حمل المصحف بكل صيغه

حمل المصحف

Translate

الاثنين، 7 نوفمبر 2022

ج187 الي 197..من توقيع الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع فرنسا . العام الهجري : 960 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1553.


ج187.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع فرنسا .
العام الهجري : 960 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1553

تفاصيل الحدث:
اعترف ملك فرنسا هنري الثاني في معاهدة إستانبول بالسلطان العثماني كإمبراطور أوروبا الأوحد، ووضع الأسطولَ الفرنسيَّ رهْنَ الدولة العثمانية في مقابِلِ تقديم تركيا مساعداتٍ بحريةً لفرنسا، وأن تترك فرنسا أسطولها لتركيا في حالة عدمِ تسديدها مصاريفَ الحملة البحرية العثمانية.
استيلاء العثمانيين على جزيرة كوريكا ومدينة كاتانيا في صقلية .
العام الهجري : 960 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:
استولى القائدُ البحري العثماني طرغد بك على جزيرة كوريكا ومدينة كاتانيا في صقلية بعد إبادتِه لحاميتها، وتخليصِه لسبعة آلاف أسيرٍ مسلم، ثم قام بتسليم كوريكا للفرنسيين الذين لم يستطيعوا الاحتفاظَ بها طويلًا أمام الإسبان الذين سيطروا عليها في نفس العامِ!
قيام دولة السعديين بالمغرب الأقصى .
العام الهجري : 961 العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:
بعد أن استولى السعديون على فاس سنة 956هـ ثم قام العثمانيون بطردهم وإعادة الوطاسيين، ثم ترك العثمانيون فاس وعادوا إلى الجزائر؛ واجه أبو حسون منافسةَ محمد الشيخ السعدي الذي جمع قواتٍ من السوس والحوز وأتى بجنوده إلى أن وصل رأس الماء من أحواز فاس، وكان أبو حسون بعد انسحاب العثمانيين قد أخذ في إعداد الجيوشِ وآلات الحرب إلى أن قضت ثمانية شهور، فأمر بالخروج لمواجهة محمد الشيخ السعدي والوصول إلى مراكش، ولما تقابل الجيشان قام بينهم قتالٌ عظيم واستطاع أبو حسون أن ينزل بالسعديين هزيمةً شنيعة حتى استطاع أن يردَّهم على أعقابهم، ثم أرسل أبو حسون لمحمد الشيخ وقال له: اخرج أنت وأولادك إلى لقائي، وأنا أخرج إليكم بنفسي، ونترك المسلمين بدون قتال، فتظاهر محمدٌ ورجع إلى والده وإخوته الستة الذين اجتمعوا على أبي حسون فجعل يطاردهم حتى طمر به فرسُه فسقط فطعنوه فاحتزُّوا رأسه وأتوا به جيشَه، فانهزم جيشُ أبي حسون بلا قتال، وأخذ محمد الشيخ فاس، فكانت أحداث هذه الوقائع تعني أن الفرصةَ ما زالت واسعة أمام العثمانيين لاستيلائهم المحلِّي للمغرب، لا سيما وأن محمد الشيخ السعدي باسمِ القضاء على الحزب العثماني بين المغاربة أنزل القتلَ في أكثر من مائتين من كبار أعيان فاس، فضلًا عن الفقيهين المرينيين محمد عبد الوهاب الزقاق قاضي فاس، والحسن علي حزوز خطيب فاس.
وفاة الأمير الشريف أحمد بن أبي نمي .
العام الهجري : 961 العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ الشريف أحمد بن أبي نمي محمد الثاني بن بركات الثاني شريف حسني جدِّ آل منديل وآل حراز، وهو صاحِبُ مكة، وكان هو الذي دعس بساطَ السلطان سليمان القانوني ولم يدعَسْه غيره من أمراء مكَّة، أرسله أبوه إليه سنة 945 واجتمع به، ولما عاد إلى مكة توفِّيَ بها في حياة أبيه، ولم يلِ الإمارةَ استقلالًا, وكانت شوكتُه قد استقرَّت في حياة أبيه.
قيام الدولة الثانية للسلطان أبي حسون الوطاسي .
العام الهجري : 961 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:
لما دخل السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ السعدي إلى فاس سنة 956 وقبض على بني وطاس بها، فرَّ أبو حسون- أخو السلطان أبي العباس أحمد الوطاسي- إلى ثغر الجزائر حقنًا لدمه ومستعينًا بالعثمانيين على السعدي، وكان العثمانيون قد استولوا على المغرب الأوسط وانتزعوه من يد بني زيان، فلم يزل أبو حسون عندهم يفتلُ لهم في الغارات والسنام ويحسِّنُ لهم بلاد المغرب الأقصى ويعظِّمُها في أعينهم ويقول: "إن المتغلِّبَ عليها قد سلبني ملكي ومُلك آبائي، وغلبني على تراث أجدادي، فلو ذهبتم معي لقتاله لكنَّا نرجو الله تعالى أن يتيحَ لنا النصر عليه ويرزُقَنا الظَّفَر به ولا تعدِمونَ أنتم مع ذلك منفعةً مِن ملء أيديكم غنائِمَ وذخائِرَ". ووعدهم بمال جزيل فأجابوه إلى ما طلب وأقبلوا معه في جيشٍ كثيف تحت راية الباشا صالح التركماني المعروف بصالح رئيس، إلى أن اقتحموا حضرةَ فاس بعد حروب عظيمة ومعاركَ شديدة، وفَرَّ عنها محمد الشيخ السعدي إلى منجاتِه، وكان دخول السلطان أبو حسون إلى فاس ثالثَ صفر من هذه السنة, ولما دخلَها فرح به أهلُها فرحًا شديدًا، وترجل هو عن فرسه وصار يعانقُ الناس؛ كبيرًا وصغيرًا، شريفًا ووضيعًا، ويبكي على ما دهمَه وأهلَ بيته من أمر السعديين، واستبشر الناسُ بمقدَمِه وتيمَّنوا بطلعتِه، وقُبض على كبير فاس يومئذ القائد أبي عبد الله محمد بن راشد الشريف الإدريسي, واطمأنت بالسلطان أبي حسون الدارُ، ثم لم يلبث إلا يسيرًا حتى كثرت شكايةُ الناس إليه بالترك وأنهم مدُّوا أيديَهم إلى الحريم وعاثوا في البلاد، فبادر أبو حسون بدفع ما اتَّفق مع الترك عليه من المال وأخرجَهم عن فاس.
نشوب حرب بحرية بين الأسطولين العثماني والبرتغالي .
العام الهجري : 961 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:
نشبت حربٌ بحرية طاحنة بين الأسطولين العثماني والبرتغالي في مضيق هرمز بالخليج العربي, واستمرت الحرب 18 ساعة بدون توقُّف، ولم تؤدِّ إلى نصرٍ حاسمٍ لأحد الفريقين.
استيلاء السلطان محمد الشيخ السعدي على مدينة فاس .
العام الهجري : 961 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:
لما فرَّ السلطان محمد الشيخ السعدي من وقعة الأتراك بفاس وصل إلى مراكش، فاستقَرَّ بها وصرف عزمَه لقتال أبي حسون، فأخذ في استنفار القبائل وانتخاب الأبطال وتعبئة العساكر والأجناد، فاجتمع له من ذلك ما اشتدَّ به أزْرُه وقويَ به عَضدُه، ثم نهض بهم إلى فاس، فخرج إليه السلطان أبو حسون في رُماة فاس وما انضاف إليهم من جيش العرب، فكانت الهزيمة على أبي حسون فرجع إلى فاس وتحصَّن بها، فتقدم الشيخ السعدي وحاصره إلى أن ظفِرَ به في وقعة كانت بينهما بالموضع المعروف بمسلمة، فقتله واستولى على حضرة فاس وصفا له أمرُها، وكان استيلاؤه عليها يوم السبت الرابع والعشرين من شوال من هذه السنة, وبمقتل السلطان أبي حسون انقَرَضت دولة الوطاسيين المرينيين بالمغرب.
معاهدة بين السعديين بالمغرب الأقصى والبرتغاليين .
العام الهجري : 962 العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:
بعد عودة فاس للسعديين ظهر السلطان محمد الشيخ السعدي كخصم عنيد للعثمانيين، ومن المعارضين لسياستهم التوسعيَّةِ في بلاد المغرب، بل والأكثر من ذلك أنه أعلن إثرَ دخوله فاس بأنه عازمٌ على الذهاب إلى الجزائر لمنازلة العثمانيين هناك، فهذا التنافسُ السعديُّ العثماني على شمال إفريقيا، بل وعلى الخلافةِ الإسلامية كان في صالحِ الإسبان والبرتغال، ولا عجب إذا رأينا بعد ذلك تقاربًا بين هؤلاء جميعًا ضد العثمانيين حيث بعث الملك البرتغالي جون الثالث رسالةً إلى حاكم مازكان البرتغالي الفارودي كالفولو ردًّا على الطلب الذي تقدم به السلطانُ محمد الشيخ إلى كلٍّ من مدريد ولشبونة لتزويده بقوات عسكرية ضد العثمانيين، كما حددت الرسالةُ بعض الشروط التي يراها البرتغاليون لمساعدة السعديين، كتسليم بعض المراكز البحرية المغربية، مثل: بادس بنيون والعرائش، بالإضافة إلى تموين القوات التي سيرسلها لمساعدته، وأخيرًا يختتمُ الملك جون الثالث بضرورة إخبار الإمبراطور الإسباني بذلك للتنسيق في عمل مشترك ضِدَّ العثمانيين؛ ونتيجة لهذا التقارب فقد عُقِدت هدنةٌ بين السعديين والبرتغال بواسطة حاكم مازكان لمدة ستة أشهر, وظلَّ مفعول هذه الهدنة زمنًا طويلًا.
معاهدة أماسيا بين العثمانيين والصفويين .
العام الهجري : 962 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:
عُقِدت معاهدة أماسيا بين الخليفة سليمان القانوني والدولة الصفوية بإيران؛ لتثبيت الحدود بين الدولتين، بموجِبِها ضُمَّت كل الأراضي الواقعة شمالَ شرق نهر دجلة حتى بحيرة وان إلى الدولة العثمانية كما استقرت عام 955، وبموجِب هذه المعاهدة تخلى الصفويون عن حقوقِهم بالعراق، واعتَرَفوا بها على أنَّها جزءٌ من الدولة العثمانية.
العثمانيون يسيطرون على المغرب الأقصى .
العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:
نتيجةً لتحالف السعديين مع الإسبان والبرتغال ضِدَّ العثمانيين تحَّركت القوات العثمانية تحت قيادةِ صالح رايس والي الجزائر من قِبَل العثمانيين للوقوف مع أبي حسون الوطاسي وحصلت اصطدامات عسكرية بين قوات محمد الشيخ السعدي والقوات العثمانية قرب بادس التي رسا بها الأسطول العثماني، فلحقت الهزيمة بالقوات السعدية؛ مما أفسح المجالَ أمام العثمانيين لكي يواصلوا زحفهم نحو الداخل، وفي هذا العام سقطت مدينة تازة في يد العثمانيين الذين اشتبكوا مع السعديين في معاركَ متواصلة أهمُّها بكدية المخالي في ساحة فاس، عند ذلك تقدَّمت القوات العثمانية ومعها أبو حسون نحو فاس التي دخلتها في 3 صفر سنة 964, وأعلن الباب العالي ضمَّ المغرب إلى الدولة العثمانية بعد أن خطب الإمام للسلطان العثماني، مكث صالح رايس بمدينة فاس أربعة أشهر ضَمِن خلالها استقرار الأمور للدولة العثمانية، وخلال وجود صالح رايس في فاس لم يترك الجهادَ ضِدَّ الإسبان فأرسل فرقة من جيشه إلى الريف المغربي استرجع من الإسبان مَعقِلَهم الكبير باديس أو صخرة فالين كما يَدْعونها، كما حاول صالح رايس أن يستبدل الباشا العثماني أبا حسون بالشريف الإدريسي الراشدي بوبكر، بناء على اقتراح المرابطين الصوفيين للقيامِ على حكم فاس باسم السلطان العثماني، إلا أنَّ ثورة الأهالي اضطرَّت صالح رايس لإعادة أبي حسون إلى حكم فاس، فأذعن أبو حسون لشروط العثمانيين بشأنِ الحفاظِ على السيادة العثمانية من حيث الخطبةُ باسم السلطان العثماني، وإقامةُ حاميةٍ عثمانية في مقَرِّ بلاطه.
انتزاع بجاية من يد الإسبان .
العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:
لم يكن صالح رايس والي الجزائر يهتمُّ قبل كلِّ شيء إلا بمحاربة الإسبان، ولا يهدفُ من وراء أي عملٍ إلَّا جمعَ القوى الإسلامية من أجلِ تطهير البلاد من الوجودِ الأوروبي الصليبي، فكان يرى قبل كل شيءٍ وجوبَ طردِ الإسبانِ مِن وهران، لكن كيف يتسنَّى له ذلك وسلطانُ السعديين بالمغرب يترقَّبُ به الفُرَص، وسلطانُ قلعة بني عباس ببلاد مجانة يُعلنُ انفصاله واستقلاله، ترامت لصالح رايس يومئذٍ الأنباءُ عن ضعفِ القوى الإسبانية بمدينة مجانة، علاوةً عن معاناةِ الحامية بالضيقِ، فرأى صالح أن يغتنمَ الفرصةَ وأن يبدأ بتطهير الشرقِ من الإسبان قبل أن يُطهِّرَ الغربَ، ولعلَّ انقاذ بجاية سيكون له أثرٌ في عودة مُلك بجاية إلى حظيرة الوحدةِ الإسلامية تحت ضغطِ السكَّان، سار صالح رايس في ربيع أول من هذه السنة نحو مدينة بجاية على رأسِ قوةٍ كبيرةٍ بنحو ثلاثين ألف رجلٍ عزَّزهم في الطريقِ بالمجاهدين في إمارةِ كوكو، فوطَّدت الجيوشَ العثمانية وحاصروا المدينة، بينما جاء الأسطولُ العثماني يحمِلُ الأسلحة والمدافِعَ بجانب الجيشِ، وصوَّب المسلمون قذائفَهم على القلعة ودارت معركةٌ عنيفة، ونجح صالح رايس في انتزاعِ بجاية من الإسبان, ولم يستطع حاكم نابولي من نجدةِ حاكمِها في الوقتِ المناسب، كما استسلم الحاكِمُ الإسباني للقوَّات العثمانية.
محاولة العثمانيين انتزاع وهران من سيطرة الإسبان .
العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:
أُطلِعَ صالح رايس- والي الجزائر من قِبَل العثمانيين- على تلك المؤامرةِ التي كانت تُحاك ضِدَّ الدولة العثمانية بين ملكِ المغرب السلطانِ الشيخ المهدي أبي عبد الله محمد السعدي والإسبان، والتي كان هدفُها طردَ العثمانيين من الجزائر؛ لأنَّه طالما أن الدولة في الجزائر معناه خطرٌ على إسبانيا، فبعث صالح رايس للباب العالي يخبرُه بشأن تلك المحادثات، فكان جوابُ السلطان سليمان سريعًا وحاسمًا بوجوبِ مهاجمة وهران قبل أن تسفِرَ المحادثات بين الجانبين السعدي والإسباني عن نتيجةٍ عملية، فأرسل السلطانُ سليمان أربعين سفينة لمساعدة رايس في الاستيلاءِ على وهران والمرسى الكبير، ومنذ ذلك الوقت كانت الهجرةُ والتجنيدُ الطوعي من مختلِفِ أنحاء الدولة العثمانية، فاستعَدَّ صالح رايس لفتح وهران، وضَمَّ أسطوله الى جانب أسطول السلطان، وصار لديه نحو سبعين سفينة، واجتمع لديه من الجند ما يقارب من أربعين ألف جندي، وكان ينوي من إتمام زحفه هذا بالمسير الى مراكش للقضاء على الفِتَن والاضطرابات وإخضاعها لسلطانه، ولكن القَدَر لم يمهِلْه، فتوفِّي صالح رايس بالطاعون في شهر رجب 963هـ وقام القائد يحيى بإكمال خطة صالح رايس، فأبحر نحو وهران، وفي الطريق وصلت الأوامر السلطانية بتعيين حسن قورصو لمنصب بيلرباي، ووصلت الجيوش البرية والبحرية إلى وهران، وحوصرت حصارًا شديدًا، إلَّا أنها لم تُفتحْ رغم استعدادات العثمانيين الكبيرة؛ وذلك بسبب النجدات المتواصلة التي كانت تبعثُها إسبانيا إلى المدينة المحاصَرة.
وفاة القائد أمير البحر صالح رايس .
العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:
هو القائدُ أمير البحر صالح رايس، ويقال (ريس)، قائدُ البحرية العثمانية في البحر المتوسط, وهو عربيٌّ من الإسكندرية، ولد فيها سنة 893 تعرَّف على الأتراك حين قدِموا إلى مصر، ورافق أميرَ البحار خير الدين بربروسا في رَحَلاته البحرية, ومن أهمِّ أعمال رايس أنَّه ساهم في إنقاذ بقايا المسلمين في الأندلس، وقد تولى منصِبَ حاكم الجزائر عام 1552م. كان صالح رايس يهتم كثيرًا بمحاربة الإسبان، ويهدف من ورائه جمعَ قوى المسلمين من أجل تطهير بلاد المغرب من الوجود الصليبي فيها؛ لذا كان يرى قبل النزولِ إلى الأندلس لاستردادها وجوبَ طرد الإسبانِ من وهران، فعَمِلَ على إتمام فتح بجاية فدَكَّ الحصون التي يتحصَّن بها الإسبان، ثم هزَمَهم واسترَدَّ بجاية منهم, واحتفظ بها العثمانيون قرابة 188 سنة, ثم بدأ بالاستعداد لفتح مدينة وهران، لكنَّ الأجل أدركه أثناء استعداداته لفتحِها, فتوفِّي بالطاعون عن عمر سبعين سنة.
وفاة السلطان الشيخ المهدي محمد بن محمد السعدي .
العام الهجري : 964 العام الميلادي : 1556
تفاصيل الحدث:
هو محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زيدان الحسني، أبو عبد الله، المعروف بالشيخ، والملقب بالسلطان المهدي: ثالثُ سلاطين الدولة السعدية بالسوس ومراكش. ولِدَ سنة 896. كان مع أبيه القائمِ بأمر الله في بدء ظهورِه، ثم كان مع أخيه أحمد الأعرج، وكانت كلمتُهما واحدة مدة 23 عامًا، ثم افترقت كلمتُهما، فقام محمد بخلع أخيه أحمد والقبض عليه وعلى أولاده سنة 946، واجتمعت الكلمة عليه، فباشر الجهادَ في الثغور، فافتتح حصنَ فونتي وآسفي، واختط مرسى أغادير بالسوس الأقصى سنة 947, ثم ضمَّ مراكش سنة 951 فانتقل إليها. وبعدها طمِحَت نفسه للاستيلاء على بقية المغرب والقضاء على الوطاسيين أصحابِ فاس وأطرافِها، فافتتح مكناسة الزيتون سنة 956, وقبض على أكثَرَ مَن بها من الوطاسيين وأرسلَهم مُصفَّدين إلى مراكش. وقاتل العثمانيين في تلمسان وكانوا قد استولوا عليها، فأخذها منهم، ثم امتنعوا عليه بها. وكانت قد بقيت بفاس طائفةٌ من الترك العثمانيين الذين أحضرهم أبو حسون الوطاسي، فجعلهم الشيخ المهدي جندًا على حِدَة وسمَّاهم اليشكارية- العسكر الجديد- وأرسل له السلطانُ سليمان القانوني يهنِّئُه بالمُلك ويطلب منه الدعاء له على منابر المغرب وأن يكتُبَ اسمَه على سكَّته، فرفض طلبه، ثم أرسل السلطانُ سليمان أشخاصًا اتصلوا باليشكارية فتربَّصوا الشيخ المهدي حتى قتلوه غيلةً, وكان من عظماء الرِّجال؛ مهيبًا، غزير العلم، عُنِيَ بالتفسير، وحفظ صحيح البخاري وديوانَ المتنبي.
وقوع وباء عظيم بالمغرب .
العام الهجري : 965 العام الميلادي : 1557
تفاصيل الحدث:
كسا هذا الوباءُ سهلَ المغرب وجبالَه، وأفنى كُماتَه وأبطالَه، واستمَرَّ وجوده إلى سنة ست وستين بعدها.
مبايعة أهل فاس ومراكش للسلطان عبد الله السعدي .
العام الهجري : 965 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1557
تفاصيل الحدث:
تولَّى السلطانُ الغالب بالله الحُكمَ، وذلك بعد مقتل أبيه ومبايعةِ أهل فاس له وأهلِ مراكش، فاستوثق له الأمرُ وتمهَّد له ملك أبيه. وكان قد نشأ في عفافٍ وصيانة، وحَفِظَ القرآن وأخذ بطرفٍ صالحٍ من العلم، وكان وليَّ عهد أبيه، وكان يلقَّب من الألقاب السلطانية بالغالب بالله، لقَّبَه به غيرُ واحد من الأئمةِ.
هزيمة حسن بن خير الدين التركي من السلطان الغالب بالله .
العام الهجري : 965 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1558
تفاصيل الحدث:
لَمَّا ولِيَ السلطان أبو محمد عبد الله الغالب بالله الخلافةَ، اشتغل بتأسيس ما بيده وتحصينِه بالعَدَد والعُدَّة، ولم تطمح نفسه إلى الزيادة على ما ملك أبوه من قَبلِه. وغزاه حسن بن خير الدين باشا التركي صاحبُ تلمسان في جيشٍ كثيفٍ من الأتراك، فخرج إليه السلطان الغالب بالله فالتقيا بمقربةٍ من وادي اللبن من عمالة فاس، فكانت الدائرة على حَسنٍ، فرجع منهزمًا يطلب صياصيَ الجبال إلى أن بلغ إلى باديس، وكانت يومئذ للترك ورجع الغالب بالله إلى فاس، لكنَّه لم يدخلها لوباءٍ كان بها يومئذ.
معركة مستغانم بين العثمانيين والإسبان .
العام الهجري : 965 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1558
تفاصيل الحدث:
حقَّق القائد العثماني الشهير حسن باشا بن بربروسا انتصارًا كبيرًا على النصارى الإسبان في معركة "مستغانم" بالجزائر؛ حيث قُتل في هذه المعركة 12 ألفًا من الإسبان، وتشتهرُ هذه المعركة في التاريخ بأنَّه لم يبقَ فيها جندي إسباني على قيدِ الحياة، حيث تمَّ إفناءُ الجيش الإسباني عن بَكرة أبيه. وكان سببُها أن حاكم وهران دو الكوديت كان يدركُ أنَّ استرجاع العثمانيين لتلمسان يهدِّدُ الوجود الإسباني تهديدًا خطيرًا، فقرَّر الاستيلاءَ على مستغانم التي جعلها العثمانيون قاعدةً لهم للهجومِ على وهران، وكان دو الكوديت يأملُ أن يجعَلَها قاعدةً للهجوم على الجزائر؛ لذلك أعدَّ قوة كبيرة تتكون من اثني عشر ألف مقاتل وخرج على رأسها فهاجم مدينة مستغانم، إلَّا أن محاولته باءت بالفشل، وكان حاكم وهران الكوديت من بين هؤلاء القتلى.
نشوب حرب قونية الميدانية .
العام الهجري : 966 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1559
تفاصيل الحدث:
نشبت حرب قونيَّة الميدانية بين السلطان سليمان القانوني وأخيه بايزيد حولَ أمور متعلِّقة بولاية العهدِ في الدولة العثمانية، وقد هُزِمَ بايزيد وهَرَب إلى الدولة الصفويَّة المعادية للعثمانيين، إلَّا أن الصفويين ما لبثوا أن قتلوه بناءً على طلبٍ مِن سليمان القانوني.
استيلاء الإسبان على جزيرة جربة .
العام الهجري : 967 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:
استولى الأسطول الإسباني الضخم المكوَّن من 200 سفينة و30 ألف جندي، على جزيرة جربة التونسية وقلعتِها، بعد انسحاب الحاميةِ العثمانية منها، والتي تقدَّر بألف رجل.
====
ج188.
انتصار الأسطول العثماني على الأسطول الإسباني في معركة جربا .
العام الهجري : 967 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:
انتصر الأسطولُ العثماني بقيادة طرغد باشا على الأسطول الإسباني الصليبي في معركة "جربا" قرب تونس، في واحدة من كبرى المعارك البحرية في التاريخ العالمي في تلك الفترة، وقُتِلَ أكثرُ من ثلثي بحَّارة الأسطول الإسباني، في حين لم يسقُط من العثمانيين سوى ألف.
حرب بحرية بين أسطول العثمانيين وأساطيل أوروبية .
العام الهجري : 967 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:
أمير البحر العثماني طورغوت يستولي على جزيرة جربة بعد معركةٍ جرت قبلها في شهر رمضان من هذا العام، هزمت فيها أساطيل جنوة وفلورنسا وصقلية ومالطة وإسبانيا، وتوغَّل طوغورت بعد ذلك في الداخل، فاستولى على مدُنِ قفصة وصفاقس والموناستير والقيروان وسوسة، وكان الأعرابُ الشابية قد استولوا عليها فحرَّرها منهم وانتقلت إلى الدولة العثمانية.
استيلاء القائد العثماني طرغد باشا على قلعة جربا في تونس .
العام الهجري : 967 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:
كانت هذه القلعة سابقًا خاضعة للإسبان، واستولى العثمانيون عليها بعد حصار دام 63 يومًا، وقد أطلقوا فيها نحو 12 ألف طلقة مدفعٍ على القلعة، وقُتل من الإسبان 8800 جندي، ومن العثمانيين ألف.
وفاة طاش كبري زاده .
العام الهجري : 968 العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:
أحمد بن مصطفى بن خليل المعروف بطاش كبري زاده، من مشاهير الموسوعيين الأتراك وكُتَّاب السِّيَر، ولد في بروصا عام 901هـ ثم انتقل إلى أنقرة ثم إستانبول، قرأ الفقه والنحو والصرف، وتولى قضاءَ حلب، ويعتبَرُ من المصنِّفين في الموسوعات، فكتابه: مفتاح السعادة ومصباح السيادة، يعتبر ذخيرةً للتعريف بكثيرٍ من العلوم، وله كتابٌ في السير هو: الشقائق النعمانية فيه سيرة شيوخ الطرق، وله العقدُ المنظوم في ذكر أفاضل الروم، وله مؤلَّفٌ في البحث والمناظرة، وله نوادر الأخبار في مناقب الأخيار.
وفاة القائد البحري الإسباني دوريا .
العام الهجري : 968 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1561
تفاصيل الحدث:
توفِّيَ القائد البحري الإسباني الشهير "أندريا دوريا"، كان قد خاض العديدَ من المعارك ضِدَّ المسلمين العثمانيين، وكان النصرُ فيها سِجالًا، وتوفِّيَ بعد انتصار العثمانيين في معركة "جربا" البحرية.
وفاة الأمير بايزيد ابن السلطان سليمان القانوني .
العام الهجري : 969 العام الميلادي : 1561
تفاصيل الحدث:
هو الأمير بايزيد (بالتركية شاهزاده بايزيد) بن سليمان بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح, هو الابنُ الرابع من أبناء سليمان القانوني، والابن الثالث من زوجته الثانية روكسلان. قاد جيشًا متمردًا على الدولة اعتراضًا على ولاية العهد لأخيه سليم الثاني الذي يصغُرُه بسنة ونصف، فهُزم في معركة قونية الميدان سنة 966, فاضطرَّ بايزيد أن يلجأ لإيران عند شاه, ولكن بموجب المعاهدة بين الطرفين قام الشاه طهماسب الصفوي بتسليم بايزيد وأبنائه مقابل مال دُفع له أيضًا، فقام سليمان القانوني بقتل ولده بايزيد وقَتَل معه أبناءَه الخمسة في قزوين, وكان بايزيد يبلُغُ من العمر سبعًا وثلاثين سنة!!
السلطان العثماني سليمان القانوني وولاية العهد .
العام الهجري : 969 العام الميلادي : 1561
تفاصيل الحدث:
كان القانوني قد قتل سابقًا ابنه مصطفى بدسيسة من زوجته روكسلانا الروسية؛ ليتولى ابنُها سليم الخلافة، بل سعت أيضًا لقتل ابن مصطفى الذي لا يزال رضيعًا، وعَهِدَ بالخلافةِ لابنه سليم دون الأكبر بايزيد الذي ثار على أبيه، فأرسل إليه جيشًا فهزمه، فاضطر بايزيد للُّجوء إلى بلاد فارس عند الصفويين، فلما استردَّه سليمان القانوني ثم قتله، صفت ولاية العهد لسليم بن سليمان.
فتح السعديين مدينة شفشاون بالمغرب وانقراض أمر بني راشد منها .
العام الهجري : 969 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1561
تفاصيل الحدث:
لما توفِّيَ الأمير أبو الحسن علي بن موسى بن راشد مختطُّ مدينة شفشاون في شمال المغرب، وبقِيَت بيد أولاده يتولَّون رياستها ولم يزالوا فيها بين سِلمٍ وحرب إلى أن حاصرهم بها الوزير أبو عبد الله محمد بن عبد القادر ابن السلطان محمد الشيخ السعدي بجيوشِ عَمِّه السلطان أبي محمد عبد الله الغالب بالله، وصاحب شفشاون يومئذ الأمير الفاضل أبو عبد الله محمد ابن الأمير أبي الحسن علي بن موسى بن راشد، فلمَّا اشتَدَّ عليه الحصارُ خرج فيمن إليه من أهله وولده وقرابته، وصعدوا الجبلَ المطِلَّ على شفشاون، وذلك ليلة الجمعة الثاني من صفر من هذه السنة، وساروا إلى ترغة، فركبوا منها البحر يوم الجمعة تاسِعَ من هذا الشهر واستقَرَّ الأمير أبو عبد الله بالمدينة النبوية إلى أن مات بها.
حدوث سيل عظيم هائل بحضرموت (سيل الإكليل) .
العام الهجري : 970 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1563
تفاصيل الحدث:
حدث سيلٌ عظيم هائل بحضرموت لم يُسمَع بمثله، أتلف كثيرًا من النخيل, وأهلُ تلك الجهة يذكرونه، ويؤرِّخون به، وهو المسمى عندهم (سيل الإكليل) ويقال إنه وقع في قديم الزمان سيلٌ مثلُه أو قريبٌ منه.
محاولة الإسبان احتلال جزيرة باديس .
العام الهجري : 971 العام الميلادي : 1563
تفاصيل الحدث:
بدأ فيليب الثاني يستعدُّ لاحتلال جزيرة باديس، وشجَّعه على ذلك النصرُ الذي حقَّقه في وهران، فوجَّه لذلك أسطولًا في هذه السَّنة, فقاومه المجاهدون مقاومةً عنيفةً، واضطرَّ الأسطول إلى التراجع, والجديرُ بالذكر أنَّ جزيرة باديس كانت أقربَ نقطة مغربية إلى جبل طارق، وأنَّها كانت بالنسبة للمجاهدين ميناءً هامًّا؛ إذ يمكِنُهم من خلالها العبور للأندلس، كما يمكِنُهم التسلل لداخل الأراضي الإسبانية؛ لتقديم المساعدة للمسلمين هناك، والذين أطلقوا على أنفُسِهم الغرباء، وهذا ما دفع الإسبانيين إلى الهجوم عليها من خلال محاولتهم السابقة، كما كانت جزيرة باديس بالإضافة إلى ذلك مثارَ رعب وخوفٍ لدى السلطان السعدي الغالب بالله؛ إذ خاف السلطان أن يخرجَ الأسطول العثماني من تلك الجزيرة إلى المغرب، فاتَّفق مع الإسبان أن يخلِّيَ لهم الأدالة من حجرة باديس ويبيع لهم البلاد ويُخلِّيها من المسلمين، وينقطع أسطولُ العثمانيين في تلك الناحية، مقابِلَ الدفاع عن شواطئ المغرب إذا هاجمها الأسطول العثماني الذي علِمَ بتلك المؤامرة، فانسحب ورجع إلى الجزائر، كما عزل بويحيى رايس من منصبه في باديس في أواخر هذا العام, وانصرف العثمانيون عن الحرب في غرب البحر المتوسط؛ إذ توجَّه نشاط الأسطول الحربي إلى جزيرة مالطة في الشرق.
محاولة استرجاع وهران من الإسبان .
العام الهجري : 971 العام الميلادي : 1563
تفاصيل الحدث:
خرج حسن بن خير الدين بربروسا في هذه السنة من مدينة الجزائر نحو الغرب، يقودُ جيشًا كبيرًا مؤلفًا من خمسة عشر ألف رجل من رماة البندقية، وألف فارس من الصباحية، تحت إمرة أحمد مقرن الزواوي، واثني عشر ألف رجل من زواوة وبني عباس، أما مؤَنُ وذخيرة الجيش فقد حملها الأسطولُ العثماني إلى مدينة مستغانم التي اتخذَها قاعدة للعمليات، وفي 13 أبريل وصل حسن خير الدين بكامل قوَّته أمام مدينة وهران، وضرب حصارًا حولها، وكان الإسبان مستعدِّين لتلقي الصدمة وراء حصونِهم وقلاعهم، بعد أن توالت النجدات الإسبانية والبرتغالية على وهران؛ استجابة لنداء حاكمها، ومنذ أن صارت القواتُ العثمانية على مسافة مرحلتين وبينهما، كان البيلربك نفسه على بعد ست مراحل؛ مما اضطر حسن بن خير الدين إلى رفع الحصار قبل وصول المزيد من هذه النجدات التي اتخذت من مالطة مركزًا لتجمُّعها، وهكذا لم يستطع حسن بن خير الدين تحقيق هدفه ذلك؛ لأن فيليب الثاني كان قد وضع برنامجًا طموحًا للأسطول الإسباني، والبناء البحري في ترسانات إيطاليا وقطالونيا، كما وردت لخزانة إسبانيا إعانةٌ من البابوية، واجتمعت سلطة قشتالة التشريعية في جلسة غير عادية، وأقرَّت بوجوب إمداد إسبانيا بمعوناتٍ مالية، لتساندَها في حربها مع العثمانيين؛ ممَّا كانت ثمرة تلك المجهودات وإعادة التنظيم لهيكل إسبانيا وهزيمة العثمانيين في وهران.
وفاة أمير البحر طرغد باشا العثماني .
العام الهجري : 972 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1565
تفاصيل الحدث:
هو القائد أمير البحر طرغد باشا العثماني، يسمى عند النصارى درغوث، وعند العرب طرغول. من أشهر قادة البحر العثمانيين، خلَفَ خيرَ الدين في قيادة الأسطول العثماني في شمال إفريقيا، ولِدَ طرغد عام 1485م، في قرية تابعة للواء منتشة موغلة. التحق بالبحرية العثمانية كجنديٍّ بحري عاديٍّ في سن مبكرة جدًّا، ثم اندفع في شبابه إلى حياة البحر بدافع حب المغامرات، فاشتغل كملَّاح بسيط ثم مِدفَعي، ثم ذاع صيتُه، وأظهر تفوقًا ومقدرة عالية في الأعمال العسكرية البحرية، فوجَّه غزواته ناحية البحار الشرقية للبحر المتوسط ضِدَّ السفن البندقية, وسرعان ما انضمَّ إلى الأخوين عروج وخير الدين بربروسا, فخاض معارك بحرية ناجحة ضد النصارى الإسبان في البحر المتوسط. حتى أصبح الذراع الأيمن لخير الدين بربروسا أميرِ الأسطول العثماني، إلى أن خلَفَه في قيادة الأسطول بعد وفاته, وقد قام بغارةٍ كبيرة على شواطئ إسبانيا، تمكَّن خلالها من إنقاذ آلاف من الموركسيين المسلمين الغرباء في الأندلس. حاز طرغد شهرةً عظيمة في الحروب البحرية وخافت بأسَه جميعُ دول الإفرنج المعادية للدولة العثمانية، وحَفِظَ اسم البحرية العثمانية من السقوطِ بعد موت رئيسِها ومؤسِّسها خير الدين بربروسا في البحر المتوسط, وقد شارك طرغد في تعزيز الحماية العثمانية للجزائر وطرابلس الغرب من خطر الإسبان الذين يطمحون في استرجاعها والسيطرة عليها. توفي طرغد أثناء غزو جزيرة مالطة، وكان عمره حين توفي يناهز الثمانين عامًا، ودُفِن في طرابلس الليبية.
وفاة شيخ الإسلام شهاب الدين ابن حجر الهيتمي .
العام الهجري : 973 العام الميلادي : 1565
تفاصيل الحدث:
هو شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، ولد سنة 909 في محلة أبي الهيتم في إقليم الغربية بمصر، وإليه نسبته, ويقال هي محلة ابن الهيثم بالمثلثة فغيَّرتها العامة، تلقى علومَه بالأزهر فبلغ فيها مرتبة شيخ الإسلام عندهم، كان فقيهًا على الشافعي مذهبًا، الأشعريِّ عقيدةً، والمتصوف مسلكًا, وتعتبر ترجيحاته في المذهب معتبرة، وأقواله في المذهب معتبرة، بل يعتبرونه في مقام النووي في تحرير المذهب، وهو عندهم خاتمة المحرِّرين في المذهب الشافعي، وإليه المنتهى في الترجيح، له مصنفات عديدة، منها: تحفة المحتاج لشرح المنهاج، وهو في الفقه الشافعي، وله شرح على الأربعين النووية، والإعلام بقواطع الإسلام، والزواجر عن اقتراف الكبائر، والصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، والفتاوى الكبرى الفقهية، وغيرها من الكتب، وكان يشنِّع على علماء أهل السنة المخالفين له في آرائه، خصوصًا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم, لا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد اعترض عليه في عدد من القضايا المتعلقة بأصول الاعتقاد, فسبَّه سبًّا شديدًا كما في الفتاوى الحديثية" قال الإمام الشوكاني: "انتقل من مصر إلى مكة المشرفة، وسبب انتقاله أنه اختصر الروض للمقري، وشرع في شرحه، فأخذه بعضُ الحساد وفتَّتَه وأعدمه، فعظم عليه الأمر واشتد حزنه، وانتقل إلى مكة وصنف بها الكتب المفيدة، منها: الإمداد وفتح الجواد، شرحان على الإرشاد، الأول بسيط، والثاني مختصر، وتحفة المحتاج شرح المنهاج، والصواعق المحرقة، وشرح الهمزية، وشرح العباب، وكان زاهدًا متقللًا على طريقة السلف، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، واستمر على ذلك حتى مات في مكة" عن 65 عامًا.
وفاة الصوفي عبد الوهاب بن ذوقا الشعراني صاحب الطبقات .
العام الهجري : 973 العام الميلادي : 1565
تفاصيل الحدث:
هو أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي، نسبة إلى محمد بن الحنفية، ولِدَ في قلقشندة بمصر، ونشأ في ساقية أبي شعرة، وينسب الشعراني إلى قرية أبي شعرة المصري الشافعي الصوفي، والشعراني صوفي شاذلي أسَّس الطريقة الشعراوية، وكان معظمُ نشاطه في التصوف، اشتهر بتفاخره؛ حيث كان يدَّعي الاتصالَ بالله والملائكة والرسل، وأنه قادر على الإتيان بالمعجزات والتعرف على أسرار العالم!! له تصانيف أشهرُها طبقاته المسمى: لواقح الأنوار في طبقات الأخيار، وهو تراجم للصوفية، فيه كثير من القصص الخرافية التي يزعم أنها كرامات لأصحابها، بل في بعضها كفر، فأنى يكون كرامة؟! وله أدب القضاء، وله إرشاد الطالبين إلى مراثي العلماء العاملين، وغيرها، توفي في القاهرة عن 75 عامًا.
محاولة العثمانيين فتح جزيرة مالطة .
العام الهجري : 973 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1565
تفاصيل الحدث:
كان السلطان العثماني سليمان القانوني عازمًا على فتح جزيرة مالطة التي كانت أكبر مَعقِل للنصارى الأوروبيين في وسط البحر المتوسط، والتي سبق أن استقَرَّ فيها فرسان القديس يوحنا، فأرسل السلطانُ العثماني أسطولًا آخر بقيادة بيالي باشا نفسه، كما طلب من درغوث رايس حاكمِ طرابلس وجربة، وحسن خير الدين أن يتوجَّها على رأس أسطوليهما الإسلاميين للمشاركة في عملية مالطة وإخضاعها؛ استعدادًا لمنازلة بقية المعاقل الإسلامية بعد ذلك، فسار حسن بن خير الدين على رأس عمارة تشمل 25 سفينة وثلاثة آلاف رجل، ووصل الأسطول الإسلامي أمام مالطة يوم 18 مايو، وفرض الحصار عليها، واستمر الحصار ضيقًا شديدًا إلى أن جهَّزت المسيحية رجالها وأساطيلها ووصل المدد تحت قيادة نائب ملك صقلية برفقة أسطول تعداده 28 سفينة حربية، تحمل عددًا كبيرًا من المقاتلين، ونشبت المعركة بين الطرفين، وتمكَّن الأسطول الإسلامي من الانسحاب في 18 ربيع الأول من هذه السنة.
وفاة السلطان سليمان القانوني وتولي ابنه سليم الثاني الخلافة .
العام الهجري : 974 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1566
تفاصيل الحدث:
هو السلطان سليمان بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني، عاشر سلاطين بني عثمان، وثاني من حمل لقب أمير المؤمنين، ولد في غرة شعبان سنة 900هـ في طرابزون, وهو من أشهر سلاطين آل عثمان؛ حيث تميَّز عصره بالقوة والنفوذ، كان الغرب يلقِّبه بسليمان العظيم، وفي الشرق يلقب بسليمان القانوني, وبلغت الدولة العثمانية في مدته أعلى درجات الكمال. وكانت باكورةُ أعماله بعد توزيع النقود على الانكشارية تعيين مربِّيه قاسم باشا مستشارًا خاصًّا، وإبلاغ توليته على عرش الخلافة العظمى إلى كافة الولاة وأشراف مكة والمدينة بخطابات مفعمة بالنصائح والآيات القرآنية المبيِّنة فضل العدل والقسط في الأحكام، ووخامة عاقبة الظلم، وكان يستهِلُّ خطاباته بالآية الشريفة (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) تولى السلطنة عام 926هـ وأضاف للدولة العثمانية الكثيرَ من الولايات والأراضي الواسعة التي شملت عددًا من عواصم الحضارات والدول، كأثينا وصوفيا وبغداد ودمشق وإسطنبول وبودابست وبلغراد والقاهرة وبوخارست وتبريز, حيث قاد القانوني الجيوشَ العثمانية لغزو معاقل وحصون الأوروبيين في أغلب أراضي المجر قبل أن يتوقَّف عند أسوار فيينا, كما ضمَّ أغلب مناطق البلاد العربية أثناء صراعه مع الصفويين ومناطق من شمال فريقيا حتى الجزائر، وسيطرت أساطيلُه على بحار المنطقة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج العربي. تلقَّب بالقانوني؛ لأنَّه جمع الشرائع المؤسَّسية على أصل إسلامي، ورتبها في مجموعة ظلَّت بموجبها الشريعة الوحيدة المعمول بها، توفي في أثناء حصاره إحدى القلاع في النمسا في العشرين من صفر من هذا العام، بعد أن دامت مدة حكمه قرابة ثمانٍ وأربعين سنة، وتولى العرش بعده ابنه سليم وبدأ عصر الضعف في الدولة العثمانية.
صلح العثمانيين مع النمسا .
العام الهجري : 976 العام الميلادي : 1568
تفاصيل الحدث:
بعد أن تسَلَّم سليم الثاني زمامَ الخلافة العثمانية بدأ الضعفُ يدبُّ فيها، إلا أنه لم يظهر الضعف عليه بسبب قوة وزيره محمد الصقلي، وفي هذه السنة عقدت الدولة العثمانية معاهدةَ صلح مع النمسا، اعترفت فيه بأملاك النمسا في المجر على أن تدفع النمسا مقابل ذلك الجزية السنوية المقرَّرة للدولة العثمانية، واعتراف النمسا أيضًا بتبعية أمراء ترانسلفانيا والأفلاق والبغدان للدولة العثمانية.
ثورة مسلمي غرناطة الموريسكيون .
العام الهجري : 976 العام الميلادي : 1568
تفاصيل الحدث:
ثار المسلمون في ليلة عيد ميلاد النصارى على الإسبان، واعتصموا في جبال البشرات لصدور أوامر ملكية تحرم عليهم التحدث بالعربية، وتمنعهم من ممارسة عبادتهم وتقاليدهم، وكانت هذه الثورة بقيادة محمد بن أمية، يُذكَر أن السلطان السعدي الغالب بالله بذل الوعود المعسولة لرسل الثوَّار البورشارات، ووعدهم بالنصر وتقديم كل ما يحتاجونه من عتاد وسلاح ورجال، لكن استمرَّ الغالب بالله محافظًا على روابطه الوديَّة مع فيليب الثاني، وعمل على خِذلان أهل الأندلس! تسارعت الأحداث في إسبانيا، وبلغ عدد المجاهدين في أوائل سنة 976 أكثر من مائة وخمسين ألفًا، وصادف تلك الثورة صعوباتٌ كبيرة بالنسبة للحكومة الإسبانية؛ إذ كانت غالبية الجيش متقدِّمة مع دوق البابا في الأراضي المنخفضة وأثبتت الدوريات البحرية أنها غير قادرة على حرمان الثوار المسلمين من الاتصال بالعثمانيين في الجزائر، فاستنجد المسلمون بالعثمانيين، فجمع قلج علي جيشًا عظيمًا قِوامُه أربعة عشر ألف رجل من رماة البنادق، وستين ألفًا من المجاهدين العثمانيين من مختلف أرجاء البلاد، وأرسلهم إلى مدينتي مستغانم ومازغران؛ استعدادًا للهجوم على وهران، ثم النزول في بلاد الأندلس، وكان يرافق ذلك الجيشَ عددٌ كبيرٌ من المدافع، وألف وأربعمائة بعير محمَّلة بالبارود الخاص بالمدافع والبنادق، ولكن وبسبب سوء تصرف أحد رجال الثورة الأندلسيين إذ انكشف أمره فداهمه الإسبان، وضبطوا ما كان يخفيه من سلاح بعد أن نجح قلج علي في إنزال الأسلحة والعتاد والمتطوعين على الساحل الإسباني، لم تقع الثورة في الموعد المحدَّد لها، لقد قام قلج علي في شعبان سنة 976 ببعث أسطول الجزائر لتأييد الثائرين في محاولتهم الأولى، وحاول إنزال الجند العثماني في الأماكن المتفق عليها، لكن الإسبان كانوا قد عرفوا ذلك بعد اكتشاف المخطَّط، فصدوا قلج علي عن النزول، وكانت الثورة في عنفوانها، وزوابع الشتاء قوية في البحر؛ فالأسطول الجزائري صار يقاوم الأعاصير من أجل الوصول إلى أماكن أخرى من الساحل يُنزل بها المدد المطلوب، إلا أن قوة الزوابع أغرقت 32 سفينة جزائرية تحمل الرجال والسلاح، وتمكَّنت ست سفن من إنزال شحنتِها فوق سواحل الأندلس، وكان فيها المدافع والبارود والمجاهدين، وكان القائد المجاهد قلج علي قد عزم على الذهاب بنفسه ليتولى قيادة الجهاد هناك، لكن ما شاع عن تجمع الأسطول الصليبي للقيام بمعركة حاسمة مع المسلمين وأمْر السلطان العثماني له بالاستعداد للمشاركة في هذه المعركة- جعله مضطرًّا للبقاء في الجزائر منتظرًا لأوامر إستانبول، وفي غمرة الثورة الأندلسية اتُّهم قائد الثورة ابن أمية بالتقاعس عن الجهاد، فهاجمه المتآمرون فقتلوه في منزله واختير مولاي عبد الله بن محمد بن عبو بدلًا منه، وبعث قلج علي تعزيزات له ونجح القائد الجديد في حملاته الأولى ضد النصارى الإسبان، وطوَّق جيشُه مدينة أرجيه، انزعجت الحكومة الإسبانية لهذا التطورات، وعينت دون جوان النمساوي على قيادة الأسطول الإسباني (وهو ابن غير شرعي للإمبراطور شارل) فباشر قمع الثورة في سنواتها 977-987 وأتى من الفظائع ما بخلت بأمثاله كتُبُ الوقائع، فذبح النساء والأطفال أمام عينيه، وأحرق المساكنَ ودمَّر البلاد، وكان شعاره لا هوادة، وانتهى الأمر بإذعان مسلمي الأندلس، لكنه إذعان مؤقت؛ إذ لم يلبث مولاي عبد الله أن عاد الكَرَّة، فاحتال الإسبان عليه حتى قتلوه غيلةً ونصبوا رأسه فوق أحد أبواب غرناطة زمنًا طويلًا.
مزيد من اضطهاد الموريسكيين في غرناطة .
العام الهجري : 977 العام الميلادي : 1569
تفاصيل الحدث:
بعد أن قُمِعت ثورة الموريسكيين في غرناطة وانتهت، أصدر الملك الإسباني فيليب الثاني مرسومًا بطرد الأندلسيين الموريسكيين من مملكة غرناطة، وتوزيعهم في الأقاليم الأندلسية بعد مصادرة أملاكهم، وإجبارهم على التنصر، وإحالة من يأبى على محاكم التفتيش.
إخضاع ثورة الزيدية والإسماعيلية ضد العثمانيين في اليمن .
العام الهجري : 977 العام الميلادي : 1569
تفاصيل الحدث:
انتفض زعماءُ اليمن من الزيدية والإسماعيلية على الحُكم العثماني، وطردوا الحامية العثمانية عام 975، فقاد سنان باشا جيشًا استولى على عدن، ثم في هذه السنة عُقِدت اتفاقية بين الدولة العثمانية وبين الأئمة الزيدية، اعترف الزيديةُ بموجِبها بالسيادة العثمانية، ومرابطة القوات العثمانية في جميع القطاعات والمدن التي كانت ترابِطُ فيها قبل اندلاع الانتفاضة، واعترفت الدولة العثمانية بالإمام المطهَّر بن شرف الدين زعيمًا دينيًّا للزيدية، أما صَنعاء فلم تدخل تحت السيطرة العثمانية إلا بعد حروب شديدة واستسلام زعمائها الزيديين.
=====
189.
استيلاء علي باشا صاحب الجزائر على تونس .
العام الهجري : 977 العام الميلادي : 1569
تفاصيل الحدث:
عندما غزا علي باشا- صاحِبُ الجزائر- تونسَ في هذه السنة، واستولى عليها وطرد منها حاكمها أحمد بن الحسن بن محمد الحفصي- ذهب أحمد إلى طاغية قشتالة مستغيثًا به، شأنُه شأن أبيه من قَبلِه، فأمَدَّه الطاغية بأسطول عظيم واشترط عليه أداء مال فالتزمه، ولما وصل الأسطول إلى ظاهر تونس اطَّلع قائده السلطان أحمد الحفصي على كتاب من الطاغية مضمونُه المشاركة في الحُكم، فأنكر أحمد ذلك وأنِفَ منه وذهب إلى صقلية فبقي بها إلى أن مات وحُمِل إلى تونس، وكان هنالك أخوه محمد بن الحسن فرضي بالمقاسمة ودخل بالنصارى معه إلى تونس سنة 981.
وفاة السلطان بدر أبي طويرق الكثيري سلطان حضرموت .
العام الهجري : 977 العام الميلادي : 1569
تفاصيل الحدث:
هو السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر، أبو طويرق الكثيري سلطان حضرموت. ولد سنة 902 في مدينة سيؤون وتولى سلطنتها وتوفي فيها، تولاها صغيرًا بعد وفاة أبيه. نشأ موفَّقًا في سياسته، طيب السيرة، وافر العقل، جوادًا، يعتبر أوَّلَ من عمل لتوحيد مناطق حضرموت؛ حيث شملت أراضي سلطنته حضرموتَ من أبْينَ ومأرب غربًا إلى ظفار شرقًا, ثم استعان بالترك، وكاتَبَ السلطان سليمان القانوني، فجاءته سنة 926 قوةٌ منهم، أضاف إليها بعض الزيود من اليمن، ورجالًا من يافع ومن الموالي الأفارقة، فتألف جيشه من هؤلاء جميعا, وصدَّ غارات البرتغال مرارًا. وأطفأ كثيرًا من الفتن الداخلية في بلاده. وطالت مدتُه إلى أن حجر عليه ابنٌ له اسمه عبد الله، فأقام إلى أن مات في هذا العام.
صدور المرسوم الثاني بترحيل جميع سكان غرناطة المسلمين .
العام الهجري : 978 العام الميلادي : 1570
تفاصيل الحدث:
أعلن الكاردينال "خيمينيث" أن المعاهدة التي تم توقيعُها مع حكام غرناطة قبل مائة سنة والتي عقدت عام 879 لم تعُدْ صالحة أو موجودة، وأعطى أوامرَه بتنصير جميع المسلمين في غرناطة دون الأخذ برأيهم، أو حتى تتاح لهم فرصةُ التعرف إلى الدين الجديد الذي يساقون إليه، ومن يرفُض منهم عليه أن يختار أحد أمرين: 1- إما أن يغادر غرناطة إلى إفريقيا دون أن يحمل معه أي شيء من أمواله، ودون راحلةٍ يركبها هو أو أحد أفراد أسرته من النساء والأطفال، وتُصادَر أمواله. 2- وإما أن يُعدَمَ علنًا في ساحات غرناطة باعتباره رافضًا للنصرانية, فكان من الطبيعي أن يختار عدد كبير من أهالي غرناطة الهجرةَ بدينهم وعقائدهم، فخرج قسمٌ منهم تاركين أموالهم سيرًا على الأقدام، غيرَ عابئين بمشاقِّ الطرقات، ومجاهِلِ وأخطار السفر إلى إفريقيا من دون مال أو راحلة، في مشهد يشبه هجرة الصحابةِ رضي الله عنهم إلى الحبشة! وبعد خروجِهم من غرناطة كانت تنتظرُهم عصابات الرعاع الإسبانية والجنود الإسبان، فهاجموهم وقتلوا معظمَهم، وعندما سمع الآخرون في غرناطة بذلك آثروا البقاء بعد أن أدركوا أنَّ خروجهم من إسبانيا يعني قتْلَهم، وبالتالي سيقوا في قوافِلَ للتنصير والتعميد كُرهًا! ومن كان يكتشفُه الإسبان أنه قد تهرَّب من التعميد تتمُّ مصادرة أمواله وقتله علنًا! وقد فرَّ عدد كبير من المسلمين الذين رفضوا التعميدَ إلى الجبال المحيطة في غرناطة محتمين في مغاورها وشعابها الوعرة، وأقاموا فيها لفترات، وأنشؤوا قرى عربية مسلمة، وكان الملكُ الإسباني يُشرفُ بنفسه على الحملات العسكرية الكبيرة التي كان يوجِّهها إلى الجبال؛ حيث كانت تلك القرى تُهدَمُ ويُساق أهلُها إلى الحرق أو التمثيل بهم وهم أحياء، في الساحات العامة في غرناطة- رحمهم الله رحمة واسعة، وجعلهم في عِداد الشهداء.
فتح العثمانيين جزيرة قبرص للمرة الثالثة .
العام الهجري : 979 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1571
تفاصيل الحدث:
كانت إيطاليا وإسبانيا تقدران أهمية جزيرة قبرص، وشاع في أوروبا تكوُّنُ حِلف ضِدَّ السلطان، ولكن لم يُعمَلْ شَيءٌ في حينه لإنقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة، ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيو الذين واجهوا القوة العثمانية التي بلغ عددُ مقاتليها مائة ألف, واستعمل خلالها العثمانيون جميعَ وسائل الحصار المعروفة، مِن فَرٍّ وكَرٍّ، وزرع للألغام، ولم ينتج أي تأثير على الحامية، ولو وصلت قوة النصرانية للنجدة، لصار العثمانيون في خطرٍ، إلا أنَّ المجاعة قامت بعملها، واستسلمت المدينةُ في ربيع الثاني من هذه السنة، ونَقَلت الدولةُ العثمانية بعد فتحِها لقبرص عددًا كبيرًا من سكان الأناضول الذين لا يزال أحفادُهم مقيمين في الجزيرة حتى الآن، ورغم ترحيبِ القبارصة الأرثوذكس بالحكم العثماني الذي أنقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته البندقية لعدة قرون، إلَّا أن احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية، ثم عرضت البندقيةُ الصلحَ مع الدولة العثمانية، فجرت بين الطرفين معاهدة تتخلى بموجِبِها البندقيةُ عن قبرص لصالح العثمانيين، وتحتفظ البندقية بجزيرة كريت وجزر الأرخبيل اليوناني، مع دفع غرامة مالية حربية خوفًا من تجديد القتال.
الأساطيل الأوروبية تهزم الأسطول العثماني في موقعة ليبانتو .
العام الهجري : 979 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1571
تفاصيل الحدث:
ارتعدت فرائِصُ الأمم الأوروبية النصرانيةِ من الخطر الإسلاميِّ العظيم الذي هدَّد القارة الأوروبية؛ من جرَّاءِ تدفُّق الجيوش العثمانية برًّا وبحرًا, وعندما احتلَّ الأسطول العثماني بقيادة علي باشا قبرص بقرارٍ من السلطان سليم الثاني, أخذ البابا بيوس الخامس يسعى من جديدٍ لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة، وتوحيد قواها برًّا وبحرًا في تحالف صليبي تحت راية البابوية، اختير لقيادة قوة هذا التحالف (دون خوان) النمساوي، وهو أخٌ غير شقيق للملك فيليب الثاني، سار (دون خوان) إلى البحر الأدرياتيك، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس، وليس ببعيد عن ليبانتو اليونانية، والذي أعطى اسمها للمعركة، ونظَّم علي باشا قواتِه فوضع سفُنَه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب، بحيث كانت ميمنتُها تستند إلى مرفأ ليبانتو، ومسيرتُها في عُرض البحر، وقد قسَّمها علي باشا إلى جناحين وقلب, فكان هو في القلب, وشيروكو في الجناح الأيمن، وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي، ومقابل ذلك نظَّمَ دون خوان قواتِه، فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي، ووضع جناحه الأيمن بقيادة دوريا مقابل قلج علي، وأسند قيادة جناحه الأيسر إلى بربريجو مقابل شيروكو، وجعل (دون) نفسَه لقيادة القلب، وترك أسطولًا احتياطيًّا بقيادة سانت كروز. احتدمت المعركة في 17 جمادي الأولى من هذه السنة, أحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول الأوروبي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولةً كبيرة وشجاعة نادرة، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين، ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل، وقيل عشرين ألفًا، وخسروا 200 سفينة حربية، منها 93 غرقت، والباقي غنمه العدو وتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة، وأُسِرَ لهم عشرة آلاف رجل! واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه، واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غَنِمَها، ومن بينها السفينة التي تحمل علم البابا، رجع بها إستانبول التي استقبلته استقبال الفاتحين، رغم الشعور بمرارة الهزيمة, وكان لهذه الهزيمة أثرُها الكبير في تراجع الهيمنة العثمانية على غرب البحر المتوسط، ونهاية التمدد العثماني في شرق ووسط أوروبا, ومن أسباب هذه الهزيمة الكارثية على الدولة العثمانية قرارُ سليم الثاني بفتح قبرص، فلم يكن صائبًا؛ لأن قبرص لم تكن مزعجةً للدولة العثمانية، بينما ترتب على فتحها قيامُ هذا التحالف الصليبي الذي أدى إلى هزيمة الدولة في هذه المعركة, فضلًا عن أن قائد الأسطول العثماني علي باشا لم يكن على مستوى قيادة معركة بهذا الحجم، الذي شكله التحالف النصراني, وفي المقابل احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو؛ فلأول مرة منذ قرون تحلُّ الهزيمة بالعثمانيين!
وفاة القائد البحري العثماني حسن باشا بن خير الدين بربروسا .
العام الهجري : 979 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1572
تفاصيل الحدث:
هو القائد البحري العثماني حسن باشا ابن القائد البحري الشهير خير الدين بربروسا، وُلد سنة 925, ويعدُّ من القادة المعدودين في الدولة العثمانية الذين حقَّقوا انتصارات باهرة على الإسبان في شمال إفريقيا، وقد حكم الجزائرَ حوالي 15 عامًا، تخللتها حروبٌ طاحنة. أراد حسن باشا أن يطهِّرَ وهران من الوجود الإسباني، فأخذ يستعدُّ في مدينة الجزائر لجمع قوى جديدةٍ منظَّمة منقادة إلى جانب الجيشِ العثماني، فجنَّد عشرةَ آلاف رجل من زواوة، كما أنشأ قوة أخرى ووضع على رأسِها أحدَ أعوان والده القدامى، وفي الوقت نفسه حاول الحصولَ على تأييد القوة المحلية، فتزوج من ابنة سلطان كوكو ابن القاضي، توفي في إستانبول ودفن فيها, وكان عمره حين توفي يناهز 72 عامًا.
عقد الدولة العثمانية معاهدة إستانبول مع البندقية .
العام الهجري : 980 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:
عقدت الدولةُ العثمانية معاهدةَ إستانبول مع البندقية, فالدولة العثمانية لم يُقعِدْها هزيمة معركة ليبانتو القاسية سنة 979هـ ولم تضعُفْ هِمَّةُ الصدر الأعظم محمد باشا صقللي، فانتهز فرصة الشتاء وعدم إمكانية استمرار الحرب لتجهيز أسطول جديد، وبذَلَ النَّفس والنفيس في تجهيزِه وتسليحه، حتى إذا أقبل صيف سنة 1572م كان قد تمَّ بناء 250 سفينة، وأعلم الصدرُ الأعظم البنادقةَ باستعداده للجولة الثانية، ففضَّلت البندقية أن تجنحَ للسلام، ووقَّعت مع الدولة العثمانية معاهدةَ إستانبول هذه السنة, والتي تتكوَّن من سبعة بنود، منها: أن تسدِّد البندقية غرامات مالية لتركيا، وأن تبقى جزيرةُ قبرص في حوزة الدولة العثمانية, فتفرَّغَ على إثرها العثمانيون لمحاربة إسبانيا التي عادت لاحتلال تونس، وكذلك هزموا أمير البغدان الذي تمرَّد على الدولة طلبًا للاستقلال.
وقوع فتنة عظيمة بمراكش .
العام الهجري : 980 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:
كان الفقيهُ أبو عبد الله محمد الأندلسي نزيلُ مراكش قد استهوى بما يظهر عليه من زهدٍ وصلاحٍ كثيرًا من العامة، فتبعوه، وكانت تصدرُ عنه مقالات قبيحةٌ من الطعن على أئمة المذاهب رحمهم الله تعالى، ويتفوه بمقالات شنيعة في الدين، فأمر السلطانُ الغالب بالله بقتلِه، فاستغاث بالعامَّةِ مِن أتباعه، واعصوصبوا عليه ووقعت فتنةٌ عظيمة بمراكش بسَبَبِه إلى أن قُتِلَ وصُلِب على باب داره برياض الزيتون بمراكش، وكان ذلك أواسِطَ ذي الحجة من هذه السنة.
قيام النصارى بمكيدة البارود بجامع المنصور في مراكش .
العام الهجري : 981 العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:
كان بقصبة مراكش جماعةٌ من أسارى النصارى من لدُن أيامِ أبي العباس الأعرج وأخيه أبي عبد الله الشيخ، فرأوا الجمعَ الغفير من أعيان المسلمين وأهلِ الدولة يحضرون كلَّ جمعة للصلاة مع السلطان بجامعِ المنصور من القصبة، فحدَّثَتهم أنفسُهم الشيطانية بأن يصنعوا مكيدةً يُهلكون بها السلطانَ ومن معه، فحفروا في خُفيةٍ تحت الجامع حفرةً مَلؤُوها من البارود ووضعوا فيها فتيلًا تسري فيه النارُ على مهلٍ كي ينقلبَ الجامِعُ بأهله وقتَ الصلاة فتسبب ذلك في سقوط القبَّة الواسعة من الجامع، وانشقَّ مناره شقًّا كبيرًا، وكان ذلك مبلغَ ضررِهم، وكفى الله المسلمين شَرَّ تلك المكيدة، ولم يتمكن لهم الحالُ على وَفقِ ما أرادوا.
السلطان العثماني ينصب هنري شقيق ملك فرنسا ملكا على بولونيا .
العام الهجري : 981 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:
نصبَ السلطانُ العثمانيُّ هنري شقيقَ ملك فرنسا شارل التاسع ملكًا على بولونيا التي كانت قد دخلت في تبعية الدولة العثمانية من سنة 1573م حتى 1592م, وكانت من الدول الملكيَّة الكبرى في أوروبا.
استيلاء الإسبان على تونس .
العام الهجري : 981 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:
كان فيليب الثاني قد تشجَّع لاحتلال تونس؛ بسبب لجوء السلطان الحفصي أبي العباس الثاني- الذي حكم تونس سنة 942- إليه، وطلب منه المساعدة في إخماد الثوراتِ فاشترط فيليب إعطاءَهم امتيازاتٍ كبيرة تتيح لهم سكنَ جميع أنحاء تونس، ويتنازلُ لهم عن عناية وبنزرت وحلق الواد, فرفض أبو العباس الشروطَ، ولكنَّ أخاه محمد بن الحسين قَبِلَها بعد ذلك, فخرج (دون خوان) أخو الملك من جزيرة صقلية في رجب 981, على رأس أسطول مكون من 138 سفينة تحمِلُ خمسة وعشرين ألف مقاتل، ونزل بقلعة حلق الواد التي كانت تحتلُّها إسبانيا، ثم باغَتَ دون خوان تونسَ واحتلَّها وخرج أهلُها إلى وادي تونس فارين بدينِهم من شرِّ الإسبان، كما انسحب الحاكِمُ العثماني إلى القيروان، فلما دخل الإسبان تونس نهبوها وأخربوا جامع الزيتونة فيها، ونهَبوا الكتُبَ النادرة فيها وطرحوا أكثَرَها في الشوارع لتُداس تحت أقدام الجنود!
وفاة السلطان أبي محمد السعدي أمير السعديين وتولي ابنه .
العام الهجري : 981 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو محمد عبد الله الغالب بالله، ابن السلطان محمد الشيخ السعدي أمير السعديين في المغرب، ولِدَ بتارودانت سنة 933، وانتقل إلى فاس، فبويع له فيها يومَ ورد النبأ من تارودانت بأنَّ الترك اغتالوا أباه آخر سنة 964, وأتته بيعةُ مراكش في أول سنة 965 واستوثق له الأمر, وبعد أربعة أشهر من ولايته أقبل من تلمسان جيشٌ من الترك بقيادة حسن بن خير الدين بربروسا، فقاتله الغالب باللَّه بالقربِ من فاس وهزمه, وأرسل جيشًا سنة 969 لانتزاع البريجة من أيدي البرتغاليين، لكنه لم يتمكَّن من فتحها, وبنى مارستانًا بمراكش وجامعًا, وعُنِي بترقية الزراعة والصناعة, وكان الغالب بالله قد بذل وعودًا لدعم الثوَّار البورشارات من مسلمي الأندلس، لكنَّه خذلهم. بعد وفاة الغالب بالله قام بعده ابنه أبو عبد الله محمد الثاني المتوكل على الله خلفًا لأبيه، الذي كان يضمِرُ الشر لعميه عبد الملك أبي مروان وأحمد المنصور، فخرجا من المغرب واتَّجها إلى السلطان العثماني يستنجدان به، تابع المتوكِّلُ خطة والده في التقرب من الدول الأوروبية ومسالمتها ضِدَّ العثمانيين؛ حيث لم يعُدْ لديه شكٌّ في أنهم سينجدون عمَّيه بقوات عسكرية، فعقد اتفاقًا مع إنجلترا، التي كانت ترغب في تجارتها مع المغرب للفوائد التي تعود على التجَّار الإنجليز من وراء ذلك، زيادة على أنها تدرِكُ الأهمية العظمى التي للمغرب، خصوصًا وقد كانت إنجلترا في حالة حربٍ ضد إسبانيا, وكان توقيع المتوكِّل للاتفاقية التجارية مع الإنجليز يعدُّ العملَ الوحيد الذي قام به خلال حكمه القصير.
خلع ملك السعديين محمد الثاني وتولي عمه عبد الملك .
العام الهجري : 982 العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:
لَمَّا هرب عبد الملك بن محمد المهدي أبو مروان وأحمد المنصور عمَّا المتوكل على الله محمد الثاني زعيم السعديين، بعد توليه الحكم في المغرب بسبب عدائه لهما- استنجدا بالدولة العثمانية في الجزائر، فوجدت الدولةُ العثمانية في انشغال مَلِك إسبانيا فيليب الثاني بأحداث أوروبا الغربية- حيث ثورة الأراضي المنخفضة- فرصةً مناسِبةً للتدخل في المغرب، فأمدُّوا عبد الملك بجيشٍ قوامه خمسة آلاف مقاتل مسلَّحين بأحسن الأسلحة، ودخل عبدالملك فاس بعد أن أحرز انتصارًا كبيرًا على ابن أخيه المتوكِّل على الله، وعاد الجيش أدراجه إلى الجزائر، وقام عبد الملك بإصلاحات في دولته، من أهمِّها أمَرَ بتجديد السفن، وبصُنع المراكب الجديدة، فانتعشت بذلك الصناعة، كما اهتمَّ بالتجارة البحرية، وكانت الأموال التي غَنِمَها من حروبه على سواحل المغرب سببًا في انتعاش ونمو الميزان الاقتصادي للدولة، أسَّس جيشًا نظاميًّا متطورًا واستفاد من خبرة الجندية العثمانية وتشبه بهم في التسليح والرُّتَب، كما استطاع أن يبنيَ علاقات متينة مع العثمانيين، وجعل منهم حُلَفاء وأصدقاء وإخوة مخلصين للمسلمين في المغرب، وفرض احترامَه على أهل عصره، حتى الأوروبيين، احترموه وأجلَّوه. اهتمَّ عبد الملك بتقوية مؤسسات الدولة ودواوينها وأجهزتها، واستطاع أن يشكِّلَ جهازًا شوريًّا للدولة أصبح على معرفة بأمور الدولة الداخلية، وأحوال السكان عامة، وعلى دراية بالسياسة الدولية وخاصةً الدول التي لها علاقةٌ بالسياسة المغربية، وكان أخوه أبو العباس أحمد المنصور بالله- الملقب في كتب التاريخ بالذهبي- ساعِدَه الأيمن في كل شؤون الدولة.
استعادة تونس وتحويلها لولاية عثمانية .
العام الهجري : 982 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:
لما دخل الإسبان إلى تونس قاموا بإرجاع أحمد الحفصي، لكنهم اشترطوا عليه مقابِلَ ذلك أن يمنحَهم أراضيَ من تونس، فرفض ذلك فخلعوه وولَّوا أخاه محمدًا مكانه، وكان قد وافق على طلب الإسبان، فلجأ أحمد إلى صقلية ومات في باليرمو، أمَّا أخوه محمد فأدخل الإسبان إلى البلاد فشاركوه السلطةَ وكثُرَ الفساد وهرب أكثرُ الناس إلى الجبال، ولكنْ لم يلبث الأمرُ فيها أكثر من ثمانية أشهر، حتى أبحر الأسطولُ العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في 23 محرم من هذه السنة, فخرج من المضائقِ ونشر أشرعتهَ في البحر الأبيض، فقاموا بضرب ساحلِ كالابريا، مسينا، واستطاع العثمانيون أن يستولوا على سفينة أوروبية، ومن هناك قطعوا عرض البحر في خمسةِ أيام، في هذا الوقت وصل الحاكمُ العثماني في تونس حيدر باشا، كما وصلت قوةٌ من الجزائريين بقيادة رمضان باشا، وقوةُ طرابلس بقيادة مصطفى باشا، كما وصل ثمةَ متطوعين من مصر، بدأ القتال في ربيع أول من هذه السنة, ونجح العثمانيون في الاستيلاء على حلق الواد، بعد أن حوصِرَ الإسبان حصارًا محكمًا، وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس، ففَرَّ الإسبان الموجودون فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون التي بالغ الإسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الإفريقي، توجه العثمانيون بعد تجمُّع قواتهم إلى حصار البستيون، وضيَّق العثمانيون الخناقَ على أهلها من كل ناحية, فلجأ الحفصيون إلى صقليةَ حيث ظلوا يوالون الدسائسَ والمؤامرات والتضرعات لملوك إسبانيا سعيًا لاسترداد مُلكهم، واتخذهم الإسبان آلاتٍ طيِّعةً تخدمُ بها مآربَهم السياسية حسَبَما تمليه الظروفُ عليهم، وقضى سقوط تونس بيد العثمانيين على الآمال الإسبانية في إفريقيا، وضَعُفت سيطرتها تدريجيًّا حتى اقتصرت على بعض الموانئ، مثل مليلة ووهران والمرسى الكبير، وتبدد حلمُ الإسبان نحو إقامة دولة إسبانية في شمال إفريقيا وضاع بين الرمال.
وفاة السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني .
العام الهجري : 982 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:
هو السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح. ولِدَ سليم الثاني في 6 رجب سنة 930 وهو ابن روكسلان الروسية. تولَّى المُلك بعد موت أبيه سليمان القانوني, ولم يكن السلطان سليم متصفًا بما يؤهِّله للقيام بحفظ فتوحات أبيه، فضلًا عن إضافة شيء إليها! وكان لوجود الوزير الطويل محمد باشا صقللي المدرَّب على الأعمال الحربية والسياسية دور كبير في حفظ الدولة، فحُسنُ سياسته وعِظَم اسم الدولة ومهابتها في قلوب أعدائها حَفِظَتْها -بعد فضل الله- من السقوط مرةً واحدة. وفي عهد سليم تكبَّدت الدولة هزيمةً ساحقة أمام التحالف الأوربي الصليبي في معركة ليبانتو سنة 979 فقدت بعدها الدولةُ هيبتها العسكرية في البحر المتوسط. توفِّيَ في السابع والعشرين من شهر شعبان، بعد أن دام في الحكم ثمانية أعوام، ثمَّ تولى ابنه مراد الثالث الخلافة، ثم أمر بقتل إخوته الخمسةِ؛ خوفًا من نزاعِه على الملك.
خضوع بولونيا تحت الولاية العثمانية .
العام الهجري : 983 العام الميلادي : 1575
تفاصيل الحدث:
ترك هنري ملك بولونيا منصِبَه وعاد إلى فرنسا، فأوصى الخليفةُ مراد الثالث أعيانَ بولونيا بانتخاب أمير ترانسلفانيا ملكًا عليهم، ففعلوا ذلك وأصبحت بولونيا بذلك تحت حماية العثمانيين، واعترفت النمسا بذلك في معاهدة الصلحِ التي أبرمتها مع الدولة العثمانية في العام التالي، وذلك حين هجم التتارُ على الحدود البولونية، فاستنجدت بالدولة العثمانية فأعلن حمايتَها بموجبِ معاهدةٍ رسميةٍ.
الدولة العثمانية تجدد امتيازات الدول الأجنبية .
العام الهجري : 984 العام الميلادي : 1576
تفاصيل الحدث:
جدَّد الخليفةُ مراد الثالث للدُّول الأوربية امتيازاتِها، وهي فرنسا والبندقية، وزاد عليها أن أصبح السفيرُ الفرنسي يأتي في مقدِّمة سفراء الدول الأجنبية الذين كثُروا في إستانبول، وكانت سفُنُ الدول الأوربية تدخل الموانئ العثمانية تحت ظِلِّ العلم الفرنسي باستثناء البندقية، ثم جاءت بعدئذ إنكلترا التي حصلت على امتيازات لتجَّارها أيضًا، وطِبقًا للمعاهدات السابقة فقد قامت فرنسا بإرسال البَعثات الدينية النصرانية إلى كافة أرجاء البلاد العثمانية التي يسكُنُها نصارى، وخاصةً بلاد الشام، وقامت بزرع محبَّة فرنسا في نفوس نصارى الشام؛ ممَّا كان له أثر يُذكَرُ في ضعف الدولة العثمانية؛ إذ امتدَّ النفوذ الفرنسي بين النصارى، وبالتالي ازداد العصيان وتشجَّعوا على الثورات، فكان من أهم نتائج ذلك التدخُّلِ الاحتفاظُ بجنسية ولغة الأقليات النصرانية، حتى إذا ضَعُفت الدولة العثمانية ثارت تلك الشعوب مطالِبةً بالاستقلالِ بدعم وتأييد من دول أوروبا النصرانية!
وفاة الشاه طهماسب الصفوي وقيام ابنه إسماعيل الثاني .
العام الهجري : 984 العام الميلادي : 1576
تفاصيل الحدث:
هو الشاه طهماسب بن إسماعيل الصفوي. تولَّى السلطة على الصفويين بعد أبيه، وهو الابن الأكبر لإسماعيل شاه، ثم ثار عليه أخوه إخلاص ميرزا مدَّعيًا حقه في العرش، فتمكن من أسْرِه وقتْلِه، ثم توفِّيَ طهماسب في هذه السنة مسمومًا بعد أن دام في الملك أربعة وخمسين عامًا، فخلفه ابنُه إسماعيل الثاني الذي كان محبوسًا منذ عام 965 بسبب استقلاله العسكري؛ مما أثار شكوك أبيه وخوفه من الثوران عليه وإطاحته من المُلك، فلما مات أبوه أُخرِجَ من السجن واعتلى عرشَ إيران.
استيلاء أبي مروان عبد الملك ابن الشيخ السعدي على مراكش .
العام الهجري : 984 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1576
تفاصيل الحدث:
بعد انتهاءِ أبي مروان عبد الملك ابن الشيخ السعدي من ضَمِّ فاس, تقدَّم إلى البلاد المراكشية قاصدًا حرب ابن أخيه محمد المتوكل على الله وتشريده عنها، ولما سَمعَ ابنُ أخيه بخروجه إليه وقصْده إياه، تهيأ لملاقاته وسار إلى منازلته، فالتقى الجمعان بموضعٍ يسمى خندق الريحان، على مقربة من وادي شراط من أحواز سلا، فكانت الهزيمة أيضًا على المتوكل على الله، وتبعه عمُّه أبو العباس أحمد المنصور خليفةُ أخيه أبي مروان يومئذ، فلما سمع المتوكل باتباعِه بعد بلوغِه إلى مراكش فرَّ عنها إلى جبل درن، وأسلم له مراكش، فدخلها أحمد نائبًا عن أخيه وأخذ له البيعةَ على أهلها، ثم لحق به السلطانُ أبو مروان فدخلها يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الثاني من هذه السنة، وأقام بها أيامًا ثم خرج في طلب ابن أخيه، فعَمِيَت عليه أنباؤه! فعاد أبو مروان إلى مراكش وأقام بها.
وفاة الشاه إسماعيل الثاني بن طهماسب وقيام أخيه محمد خدابنده .
العام الهجري : 985 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1577
تفاصيل الحدث:
هو الشاه إسماعيل الثاني بن طهماسب بن إسماعيل بن حيدر الصفوي، ثالث حكام الدولة الصفوية، ملك بعد أبيه سنة 984 وكان محبوسًا بقلعة ألموت منذ عشرين سنة؛ بسب استقلاله العسكري، فلما بويع بالحُكمِ قام بقتلِ جميع أخوته ما عدا محمد خدابنده، كما قتل جميع أولاده ما عدا الأكبر حسينًا، وأخاه عباسًا الذي نجا بأعجوبة, وكان إسماعيل الثاني شيعيًّا ثم صار سنيًّا، وقتل غالبَ الروافض وكان متجبرًا متعظِّمًا، فاحتجب عن الخلق وفوَّض الأمر إلى وكيله, وكان يخافُه أهل بلاده لشهامته وشجاعته، فلما ملك صار أجبَنَ الخلق وعجَزَ عن ضبط المملكة, وكان أخوه محمد خدابنده بخراسان لم يسلِّم لأخيه إسماعيل بالطاعة، وكذلك أكثر القبائل, أثار الشاه إسماعيل الثاني غضَبَ الشيعة الرافضة بما أصدره من قوانين تمنعُ سب الخلفاء الراشدين الثلاثة على المنابر، وربَّما كان تصرفه هذا هو انتقامًا من سجنه كل هذه السنين، ولكِنَّ أيامه لم تطُلْ أكثر من سنة؛ حيث توفي مسمومًا بقزوين في رمضان- على ما قيل- في منزل غلام كان يتعشَّقُه، وقيل: هجم عليه خواصُّ مُلكه فقتلوه؛ لأنه كان قد قتل منهم إلى ثلاثين ألفًا؛ لكونهم سببًا في حبسه فأبغضوه, وقد جاوز الخمسين.. فخَلَفه أخوه محمد خدابنده.
======
190.
غزو الأشراف لنجد .
العام الهجري : 986 العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:
غزا الأشراف نجدًا بقيادة الشريف حسن بن أبي نمي، وهاجموا بلدة معكال التي أصبحت جزءًا من مدينة الرياض الحالية, وبقي مدة فيها ثم عاد بعد ثلاث سنوات، وغزا الخرج والعارض، واعترضه أثناء عودته جماعةٌ من بني خالد فهزمهم.
معركة وادي المخازن بين السعديين والعثمانيون والبرتغاليين .
العام الهجري : 986 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:
كان محمد المتوكل على الله بعد هزيمته من عمِّه عبد الملك قد اتصل بمَلِك البرتغال سبستيان، واتَّفق معه على أن يُعينَه على طرد عمِّه من حكم المغرب، وأن يتنازلَ له مقابل ذلك عن جميع شواطئ المغرب، فقَبِلَ سبستيان ذلك العرض المغربي، انتقل المتوكِّل إلى سبتة، وأقام بها أربعة شهور، ومنها اتَّجه إلى طنجة في انتظار سبستيان على رأس القوات العسكرية، وفي أثناء استعدادات الدول الأوروبية- وخاصة البرتغال- للوثوب على المغرب، وإخضاعه بالكامل، حيث استطاع سبستيان أن يحشد من النصارى عشرات الألوف من الإسبان والبرتغاليين والطليان والألمان، وجهَّز هذه الألوف بكافة الأسلحة الممكِنة في زمنه، وجهَّز ألف مركب لتحمِلَ هؤلاء الجنود نحو المغرب، وأقلُّ ما قيل في عددهم ثمانون ألف مقاتل! بينما كان المغاربة بقيادة السلطان أبي مروان عبد الملك السعدي وتَعداد جيشه أربعون ألف مجاهد يملكون تفوقًا في الخيل، ومدافِعُهم أربعة وثلاثون مِدفعًا فقط، وكانت معنوياتهم مرتفعةً جدًّا, وقد أرسل العثمانيون لهم مُدرَّبين وأسلحة متنوعة، مشفوعة بفيلق عسكري, فقامت معركة بين الطرفين صباح الاثنين 30 جمادى الآخرة من هذه السنة تسمى معركة وادي المخازن، أو ما يعرف بمعركة الملوك الثلاثة، والتي تُسمَّى في كتب التاريخ معركة القصر الكبير، استمرت ما يزيد على الأربع ساعات، كتب الله فيها النصر للإسلام والمسلمين، وقد قُتِلَ في المعركة مَلِكُ السعديين عبد الملك أبو مروان، والملك المخلوع ابن أخيه محمد الثاني المتوكل على الله، والملك سبستيان ملك البرتغال، وقد وصَفَ بعض مؤرخي البرتغال نتائجَ المعركة بقوله: كان مخبوءًا لنا في مستقبل الأعصار العصرُ الذي لو وصفتُه لقلتُ: هو العصرُ النحسُ البالِغُ النحوسةِ، الذي انتهت فيه مدَّةُ الصولة والظفر والنجاح، وانقَضَت فيه أيامُ العناية من البرتغال، وانطفأ مصباحُهم بين الأجناس، وزال رونقُهم، وذهبت النخوةُ والقوة منهم، وخلفها الفشلُ الذريع، وانقطع الرجاء واضمحلَّ إبَّان الغنى والربح، وذلك هو العصر الذي هلك فيه سبستيان في القصر الكبير في بلاد المغرب, وكان من أهم أسباب هذه المعارك رغبةُ البرتغاليين أن يمحو عن أنفسهم العار والخزي الذي لحقهم بسبب ضربات المغاربة الموفَّقة، والتي جعلتهم ينسحبون من آسفي وأزمور وآصيلا وغيرها في زمن يوحنا الثالث (1521-1557م)، كما أراد مَلِكُ البرتغال الجديد سبستيان بن يوحنا أن يخوض حربًا مقدَّسة ضِدَّ المسلمين حتى يعلوَ شأنه بين ملوك أوروبا، وزاد من غروره ما حقَّقه البرتغاليون من اكتشافات جغرافية جديدة أراد أن يستفيد منها من أجل تطويق العالم الإسلامي، يدفعُه في ذلك حِقدُه على الإسلام وأهلِه عمومًا، وعلى المغرب خصوصًا، فجمع بين الحقدِ الصليبي والعقليَّة الاستعمارية التي ترى أنَّ يدها مُطلقةٌ في كل أرض مسلمة تعجِزُ عن حماية نفسِها من أي خطر خارجي.
وفاة ملك السعديين عبد الملك بن السلطان محمد الشيخ السعدي .
العام الهجري : 986 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو مروان عبد الملك ابن السلطان محمد الشيخ السعدي ملك السعديين، تولى حكم المغرب بعد أن انتزعَه من ابن أخيه محمد الثاني، الذي أعلن من بداية حكمِه العداءَ لأعمامه أبي مروان وأبي العباس، فاستعانا بالعثمانيين، فقَدَّموا لهما الدعم حيث تمكن عبد الملك من حكم المغربِ وأخوه أبو العباس ساعِدُه الأيمن. كان أبو مروان خلافَ أخيه الغالب بالله وابنه محمد الثاني في التعاون مع الإسبان والبرتغال ضِدَّ الدولة العثمانية؛ فقد دخل عبد الملك في حلف مع العثمانيين الذين قدَّموا له الدعم العسكري في حربه مع الإسبان. توفي في أرض المعركة؛ معركةِ وادي المخازن، فخلفه أخوه المنصور أحمد أبو العباس المعروف بالذهبي، واستمَرَّ أحمد المنصور على منهج أخيه في بناء المؤسسَّات، واقتناء ما وصلت إليه الكشوفاتُ العلمية، وتطويرِ الإدارةِ والقضاء والجيشِ، وترتيبِ الأقاليم وتنظيمها، وكان أحمد المنصور يتابِعُ وزراءه وكبار موظفيه ويحاسِبُهم على عدم المحافظة على أوقات العمل الرسمية، أو التأخير في الردِّ على المراسلات الإدارية والسياسية، وأحدث حروفًا لرموز خاصة بكتابة المراسلات السرية، حتى لا يعرِفَ فحواها إذا وقعت في يد عدوٍّ، وهذا يدل على اهتمامِه الشخصي بجهاز الأمن والاستخبارات التي تحمي به الدولة من الأخطار الداخلية والخارجية.
مبايعة السلطان المنصور أحمد بن محمد السعدي بحكم المغرب .
العام الهجري : 986 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:
بعد انتصار المسلمين على النصارى في معركةِ وادي المخازن التي توفِّيَ أثناءها أبو مروان عبد الملك السعدي, تمَّت بيعةُ المنصور أحمد بن محمد الشيخ السعدي المعروف بالذهبي، بعد أن اجتمع عليه مَن حضر هناك من أهل الحَلِّ والعقدِ، ثم لَمَّا قفل المنصور من غزوته تلك، ودخل حضرةَ فاس يوم الخميس عاشر جمادى الآخرة من هذه السنة جُدِّدت له البيعةُ بها ووافق عليه من لم يحضُر يوم وادي المخازن، ثم بعث إلى مراكش وغيرها من حواضر المغرب وبواديه فأذعن الكلُّ للطاعة وسارعوا إلى الدخول فيما دخلت فيه الجماعة.
معركة قويون كجيدي وانتصار العثمانيين فيها على الصفويين .
العام الهجري : 986 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون على الصفويين في معركة قويون كجيدي، والتي قُتِلَ فيها من الصفويين خمسة آلاف جندي، وهذا ما مهَّد السبيل لسيطرة العثمانيين على شيروان (أذربيجان حاليًّا).
معركة شماهي وانتصار العثمانيين فيها على الصفويين .
العام الهجري : 986 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:
انتصارُ العثمانيين على الصفويين في معركة شماهي، وقع ذلك في القفقاس، وقد خسر الصفويون في هذه المعركة 15 ألف قتيل، وجاءت هذه المعركة في إطار حروبٍ طاحنة بين الجانبين؛ للسيطرة على زعامة العالمِ الإسلاميِّ.
غلاء عظيم بالمغرب .
العام الهجري : 987 العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:
وقع غلاءٌ عظيم بالمغرب، حتى عُرِف ذلك العام بعام البقول، وقيل إنه لما انتهب الناسُ غنيمة وادي المخازن، كان الناس يتوقَّعون مغبَّتها لاختلاط الأموال بالحرامِ، فظهر أثر ذلك من غلاءٍ وغيره، وكان يقال بأن البركةَ رُفِعت من الأموال من يومئذ.
مرضُ المنصور أبي العباس أحمد السعدي .
العام الهجري : 987 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:
مَرِضَ المنصور أبو العباس أحمد السعدي مرضًا مَخوفًا وطال به حتى كادت الأمور تختلُّ، ثم تداركه اللهُ على يد الحكيم الماهر أبي عبد الله محمد الطبيب، وكان يوم خروجه يومًا مشهودًا.
رفع الصفويين حصارهم عن العثمانيين في تفليس .
العام الهجري : 987 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:
حاصر 15 ألف جندي صفوي ما يقرُبُ من 1800 جندي عثماني في تفليس، وقد استمرَّ هذا الحصار 124 يومًا، ولم يرفع الصفويون الحصار إلَّا بعد سماعهم أصوات الموسيقى العسكرية العثمانية التي جاءت لنجدة تفليس.
الدولة العثمانية تؤسس أميرالية الخزر .
العام الهجري : 987 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:
أسَّست الدولة العثمانية أميرالية الخزر، وهي قيادة بحرية في داغستان, وكان أسطولها الرئيسي في ميناء باكو في أذربيجان حاليًّا، وكان أول أمير لها هو محمد بك، وقد انتهت هذه الأميرالية بسبب انتقال داغستان وشيروان أذربيجان إلى حوزة الصفويين.
وفاة الصدر الأعظم صوقوللو محمد باشا رئيس وزراء الدولة العثمانية .
العام الهجري : 987 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:
هو صوقوللو محمد باشا: سياسي عثماني، أشهَرُ من تولى منصِبَ الصدر الأعظم في الدولة العثمانية، أصلُه من البوسنة، كانت عائلته صربيةً نصرانية، ولد سنة 912 في سراييفو، دخل في خدمة الدولة العثمانية عن طريق نظامِ الدوشيرمة، والذي من خلاله يُؤخَذُ أولاد السكَّان النصارى من أُسَرِهم في سن مبكِّر من الطفولة ويُربَّون في معسكرات خاصة بهم، ويتعلمون هناك اللغة والعادات والتقاليد التركية، وحب الشهادة والدين الإسلامي، خدَمَ لدى ثلاث سلاطين صدر أعظم ورئيس وزراء الدولة العثمانية، وهم: سليم الأول، وسليم الثاني، ومراد الثالث, وتولى منصب قائد البحرية العثمانية في عهد سليمان الأول، وأصيب بطعنة في قلبه نتيجة مؤامرات ضِدَّه في عهد السلطان مراد الثالث، وبعد فترة توفِّيَ ودفن في مقبرة بمنطقة أيوب سلطان، وكان قد ظلَّ في الصدارة- أي رئاسة الوزراء- العثمانية مدة 14 عامًا، وهي أطول فترة قضاها صدر أعظم في الصدارة!
مبايعة المأمون ابن المنصور أبي العباس أحمد السعدي بولاية العهد .
العام الهجري : 987 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:
لما شفيَ المنصور أحمد السعدي من مرضه الذي ألمَّ به, وعاد إلى حاله من الصحة؛ أجمع رأي أعيان الدولة السعدية واتَّفقت كلمة كبرائها على أن يطلبوا منه تعيينَ من يلي الأمرَ بعده، ويكون وليَّ عهده، وكان المنصور مهيبًا لا يقدِرُ أحد على مواجهته بمثل هذا، فاتفقوا على أن يكون البادئ لذلك القائِدَ المؤمن بن الغازي العمري؛ لِما له من الإدلال على المنصور بطول الخدمة وسالف التربية، فقال له ابن الغازي: يا مولانا، الله تعالى حَفِظَ البلاد بإبلالك من هذا المرض، وقد بقي الناس في أيام سقمك في حيرةٍ عظيمةٍ، ودخلهم من الدهَشِ ما لا يخفى عليك، فلو عيَّنت لنا من أبنائك من تجتمعُ كلمة الإسلام عليه، ويشار بالخلافةِ إليه من بعدُ؛ لكان أولى وأليق بسياسة المُلك, وإنَّ ابنك أبا عبد الله محمد المأمون حقيقٌ بذلك, فاستحسن المنصور ذلك وأعجبه ما أشار عليه به، فقال له: سوف أستخير الله في ذلك، فإن يكن من عند الله يُمضِه, ثمَّ لبث المنصور بعد هذه الإشارة أيامًا يستخير ربه في ذلك ويستشير من يعلمُ أهليَّته للمشورة من أهل العلم والصلاح، فلما انقضت أيام الاستخارة وتواطأت الآراءُ على حسن تلك الإشارة، جمع المنصور أعيان حاضرة مراكش وأعيان مدينة فاس، وغيرهم من أشياخ القبائل بوجوه الناس من أهل الحواضر والبوادي، وأوصى بالعهد لولده أبي عبد الله محمد المأمون، وذلك يوم الاثنين مُنسلَخَ شعبان من هذه السنة.
ثورة داود بن عبد المؤمن بن محمد الشيخ السعدي على عمه المنصور .
العام الهجري : 988 العام الميلادي : 1580
تفاصيل الحدث:
لما وقعت البيعةُ للمأمون عبد الله بن المنصور أحمد السعدي العام الماضي وتكاملَ أمرُها، ثار الرئيس أبو سليمان داود بن عبد المؤمن ابن السلطان محمد الشيخ، وهو ابن أخي المنصور، وفرَّ إلى جبل سكسيوة وشقَّ عصا الطاعة ودعا إلى نفسه، فانثالت عليه أوشابٌ من البربر وغيرهم، ونجَمَ أمرُه وأثَّرت في أذن الرعية جعجعتُه، فبعث إليه المنصور قائدَه الزعيم أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن بجة، فناوشه القتال بجبل سكسيوة، فهزمه وفرَّ إلى جبل هوزالة، فتحزبوا عليه وقَوِيَت بهم شوكته، وأخذ يشنُّ لهم الغارات على أهل درعة إلى أن ضاقوا به ذرعًا، فشكَوا أمره إلى المنصور، فبعث إليه قائده الذي ذُكِرَ فلم يزَلْ في مقابلته ومقاتلته إلى أن شرَّده عن جبل هوزالة، ففرَّ داود منه إلى الصحراء واستقرَّ به الرحيل بها عند عرب الودايا من بني معقل، فلم يزل عندهم إلى أن هلك، وكُفِيَ المنصورُ أمرَه.
والي مصر حسن باشا يأمر بتغيير لباس اليهود والنصارى .
العام الهجري : 988 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1580
تفاصيل الحدث:
أمر والي مصر حسن باشا الخادم بتغيير لباسِ اليهود والنصارى، فبدل العمائِمَ الصُّفرَ للنصارى، أصبحت البرانيطَ السود، وبدَّل العمائم الزُّرق لليهود، أصبحت الطراطيرَ السود.
العثمانيون يستولون على شروان من بلاد الصفويين والكرج سكان جورجيا وغيرها .
العام الهجري : 989 العام الميلادي : 1581
تفاصيل الحدث:
بعد أن تولى الشاه محمد خدابنده واختلف عليه الناسُ وحدثت عدَّةُ ثورات وتزعزعت الأوضاع الداخلية، انتهز العثمانيون هذه الفرصة فأرسلوا جيشًا احتلَّ الكرج ودخل عاصمتَها تفليس، ثم دخلوا بعد انقضاء الشتاء إلى شوران أذربيجان الشمالية، ثم تابعوا مسيرَهم بقيادة عثمان باشا على بلاد داغستان، ثمَّ سار إلى بلاد القرم عبر جبال القوقاز لتأديبِ خان القرم، الذي رفض إرسال مَدَد للعثمانيين لمحاربة الصفويين، وقد أنهكه التعبُ لبعد الشُّقَّة ولغارات الروس عليه، وأخيرًا تمكَّن خان القرم من حصارِه، فمنَّى عثمان باشا أخا الخان بالحُكم، فترك أخاه وانضمَّ للعثمانيين بعد أن قتل أخاه بالسُّم، فدخل عثمان باشا إلى كافا عاصمة القرم ثم رجع إلى إستانبول.
محاولة العثمانيين أخذ المغرب وجعلها ولاية عثمانية .
العام الهجري : 989 العام الميلادي : 1581
تفاصيل الحدث:
بدأت القوات الإسبانية في اكتساح الأراضي البرتغالية، ولم يستطِع الأمير البرتغالي دون أنطونيو مقاومةَ تلك القوات الإسبانية، التي ضمَّت أراضيه لسنة 988 (1580م)، عند ذلك اقترح السلطان العثماني مراد الثالث على السلطان أحمد المنصور السعدي عقْدَ تحالف عسكري ضِدَّ الإسبان، على أساس إمداده بأسطول حربي وقوات عسكرية، فبعث برسالتين في رجب 988 (سبتمبر 1580م) يعرِضُ عليه فيهما إرسال إمدادات عسكرية لفاس يستفتحُ بها بلاد الأندلس، لكنَّ المنصور لم يتجاوب مع السلطان مراد الثالث. كان قلج علي بعد استقرار الدولة العثمانية في تونس بدأت أنظارُه تتطلَّع إلى المغرب، وأخذ يعمل في توحيد الوجهةِ السياسية لبلاد المغرب الإسلامي؛ لضَمِّه إلى الدولة العثمانية، خاصةً بعد تذبذب موقفِ السلطان أحمد المنصور السعدي الأخير من الدولة العثمانية، فصدرت الأوامِرُ إلى قلج علي قائد الأسطول العثماني بالتوجُّه إلى المغرب لضَمِّه للدولة العثمانية، فوصل قلج علي إلى الجزائر في جمادي الثانية من هذه السنة، بينما كان المنصور يرابِطُ بقواته عند نهر تانسيفت، وكانت القواتُ المغربية قد استعدَّت لمواجهة التدخل العثماني؛ إذ جهَّز المنصور جنودَه وتقدَّم بها حتى حدودِ بلاده، كما سَدَّ مدخل مملكته، وحصَّن الثغور، وإلى جانب تلك الاستعدادات وجَّه المنصور سفارةً خاصة لإسطنبول، وذلك بعد أن توصَّل إلى شبه اتفاق عسكري مع الملك الإسباني الذي انتهى من مشاكلِه بدخوله للعاصمة البرتغالية لشبونة في 27 جمادى الآخرة من هذه السنة, على أساس تقديم المساعدة العسكرية للمغرب، لمواجهة التدخل العثماني، مقابِلَ التنازل عن مدينة العرائش وامتيازات أخرى، وأمام تطور الأحداث لم يجِد السلطان العثماني بدًّا من قبول الأمر الواقع والتراجع عن غزو المغرب، بأن أمَرَ قلج علي، وجعفر باشا نائب قلج علي في الجزائر، بالتخلي عن العمل بالمغربِ والانتقال إلى الشرق؛ حيث اضطربت الأمور بالحجاز، فتخلى قلج علي عن هدفِه الطموح في استرداد الأندلس، بعد توحيد الجبهة لبلاد المغرب الإسلامي!
فتح العثمانيين مدينة إيريفان الإيرانية .
العام الهجري : 990 العام الميلادي : 1582
تفاصيل الحدث:
احتلَّ العثمانيون مدينة إيريفان الإيرانية بقيادة السردار فرحات باشا، وبنى بها حصن إيريفان مكان حصن أرمني قديم على ضفاف نهر هردزان، وبقي العثمانيون في المدينة حتى عام 1603م حين استعادها الصفويون مرةً أخرى إثر الحروبِ العثمانية الصفوية الأولى.
استيلاء المنصور أحمد السعدي على بلاد الصحراء تيكورارين وتوات .
العام الهجري : 990 العام الميلادي : 1582
تفاصيل الحدث:
لما استقرَّ المنصور أحمد السعدي بمراكش، وأمن من هجوم العثمانيين على المغرب، طَمِحت نفسُه إلى التغلب على بلاد تيكورارين وتوات من أرض الصحراء وما انضاف إلى ذلك من القرى والمداشر- المزارع- إذ كان أهل تلك البلاد قد انكفَّت عنهم أيدي الملوك ولم تَسُسْهم الدول منذ أزمان، ولا قادهم سلطانٌ قاهر إلى ما يراد منهم، فسنح للمنصور أن يجمع بهم الكلمةَ ويرُدَّهم إلى أمر الله، فبعث إليهم القائِدَ أبا عبد الله محمد بن بركة والقائِدَ أبا العباس أحمد بن الحداد العمري المعقلي في جيش كثيف، فقطعوا إليهم القفرَ من مراكش وانتهوا إليهم على سبعين مرحلة منها، فتقدموا إليهم أولًا بالدعاء للطاعة والإعذار والإنذار فامتنعوا، فنازلوهم وقاتلوهم وطالت الحربُ بينهم أيامًا، ثم كان الظهور لجيش المنصور فأوقعوا بهم وأثخنوا فيهم إلى أن أذعنوا للطاعة وصاروا في حزب الجماعة، وأُنهي خبر الفتح إلى المنصور فسُرَّ بذلك سرورًا عظيمًا.
العثمانيون يهاجمون شواطئ إسبانيا .
العام الهجري : 990 العام الميلادي : 1582
تفاصيل الحدث:
جهَّز الوالي العثماني في الجزائر أسطولَه في هذه السنة لمحاربة إسبانيا فوق أرضِها، فنزل المجاهدون المسلمون في برشلونة، فأعملوا فيها تدميرًا ثم عبَروا مضيقَ جبل طارق وهاجموا جزر الكناري التي تحتلُّها إسبانيا، فدمَّروا المراكز العسكرية وغَنِموا ما فيها ولم يكن الأسطول العثماني يذهب للأندلس لمجرد التنكيل بالإسبانيين ولتدمير منشآتهم، بل كان بالدرجة الأولى لإنقاذ المسلمين من نكبتهم، وتعرَّض المجاهدون أثناء ذلك لمعاركَ قاسية وهزائم أحيانًا، وفي 992, أبحر حسن فنزيانو بأسطوله على ثغرِ بلنسية، وحمل أعدادًا كبيرة من مسلمي الأندلس؛ إذ أنقذهم من اضطهاد الإسبان، كما استطاع في السنة التالية إنقاذَ جميع سكان كالوسا؛ إذ حملهم إلى الجزائر، وفي السنة التي بعدها توغَّل مراد رايس في المحيط الأطلسي فأغار على جزر الكناري، وغَنِمَ منها غنائمَ كثيرة بما فيهم زوجة حاكم تلك الجزر، وبقي حسن فنزيانو على رأس الحكومة العثمانية بالجزائر إلى أن استدعاه السلطان في إسطنبول ليتولى منصب إمارة البحر " قبودان دوريا " وذلك بعد وفاة قلج علي سنة 995.
معركة "مشعلة لر" وانتصار العثمانيين على الصفويين فيها .
العام الهجري : 991 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1583
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون على الصفويين في معركة "مشعلة لر" الطاحنة, وقد جاء هذا الانتصارُ بعد ثلاثة أيام من القتال، أثناء نزاع الفريقين للسيطرة على شيروان (أذربيجان حاليًّا)، وقد خَسِر الصفويون في هذه المعركة حوالي 11 ألف قتيل.
===========
ج191.
معركة "ديزفول" وانتصار العثمانيين على الصفويين فيها .
العام الهجري : 991 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1583
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون على الصفويين في معركة ديزفول, وقد جاءت هذه الحربُ بعد سيطرة العثمانيين على سواحِلِ خليج البصرة الشمالية.
تنازل الصفويين عن بعض بلادهم لصالح العثمانيين .
العام الهجري : 993 العام الميلادي : 1584
تفاصيل الحدث:
بعد أن دخل العثمانيون بعض بلاد الصفويين سنة 991, ورجع عثمان باشا إلى إستانبول، عاد في هذه السنة إلى غزو الصفويين وانتصر على قائدِهم حمزة ميرزا، ودخل تبريز عاصمَتَهم ثم جرى الصلح بين الطرفين، وتنازل الصفويون للعثمانيين عن بلاد الكرج وشروان ولورستان الواقعة جنوب أذربيجان.
ثورة الحاج قرقوش ببلاد غمارة ومقتله .
العام الهجري : 993 العام الميلادي : 1584
تفاصيل الحدث:
ثار رجل يقال له الحاج قرقوش بجبال غمارة وبلاد الهبط، وتسمَّى بأمير المؤمنين، وكان في ابتداء أمره حائكًا، وظهر عليه الزهد والصلاح، واعتقدته العامةُ، ثم استحال أمرُه فأُخِذَ وقُتل وحُمِل رأسه إلى مراكش، وانقطعت مادةُ فساده.
فتح العثمانيين مدينة تبريز الإيرانية .
العام الهجري : 993 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1585
تفاصيل الحدث:
فتح العثمانيون مدينة تبريز الإيرانية، وقد كانت هذه المدينة عاصمةَ الدولة الصفوية، وأسَّس العثمانيون إيالة تبريز التي استمرَّت حوالي 18 عامًا.
العثمانيون يسيطرون على مقديشيو ويبعدون الخطر البرتغالي .
العام الهجري : 994 العام الميلادي : 1585
تفاصيل الحدث:
استطاع الأسطولُ العثماني أن يجتاز القرنَ الإفريقيَّ ويستولي على مقديشيو وغيرها من المحطات الواقعة على شواطئ الصومال؛ بحيث لم يبقَ في أيدي البرتغال سوى ملندى وموضعين آخرين، وبذلك سيطر العثمانيون على الساحل الإفريقي الشرقي، وقطعوا خطَّ المواصلات حول إفريقيَّةَ عن المستعمرات البرتغالية في الهند.
خلع الشاه محمد خدابنده وتولي عباس الأول مكانه .
العام الهجري : 995 العام الميلادي : 1586
تفاصيل الحدث:
بعد أن تولى محمد خدابنده مُلكَ الصفويين وبقي إلى هذا العام؛ حيث خلعه عباسُ بن طهماسب المعروف بعباس الكبير، وعمره كان سبعة عشر عامًا، فسعى عباس إلى إقامة صلح مع العثمانيين، تنازل بمقتضاه عن تلك الأماكن التي أصبحت بيَدِ العثمانيين عام 993 كما تعهَّد بعدم سبِّ الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، في أرض مملكته، وبعث بابن عمٍّ له يدعى حيدر ميزرا رهينةً إلى إستانبول؛ لضمان تنفيذ ما اتفقا عليه.
معركة كارفو وانتصار الجيش البولوني على الجيش الألماني .
العام الهجري : 996 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1588
تفاصيل الحدث:
هزم الجيش البولوني المعزَّز بوحدات الصاعقة التركية نظيرَه الجيش الألماني في معركة كارفو، وأُسِرَ الأرشيدق الألماني سيجموند، ويرجع سبب هذه المعركة إلى رغبة الألمان في السيطرة على العرش البولوني الذي كان تابعًا للدولة العثمانية حتى عام 1592م.
العثمانيون ينتصرون على الصفويين .
العام الهجري : 996 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1588
تفاصيل الحدث:
انتصر العثمانيون بقيادة جعفر باشا حاكم شيروان (أذربيجان حاليًّا) على الصفويين بقيادة زياد أوغلو محمد خان، وقتلوا نصفَ الجيش الصفوي، وقد مهَّد هذا الانتصار الطريقَ لعقد معاهدة إستانبول عام 998 بين الجانبين.
معاهدة إستانبول بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية في إيران .
العام الهجري : 998 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1590
تفاصيل الحدث:
عَقَدت الدولة العثمانية معاهدةَ إستانبول مع الدولة الصفوية في إيران، وكانت هذه المعاهدة قد أنهت الحربَ الشرسة بين الدولتين التي استمرت 12 عامًا، واعترفت إيران في هذه المعاهدة باحترام حرية المذهبِ السنيِّ، ووافقت على عَدَمِ سَبِّ الصحابة، وعلى مبادلة الأسرى بين الجانبين.
إحباط العثمانيين أول مساعي اليهود للاستيطان في فلسطين .
العام الهجري : 999 العام الميلادي : 1590
تفاصيل الحدث:
ظنَّ اليهودُ أنَّ الفرصةَ سانحة لهم لتحقيقِ حُلمٍ راودهم طويلًا، فنزحوا في هجراتٍ متقطعة ومتقاربة إلى سيناء لاستيطانِها، وكانت خطَّتُهم تقوم في المراحل الأولى على تركيز إقامتِهم في مدينة الطور، وكان اختيارُهم لهذه المدينة اختيارًا هادفًا؛ فهذه المدينة- وهي تقع على الشاطئ الشرقي لخليج السويس- لها ميناء يصلح لرسو السفن التجارية، وكانت تأتيها سفن من جدَّة، وينبع، وسواكن، والعقبة، والقلزم، كما كانت المدينة ترتبط برًّا بخطِّ قوافل مع القاهرة والفرما، وبذلك كان يسهل على اليهود إيجاد اتصالات خارجية، فلا يصبحون في عزلةٍ عن العالم، بل تستطيع السفن أن ترسوَ في ميناء الطور تحمِلُ أفواجًا من اليهود الجُدُد، وقد تزعَّم حركةَ التهجير رجلٌ يهودي اسمه إبراهام، استوطن الطورَ مع أولاده وسائر أفراد أسرته، ولما أقام اليهودُ بالطور تعرَّضوا بالأذى لرهبان دير سانت كاترين؛ ممَّا دفعهم إلى إرسال شكاوى مكتوبة إلى سلاطين الدولة العثمانية وولاتها، يشتكون من إيذاء اليهود لهم مذكِّرين بعهد العثمانيين لحمايتِهم، ومنْع اليهود استيطان سيناء، ومحذِّرين من نزوح اليهود إلى سيناء، وخاصة مدينة الطور، في جماعات كثيرة بقصد إيقاعِ الفتن، ولما كانت الدولةُ الإسلامية مسؤولة بحكم الشرع عن حماية أهلِ الذمَّة، فقد سارع على الفور المسؤولون العثمانيون إلى إصدار ثلاثة فرمانات ديوانية في عهد السلطان مراد الثالث، فأمروا بإخراج إبراهام اليهودي وزوجتِه وأولاده وسائر اليهود من سيناء، ومنعهم في قابل الأيام منعًا باتًّا من العودة إليها بما فيها مدينة الطور والإقامة بها أو السكنى.
الدولة السعدية تجتاح السودان الغربي .
العام الهجري : 999 العام الميلادي : 1590
تفاصيل الحدث:
قام الملك أبو العباس أحمد المنصور بن محمد المهدي- سلطانُ دولة السعديين بالمغرب- باجتياح السودان الغربي، الذي أخضع فيه سلطانَ سنغاي وأدخله في طاعته، فكانت هذه العملية في السودان الغربي أول الحقوق التي انتدبت إليها الحكومة المغربية للتحدُّث عن سيادتها على موريتانيا والسنغال والنيجر.
غزو السعديين السودان وفتحها .
العام الهجري : 999 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1591
تفاصيل الحدث:
عزم السلطانُ أحمد المنصور السعدي على غزو السودان، فاشتغل بتجهيز آلة الحرب وما يحتاج إليه الجيشُ من آلة السفر ومهمَّاته، وأمر القوَّادَ أن يقوِّموا حِصَصَ القبائل وما يحتاجون إليه من إبلٍ وخيل وبغال، وأنَّ من أتى بجملٍ ضعيف يعاقَبُ، واشتغل هو بتقويم آلةِ الحرب من المدافِعِ والعجلات التي تحمِلُها، والبارود والرصاص والكور، وتقويم الخشب واللوح والحديد للغلائط، والسفن والفلك والمجاذيف والقلوع والبراميل والروايا لحمل الماء، وألَّف النجارون ذلك في البر إلى أن تألَّف، ثم خلعوه وشدوه أحمالًا، واستمر الحالُ إلى أن استوفى المنصورُ أمر الغزو في ثلاث سنين، ثم أمر بإخراج المضارب والمباني لوادي تانسيفت، فخرجت الأحمالُ والأثقال من مراكش في اليوم السادس عشر من ذي الحجة سنة 998 ونزلت العساكرُ وضَربت أبنيتَها خيلًا ورَجِلًا، وجملتها عشرون ألفًا، ومعهم من المعلمين البحرية والطبجية ألفان، فالمجموع اثنان وعشرون ألفًا، وعقد المنصور على ذلك الجيش لمولاه الباشا جؤذر، وشدَّ أزره بجماعةٍ من أعيان الدولة، فاختار منهم من يعلَمُ نجدته ويعرِفُ كفايته، وتخيَّر من الإبل كلَّ بازل وكوماء، ومن الخيل كلَّ عتيق وجرداء، ثم نهضوا في زيٍّ عظيم وهيئة لم يُرَ مِثلُها، وذلك في محرَّم من هذه السنة، وكتب المنصور إلى قاضي تنبكتو الفقيه العلامة أبي حفص عمر ابن الشيخ محمود بن عمراء قيت الصنهاجي يأمُره بحضِّ الناس على الطاعة ولزوم الجماعة. ولما نهضوا من تانسيفت جعلوا طريقَهم على ثنية الكلاوي، ثم على درعة، ودخلوا القفرَ والفيافي فقطعوها في مائةِ مرحلة، ولم يَضِعْ لهم عِقالُ بعير ولا نقص منهم أحدٌ، فنزلوا على مدينة تنبكتو ثغر السودان، فأراحوا بها أيامًا، ثم صاروا قاصدين دار إسحاق سكية، ولما سمع بقدومهم احتشدت أمَمُ السودان وقبائلُها وقبائل الملثمين المهادنين لهم، وخرج من مدينة كاغو يجر الشوك والمدَرَ يقال: إنه جمع مائة ألف مقاتل وأربعة آلاف مقاتل. وقيل: لم يقنَعْ بالجيوش التي جمع حتى أضاف إليها أشياخَ السَّحَرة وأهلَ النَّفث في العُقَد وأرباب العزائم والسيمياء؛ ظنًّا منه أن ذلك يغنيه شيئًا وهيهات! ولما تقارب الجمعان عبَّأ الباشا جؤذر عساكِرَه وتقدَّم للحرب فدارت بهم عساكِرُ السودان من كل جهة، وعقلوا أرجلَهم مع الإبِلِ وصبروا مع الضحى إلى العصر، وكانت سلاحهم إنما هي الحرشان الصغار والرِّماح والسيوف، ولم تكن عندهم هذه المدافعُ، فلم تُغنِ حرشانُهم ورماحُهم مع البارود شيئًا، ولما كان آخرُ النهار هبَّت ريح النصر وانهزم السودان، فولَّوا الأدبار وحقَّ عليهم البوار وحكَمَت في رقابهم سيوفُ جؤذر وجندُه، حتى كان السودان ينادون: نحن مسلمون، نحن إخوانُكم في الدين، والسيوفُ عاملة فيهم وجُندُ جؤذر يقتلون ويَسلبون في كلِّ وجهٍ، وفرَّ إسحاق في شرذمة من قومِه ولم يدخل قلعةَ مُلكِه، وتقدم جؤذر فدخلها واحتوى على ما فيها من الأموالِ والمتاعِ، وكان ذلك في منتصف جمادى الأولى من هذه السنة.
زوال الدولة المهدوية .
العام الهجري : 999 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1591
تفاصيل الحدث:
زالت الدولةُ المهدوية بأحمد نكر من بلاد الدكن، وقُتل الوزير جمال خان وجيء برأسِه إلى أحمد نكر، وطِيفَ به فيها، ثم علِّق أيامًا وتسلطن رهان شاه.
معاهدة بين الدولة العثمانية وبولونيا .
العام الهجري : 999 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1591
تفاصيل الحدث:
عقدت الدولةُ العثمانية معاهدةً مع بولونيا، ونصَّت هذه المعاهدة على تبعيَّةِ بولونيا (لتوانيا) للدولةِ العثمانية، وأن تُسدِّدَ بولونيا ربع مليون ليرة ذهبية سنويًّا إلى إستانبول، وأن تتبع بولونيا سياسةً خارجية متوافقةً مع السياسة الخارجيَّة العثمانية.
انتشر الإسلام في وسط إفريقيا عبر مدينة تمبكتو في مالي .
العام الهجري : 1000 العام الميلادي : 1591
تفاصيل الحدث:
كانت الصحراء الكبرى من إفريقيا تحت نفوذ إمبراطورية سنغاي أو صنغاي الإسلامية التي تقع في الساحل الغربي من إفريقيا, وكان ملوكُها من الأسقيين وكبيرُهم الأول هو محمد الكبير الذي يعتبر هو أوَّلَ من نظَّم أمور المملكة، فنظَّم البلادَ والوظائِفَ، وأشرف على الشؤون القَبَلية، وفتح البلادَ ووسَّعها، وكان للدولةِ تنظيمُها الإداري وجيشُها النظامي وقضاتُها أصحابُ السُّلطات الشرعية, وفي عهدِهم تعتبرُ مدينة تمبكتو مركزًا هامًّا للدعوة الإسلامية في مالي وما حولها, فضلًا عن أنَّها كانت تمثِّلُ مركز الحضارة والعلمِ معًا، حيث خرَّجَت مئات العلماء، وكذلك العاصمة غاو، وإن كانت أقلَّ سكانًا، وكان الإسلامُ ينتشر فيها ويزدهِرُ بازدهار الدولة وانتشارِها.
هزيمة العثمانيين أمام المجريين والنمساويين .
العام الهجري : 1001 العام الميلادي : 1592
تفاصيل الحدث:
بعد أن قُتِل الوزير محمد الصقلي وكثُرت التوليةُ والعزلُ بعده, وقد كان هو عمادَ الدولة وركنَها، ومع توقُّف الحروب التي كانت تباشِرُها الإنكشارية الذين أخذوا في الثورة والاعتداء والنَّهبِ والسرقة، فثاروا في إستانبول والقاهرة وغيرها، ثمَّ لما أعيد سنان باشا لولاية الصدر الأعظم، أشار بأن تسيَّرَ العساكر الإنكشارية إلى المجر، وهذا ما تمَّ، ولكِنَّ الجيش الذي كان قد تعوَّد الفوضى اختَلَّ نظامُه, فانهزم أمام النمسا التي قامت بدعم المجر.
هجوم الألمان على العثمانيين .
العام الهجري : 1001 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1593
تفاصيل الحدث:
قام الجيش الألماني البالغ 40 ألف مقاتل بهجومٍ مباغت على الجيشِ العثماني المكوَّن مِن 10 آلاف مقاتلٍ في الجنوب الشرقي من زغرب الواقعة حاليًّا في كرواتيا، وقَتل 7 آلاف عثماني، بمن فيهم القائِدُ حسن باشا حاكِمُ البوسنة. وكانت هذه الغارة سببًا في إعلان تركيا الحربَ على ألمانيا.
إعلان الدولة العثمانية الحرب على ألمانيا .
العام الهجري : 1001 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1593
تفاصيل الحدث:
أعلنت الدولةُ العثمانية الحربَ على ألمانيا بعد الغارةِ التي شنَّها الجيشُ الألماني على الجيش العثمانيِّ على ضفافِ نهر كولبا قُربَ حدود البوسنة، وكان هذا في عهد مراد الثالث من 982- 1003، وقد راح ضحيَّةَ هذه الغارة 7 آلاف عثماني, وأنهت هذه الحربُ حالةَ الصلح التي استمرت 25 عامًا بين الدولتين.
قيام حكومة آفراسياب في البصرة تابعة للعثمانيين .
العام الهجري : 1002 العام الميلادي : 1593
تفاصيل الحدث:
كانت البصرةُ واحدةً مِن المدُنِ التي شَهِدت الكثيرَ مِن الحركاتِ الثورية ضِدَّ الولاة العثمانيين؛ إذ تمكَّن الثوارُ من عزل ولاية البصرةِ عن باقي ولايات العراق، فبرزت أُسرة في جنوب العراق، وهي أُسرة أحد كبار ملَّاكي الأراضي من العرب، ويُدعى آفراسياب، وكان مؤسِّس هذه الأُسرة يشغلُ منصِبَ قائد القوَّات غير النظامية لحاكم البصرة أيوب باشا، فاستغل آفراسياب حالةَ الضعف التي شهدتها البصرةُ، ولم يتمكن الوالي أيوب باشا من مواجهة الاضطرابات والثوراتِ التي شَهِدتْها البصرة، الأمرُ الذي اضطره إلى بيع منصبه لآفراسياب بثمانية أكياس رومية، كلُّ كيس يضم ثلاثة آلاف درهم. ما إن تسلَّم آفراسياب مقاليدَ الأُمور في البصرة حتى أرسل إلى السلطان العثماني في إسطنبول مبعوثًا يؤكِّد فيه ولاءه وتبعيته للدولة العثمانية التي كانت خلال هذه الفترة منشغلةً لحد كبير في القضاءِ على تمرُّد القوات العسكرية التي أضعَفَت الدولة العثمانية من الداخل، وانعكس ذلك الضَّعفُ في أن خَسِرت الكثيرَ مِن سيادتها في العراق، فأصدر الباب العالي فرمانًا يعترف فيه بآفراسياب عاملًا على ولاية البصرة على ألَّا يَقطَع آفراسياب الخطبةَ عن السلطان العثماني، وأن يدفَعَ الجراية السنوية للحكومة العثمانية، فوافق آفراسياب على هذه الشروطِ، فلم يقطَعْ صلاته بالبابِ العالي، وكان يبعثُ بالرسائل إلى إسطنبول يبيِّن فيها ولاءَه للسلطان العثماني، وكانت تلك الرسائلُ تَبعثُ على الارتياح لدى حكومةِ إسطنبول التي كانت تُدرِك جيدًا خصوصية البصرة من الناحية السياسية والاقتصادية، وبهذا تمكَّن آفراسياب من أن يكَوِّن أُسرةً محليةً حاكمةً مُستقلةً عن الدولة العثمانية.
غزو العثمانيين ألمانيا .
العام الهجري : 1002 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1594
تفاصيل الحدث:
اجتاز القائِدُ العثماني قوجاسنان باشا الحدودَ الألمانية، وسيطر على مدينة "يانق قلعة" التي تقع على بعد 100 كم من الجنوب الشرقي لفيينا، وهي تعدُّ المنفذَ الرئيسيَّ لفيينا، وقد تمت السيطرةُ على هذه المدينة بعد حصار استمرَّ 51 يومًا.
========
ج192.
وفاة السلطان العثماني مراد الثالث بن سليم الثاني .
العام الهجري : 1003 العام الميلادي : 1594
تفاصيل الحدث:
هو السُّلطانُ العثماني مرادُ الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني. ولِدَ سنة 951. قال عبد الملك العصامي المكي: "نشأ مرادٌ في ظِلِّ والده وجَدِّه على مهاد العِزِّ والسلطان في حجرِ الخلافةِ، راضعًا ثديَ العلم والعرفان، ولم تُعلَم له صبوةٌ مع توفُّرِ دواعيها، ولم يتناول شيئًا من المحرَّمات، بل ولا مِن المكروهات؛ فهو منذ ترعرع في شبابه صانه اللهُ عن المحاربة والمخاصمة الناشئة عن حظوظِ النفسِ وحبِّ الرئاسة، واستعمل نفسَه في العلم والعمل، ثم في الاستعداد للخلافة الإسلاميةِ، مع كمال النزاهة والعفَّة والنفاسة، ومنها أنَّ طريقته في الملبس والمأكل والمشرب والمركب طريقةُ الصالحين والزهَّاد ما عدا ما فيه خَلَل لنظام المُلك أو ضرر للعباد، وكان جلوسُه على تخت الخلافة الإسلامية في ثامِنِ شهر رمضان في اليوم الذي توفِّي أبوه فيه من عام 982، فجلس جلوسًا جامعًا لفضل الزمان والمكان، ومنحه الله تعالى من كثرة الخَراجِ والخزائن والعساكر ما لم يجمَعْه أحدٌ من أسلافه الأكابر، فإذا عزم على فتحِ أعظمِ الممالك جهَّزَ شرذمةً من عساكره المنصورة، ففتح كلَّ صعبِ المسالك، ومن النعمة العظمى إتمامُ عمارة المسجد الحرامِ الذي بُدئ بترميمِه في زمان جَدِّه السلطان سليمان سنة 980 وتمام التعمير في زمانه" توفِّيَ مراد الثالث عن عمر يناهز 49 عامًا، ودفن في فناء أيا صوفيا، فكانت مدةُ حكمه عشرين سنة وثمانية أشهر، ثم تولى بعده ابنُه محمد الثالث الذي جلس على سرير السلطنة بعد وفاة والده باثني عشر يومًا؛ لأنَّه كان مقيمًا في مغنيسا.
قتل السلطان العثماني محمد الثالث إخوانه التسعة عشر .
العام الهجري : 1003 العام الميلادي : 1594
تفاصيل الحدث:
ذُكِرَ أنَّ السلطان محمد الثالث بدأ حكمَه بقتل تسعة عشر أخًا من إخوته الذكور، وأمر أن يُدفَنوا مع أبيه حتى لا ينافِسوه في الحُكم، كما أمر بقتلِ عشر نساءٍ من نساء أبيه كلُّهن حبالى، وهذا بعيد لا يقبلُه لا عقلٌ ولا شرعٌ، وترفضه الفِطَر السوية، وهو من الاتهامات التي حَرَص أعداءُ وخصوم الدولة على تشويه سير سلاطينها بمثل هذا الاتهام, وصرْف الأنظار عن بطولاتهم وإنجازاتهم التي حقَّقوها خلال حكمهم للمسلمين أكثرَ من أربعة قرون؛ فالسلطان محمد الثالث هذا كتَبَ الله على يده انتصاراتٍ عظيمةً لم يستطع تحقيقَها كثيرٌ من أسلافِه، على الرغم من قوَّتهم، كسليمان القانوني!
استيلاء الألمان على قلعة إستركون من العثمانيين .
العام الهجري : 1003 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1595
تفاصيل الحدث:
استولى الألمان على قلعة إستركون الواقعة على الطريق بين بودابست وفيينا من العثمانيين. وكان السلطانُ العثماني سليمان القانوني قد فتح هذه القلعةَ قبل 52 عامًا. واستمرَّ الاحتلال الألماني للقلعة 10 سنوات نهبوا خلالها آثارَها التاريخية.
قوات المغرب الأقصى تعبر الصحراء الكبرى لتنهي إمبراطورية سنغاي .
العام الهجري : 1004 العام الميلادي : 1595
تفاصيل الحدث:
بلغت إمبراطورية سنغاي أوْجَ قوَّتها في عهد الأسقيين، وأبرزهم محمد الكبير وابنه داود، وقد كانت إمبراطوريتهم انتشرت وتوسَّعت حتى وصلت إلى مالي ومشارفِ المجيد، ولامست الصحراءَ الكبرى، وانتصروا على الموسي ومالي والطوارق وبني حسان، حتى جاء أحمد الذهبي زعيمُ السعديين في المغرب الأقصى وجهز جيشًا ليس بالكبير، وكان مؤلَّفًا من ثلاثة آلاف جندي، مات أكثَرُ من نصفهم في طريقهم إلى السنغاي؛ بسبب سوء الأحوال وما أصابهم في الطريق من مشقَّات، ثم استطاع هذا الأميرُ بمن بقي معه أن يدخلوا عاصمةَ سنغاي غاو، ودمَّروها واحتلُّوا تمبكتو وغوغو أيضًا، فتراجع فيها تألُّقُ المسلمين وبقي سلاطينُ المغرب محتفظين بممتلكاتهم فيها حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري، أمَّا من بقي من الأُسرة الحاكمة الأسقية، فبقوا يحكمون على رأس دولةٍ قليلة الشأن في المناطق الجنوبية التي لم يَطُلْها الاحتلال.
انتصار العثمانيين على النمسا والمجر في معركة كرزت .
العام الهجري : 1004 العام الميلادي : 1595
تفاصيل الحدث:
لما هُزِمَ الجيش العثماني الإنكشاري أمام النمسا والمجر عام 1001 أعلن أمراءُ الأفلاق والبغدان وترانسلفانيا التمَرُّدَ على الدولة العثمانية، وانضمُّوا إلى النمسا في حربها ضِدَّ العثمانيين، فسار السلطانُ محمد الثالث ومعه سنان باشا إلى بلغراد، ومنها إلى ميادين الوغى والجهاد، وبمجرَّد خروجه دبَّت في جيش السلطان الحميَّة الدينية والغَيرة العسكريَّة، ففتحوا قلعةَ أرلو الحصينة التي عجز السلطانُ سليمان عن فتحِها سنة 1556م, ودمَّروا جيوشَ المجر والنمسا في معركةِ كرزت بالقرب من قلعة أرلو، حتى شُبِّهت هذه الموقعة بواقعة (موهاكز) التي انتصر فيها السلطان سليمان سنة 1526م، ودخل بخارست عاصِمة الأفلاق، لكنَّ أميرَها قام برَدِّ فعلٍ استطاع فيه أن يحرِزَ نصرًا اضطرَّ العثمانيين أن ينهزموا إلى ما بعد نهر الدانوب.
مقتل 4 آلاف تركي في مدينة بوخارست .
العام الهجري : 1004 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1595
تفاصيل الحدث:
قُتِل 4 آلاف تركي في مدينة بوخارست ذبحًا بالسيف، أثناء عصيانِ عددٍ من الإمارات العثمانية في المجر ورومانيا للدولة العثمانيةِ.
وفاة شمس الدين الرملي الشافعي .
العام الهجري : 1004 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1596
تفاصيل الحدث:
هو شمسُ الدين محمد بن أحمد بن حمزة الرملي الشافعي، نسبةً إلى الرملة من قرى المنوفية بمصر، ولِدَ بالقاهرة سنة 919, وهو فقيهُ الديار المصرية في عصره، برع في الفقهِ الشافعيِّ حتى قيل عنه الشافعيُّ الصغير. قال عنه الشوكاني: "لم أقفْ له على ترجمةٍ مبسوطة، لكن قال العصامي في وصفه: إمامُ الحرمين وشيخُ المصريين، من كانت العلماء تكتبُ عنه ما يُملي؛ مولانا شمس الدين محمد بن أحمد بن حمزة الرملي، فاتح أقفال مشكلات العلوم، ومحيي ما اندرس منها من الآثار والرسوم، أستاذ الأستاذين, وأحد علماء الدين، علامة المحققين على الإطلاق، وفهامة المدقِّقين بالاتفاق" له مصنَّفات أشهرها: نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج في الفقه الشافعي، وله غاية المرام في شرح شروط المأموم والإمام، وله عمدة الرابح في الفقه أيضًا، وغيرها من المصنَّفات، توفي في القاهرة.
ثورة الناصر ابن السلطان الغالب بالله ببلاد الريف ومقتله. .
العام الهجري : 1004 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1596
تفاصيل الحدث:
لما توفِّيَ الغالب بالله، قام بالأمر بعده ابنه المتوكِّلُ، فقبض على أخيه الناصر فاعتقله، فلم يزل معتقلًا عنده سائِرَ أيامه، إلى أن قَدِمَ عبد الملك المعتصم بجيشِ الترك وانتزع المُلكَ من يد ابن أخيه المتوكِّل، فسرَّح الناصر من اعتقالِه وأحسن إليه، فلم يزل عنده في أرغَدِ عيش إلى أن توفِّيَ المعتصم يوم وادي المخازن، وأفضى الأمر إلى أحمد المنصور، ففرَّ الناصر إلى آصيلا، وكانت للنصارى يومئذٍ، ثم عبر البحرَ منها إلى الأندلس، فكان عند طاغية قشتالة مدةً طويلةً إلى أن سرَّحه الطاغية إلى المغرب؛ بقصد تفريق كلمة المسلمين وإحداثِ الشِّقاقِ بينهم، فخرج الناصر بمليلية ونزل بها لثلاث مضت من شعبان سنة 1003 وتسامعت به الغوغاء والطَّغامُ من أهل تلك البلاد، فأقبلوا إليه يَزِفُّون، فكثرت جموعُه وتوفَّرت جيوشُه، واهتزَّ المغرِبُ بأسره لذلك، ثم إنَّ الناصر خرج من مليلية قاصدًا تازا فدخلها واستولى عليها، ونزعت إليه القبائلُ المجاورة لها كالبرانس وغيرهم، فتألَّبوا عليه وتمالؤوا على إعزازِه ونصرِه، ولَمَّا دخل تازا طالَبَ أهلَها بالمُكس، وقال لهم: إن النصارى يغرمون حتى على البيضِ، ولما سمع المنصورُ بخبره أقلقه ذلك وتخوَّف منه غاية الخوف؛ لأنَّ الناصر اهتَزَّ المغرب لقيامه وتشوَّفت النفوس إليه؛ لميل القلوب عن المنصور؛ لشدَّة وطأته واعتسافه للرعية، فبعث إليه جيشًا وافرًا، فهزمهم الناصر واستفحل أمرُه وتمكَّن ناموسه من القلوبِ، فأمر المنصور وليَّ عهده المأمون بمنازلته، فخرج إليه من فاس في تعبئة حسنة وهيئة تامة، فلما التقى الجمعان كانت الدائرة على الناصر بالموضع المعروف بالحاجبِ، وفَرَّ على وجهه فاحتَلَّ بالجاية بلدةً من عمل بلاد الزبيب، فلحق به وليُّ العهد فلم يزل في مقاتلته إلى أن قَبَض عليه فقطع رأسَه، وبعث به إلى مراكش، وكان ذلك سنة 1005 وقيل سنة 1004 يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، وهو الأصح.
الاستعمار الهولندي لجزر أندونيسيا .
العام الهجري : 1005 العام الميلادي : 1596
تفاصيل الحدث:
وصل الهولنديون إلى سومطرة وجاوه، وحدث بينهم وبين السكَّان معاركُ، وحاول البرتغاليون الوقوفَ في وجه الهولنديين، فتحرَّكوا بسفُنِهم ضِدَّهم، وكان الأندونيسيون قد تحالفوا ضِمنًا مع الهولنديين ضد البرتغاليين؛ ظنًّا منهم أنهم سيتخلَّصون من الحقد البرتغالي الصليبي، فتزحزح البرتغالُ عن أندونيسيا، ولكنَّ هولندا لم تكن أحسنُ حالًا من سلَفِها؛ فالصليبيون هم الصليبيون، فانقضُّوا على الجزر الأندونيسية سلبًا ونهبًا وقتلًا، ثم بدأت المعاركُ بينهم وبين الممالك الإسلامية، وخاصة متارم، ولكِنَّ أمرَها لم يدُمْ طويلًا؛ حيث بدأت المنافسةُ الإنكليزية تظهر عام 1027، ولكن بعد أن انتهت الحروبُ في أوروبا- وخاصةً بعد انتهاء الحربِ بين إنكلترا وهولندا أيام حروب نابليون- عادت الحكومة الهولندية واستعمرت أندونيسيا؛ حيث كانت إنكلترا قد احتلَّتها بعدها، ثم وقعت معاهدةٌ بين إنكلترا وهولندا تركت إنكلترا بموجِبِها أندونيسيا لهولندا، التي رفعت علَمَها عليها من جديد عام 1232 لكن حدثت عدةُ حروب، منها حروب الأمير المسلم ديبو نيغورو الذي استمَرَّت حروبه مع الهولنديين خمسة أعوام، وحروب بدري الجمعية الخيرية، وحروب آتشيه شماليَّ سومطرة، واستمَرَّت حروبُهم أكثَرَ من ثلاثين سنة، غيرَ الاضطرابات السكانيَّة بين الفَينةِ والأخرى ضِدَّ الهولنديِّين.
فتح العثمانيين قلعة أكرى شمال المجر .
العام الهجري : 1005 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1596
تفاصيل الحدث:
فتَحَ السلطانُ العثمانيُّ محمد الثالث قلعةَ أكرى في شمال المجر، تمَّ ذلك بعد 18 يومًا من الحصار، وقد قُتِل في هذه المعركة 11 ألف جندي ألماني، وكان العثمانيون قد حاصروا هذه القلعة 39 مرة، لكِنَّهم لم يتمكَّنوا من فتحها سابقًا؛ نظرًا لقوَّةِ تحصينِها.
استيلاء الجيش الألماني على مدينة "يانق قلعة" .
العام الهجري : 1006 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1598
تفاصيل الحدث:
تقع مدينة "يانق قلعة" على بُعد 100 كم في الجنوب الشرقي لفيينا التي فتحها الجيش العثماني سنة 1002، وقد استولى عليها الألمانُ في هذه السنة بطريقة ذكية؛ حيث قامت وحدة تتكلَّمُ التركية بالدخولِ إلى القلعة ومهَّدت الطريقَ لدخولِ الجنود الألمان إلى القلعةِ والسيطرة عليها.
ثورة قره يازجي ومعه المرتزقة ضد العثمانيين .
العام الهجري : 1009 العام الميلادي : 1600
تفاصيل الحدث:
بعد أن فرَّ كثيرٌ من الجند من معركة كرزت، قام السلطان العثماني محمد الثالث بنفيهم إلى الأناضول، فقام أحدُهم واسمه قره يازجي وادَّعى أنَّه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه وعده بالنصرِ على آل عثمان، فأعلن التمرُّد بعد أن تبِعَه كثيرٌ من المرتزقة من الجنود المنفيِّين، فدخل عينتاب فحاصرته الجيوشُ العثمانية، فأعلن الاستسلامَ على أن يُعطَى ولايةَ أماسيا، فوافق العثمانيون على ذلك، فلما ابتعدت عنه الجيوشُ أظهر العصيانَ ثانيةً وساعده أخوه دلي حسن والي بغداد يومَها، فعاد الجيشُ العثماني بقيادة صقلي حسن باشا فانتصر على قره يازجي الذي توفِّي متأثرًا بجراحه، وجاء أخوه فانتصر على صقلي حسن باشا وقتلَه عام 1010.
انتصار الجيش العثماني على الجيش الألماني .
العام الهجري : 1010 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1601
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيشُ العثماني بقيادة حسن باشا على جيش ألماني ضخم مكوَّن من مائة ألف جندي، وقد حاز على غالبية مهمَّات الجيش الألماني الذي كان يحاصر العثمانيين لمدة 69 يومًا في "قانيجة" القريبة من يوغسلافيا حاليًّا، ويعدُّ هذا الانتصار من الانتصارات الكبرى التي حقَّقها العثمانيون رغم قلَّة عدد جيشهم!
ثورة الخيالة السباه في إستانبول .
العام الهجري : 1011 العام الميلادي : 1602
تفاصيل الحدث:
قامت ثورة الخيَّالة العثمانيين الذين يسَمَّون بالسباه في إستانبول مطالبين بالتعويضات عما لحِقَ بإقطاعاتهم من أضرارٍ بسبب فتنة الفراريين، ولم يكن بإمكانِ الدولة أن تعطيَهم عِوَضَها لعجزها، فاستعانت عليهم بالانكشارية فقضت على ثورتهم بعد أن أفسَدوا ونهبوا حتى المساجِدَ وغيرها ممَّا وصلت أيديهم إليه!
احتلال الصفويين جزيرة أوال (البحرين) .
العام الهجري : 1011 العام الميلادي : 1602
تفاصيل الحدث:
بدأ النفوذ الإنكليزي يظهر في منطقة الخليج العربي؛ حيث استمالت إنكلترا إليها الشاهَ عباس الصفوي شاه إيران ليقف معها ضد العثمانيين والبرتغاليين، وقد منح الشاه إنكلترا امتيازاتٍ واسعة في التجارة وساعدته هي على مدِّ نفوذه في الخليج، حتى استطاعت قواتُه من احتلال جزيرة أوال (البحرين) في هذا العام، بعد أن كانت تحت السيطرة العثمانية من عام 957 الذين طَرَدوا البرتغاليين منها.
نهوض السلطان زيدان السعدي لحرب أخيه أبي فارس في مراكش .
العام الهجري : 1012 العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:
لما بايع أهلُ مراكش أبا فارس بن أحمد المنصور الذهبي السعدي، عزم أخوه زيدان على النهوض إليه، فخرج من فاس يؤمُّ بلاد الحوز، واتصل الخبَرُ بأبي فارس فجهَّز لقتال أخيه زيدان جيشًا كثيفًا وأمَّر عليهم ولده عبد الملك، فقيل له: إن زيدان رجلٌ شجاع عارفٌ بمكايد الحرب وخُدَعه، وولدك عبد الملك لا يقدِرُ على مقاومته، فلو سرَّحت أخاك محمد الشيخ المأمون لقتالِه كان أقرب للرأي؛ لأن أهل الغرب لا يقاتلونَه؛ لأنه كان خليفةً عليهم مُدَّةً، فهُم آنَسُ به من زيدان، فأَطلق أبو فارس أخاه المأمونَ من السجن وأخذ عليه العهودَ والمواثيق على النصحِ والطاعة وعدمِ شَقِّ العصا، ثم سرَّحه في ستمائة من جيش المتفرِّقة الذين كان المنصور جمعَهم ليبعث بهم إلى كاغو من أعمال السودان، وقال له ولأصحابه: جِدُّوا السير الليلةَ؛ كي تُصبحوا بمحلة جؤذر على وادي أم الربيع، فلما انتهى الشيخ إلى محلة جؤذر وعلم الناسُ به هُرِعوا إليه واستبشروا بمَقدَمِه، ثم كانت الملاقاةُ بينه وبين السلطان زيدان بموضعٍ يقال له حواتة عند أم الربيع، ففرَّ عن زيدان أكثرُ جيشه إلى المأمون وحنُّوا إلى سالف عهدِه وقديمِ صحبتِه، فانهزم زيدان لذلك، ورجع أدراجَه إلى فاس فتحصَّنَ بها، وكان أبو فارس قد تقدَّم إلى أصحابه في القبضِ على الشيخ متى وقعت الهزيمةُ على زيدان، فلما فر زيدان انعزل الشيخُ فيمن انضمَّ إليه من جيشِ أهل الغرب وامتنع على أصحابِ أبي فارس فلم يقدِروا منه على شيءٍ، وانتعش أمرُه واشتدَّت شوكتُه، ثم سار إلى فاس يقفو أثرَ السلطان زيدان، ولما اتصل بزيدان خبرُ مجيئه إليه راود أهل فاس على القيامِ معه في الحصارِ والذبِّ عنه والوفاء بطاعته التي هي مقتضى بيعتِهم التي أعطَوا بها صفقتَهم عن رضًا منهم، فامتنعوا عليه وقلبوا له ظَهرَ المِجَنِّ، وأعلنوا بنصر الشيخ المأمون وبيعته لقديم صحبتِهم له، ولما آيسَ زيدان من نصرهم وقد أرهقه الشيخُ المأمون في جموعِه، خرج من فاس بحشَمِه وثِقلِه ناجيًا بنفسه وتبِعَه جمعٌ عظيم من أصحاب الشيخ فلم يقدروا منه على شيءٍ، وذهب إلى تلمسان فأقام بها، وأما الشيخ فإنه لما وصل إلى فاس تلقَّاه أهلها ذكورًا وإناثًا وأظهروا الفرحَ بمَقدَمِه، فدخلها ودعا لنفسِه فأجيبَ واستبَدَّ بمُلكِها، ثم أمرَ جيش أهل مراكش أن يرجِعوا إلى بلادهم، فانقلبوا إلى صاحبِهم مُخفِقين.
وفاة السلطان المنصور أحمد الذهبي زعيم دولة الأشراف السعديين .
العام الهجري : 1012 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو العباس المنصور أحمد، المعروف بالذهبي ابن أبي عبد الله محمد الشيخ المهدي بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني السعدي، واسطةُ عِقد الملوك الأشراف السعديين، وأحدُ ملوك المغرب الأقصى العِظام. كانت ولادته بفاس سنة 956, وأمُّه الحُرَّة مسعودة بنت الشيخ الأجلِّ أبي العباس أحمد بن عبد الله الوزكيتي، وكانت من الصالحات الخيرات, وكان أبوه المهدي ينبِّه على أن ابنَه أحمد واسطةُ عِقد أولاده. نشأ المنصور في عَفافٍ وصيانة وتعاطٍ للعلم ومُثافنةٍ لأهله عليه، وكانت مخايل الخِلافة لائحةً عليه إلى أن تمَّ أمره. كان طويلَ القامة ممتلئ الخدين واسِعَ المنكبين، تعلوه صفرةٌ رقيقة، أسود الشعر أدعج أكحل ضيِّق البلج، برَّاق الثنايا، حسن الشكل جميل الوجه، ظريف المنزِع لطيف الشمائل. بويعَ له بالحكم بعد وفاة أخيه عبد الملك في معركة وادي المخازن 986. قال الفشتالي: "لما كانت وقعة وادي المخازن ونصر الله دينَه وكَبَتَ الكفرَ وأهلَه واستوسق الأمرُ للمنصور، كتب إلى صاحب القسطنطينية العظمى، وهو يومئذ السلطان مراد الثالث بن سليم الثاني، وإلى سائر ممالك الإسلام المجاورين للمغرب يعرِّفُهم بما أنعم الله به عليه من إظهارِ الدين وهلاك عَبَدة الصليب واستئصال شأفتِهم، فوردت عليه الأرسالُ من سائر الأقطار مهنئين له بما فتح الله على يدِه، وكان أول من وفد عليه رسولُ صاحب الجزائر ثم تلته أرسالُ طاغية البرتغال، وهو الريكي القائم بأمرهم" واستمر أحمد المنصور على منهج أخيه في بناء المؤسسات، واقتناءِ ما وصلت إليه الكشوفاتُ العلمية، وتطويرِ الإدارة والقضاء والجيش، وترتيبِ الأقاليم وتنظيمها، وكان أحمد المنصور يتابع وزراءه وكبارَ موظفيه ويحاسِبُهم على عدم المحافظة على أوقات العمل الرسمية، أو التأخير في الردِّ على المراسلات الإدارية والسياسية، وأحدث حروفًا لرموز خاصة بكتابة المراسَلات السريَّة؛ حتى لا يُعرَفَ فحواها إذا وقعت في يد عدوٍّ. توفي المنصور في الدار البيضاء خارجَ فاس فدُفِن فيها، ثم نُقِل إلى مراكش، ثم خلَفَه بعده ابنه زيدان الذي استخلفه والدُه المنصور بعد أن أَيِس من صلاحِ ابنه الكبير محمد الشيخ المأمون.
مبايعة زيدان بن أحمد المنصور السعدي بالحكم في مدينة فاس .
العام الهجري : 1012 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:
لَمَّا توفِّيَ المنصور أحمد الذهبي السعدي وفرَغَ الناس من دفنِه، اجتمع أهلُ الحَلِّ والعقد من أعيان فاس وكبرائها والجمهورِ من جيش المنصور على بيعةِ ولده زيدان، وقالوا إن المنصور استخلفه في حياتِه ومات في حجرِه، وكان ممن تصدى لذلك القاضيان قاضي الجماعة بفاس أبو القاسم بن أبي النعيم، والقاضي أبو الحسن علي بن عمران السلاسي, وكان زيدان لما توفِّي والده كتم موتَه وبعث جماعةً للقبض على أخيه محمد الشيخ المأمون المسجون بمكناسة، فمنعهم من ذلك الباشا جؤذر كبير جيش الأندلس، وحُمل محمد الشيخ موثقًا إلى مراكش حتى دُفِع إلى أخيه أبي فارس، وكان شقيقًا له فلم يزل مسجونًا عنده إلى أن أخرجه أبو فارس ليقاتِلَ به أخاهما زيدان، وقيل: إن زيدان لما اشتغل بدفنِ والده احتال القائد أبو العباس أحمد بن منصور العلج، فذهب بنصف المحلةِ إلى مراكش نازعًا طاعتَه عن زيدان إلى أبي فارس، ومرَّ في طريقه بمكناسة فأخرج محمد الشيخ من اعتقالِه واحتمله معه إلى أبي فارس، فسجنه فلم يزل مسجونًا عنده.
انحراف أهل مراكش عن طاعة زيدان بن المنصور أحمد السعيدي .
العام الهجري : 1012 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:
كان المنصور أحمد السعيدي قد فرَّق عمالات المغرب على أولادِه، فاستعمل محمد الشيخ المأمون على فاس والغرب وولَّاه ولاية العهد من بعده، واستعمل زيدان على تادلا وأعمالها، واستخلفه عند نهوضه إلى فاس؛ للقضاء على ثورة ابنه الشيخ المأمون، وعيَّن ابنه أبي فارس على مراكش وأعمالها, فلما بلغ أهل مراكش وفاةُ المنصور وكتب إليهم أهلُ فاس بمبايعتهم لزيدان، امتنعوا وبايعوا أبا فارس لكونه خليفةَ أبيه بدارِ مُلكه التي هي مراكش، ولأن جلَّ الخاصة من حاشية أبيه كان يميلُ إلى أبي فارس؛ لأن زيدان كان منتبِذًا عنهم بتادلا سائر أيام أبيه، فلم يكن لهم به كثيرُ إلمام ولا مزيدُ استئناسٍ، مع أنه كان جديرًا بالأمر؛ لعلمه وأدبه وكمال مروءته, فلما شقَّ أهل مراكش العصا على زيدان صدرت فتوى من قاضي فاس ابن أبي النعيم ومفتيها أبي عبد الله القصَّار تتضمن التصريحَ بحديث (إذا بويعَ خليفتان فاقتلوا الآخَرَ منهما) وكانت بيعة أبي فارس بمراكش يوم الجمعة أواخر ربيع الأول من هذه السنة، وهو شقيق الشيخ المأمون، أمُّهما أم ولد اسمها الجوهر، ويقال الخيزران. واسمُ أبي فارس هذا عبد الله وتلقب بالواثق بالله، وكان أكولًا عظيم البطن مصابًا بمس الجن.
بدء الحرب العثمانية والإيرانية .
العام الهجري : 1012 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:
بدأت الحربُ العثمانية الإيرانية بعد فترة من الصلح دامت 13 عامًا، وكان هدفُ الصفويين هو استردادَ المدن والأماكن التي استولى عليها العثمانيون، مثل تبريز وأذربيجان.
=============
193.
وفاة السلطان العثماني محمد الثالث بن مراد الثالث .
العام الهجري : 1012 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1603
تفاصيل الحدث:
هو السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن يزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان بن الغازي عثمان، السلطانُ العثماني الثالثَ عشر من سلاطين العثمانيين، ولِدَ في ذي القعدة سنة 974, وكانت والدتُه جاريةً بندقيةَ الأصلِ أحبَّها والده فاصطفاها زوجةً له. أمَّره أبوه على مغنيسا في أواخر سنة 991 ودام واليًا بها إلى موت والده، فجلس مكانه سنة 1003, وقد افتُريَ عليه أنَّه بدأ حكمه بقتل تسعة عشر أخًا من إخوته الذكور. كان السلطان في بداية حكمِه قد ترك إدارةَ الدولة لوزرائه, فأثَّرَ هذا في قوَّة الدولة فضَعُفت داخليًّا وتعرَّضت لعدة هزائم من خصومِها في الخارج، فنصحه عددٌ من العلماء بقيادة جيوش الدولة، فتولى قيادة غالبِ معاركها فدَبَّ في جيشِه الحميَّةُ والغيرة، ففتح قلعةَ أراو الصعبة التي عجز جدُّه السلطان سليمان القانوني عن فتحِها على الرغم من قوَّته وقوة دولته في حينها، كما قابل قواتِ السلطان محمد الثالث التحالفُ النمساوي المَجَري المعادي للدولة العثمانية في معركة كرزت، فحطَّمها ودمرها. حدث في عهده تمرُّدان؛ الأول: ثورة الفرارين، وهم الذين فرُّوا أثناء معركة كرزت، فأمر السلطان بنفيهم إلى الأناضول فتمردوا على الدولة أكثَرَ من مرة, والثورة الأخرى: ثورة الخيالة (السباه) في إستانبول، ثاروا بسبب عجز الدولة عن تعويضِهم عمَّا فقدوه من ريع أملاكِهم أثناء ثورة الفرارين في الأناضول. كان السلطان محمد الثالث سلطانًا وقورًا وجيهًا مَهيبًا صالحًا عابدًا سخيًّا، مخلِصًا عدلًا. وله من الأولاد الذكور سليم خان مات في رمضان سنة 1005 ومحمود خان قتله أبوه في ذي الحجة سنة 1011 وأحمد خان وارثه، بعد أن أخمد الحركاتِ التمردية، والثورات العنيفة، وقاد الجيوشَ بنفسه، وكانت وفاته في نهار الأحد الثامن عشر من رجب من هذه السنة، ومدة حكمه تسع سنين وشهران ويومان، وله من العمر ثمانٍ وثلاثون سنة، وتولَّى بعده ابنه أحمد الأول الذي تولى الحكم وعمره 14 سنة ولم يجلسْ أحد قبلَه من سلاطين العثمانيين في هذه السنِّ على العرش، ثم أبقى أخاه مصطفى محجوزًا مع الجواري والخَدَم بدلَ قتلِه.
انتصار العثمانيين على النمساويين .
العام الهجري : 1013 العام الميلادي : 1604
تفاصيل الحدث:
عيَّن السلطانُ أحمد لالا محمد باشا صدرًا أعظم خليفةً للصدر الأعظم يمشجي حسن باشا، حيث كان سردارًا عامًّا للجيوش التي جاهدت في النمسا، وهو من خيرة قوَّاد الجيوش، فاهتمَّ بتقوية الجيوش العثمانية وحاصر قلعةَ استراغون وفتحها، كما حارب إماراتِ الأفلاق والبغدان والأردل، وعقد صلحًا معهم، ولما مات لالا باشا خلَفَه قبوجي مراد باشا صدرًا أعظم، وكان قائدًا لإحدى فرق الجيش، وقد نجحت الجيوشُ العثمانية في هزيمة النمسا واسترداد القلاع الحصينة من مدن يانق واستراغون وبلغراد وغيرها، كما نجحت الجيوشُ العثمانية في جهادِها بالمجر وهزمت النمسا هناك، ونجم عن ذلك قبول النمسا بطلب الصلحِ ودفعِ جزية للدَّولة العثمانية مقدارها مائتا ألف دوكة من الذهب، وبقيت بلادُ المجر بموجِب هذه المعاهدة تابعةً للدولة العثمانية.
الدولة العثمانية تجدد الامتيازات للدول الأوربية .
العام الهجري : 1013 العام الميلادي : 1604
تفاصيل الحدث:
جدَّدت الدولةُ العثمانية امتيازاتِ فرنسا وإنجلترا، على مثلها، كما جَدَّدت الاتفاقيةَ مع بولونيا- بولندا- بحيث تمنعُ الدولة تتارَ القرم من التعدي على بولونيا، وتمنع بولونيا القوزاق من التعدِّي على الدولة العثمانية، وتحصَّلت هولندا على امتيازات واستغلت ذلك في نشرِ الدُّخَان داخِلَ ديار الإسلام، وبدأ تعاطيه من قِبَل الجنود، فأصدر المفتي فتوى بمَنعِه فهاج الجندُ وأيَّدَهم الموظَّفون، فاضطر العلماءُ إلى السكوتِ عنه، وهكذا أصبح الجندُ ينقادون خلفَ شهواتهم ويعتَرِضون على العلماءِ.
وفاة السلطان جلال الدين محمد أكبر بن همايون التيموري في الهند .
العام الهجري : 1014 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1605
تفاصيل الحدث:
هو السلطانُ المؤيَّد المظفَّر أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر بن همايون بن بابر التيموري الكوركاني، أكبرُ ملوك الهند وأشهرُهم في الذِّكر، ولِدَ في قلعة أمركوث من أرض السِّند في ثاني ربيع الأول سنة 949هـ من "حميده بانو". حين انهزم والده همايون من شير شاه، ثم رجع بعد بضعة سنين فافتتح قندهار وكابل وأكثر بلاد الهند، فلما مات همايون جلس ولدُه جلال الدين على سريره تحت وصاية الوزير بيرم خان؛ لأن سنَّه حينئذ نحو ثلاث عشرة سنة، ولما بلغ أكبرُ أشُدَّه استقَلَّ بالملك، وسافر إلى الحرمين الشريفين، ثم افتتح أمره بالعدل والسخاء، وقرَّب إليه أهل العلم والصلاح، وكان يستمع الحديث، وبنى مساجد وزوايا له، وبنى مدينة بأرضه وجعلها عاصمة بلاد الهند، وبنى بها قصرًا وسماه (عبادت خانه) وقسَّمه على أربعة منازل وأمر أن يجتمع فيه علماء البراهمة والنصارى والمجوس وأهل الإسلام، فيجتمعون في ذلك القصر ويتباحثون في الخلافيات بحضرة السلطان، حتى دخل في مجلسه من أهل الشبهات والشهوات كأبي الفيض وصنوه أبي الفضل والحكيم أبي الفتح ومحمد اليزدي، فجعلهم فريقًا لأهل الصلاح فدسُّوا في قلبه أشياء ورغَّبوه عن أهل الصلاح وقالوا: لا ينبغي للسلطان أن يقلِّدَ أحدًا من الفقهاء المجتهدين، فانشرح صدر السلطان، وفتح أبواب الاجتهاد، فجوَّز متعة النساء، ونكاحَ المسلم بالوثنية، حتى اجترأ على الطعن والتشنيع على السلف الصالح، لا سيما الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وأمر بإخراج المشائخ والعلماء من الهند، واجتمع لديه شِرذمة من علماء الوثنيين والنصارى والمجوس ومن أحبار الهنود ومن الشيعة، وكان كل واحد منهم يجتهد أن يرغِّبَه إلى مذهبه، وكانت تحته طائفة من الأميرات الوثنيات بنات ملوك الهند، وصار حوله من يزيِّن له عبادة الأصنام، وتعظيم النار والشمس، فتدرج في الاجتهاد وترقى من الفروع إلى الأصول، وقال بخلق القرآن، واستحالة الوحي، والتشكيك في النبوات، وأنكر الجن، والمَلَك، والحشر والنشر، وسائر المغيبات، وأنكر المعجزات، وجوز التناسُخ، وحرَّم ذبح البقرة، وحطَّ الجزية عن أهل الذمة، وأحلَّ الخمر والميسِر والمحرَّمات الأُخر، وأمر بإيقاد النار في حَرَمِه على طريق المجوس، وأن يعظِّم الشمس وقت طلوعه على طريق مشركي الهند، وقرَّر أن الحق دائر بين الأديان كلها، فينبغي أن يُقتَبَس من كلها أشياء، وكان يسجد للشمس والنار في كل سنة يوم النيروز بالإعلان، وشرع ذلك من سنة خمس وعشرين الجلوسية، ورسم القشقة على جبينه يوم العيد الثامن من شهر سنبله، وربط سلكًا من الجواهر عن أيدي البراهمة تبركًا، وكذلك كان يفعل كلَّ ما يفعله كفار الهند، ويستحسنه ويحرِّض أصحابه على ما فعله، ويحثهم على ترك التقليد، يعني به دين الإسلام، ويهجِّنه ويقول: إن واضِعَه فقراء الأعراب، وأمر أن لا يقرأ من العلوم العربية غير النجوم والحساب والطب والفلسفة، فكان هذا الدين الذي اخترعه مصدرَ كراهيةٍ شديدة له في نفوس أهل الإسلام، حتى انتهى الأمر بهم مرَّةً إلى شق عصا الطاعة علنًا، بل قيل: إن ابنه الأمير جهانكير ثار عليه وأخذ يدبِّر له المكائدَ خُفْية، فحشد جهانكير جيشًا من ثلاثين ألف فارس، وقتل "أبا الفضل" مؤرِّخَ القصر وأحبَّ الأصدقاء إلى نفس أبيه، فحَطَّمت قوَّته النفسيَّة وتنكَّر له أبناؤه في أواخر أيامه، ومات الملك أكبر في سكندر آباد قريب آكره، بعد أن حكم أربعين سنة، مات بمرض الديسنتاريا، وقيل: مات مسمومًا بتدبير ابنه جهانكير، ولم يجد من يصلِّي عليه من أنصار أيَّةِ عقيدة أو مذهب ممَّن جمعهم حوله. وفي مطلع القرن العشرين الميلادي عملت إنجلترا على تشجيع مرزا غلام أحمد القادياني في الهند على إحياء ما دعا إليه الملك المغولي جلال الدين محمد أكبر!!
تولي السلطان جهانكير خان بن أكبر الحكم في الهند .
العام الهجري : 1014 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1605
تفاصيل الحدث:
تولى السلطانُ أبو الفتح نور الدين محمد جهانكير خان بن جلال الدين أكبر المغوليُّ- من سلالة تيمورلنك- الحُكمَ في الهند، بعد وفاة والده، وفي عهده بدأت القوى الاستعمارية تتطلَّعُ إلى السيطرة على الهند تحت اسم التجارة، وقد دام حكمُه ثلاثًا وعشرين سنة.
وفاة الشيخ ملا علي القاري الحنفي .
العام الهجري : 1014 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان بن محمد القاري، الهَرَوي المكي، المعروف بملَّا علي القاري، من فقهاء الحنفية، وُلِد في هراة وسكن مكةَ وتوفي بها. كان زاهدًا في الدنيا، بعيدًا عن الحكَّام ومجالِسِهم، مُعرِضًا عن الوظائف والأعمال، وكان شديدًا عليهم، حاملًا على أهلِ البدع والضلالات في مكَّة محلِّ إقامته، قانعًا بما يحصِّل من بيعِ كُتُبِه، ويغلِبُ على حاله الزهد والعفاف والرضا بالكفاف، وكان قليلَ الاختلاط بغيره. له مصنفات عديدة، منها: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، الموضوعات الكبرى، وجمع الوسائل في شرح الشمائل، وشرح مسند أبي حنيفة، وشرح نُخبة الفِكَر في مصطلحات أهل الأثر، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، وشرح الشفا للقاضي عياض، وغيرها من الكتب. توفي بمكَّة ودفن بمقبرة المُعَلاة.
معاهدة ستفاتوروك بين الدولتين العثمانية والنمساوية .
العام الهجري : 1015 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:
تم توقيعُ معاهدة بين الدولتين العثمانية والنمساوية، عُرفت باسم معاهدة ستفاتوروك، وانتهت بها تلك الحربُ التي استمرت نحو ثلاث عشرة سنة ونصف السنة. وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامةَ حرب قدرها 67000 سكة ذهبية، وأُلغيت الجزيةُ التي كان يدفعُها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كلَّ سنة، وثبتت الحدودُ على أساس أن لكلٍّ الأراضيَ الموجودةَ تحت سيطرته، وأنْ تخاطِبَ الدولةُ العثمانية حاكمَ النمسا باعتباره إمبراطورًا لا ملِكًا، يقفُ على قدمِ المساواة مع السلطانِ العثماني
نهوض عبد الله بن الشيخ المأمون لحرب عمه أبي فارس .
العام الهجري : 1015 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:
دعا الشيخ المأمون ابن السلطان أحمد المنصور السعدي تجارَ فاس فاستسلف منهم مالًا كثيرًا وأظهر من الظلمِ وسوءِ السيرة وخُبث السريرة ما هو شهيرٌ به، ثم تتبَّع قوَّاد أبيه فنهب ذخائِرَهم واستصفى أموالَهم وعذَّب من أخفى من ذلك شيئًا منهم، ثم جهز جيشًا لقتال أخيه أبي فارس بمراكش، وكان عدد الجيش نحو الثمانية آلاف، وأمَّرَ عليه ولده عبد الله فسار بجيوشه فوجد أبا فارس بمحلتِه في موضع يقال له إكلميم، ويقال في مرس الرماد، فوقعت الهزيمةُ على أبي فارس وقُتِل نحو المائة من أصحابِه ونُهِبت محلتُه، وفرَّ هو بنفسه إلى مسفيوة، ودخل عبد الله بن الشيخ مراكش فأباحها لجيشه، فنهبت دورَها واستبيحت محارمَها واشتغل هو بالفساد، ومن يشابِهْ أباه فما ظلم!! حتى حُكِي أنَّه زنى بجواري جدِّه المنصور واستمتع بحظاياه، وأكل في شهر رمضان وشَرِب الخمرَ فيه جِهارًا، وعكف على اللذات، وألقى جلباب الحياء عن وجهه، وكان دخولُه مراكش في العشرين من شعبان من هذه السنة.
طرد المسلمين من أسبانيا (الأندلس). .
العام الهجري : 1016 العام الميلادي : 1607
تفاصيل الحدث:
أصدرت الحكومةُ الأسبانية مرسومًا يقضي بترحيل المسلمين من إسبانيا ترحيلًا نهائيًّا.
ثورة محمد بن عبد المؤمن المهدي ثم هزيمته من السلطان زيدان .
العام الهجري : 1016 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1608
تفاصيل الحدث:
لما دخل عبدُ الله بن الشيخ المأمون السعدي مراكشَ واستولى عليها فعَلَ فيها أعظَمَ من فعلته الأولى بفاس، فهربت شرذمة من أهل مراكش إلى جبل جيليز واجتمع هنالك منهم عصابةٌ من أهل النجدة والحمية، واتفق رأيُهم على أن يُقَدِّموا للخلافة محمدَ بن عبد المؤمن ابن السلطان محمد الشيخ، وكان رجلًا خيِّرًا ديِّنًا صيِّنًا وقورًا, ومن أحفاد السلطان محمد الشيخ المهدي السعدي، فبايعه أهل مراكش هنالك والتفوا عليه، فخرج عبد الله بن الشيخ لقتال مَن بجبل جيليز والقبض على أميرهم ابن عبد المؤمن، ولما التقى الجمعان انهزم عبد الله وولى أصحابُه الأدبار فخرج من مراكش مهزومًا سادس شوال من هذه السنة، وترك محلَّتَه وعدتَه وجلَّ جيشه، وأخذ على طريق تامسنا، وامتُحِن أصحابُه في ذَهابِهم حتى كان مُدُّ القمح عندهم بثلاثين أوقية والخبزة من نصف رطل بربع مثقال، ولم يزل أصحابه ينتَهِبون ما مرُّوا عليه من الخيام والعمود ويَسْبُون البناتِ إلى أن وصلوا إلى فاس في الرابع والعشرين من شوال، وأما محمد بن عبد المؤمن فإنَّه لما دخل مراكش واستولى عليها صفَحَ عن الذين تخلَّفوا بها من أهل المغرب من جيش عبد الله بن الشيخ، وأعطاهم الراتب فلم يعجِبْ ذلك أهلَ مراكش ونقَموا عليه إبقاءه عليهم، وكانوا نحو الألف ونصف فكتبوا سرًّا إلى السلطان زيدان بالجبل فأتاهم وخيَّم نازلًا بظاهر البلد فخرج محمد بن عبد المؤمن إلى لقائِه فانهزم ابن عبد المؤمن ودخل السلطان زيدان مراكش واستولى عليها وصفح هو أيضًا عن الفئة المتخلِّفة عن عبد الله بن الشيخ!!
استيلاء السلطان زيدان على فاس وفرار أخوه محمد الشيخ .
العام الهجري : 1017 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:
كان محمد الشيخ المأمون بن أحمد المنصور الذهبي السعدي ما يزال على قُبحِ السيرة والإساءة إلى الخاصة والعامة، حتى ملَّتْه النفوسُ ورفضته القلوبُ وضاق أهلُ فاس بشؤمِه ذرعًا، وكان قد بعث ابنَه عبد الله مرةً ثالثة إلى حرب أخيه السلطان زيدان بمراكش وأعمالها، فخرج عبد الله من فاس آخِرَ ذي الحجة سنة 1016 فالتقى الجمعان بوادي بوركراك، فكانت الهزيمة على عبد الله وفرَّ في رهطٍ من أصحابه وترك محلَّتَه بما فيها بيَدِ السلطان زيدان، فاستولى عليها وانضَمَّ إليه جيش عبد الله من أهل فاس وغيرهم ميلًا إليه ورغبةً في صحبته، فعفا عنهم وتألَّفَهم، واستفحل أمرُ السلطان زيدان وتكلَّم به أهل فاس وسائِرُ بلاد الغرب، واتصل الخبر بالشيخ المأمون، وعرف أن قلوب الناس عليه فخاف الفضيحةَ وأصبح غاديًا في أهله وحشمه إلى ناحية العرائش مستصرخًا بالطاغية الإصبنيول في الأندلس على السلطان زيدان، وحمل معه أمه الخيزران وبعض عياله وجماعة من قواده وبطانته، وذلك في ذي القعدة سنة 1017، لكن الطاغيةَ لم يُمِدَّه بشيء, وانتهى مصطفى باشا قائد زيدان إلى القصر الكبير فقبض على من وجَدَ به من أصحاب الشيخ، وفر عبد الله وأبو فارس فنزلا بموضعٍ يقال له سطح بني وارتين، فبلغ خبرهما إلى السلطان زيدان، فجاء حتى نزل قبالتَهما بموضعٍ يقال له آرورات، ففَرَّ من كان معهما إلى السلطان زيدان، ولَمَّا بقِيا أوحشَ مِن وتِدٍ بقاعٍ، فرَّا إلى دار اليهودي ابن مشعل من بلاد بني يزناسن فأقاما بها.
الأمير فخر الدين المعني يستولي على بعلبك ويهدد باحتلال دمشق .
العام الهجري : 1018 العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:
فخرُ الدين المعني الثاني هو حفيد فخر الدين المعني الأول، الدرزي الأصل الذي قاتل مع السلطان سليم، فتولى بذلك لبنان والجبال المحيطة به، ولما تولى هذا الحفيدُ السلطة في لبنان عام 999هـ وكان درزيًّا وصوليًّا كبيرًا واستطاع أن يجمع المُعادين للإسلام من نصارى ونُصيرية ودروز، وأمثالهم، حتى تمكَّن من جبال لبنان، والسواحل وفلسطين، وأجزاء من سورية، ولما قوِيَ أمره فاوض الطليان فدعموه بالمال وبنى القلاع والحصون، وكوَّن لنفسه جيشًا زاد على الأربعين ألفًا، ثم أعلن الخروجَ على الدولة العثمانية عام 1022هـ غيرَ أنه هُزم وفرَّ إلى إيطاليا، وكان قد تلقَّى الدعم من إمارة فلورنسا الإيطالية، ومن البابا، ورهبان جزيرة مالطة (فرسان القديس يوحنا)، وقد عاد فخر الدين إلى لبنان بعد أن أصدر السلطانُ فرمانًا بالعفو عنه واندفع لتغريب البلادِ، ثم أعلن التمردَ من جديد مستغلًّا الحرب العثمانية الصفوية الشيعية، ولكنه فشِلَ وأُسِر وسيقَ إلى إستانبول، ثم اندلعت الثورة عام 1045هـ ولكنه هذه المرة أُسِر وشُنِق، وفَشِلت الحركة المسلَّحة التي قادها ابن أخيه ملحم للأخذِ بثأره.
وفاة السلطان أبي فارس بن أحمد المنصور الذهبي السعدي .
العام الهجري : 1018 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو فارس عبد الله بن المنصور أحمد السعدي، بويع بمراكش بعد وفاة والده، ثم بعث أخاه محمد الشيخ المأمون لقتال أخيهما السلطان زيدان، فلما انتصر عليه نكث محمد الشيخ عهده مع أخيه أبي فارس واستبدَّ عليه، ثم بعثَ إليه ابنَه عبد الله فهزَمَ عمَّه أبا فارس إلى مسفيوة ثم منها إلى السوس، فأقام عند حاجب أبيه عبد العزيز بن سعيد الوزكيتي، ثم لما بالغ زيدان في طلبه فرَّ إلى أخيه الشيخ المأمون فلم يزل مع ابنه عبد الله بن الشيخ إلى أن قُتل مصطفى باشا ودخل عبد الله فاس، فاستولى عليها فاتَّفق رأي قوَّاد شراكة على قتل عبد الله وتولية عمِّه أبي فارس، فبلغ ذلك عبد الله فدخل على عمِّه أبي فارس ليلًا مع حاجبه حمو بن عمر فوجده على سجادتِه وجواريه حوله فأخرجهنَّ وأمر بعمِّه فخُنِق وهو يضربُ برجليه إلى أن مات.
استيلاء النصارى الأسبان على العرائش بخيانة الشيخ ابن السعدي .
العام الهجري : 1019 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1610
تفاصيل الحدث:
استولى النصارى الأسبان على العرائش، وذلك بعد إخراجهم للمسلمين منها باتفاق مع حاكمها الشيخ المأمون ابن المنصور السعدي، الذي استعان بهم على أخيه السلطان زيدان، فاشترطوا عليه وقتها إعطاءهم العرائش وإخلاءها من سكَّانها، ففعل- خذَلَه اللهُ- ولما خرج منها المسلمون أقام بها القائد الكرني إلى أن دخلها النصارى واستولوا عليها في رابع رمضان من هذه السنة، ووقع في قلوب المسلمين من الامتعاض لأخذ العرائش أمرٌ عظيم، وأنكروا ذلك أشدَّ الإنكار، وقام الشريف أبو العباس أحمد بن إدريس العمراني ودار على مجالس العلم بفاس، ونادى بالجهاد والخروج لإغاثة المسلمين بالعرائش، فانضاف إليه أقوامٌ وعزموا على التوجه لذلك، ففَتَّ في عَضُدِهم قائدُهم حمو المعروف بأبي دبيرة وصرف وجوههم عما قصدوه في حكايةٍ طويلةٍ، وكان الشيخ المأمون لما خاف الفضيحةَ وإنكار الخاصة والعامة عليه إعطاءه بلدًا من بلاد الإسلام للكفَّار، احتال في ذلك وكتب سؤالًا إلى علماء فاس وغيرها يذكُرُ لهم فيه أنه لَمَّا وغل في بلاد العدو الكافرِ واقتحمها كرهًا بأولاده وحشَمِه، منعه النصارى من الخروج من بلادِهم حتى يعطيَهم ثغر العرائش وأنَّهم ما تركوه خرج بنفسِه حتى ترك لهم أولادَه رهنًا على ذلك، فهل يجوز له أن يفدِيَ أولاده من أيدي الكفار بهذا الثغرِ أم لا؟ فأجابوه: بأن فداء المسلمين سيما أولاد أمير المؤمنين سيما أولاد سيد المرسلين صلَّى الله عليه وسلم من يد العدو الكافر بإعطاء بلدٍ من بلاد الإسلام له- جائزٌ، وإنا موافقون على ذلك، ووقَّع هذا الاستفتاء بعد أن وقع ما وقع، وما أجاب من أجاب من العلماء عن ذلك إلا خوفًا على نفسه، وقد فرَّ جماعة من تلك الفتوى، كالإمام أبي عبد الله محمد الجنان صاحب الطرر على المختصر، وكالإمام أبي العباس أحمد المقري التلمساني مؤلف نفح الطيب، فاختفيا مدةً استبراءً لدينهما حتى صدرت الفتوى من غيرهما، وبسبب هذه الفتوى أيضًا فرَّ جماعة من علماء فاس إلى البادية، كالشيخ أبي علي الحسن الزياتي شارح جمل ابن المجراد، والحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي، وغيرهما.
وفاة الفقيه أحمد بن يحيى بن سالم الذويد اليمني .
العام الهجري : 1020 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1611
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ الفقيه المحقِّق أحمد بن يحيى بن سالم الذويد بن على بن محمد بن موسى الصعدي اليمني، أخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتي، وعبد العزيز بن محمد بن بهران، وسمع الأمهَّات الستَّ، واستجاز فيها من الحافظ محمد بن محمد المصري, وأجلُّ تلامذة الفقيه أحمد الذويد: الإمامُ القاسم بن محمد، والفقيه مهدي الشعيبي، وغيرهما, وكان فقيهًا محدِّثًا قليل النظير في المعقولات والصفات، إمامًا في الشرعيات على الإطلاق، وكان آيةً من آيات الله، وله في كل علم قدَمٌ راسخة، وبلغ في علمِ الطبِّ والرمل وحل السحر وغيرها مبلغًا عظيمًا، وقرأ في التوراة، وكان من أهل الثروة والمال، واجتمع له من الكتُبِ خزانة ملوكية مع مكارم أخلاق، وتوفِّيَ بصَعدة.
هزيمة العثمانيين أمام الصفويين وابتلاء أهل السنة في العراق .
العام الهجري : 1021 العام الميلادي : 1612
تفاصيل الحدث:
استغَلَّ الشاه عباس الصفوي انشغالَ الدولة العثمانية بالثورات الداخلية والحروب مع أوربا، بالإضافة للضعف الذي دبَّ فيها، فباشر في تخليصِ عراق العجم, واسترجع شمالَ العراق وتبريز ووان، واستطاع أن يحتلَّ بغداد والأماكن المقدَّسة الشيعية في النجف وكربلاء والكوفة، وكانت الجيوشُ العثمانية أضعفَ من أن تقاوم الجيوشَ الصفوية، فاضطر السلطان العثماني أحمد الأول أن يعقِدَ صلحًا مع الصفويين في عام 1013هـ استرجع فيه الصفويون كلَّ المناطق التي كان قد ضَمَّها السلطان سليمان القانوني، بما في ذلك بغداد، وكان هذا بداية التراجع للدولة العثمانية. وقد زارها الشاه عباس الصفوي وسَطَ مظاهر الإجلال والتقديس، وقد أورد بعضُ المؤرخين أنه قضى عشرة أيام في زيارته للنجف؛ حيث قام بنفسِه بخدمة الحُجَّاج في ذلك المكان، كما يذكرون أيضًا أنَّه إمعانًا في إعلان تمسُّكِه بالمذهب الشيعي وولائِه للرفض، وعلى الرغمِ من تعصُّبه الشديد للمذهب الشيعي إلَّا أنه رفع أيدي رجال الدينِ عن التدخُّل في شئون الحكم والسياسة، ومارس نوعًا من السلطة المُطلَقة في حكم البلاد، وقد أنزل الشاه عباس الصفوي أقسى أنواعِ العقاب بالسنَّة الذين يعتبرهم أعداءً للدولة، فإما أن يُقتَلوا أو تُسمَل عيونُهم، ولم يكن يتسامحُ مع أيٍّ منهم إلا إذا تخلى عن مذهبِه السني وأعلن ولاءه للمذهب الشيعي، واضطرت الدولةُ العثمانية نتيجةً لمعاهدة مع الصفويين أن تترك للدَّولة الصفوية الرافضية الشيعية جميعَ الأقاليم والبلدان والقلاع والحصون التي فتحها العثمانيون في عهد السلطان الغازي سليمان الأول بما فيها مدينة بغداد! وهذه أول معاهدة تركت فيها الدولةُ بعضَ فتوحاتِها، وكانت فاتحةَ الانحطاط والضَّعفِ، وأوَّلَ المعاهدات التي دلَّت على ضعف الدولة العثمانية! لقد بالغ الشاه عباس الصفوي في عدائه للمذهب السُّني، وإمعانًا في ضرب الدولة العثمانية حاميةِ المذهب السنِّي اتصل بملوك النصارى، وعقَدَ اتفاقات تعاوُن مشترك معهم؛ من أجلِ تقويض أركان الدولة العثمانية السُّنية، وقدَّم العديد من التنازلات لهذه الدول الأوروبية النصرانية تأكيدًا لتعاونِه معهم انطلاقًا من عدائِه للدولة العثمانية، وعامل الشاه عباس الصفوي النصارى في إيران معاملةً حسنةً على عكس معاملته لأهل السنَّة، وقد كان لمعاملته المتميِّزة للنصارى أن نشِطَت الحركة التنصيرية في إيران، كما شجع التجار الأوربيين في عقد صفقات تجارية كبيرة مع التجَّار في إيران، وأصبحت إيران سوقًا رائجًا للتجارة الأوروبية، ثم توَّج تسامحه مع النصارى بأن أعلن في عام 1007هـ أوامِرَه بعدم التعرضِ لهم، والسماح لهم بحرية التجوُّل في ربوع الدولة الصفوية، وأعطاهم امتيازاتٍ ببناء الكنائس في كبرى المدن الإيرانية، وهذه المعاملة للنصارى كانت نكايةً في الدولة العثمانية السُّنِّية!!
وفاة ابن محلي المدعي أنه المهدي المنتظر بفاس .
العام الهجري : 1022 العام الميلادي : 1613
تفاصيل الحدث:
أحمد بن عبد الله السجلماسي أبو العباس المعروف بابن محلي، متصَوِّف ادعى أنه المهدي الفاطمي المنتظَر، ولِدَ بمدينة سجلماسة، وطلب العلم بفاس، تصوَّف وكثُرَ أتباعه، وذهب إلى جنوب المغرب فكاتب رؤساء القبائل وعظماء البلدان أنَّه المهدي الفاطمي المنتظَر، مدَّعيًا أنه من سلالة العباس بن عبد المطلب، وزحف على سجلماسة واستولى عليها بعد قتال، وأرسل السلطانُ زيدان بن أحمد السعدي صاحب المغرب جيشًا لقتاله، فانهزم الجيشُ وقَوِيَ أمر المدَّعي، فزحف على مراكش واستقرَّ بها مَلِكًا تاركًا التصوف والتنسُّك، فهاج عليه يحيى بن عبد الله أحد المتصوِّفة انتصارًا لزيدان السعدي، وجرت بينهما حرب على أبواب مراكش، أصيب ابن محلي فيها برصاصة أردته قتيلًا وعُلِّق رأسُه مع بعض أنصاره على أسوارِ مراكش.
وفاة السلطان محمد الشيخ المأمون ابن المنصور أحمد السعدي .
العام الهجري : 1022 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1613
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ المأمون بن أحمد المنصور الذهبي، ملك السعديين في المغرب الأقصى. كان المأمونُ وَلِيَّ عهد أبيه المنصور وخليفتَه على فاس وأعمالها سائرَ مدة أبيه، وكان للمنصور اعتناءٌ تام به واهتمامٌ بشأنه حتى قيل إن المنصور كان لا يختِمُ على صندوق من صناديق المال إلا قال: "جعل الله فتحَه على يد ابنِه الشيخ رجاءَ أن يقوم بالأمر بعدَه، فلم يُقدَّرْ له، وخرج الأمرُ عن مرادِه؛ فقد أساء المأمون السيرةَ وأضَرَّ بالرعية، قال اليفرني: "كان فسيقًا خبيث الطويَّة مُولَعًا بالعبث بالصبيان، مدمنًا للخمر سفاكًا للدماء غير مكتَرِث بأمور الدين من الصلاة وشرائطها، ولَمَّا ظهر فساده وبان للناس عَوارُه، نهاه وزير أبيه القائد أبو إسحاق إبراهيم السفياني عن سوء فعلِه، فلم ينتَهِ واستمر على قبح سيرتِه، فأعاد عليه اللومَ فلَجَّ في مذهبِه، ولما أكثَرَ عليه مِن التقريع سقاه السمَّ فكان فيه حَتفُه, فلما كثرت قبائحُ المأمون وترددت الشكايات لأبيه، كتب إليه لينكَفَّ عن غيِّه وينزجر عن خبثِه، فما زاده التحذيرُ إلا إغراءً، فلما رأى المنصور أنه لم يكترثْ بأمرِه ولم ينزجِرْ عن قبائحه، عزم على التوجُّه إلى فاس بقصد أن يمكُرَ به ويؤدِّبَه بما يكون رادعًا له، فلما سمع الشيخ بذلك جمع عساكِرَه وهيأَ جنده لمدافعة أبيه، فتحيَّل عليه أبوه حتى أسَرَه ثم سجنه في مكناسة، وظل في سجنِه حتى أخرجه أخوه أبو فارس ليحارِبَ به أخاهما زيدان، وتمكن الشيخ وتغلب على أخيه زيدان، ثم على أبي فارس، وسيطر على حكم المغرب، فظلم الرعيةَ وأسرف على نفسِه إلى أن توفي في هذا العام. بعد تذمُّر وسخَط أهل تطوان ونواحيها من أفعال الشيخ المأمون، اجتمع أعيانُ القوم وتآمروا على قتل الشيخ وأتباعه، فقُتِل السلطان الشيخ المأمون في وسط محلَّتِه المعروفة بفج الفرس, وانتُهِبت تلك المحلة وتفرَّقت جموعه, وتولى بعده أخوه زيدان في حُكم المغرب.
وقوع غلاء وموت بمدينة فاس .
العام الهجري : 1022 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1614
تفاصيل الحدث:
وقع غلاءٌ بفاس حتى بيع القمحُ بأوقيتين وربع للمُدِّ، وكثر الموتى حتى إن صاحب المارستان أحصى من الموتى أربعة آلاف وستمائة إنسان من عيد الأضحى إلى ربيع الأول من السنة التي بعدها، وخربت أطرافُ فاس وخلت المداشر- القرى أو المزارع- ولم يبقَ بلَمْطَةَ سوى الوحوشِ.
معاهدة ستراتورك بين الدولة العثمانية والنمسا والمجر من جهة أخرى .
العام الهجري : 1023 العام الميلادي : 1614
تفاصيل الحدث:
عقدت الدولةُ العثمانيةُ صلحًا مع النمسا في هذا العام تخلصت فيه النمسا ممَّا كانت تدفعُه من جزيةٍ سنوية للعثمانيين، على أن تدفَعَ مائتي ألف دوكا دفعة واحدة، علمًا أن الجزية السنوية كانت تبلغ ثلاثين ألف دوكا! وذلك بعد الخلافِ على بلاد المجر ومحاولة النمسا إبعادَ أمير المجر عن العثمانيين وإغرائه ليكون ملكًا بمساعدة النمسا، وبقيت المجرُ بعد هذا الصلح تتبع الدولةَ العثمانية.
====
194.
استيلاء النصارى الأسبان على المعمورة المهدية .
العام الهجري : 1023 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1614
تفاصيل الحدث:
لما استولى النصارى الأسبان على العرائش، طمحت نفوسُهم إلى الاستيلاء على غيرها وتعزيزِها بأختها، فرأوا أنَّ المهديةَ أقربُ إليها، فبعث إليها الطاغية فيليبس الثالث من جزيرة قادس تسعين مركبًا حربية، فانتهوا إليها واستولوا عليها من غير قتال؛ لفرار المسلمين الذين كانوا بها عنها، وبعدها كتب أهل سلا إلى السلطان زيدان، فبعث إليهم أبا عبد الله العياشي الذي كان مقدمًا بوكالته على الجهاد بدكالة، وأمر أبو عبد الله أهلَ سلا بالتهيؤ للغزو واتخاذ العُدة، فلم يجد عندهم إلَّا نحوَ المائتين منها، وكانت السنون والفِتَن قد أضعَفَتها، فحضَّهم على الزيادة والاستكثار منها، فكان مبلغُ عِدَّتهم بما زادوه زهاءَ أربعمائة، ثم نهض بهم إلى المعمورة فصادف بها من النصارى غِرَّةً، فكانت بينه وبينهم حربٌ قُربُها إلى أن غربت الشمس، فقُتِل من النصارى زهاءُ أربعمائة، ومن المسلمين مائتان وسبعون، وهذه أول غزوة أوقعها في أرض الغرب بعد صدوره من ثغر آزمور، ومنها أقصرت النصارى عن الخروج إلى الغابة، وضاق بهم الحالُ، ثم إن السلطان زيدان لما بلغه اجتماعُ الناس على سيدي محمد العياشي بسلا وسلامته من غدرةِ قائدِه السنوسي، بعث إلى قائده على عسكر الأندلس بقصبة سلا المعروف بالزعروري وأمره باغتيالِه والقبض عليه، ففاوض الزعروري أشياخَ الأندلس في ذلك، فاتفق رأيُهم على أن يكون مع العياشي جماعةٌ منهم عينًا عليه وطليعةً على نيَّتِه واستخبارًا لِما هو عازم عليه وما هو طالبٌ له، فلازمه بعضُهم وشعر العياشي بذلك فانقبض عن الجهادِ ولَزِم بيته.
وفاة شيخ الإسلام عمر العرضي الحلبي .
العام الهجري : 1024 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1615
تفاصيل الحدث:
هو محدِّث حلب شيخ الإسلام عمر بن عبد الوهاب العرضي، أوحدُ وقته في فنون الحديث والفقه والأدب، أخذ عن محمود البيلوني، ورضي الدين الحنبلي، وبه تخرج، ومن أفخر أسانيدِه روايتُه عن والده عبد الوهاب عن زكرياء عن ابن حجر، ومن أعظم مؤلفاته "شرح الشفاء" في أربعة أسفار ضخامٍ، سماه "فتح الغفار بما أكرم الله به نبيه المختار" اشتغل به نحو اثنتي عشرة سنة، وله "مناهج الوفا فيما تضمنه من الفوائد اسم المصطفى"، وله معجم كبير، وشرحٌ على ألفية السيوطي في الاصطلاح. كانت وفاته بحلب 16 شعبان.
وفاة الإمام الحسن بن علي بن داود المؤيدي .
العام الهجري : 1024 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1615
تفاصيل الحدث:
هو الناصر لدين الله الإمام الحسن بن علي بن داود المؤيدي إمام الدولة الزيدية في اليمن. له تبحُّرٌ في علوم عديدة، كالنحو والصرف، والمنطق والمعاني والبيان، والأصول والتفسير، والفقه والحديث، وله رسائل تدلُّ على بلاغته وقوة تصرُّفه، دعا إلى نفسه سنة 984 في نصف شهر رمضان منها، فاجتمعت إليه الزيدية وأجابوا دعوتَه، وبايعوه في بلاد صعدة، وخرج منها بجيش إلى الأهنوم واشتعلت الأرض نارًا بقيامه على الأتراك، ودخل في طاعته بعضُ أولاد الإمام شرف الدين، وأَسَر عبد الله بن المطهر وأودعه السجنَ ثم توجَّه بجند واسع لأخذ بلاد همدان، ففتح أكثرها وخرج الأتراك من صنعاء وأميرُهم سنان، فما زالت الحرب بينهما سِجالًا، وفي سنة 993 افتتح سنان بلاد الأهنوم، وانحصر الإمام الحسن في محل يقال له الصاب، ودُعي إلى السلم فأجاب، وخرج إلى سنان في نصف شهر رمضان منها، وهذا من غرائب الزمان: كونُ قيامه في نصف شهر رمضان، وأسْرُه في نصف شهر رمضان، ثم دخل به سنان إلى صنعاء، فوصل به إلى الباشا حسن فسجنه وقد كان أسَرَ أولاد المطهر بن شرف الدين الأربعة لطف وعلي يحيى وحفظ الله وغوث الدين، وسجنهم مع الإمام الحسن، وفي شهر شوال من هذه السنة أرسل الباشا بهم جميعًا إلى بلاد الترك، وكان آخر العهد بهم، وقد روي أنه مات الإمام الحسن في بلاد الترك محبوسًا في شهر شوال، وله أخبار حسان.
وفاة السلطان العثماني أحمد الأول وتولي أخيه مصطفى الأول .
العام الهجري : 1026 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1617
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أحمد الأول بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. ولد في 12 جمادى الثانية سنة 998 (18 ابريل سنة 1590م) تولى السلطنة بعد أبيه ولم يتجاوز سنه الرابعة عشرة إلَّا بقليل, وقام بحجز أخيه مصطفى بين الخدم والجواري. كانت أركانُ الدولة في بداية حكمه غيرَ ثابتة، فنارُ الحرب مستعرة مع النمسا غربًا, ومع الصفويين شرقًا؛ حيث كانت الحرب معهم شديدة الوطأة؛ لتولي الشاه عباس الصفوي قيادتها، مما جعلها أعظمَ من كافة الحروب السابقة, فاضطربت أحوالُ الولايات الشرقية عمومًا، وسعت كلُّ أمة من الأمم المختلفة النازلة بها للحصول على الاستقلال، وكان من أهَمِّ الحركات حركةُ الأكراد بقيادة رجل كردي يلقَّب بجان بولاد، والأمير فخر الدين المعني الثاني الدرزي، وغيرهما، لكنْ قيَّض الله للدولة في هذه الشدة الوزير مراد باشا الملقب بقويوجي الذي عُيِّن صدرًا أعظم، وكان قد تجاوز الثمانين؛ ليكون عونًا وعضدًا للسلطان الفتى، فتقلد مع كِبَرِ سِنِّه ووَهَنِ قواه قيادةَ الجيوش وحارب الثائرين بهمَّة ونشاط زائِدَينِ، فانتصر على فخر الدين الدرزي, وجان بولاد الكردي، واستمال قلندر أوغلي أحد زعماء الثورة في الأناضول، وقبض على آخر يدعى أحمد بك وقتله بعد أن فرَّق جنده بالقرب من قونية، وفي سنة 1608 م انتصر على من بقِيَ من العصاة بقرب وان، وفي السنة التالية قَتَل آخر زعماء الثورة المدعو يوسف باشا الذي كان استقَلَّ بصاروخان ومنتشا وآيدين, وبذلك عادت السكينة وساد الأمن بهمَّة هذا الشجاع الذي لُقِّب بسيف الدولة عن استحقاق, وازدادت في أيام السلطان أحمد العلاقاتُ السياسية مع دول الإفرنج، فجددت مع فرنسا العقود والعهود القديمة مع بعض زيادات طفيفة، وفي سنة 1609 جُدِّدت مع مملكة بولونيا- بولندا- الاتفاقات التي أُبرِمَت معها في زمن السلطان محمد الثالث، وأهمُّ ما بها تعهُّد بولونيا بمنع قوزاق الروسية من الإغارة على إقليم البغدان، وتعهُّد الدولة العلية بمنع تتار القرم من التعدي على حدودها، وفي سنة 1612م تحصلت ولايات الفلمنك على امتيازات تجارية تضارع ما مُنحِتَه كلٌّ من فرنسا وإنكلترا, والفلمنك هم الذين أدخلوا في البلاد الإسلامية استعمالَ التبغ (الدخان) فعارض المفتي في استعمالِه وأصدر فتوى بمنعِه، فهاج الجند واشترك معهم بعضُ مُستخدَمي السراي السلطانية، حتى اضطروه إلى إباحته! وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة من هذه السنة توفي السلطان أحمد ودُفِن عند جامع سلطان أحمد، وكانت مدة حكمه أربعة عشر عامًا, ولصِغَرِ سِنِّ ابنه عثمان الذي لم يتجاوَزْ ثلاث عشرة سنةً من عمره خالف السلطانُ أحمد العادة المتَّبَعة من ابتداء الغازي عثمان الأول بتنصيب أكبر الأولاد أو أحدهم مكان والده، فأوصى بالمُلكِ من بعده لأخيه مصطفى الأول.
خلع السلطان العثماني مصطفى الأول وتولية ابن أخيه عثمان .
العام الهجري : 1027 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1618
تفاصيل الحدث:
لم تدُمْ أيام السلطان مصطفى الأول بن مراد الثالث كثيرًا؛ فقد خُلِع من السلطة بعد ثلاثة أشهر وثمانية أيام فقط؛ بدعوى أنَّه لا يعرف بأمورِ الحكم شيئًا، بحُكمِ أنَّه كان طول حياة أخيه أحمد محجوزًا عليه عند الجواري والخَدَم، وقيل: كان ذلك بتدبير فرنسا، ثمَّ تم تولية ابن أخيه عثمان بن أحمد الأول الذي كان ما يزال في الثالثة عشرة من عمره، فكان أول ما عمله أن أطلق سراحَ القنصل الفرنسي ومترجِمه، اللذين كان قد حبسهما عمه مصطفى الأول؛ لتدخُّلِهم في شؤون الدولة العثمانية، ولمساعدة أحد البولونيين على الهرب من السجن، واعتذر عثمانُ من ملك فرنسا عن هذا الحدث!
انتصار الصفويين على العثمانيين في معركة بول شكسته .
العام الهجري : 1027 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1618
تفاصيل الحدث:
انتصر الصفويون على العثمانيين في معركة "بول شكسته"، وخسر العثمانيون في هذه المعركة 15 ألف قتيل.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة "أردبيل" مع إيران .
العام الهجري : 1028 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1619
تفاصيل الحدث:
وقَّعت الدولة العثمانية معاهدةَ أردبيل مع إيران، وقد خفضت هذه المعاهدة كمية الحرير التي كانت تقَدِّمُها إيران سنويًّا، كخراج للدولة العثمانية إلى نصف ما قررته معاهدة إستانبول الموقَّعة بين الدولتين!
ثورة محمد بن الشيخ المأمون السعدي المعروف بزغودة على أخيه .
العام الهجري : 1028 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1619
تفاصيل الحدث:
لما رأى أهل بلاد الهبط ما وقع من افتراق الكلمة وتوقُّد الفتن، بايعوا محمد بن الشيخ المعروف بزغودة، وكان الذي قام بدعوته الشريفَ أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن عبد الرحمن الإدريسي المحمدي اليونسي المعروف بابن ريسون، وهي أم جدة علي نزيل تاصروت، وبايعوه على الكتاب والسنة، وعلى إحياء الحق وإماتة الباطل، فلما بلغ خبَرُه أخاه عبد الله، خرج لقتاله فالتقى الجمعان بوادي الطين واقتتلوا، فانهزم عبد الله وتقدم محمد إلى فاس فدخلها واستولى عليها في شعبان من هذه السنة، وقبض على بعض عمَّال عبد الله فقتلهم واستصفى أموالهم، وفي آخر شعبان وقعت الحربُ بينهما بمكناسة فانهزم محمد ودخل عبد الله فاس في مستهل رمضان من السنة وأظهر العفوَ عن الخاصِّ والعامِّ، ثم قتل أهلُ فاس قائدَه ابنَ شعيب وأخذوا حِذرَهم من عبد الله، ثم وقع قتال بين أهل الطالعة وأهل فاس الجديد ودام أيامًا عديدة حتى اصطلحوا لتاسع رجب من سنة 1029 ثم إن عبد الله خرج لقتال أخيه محمد، فوقعت المعركة بينهما بوادي بهت، فانهزم محمد وفرَّ شريدًا إلى أن قتله ابنُ عمه
انتصار الجيش العثماني على جيش بولونيا .
العام الهجري : 1029 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1620
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيشُ العثماني أيام عثمان الثاني الذي أعلن الجهادَ ضِدَّ بولونيا-بولندا- فأرسل جيشًا من الانكشارية بقيادة الوزير غازي إسكندر باشا، وتمكَّن العثمانيون من إبادة الجيش البولوني الذي كان يبلغ قوامُه ستين ألف جندي، ولم ينجُ من المعركة إلا أربعُمائة جندي بولوني فقط! وكان سبب المعركة هو تدخُّل بولونيا في شؤون إمارة البغدان من المجر. لكنْ حدَثَ الصُّلحُ بعد ذلك بناءً على رغبة بولونيا، وطلب الانكشارية الذين تَعِبوا من مواصلة القتال.
الدولة العثمانية تعقد معاهدة "خوتين" مع بولونيا .
العام الهجري : 1030 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1621
تفاصيل الحدث:
وقَّعت الدولة العثمانية معاهدة "خوتين" مع بولونيا، واتَّفق الطرفان على الصلح بعد اشتعال الحرب بينهما، واتَّفقا على أن تقوم بولونيا بهدم جميعِ القلاع التي شيَّدتْها على حدود الدولة العثمانية، وأن تدفعَ ضريبةً سنويةً إلى القرم التي كانت تخضَعُ للدولة العثمانية, وأن تترك بولونيا قلعة "خوتين" الهامة للدولة العثمانية.
وفاة الإمام العلامة زين الدين المناوي الشافعي .
العام الهجري : 1031 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1622
تفاصيل الحدث:
هو الإمامُ العلَّامة زين الدين محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي المناوي القاهري، ولد سنة 952 بمنى، وهي قرية من قرى مصر. كان أعلَمَ معاصريه بالحديث وأكثَرَهم فيه تصنيفًا وإجادةً وتحريرًا، أخذ التفسير والحديث عن النور علي بن غانم المقدسي، والنجم الغيطي، والشمس الرملي، وأخذ التصوُّفَ عن جماعة، منهم الشيخ منصور الغيطي، والشعراني، وغيرهما. قال عبد الحي الكتاني: "لم يخلُ من طاعنٍ وحاسدٍ حتى دسَّ عليه السمُّ؛ لكون أهل عصره كانوا لا يعرفون مرتبةَ عِلمِه ؛لانزوائه عنهم وانقطاعِه للتصنيف". برعَ في الحديث وله مصنَّفات عديدة، منها: فيض القدير في شرح الجامع الصغير, والفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي, والجامع الأزهر في حديث النبي الأنور, والإتحافات السَّنية بالأحاديث القدسية, والتوقيف على مهمات التعاريف, والكواكب الدُّرية في تراجم الصوفية, وغيرها من الكتب.
خلع السلطان عثمان الثاني وقتله وإعادة عمه مصطفى الأول .
العام الهجري : 1031 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1622
تفاصيل الحدث:
هو الخليفةُ عثمان الثاني بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل. وُلِد بإستانبول سنة 1013 ولَمَّا توفي والده أحمد الأول سنة 1026لم يرشِّحْه للخلافة لصِغرِ سِنِّه، ورشح أخاه مصطفى الأول، لكنه لم يلبث على سرير الملك إلا ثلاثة أشهر؛ حيث عزلَه في أول سنة 1027 أربابُ الغايات، وفي مقدمتهم المفتي وآغا السراي، وساعدهم الانكشارية على ذلك لتوزيع الهبات عليهم عند تولية كل ملكٍ جديدٍ، وأقاموا مكانه السلطان عثمان الثاني, وفي بداية حكمه أمر بإطلاق قنصل فرنسا وأرسل مندوبًا لملك فرنسا يعتذر عما حصل من الإهانة لسفيره, وعندما تدخَّلت بولونيا في شؤون إمارة البغدان لمساعدة جراسياني الذي عُزل بناءً على مساعي أمير ترنسلفانيا، اتخذ السلطان عثمان هذا التدخُّلَ سببًا في إشهار الحرب على مملكة بولونيا وتحقيق أمنيتِه، وهي فتح هذه المملكة وجعْلها فاصلًا بين أملاك الدولة ومملكة روسيا التي ابتدأت في الظهور، وقبل الشروع في الحرب أصدر أمرًا بتقليل اختصاصات المفتي ونزْع ما كان له من السلطةِ في تعيين وعزل الموظفين، وجعل وظيفتَه قاصرة على الإفتاء، حتى يأمن شَرَّ دسائسه التي ربما تكون سببًا في عزله، كما كانت سبب عَزلِ سلَفِه، لكن أتى الأمرُ على الضدِّ بما كان يؤمِّل, وبعد أن أتمَّ هذه التمهيدات الداخلية سيَّرَ الجيوش والكتائب لمحاربة مملكة بولونيا، فلما طالت الحربُ طلبت الانكشارية منه الكَفَّ عن الحرب, فحَنِق السلطان على الانكشارية من طلَبِهم الراحة وخلودهم إلى الكسل وإلزامه على الصلح مع بولونيا، فعزم على التخلُّص من هذه الفئة الباغية، ولأجل الاستعداد لتنفيذ هذا الأمر الخطير أمر بحشدِ جيوش جديدة في ولايات آسيا، واهتمَّ بتدريبها وتنظيمها، وشرع فعلًا في تنفيذ هدفه، وعلمت الانكشارية بذلك فهاجوا وماجوا وتذمَّروا واتفقوا على عزل السلطان، وتم لهم ذلك في 9 رجب من هذه السنة ثم قتلوه. بعد أن حكم أربع سنوات وأربعة أشهر, وأعادوا مكانه السلطان مصطفى الأول المخلوع سابقًا!
خلع السلطان العثماني مصطفى الأول للمرة الثانية وتولية ابن أخيه .
العام الهجري : 1032 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1623
تفاصيل الحدث:
تولى السلطانُ مصطفى الحكمَ للمرة الثانية إثرَ فتنة الانكشارية، وصارت الحكومةُ ألعوبةً بأيديهم، ينصبون الوزراء ويعزلونهم بحسَبِ أهوائهم، وأصبحت المناصب تُباعُ جِهارًا، وارتكبوا أنواعَ المظالم، وتغير الوزراء الصدورُ في مدَّتِه هذه سبعَ مرَّات خلال عام واحد وأربعة شهور، وكان الخلافُ قد دبَّ بين أمراء الأناضول وفرقة السباهية- الخيالة- على استمرار الوزراء الصدور، حتى إن بعضهم لم يُكمِل شهرًا واحدًا، ونظرًا لضعف السلطانِ وعجزه عن إدارة شؤون البلاد، واستمرارًا لهذا العبثِ، قام الانكشارية بعزل السلطان مصطفى الأول وولَّوا مكانه ابن أخيه السلطان مراد الرابع، ولصغر سنه صارت والدته كوسم نائبةَ السلطنة، تقوم بالأمر دونَه، لكن مقاليد الأمور كانت بيد الانكشارية التي علا شأنُها وازداد نفوذُها!
ثورة أباظة باشا على الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1033 العام الميلادي : 1623
تفاصيل الحدث:
أعلن والي أرضروم أباظة باشا العصيانَ مدَّعيًا أنه يريد الانتقام للمرحوم السلطان عثمان شهيد الانكشارية، فدخل سيواس وأنقرة، فسار إليه الصدرُ الأعظم حافظ باشا، وبعد معركة قيصرية قضى على هذه الثورة، ثم سار القائدُ حافظ باشا إلى بغداد غير أنَّ الانكشارية لم يستمروا معه في القتال، فعزل بسبب ذلك القائد حافظ باشا، فعاد أباظة باشا للثورة وأحرز نصرًا على الدولة العثمانية، فسار إليه خسرو باشا الصدر الأعظم الجديد، وأدخله في الطاعة وعيَّنه واليًا على البوسنة عام 1037هـ.
وفاة الفقيه مرعي الكرمي الحنبلي .
العام الهجري : 1033 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1624
تفاصيل الحدث:
هو الفقيه زين الدين مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي المقدسي الحنبلي، وهو كذلك مؤرِّخ وأديب، من أهل طولكرم قرب نابلس، درَّس في القدس والقاهرة، وعمل مدرسًا في الجامع الأزهر والمسجد الطولوني، كان من كبارِ فُقهاء الحنابلة، له سبعون مصنَّفًا، منها: أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات، والآيات والفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة، وتحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف، وتوضيح البرهان في الفرق بين الإسلام والإيمان، وغيرها من المصنفات.
الصفويون يحتلون بغداد .
العام الهجري : 1034 العام الميلادي : 1624
تفاصيل الحدث:
قام قائدُ الشرطة في بغداد بكير آغا بقتلِ الوالي وتسلَّم الأمرَ مكانه، فأرسلت له الدولةُ العثمانية قوةً بقيادة حافظ باشا، فحاصره في بغداد، فقام بالاتصال بالشاه عباس الصفوي، وعرض عليه تسليمَ المدينة فسار إليه, وفي الوقت نفسِه اتصل آغا بالقائد العثماني المحاصِر له وعرض عليه تسليمَ المدينة على أن يتسلَّم هو ولايتَها، فوافق القائد ودخلت جنودُه المدينة قبل وصول الشاه، ولَمَّا وصل الشاه وألقى الحصارَ عليها مدة ثلاثة أشهر اتصل بابن بكير آغا وأغراه بتسليم الولاية، فوافق وخان الدولة، ودخل الشاه بغداد وقتل بكير آغا وابنَه.
وفاة السلطان جهانكير بن أكبر شاه الكوركاني .
العام الهجري : 1036 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1626
تفاصيل الحدث:
هو السلطان نور الدين محمد جهانكير بن أكبر بن همايون بن بابر الكوركاني المغولي، من سلالة تيمورلنك سلطان الهند، ولِدَ في ربيع الأول سنة 977 بأكبر آباد، وتولى المملكة بعد والده يوم الخميس لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة 1014، وكان اسمُه سليمًا، سماه به والده على اسم الشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي؛ لأن الشيخ بشَّر به والده قبل ولادته ودعا له، فلما استقلَّ بالملك لقَّب نفسَه نور الدين محمد جهانكير، وافتتح أمرَه بالعدل والسخاء، وقرَّب إليه العلماء، وكان صحيح العقيدة خلافًا لوالده، سمع الحديث من الشيخ محمد سعيد الهروي المشهور بمير كلان، وقرأ عليه شيئًا من العلم بأمر والده، وسمع أيضًا من المفتي صدر جهان البهانوي. تزوج بمهر النساء بنت غياث الدين الطهراني، وكانت عشيقته، فخطبها بعد ما قَتَل بعلها شيرافكن خان، فأبت ثم رضيت، فتزوج بها ولقَّبها نور جهان بيكم، فحُبِّبت إليه وملكت فؤادَه حتى ألقى زمام السلطنة بيدها، فدبَّرت لخَتنها شهريار بن جهانكير من زوجته الأخرى ليولِّيه الملك، ورغَّبت زوجها جهانكير عن ابنه شاهجهان الذي دبَّر الملك لولايته بالمُلك بعده، فوقع الخلافُ بينهما وآل إلى الحرب، وتوفي جهانكير ساخطًا عنه. وكان جهانكير رحيمًا حليمًا كريمًا شاعرًا لطيف الطبع، حسن المعاشرة ظريف المحاضرة، حسن الصورة سليم الذهن، باهر الذكاء فصيح العبارة، له يد بيضاء في التحرير والتحبير، صنَّف كتابًا في أخباره وسماه "تزك جهانكيري" وهو مقبول متداول في أيدي الناس، وصنف في أخباره معتمد خان كتابَه: إقبال نامه، ومرزا كامكار الملقب بعزت خان كتابه مآثر جهانكيري، ومن مصنفات جهانكير بندنامه بالفارسية في أوراق عديدة صنفه لأبنائه، وأمر الشيخ محمد ابن الجلال الحسيني الكجراتي أن يترجم القرآن الكريم بالفارسية ولا يباشر فيه التصنع، ولا يزيد على الترجمة اللفظية حرفًا من جانبه. توفي لثلاث بقين من صفر سنة ست وثلاثين وألف، وكانت مدت حكمه إحدى وعشرين سنة وثمانية أشهر وثلاثة عشر يومًا.
وفاة الشاه عباس الأول الصفوي وتولي صفي بن صفي .
العام الهجري : 1037 العام الميلادي : 1627
تفاصيل الحدث:
هو الشاه الصفوي عباس الكبير الأول بن محمد خدابنده بن طهماسب بن إسماعيل الأول. ولد عباس في مدينة حيرات الواقعة في أفغانستان في 27/1/1571م. تولى حكم الدولة الصفوية سنة 996 بعد أن تمرد على والده ثم نحاه عن الحكم؛ لأنه لم يستطع ضبط الاضطرابات التي عمت البلاد بسبب ضعف شخصيته, ويعتبر عباس هو رابع حكام الدولة الصفوية ومن أقوى وأشرس حكامها, وقد أعاد لها قوتها كما كانت عليه في عهد إسماعيل الأول, فتمكن من سحق الأكراد والأوزبكية السنَّة الذين يعتبرهم أعداءً للدولة، كما حقق انتصارات على العثمانيين، ودخل في تحالفات مع الدول الأوربية ضد الدولة العثمانية، واهتم بتنظيم الدولة إداريًّا وحضاريًّا، وقد كان سفاكًا للدماء متناقضًا في شخصيته بين التدين والفجور، والعدل والظلم! توفي بعد أن دام في الملك قرابة إحدى وأربعين سنة، ثم تولى بعده صفي بن صفي ميرزا بن عباس.
وفاة السلطان زيدان بن أحمد السعدي وقيام ابنه عبد الملك .
العام الهجري : 1039 العام الميلادي : 1629
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو المعالي زيدان بن أحمد المنصور الذهبي السعدي، زعيم الأشراف في المغرب الأقصى. كان في أيام أبيه مقيمًا بتادلا أميرًا عليها، تولى بعد وفاة والده المنصور سنة 1012حيث اجتمع أهل الحَل والعقد من أعيان فاس وكبرائها والجمهور من جيش المنصور على بيعة ولده زيدان، وقالوا إن المنصور استخلفه في حياته ومات في حجره، وكان المنصور قد عزل ابنه الكبير الشيخ المأمون وسجنه في مراكش لفساده وتمرده، فلما تمت البيعة لزيدان انتفض عليه أخواه أبو فارس ومحمد الشيخ المأمون، فحارباه وهزما جيشه. فلحق زيدان بتلمسان. وجعل يتنقل بين سجلماسة ودرعة والسوس ومعه فلول من جيشه، يدعو الناس إلى مناصرته على أخويه، حتى استجاب له أهل مراكش، فنادوا به سلطانًا سنة 1015, ولكن لم يلبث أن أخرجه منها أخوه المأمون سنة 1016 فلجأ إلى الجبال مدة يسيرة، وعاد فامتلك مراكش في السنة نفسها. وقويت شوكته، فاستولى على فاس سنة 1017 وأخرجه منها أنصار المأمون سنة 1018 واستمر السلطان زيدان مالكًا مراكش وأطرافها إلى أن توفي بعد أن أمضى قرابة السبع وعشرين سنة في الملك، وخلفه بعده ابنه أبو مروان عبد الملك الذي تقاتل مع أخويه الأميرين الوليد وأحمد وهزمهما.
استيلاء الجيش العثماني على مدينة همدان .
العام الهجري : 1039 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1630
تفاصيل الحدث:
استولى الجيش العثماني بقيادة خسرو باشا على مدينة همدان، الواقعة على بعد 250 كم جنوب غرب طهران.
======
195.
بناء قصر تاج محل ليكون أشهر الرموز الإسلامية بالهند .
العام الهجري : 1041 العام الميلادي : 1631
تفاصيل الحدث:
تاج محل بالهند هو مَعلَم معماري هندي يقع في آكرا، يعتبر من أكبر الشواهد على الفنون والعمارة في العهد المغولي. شُيِّد الضريح تخليدًا لذكرى أرجونمد بانو باكام، والتي اشتهرت بلقب ممتاز محل، وكانت هي الزوجة المحظية لدى السلطان شاه جهانكير, والتي توفيت سنة 1631م أثناء إحدى الحملات العسكرية ويقع ضريحها بالقرب من ضريح زوجها الذي توفي سنة 1666م، وتطلَّب تشييد هذا المعلم عشرين عامًا وتجنيد أكثر من عشرين ألف رجل، ويبلغ ارتفاع الضريح المبنى الرئيسي 73 مترًا، نقشت عليه آيات قرآنية، وبعض الرسومات البارزة والتي تعتبر مرجِعًا لدراسة فن الرسم في الهند أثناء العهد المغولي. ينتصب الضريح على منصة مربعة، وعلى كل جانب منها منارة دائرية. إلى يمينه شيِّد مسجد صغير، وإلى اليسار ينتصب مبنى يقال له جواب، أوجد لإحداث توازن (مع المسجد) في الشكل العام للضريح، ولا تقام فيه الصلوات لأنه ليس باتجاه القبلة، بينما تقام في المسجد الآخر الذي يقع في جهة اليسار. يتم الولوج إلى الضريح بعد العبور على الحدائق الواقعة داخل مساحة مطوقة تتخللها بوابة كبيرة. جمعت المساجد والأضرحة الأخرى- للزوجات الأقل حظًّا- بالقرب من المكان. يُوجد النُّصُبان التذكاريان لكل من ممتاز محل وشاه جهان في قاعة ثُمانية الأضلاع، أُنجزت النقوش التي توجد عليهما بطريقة متقنة، وتمت إحاطتهما بستائر مخرومة ومطعمة بالمرمر والأحجار الكريمة. لا يعرف بالضبط صاحب هذا العمل، إلا أنه يرجح أن يكون المهندس المعماري أستاذ عيسى (هو من أصول تركية أو فارسية) إلى جانب خان رومي الذي أشرف على أعمال بناء القبة، ورانمال الذي قام بتخطيط الحدائق.
السلطان العثماني مراد الرابع يقضي على ثورة الانكشارية .
العام الهجري : 1041 العام الميلادي : 1631
تفاصيل الحدث:
سيطر الجيشُ الانكشاري على السلطان مراد الرابع في أول أمره لصغره، ثم إنَّه لم يلبث أن عرف أمور الحكم حتى بدأ بالقضاء على طغاة العسكر الذين قتلوا أخاه السلطان عثمان الثاني، وأَعدم جميع المتأسِّدين في إستانبول وفي جميع أنحاء الدولة، وأسَّس تشيكلات قوية للمخابرات وثبَّت من خلالها أسماء جميع المستبدين في الدولة، وكان إذا صادف بلدًا في أسفاره يدعو مستبديها بأسمائهم ويعدمهم، ومنع في عهده الخمر والتدخين وأعدم كلَّ مرتدٍّ عن الإسلام.
نشوب حريق هائل في إستانبول .
العام الهجري : 1043 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1633
تفاصيل الحدث:
نشب حريق هائل في إستانبول أدى إلى احتراق 20 ألف منزل، وقد نجم الحريق عن تدخين التبغ (السجائر)؛ مما دفع الدولة العثمانية إلى إصدار قرار بمنع التدخين حتى في المنزل، وقد رُفع الحظر عن التدخين عام 1640م.
مقتل شيخ الإسلام زادة حسين أفندي .
العام الهجري : 1043 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1634
تفاصيل الحدث:
هو شيخ الإسلام أخي زادة حسين أفندي تولى منصب المشيخة الإسلامية على أيام السلطان مراد الرابع، ولد في إستانبول عام 980هـ، وبعد أن حصَّل العلم تولى قضاء إستانبول في عام 1014هـ، ثم أصبح قاضي عسكر الأناضول عام 1020هـ، ثم قاضي عسكر الروملي في سنة 1032ه، ثم تولى المشيخة الإسلامية في سنة 1041ه، وكان عالمًا له بعض تعليقات على كتب التدريس، ونظَم الشعر بمخلص هدايي، وأقام مدرسة في مواجهة داره، كما قام بتحويل كنيسة في بلاط إلى جامع. ثم لم يلبث بعد عامين من تعيينه منصب المشيخة الإسلامية أن تم عزله وقتله نتيجة لسعاية البعض؛ وكان ذلك أول قتل لأحد العلماء في الدولة العثمانية، وقد هدف السلطان إلى تأكيد هيبة الدولة التي كانت تواجه عددًا من الأزمات الداخلية، خاصة من بعض طوائف الجيش.
وفاة عبد الملك الثاني سلطان السعديين وقيام أخيه الوليد .
العام الهجري : 1044 العام الميلادي : 1634
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أبو مروان عبد الملك الثاني بن زيدان بن أحمد المنصور الذهبي سلطان السعديين بالمغرب الأقصى، تولى الحكم بعد وفاة والده السلطان زيدان, ولما تمت له البيعة ثار عليه أخواه الوليد وأحمد، فوقعت بينه وبينهما معارك وحروب إلى أن هزمهما واستولى على ما كان بيدهما من العُدة والذخيرة وفَرَّ أحمد إلى بلاد الغرب، فدخل عبد الملك فاس يوم الجمعة الخامس والعشرين من صفر بعد وفاة أبيه بستة وأربعين يومًا، فاتَّسم بسمة السلطان وضرب سكته وفي ثالث عشر شوال من السنة عدا على ابن عمه محمد بن الشيخ المعروف بزغودة فقتله غدرًا بالقصبة، وفي سنة 1037 سجن أخاه أحمد بفاس الجديد. قُتل أبو مروان على يد بعض أهل مراكش بإيعاز من أخيه الوليد، وتولى أخوه الوليد خلفًا له.
منع الدولة العثمانية تناول المشروبات الكحولية .
العام الهجري : 1044 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1634
تفاصيل الحدث:
أصدر السلطان العثماني مراد الرابع أمرًا بمنع تناول المشروبات الكحولية في أرجاء الدولة العثمانية، وحظَر تناولها على المسلمين حتى في بيوتهم، وأُغلقت الحانات، وهَدَّدت الدولة العثمانية بإعدامِ كلِّ من يشرب الخمر في محلِّ ارتكاب الجريمة.
معارك بين العثمانيين والزيدية في اليمن .
العام الهجري : 1045 العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
بدأت المعارك بين العثمانيين والإمام المنصور القاسم بن محمد باليمن عام 1022هـ وانتصرت قوات الإمام وانسحب العثمانيون إلى صنعاء، ثم اضطر القائد جعفر باشا لعقد الصلح مع الإمام، واستمر عامًا واحدًا، ثم تجدد القتال حتى استطاع الإمام السيطرة على شمال اليمن عام 1029هـ ثم توفي من العام نفسه، وتولى ابنه المؤيد الذي استطاع أن يصل إلى أبواب صنعاء حيث جرت في هذا العام بينه وبين العثمانيين معركة اضطرت القائد العثماني لفتح أبواب المدينة، وبدأ العثمانيون بالانسحاب والتراجع، وكان هذا هو الانسحابَ الثاني لهم، ودخل المؤيد زبيد وجزر قمران وجزر فرسان.
استقلال اليمن عن الخلافة العثمانية بعد جلاء قواتها عنها .
العام الهجري : 1045 العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
بعد وفاة المطهر بن شرف الدين زعيم الجبهة الزيدية وقائد المقاومة عام 980هـ, انتهى دور آل شرف الدين لتعقبهم فترة تدهور للمقاومة ضد الأتراك، واستمر الوضع ربع قرن حتى ظهر الإمام القاسم بن محمد، قائدًا لثورة عارمة ضد العثمانيين، وأسس جيلًا جديدًا من الأئمة الزيدية واستمروا في حكم اليمن بين مد وجزر حتى زمن الثورة الجمهورية عام 1962م، وقد تميَّز تاريخ الفترة اللاحقة بالنضال الدؤوب من قبل اليمنيين جميعًا بزعامة الأئمة من بيت الإمام القاسم بن محمد الذي تمكن من فرض صلح مع الوالي العثماني محمد باشا يحق للإمام بمقتضاه من حكم المناطق الشمالية لصنعاء على المذهب الزيدي المخالف لمذهب العثمانيين السُّني الحنفي، وبعد وفاة الإمام القاسم عام 1029هـ / 1620م, خلفه ابنه محمد الملقب بالمؤيد، وهو الذي تمكن بعد انتقاض الصلح بين الطرفين من مقارعة الأتراك، وتم طردهم نهائيًّا من اليمن عام 1045هـ / 1635م, وصارت بذلك اليمن أول ولاية عربية تخرجُ عن فلك الدولة العثمانية، ولكنَّها عادت إلى اليمن ثانية عام 1266هـ / 1848م أي بعد أكثر من قرنين من الزمان.
العثمانيون يخمدون ثورة الأمير فخر الدين الثاني الدرزي في لبنان .
العام الهجري : 1045 العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
كان السلطان عثمان الثاني قد عفا عن فخر الدين المعني الثاني وسمح له بالعودة إلى جبل لبنان، فبدأ من جديد بالتحرُّك للثورة والعصيان على الدولة العثمانية، فثار مرة أخرى في لبنان فنهض إليه والي دمشق وانتصر عليه وأسره وولديه وأرسلهم إلى إستانبول غير أن الخليفة مراد الرابع عاملهم بغاية الكرم رغم أنهم أكثر الناس خيانة باتصالهم الدائم بالصليبيين والطليان خاصة، وهذا ما شجَّع قرقماز حفيد فخر الدين بالتحرك والثورة فأعاد الخليفة النظر, فقتل فخر الدين وابنه الكبير وأرسل إلى قرقماز من أخضعه.
العثمانيون يفتحون مدينة تبريز .
العام الهجري : 1045 العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
سار الخليفة مراد الرابع بنفسه إلى الصفويين وفتح بعض القلاع ثم انطلق إلى مدينة تبريز فدخلها عَنوة في هذا العام.
وفاة السلطان الوليد بن زيدان ملك السعديين وتولي أخيه محمد .
العام الهجري : 1045 العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
هو السلطان الوليد بن زيدان بن أحمد المنصور الذهبي ملك السعديين في المغرب الأقصى لما قُتل أخوه السلطان عبد الملك بن زيدان سنة 1044 بويع أخوه الوليد بن زيدان فلم يزل مقتصرًا على ما كان لأخيه وأبيه من قبله لم يجاوز سلطانه مراكش وأعمالها، وعظمت الفتن بفاس حتى عُطِّلت الجمعة والتراويح من جامع القرويين مدة ولم يصَلِّ به ليلةَ القدر إلا رجل واحد من شدة الهول والحروب التي كانت بين أهل المدينة؛ فقد اقتسم المغرب أيام أولاد زيدان طوائف، فكان حاله كحال الأندلس أيام ملوك الطوائف. كان الوليد بن زيدان متظاهرًا بالديانة لين الجانب حتى رضيته الخاصة والعامة، وكان مولَعًا بالسماع لا ينفكُّ عنه ليلًا ولا نهارًا إلا أنه كان يقتل الأشراف من إخوته وبني عمه حتى أفنى أكثرهم، وكان مع ذلك محبًّا للعلماء مائلًا إليهم بكليته متواضعًا لهم, وأما وفاته فسببها أن جنده من العلوج طالبوه بمرتبهم وأُعْطياتهم على العادة وقالوا له أعطنا ما نأكل، فقال لهم على طريق التهكم: كلوا قشر النارنج بالمسرة، فغضبوا لذلك وكمن له أربعة منهم فقتلوه غدرًا يوم الخميس الرابع عشر من رمضان من هذه السنة. قيل: "لما ولي الوليد قتل أخاه إسماعيل واثنين من أولاد أخيه عبد الملك، وسبعة من بني عمه، ولم يترك إلا أخاه الشيخ بن زيدان استصغارًا له إذ كان سنه يومئذ إحدى عشرة سنة، وكانت أمه تخاف عليه من الوليد، فكانت تحرسه منه حراسة شديدة، وأمرت نساء القصر بحراسته من أخيه الوليد" ثم إن رؤساء الدولة سئموا ملكته فاتفقوا مع نساء القصر على قتلِه وكان الوليد عازمًا على قتل أخيه الشيخ، فكان من قدر الله أنَّ العلوج قد عزموا على قتله، فكمنوا له في حجرة كان محبوسًا فيها الشيخ، فلما دخل الوليد إلى الحجرة التي فيها الشيخ فوجئ بالأعلاج كامنين له هناك، فلما رآهم فزع وقال ما لكم فرموه بالرصاص، ثم تناولوه بالخناجر حتى فاضت روحه. لما توفي الوليد قام أخوه محمد خلفًا له.
استيلاء السلطان العثماني مراد الرابع على مدينة "روان" الإيرانية .
العام الهجري : 1045 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
عمل السلطان مراد الرابع على إعادة قوة الدولة العثمانية وعودة عمليات الفتح والتوسع كما كانت عليه في عهد سليمان القانوني، فقاد السلطان العثماني مراد الرابع حملة عسكرية بنفسه لغزو إيران حتى تمكن من الاستيلاء على مدينة "روان" الإيرانية، التي استسلمت بعد 11 يومًا من الحصار. وكان العثمانيون يسيطرون على المدينة منذ سنة 1583م حتى 1604م، ثم فقدوا السيطرة عليها 31 عامًا كانت فيها خاضعة لحكم الصفويين.
قيام حرب بين أهل الأندلس واللمطيين .
العام الهجري : 1045 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1635
تفاصيل الحدث:
قامت حرب بين أهل الأندلس واللمطيين، وانتُهبت فيها السلع التي بسوق القيسارية- السوق الكبير- وسوق العطارين، وبنى اللمطيون الدرب الذي بباب العطارين، واستمرت الحرب نحو ثمانية أيام ثم اصطلحوا، وكان سببها مقتل أحمد ولد ابن الأشهب على يد علي بن سعد في جامع القرويين وهو في صلاة العصر، وذلك في رابع جمادى الأولى من هذه السنة.
انتصار الإيرانيين على العثمانيين في معركة مهران .
العام الهجري : 1046 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1636
تفاصيل الحدث:
انتصر الإيرانيون على العثمانيين في معركة مهران، وقد قُتل في هذه المعركة الوزير العثماني كوجوك أحمد باشا، وقد أعاد الإيرانيون جسده إلى العثمانيين نظرًا لشجاعته في القتال.
حرب العثمانيين مع الصفويين ودخول العثمانيين بغداد .
العام الهجري : 1048 العام الميلادي : 1638
تفاصيل الحدث:
اندلعت الحرب مع الشيعة الصفوية في العراق عام 1044هـ/1634م، فقاد السلطان مراد الرابع الجيوش بنفسه واتجه إلى بغداد، وكان عباس شاه فارس قد استولى عليها وقتل واليها العثماني وأذل أهل السنَّة بها وعمل بهم الأفاعيل، فحاصر السلطان مراد بغداد وهدم جزءًا كبيرًا من أسوارها بالمدفعية ودخلها, وقتل من جنود الشيعة عشرين ألفًا، ثم أقام بها مدة جدَّد عمارتها، وأصلح ما تهدم من أسوارها، وعين لها وزيرًا، وكان هذا السلطان يباشر الحروبَ بنفسه، ثم تم الاتفاق بين الدولتين على أن تسترد إيران مدينة إيريفان وأن تتخلى عن مدينة بغداد.
مقتل الصدر الأعظم طيار محمد باشا رئيس الوزراء بالدولة العثمانية .
العام الهجري : 1048 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1638
تفاصيل الحدث:
هو الصدر الأعظم طيار محمد باشا بن أوجار مصطفى باشا رئيس وزراء الدولة العثمانية. ولد في لاديك قرب البحر الأسود، وتولى الصدارةَ العظمى لفترة وجيزة في عهد السلطان مراد الرابع, لقِّب بالطيار لسرعته في العمليات الحربية. قُتل طيار محمد باشا أثناء حصار العثمانيين لبغداد التي استولى عليها الإيرانيون منذ عام 1624م. وكان طيار هو رابع رئيس وزراء عثماني يُقتَل في ساحة الحرب، وكان والده أوجار مصطفى باشا قد قُتل قبل سنوات برصاصة إيرانية أثناء حصار بغداد أيضًا.
توقيع معاهدة صلح بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية .
العام الهجري : 1049 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1639
تفاصيل الحدث:
تم توقيع معاهدة صلح بين الدولة العثمانية في عهد مراد الرابع والدولة الصفوية، وانقطعت بهذه المعاهدةِ كلُّ أسباب العداوة بين البلدين.
وفاة السلطان العثماني مراد الرابع وتولي أخيه إبراهيم الأول .
العام الهجري : 1049 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1640
تفاصيل الحدث:
هو السلطان مراد الرابع بن أحمد بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول، هو السلطان العثماني السابع عشر، ولد بإستانبول سنة 1021 جلس للحكم بعد عمه باتفاق من الأركان على عزل عمه مصطفى الأول، يوم الأحد الرابع عشر ذي القعدة سنة 1032 وله من العمر أحد عشر عامًا، فبايعه الأعيان، ثم فرق إنعامات الجلوس عليهم, وقد عمل السلطان مراد على استعادة هيبة الدولة وقوتها، فتولى هو ووزراؤه قيادة الجيوش وحقق عددًا من الانتصارات, وكان السلطان مراد يجيد التحدث باللغة العربية والفارسية فضلًا عن التركية، ويكتب قصائد تحت اسم مرادي. مرض السلطان مراد الرابع بن أحمد الأول سنة 1640م, وكان يُخشى عليه من الموت ولكن شفي, ثم مرض من جديد وتوفي في هذا العام؛ بسبب مرض النقرس بعد أن دام حكمه 16 سنة و11 شهرًا، ولم يكن قد عقب ولدًا ذكرًا، ولم يكن بقي من نسل آل عثمان غير أخيه إبراهيم بن أحمد الأول، فتولى الخلافة بعده، والذي كان مسجونًا مدة سلطنة أخيه، ولما توفي أخوه أسرع كبار المملكة إلى مكان الحبس ليخبروه بذلك، فعندما قدموا عليه ظنَّ أنهم قادمون لقتله، فخاف وذعر ولم يصدِّقْ ما قالوه له؛ ولذلك لم يفتح لهم باب السجن، فكسروه ودخلوا عليه يهنئونه، فظن أنهم يحتالون عليه للاطِّلاع على ضميره، فرفض قبَول الملك بقوله: إنه يفضل الوَحدةَ التي هو بها على مُلك الدنيا، ولَمَّا أن عجزوا عن إقناعه حضرت إليه والدته وأحضرت له جثة أخيه دليلًا على وفاتِه، وحين ذلك جلس على سرير السلطنة، ثم أمر بدفن جثة أخيه باحتفال وافر.
السلطان العثماني إبراهيم الأول يسترد مدينة أزوف في بلاد القرم .
العام الهجري : 1051 العام الميلادي : 1641
تفاصيل الحدث:
افتتح السلطان إبراهيم الأول حروبه الخارجية بإرسال جيش جرار إلى بلاد القرم لمحاربة القوزاق الذين احتلوا مدينة آزوف (شمال البحر الأسود على بحر آزوف) فحاربهم العثمانيون وأبلَوا فيهم بلاء حسنًا واستردوا المدينةَ منهم بعد أن أحرقوها، وذلك سنة 1642.
وفاة شيخ الإسلام يحيى بن بيرام مفتي الديار العثمانية .
العام الهجري : 1053 العام الميلادي : 1643
تفاصيل الحدث:
هو شيخ الإسلام يحيى بن زكريا بن بيرام مفتي الديار العثمانية في عصره. تركي الأصل، مستعرب. ولد سنة999 في إستانبول ونشأ بها. تولى قضاء الشام ثم نقل إلى قضاء مصر وعُزل، فولي قضاء بورصة، ثم قضاء أدرنة، ثم قضاء إستانبول, عُزل وولي مرارًا، وما زال يتنقل إلى أن توفي في الروم إيلي. وكان له في عصره شأن رفيع عند السلطان، جُمعت فتاواه في كتاب سُمِّي فتاوى يحيى، له نظم منه تخميس البردة.
=====
196.
استعادة جزيرة كريت .
العام الهجري : 1055 العام الميلادي : 1645
تفاصيل الحدث:
كانت جمهورية البنادقة تهيمن على جزيرة كريت وعلى الحركة التجارية في بحر إيجة، مستغلين الصلح مع الدولة العثمانية، فعزم العثمانيون على تدمير نفوذ البنادقة في الشرق، فجُهِّزت الجيوش والأسطول وأُعلنت الحرب على البنادقة، واعتقل جميع البنادقة في طول البلاد وعرضها، وأُمر بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم، ثم أمر السلطان إبراهيم بتجهيز عمارة بحرية قوية لفتح جزيرة كريت لأهمية موقعها الجغرافي الحربي عند مدخل بحر أرخبيل اليونان، ولتوسطها في الطريق بين الآستانة وولاية الغرب، فجُهزت الدونانمة وسارت باحتفال زائد تحت قيادة من يدعى يوسف باشا إلى أن ألقت مراسيها أمام مدينة خانية أهم ثغور الجزيرة في 29 ربيع الآخر من هذه السنة، وافتتحها بدون حرب تقريبًا؛ لعدم وصول الدونانمة البندقية إليها في الوقت المناسب، فانتقم البنادقة بحرق ثغور بتراس وكورون ومودون من بلاد مورة، ويقال إن السلطان أراد في مقابلة ذلك قتل جميع النصارى لولا معارضة المفتي أسعد زاده أبي سعيد أفندي.
غزو الشريف زيد بن محسن أمير مكة بلاد نجد .
العام الهجري : 1057 العام الميلادي : 1647
تفاصيل الحدث:
غزا الشريف زيد بن محسن أمير مكة بلاد نجد، ونزل روضة سدير، وقتل رئيسها: محمد بن ماضي، وولى عليها: رميزان بن غشام، من آل بوسعيد
انتصار الأسطول العثماني على البنادقة في معركة أيبسارا البحرية .
العام الهجري : 1057 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1647
تفاصيل الحدث:
انتصر الأسطول العثماني بقيادة المشير عمار زاده محمد باشا على البنادقة في معركة أيبسارا البحرية أثناء فتح العثمانيين لجزيرة كريت الواقعة في البحر المتوسط.
خلع السلطان العثماني إبراهيم الأول وتولية ابنه محمد الرابع .
العام الهجري : 1058 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1648
تفاصيل الحدث:
أراد السلطان إبراهيم الأول أن يفتِكَ برؤوس الانكشارية المعارضين له، فعلموا بذلك فتآمروا على عزله وتولية ابنه الصغير محمد الذي لم يزِدْ عمره عن السابعة، فقاموا بخلعه بعد أن امتدَّ حكمه 8 سنوات و9 أشهر، ثم تمَّت تولية ابنه محمد الرابع، فلما أراد الخيَّالة السباهي أن يعيدوا السلطان المخلوع إبراهيم وعلمت الانكشارية بذلك، قتلوه, وقيل إن الذي عزله والدتُه السلطانة كوسم مهبيكر ثم تآمرت على قتله.
انهيار النفوذ البرتغالي في مسقط على أيدي اليعاربة .
العام الهجري : 1060 العام الميلادي : 1649
تفاصيل الحدث:
انهار النفوذ البرتغالي في مسقط على أيدي اليعاربة؛ مما شجع العرب على العودة إلى سواحل الخليج العربي بعد أن انحسرت موجات هجرتهم خلال فترة الوجود العسكري البرتغالي، والتي استمرت نحو 190 عامًا، فكان انهيار النفوذ البرتغالي في الخليج دافعًا لاستئناف الهجرات القبلية نشاطها، والتي أسهمت بدورها في تأسيس الكيانات السياسية في الخليج العربي.
مقتل السلطانة كوسم مهبيكر أشهر نساء الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1061 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1651
تفاصيل الحدث:
السلطانة "كوسم مهبيكر" واسمها الحقيقي "أناستاسيا" وُلدت في اليونان، وقيل إنَّها ولدت في البوسنة عام 999هـ, وهي من أشهر النساء في التاريخ العثماني, قيل إنها أُرسلت من اليونان إلى إستانبول من قبل والي البوسنة، ولما دخلت أناستاسيا الإسلام غيَّرت اسمها لاسم "كوسِم". وسُميت باسم "ماه بيكر" بفضل حُب السلطان العثماني أحمد الأول لها، الذي تزوجها بعد أن أسلمت, وقد تولى اثنين من أبنائها السلطنة: مراد الرابع، وإبراهيم الأول، وكذلك حفيدها محمد الرابع. وكانت نائبةَ السلطنة عن حفيدها محمد الذي لم يبلغ السابعة من عمره، لم تتردد في عزل ابنها إبراهيم عن السلطنة والتآمر لقتله؛ لعشقها للسلطنة والحياة السياسية، عُرفت بأعمال الخير، كبناء المساجد، وينابيع المياه، وتسديد ديون المساجين لإطلاق سراحهم من السجن. لما أرادت السلطانة كوسم أن تستبدل بحفيدها محمد الرابع حفيدًا آخر، انزعجت السلطانة خديجة تارخان أم السلطان محمد الرابع من ذلك، ولم تكن مطمئنة من كوسِم سلطان، فأمرت باغتيالها, فقُتِلَت خنقًا عن عمر يناهز 62 عامًا، ودُفنت بجوار قبر زوجها السلطان أحمد.
تولي خديجة تارخان نيابة السلطنة في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1061 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1651
تفاصيل الحدث:
تولَّت خديجة تارخان نيابة السلطنة في الدولة العثمانية نيابةً عن ابنها الصغير محمد الرابع، وهي من أصل أوكراني، وكان عمرها آنذاك 24 عامًا، واستمرت نيابتها حتى سنة 1066، عندما صعد كوبريلي محمد باشا إلى رئاسة الوزارة. وقد توفيت خديجة عن عمر يناهز الـ 56 عامًا سنة 1683م.
وفاة محمد الأصغر ملك السعديين وتولي أحمد الثاني .
العام الهجري : 1064 العام الميلادي : 1653
تفاصيل الحدث:
هو السلطان محمد الأصغر بن زيدان ابن المنصور أحمد الذهبي ملك السعديين في المغرب الأقصى, ويلقَّب بالشيخ. لما قتل السلطان الوليد سنة 1045 اختلف الناس فيمن يقدمونه للولاية عليهم، ثم أجمع رأيُهم على مبايعة أخيه محمد الشيخ وإلقاء القيادة إليه، فأخرجوه من السجن، وكان أخوه الوليد قد سجنه إذ كان يتخوَّف منه الخروج عليه، فبويع بمراكش يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 1045 ولما بويع سار في الناس سيرةً حميدة وألان الجانب للكافة، وكان متواضعًا في نفسه صفوحًا عن الهفوات متوقفًا عن سفك الدماء مائلًا إلى الراحة والدَّعَة متظاهرًا بالخير ومحبة الصالحين، إلا أنه كان منكوس الراية مهزوم الجيش؛ وبسبب ذلك لم يصفُ له مما كان بيد أبيه وإخوته إلا مراكش وبعض أعمالها، وبعد وفاته تولى أحمد الثاني بن العباس أبي مروان خلفًا له.
ثورة قاطرجي أوغلي في الأناضول ضد العثمانيين .
العام الهجري : 1066 العام الميلادي : 1655
تفاصيل الحدث:
قامت ثورة في الأناضول بزعامة قاطرجي أوغلي، ودعمه كورجي يني؛ اللذان انتصرا على والي الأناضول أحمد باشا، ثم توجَّها نحو إستانبول، ولكنهما اختلفا فسلمت العاصمة منهما؛ لاختلافهما، وانتصر عليهما السلطان محمد الرابع لذلك الخلاف، فقتل كورجي يني، وطلب قاطرجي أوغلي العفو، وتسلَّم ولاية القرمان، ورغم انتهاء الثورة لم تتحسن أوضاع الدولة الداخلية ولا الخارجية.
تولي كوبريلي محمد باشا رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1066 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1656
تفاصيل الحدث:
تولى كوبريلي محمد باشا رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية، الذي حاول انتشال الدولة من حالة التدهور، فتسلم مقاليد أمور الدولة من نائبة السلطنة خديجة تارخان، واستمر دور عائلة "كوبريلي" في الدولة مدة 27 عامًا حتى عام 1683م. واستطاعت هذه الأسرة أن تُنقذ الدولة العثمانية بفضل الله تعالى من أزمات كبيرة كادت تعصف بها. واستمرت رئاسة "كوبريلي" للوزراء حتى أكتوبر 1661م.
وفاة المؤرخ التركي حاجي خليفة .
العام الهجري : 1068 العام الميلادي : 1657
تفاصيل الحدث:
هو المؤرِّخ التركي مصطفى بن عبد الله الحلبي المعروف بحاجي خليفة، ولد سنة 1017هـ / 1608م، وحفظ القرآن، ودَرس العربية والفقه والحساب، واهتم بالتاريخ والجغرافيا. وأبوه من رجال الجند، استُخدم كاتبًا في نظارة الجيش بالأناضول حتى أصبح رئيس الكُتاب، ثم عاد إلى الآستانة وتفرغ للعلم ولقب خليفة منذ كان بالآستانة، اشتهر بمؤلَّفه النافع: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، الذي يحوي على 14500 اسم كتاب، ويعتبر خزانة علم وأدب وتاريخ، وله مصنفات أخرى منها: تحفة الأخبار في الحِكم والأمثال والأشعار، وله سُلَّم الوصول إلى طبقات الفحول، وله تحفة الكبار في أسفار البحار.
ثورة المسلمين الأندلسيين الثانية في أسبانيا .
العام الهجري : 1069 العام الميلادي : 1658
تفاصيل الحدث:
بدأت اضطرابات محدودة من قِبَل المسلمين في جبل البشرات تمكَّن جنود مركيز مندخار (الحاكم العسكري) من إنهائها بسرعة, ومكَّن الهدوء النسبي الذي لحق ذلك بدء انتقال أعداد من شبان مدينة غرناطة إلى الجبال سرًّا للتدرُّب على استخدام السلاح. وفي الثالث والعشرين من ديسمبر اعتقد الثوارُ أن عددهم كان كافيًا للقيام بالخطوة التالية فشنُّوا هجومًا مباغتًا على مدينة غرناطة فيما كانت حاميتها تستعد للاحتفال بعيد الميلاد. وتمكَّن الثوار بقيادة فراس بن فراس من التوغل في المدينة والاشتباك مع جنود مركيز مندخار إلا أنهم لم يتمكنوا من أخذ المدينة، فانسحبوا وعادوا إلى البشرات بعد إيقاع خسائر كبيرة بجنود الحامية، وبدؤوا بإزالة كل أشكال السلطة والكنيسة القشتالية في المراكز المحررة. وحيال هذا التطور أصدر ملك أسبانيا فيليب الثاني أوامره إلى مركيز مندخار بإخماد ثورة البشرات، فقاد جيشًا من حوالي أربعة آلاف جندي إلى الجبال إلا أنه لم يشتبك معهم، وبدأ بدلًا من ذلك مفاوضات لوقف الثورة آخذًا على عاتقه محاولة إقناع الملك فيليب الثاني برفع الضغوط عن الأندلسيين. وأوقف الأندلسيون العمليات العسكرية فيما بدأ المركيز اتصالاته لإقناع الملك بإعطاء الثوار فرصة، إلا أن فيليب رفض الفكرة وأمر المركيز بقمع الثورة وضرب زعمائها ليكونوا عبرة لغيرهم ليس فقط في الجنوب وإنما في ممالكه الأخرى قاطبة. وفي هذه الأثناء أقدم بعضُ جنود المركيز على مذبحة في مدينة جبيل راح ضحيتها عدد من الأندلسيين، وتعرضت مدينة لورة إلى هجمات مماثلة، وفقد المركيز السيطرةَ على جنوده فأخذ هؤلاء يمارسون أعمال القتل بلا حساب فتحرَّك الأندلسيون بسرعة وبسطوا سيطرتَهم على البشرات. وفي غرناطة نفسها وصلت إلى الحامية إشاعات عن قيام الثوار الأندلسيين بقتل 90 قسيسًا و1500 قشتالي، فهاجم الجنود سجن البيازين وذبحوا مئة وعشرة أندلسيين كانوا فيه. وأمام انفلات الوضع أقرَّ مركيز مندخار بعجزه عن السيطرة على الوضع، ووضع نفسه تحت إمرة فيليب الثاني. وكانت نار الثورة بدأت تستعر بسرعة وتنتشر في مناطق جديدة في الجنوب عندما بدأ الملك تدارُس الوضع مع مستشاريه العسكريين. وفي هذه الأثناء بدأ العثمانيون يحققون الانتصار تلو الآخر في البحر الأبيض المتوسط، وراحوا يهددون شواطئ ممالكه هناك. وفي تلك السنة أيضًا اندلعت الثورة في قطالونيا وقطعت أساطيل البروتستانت الطرق البحرية إلى خليج بسقاية، وخشي فيليب الثاني أن يستفحِلَ خطر الثورة ويستغل العثمانيون استمرارها لمهاجمة صقلية والجزائر الشرقية وربما الجنوب الأندلسي، فاختار لمهمة القضاء على الثورة أخاه دون خوان النمسوي، وأوصى فيليب الثاني دون خوان بضرورة اتخاذ قرارات المجلس بالإجماع، وإذا لم يتحقق هذا يجب عليه العودة إليه لاتخاذ القرار النهائي. وكان على دون خوان التحرُّك بسرعة للقضاء على الثورة خوفًا من انتقالها إلى الأندلسيين في أرغون. ولما عرض دون خوان على أعضاء المجلس هذا الرأي أخذوا به، لكنَّ مركيز مندخار عارضه وأعرب عن اعتقاده أن التفاوض وليس الحرب هو طريق إنهاء الأزمة. وأمام هذا الموقف نشد المجلس موافقة فيليب الثاني، فكتب إليه دون خوان رسالة مُطوَّلة أوصى فيها بالحزم في التعامل مع الثوار، وتعهَّد لأخيه بالقضاء على الثورة سريعًا إن أعطاه الصلاحيات وأطلق يديه. لكنه تردد ولم يجبه، فاستغل الأندلسيون تردُّد الملك فالتحق بالثوار عدد كبير من المتطوعين حتى صار قوامهم نحو عشرة آلاف مقاتل، وبدؤوا يشنون الهجمات على مواقع القوات القشتالية، فامتلكوا عددًا منها، ثم نقلوا الحرب إلى مناطق قريبة من مدينة غرناطة ودارت معارك بينهم وبين القشتاليين قرب الأسوار. وسرت في القشتاليين المخاوفُ من انقلاب الأندلسيين الغرناطيين عليهم فتشدَّدوا في معاملتهم؛ مما أدى إلى فرار بعضهم من المدينة والالتحاق بمعاقل الثوار. وخلال فترة قصيرة اتسعت الرقعة التي بسط عليها الثوار نفوذَهم حتى شملت معظم المناطق المحيطة بمدينة غرناطة. ووصلت أخيرًا أوامر فيليب الثاني آخذًا في الاعتبار معظم توصيات أخيه، لكنَّه أمر بشطر القوات التي تجمَّعت شطرين أسند قيادة الأول إلى مركيز مندخار، والثاني إلى منافسه مركيز بلش مالقه، لكنه حظر في الوقت نفسِه على دون خوان الاشتراك في أي عمليات عسكرية. واعتبر باقي أعضاء المجلس هذا التكليف تشكيكًا من الملك بمركيز مندخار فانهزَّت الثقة به وخضعت قراراته للمساءلة وتصرفاته للمراقبة!
طرد البرتغاليين من مسقط وعُمان .
العام الهجري : 1069 العام الميلادي : 1658
تفاصيل الحدث:
بدأت الثورةُ في الخليج العربي عمومًا وفي هرمز خصوصًا ضد البرتغاليين من بداية القرن العاشر الهجري، واستمرت بين مد وجزر حتى كانت النهاية في طرد البرتغاليين من مسقط وعمان، وكان الأثر الأكبر في ذلك هو تنامي قوة العرب العمانيين من أسرة اليعاربة التي قُدِّر لها أن تحسم الصراع لصالح العرب وتقضي على الإمبراطورية البرتغالية، وبرزت وحدة الشعب العماني في عهد هذه الأسرة التي نمت وترعرعت بسبب وجود المستعمر البرتغالي على أرض عمان، والتخلص منه.
وفاة السلطان أحمد بن عبد الملك ملك السعديين بالمغرب .
العام الهجري : 1069 العام الميلادي : 1658
تفاصيل الحدث:
هو السلطان أحمد العباس بن أبي مروان عبد الملك، ملك السعديين في المغرب الأقصى، قتله أخوه، ويعتبر هو آخر الملوك السعديين فرع الحسنيين، وكان من أسباب نهاية هذا الفرع من السعديين الأشراف تنافس الأمراء على الحكم والاستعانة بخصوم الدولة سواء الأسبان والبرتغال أو الأتراك. وبدأت بعد عهد الأشراف دولة العلويين في مراكش بزعامة الرشيد بن محمد.
تعيين العثمانيين مدينة بوخارست عاصمة لرومانيا .
العام الهجري : 1070 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1659
تفاصيل الحدث:
عين السلطان العثماني محمد الرابع مدينة بوخارست كعاصمة لرومانيا، وأصبحت بوخارست منذ ذلك التاريخ هي العاصمةَ الرومانية.
استيلاء القائد العثماني كوسه على قلعة فيرتا الألمانية .
العام الهجري : 1070 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1660
تفاصيل الحدث:
تمكَّن القائد العثماني البحري كوسه علي باشا من الاستيلاء على قلعة فيرتا الألمانية بعد حصار دام 45 يومًا، وغنم العثمانيون 700 مدفع من القلعة.
البرتغال تتخلى عن طنجة للإنجليز .
العام الهجري : 1071 العام الميلادي : 1660
تفاصيل الحدث:
كان البرتغاليون يحتلون طنجة قرنين من الزمان، ثم إن الأميرة كاترينا البرتغالية قدَّمت طنجة صداقًا لزوجها تشارلز الثاني ملك إنكلترا، فأصبحت طنجة تحت النفوذ الإنكليزي.
وفاة الصدر الأعظم كوبريلي محمد علي باشا .
العام الهجري : 1072 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1661
تفاصيل الحدث:
هو الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي، وهو أشهر رئيس وزراء للدولة العثمانية في أدرنة, وعلى الرغم من كبر سنه كان قوي الشخصية والإرادة، عظيم الهمة، يميل إلى الشدة والترهيب فيما يتصل بأمن الدولة وسلطانها، فانتظمت أمور الدولة الداخلية، وضرب على أيدي الانكشارية وأعادهم إلى احترام النظام والانشغال بعملهم، ومنعهم من التدخل فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة. وفي الوقت نفسه حقق للدولة بعض الانتصارات الخارجية، فهزم البنادقةَ وأخذ منهم جزيرة لمنوس وجزرًا أخرى. وكان البنادقة قد استولوا على هذه الجزر واحتلوا مدخل مضيق الدردنيل، وفرضوا حصارًا بحريًّا على الدولة، ومنعوا دخول المُؤَن والغذاء إلى إستانبول، ولولا نجاح الصدر الأعظم كوبريلي محمد في فك هذا الحصار لتعرضت الدولة إلى خطر فادح. توفي عن عمر يناهز 83 عامًا، وبعد فترة رئاسة استمرت 5 سنوات، وخلفه في الوزارة ابنه زاده فاضل أحمد باشا كوبريلي.
تراجع قوة الدولة العثمانية أمام دول الغرب .
العام الهجري : 1073 العام الميلادي : 1662
تفاصيل الحدث:
بوفاة الصدر الأعظم "أحمد كوبريلي" العام الماضي ضعف النظام العثماني، وتمكنت دول أوربا خلال السنوات القادمة من تحقيق انتصارات على الدولة العثمانية, فهاجمت النمسا بلاد المجر، واغتصبت قلعة نوهزل ومدينة بست ومدينة بودا، وأغار ملك بولونيا على ولاية البغدان، وأغارت سفن البندقية على سواحل المورة واليونان، واحتلت أثينا وكورنثة عام 1097هـ وغيرها من المدن. وتذكر كتب التاريخ أن العلماء ورجال الدولة بسبب هذا التدهور قد اتَّفقوا على عزل السلطان محمد الرابع فعُزِل عام 1099هـ.
إعلان الدولة العثمانية الحرب على ألمانيا .
العام الهجري : 1073 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1663
تفاصيل الحدث:
أعلنت الدولة العثمانية الحرب على ألمانيا بعد 56 عامًا من معاهدة سيتفاتوروك التي أوقفت الحرب السابقة بين الجانبين، وكان سبب الحرب هذه المرة هو بناء الألمان قلعة حصينة على الحدود مع الدولة العثمانية.
===========
197.
العثمانيون يحصارون قلعة نوهزل النمساوية والاستيلاء عليها .
العام الهجري : 1074 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1663
تفاصيل الحدث:
كان الصدر الأعظم محمد كوبريلي الذي توفي عام 1072هـ أعاد للدولة العثمانية هيبتها، ولما خلفه ابنه أحمد سار سيرةَ أبيه، فرفض الصلحَ مع النمسا والبندقية وسار على رأس جيش لقتال النمسا، وتمكن من أن يفتح أعظم قلعة في النمسا وهي قلعة نوهزل شرقي فيينا، ومع أن هذه القلعة كانت مشهورة في جميع أوروبا بالمناعة وعدم إمكان أي أحد التغلب عليها وفتحها، فقد اضطر كوبريلي أحمد باشا حاميتَها إلى التسليم بشرط خروج من بها من الجنود بدون أن يمسهم ضرر، تاركين ما بها من الأسلحة والذخائر، وأخلوها فعلًا في 25 صفر سنة 1074 بعد البدء في حصارها بستة أسابيع؛ ولذلك اضطربت أوربا بأجمعها لهول هذا الخبر الذي دوَّى في آذان ملوك أوربا ووزرائها، وكان هذا الفتح المبين أشد تأثيرًا على ليوبولد إمبراطور النمسا أكثر من غيره؛ لدخول الجيوش العثمانية في بلاده وانتشارها في إقليمي مورافيا وسيليزيا فاتحين غازين حتى خُيِّل له أن السلطان سليمان القانوني قد بُعث من جديد لفتح عاصمة دولته!!
استيلاء العثمانيين على قلعة "أويفار" الخاضعة للألمان .
العام الهجري : 1074 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1663
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون من الاستيلاء على قلعة "أويفار" الواقعة شمال غرب بودابست بعد 37 يومًا من الحصار. وقد كانت القلعة خاضعة للألمان، وتعدُّ أقوى وأحصن قلاع أوربا، وكان الاستيلاء عليها فاتحةً لاستسلام 30 قلعة ألمانية للدولة العثمانية!
استيلاء العثمانيين على قلعة "يني قلعة" .
العام الهجري : 1074 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1664
تفاصيل الحدث:
تمكن العثمانيون من الاستيلاء على قلعة "يني قلعة" الحصينة داخل الحدود الألمانية، والتي تسبب تشييدها في نشوب الحرب بين الجانبين في إبريل 1663م.
استمرار حكم العلويين الأشراف في المغرب بعد السعديين .
العام الهجري : 1075 العام الميلادي : 1664
تفاصيل الحدث:
كان وجود الأشراف في المغرب قديمًا, لكن لم يتسنَّ لهم تسلم القيادة إلا في هذه الفترة التي مثَّل الشرفاء فيها سلالة السعديين، والتي جاءت من الجزيرة العربية أواخر القرن الثامن الهجري، وأول من وصل العرش منهم هو محمد المهدي القائم بأمر الله بن عبد الرحمن بن علي، وهو الذي أخرج الوطاسيين نهائيًّا من فاس، ومن جهة أخرى لم تنقطع الهجمات الصليبية من البرتغال والأسبان على السواحل، ومع ذلك استطاع السعديون الحسنيون أن ينشروا نفوذهم في جميع أنحاء المغرب مانعين العثمانيين من مدِّ نفوذهم إليها، ثم إن أمر الأسرة بدأ يضمحل، وخاصة بعد وفاة أحمد العباس بن عبد الملك سنة 1064هـ وكان هناك فرع آخر في المغرب من الأسرة نفسها أعلن دعواه في العرش، ثم إن ولدي محمد الثاني بن محمد الشريف، وهما الرشيد وأبو النصر إسماعيل، أنقذا المغرب من الفوضى وأعاد ثانيهما على الأخص سلطة الشرفاء إلى جميع البلاد بعد أن قضى على سلطات الحكام الصغار وعلى تمردات البربر.
واقعة سان جوتار وعقد صلح مع النمسا .
العام الهجري : 1075 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1664
تفاصيل الحدث:
بعد استيلاء العثمانيين على قلعة نوهزل النمساوية، وسَّطَ ليوبولد إمبراطورُ النمسا البابا إسكندرَ السابِعَ في طلبه المساعدة له من ملك فرنسا- الذي كان قد عرض على ليوبولد قبل حصار العثمانيين لقلعة نوهزل إمدادَه بأربعين ألفًا من الألمان المحالفين له، فأبى خوفًا من إظهار الضعف- فسعى البابا جهدَه لدى ملك فرنسا حتى قَبِلَ بإرساله ستة آلاف جندي فرنساوي وأربعة وعشرين ألفًا من محالفيه الألمان، وانضم هذا الجيش إلى الجيش النمساوي تحت قيادة الكونت دي كوليني، وابتدأت المناوشات بين الجيشين المتحاربين، فقُتل الكونت دي القائد العام النمساوي، وخلفَه القائدُ مونت كوكوللي، وكان قد انضم إلى الجيش الفرنساوي عدد عظيم من شبان الأشراف, وفي بداية القتال كان النصر حليفًا للعثمانيين فاحتل كوبريلي أحمد باشا مدينة سرنوار وعسكر على شاطئ نهر يقال له نهر راب والأعداء معسكرون أمامه، وبعد أن حاول كوبريلي عبور النهر صده الجيش النمساوي الفرنساوي, فجمع كل قواه في يوم 8 محرم سنة 1075 وعبر النهر عنوة وانتصر على قلب جيش العدو، ولولا تدخل الفرنساويين وخصوصًا الأشراف منهم، لتم النصر للعثمانيين, وانتهى اليوم بدون انتصار تام لأحد الفريقين؛ فإن العثمانيين حافظوا على مراكزهم بدون تقدم للأمام، وسميت هذه الواقعة بواقعة سان جوتار نسبة لكنيسة قديمة حصلت الحرب بالقرب منها، وبعد تبادل المخابرات بين الطرفين توصلا للصلح وأُبرمت معاهدة بينهما أهم ما نصت عليه إخلاء الجيش العثماني لإقليم ترنسلفانيا وتعيين أبافي حاكمًا عليها تحت سيادة الدولة العثمانية، وتقسيم بلاد المجر بين الدولتين بأن يكون للنمسا ثلاث ولايات، وللباب العالي أربعة، مع بقاء حصني نوفيجراد ونوهزل تابعين للدولة العلية العثمانية!
وقوع اشتباك بين الجيش الألماني ومقدمة الجيش العثماني .
العام الهجري : 1075 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1664
تفاصيل الحدث:
اشتبك الجيش الألماني المكون من 60 ألف جندي مع مقدمة الجيش العثماني المكونة من 10 آلاف جندي، وتمكن من إفنائها في حربٍ غير متكافئة بعد سبع ساعات من القتال قُتِلَ خلالها 10 آلاف ألماني!
عودة الجيش العثماني إلى أدرنة لقتال الألمان .
العام الهجري : 1075 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1665
تفاصيل الحدث:
عاد الجيش العثماني بقيادة رئيس الوزراء فاضل أحمد باشا إلى أدرنة بعد مغادرتها لمدة سنة و3 أشهر لقتال ألمانيا؛ حيث انتهت الحرب بين الجانبين بتوقيع معاهدة "فاشفار" على بعد 3 كم عن النمسا.
تولي "كوبريلي فاضل باشا" قيادة الحملة العثمانية لفتح جزيرة كريت .
العام الهجري : 1076 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1666
تفاصيل الحدث:
تولى رئيس الوزراء " كوبريلي فاضل أحمد باشا" قيادة الحملة العثمانية لفتح جزيرة كريت، وقد استمر "فاضل" في الجزيرة طيلة 3 سنوات ونصف سنة حتى تم فتح كريت.
رفع رئيس الوزراء فاضل أحمد باشا الحصار عن "قلعة كاندية" .
العام الهجري : 1078 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1667
تفاصيل الحدث:
يعتبر حصار قلعة كاندية المنيعة في جزيرة كريت أطول حصار في التاريخ، كان العثمانيون قد قضوا سنة 1055 ثلاثة أشهر لفرض الحصار على مدينة كاندية، بقطع إمدادات المياه، وتعطيل الممرات البحرية البندقية إلى المدينة، وقاموا بقصف المدينة دون تأثير يذكر. البنادقة بدورهم حاصروا الدردنيل لمنع وصول الإمدادات العثمانية لجزيرة تكريت, وتلقَّت جمهورية البندقية المزيدَ من المساعدات من الدول الأوروبية الغربية الأخرى خلال مدة الحصار التي تجاوزت ثلاثًا وعشرين سنة قتل خلالها 8 آلاف جندي من البنادقة, وفي هذا العام تمكن القائد العثماني رئيس الوزراء فاضل أحمد باشا من رفع الحصار عن القلعة بعد أن قَبِلت البندقية بتسليم المدينة وخروج قواتها منها بدون أسلحة أو ذخيرة.
وفاة الشيخ سليمان التميمي جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
العام الهجري : 1079 العام الميلادي : 1668
تفاصيل الحدث:
هو العلَّامةُ الفقيهُ الشيخ أبو محمد سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف الوهيبي الحنظلي التميمي، جَدُّ الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب, وعالمُ الدِّيار النجدية في عصره ومُفتيها. قيل إنه وُلد في بلدة أشيقر ونشأ فيها وقرأ على علمائها, واشتهر بالورع والتواضع وغمط النفس, والعدل في أقضيته، وكان قويًّا في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وبعد أن برز وبرع في العلم واشتهر، طَلَبَه أهالي روضة سدير؛ ليكون قاضيًا لديهم، فأجابهم، وانتقل من مسقط رأسه أشيقر إلى روضة سدير، وأخذ في تعليم الناس، والقضاء بينهم، فحُمِدَت سيرته، وانتفع به أهلُها كثيرًا. ثم انتقل بعد ذلك إلى العُيينة، حيث تولى القضاء فيها، وحُمِدَت سيرته فيها أيضًا, وصنف المنسك المشهور به، وكان عليه اعتماد الحنابلة في المناسك. وله فتاوى تبلغ مجلدًا ضخمًا.
عقد الدولة العثمانية معاهدة مع البندقية .
العام الهجري : 1080 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1669
تفاصيل الحدث:
وقعت الدولة العثمانية معاهدة من 18 مادة تم بمقتضاها انتقال قلعة "كاندية" الحصينة في جزيرة كريت إلى الدولة العثمانية، إضافة إلى 1100 مدفع كانوا في القلعة، وأن تحصل تركيا على كامل جزيرة كريت، وبذلك تنتهي الحرب العثمانية مع البندقية التي استمرت 24 عامًا.
قيام حكم البايات في الجزائر كما حصل من قبل في تونس .
العام الهجري : 1081 العام الميلادي : 1670
تفاصيل الحدث:
كان النظامُ في الدولة العثمانية في هذه الولايات التابعة لها أن يكون هناك والٍ عثماني هو الباشا، يحكم تلك الولايةَ ويكون تحته أعوانٌ ويكون التصرفُ للباشا، ثم تغيَّرَ الوضع فأصبح نظامُ الباي، وذلك أن الرجل الذي يكون واليًا ممثلًا للخليفة في هذه الولاية هو الباي (بيلرباي) وليس شرطًا أن يكون عثمانيًّا، ويساعده ديوانٌ استشاريٌّ مؤلَّفٌ من عسكريين يمثِّلون الفِرَق العسكرية في الولاية، ويلقَّبُ كل منهم بالداي، إضافة إلى موظف الشؤون الماليَّة. وقد طبق هذا النظام من قبل في تونس عام 1017 هـ.
غزو براك بن غرير زعيم بني خالد بلاد نجد .
العام الهجري : 1081 العام الميلادي : 1670
تفاصيل الحدث:
غزا براك بن غرير زعيم بني خالد بلاد نجد من مركزه في الأحساء، واستمرت حملاته عليها لفترة؛ مما أدى إلى تزايد نفوذه والتضييق على العثمانيين ونفوذهم بالمنطقة.
وفاة الملك أبو العز الرشيد ملك العلويين بالمغرب وتولي أخيه إسماعيل .
العام الهجري : 1082 العام الميلادي : 1671
تفاصيل الحدث:
هو الملك أبو العز الرشيد بن محمد بن علي الحسني أول ملوك شرفاء مراكش من العلويين، وكان قد قاتل أخاه محمدًا الذي كان قد تسلم بعد وفاة أبيهما عام 1069هـ وكانت قاعدتهم سجلماسة، فلما أصبح الأمر للرشيد نقل العاصمة إلى مراكش؛ ولهذا عُدَّ هو أولَ ملوك العلويين في مراكش وتولى أخوه إسماعيل الملك خلفًا له.
محاولة فرنسا تجديد الامتيازات في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1083 العام الميلادي : 1672
تفاصيل الحدث:
حاولت فرنسا التقرب من الدولة العثمانية، وتجديد الامتيازات، غيرَ أن الصدر الأعظم رفض ذلك، ثم حاولت فرنسا التهديدَ؛ حيث أرسل "لويس الرابع عشر" ملك فرنسا السفيرَ الفرنسي مع أسطول حربي، وهذا ما زاد الصدر الأعظم إلا ثباتًا، وقال: إن الامتيازات كانت منحة، وليست معاهدة واجبة التنفيذ, فتراجعت فرنسا أمام تلك الإرادة الحديدية واستعملت سياسة اللين والخضوع للدولة العثمانية، حتى جددت لها المعاهدات القديمة وأعادت لها امتياز حماية البيت المقدس عام 1084هـ.
قيام الحرب بين الدولة العثمانية وبولندا وتوقيع معاهدة بين الطرفين .
العام الهجري : 1083 العام الميلادي : 1672
تفاصيل الحدث:

رغب القوزاق في التبعية إلى الدولة العثمانية فأعلنوا ذلك، وكانوا يقيمون في أوكرانيا والمناطق التي تقع إلى الشرق منها، وهذا ما أغضب بولونيا فأغارت على أوكرانيا التي طلبت النجدة من العثمانيين، وسار الخليفة محمد الرابع بنفسه على رأس جيش انتصر على البولونيين الذين طلبوا الصلح، فعقد ولم يمضِ على الحرب أكثر من شهر واحد، وقد اعترفت بولونيا فيه بأن أوكرانيا للقوزاق وأن إقليم بووليا في غرب أوكرانيا للدولة العثمانية، وفوق هذا الاعتراف تدفع بولونيا جزية قدرها مائتين وعشرين ألف بندقي ذهبًا، فتضايق الشعب البولوني من هذه المعاهدة التي عرفت باسم بوزاكس، فأعلن رفضه لها وسار القائد البولوني سوبيسكي بجيوش جرارة وقاتل العثمانيين، واستمرت المعارك سِجالًا بين الطرفين، ثم عادت المفاوضات فعُقد الصلح بين الطرفين وتنازل فيه ملك بولونيا إلى العثمانيين عما تنازل له سلفه باستثناء بعض المواقع.
السلطان محمد الرابع يبدأ حملته السلطانية الأولى على بولونيا .
العام الهجري : 1083 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1672
تفاصيل الحدث:
بدأ السلطان محمد الرابع حملته الهمايونية السلطانية الأولى على بولونيا- بولندا-والتي استمرت 6 أشهر، تم خلالها افتتاح عدد من القلاع، وانتهت الحملة بتوقيع معاهدة بين الطرفين دفعت خلالها بولونيا ضريبة سنوية للعثمانيين.
استيلاء الجيش العثماني على قلعة كاماينجو البولونية .
العام الهجري : 1083 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1672
تفاصيل الحدث:
استطاع الجيش العثماني الاستيلاء على قلعة كاماينجو البولونية الحصينة الواقعة على نهر تورلا، بعد 9 أيام من الحصار.
فتح القائد العثماني قبلان مصطفى باشا منطقة بودوليا .
العام الهجري : 1083 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1672
تفاصيل الحدث:
استطاع القائد العثماني قبلان مصطفى باشا أن يفتح منطقة بودوليا، ويؤسِّس فيها إيالة "كامانيجة"، وكانت هذه المنطقة تابعة لبولونيا، لكنها تقع الآن في جمهورية أوكرانيا. وقد استمرت السيطرة العثمانية عليها حتى نوفمبر 1180م.
إعلان الدول الأوربية الحرب على الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1084 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1673
تفاصيل الحدث:
أعلنت الدول الأوربية الحربَ على الدولة العثمانية، واستمرَّت هذه الحرب حتى عام 1686م، وعُرفت هذه السنوات في التاريخ العثماني بسنوات المصيبة, وكان هدف هذه الحملات هو إخراج المسلمين الأتراك من أوربا إلى آسيا, وأطلق البابا على هذه الحرب "الحملة الصليبية الـ14 ضد الأتراك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

3. سورة ال عمران {ج5}

3. سورة ال عمران {ج5}    سُورَةُ آل عِمْرانَ الآيات (187-188) ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ...