشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1157 إلى هذا العام، حين ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض، بعد انضمام منفوحة إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه السنة، حيث قام دهام بن دواس أميرُ الرياض بالهجوم على المنفوحة الذين لبَّوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودخلوا في طاعة الأمير محمد بن سعود، فعدا عليهم صباحًا على غِرَّة ومعه بعض أهل الرياض وبعض سكان البوادي من آل ظفير، فكمن لهم قرب البلد وأمر البوادي والخيل أن تغير على زرعهم ونخلِهم في أطراف البلدة، فهبَّ المقاتلون من أهل المنفوحة مع أميرِهم علي بن مزروع وردُّوهم على أعقابِهم بعد مقاومةٍ عنيفة، جُرح فيها دهام بن دواس وقُتِل فرَسُه، كما قُتل أحد عشر رجلًا من رجالِه.
وقعة العمارية بين جيش الرياض وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
هاجم أميرُ الرياض دهام العماريةَ المواليةَ للدرعية وقتل أميرَها عبد الله بن علي وعقر إبِلَه، فلما بلغ ذلك الإمام محمد بن سعود جمع أهل الدرعية وعرقة، وأراد أن يرصد عودة جيش دهام من العمارية ويكمن له، وكان دهام بن دواس قد كمن في الموضعِ نفسه فالتقى الفريقان واقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه دهام، وجَدَّ أهل الدرعية في إثرِه ولكنهم فُوجئوا بخروج فرقة لابن دواس من جهة العمارية، فوقع القتل وانكسر جيشُ الدرعية.
وقعة الشياب بين جيش الرياض وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
أخذت الدرعية بثأرِها من دهام بن دواس بعد وقعةِ العمارية حينما قام الأميرُ محمد بن سعود بحملةٍ على دهام وجَرَت موقعةٌ في مكان يقال له الوشام، انهزمت فيها قوات الرياض، ودُعِيت بوقعة "الشياب" لأنه قتل فيها شايبان (أي شيخان مُسِنَّان) من آل شمس من أهل الرياض.
وقعة العبيد بين جيش الرياض وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
أراد الأميرُ محمد بن سعود أن يلاحِقَ دهامًا ويُلحِقَ به هزيمة منكرة، فقام بحملة أخرى على الرياض كانت نتيجتها هزيمة دهام مرة أخرى، وسميت هذه الوقعة "وقعة العبيد"؛ لأنَّ معظم من قُتِلَ من رجال دهام كانوا من العبيدِ.
انتقام دهام بن دواس من الدرعية .
العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
جهَّز دهام بن دواس أميرُ الرياض جيشًا وهاجم الدرعية، ولما اندفعت نحوه قواتُها تظاهر بالتقهقر فظَنَّ جيش الدرعية أنَّ جيش دهام قد انهزم، إلا أن جيش الرياض كان قد نصب كمينًا لجيش الدرعية، فكانت الهزيمة لجيش الدرعية، وقُتِلَ فيها الأميران فيصل وسعود ابنا الإمام محمد بن سعود، وكل هذه الحروب كانت في هذه السَّنةِ، وذكر ابن بشر أنَّها كانت سنة 1160.
أول غارة من الدرعية على قصر أمير الرياض .
العام الهجري : 1159 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:
بعد أن جهر أميرُ الرياض دهام بن دواس بعداوتِه وانكشف غدرُه في هجومِه على المنفوحة، انتدب الأمير محمد بن سعود جماعةً توجَّهت ليلًا إلى الرياض فدخلوها وأتوا باب القلعة التي فيها دهام، فشذبوا البابَ بالمنشار ودخلوا بيت ناصر بن معمر وتركي بن دواس، فعقروا فيهما إبلًا كثيرةً، ورموا بالرصاص دهام بن دواس وهو في عليَّة قصره ثم عادوا إلى الدرعية سالمين.
غدر عثمان بن معمر أمير العيينة بأمير الدرعية وتراجعه عن نصرة الدعوة .
العام الهجري : 1160 العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
كانت وقعةُ دلقة من غير رضاء أمير العُيينة ابن معمر ولم يشاوَرْ فيها؛ لذلك لم يحضُرْها. يقول ابن غنام: "لما رأى ابنُ معمر عودةَ الجماعة من الحرب خَشِيَ أن ينكشف نفاقُه وأن تظهر خيانته, فأرسل إلى الشيخ وإلى محمد بن سعود يستشفع إليهما, ويطلب منهما الصفحَ عن تخلُّفِه، فقبلا عذره رجاءً منهما ألا يعودَ إلى مكره, ثم قَدِمَ عليهما ومعه وجوهُ أهل حريملاء والعُيينة، وعاهدهما على الجهاد والقيام بنصرة الدين، ولو في أي مكان, فتوهَّما فيه الصدق والوفاء، فرأَّسوه ورفعوه على المسلمين وأمَّروه, وكان من أعظم ما أظهر نفاق عثمان بن معمر أنَّه أرسل إلى إبراهيم بن سليمان أمير ثرمداء وأمَرَه أن يركب إلى دهام بن دواس مع جماعتِه ويزين له الاتِّفاقَ مع عثمان والقدوم عليه إلى العُيينة على أن يُظهِرَ في أحاديثه بمجالِسِه أنه اهتدى وانضم إلى الجماعة, فقدم مع دهام مع إبراهيم بن عثمان، وكان ذلك من غير مشورة الشيخ وابن سعود، فحين رأى أهل العيينة دهامًا وعَلِموا بما حدث شَقَّ عليهم ذلك واجتمعوا جميعًا وساروا إلى عثمان, فلما رأى حالَهم مَوَّه عليهم وقال لهم: ليس لي مرادٌ إلا الإرسال للشيخ ليحضُرَ عقد الصلح ويدخُلَ دهام في دائرة الإسلامِ، فاطمأنت نفوسُ القوم, ثم أرسل إلى الشيخ وألحَّ عليه في القدوم، ولكن الله ألقى في رُوعِ الشيخ ما استبان به خيانةَ عثمان وغدره، فامتنع عن الذهاب فلمَّا رجع الرسول وأخبرهم بذلك عرف أهل البلد مكرَ عثمان، فحصروا ابن دواس في القصرِ وهَمُّوا أن يفتكوا به، لكن دهام هرب منهم تحت جنح الظلام، وعاد إبراهيم بن سليمان إلى ثرمداء وفارق منهج الحق, وكان هذا كلُّه قبل أن يفِدَ عثمان على الشيخ وابن سعود ويأخذ منهما العهد المجدد, ولكنه مع ذلك لم يخلِصِ النية ولم يعقِدْ على الوفاء، وسيتبين غدرُه "
نشوب موقعة الدلقة بين جيش الدرعية وجيش الرياض .
العام الهجري : 1160 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
قامت الدرعية بقيادة أميرِها محمد بن سعود بتجهيز جيشٍ قوي للهجوم على الرياض، ردًّا على هزيمة الدرعية في "وقعة العبيد"، إلَّا أن أحد أهالي بلدة حريملاء يقالُ له أبو شيبة من آل داود، ويدعى أبو شيبة كان قد أفشى للرياض سرَّ المعلومات التي هيأتها الدرعية لمهاجمة الرياض, فصَبَّحهم الأمير محمد بن سعود وجماعته فإذا هم مستعِدُّون والتقوا في جوف البلد فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وحمي القتال عند باب القصر، وأصيب دهام حيث ضربه حمد بن محمد بن منيس في رأسه وجسده، حتى جاء موسى الحريصي من خلفِه فقتله فنجا دهام بعد أن أشرفَ على الموت, وكان جزاءُ الحريصي المعاقبة والتنكيل من دهام لأنَّه اهتدى بعد الوقعة وأراد الهجرةَ إلى الدرعية، فأمر دهام بقطع رجلِه وقدمِه، ثم نفاه إلى الدرعية، فلم يبرح إلَّا ثلاثة أيام مات بعدها.
وفاة الملك نادر شاه مؤسسة أسرة الأفشار في إيران .
العام الهجري : 1160 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
هو الملك نادر شاه الأفشار التركماني، ويعرف كذلك باسم "نادر قـُلي بگ" ولد نادر شاه في محرم 1100هـ/ 22 نوفمبر 1688م وجلس على العرش في شوال 1148هـ وهو مؤسِّس الأسرة الأفشارية التي حكمت إيران. كانت قبيلةُ أفشار هي إحدى القبائل التركمانية التي فرَّت من وجه المغول تاركةً تركستان، واستقرت في أذربيجان، فأرسل الشاه إسماعيل الصفوي قِسمًا من هذه القبيلة إلى الجزء الشمالي من خراسان وأسكنهم فيها بالقرب من منبع نهر كوبكان. كان أول أمر نادر شاه من قطَّاع الطرق, ثم جمع رجاله ورأى من مصلحته العمل كقائد عسكر لطهماسب الثاني آخر شاهات الدولة الصفوية, كان لنادر شاه الفضلُ في حركة المقاومة العسكرية لتحرير إيران من الاحتلال الأفغاني، وبعد نجاحه أخذ اسمُه يصعد في إيران حتى انتهى به الأمر إلى أن نصَّب نفسه شاهًا لإيران بعد أن عزل طهماسب الثاني, وأعلن نهايةَ الدولة الصفوية في إيران. عُرف نادر شاه بأنه محارب عسكري مشهور بحملاته العسكرية, ويعدُّ واحدًا من أكبر الغزاة الفاتحين في تاريخ إيران الحديث، حيث قام بعدة حملات ناجحة في الهند وأفغانستان وضِد الدولة العثمانية وآسيا الوسطى، وحَسَبت له روسيا حسابه كقوَّة فتية في المنطقة، وتحالفت معه ضد العثمانيين. فلما زادت قسوةُ نادر شاه ورأى الناس ظلمَه وتعسُّفَه، خافه الأمراء فتآمروا على قتلِه، وفي جملتهم بعضُ القواد من الأفشار، وكان منهم رئيسُ الحرس الذي أعانهم فدخلوا عليه وهو نائم فقتلوه في سريره ليلة 11 من جمادى الثانية, ثم أرسلوا وراءَ علي شاه ابن أخي نادر شاه فحكَّموه على إيران، لكنه كان ضعيفًا خاملًا، فجاء أخوه إبراهيم الذي حكم العراق باسمه وعزله، وكان علي شاه قد قَتَل كل آل نادر عدا حفيدًا له اسمه شاه رخ ميرزا، وأما إبراهيم فلم يدُم طويلًا حتى قتله حرَّاسه وولَّوا مكانه شاه رخ الصغير، لكن قائد الجيوش ميرزا محمد أسَرَه وسمل عينيه وأعيد بعد فترة، حيث جاء علي خان رئيس جيش إيران فأخرجه من سجنه وأعاده، لكنه رضي ببلاد خراسان وحسبُ, وصارت إيران في قبضة كريم خان زند، وأخذت الولايات تستقِلُّ واحدة تلو الأخرى.
حصول وقعة البنية ووقعة الخريزة بين جيش الدرعية وجيش الرياض .
العام الهجري : 1161 العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
قام عثمانُ بن معمر أمير العيينة بمعاهدة الأمير محمد بن سعود على الحربِ معه، فقاد جيشُ الدرعية ضِدَّ جيش الرياض، وانهزم بعد قتالٍ شديد قُتِل فيه أناس كثيرون، ثم حدثت وقعة أخرى سار فيها عبد العزيز بن محمد بن سعود بأهل الدرعية وضرما، وتولى عثمان بن معمر قيادةَ قوات العُيينة وحريملاء، كما أنه كان الأمير عليهم جميعًا واشتبك مع جيش الرياض في مكان يدعى "الخريزة" قرب الرياض، وكانت النتيجة متكافئة، وتلت ذلك معاركُ كثيرة بين الدرعية والرياض، كان أسلوب الكرِّ والفر ونصْب الكمائن هو الفَنَّ القتاليَّ فيها.
قيام دولة أمراء أفغانستان .
العام الهجري : 1161 العام الميلادي : 1747
تفاصيل الحدث:
برز أحمد خان الدوراني الذي كان يقود الأفغان والأوزبك في جيش نادر شاه، وعندما قُتل نادر شاه عام 1160هـ في شروان أسرعت الفرقة الأفغانية التي كانت معه عائدةً إلى بلادها واستقَرَّت في قندهار، ونادت بقائدها أحمد خان الذي كان قد تقاتل مع بقية القادة وهُزِمَ فانسحب إلى قندهار أيضًا، وأسس فيها مملكة الأفغان وعاصمتها قندهار، وبدأ أحمد خان شاه يوسِّع دولته؛ فقد ضم إليها كشمير ولاهور والملتان، وقاتل السيخ والهندوك.
وفاة العلامة إسماعيل العجلوني .
العام الهجري : 1162 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ العلامةُ الإمام العالمُ الهُمام الحجَّة الرُّحلة العمدة: أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني، الشهير بالجراحي- نسبة إلى أبي عبيدة بن الجراح- العجلوني الدمشقي، محدِّث الشام في أيامه. وُلِد بعجلون (بالأردن) سنة 1087 نشأ بدمشق وفيها توفي. كان عالِمًا بارعًا صالحًا مفيدًا محدِّثًا مبجَّلًا قدوة سندًا خاشعًا. له يدٌ في العلوم لا سيما الحديث والعربية، وكان شافعيًّا صوفيًّا، له مصنفات كثيرة، أشهرها: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث, وله عقد اللآلئ والزبرجد في ترجمة الإمام الجليل أحمد، وله شرح على البخاري، وغيرها.
وقعة البطحاء بين جيش الدرعية وجيش الرياض .
العام الهجري : 1163 العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:
جرت وقعة البطحاء في الرياض، وذلك أن محمد بن سعود سار بجنودِه إلى الرياض ليلًا ووصل المكان المعروف بباب المروة ومعه رجال مشهورون بالشجاعة، منهم علي بن عيسى الدروع، وسليمان بن موسى الباهلي، ومحمد بن حسن الهلالي، وعلي بن عثمان بن ريس، وعبد الله بن سليمان الهلالي، وإبراهيم الحر، فخرج إليهم أهلُ الرياض ووقع قتال شديد، قُتل فيه من أهل الرياض سبعةُ رجال, واثنان من أهل الدرعية.
أهل الدرعية بقيادة عبد العزيز بن محمد يغزون ثرمداء .
العام الهجري : 1163 العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:
سارت قوةٌ من أهل الدرعية وأميرُهم عبد العزيز بن محمد إلى ثرمداء، وكان النذيرُ قد جاء أهل ثرمداء بذلك، فاستعانوا بأهل وثيثيا ومرات، فالتقى بهم جيش الدرعية وهم مستعدون للقتال في موضع قريب من ثرمداء يسمى الوطية، وكان جيش الدرعية قد أعدوا كمينًا، فلما نشب القتال خرج عليهم الكمين فولَّوا مدبرين وقتل منهم خمسة وعشرون، منهم علي بن زامل أمير وثيثيا
وفاة عثمان بن معمر أمير العيينة .
العام الهجري : 1163 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1750
تفاصيل الحدث:
هو عثمانُ بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن حسن بن طوق بن سيف آل معمر، من العناقر، من بني سعد من بني تميم: أمير العيينة. تولى إمارتها خلفًا لأخيه محمد, وهو جدُّ سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد ثالث حكام الدولة السعودية الأولى. كان ابن معمر آوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة ووعد بنصره بعد خروجه من حريملاء، لكنه طرد الشيخَ من العيينة بعد أن تلقَّى ابن معمر تهديدًا من قائد الأحساء بشأن الشيخ يأمره أن يقتله، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجَك الذي عندنا. فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا وإنه لا يحسُنُ منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيتَ أن تخرج عنا فعلتَ، فنصحه الشيخ ورغَّبه في نصرة لا إله إلا الله، وأن من تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك، نصره الله وأيَّده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرتَ واستقمتَ وقبِلتَ هذا الخير، فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يولِّيك الله بلاده وعشيرته, فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيعُ محاربته، ولا صبْرَ لنا على مخالفته. فخرج الشيخ عنده وتحوَّل من العيينة إلى الدرعية، ثم لَمَّا قَوِيَ شأن الدعوة وقَوِيت بسببها إمارة الدرعية، اضطر ابن معمر أن يدخل تحتَ لواء حكام الدرعية، وقد ظهرت منه أمور تدلُّ على عدم صدقه، ونفاقِه، حتى إنه تآمر مع دهام بن دواس على المكر بالشيخ محمد بن عبد الوهاب, ولما كثرت شكايةُ أهل العيينة من تآمرِه على الدعوة اتفقوا مع الشيخ المجدد على التخلُّص منه، يقول ابن غنام: "لما تزايد شرُّ عثمان بن معمر على أهل التوحيد وظهر بغضُه لهم وموالاته لأهل الباطل، وتبيَّن الشيخ صدق ما كان يُروى عنه، وجاءه أهل البلاد كافة وشكوا إليه خشيتهم من غدره بالمسلمين، قال الشيخ حينئذ لمن وفد عليه من أهل العيينة: أريدُ منكم البيعةَ على دين الله ورسولِه، وعلى موالاة من والاه ومعاداة من حاربه وعاداه، ولو أنه أميركم عثمان, فأعطَوه على ذلك الأيمان وأجمعوا على البيعة, فملئ قلب عثمان من ذلك رعبًا, وزاد ما فيه من الحقد, وزيَّن له الشيطان أن يفتك بالمسلمين, ويُجليَهم إلى أقصى البلدان، فأرسل إلى ابن سويط وإبراهيم بن سلمان رئيس ثرمداء... يدعوهما إلى المجيء عنده لينفذ ما عزم عليه من الإيقاع بالمسلمين, فلما تحقق أهلُ الإسلام ذلك تعاهد على قتله نفرٌ، منهم حمد بن راشد, وإبراهيم بن زيد, فلما انفضَّت صلاة الجمعة قتلوه في مصلَّاه بالمسجد, فلما عَلِمَ بذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب عَجِل بالمسير إلى العيينة خشية اختلاف الناس وتنازُعِهم، فقدم عليهم في اليوم الثالث بعد مقتلِه، فهدأت النفوس فتجاذبوا عنان الرأي والمشورة فيمن يتولى الرئاسة والإمارة بعده، وأراد أهل التوحيد ألَّا يولى عليهم أحدٌ من آل معمر، فأبى الشيخ ووضَّح لهم طريقَ الصواب بالحجَّة ولمقنعة، وأمَّر عليهم مشاري بن معمر"
غزو منطقة سدير لضمها تحت لواء دولة الدرعية الناشئة .
العام الهجري : 1164 العام الميلادي : 1750
تفاصيل الحدث:
قامت دولةُ الدرعية الناشئة بعدة غزوات ضد بلدان منطقة سدير التي رفضت الدعوة، ورفضت الانضواءَ تحت لواء الدولة الناشئة. والتي بدأت غزواتُها للمنطقة في هذه السنة، واستمرت حتى عام 1177هـ. وفي هذه الفترة استطاعت نشرَ مبادئ الدعوة في كلٍّ من الزلفي وجلاجل والحوطة والجنوبية والروضة والتويم والغاط والداخلة والعودة وحرمة، وغيرها من المدن والبلدان، في هذه المنطقة.
نقض أهل حريملاء عهدهم مع دولة الدرعية .
العام الهجري : 1165 العام الميلادي : 1751
تفاصيل الحدث:
بعد أن أعلنت حريملاء خضوعَها لدولة الدرعية في أوَّلِ الأمر، ثم قام بعض أهلها في هذه السنة بتحريضٍ من قاضيها سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي كان معارضًا لآراء أخيه، قاموا بنقضِ عَهدِهم مع الدعوة والدولة، وأخرجوا من البلدة من لم يستجِبْ دعواهم، ومن بينهم الأمير محمد بن عبد الله بن مبارك، وأخوه عثمان، فقصد هؤلاء المطرودون بلدة الدرعية ونزلوا ضيوفًا على أميرها، ولما خَشِي المتمردون في حريملاء من ردِّ الدرعية عليهم، أرسلوا وفدًا لاسترضاء المطرودين واسترجاعهم إلى بلدتهم. فلما عادوا إليها إذا بقبيلة آل راشد من أهل حريملاء تهجم على هؤلاء العائدين وتفتكُ ببعضِهم، فقتلوا الأمير محمد بن عبد الله وثمانية من أتباعه، وكان من الناجين مبارك بن عدوان الذي فرَّ وطلب النجدة من الدرعية.
===========
206.
عدوان أهل سدير والوشم على أتباع دعوة التوحيد .
العام الهجري : 1165 العام الميلادي : 1751
تفاصيل الحدث:
اجتمع أهلُ سدير والوشم ومعهم آل ظفير، واتجهوا إلى رغبة، وكان أهلها قد اهتَدَوا إلى التوحيد, فحصرتهم تلك الجموعُ في البلد أيامًا، فجنح بعض أهلها إلى الضَّلالِ فأدخلوا تلك الأجناد فنَهَبوا جميع الأموال، ولكِنَّ الله حقن دماء المسلمين, ثم اتجهت تلك الجموع ومعهم جلوية ضرمى إلى ضرمى- الذين دخل أهلها في طاعة الدرعية- فحصَروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على أسوارها، وصعد منهم السور نحو ثلاثين رجلًا قُتلوا جميعًا, ثم رجعوا بعد ذلك خائبين.
رجوع أهل منفوحة عن تأييد دعوة التوحيد متابعتها .
العام الهجري : 1166 العام الميلادي : 1752
تفاصيل الحدث:
رجع أهلُ المنفوحة عن تأييد دعوة التوحيد، ونبذوا عهدَهم مع الدرعية وطردوا إمامَهم محمد بن صالح, وخرج معه سبعون رجلًا من المؤيدين لها, ثم تلاحق الناسُ بعد ذلك فارِّين بدينهم.
وفاة أسعد أفندي شيخ الإسلام في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1166 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1753
تفاصيل الحدث:
هو شيخُ الإسلام أسعد أفندي بن أبي إسحاق إسماعيل أفندي، رئيسُ المشيخة في الدولة العثمانية. وكان قد تولَّى المشيخة في رجب 1161هـ، ولكنَّه لم يستمر في منصبه طويلًا. وللشيخ مؤلَّفات وبحوث في اللغة التركية، من أشهرها: معجم تركي بعنوان: "لهجة اللغات".
موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكبار أنصاره من خصوم الدعوة .
العام الهجري : 1167 العام الميلادي : 1753
تفاصيل الحدث:
اجتمع في الدرعية الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود، بالإضافة إلى كبار أنصار الدعوة الذين قدموا من مختلف البلدان للتباحث في شؤون الدعوة والمواقف اللازم اتخاذها ضد أعدائها، وكان دهام بن دواس قد تضجَّر من الحرب مع آل سعود، فلما سمع بهذا التجمع مال إلى المهادنة، وطلب من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود عقدَ صُلحٍ بينه وبين الدرعية، وتعهد باعتناق مبادئ الدعوة السلفية، إلَّا أنه نكث هذا العهد في العام التالي سنة 1168 هـ، وسانده على ذلك محمد بن فارس رئيس منفوحة، وهكذا تجددت الاشتباكاتُ بين الدرعية والرياض.
وفاة السلطان العثماني محمود الأول وقيام أخيه عثمان الثالث خلفًا له .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1754
تفاصيل الحدث:
هو الخليفةُ العثماني محمود الأول ابن السلطان مصطفى الثاني ابن السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. وُلِدَ في 4 محرم سنة 1108هـ 3 أغسطس سنة 1696 تولى السلطان محمود السلطنة بعد ثورة على السلطان أحمد الثالث الذي كان يميل إلى مصالحة الدولة الصفوية, فثار عليه الانكشارية في 15 ربيع الأول 1143 فقتلوا الصدرَ الأعظم والمفتي وقبوادان باشا أميرال الأساطيل البحرية؛ بحجة أنَّهم مائلون لمسالمة العجم، ثم أعلنوا عزل السلطان أحمد ونادوا بابن أخيه محمود الأول خليفةً للمسلمين وأميرًا للمؤمنين، فأذعن السلطان أحمد الثالث وتنازل عن الملك بدون معارضة, ولما تولى السلطان محمود لم يكن له إلا الاسم فقط، وكان النفوذ لبطرونا خليل, يولِّي من يشاء ويعزل من يشاء، حتى عِيلَ صَبرُ السلطان محمود من استبداده فتخلص من الانكشارية لتعدِّيهم وتجاوزهم حدودَهم, وفي عهد السلطان محمود استأنفت الدولة الحربَ مع مملكة الفرس، وتغلبت الجيوش العثمانية على جنود الشاه طهماسب في عدة وقائع انتهت بصلح بين الدولتين، الذي عارضه نادر شاه أكبر ولاة الدولة الصفوية، والذي قام بعد ذلك بعزل الشاه طهماسب، ثم أنهى حكم الدولة الصفوية في بلاد فارس، وتولى هو عرش إيران، ودخل في صراع مع الدولة العثمانية. ولحُسن حظِّ الدولة في عهد السلطان محمود أن تقلَّدَ منصب الصدارة رجل محنك اشتهر بحسن السياسة وسمو الإدراك هو الحاج محمد باشا الذي لم يغفل طرفة عين عن جمع الجيوش وتجهيز المعدات، حتى تمكَّن من إيقاف تقدُّم الروس في بلدان الدولة العلية, وانتصرت جيوشُها على النمسا التي طلبت الصلحَ بواسطة سفير فرنسا. توفِّي السلطان محمود الأول يوم الجمعة 27 صفر عن عُمرِ ستين سنة مأسوفًا عليه من جميع العثمانيين؛ لاتصافه بالعدل والحِلمِ ومَيلِه للمساواة بين جميع رعاياه بدون نظرٍ لفئة دون أخرى، وكانت مدة حكمه 25 سنة، وفي أيامه السعيدة اتسع نطاقُ الدولة بآسيا وأوروبا، ثم قام بعده أخوه عثمان الثالث خلفًا له، وبويع في جامعِ أبي أيوب الأنصاري، وهنَّأه سفراء أوروبا.
السلطان العثماني عثمان الثالث يضيق الخناق على الذميين .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1754
تفاصيل الحدث:
كان من أوائل ما قام به السلطان عثمان الثالث بعد توليه السلطنةَ مَنْعُ كلِّ ما يخالف الشرعَ، سواء كان ما يفعله النصارى واليهود أو غيرُهم، فشَدَّد بذلك الخناقَ على أهل الذمَّةِ الذين كانوا قد توسَّعوا أكثر من حقوقِهم، وخاصة تحت اسم الحماية التي كانت عليهم من قِبَل دولهم النصرانية الأوربية تحت ظلِّ البابوية. كما اهتم بالإصلاحاتِ الداخلية، وأُسِّسَت في عهده مطبعة, وقمَعَ كثيرًا من الثورات الداخلية.
انضمام بلدة حريملاء إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
سار الأميرُ عبد العزيز بن محمد في نحو 800 رجل ومعهم من الخيل 20 فرسًا، فأناخ شرقيَّ البلد ليلًا، وكمن في موضعين، فصار عبد العزيز ومعه عِدَّةٌ من الشجعان في شعيب عوجا، وكمن مبارك بن عدوان مع 200 رجل في الجزيع، فلما أصبحوا شنُّوا الغارةَ، فخرج أهل حريملاء واشتد القتالُ حتى فرَّ أهل حريملاء في الشعاب والجبال بعد أن قُتِلَ منهم 100 رجل، وغنم جيش الدرعية منهم كثيرًا من الذخائر والأموال، وقُتل من جيش الدرعية سبعةُ رجال, ودخلوا البلدةَ وأعطى الأميرُ عبد العزيز بقيةَ الناس الأمان, وفرَّ في هذه الواقعة قاضي البلدة الشيخُ سليمان بن عبد الوهاب أخو الشيخ محمد إلى سدير، وولى الأميرُ عبدُ العزيز مباركَ بن عدوان أميرًا على حريملاء
نقض دهام بن دواس أمير الرياض العهد مع الدرعية .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
نقض دهام بن دواس عهدَه مع الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، فعدا على أهل أبي الكباش، ثم رجع فلمَّا تبيَّنَ منه أهلُ الدِّينِ في الرياض المكرَ والغدرَ تركوا أموالَهم وبلدهم وهاجروا إلى منفوحة، ثم هاجروا إلى الدرعية، لما تبين لهم أن رئيس المنفوحة محمد بن فارس قد انضمَّ مع دهام بن دواس في نقضِ العَهدِ.
حدوث موقعة الدار بين دهام بن دواس وحلفائه وجيش الدرعية .
العام الهجري : 1168 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
تجهَّز دهام بن دواس لمحاربة الدرعية الحربَ الثانية، فاجتمع معه محمد بن فارس رئيس المنفوحة وإبراهيم بن سليمان رئيس ثرمداء، ومعهم أناسٌ مِن أهل سدير وأهل ثادق وجلوية حريملاء، واتجهوا إلى بلدة حريملاء فوصلوها ليلًا، ودخلوا محلة بأعلى البلد تسمَّى الحسيان، وكان الناس وأغلب الحرسِ نائمين، فلم يشعر بهم أحدٌ حتى ملكوا المحلَّةَ وبساتينها, فلما علم أميرُ البلدة مبارك بن عدوان نهض مع جماعتِه في الليل وقاتلوهم، إلا أنهم لم يستطيعوا فرجَعوا, وفي الصباح شدَّ عليهم ابنُ عدوان وحمي بينهم القتالُ، فخرج أكثر المعتدين هاربين، وبقيت طائفة منهم محصورين في البيوت نحو خمسة أيام- أغلبهم من جلوية حريملاء- وكانوا يرمون أهل البلد، فقَتَلوا منهم 18 رجلًا، ثم تسوَّر رجال ابن عدوان عليهم الدارَ وشَدُّوا عليهم حتى قتلوهم وأخذوا ما معهم من السلاحِ، وكان جملةُ من قُتل من هؤلاء الأحزاب في هذه الوقعة 60 رجلًا. وكان ابن عدوان قد دعا المحصورين إلى التسليم، وأعطاهم الأمان فخرج منهم 10 رجال فقَتَل منهم ستةً، ولم يكن الشيخُ محمد وابن سعود يعلمان بذلك، فلما علما أنكرا ما فعل ونَقَموا عليه لِغَدرِه بالعَشرةِ بعد أن أعطاهم الأمانَ.
استقرار أسرة الصباح في حكم الكويت وتولي الشيخ صباح الأول حكم البلاد .
العام الهجري : 1169 العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
سعى المستوطِنون الأولون آلُ الصباح من العتوب في الكويت، إلى تأمين مركزِهم في إمارتهم الناشئة، وذلك بالاعترافِ بشيء من الولاء للدولة العثمانية. فأوفدوا زعيمَهم الأول، صباح بن جابر، إلى الوالي العثماني في بغداد؛ ليطلب منه تأييدَ الدولة العثمانية لهم، وإقرارها لاستقرارهم وأمنهم، فضلًا عن إظهارِ رغبتِهم في العيش في سلامٍ، وتعهُّدهم بحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد نجح زعيمُ أُسرة الصباح في مسعاه وبذلك اعترفت الكويت بنوعٍ مِن التبعية الدينية للدولة العثمانية من دون تدخُّل استانبول في شؤونها الداخلية. فتجنَّبت الأخطارَ التي كان يمكِنُ أن تأتيها من جانب الدولة العثمانية، بل استغَلَّ شيوخها في بعض الفترات علاقتَهم بالدولة العثمانية؛ لتحقيق مصالح كويتية خاصة, ولقد كانت الرابطةُ الدينيةُ هي أساس تبعية الكويت الاسمية للدولة العثمانية خلال تلك الفترة؛ لكونها دولة الخلافة الإسلامية؛ إذ كانت الرابطةُ الدينية هي المصدرَ الأساسي لاكتساب الشرعية. ولا شكَّ في أن نمط تبعية الكويت للدولة العثمانية كان مختلفًا عن أنماط التبعية لسائر ولايات الدولة العثمانية؛ فقد كان هناك: نمط التبعية الفعلية، ونمط السيادة القانونية، والنمط الأقرب إلى علاقة التحالف. وقد حمل الكويتَ على الإقرار بالتبعية الاسمية للدولة العثمانية عوامِلُ عِدَّةٌ أبرزها: سعيُ أهل الكويت إلى تحقيق نوع من التوازن في علاقاتهم بين الدولة العثمانية وبني خالد الذين كانوا يسيطرون على الأحساء والقطيف؛ تفاديًا للوقوع تحت سيطرة أي من القوَّتين. حِرصُ حكام الكويت على تدعيم شرعية كيانهم السياسي بالارتباط بالمصدر الديني الذي تجسده دولة الخلافة. اطمئنانُ شيوخ الكويت خلال هذه الفترة إلى أن التبعيةَ الاسمية للدولة العثمانية لن تتحوَّل إلى تبعية فعلية نتيجة حالة الفوضى والاضطراب التي كان يمر بها العراق العثماني؛ بسب ظروف سياسية.
انضمام بلدة القويعية إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1169 العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
انضمَّت بلدة القويعية في منطقة الوشم إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأعلن أهلُها الطاعةَ وبايعوا الشيخَ محمد بن عبد الوهاب والإمامَ محمد بن سعود, والتزموا بالسَّمع والطاعة، وصَدَقوا ووفَوا فلم ينخلعوا منها ولم يَنقُضوا عهدهم, وكان أول مَن وفد منهم على الشيخ والأميرِ: ناصِرُ بن جماز العريفي وسعود بن حمد.
السلطان عثمان الثالث يقتل الصدر الأعظم بعد أن تبين له ظلمه للرعية .
العام الهجري : 1169 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:
كان السلطان عثمان الثالث بعد توليه الخلافة قد عيَّن في منصب الصدارة العظمى نشانجي علي باشا بدلًا من محمد سعيد باشا, فاعتمد علي باشا هذا على ميلِ السلطان إليه, فسار في طريقٍ غيرِ حميدٍ، حتى أهاج ضِدَّه الأهالي أجمعين، ولكون السلطان كان من عادته المرور ليلًا في الشوارع والأزقة متنكرًا لتفَقُّدِ أحوال الرعية والوقوف على حقيقة أحوالِهم، سمع أثناء تَجوالِه بما يرتكبه وزيرُه من أنواع المظالم والمغارم، وبعد أن تحقَّق ما نُسِب إليه بنفسِه، أمر بقَتلِه جزاءً له, ثم وضع رأسه في صحنٍ من الفضة على باب السراي عبرةً لغيره. قُتِلَ الوزيرُ في 16 محرم, وعُيِّن مكانَه مصطفى باشا.
هجوم أهل الوشم وسدير على شقراء .
العام الهجري : 1170 العام الميلادي : 1756
تفاصيل الحدث:
تجمَّع أهلُ الوشم وسدير في بلدة القرين في ناحية الوشم يريدون غزوَ أهل شقراء بعد أن انضمَّ أهلها للدعوة, فبَقُوا في القرائن ثلاثة أيام وهم يناوشون أهل شقراء الحربَ، فلما علم بذلك الأمير محمد بن سعود- وكان أهل شقراء من السابقين في متابعةِ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- طلب منهم أن يخرُجوا إليهم ويشاغلوهم حتى يأتيَهم المددُ، ثم أرسل ابنَه الأمير عبد العزيز مع جنوده، الذي تمكن من هزيمة أهل الوشم وسدير، واضطرهم إلى الهروب إلى بلدة القرائن والاحتماء بها بعد أن قتلَ منهم 15 رجلًا، ثمَّ حصرهم في القرائن 20 يومًا حتى أيقنوا الهلاكَ، فخرجوا منها هاربين.
انضمام بلدة ثادق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1170 العام الميلادي : 1756
تفاصيل الحدث:
غزا الأمير عبد العزيز بن محمد بقوَّاته أهل ثادق فنازلوهم وقطعوا شيئًا من نخلهم وتراموا بالرصاص من بعيدٍ، حتى قتلوا منهم 8 رجال وحاصروهم زمنًا، فطلب أهل ثادق المصالحةَ وأقبلوا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ووفدوا عليه في الدرعية وأمَّرَ عليهم دخيلَ بن سويلم، وأرسل معهم أحمد بن سويلم يعلِّمُهم التوحيدَ والأحكام.
عزل مبارك بن عدوان عن إمارة حريملاء ثم تمرده عن الطاعة .
العام الهجري : 1171 العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:
عزل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والأميرُ ابنُ سعود مباركَ بنَ عدوان عن إمارةِ حريملاء؛ وذلك لأنهما تخوَّفا على أهل حريملاء منه لأمورٍ صدرت ونُسِبت إليه وأمَّرا مكانه أحمد بن ناصر, فاستأذن ابن عدوان من الشيخ ومن الأمير أن يذهَبَ إلى عُيينة ثم يعود اليهما في الدرعية، فأذنا له فلما خرج متظاهِرًا بالذهاب إلى العيينة التقى في الطريق بأناسٍ من أهل حريملاء فأغراهم بالرجوعِ عن طاعة الشيخ والأمير، فأطاعه فريقٌ منهم، ثم سار يريد الاستيلاءَ على حريملاء، فاستولى على قصرِ الإمارة، ثم دعا أهل البلد لنصرتِه ومعونته فلم يجِبْه أحدٌ فولى هاربًا.
وفاة السلطان العثماني عثمان الثالث وتولية مصطفى الثالث خلفًا له .
العام الهجري : 1171 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:
هو السلطانُ العثماني عثمانُ الثالث ابن السلطان مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. وُلِدَ السلطان عثمان سنة 1110هـ سنة 1696م وبعد أن تقلَّدَ السيف في جامعِ أبي أيوب الأنصاري على حَسَبِ العادة القديمة وأبقى كبار الموظفين في وظائفهم عيَّن في منصب الصدارة العظمى نشانجي علي باشا بدلَ محمد سعيد باشا ثم أمرَ بقَتلِه بعد أن تبين له أنه كان يرتكِبُ أنواعًا من المظالم والمغارم في حَقِّ الرعية، وعين مكانه مصطفى باشا، ثمَّ عزله وعيَّن مكانه محمد راغب باشا الشهير، وكان من فحول الرجال الذين تقلَّبوا في المناصب على اختلافها. توفِّي السلطان عثمان في السادس عشر من صفر بعد أن حكم مدة ثلاث سنين قضى فيها على الثورات والانتفاضات التي قامت في أنحاء الدولة، وخاصة ثورات الأكراد، ويُذكَر عنه أنه كان يتحسَّس أحوال الرعية ليلًا متنكِّرًا، وتولى بعده ابنُ عمه مصطفى الثالث بن أحمد الثالث.
تولي محمد الأول بن عبد الله ملك العلويين في المغرب خلفا لأبيه .
العام الهجري : 1171 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:
تولى محمَّدٌ الأول بن عبد الله بن إسماعيل ملك العلويين في المغربِ الأقصى الفرعَ الحسني خلفًا لأبيه عبد الله, في 20 صفر, فجدَّد للدولة قوَّتَها بعد تلاشيها، وأحياها بعد خمود جمرتها وتمزيقِ حواشيها، بحُسن سيرتِه ويُمن نقيبتِه.
هجوم زعيم بني خالد مع حلفائه على حريملاء والجبيلة .
العام الهجري : 1172 العام الميلادي : 1758
تفاصيل الحدث:
عزم الحاكِمُ الخالدي عريعر بن دجين وحلفاؤه الهجومَ على الدرعية والقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كانت تحت حمايةِ محمد بن سعود أميرِ الدرعية. فأمر الشيخُ والأمير جميعَ أتباعِهم في بلدان نجدٍ بالاستعداد والتحصُّن، وبنى عبد العزيز بن محمد على الدرعية سورينِ عليهما البروج, فلمَّا بدأ عريعر بالخروجِ ومعه أهل الأحساءِ وبنو خالد وأهل سدير والوشم والرياض والخرج، ويعاوِنُهم في ذلك كلُّ من ناصب الدَّعوةَ أو دولةَ الدرعية العداءَ، فأناخ أهلُ الوشم وسدير والمحمل ورئيسُهم ابن عدوان على حريملاء، وأخذوا يقاتلون أهلها ثلاثة أيام، فقُتِل منهم رجال ولم ينالوا أيَّ نصر, فرحلوا عنها وطلبوا من عريعر أن يمدَّهم بجيوش من عنده فأمَدَّهم بآل عبيد الله من بني خالد وبفريقٍ من عنزة ورئيسهم ابن هذال، فأناخوا جميعًا على حريملاء مرة أخرى وأحاطوا بها ودخَلَها منهم ثلاثُ فِرَقٍ، فخرج إليهم أهل البلد وقاتلوهم وطردوهم مهزومين، وقتلوا منهم عشرة رجالٍ، وأصابوا كثيرين بجراحٍ، ولحقوهم بعد هذا النصر إلى حيث كانوا مُنيخين، فلما رأوهم مُقبلين عليهم ولَّوا على الأعقاب مُدبرين إلى أن وصلوا إلى عريعر بن دجين وجماعته, ثم هجموا جميعًا على الجبيلة فجاء المددُ من الدرعية للجبيلة، وأحاطوا بالمتحالفين حتى ألجؤوهم إلى الفرار بعد أن قتلوا منهم 60 رجلًا، بينما قُتل من أهل الجبيلة والمدد 10 رجال فقط.
انضمام ثرمداء إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1173 العام الميلادي : 1759
تفاصيل الحدث:
انضمَّت ثرمداء في منطقة الوشم إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصبحت خاضعةً للدرعية، وذلك بعد أن قاد الأمير عبد العزيز بن محمد عِدَّةَ حملات عسكرية ضِدَّها بداية من عام 1161هـ.
عزل أمير العيينة مشاري بن معمر .
العام الهجري : 1173 العام الميلادي : 1759
تفاصيل الحدث:
عزل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والأميرُ ابن سعود مشاري بنَ معمر عن إمارة العُيينة؛ لأمور كثيرة ثبتت عليه، وأمَّر عليها سلطان بن محيسن المعمري، وأمَرَ الشيخ بهدم قصر آلِ معمر.
========
207.
انضمام بلدتي الفرعة وأشيقر إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:
سار الأميرُ عبد العزيز ومَن معه إلى بلدة الفرعة في منطقة الوشم، فخرج أهلُها لقتال عبد العزيز، فلما ظهر عليهم كمينٌ أعده عبد العزيز انهزموا وقُتِلَ منهم سبعة رجال،
وبعد أيام وفد أهل الفرعةِ على الشيخ محمد وبايعوه على السمعِ والطاعة، ورئيسُهم منصور بن حمد بن إبراهيم بن حسين، واستقاموا على البيعة، ثم حارب أهل الفرعة مع قواتِ الدرعية أهلَ أشيقر سبعَ سنوات حتى استولوا على أبراجِها, فدخل أهل أشيقر بسبب ذلك في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصبحت أشيقر خاضعةً لإمارةِ الدرعيَّة، وذلك بعد قيامِ عِدَّةِ حملاتٍ عسكرية ضدَّهما.
وفاة الشيخ صباح الأول الصباح أمير الكويت, وتولى ابنه عبد الله .
العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ صباحُ الأول بن جابر الصباح في الكويت، وهو من عشيرة الشملان من بني عتبة من جُميلة من عنزة من ربيعة: جد أمراء آل الصباح؛ حُكَّام الكويت، وأولُ من حكم الكويت بعد تأسيسها. يُرَجَّح أنَّ أصله من الهدار من منطقة الأفلاج في نجدٍ، وقد بُنِيت الكويت في عهده، وفي مذكرات خالد الفرج: أنَّ الكويت حديثةُ البناء، كان موضِعُها يسمى "القرين"، وكانت السلطة في القرين لبني خالد، ورئيسُهم في أواخر القرن الحادي عشر للهجرة براك بن غرير الحميدي، فبنى براك قصرًا في القرين، والقصر في اصطلاح ذلك الزمن هناك يسمى "الكوت". وقد خلَّف صباح الأول خمسةَ ذكور، هم: عبد الله (وهو الذي حكم الكويت بعده)، وسلمان، ومالج، ومحمد، ومبارك.
تولي الشيخ عبد الله الأول بن صباح الأول الحكم في الكويت .
العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:
تولَّى حكمَ الكويت الشيخُ عبد الله الأول بن صباح الأول بن جابر، وكان ذلك بعد وفاة أبيه، وقد حَسُنت سيرته، وكان عاقلًا يوصَفُ بالشجاعة والكرم، وانتعشت الكويتُ في عهده، واستمَرَّ في الحكم إلى أن توفي، وفي أيامه هاجَرَ آل خليفة (حكام البحرين) إلى الكويت.
وفاة العلامة شاه وَليُّ الله الدهلوي .
العام الهجري : 1176 العام الميلادي : 1762
تفاصيل الحدث:
هو العلامةُ كوكب الديار الهندية شاه وَليُّ الله أبو عبد العزيز قطبُ الدين أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي، من علماءِ الهند البارزين, وهو فقيهٌ حنفي من المحدِّثين من أهلِ دهلي بالهند، ولِدَ سنة 1110هـ زار الحجاز سنة 1143 - 1145هـ. قال صاحب فهرس الفهارس: "أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنتِه وتلاميذِهم الحديثَ والسنَّةَ بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدارُ في تلك الديار" كان فصيحًا باللغتين العربية والفارسية، له مصنَّفات عديدة تدلُّ على غزارة علمه ووفرة عقله، أشهرها "حجة الله البالغة" وله: الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف، والفوز الكبير في أصول التفسير، وشرح تراجم أبواب صحيح البخاري، وعقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد، وشرح الموطأ، وغيرها من المصنفات، وقيل إنه توفي سنة 1179هـ.
غزو الأمير عبد العزيز بن محمد الأحساء ديار بني خالد .
العام الهجري : 1176 العام الميلادي : 1762
تفاصيل الحدث:
غزا الأميرُ عبد العزيز بن محمد الأحساءَ ديارَ بني خالد خصومِ الدَّعوةِ، وكانت خيلُهم نحو 30 فرسًا، فأناخ عبد العزيز في مكانٍ يسمى المطيرفي، وهجم على من كان فيه من أهلِها، فقتل منهم سبعين رجلًا، وأخذوا منهم كثيرًا من الأسلحة والأمتعة والدواب. فلما أرادو الرجوعَ إلى نجد أغاروا على المبرز، ونالوا من أهلها.
أمير الرياض دهام بن دواس يطلب الصلح من أهل الدرعية .
العام الهجري : 1177 العام الميلادي : 1763
تفاصيل الحدث:
طلب أميرُ الرياض دهـام بن دواس الصلحَ من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمـام محمد بن سعود، ومع علمِهما بأنَّه لا يفي بوعده إلَّا أنهما وافقا بشروط، منها: أن يقبَلَ دهام بعودة أنصار الدعوة إلى الرياضِ بعد أن كان قد اضطرَّهم إلى الهجرةِ منها, وأن يردَّ دهام إلى المهاجرين الأموالَ التي صادرها منهم في الرياض حين هجرتِهم منها, وأن يسوقَ إلى الدرعية ألفَي (ريال) أحمر معجَّلة, فالتزم دهام بهذا الصلحِ إلى وفاة الإمام محمد بن سعود عام 1179هـ, وحضر مع الإمام عبد العزيز بن محمد الحربَ التي شنَّتْها الدرعية ضِدَّ عشائر الظفير في وقعة "جراب" بالقرب من سدير، وكانت هذه أول غزوة ينضمُّ فيها دهام إلى لواءِ الدرعية.
شركة الهند الشرقية الهولندية تسيطر على البصرة .
العام الهجري : 1178 العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
استطاع الهولنديون أصحابُ شركة الهند الشرقية الهولندية أن يدخُلوا الخليج العربي عن طريقِ تحالُفِهم مع الإنكليز، ثم إن الهولنديين أرادوا التوغُّلَ بتجارتهم وأطماعِهم أكثَرَ من ذلك، فاستطاعوا الظهورَ في البصرة بعد أن عرفوا أنَّ التجارةَ فيها رابحةٌ، فمدُّوا نشاطَهم إلى العراق، وأرسلوا سفُنَهم إلى البصرة، واستطاعوا أن يأخذوا السوقَ من الإنكليز وخاصة بوجود الامتيازات الممنوحة لهم من قِبَل علي باشا من أسرة آفراسياب، ووصل أمرُ الهولنديين في البصرةِ إلى أن أصبحوا يمنَعون الإنكليز والبرتغاليين من الوصولِ إلى البصرة بالقوة، حتى انسحبت مضطرةً شركةُ الهند الشرقية الإنكليزية تاركةً الساحةَ أمام الهولنديين الذين أصبحوا هم المسيطرين على البصرةِ تجاريًّا وعسكريًّا.
غزو عريعر بن دجين الدرعية بمساندة خصوم الدرعية في نجد .
العام الهجري : 1178 العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
بعد هزيمةِ جيش الدرعية في وقعةِ الحاير أرسل عريعر بن دجين حاكمُ بني خالد في الأحساءِ إلى الحسن هبة الله المكرمي يدعوه إلى البقاءِ في نجد حتى يقدَمَ عليه بجيوشِه ليشتركوا في قتال الدرعية, لكِنَّ المكرمي كان قد كاتب حُكَّام الدرعية بعد واقعة الحاير على تبادُلِ الأسرى، فلما أطلق الأسرى من الجانبين عاد إلى بلادِه، بعد أن مكث في نجد 15 يومًا. خرج عريعر مع بني خالدٍ كافةً وأهل الأحساء، فلم يصل الدهناء حتى بلغه خبر ارتحال رئيس نجران إلى بلادِه، فلما وصل عريعر نجدًا وانضمَّ إليه خصوم الدعوة والدولة، وعلى رأسهم دهام بن دواس الذي نقض عهدَه مع الدرعية، ثم استشار عريعر ذوي المعرفة من أهل نجدٍ في المنزل الذي ينزِلُه من الدرعية مع أعرابِه، بحيث يتسِعُ للحضر والبدو من أهلِ الأحساء ومن انضم إليهم من أهل نجد، فنزلوا بين قرى القصير وقرى عمران، ومعه المدافع والقنابر- قنبلة المدفع- فامتلأت قلوبُ أهل البلاد رعبًا، لكنَّهم عزموا على القتال والتوكُّل على الله, فبدأ عريعر برمي أسوار المدينة وأبراجِها بالمِدفَع، وتتابع الرميُ لكن لم يسقُطْ من السور أيُّ لبنة، واشتدت عزائِمُ أهلِ الدرعية فخرجوا من أسوار المدينة بأمرٍ من الأمير عبد العزيز، ففرح جنود عريعر بخروجِهم فهجموا عليهم، ثم تراجعوا إلى داخل السور واستجروا معهم عددًا من جنود عريعر فنشب بينهم القتالُ حتى تمكنوا من قَهرِهم، وقتلوا منهم رجالًا, أعاد الأمير عبد العزيز ما تهدَّم من السور وأقام عريعر ومن معه على حالهم أيامًا، حتى اشتد عليهم الضيقُ، وخاصة الظمأُ، إلى أن جاء عريعر بعضُ أهل الحريق وحرَّضوه على القتال واتفقوا على أن يبدؤوا الحرب في اليوم التالي، لكنَّ خبَرَهم بلغ الأمير عبد العزيز، فاستعدوا لقتالهم، فلما بدأت المدافع تُصلي الحصنَ والسور بنار عظيمةٍ، وصار المهاشير ومن معهم على الزلال، وبنو خالد وأهل الأحساء على سمحان، وأهل الحريق والوشم وابن دواس وابن فارس قصدوا قصير وأحاطوا بالدرعية كإحاطة السِّوارِ بالمِعصَم، ثم احتدم القتال إلى أن شاء الله أن ينصُرَ أهل الدرعية عليهم، فانهزم التحالف وقُتِل منهم 50 رجلًا، وانهزم رئيس المدفع بعد قطع يمينِه, وكان جملةُ مَن قتل من أهل المدينة ستةَ رجال.
دمج "مجلس أحكام العدلية" أعلى مؤسسة في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1178 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
تم دمج "مجلس عالي تنظيمان"- الذي كان يعدُّ أعلى مؤسسة في الدولة العثمانية، والذي تم إنشاؤه في عام 1854م- في مجلس "والا" أو "مجلس أحكام العدلية العالي" الذي أنشأه السلطان محمود الثاني في إبريل 1838م.
هزيمة جيش الدرعية في وقعة الحاير على يد رئيس نجران .
العام الهجري : 1178 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:
جرت الوقعةُ المشهورة بوقعة الحاير- وهو مكان يُعرَف بحاير سبيع، بين الرياض والخرج- وكانت هذه الوقعة ابتلاءً لأهل التوحيد أتباع الدرعية, وكان سببُ هذه الوقعة أن العجمان بعد أن هزمهم عبد العزيز بن محمد في قذلة عام 1177هـ وقتل منهم فريقًا وأسر فريقًا آخر، استنجدوا برئيس نجران وقبائل يام، فاستجاب صاحبُ نجران الحسنُ بن هبة الله المكرمي لشكواهم، وأعدَّ العدة لذلك، وأبلغ صاحِبَ الأحساء عريعر بن دجين عدو ابن سعود بعزمِه على السير لقتال الدرعية، وعقد معه اتفاقًا للتعاون والاشتراك بقتالها، وضرب له موعدًا للقاء عند الحاير، فلما وصل المكرمي الحاير بقي أيامًا يحارب أهلَها حتى وصل جيش الدرعية الذي قيل إنه كان معتدًّا بنفسه ومُعجبًا بقوَّتِه وكثرة عددِه، فلمَّا وصَلوا قرية الحاير التقى الجيشان واشتَدَّ القتال بينهما حتى انهزمت قوات الدرعية، وقُتِلَ منها 400 وأُسر 300، وتم الاتفاق على تبادُلِ الأسرى وانسحاب جيش نجران, ثم أرسل دهام بن دواس أمير الرياض هدايا يستميلُه لمحاربة بقية أتباع الدرعية، ويَعِدُه بكثيرٍ من الأموال والفوز وفتحِ البلدانِ وحُكمِها.
برد شديد في نجد قضى على الزرع والثمار .
العام الهجري : 1179 العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:
أتى على نجدٍ في هذا العام بردٌ شديدٌ لم يُعهدْ مِثلُه أذهب الزرعَ والثمار
وفاة الأمير محمد بن سعود آل مقرن وتولي ابنه عبد العزيز من بعده .
العام الهجري : 1179 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ الإمامُ محمَّدُ بنُ سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي الدرعي العدناني، مؤسِّسُ الدولة السعودية الأولى، وكان الإمامُ محمد بن سعود آل مقرن قد انطلق من مدينة الدرعية (المنطقة الوسطى بجانب مدينة الرياض، العاصمة الحالية). وكان شجاعًا حازمًا، وقد التقى بالإمام محمد بن عبد الوهاب الذي كان يطلب حمايةَ الدعوة من الإمام محمد بن سعود. وتوافق الاثنان على كثيرٍ من الأمور واتفقا على إقامة دولة مسلِمة تطبِّق الإسلام وتعيدُه إلى أصولِه الصافية بعد ما دخله من الدَّجَل والكهانة, وتحمي الدعوةَ إليه؛ ولتأكيد الصلة بينهما تزوج ابنُ الإمام محمد بن سعود بابنةِ الإمام محمد بن عبد الوهاب, وانطلقت جيوشُ إمارة الدرعية لتوحيدِ الأجزاء المتفَرِّقة في نجدٍ، فضمت كل بلاد العارض (عدا الرياض) وأغلب منطقة الخرج والحاير والوشم والمحمل وسدير، ونشرت الدعوة فيها. وكانت إمارةُ الدرعية تسمي بدولةِ آل مقرن نسبةً إلى جدهم مقرن بن مرخان؛ لأن الناس لم يسمُّوا العائلة الحاكمة للدرعيَّة بآل سعود إلَّا في عهد الإمام الثالث سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود. وقد خَلف الإمامُ محمد بعد وفاته ابنَه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود, فبايعه الناسُ بالإمامة بعد أبيه, يقول ابن غنام: "كان الشيخُ محمد بن عبد الوهاب هو رأسَ النظام المُحْكم لعقده, فأسقط الإمامُ عبد العزيز جميع المظالم والمغارم، وارتفع الحق وأقبلت الدنيا على رعيته، وسارت بفتوحه الركبان, وطارت قلوب أهل الضلال فزعًا".
نقض أمير الرياض دهام بن دواس عهده مع الدرعية .
العام الهجري : 1179 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:
نقض أميرُ الرياض دهام بن دواس وأبدى الخيانة، فسار هو وزيد بن زامل رئيسُ الدلم وعدا على الصبيحات في المنفوحة، وأخذا منها سائمةً كثيرة، فخرج أهل منفوحة فقاتلوهما، فقتل من الطرفين عدةُ رجال، فثارت الحرب بين الطرفين، وكان دهام هو الذي فتح باب القتال بنقضِه العهد، وكانت هذه الحرب سببًا لهلاكه وخروجِه من الرياض.
انضمام بلدة العودة في سدير لحكم الدرعية .
العام الهجري : 1181 العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
غزا جيشٌ من الدرعية العودة في سدير, وأميرهم هذلول بن فيصل، ومعه سعود بن عبد العزيز- وهذه أول غزوة غزاها سعود بن عبد العزيز- فدخلوا البلدة ليلًا وأعدوا كمينًا لم يشعُرْ به أحدٌ، فلما أصبحوا غار جيش الدرعية على أطراف البلد، فخرج أهلها إليهم ليقاتلوهم، فدخل الكمين البلدة، فلما علم الذين خرجوا من أهل البلدة بذلك عادوا إليها، وأرادوا دخول القلعة, فوجدوا جيشَ الدرعية قد استولَوا عليها، فجرى بينهم قتال حتى تمكَّن هذلول بن فيصل من السيطرة على البلدة، ونودي فيها بالأمان، واستعملَ الأميرُ عبد العزيز بن محمد منصورَ بنَ حماد أميرًا على بلدةِ العودة.
ارتفاع الأسعار في نجد في سنة سوقة .
العام الهجري : 1181 العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
ارتفعت الأسعارُ في نجد ونَفِدَ الزاد، وقاسى الناس ألوانَ الضيق, واستمَرَّ غلاء الأثمان إلى السنة التالية، وزاد ما كان يلقاه الناسُ مِن مشقة وضيق، حتى سميت هذه السنة سنة سوقة أو قحط سوقة
وفاة العلامة الشيخ عمر بن علي الطحلاوي المالكي الأزهري .
العام الهجري : 1181 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ الإمام الثبت العلامة الفقيهُ المحدِّث الشيخ عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى الطحلاوي المالكي الأزهري، تفقه على الشيخ سالم النفراوي وحضر دروس الشيخ منصور المنوفي، والشهاب ابن الفقيه، والشيخ محمد الصغير الورزازي، وغيرهم، وسمع الحديثَ عن الشهابين أحمد البابلي والشيخ أحمد العماوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي، وتمهَّر في الفنون ودرَّس بالجامع الأزهر وبالمشهد الحُسيني، واشتهر أمرُه وطار صيته، وأشير إليه بالتقدُّمِ في العلوم، وتوجَّه إلى دار السلطنة في قضاء مهمة لأمراء مصر، فقوبل بالإجابة وألقى هناك دروسًا في الحديث في آيا صوفيا، وتلقى عنه أكابرُ العلماء هناك في ذلك الوقت، وصُرف معزَّزًا مقضيًّا حوائجه، وذلك سنة 1147. ولما تمم عثمان كتخدا القزدغلي بناء مسجده بالأزبكية في تلك السنة عيَّن الطحلاوي للتدريس فيه، وذلك قبل سفره إلى الديار الرومية، وكان مشهورًا في حسن التقرير وعذوبة البيان وجودة الإلقاء، وقرأ الموطأ وغيرَه بالمشهد الحسيني، وأفاد وأجاز الأشياخ, وكان للناس فيه اعتقادٌ حسنٌ، وعليه هيبةٌ ووقار وسكونٌ، ولكلامه وقْعٌ في القلوب. توفي ليلة الخميس حادي عشر صفر من هذه السنة، وصُلي عليه في الأزهر في مشهد حافل.
وفاة الشيخ محمد الحفناوي الشافعي شيخ الطريقة الخلوتية الصوفية .
العام الهجري : 1181 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخُ الأزهر, وهو شَريفٌ حُسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسَبُه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيًا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غايةً من العفاف، ولِدَ على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قريةٌ من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبةُ إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يُذكَرُ إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرَّحَبية، وغير ذلك. وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهَّر، وأقرأ ودرَّس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأُشموني، وجمْع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخًا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخةَ الأزهر عشر سنوات. توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاةِ عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.
ثورة علي بك الكبير والي مصر .
العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
كان الخليفةُ العثماني مصطفى الثالث قد طلب من والي مصر حمزة باشا اثني عشر ألف مقاتل لمحاربة الروس، فأوقعت المماليكُ والباشا الفِتَنَ بحَقِّ علي بك متولي المشيخة، وقد ورد فرمانٌ في قتله وإرسال رأسِه إلى السلطان غيرَ أنَّ علي بك عَلِمَ بذلك وتربَّص بالرسل وقتلهم، وأعلن استقلاله بمصر بدَعمٍ مِن الروس؛ من أجل إضعاف الدولة العثمانية. كتب علي بك إلى الشيخ (ظاهر) ظاهر العمر أمير عكا يُعلِمُه بذلك، فعلم الخليفةُ بذلك فأرسل إلى والي دمشق للسيرِ بخمسة وعشرين ألف جنديٍّ لمنع جنود عكا من مساعدة علي بك، فسار والي دمشق، غير أن الظاهر لاقاه في ستة آلاف في موقع ما بين جبل النيران وبحيرة طبرية، وردَّه على أعقابه، ثم أرسل علي بك محمد بك أبا الذهب لمحاربة الشيخ هامان وقبيلته بالحجاز، وتغلَّب عليهم، وقد كَلَّفت هذه التجريدة قرابة 26 مليون فرنك.
غزو الأمير سعود بن عبد العزيز عنيزة .
العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
قاد الأميرُ سعود بن عبد العزيز حملةً عسكرية ركابُها نحو مائة من الإبل ضد عنيزة، فأغار عليها فخرج عليهم أهلها، وكان عِدَّتُهم مئات، ونشب بينهم القتال إلى أن انهزم أهلُ عُنيزة وقُتِلَ منهم نحو عشرةٍ مِن الرجال.
إعلان بريدة ولائها لدولة الدرعية، وتبني دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
أعلنت بُريدة بقيادة أميرِها حمود الدريبي آل عليان ولاءَها لدولة الدرعية وتبنِّي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذلك حين دَعَمت حكومةُ الدرعيةِ أميرَها حمود الدريبي ضدَّ أمير عنيزة عبد الله بن أحمد بن زامل، بقوَّاتٍ قادها الأميرُ سعود بن عبد العزيز, لكنَّ بريدة لم يستقِرَّ ولاؤها للدرعية إلَّا سنة 1189.
=====
208.
إعلان الدولة العثمانية الحرب على روسيا .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:
نشبت الحربُ بين الدولة العليَّة وروسيا؛ وذلك أنه لما توفِّيَ أوغست الثالث ملك بولونيا سعت كاترين الثانية إمبراطورة روسيا في تعيين أحد أتباعها مَلِكًا على بولونيا خلافًا لِما تعهَّدت به روسيا للدولة العلية؛ ولذلك تنبهت الدولة العلية إلى نتيجةِ هذه السياسة وعَلِمَت أنها إن لم تضَعْ حدًّا لتقدم نفوذ روسيا في بولونيا، فلا تلبث بولونيا أن تُمحى من العالم السياسي بانضمامها لروسيا أو بتجزئتِها بينها وبين مجاوريها، لكن كان تنبُّه الدولة هذا بعد فوات الوقت المناسب، فإنه كان يجِبُ عليها مساعدة السويد وبذْل النفس والنفيس في حفظ ولايتها الواقعةِ على البلطيق من الوقوع في أيدي روسيا، ومع كل هذا فقد أرادت الدولة العليَّةُ استدراك ما فات وأوعزت إلى كريم كراي خان القرم أن يعلِنَ الحرب على روسيا، فأغار بخيله ورَجِلِه على إقليم سربيا الجديدة الذي عمرته روسيا، مع أن المعاهدات التي بينها وبين الدولتين تنصُّ على منع وصول المساعدة من خان القرم إلى بولونيا, وكانت نتيجةُ إغارة كريم كراي على هذه الولاية خرابًا كثيرًا من المستعمرات الروسية، وعودته بكثير من الأسرى، وتوفِّي قبل أن تنتهي الحرب التي استمرت حتى عام 1187هـ.
وفاة العلامة الأمير محمد الصنعاني .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
هو العلامةُ المجتهد السيد الحسني صاحب التصانيف: الأمير محمد بن إسماعيل الكحلاني، ثم الصنعاني. ولِدَ ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة سنة 1099هـ بكحلان ثم انتقل مع أسرته إلى صنعاء سنة 1107هـ وأخذ عن علمائها، ووالده كان من الفضلاء الزاهدين في الدنيا الراغبين في العمل، وله شعر جيد، مات في ثالث شهر ذي الحجة سنة 1142هـ. رحل الصنعاني إلى مكة وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وأظهر الاجتهاد وعَمِل بالأدلة، ونفر عن التقليد وزيَّف ما لا دليلَ عليه من الآراء الفقهية، وجرت له مع أهل عصره خطوبٌ ومِحَنٌ، منها في أيام المتوكل على الله القاسم بن الحسين، ثم في أيام ولده الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم، ثم في أيام ولده الإمام المهدى العباس بن الحسين، وتجمع العوامُّ لقتلِه مرة بعد أخرى، وحفظه الله من كيدهم ومكرهم، وكفاه شرهَّم، وولاه الإمامُ المنصور بالله الخطابةَ بجامع صنعاء، فاستمر كذلك إلى أيام ولده الإمام المهدي، واتفق في بعض الجمع أنَّه لم يذكر الأئمة الذين جرت العادة بذكرِهم في الخطبة الأخرى، فثار عليه جماعةٌ من آل الإمام الذين لا أنسةَ لهم بالعلم، وعضَّدهم جماعة من العوام وتواعدوا فيما بينهم على قتلِه في المنبر يوم الجمعة المقبلة، ولم يفلحوا، واستمر ناشرًا للعلم تدريسًا وإفتاءً وتصنيفًا، وما زال في محَنٍ من أهل عصره، ووقعت له فِتَن كبار وقاه الله شَرَّها, وكان الصنعاني قد بدأ بعقد حلقات العلم ولَمَّا يُتِمَّ الرابعة والعشرين من عمره, فقد كان بارعًا في الفقه والأصول، ومؤلفاته تنمُّ عن سعة علمه وجودة ذهنه، واستحضاره للأدلة ومناقشتها، واستخراج الأحكام الفقهية، وكان يدعو إلى تجديد الدين والعودة إلى أصوله وحقيقته كدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ ولذلك لَمَّا بلغته دعوةُ الشيخ المجدد أيَّدَها وأرسل للشيخ قصيدةً يثني فيها عليه وعلى دعوته، ومما قاله فيها: سلامي على نجدٍ ومن حلَّ في نجـدِ وإن كان تسليمي على البعدِ لا يُجدي وقد صدرت من سفحِ صنعا سقى الحيا رباهـا وحـياهـا بقهقهة الرعـدِ سرت من أسير ينشد الريح أن سرت ألا يا صبا نجـدٍ متى هِجتَ من نجـدِ قفي واسألي عن عالمٍ حَـَّل سوحها به يهتدي من ضَلَّ عن منهج الرشدِ محمَّـد الهـادي لسنة أحمـد فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي لقد أنكرَت كلُّ الطوائف قولَهبلا صدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وردِ وللإمام الصنعاني مؤلفات كثيرة، منها: التحبير لإيضاح معاني التيسير، وهو شرح كتاب تيسير الوصول لابن الديبع, والتنوير شرح الجامع الصغير، وتوضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار, وثمرات النظر في علم الأثر, والعدة على شرح العمدة، وهو مليء بالفوائد الفقهية والأصولية، وتطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد, وحاشية على البحر الزخار في الفقه الزيدي, وسبل السلام اختصره من البدر التمام للمغربي, ومنحة الغفار جعلها حاشية على ضوء النهار للجلال, وشرح التنقيح في علوم الحديث للسيد الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، وسماه التوضيح, ومنظومة الكافل لابن مهران في الأصول وشرحها شرحًا مفيدًا, وله مصنفات غير هذه، وقد أفرد كثيرًا من المسائل بالتصنيف بما يكون جميعه في مجلدات، وله شعر فصيح منسجم، جمعه ولده العلامة عبد الله بن محمد في مجلد، وغالبه في المباحث العلمية والتوجع من أبناء عصره والردود عليهم، وبالجملة فهو من الأئمة المجدِّدين لمعالم الدين. أما وفاته فقد أصيب بالحمى والإسهال الشديد حتى توفي في الثالث من شعبان من هذا العام, وقد بلغ من العمر ثمانين سنة. ونظم بعضُهم تاريخه، ورثاه شعراءُ العصر وتأسَّفوا عليه.
هجوم خان القرم التابع للدولة العثمانية على أوكرانيا .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
استطاع خان القرم التابعُ للدولة العثمانية أن يقوم بهجوم شتوي مفاجئ على أوكرانيا أثناء الحرب الروسية - العثمانية، فنجح ملِكُ القرم في غارتِه، وهدم عددًا من الضِّياعِ وحمل الآلافَ من الأسرى.
محاصرة الجيش الروسي قلعة خوتين التابعة للحكم العثماني .
العام الهجري : 1182 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
حاصر الجيشُ الروسيُّ قلعة خوتين الواقعةَ على نهر دنيسنز، والتي تعدُّ المدخَلَ الرئيسيَّ لبولونيا التي كانت تابعةً للدولة العثمانية، بَيْدَ أنَّ الجيشَ العثماني استطاع تشتيتَ الجيشِ الروسي بعد يومٍ مِن الحصار.
انضمام أهل القصيم لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1183 العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
غزا الإمامُ عبد العزيز بن محمد بأهل الدرعية وقراها بلدةَ الهلالية وهي مِن قرى القصيم، فوصلها ليلًا وأعدَّ لها كمينًا، فلما أصبحوا حاربَ أهلَها حتى هزموهم, وقُتِل منهم رجالٌ، ثم دخل عبد العزيز الهلاليةَ وأقام فيها أيامًا، فوفد إليه أهلُ القصيم يعلنون له السمع والطاعة، فأخذ عليهم العهدَ ووضع عندهم معلِّمين يعلمونهم التوحيدَ والشَّرائعَ والأحكامَ.
حج طائفة من أهل الدرعية وأتباع الدعوة .
العام الهجري : 1183 العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
في هذه السَّنةِ غَزَت جماعةٌ من الدرعية، فصادفت الشريف منصورًا فأسَرَتْه مع ركبٍ كان معه، فمَنَّ الإمامُ عبد العزيز وأطلقه دون فداءٍ, فلما عاد الشريف منصور إلى مكةَ استأذن من شريفِ مكَّةَ ليَسمحَ لأتباع الدرعية بالحَجِّ، فحجَّت طائفةٌ منهم آمنة وقضت فرضها بعد أن كان الحجُّ متعسرًا على أتباع الدعوة بسبَبِ الشائعات التي لدى أشرافِ مكَّةَ ضِدَّ أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
تجدد قتال العثمانيين مع الروس .
العام الهجري : 1183 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:
كان السلطانُ مصطفى الثالث يرى أنَّ الخطرَ الدَّاهِمَ على الدولة العثمانية يتمثَّلُ في ظهورِ القوة الروسية الجديدة، ويبدو أنَّه اطَّلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيَّتِه؛ ولذلك أعدَّ السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فخاضت الدولةُ العثمانية حربًا مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق التابعين لروسيا على مناطق الحدود، فنجح ملِكُ القرم في غارته وهدم عددًا من الضِّياع وحمل كثيرًا من الأسرى، وذلك عام 1182هـ، ثم سار الصدرُ الأعظم الوزير نشانجي محمد أمين باشا بجيوشِه للدفاع عن مدينة شوكزيم التي حاصرها الروسُ، فلم ينجح لعدمِ اتِّباعِه الأوامر العسكرية الواردة إليه من السلطانِ المهتمِّ بنفسِه بأمور الحرب، ولو لم يقد الجيوشَ بذاتِه، فكان جزاءَ هذا القائد أن قُتِلَ بأمر السلطان وأُرسِلَ رأسُه إلى الأستانة عبرةً لغيره من القوَّاد, وهُزِمَ الصدر مولدواني على باشا- الذي أتى بعد نشانجي أيضًا- وهو يجتاز بجيشِه نهر الدينستر بالفيضانِ؛ حيث غرق عددٌ كبير من الجند والمراكب، وبعد هذا الانهزامِ الذي لم يكن فيه للروس من فخرٍ, التزم مولدواني باشا بالتقهقرِ بعد إخلاء مدينة شوكزيم، فاحتلَّ الروسُ إقليمي الأفلاق والبغدان، ثم أخذوا يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثوراتٍ ضِدَّ الدولة العثمانية، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة غيرَ أنَّ ثورتَهم أُخمِدَت.
قتال بين الأسطول الروسي والأسطول العثماني في أكثر من موقع .
العام الهجري : 1184 العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:
لَمَّا كانت روسيا ليس لها عمارةٌ بالبحر الأسود استقدمت أساطيلَها من بحر البلطيك واستعانت بسفن من إنكلترا والفلمنك والبنادقة، واستأجرت ضباطًا ورجالًا لها، فأقبل هذا الأسطول إلى البحر الأبيض ومَرَّ بسواحل مورة، وأمَدَّ رجال الثورة هناك بالمال والسلاح. فلما رأت فرنسا تغلغل روسيا في البحر الأبيض كرهت ذلك جدًّا، وعرضت على الدولة العثمانية النجدةَ فقَبِلتْها، فحضر أحد مهندسيها واسمه البارون (توت) ليساعد مهندسي الترك على ترميم القلاع وبناء الاستحكامات، وعرضت إسبانيا مساعدتها على أن تمنَحَها امتيازات تجارية، فأبى الترك ذلك، وظهر عجز الجيش العثماني في تعليماته ونظاماته أمامَ الجيوش الأوروبية التي كانت قد خطت خطواتٍ واسعةً في سبيل النظام العسكري. أما الأسطولُ الروسي بالبحر الأبيض المتوسط فإن خطره لَمَّا استشرى هناك أرسلت إليه الدولةُ أسطولها تحت قيادة حسين باشا الجزائري ففاز عليه، ثم تقدَّمت سفينتُه لأسرِ سفينة الأميرال الروسي الذي كان يعاونُه كبار رجال البحر من الإنكليز، فأسرع الأميرال بالانتقال إلى سفينة أخرى وأشعل في السفينةِ التي تركها النارَ فاحترقت، وأصيب القبودان حسين باشا بجروجٍ اقتضت أن يُنقَلَ إلى البر، ثم إن القائد العام حسام الدين باشا أمر أن تدخُلَ العمارة إلى ميناء جشمة، وكانت ميناء ضيقة، فنصحه القبودان حسين باشا بأن ذلك لا يجوزُ وربما أفضى إلى ضياع الأسطول كله فلم يُصْغِ إليه. فلما رأى قواد الأسطول الروسي أنَّ العمارة العثمانية دخلت ذلك الميناء حصروها وصَفُّوا بقيةَ السفن وأمروها بالضرب، وساقوا الحرَّاقات للهجوم على السفن العثمانية، فوقعت العمارة العثمانية في حالةٍ سيئة فأُحرِقَت جميعُها إلا سفينتين كبيرتين وخمس سفن صغيرة. فلما شفي حسين باشا الجزائري من جراحِه عاد إلى الأستانة، وطلب من الصدر أن يأذن له في فتح جزيرة ليمنوس التي استولى عليها الروسُ برجال ينتخِبُهم من الفدائيين، فأذن له فانتخب أربعة آلاف رجل، فذهب بهم ونزل في سفن مأجورة حتى نزلوا جميعًا بالجزيرة، فأوقعوا بالروس حتى أجلَوهم عنها. وانتصرت الجيوشُ العثمانية على الروس أيضًا عند طرابزون وكرجستان. ثم أُسندت قيادة السفن لحسين باشا الجزائري لِما اشتُهِر عنه من الحزم والدربة، فأخذ الأسطولَ العثماني وخرج لقتال الأسطولِ الروسي في البحر الأبيض فاضطره للهربِ. أما عساكر روسيا فقد تقدمت بعد أن انتصرت على الجيوش العثمانية في عِدَّة مواقِعَ، واستولت على قلاع إسماعيل وكلي وبندر وآق كيرمان. فاضطرت الدولةُ للجِدِّ في حشد الجنود، ولكن كانت النمسا وبروسيا أسرعَ منها في الوساطة، فرفضت روسيا هذه الوساطةَ وطلبت أن تتفِقَ مع الأتراك مباشرةً، وعرضت مطالِبَ فرفضتها تركيا، فرجعت الحرب إلى ما كانت عليه فاستولت روسيا على قلاع ماجين وطولجي وإيساقجي، ودخلت جنودُها بلاد القرم واستولت على قلاع طومان وكرج وكفه وكرزلوه، فهاجر كثير من التتار إلى الأناضول.
سقوط البصرة في أيدي الإنجليز واستخدامها لأغراض تجارية .
العام الهجري : 1184 العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:
كانت التجارة في البصرة قد تدهورت وخاصةً بعد ظهور مرضِ الطاعون في المدينة فتوقَّفَت الحركة التجارية وسُحِب المركز الإنكليزي المقيم فيها مؤقتًا، ثم لم تلبَثْ أن مرت سنتان حتى أتى الحصارُ والاحتلال الفارسي للعراق، فأصيبت البصرة بالشَّلَلِ التِّجاري، لكن الأمرَ لم يدُمْ طويلًا؛ حيث تخلَّت إيران عن البصرة، فأعاد الإنكليز فورًا فتح مركزهم بدرجة مقيمٍ، وقطع ارتباطه بمقيمه بوشهر في إيران، وأصبحوا تحت إمرةِ مقيمي بومباي مباشرةً، فعادت أهميةُ البصرة تحت نفوذ الإنكليز إلى أهميتها التجارية؛ حيث أصبح يستعمِلُها الإنكليز أيضًا كقاعدة لنقل بريد الشركة من الهند إلى إنكلترا وبالعكس.
الروس يستولون على نهر الدانوب ويشعلون الأسطول العثماني .
العام الهجري : 1184 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:
كانت الدولةُ الروسيةُ طامحةً إلى بولونيا، وكان ذلك ضِدَّ مصلحة فرنسا, فحرَّضت فرنسا تركيا على محاربة روسيا، وكان الصدر إذ ذاك محسن زاده محمد باشا فعارض هذا الأمرَ أشَدَّ المعارضة؛ لعلمه بضعف تركيا إذ ذاك وعدَمِ استعدادها لإعلانِ حربٍ كبيرة كهذه على روسيا، فعزله السلطان وعيَّنَ بدله سلحدار ماهر حمزة باشا فأعلن الحربَ على روسيا، وقاد باغلقجي محمد أمين باشا جيشًا تركيًّا وتصدى به لعبورِ نهر الدانوب وفي أثناء ذلك عبرت روسيا نهر الدنييستر وحاصرت (خوتن) ولكن مولدواني باشا وخان القرم تمكَّنا من طرد الروس من هناك، وفي هذا الحين وُشِيَ بالصدر فعُزل وقُتل وعُيِّن مكانه مولدواني علي باشا، فتقدم لعبور نهر الدنييستر فنُصِب عليه حرس من السفن، وبينما هو يستعد لمقاتلة الأعداء في أثناء ذلك فاضت مياه النهر فجأةً، فخاف الجنود أن ينكَسِرَ الجسران فمرُّوا بدون نظام وتراكموا على الجسرين فانقلبا في النهرِ وغرق أكثَرُ من كان عليهما. وكان القائدُ التركي قد وضع ستة آلاف جندي في الضفة الأخرى فدافعوا عن أنفسهم حتى قُتلوا جميعًا. ثم إن هذا القائد أخلى خوتين بعد أن جرَّدها من جميع الذخائر فاستولى عليها الروس. أما الجيوش الروسية التي كانت على حدود آسيا فكانت ظافرةً أيضًا فإنها استولت على قبارطاي وكرجستان وجزءٍ كبير من أرمنستان. وكانت روسيا أرسلت رجالَها لإثارة نصارى اليونان والصرب الجبل الأسود وغيرهم في الجهات التي يكثر فيها العنصر الأرثوذكسي، وبذلك صارت تركيا مغلولةَ إحدى اليدين عن مقارعة خصيمتِها؛ فإنها أرسلت جيوشًا كثيرة لقمعِ هذه الثورات الداخلية وأبقتها في تلك البلاد لعدمِ عودةِ أهلها إلى التمرُّد.
محاولات روسيا السيطرة على بلاد القرم .
العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
هاجم الروسُ مدينةَ طرابزون وفشلوا في احتلالِها، ولكِنَّهم نجحوا في اقتحامِ بلاد القرم والسيطرة عليها, ثم جَرَت مفاوضات الصلحِ، ولكنَّها فَشِلت بسبب مطالبِ روسيا التعسُّفية، وعادت الحربُ وانتصر العثمانيون, وأثناء الحرب القائمة بين الروس والعثمانيين بعثت روسيا البرنس دلفوروكي بجيشٍ لفتح بلادِ القرم، فقابله السلحدار (رتبة عسكرية) إبراهيم باشا وهزمه، فعمد الروسُ إلى إثارة أهل القرم بأنَّها إنما تريد أن تساعِدَهم على استقلالهم عن الأتراك الذين جعلوا أنفُسَهم سادةً عليهم، مع أنهم أعرقُ منهم في السيادة؛ إذ هم أحفادُ جنكيزخان إلى غير ذلك من الأضاليل، فحلَّت هذه الأقوال عروةَ الوَحدةِ بين الترك وبين أهل القرم، ففترت عزائمُهم وقصَّروا في الدفاع عن بلادِهم سنة 1185 هـ
رسول من الدرعية يلتقي بشريف مكة .
العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
أرسل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز إلى والي مكة الشريفِ أحمد بن سعيد رسولًا بهدايا, وكان الشريفُ قد كاتبهما وطلب منهما أن يرسِلَا إليه فقيهًا وعالِمًا من جماعتهما يُبَيِّن حقيقة ما يدعونَ إليه من الدِّينِ، ويناظر علماءَ مكةَ، فأرسلا إليه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، ومعه رسالة منهما, يقول ابن غنام: "لما وصل الشيخُ عبد العزيز الحصين على الشريفِ الملقب بالفعر، واجتمع هو وبعض علماء مكة عنده، وهم يحيى بن صالح الحنفي، وعبد الوهاب بن حسن التركي- مفتي السلطان- وعبد الغني بن هلال، وتفاوضوا في ثلاث مسائل وقعت المناظرة فيها: الأولى: ما نُسِبَ إلينا من تكفير العموم، والثانية: هدمُ القبابِ التي على القبور، والثالثة: إنكار دعوة الصالحين للشَّفاعة. فذكر لهم الشيخ عبد العزيز أنَّ نسبة التكفير بالعموم إلينا زورٌ وبهتان علينا, وأمَّا هدم القباب التي على القبورِ فهو الحقُّ والصوابُ، كما هو وارد في كثيرٍ مِن الكتب، وليس لدى العلماء فيه شَكٌّ, وأما دعوة الصالحين وطلب الشفاعة منهم والاستغاثة بهم في النوازل، فقد نص عليه الأئمة والعلماء وقرَّروا أنَّه مِن الشرك الذي فعله القدماء، ولا يجادِلُ في جوازه إلا ملحِدٌ أو جاهِلٌ, فأحضروا كتب الحنابلة فوجدوا أنَّ الأمر على ما ذكر فاقتنعوا, واعترفوا بأنَّ هذا دينُ الله، وقالوا هذا مذهب الإمام المعظَّم، وانصرف الشيخ عنهم مبجَّلًا معزَّزًا"
تجدد القتال مع الروس .
العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
حاولت روسيا أن تعقد مع تركيا عهدًا مقتضاه استقلالُ القرم وأن تستولي روسيا على قلعة كرتس وبناء قلعة في مدخل بحر أزوف، وأن تكون الملاحةُ حرَّةً لروسيا في جميع موانئ الدولة التركية في البحر الأسود، وأن يكون لتلك الدولةِ حَقُّ حماية المسيحيين الأرثوذكس في تركيا، فرفضت تركيا هذا الشرطَ الأخير، فعاد الجفاء بين الدولتين على ما كان عليه، فتقدَّم الصدر الأعظم محسن زاده باشا وانتصر على الروسِ بجوار بزارجق ووارنة، وصَدَّهم أيضًا علي باشا الداغستاني أمام روسجق، ودحرهم عثمان باشا دحورًا عظيمًا، وقتل منهم تسعة آلاف وأسرَ الجنرال وينين، وقُتل الجنرال واسمان من جرحٍ أصابه.
تمرد محمد بيك أبو الذهب على أستاذه علي بيك بعد دخوله الشام .
العام الهجري : 1185 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
جهَّز حاكِمُ مِصرَ علي بك تجريدةً عظيمة لضَمِّ الشام لحُكمِه، وجعل أميرَها محمد بك أبو الذهب زوج بنته, وأرباب المناصب ومماليكهم وطوائفهم وأتباعهم وعساكر كثيرة من المغاربة والترك والهنود واليمانية والمتاولة، وخرجوا في استعدادٍ عظيم ومعهم الطبول والزمور والذخائر. فلما وصلوا إلى الديار الشامية حاصروا يافا حتى ملكوها، ثم حاربوا نواب وولاة الدولة العثمانية، فهزموهم وقتلوهم وفرُّوا من وجوههم، واستولوا على الممالك الشامية إلى حد حلب، ووردت البشائرُ بذلك لمصر، فنودي بالزينة ثلاثة أيام بلياليها، وذلك في شهر ربيع أول من هذه السنة. وتعاظم علي بك في نفسِه ولم يكتَفِ فأرسل إلى محمد بك يأمرُه بتقليد الأمراء والمناصب والولايات على البلادِ التي افتتحوها وملكوها، وأن يستمِرَّ في سيره ويتعدى الحدودَ ويستولي على الممالك إلى حيث شاء، وهو يتابِعُ إليه إرسال الإمدادات واللوازم والاحتياجات. عند ذلك جمع محمد بك أمراءَه وخشداشيته الكبار في خلوةٍ وعرض عليهم الأوامِرَ فضاقت نفوسُهم وسَئِموا الحرب والقتال، فتعاهدوا على خلافِ رأي علي بك والعودة إلى مصر وترْك الغربة والحرب، فلما عادوا إلى مصر دبَّرَ علي بيك مؤامرةً لقتل أبو الذهب, فلما اكتشفها أبو الذهب جمع أمراءَه وخشداشيته الكبار واتَّفقوا على قتال علي بك، ثم أقبل على محمد بك أبو الذهب الأمراء والأجناد المتفرقون بالأقاليم لَمَّا تحققوا الخلافَ بينه وبين سيِّده، كما حضر إليه جميعُ المنفيين وأتباع القاسمية والهوارة الذين شرَّدهم علي بك وسلَب نعمتَهم، فأنعم عليهم أبو الذهب وأكرمهم وتلقَّاهم بالبشاشة والمحبة، واعتذر لهم وواساهم وقلَّدهم الخدم، وبذلوا جهدهم في طاعته. فعند ذلك نزل بعلي بك من القَهرِ والغيظ المكظوم ما لا يوصَفُ، وشرع في تجهيزِ تجريدة عظيمة، وأمَّر عليها إسماعيل بك، وأمَر بجمعِ أصناف العساكر واجتهد، فلما التقى الجمعان خامر إسماعيل بك وانضمَّ بمن معه من الجموع إلى محمد بك، وصاروا حزبًا واحدًا، ورجع الذين لم يميلوا وهم القليل إلى علي بك.
وقوع خسائر فادحة في الجيش الروسي .
العام الهجري : 1185 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:
تعرَّض الجيش الروسي المكون من 200 ألف جندي لخسائِرَ فادحة أثناء عبوره نهر الطونة للسيطرة على مولدافيا ورومانيا.
علي بك الكبير يعود ويأخذ مناطق من بلاد الشام بدعم من الروس .
العام الهجري : 1186 العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
بعد هزيمةِ علي بك أمام أبي الذهب محمد بك اتَّجه علي بك إلى الشامِ، فاتفق مع (ظاهر) ظاهر العمر فاستطاعا أن يسيطرا على صفد، ثم ينطلق منها إلى الجهات الثانية فدخل عكا وتسلَّم ولايتها، واضطر السلطان أن يعترف بذلك لانشغاله بالحربِ مع الروس التي دعمت علي بك وظاهر العمر لمحاربة العثمانيين، فسارا إلى صيدا لاحتلالها والتقيا بالعثمانيين خارجها وانتصرا على جيوش الدولة العثمانية بدعمٍ مِن الأسطول الروسي في البحر المتوسط يتابعُهم ويدعمهم ويضربُ القوات العثمانية حتى ضربت بيروت وخربت جزءًا منها، ثم عاد علي بك إلى مصرَ ليتخلص من أبي الذهب محمد بك، وبذلك يحمي ظهرَه ليتابع مسيرته إلى الأناضول، فسار إلى مصر ومعه أربعمائة جندي روسي، وذلك في مطلع عام 1187هـ فالتقى الطرفان وانتصر أبو الذهب وقَتَل كلَّ من كان مع علي بك الذي توفِّيَ فيما بعد متأثرًا بجراحِه.
استيلاء روسيا على بلاد القرم .
العام الهجري : 1186 العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
أخذت روسيا تبث رجالها في بلاد القرم لإثارة المشاغب الداخلية بها، وبالتالي لابتلاعِها وضَمِّها إلى أملاكها؛ حيث لم يكن قَصدُها من استقلالها السياسي وقطعِ روابط تبعيتها للدولة العثمانية إلا الوصولَ لهذه الغاية، وما زالت مستمرةً في إلقاء الدسائس ونشر الفتن بين الأهالي، حتى عزلوا أمير بلاد دولت كراي الذي انتخبه الأهالي بمقتضى نصوصِ معاهدة كاينارجي، وأقاموا جاهين كراي مكانه، فلم يقبل تعيينَه فريقٌ عظيم من الأعيان، وخيفَ مِن وقوع حروب داخلية؛ ولذا أمرت روسيا الجنرال بوتمكين باحتلالِها، فدخلها بسبعين ألف جندي كانوا منتظرين على الحدودِ لهذه الغاية فتَمَّ لها مقصِدُها الذي كانت تسعى وراءه من مدة، وهو امتلاكُ كافة سواحل البحر الأسود الشمالية في غضون هذه السنة، فهاجت الدولةُ العثمانية وأرادت إشهارَ الحرب على روسيا لإلزامِها باحترام معاهدة كاينارجي القاضية باستقلال بلاد القرم استقلالًا سياسيًّا تامًّا، لكن حوَّلت أنظارَها ثانيًا عن الحرب بمساعي فرنسا التي أقنعتها بأنَّ هذه الحرب مع استعداد كاترين وتأهُّبِها لها لا يكون وراءها إلا الخرابُ والدمار.
نهاية حركة علي بك الكبير في الخروج على دولة الخلافة العثمانية .
العام الهجري : 1186 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
بعد أن تمكَّن محمد بك أبو الذهب من مصرَ على إثرِ هزيمة قوات أستاذه علي بك، اشتدَّ الأمر بعلي بك ولاحت على دولتِه لوائح الزوالِ، وكاد يموتُ من الغيظ والقهر, ثم شرع في تجهيزِ تجريدةٍ أخرى وأميرُها علي بك الطنطاوي, ووقعت بينهم معركةٌ قوية هُزِمَت فيها عسكر علي بك, فرَكِبَ إلى داره وحمل حمولَه وأمواله وخرج من مصر وذهب إلى جهة الشامِ، وذلك ليلة الخامس والعشرين من شهر المحرم، وبصحبته علي بك الطنطاوي وباقي صناجقه ومماليكِه وأتباعه وطوائفه. فلما أصبح يوم الخميس سادس عشريه عدَّى محمد بك إلى برِّ مصر، وأوقدوا النارَ في ذلك اليوم في الدير بعد ما نهبوه، ودخل محمد بك إلى مصرَ وصار أميرها.
استيلاء الجيش الروسي على قلعة "بندر" العثمانية .
العام الهجري : 1186 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:
كانت قلعة بندر قلعةً عثمانية مهمةً على الساحل الجنوبي من تورلا قربَ مدينة كيشنيف، انهزم الصدر الأعظم والسردار الأكرم عوض خليل باشا أمام رومانزوف في موقع كارتال قرب أيساكجي. فتمكَّن الجيش الروسي من الاستيلاء على القلعة، وقد ذبح الروس ُكافة المسلمين الموجودين في القلعة بالسيف، بلغ عددهم 50 ألف جندي عثماني، تمت مطاردتُهم بعد تركهم القتالَ والهروب من القلعة، فذبحهم الروس- الذين تكبدوا خسائر كبيرة على يد هؤلاء الجنود الأتراك- يقول يلماز: "كانت روسيا هي المنتصرةَ في الحرب في بداية خريف هذا العام، وهذه نقطة تحول في التاريخ؛ فلأولِ مرة في التاريخ تغلبُ دولة أوربية لوحدها في حربٍ شاملة مع الدولة العثمانية. إنَّ تركيا كانت حتى هذا التاريخ الدولةَ الأولى في العالَم، سقطت من حيث القدرةُ إلى الدرجة الرابعة بعد إنكلترا وفرنسا وروسيا بالتسلسل".
تحالف روسي نمساوي لطرد الدولة العثمانية من أوروبا .
العام الهجري : 1187 العام الميلادي : 1773
تفاصيل الحدث:
أبرمت روسيا مع النمسا اتفاقًا سِريًّا تمَّ بين كاترين الثانية وبين الإمبراطور جوزيف الثاني عند مقابلتهما بمدينة كرزن، قاضيًا بمحاربة الدولة العثمانية لإنشاءِ حكومةٍ مُستقلةٍ تكون حاجِزًا بينهما وبين الدولة العثمانية، مكوَّنة من الفلاخ والبغدان وإقليم بساربيا يكون اسمُها مملكة داسي، ويعَّين لها ملكٌ من المذهب الأرثوذكسي، وتأخذ روسيا ميناء أوتشاكوف (مدينة أوزي) وبعض جزائر الروم، وتأخذ النمسا بلادَ الصرب وبوسنه وهرسك من أملاك الدولة العثمانية، وبلاد دلماسيا من أملاك البندقية وتعطيها عِوَضًا عن ذلك بلاد مورة وجزيرتي كريد وقبرص، وأن تعطي باقيَ دول أوروبا أجزاءً أخرى يُتَّفق عليها فيما بعد، وإذا أتيح لهم النصرُ ودخلوا مدينة الأستانة، فيعيدون مملكة بيزانطة الأهلية كما كانت قبل الفتح العثماني، ويعَيَّن الغراندوق الروسي قسطنطينُ بن بولص ملكًا عليها بشَرطِ أن يتنازلَ عن حقوقِه في مملكة روسيا؛ حتى لا يتَّفِقَ وجودُ المملكتين الروسية والبيزنطية الوهمية في قبضة ملكٍ واحدٍ, وخوفًا من وقوع الحرب بسبب القرمِ، مع عدم استعداد الدولة العثمانية في ذاك الوقت على مقاومة روسيا, ففضَّلت قبولَ مشورة فرنسا والاعتراف بضمِّ القرم لروسيا، على أن تتعرَّض لحَربٍ تكونُ عاقبتها وخيمةً، واعترفت بذلك في سنة 1774م.
=====
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق