حمل المصحف بكل صيغه

حمل المصحف

Translate

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

من ج231.الي ج241.ومن{انهزام الجيش الروسي في معركة "ألما" . العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1854 تفاصيل الحدث:}


ج231.
انهزام الجيش الروسي في معركة "ألما" .
العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

تعرَّض الجيش الروسي لهزيمةٍ كبيرة في معركة "ألما" من قواتِ فرنسا وإنجلترا والدولة العثمانية، وخَسِرَ الروس في هذه المعركة 7 آلاف قتيل.
صمود العثمانيين وعجز الروس في اقتحام قلعة سلسترا ببلغاريا .
العام الهجري : 1271 العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:
كان الفرنسيون أصحابَ الحَقِّ في حماية النصارى في بيتِ المقدِسِ، ثمَّ استطاع الروسُ الحصولَ على هذا الحَقِّ أيام نابليون بونابرت، فلمَّا رجعت الدولةُ الفرنسية وأرادت إعادةَ حَقِّها اصطدمت مع روسيا، فكانت الدَّولة العثمانية قد ألَّفت لجنةً مِن رجال الكنائِسِ على اختلافِ مذاهِبِهم فأيَّدوا فرنسا فهدَّد الروسُ بالحربِ وأرادوا إعادةَ معاهدة خونكار أسكله سي، وحاولت الاستعانةَ بإنكلترا وفرنسا اللتين رفضتا ذلك، وألغى السلطانُ عبد المجيد الأول امتيازَ الروس بحماية النصارى في الدولة العثمانية، وأعاد إلى الصدارةِ العظمى مصطفى رشيد باشا المعروف بعدائِه للروس، فقامت روسيا باحتلالِ الأفلاق والبغدان، وقامت الحرب بين الروس والعثمانيين ولكِنَّ إنكلترا وفرنسا حاولتا التوسُّطَ، ولكن لم تنفَعْ كلُّ محاولات الصلح فوقفَتَا بجانب الدولة العثمانية خوفًا على مصالحهما فعقدتا اتفاقًا لمساعدة العثمانيين ومَنْع الروس من احتلال أيِّ جزء من الأراضي العثمانية، فأوقَفوا الهجومَ الروسي في بلاد القرم عند نهر ألما، فاضطرت روسيا إلى الرجوعِ عن بعض المناطق التي احتلَّتْها لَمَّا رأت الإمداداتِ تتوالى على الدولةِ العثمانية، وعُقِدت بعدها معاهدةُ باريس.
خسارة الروس 20 ألف قتيل في هجوم جيش الاتفاق .
العام الهجري : 1271 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:
خَسِرَ الروس 20 ألف قتيل في هجومِ جَيشِ الاتفاق الفرنسي الإنجليزي العثماني على قلعة "سيفاستوبول"- الواقعة حاليًّا في أوكرانيا- وذلك في أثناء "حرب القرم" بين الدولة العثمانية وحلفائِها من جهة، وبين روسيا من جهةٍ أخرى.
استدانة الدولة العثمانية لأول مرة في تاريخها من الخارج .
العام الهجري : 1271 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:
قامت الدولةُ العثمانية لأوَّلِ مرة في تاريخها بالاستدانة من الخارج؛ حيث حصَلَت على قرض مقداره 5 ملايين قطعة ذهبية بفائدة 5% من إنجلترا؛ وذلك لتغطية نفقات حَربِها ضِدَّ روسيا.
الإمام شامل يقود الثورة في داغستان ضد الروس .
العام الهجري : 1272 العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:
انتقلت قيادةُ الثورة في داغستان ضِدَّ الروس إلى الشيخ الإمام شامل بن دنكاو الداغستاني، وكان قد صَحِبَ منذ صغره الشيخَ المجاهد محمد الكمراوي قائدَ الثورة الأول في رحلته العلمية، وعكف معه على العلم والعبادة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حتى قامت الثورةُ المباركة وكان الإمامُ شامل الذراعَ الأيمن لمحمد الكمراوي، وقائد جيوشه وشريكه في الأمور حتى ليلة استشهاده، ثم اشترك مع القائد الثاني حمزة بك علي حتى استشهاده أيضًا، فأجمع الناسُ على تولية الشيخ الإمام شامل قيادة الثورة، ومن يومها أصبح اسمُه الإمام شامل. حمل على عاتقِه إحياءَ الدين الإسلامي ونَشْر العلم، وتطبيق الشريعة، وإقامة العدل، وتطهير المجتمع من الآثار المرذولة التي خَلَّفها الاحتلال الروسي للبلاد، وجاءت خطواتُ الإمام شامل لتحقيقِ هذا الهدف بالقضاء على المنافقين؛ حيث قام بتطهير المجتمَعِ الداغستاني من العُملاء والموالين للاحتلال الروسي، ثم ضَمَّ الشيشان مع داغستان؛ حيث لم يكن هدفُ الإمام شامل تحرير داغستان فقط من الاحتلال الروسي، بل كان يهدفُ لتطهير منطقة القوقاز بأسْرِها من الروس، واستعادة الحُكم الإسلامي عليها مرةً أخرى؛ لذلك عَمِلَ الإمامُ شامل على توسيعِ قاعدة الدولة الإسلامية، فانتقل بالثورةِ إلى الشيشان، وصار قوة كبيرة يُخشى بأسُها، وأنزلت هذه القوةُ العديدَ من الهزائمِ المدوِّية على الجيش الروسي، خاصةً في معركة ويدانو سنة 1251هـ التي قُتِل فيها ستة آلاف صليبي روسي، ولقد انضمَّ للإمام شامل مجموعةٌ من العلماء العاملين المجاهدين المخلِصين، كما انضم له الكثيرُ مِن الشيشان، وانضَمَّ له من قبائل الشركس واللاز والأبخاز وغيرهم من أهل منطقة القوقاز، وبَقُوا يقاتِلون معه.
انتصار الجيش العثماني في معركة "أنجير" على الجيش الروسي .
العام الهجري : 1272 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:
انتصر القائدُ العثماني عمر باشا على الجيشِ الروسي في معركة "أنجير"، أثناءَ الحرب الروسية العثمانية المسمَّاة "حرب القرم".
صدور فرمان لتنظيم أوضاع النصارى في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1272 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1856
تفاصيل الحدث:
أصدر السُّلطانُ العثماني عبد المجيد الأول فرمانًا (قانونًا) عُرِفَ باسم "إصلاحات خط همايوني" حول أوضاع النصارى في الدولةِ العثمانية، وقد تعرَّض هذا الفرمان لانتقاداتٍ كبيرة داخل الدولة. وقد تضَمَّن البنودَ التالية: المساواة بين كل مواطِني الدولة العثمانية في الحقوقِ والواجبات مهما كانت أديانُهم ومذاهبُهم. عدم إجبار أي شخص على تركِ دينه. إلغاء نظام الالتزام (جباية الأموال والضرائب من عامة الشعب لإرسالها إلى السلطان العثماني) والقضاء على الرشوة والفساد. إلزام كل المواطنين في الدولة بالخدمة العسكرية. حق التعيين في مناصب الدولة المدنية والعسكرية مكفولٌ للكفاءات بدون تمييز ديني. محو كل الألفاظ التي تمَسُّ فئة من المواطنين، سواء كانت دينية أو مذهبية. إعفاء الكنائس من الضرائب والمصروفات. يُنتخب بطاركة الكنائس من كل المِلل، وتكون فترة انتخابهم حتى وفاتِهم. لا يحق لأحدٍ نَزعُ سلطة البابا إلَّا من كنيست. تشكيل مجلس مكوَّن من رجال الكنيسة (كهنة ورهبان) ورجال من خارج الكنيسة (نصارى ليسوا رهبانًا أو كهنة) لإدارة شئون المِلَّة. السلطان شخصيًا وفقط هو من له الحَقُّ في ترخيص بناءِ وترميم الكنائس والمقابر الخاصة لغير المُسلمين. الدعاوى القضائية بين النصارى والمسلمين تُعقد في دواوين (محاكم) خاصة، ويرأسها قُضاةٌ من الطرفين.
توقيع "معاهدة باريس" لإنهاء "حرب القرم" .
العام الهجري : 1272 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1856
تفاصيل الحدث:
وقَّعت كلٌّ من الدولة العثمانية وإنجلترا وفرنسا والنمسا وروسيا وبروسيا وساردونيا "معاهدة باريس"؛ وذلك لإنهاء حرب القرمِ التي شاركت فيها الدُّوَل السابقة، وتعَدُّ من كبرى الحروب التي شهدها العالَمُ في تلك الفترة، وتعدُّ هذه المعاهدة من المعاهدات التي صاغت الوجهَ السياسي لأوروبا في القرنِ التاسع عشر.
إنشاء مجلس تجار مختلط من المصريين والأجانب .
العام الهجري : 1272 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1856
تفاصيل الحدث:
قرر سعيد باشا حاكِمُ مِصرَ إنشاء مجلس تجَّار مختلط من المصريين والأجانب، وقد أدى إنشاء مثل هذا المجلس إلى تسرُّبِ القانون الأجنبي ليحُلَّ محَلَّ الشريعة الإسلامية في المعامَلاتِ.
الإنجليز يعلنون أن الهند من أملاك التاج البريطاني .
العام الهجري : 1274 العام الميلادي : 1857
تفاصيل الحدث:
سيطر الإنجليز على الهند جزءًا بعد آخر بكُلِّ الوسائل، واستولوا على أوقاف المسلمين التي كانت المصدرَ الوحيد لكتاتيب التعليمِ، فزاد الجهل، وبالوقتِ نَفسِه قاموا بتقوية مركز الهندوس وتعليمِهم؛ ليكُونوا أعوانَهم ضِدَّ المسلمين، ودخل نتيجةَ الفقر كثيرٌ مِن المسلمين في الجيش الإنجليزي ولكِنَّهم كانوا يعامَلون بالاستهزاء مِمَّا وَلَّد لديهم الكراهة الزائدة، فحدثت ثوراتٌ ضِدَّ الجيش شَمِلَت معظم أجزاء البلاد، ثم جاءت النجدات للإنجليز فدخلوا دلهي وحاصروا المدنَ ودخلوها وانتقَموا من الأهالي شَرَّ انتقام إلى أن أنهَوا الثورات عام 1274هـ فأعلنت إنجلترا انتهاءَ حُكم شركة الهند الشرقية، وعَدَّت بلاد الهند من أملاكِ التاج البريطاني يتصَرَّفُ بها كيف يشاء، وصَبَّ الإنجليز جام غضَبِهم على المسلمين؛ لأنهم هم المحَرِّكُ للثورة فصادروا الأراضيَ والأملاكَ، وهَدَموا المساجِدَ وحَوَّلوها ثكناتٍ عَسكريَّةً، وأعان الهندوسُ الإنجليزَ على أفعالهم تلك؛ ثأرًا وانتقامًا، وبَقِيَت بعض الإمارات الصغيرة بيَدِ المسلمين.
صدور عهد الأمان بتونس .
العام الهجري : 1274 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1857
تفاصيل الحدث:
صدر إعلانُ عهد الأمان في 20 محرم من هذه السنة، في عهد محمَّد باي، ويتكوَّنُ هذا العهد من مقدِّمة وإحدى عشرة مادة، وتشير المقدمة إلى وجوب الاهتداء بأحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء باعتبار أنَّ الإسلامَ هو الدينَ الرسمي للدولة التونسية، وأن الباي والسكَّان مسلمون، وأن الدولة العثمانية تؤكِّدُ الأمان لرعاياها وتراه من الحقوقِ المَرعيَّة. وتضَمَّنت موادُّ هذا العهد الأمانَ التامَّ لجميع سكَّان تونس دون النظَرِ إلى دياناتهم وأجناسِهم وجنسيَّاتِهم، ومساواة الجميعِ في مسائل الضرائبِ والرسوم الجُمركية. وتقرير الحرية في مزاولة التجارة وجميع مجالات العمل وشراء العقارات والأراضي الزراعية، بشرط أن يلتزِمَ الجميعُ القوانين العامَّةَ فيما يتَّصِلُ بالعمل وتمَلُّك العقارات. ونظَّم العَهدُ مسألةَ التجنيد؛ بحيث لا يظَلُّ المجنَّدُ في الخدمة أكثَرَ مِن مدة محددة حتى يتاحَ له الفرصةُ الملائِمةُ لتدبيرِ مَعيشتِه ومعيشة أسرته. ويلاحَظُ أنَّ هذا العهدَ فيه مزجٌ بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه الأوربي السائد في ذلك الوقتِ.
وفاة مصطفى رشيد باشا رئيس وزراء الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1274 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:
هو مصطفى رشيد باشا الكبير، الصَّدرُ الأعظم ورئيس الوزراء في الدولة العثمانية. ولِدَ باستانبول سنة 1800 م ويعدُّ رشيد باشا أحدَ كبار رؤساء الوزارة في التاريخ التركي، وأحدَ عمالقة الدبلوماسية العثمانية خاصةً في عهد التنظيمات، وكان من دعاة التغريبِ؛ ولذلك كثيرٌ من تنظيماته كانت مقتَبَسةً من النظم الغربية التي تتعارض مع الشريعةِ الإسلامية؛ ولذلك لما أصدر أوَّلَ دستور للبلاد سمَّاه (خطا شريفا) جمع بين الشريعة والقوانين الأوروبيَّةِ، أعلن العلماءُ استنكارهم وتكفيرَهم لمصطفى رشيد باشا، واعتَبَروا الخط الشريف منافيًا للقرآنِ الكريم، وقد تولَّى الوزارة ستَّ مرات في عهد السلطان عبد المجيد الأول، كصدر أعظم، كما عمل وزيرًا للخارجية أربع مرَّاتٍ، وواليًا لأدرنه، وسفيرًا في لندن ثم باريس. توفي مصطفى رشيد باشا عن عمر يناهز السابعة والخمسين عامًا.
وفاة الشريف محمد بن عون شريف مكة .
العام الهجري : 1274 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:
هو الشريف محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن حسين بن عبد الله بن حسن ابن أبي نمي، ولِدَ بمكة سنة 1204ه،ـ ونشأ بها، ولما استولى محمد علي باشا على مكَّةَ ذهب به إلى مصر وجلس بها عنده مدَّةَ سنواتٍ، ولَمَّا قُتِل الشريف يحيى بن سرور الشريف شمبر بمكة في شعبان سنة 1243هـ تولى عبد المطلب بن غالب إمارةَ مكة وهي إمارته الأولى وبقي أميرًا حتى قَدِمَ محمد بن عبد المعين بن عون من مصر في جمادي الآخر سنة 1243هـ وتولَّى إمارة مكة حتى سنة 1253
حيث أعيد إلى مصر، ثم صدر الأمر السلطاني على محمد على باشا
بمصر بإعادةِ محمد بن عبد المعين بن عون أميرًا لمكَّة، فأعيد إليها 1256هـ وبقي أميرًا لمكة حتى سنة 1267 حيث ورد الأمرُ السلطاني بترحيلِه وجميع أبنائه إلى تركيا، وتولية الشريف عبد المطلب بن غالب، وهي المرة الثانية لولاية الشريف عبد المطلب، ثم عاد محمد بن عبد المعين ابن عون من تركيا وتولى إمارة مكة سنة 1271هـ وبقي بها أميرًا حتى توفِّيَ في ثالث شعبان من هذه السنة، وخلَّف ستة أبناء، هم: عبد الله، وعلي، وحسين، وعون، وسلطان. وتولى بعده إمارة مكة ابنُه الأكبر عبد الله.
عزل السلطان بهادر شاه آخر سلاطين الدولة المغولية الإسلامية بالهند .
العام الهجري : 1274 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:
عزَلَ الإنجليزُ السلطانَ بهادر شاه الثاني عن الحُكمِ في الهند، ونَفَوه خارج البلاد, وهو آخِرُ سلاطين الدولة الإسلامية التي حكَمَت بلاد الهند، وبعَزلِه انتهى الحكمُ الإسلامي في الهند بعد أن استمَرَّ فيها ثمانية قرون ونصف قرن. كما يعتبر بهادرُ شاه الثاني آخِرَ حكام بني تيمور في الهند، وقد استمر حُكمُ بني تيمور في الهند قرابةَ ثلاثة قرون، وباستعمار الإنجليز بلادَ الهند عانت الهند من تعسُّفِ الإنجليز وظُلْمِهم وطغيانِهم، واستنزفت الشركةُ البريطانية ثرواتِ هذه البلادِ واستعبدت أهلَها، وأسفر ذلك في النهايةِ عن ثورة وطنية ضِدَّ هذا الظلم وذلك الإجحافِ.
تولي الشيخ صباح الثاني بن جابر الحكم في الكويت .
العام الهجري : 1275 العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:
تولى الشيخُ صباح الثاني الحُكمَ بعد وفاة والِدِه الشيخ جابر بن عبد الله الصباح، وكانت فترةُ حُكمِه قصيرةً، وفي فترة حكمه احتفظ بالسلطةِ السياسيةِ وتركَ السلطةَ القضائيَّةَ إلى القاضي؛ حيث كان يتولاها وحدَه وبدون تدخُّلٍ منه، وقد اتَّسَعت التجارةُ في عهدِه وكثُرَت أموال الكويت، وأراد أن يضع رسومًا جمركيَّةً على البضائِعِ الخارجةِ من الكويت لكِنَّ التجَّارَ قالوا له: " لا تجعَلْ على أموالنا ما لم يجعَلْه أبوك ولا جَدُّك مِن قَبلُ" وقالوا له: إن أموالَهم ستكون وقفًا على ما تحتاجه الكويت، فوافقَهم على ذلك. وقد لفتَ نظر الكولونيل "بلي" حين زار الكويت ثانيةً في عام 1865 باطِّلاعه على ما يجري خارجَ الكويت من أمورٍ لها صلة بالأحداثِ في أوروبا والعالم، وكان ذلك من خلال صحيفةٍ عربية كانت تصدُرُ في باريس وترسَلُ إليه حافلةً بالأخبار الأجنبية والمحلية. وفي عهده هاجم عبدُ الله بن سعود قبيلةَ العجمان، فلجؤوا إلى الكويت، فأرسل عبد الله بن سعود رسولًا يطلُبُ منه أن يطرُدَ العجمان، لكِنَّ الرسولَ أساء التعبير فقال له: إنَّ معزبَك (وتعني سيدك) يأمُرُك بإخراج العجمان، فغضب الشيخُ صباح وأمر باستنفار أهلِ الكويت لقتالِ عبد الله بن سعود، فوصل الخبرُ إلى عبد الله، فأظهر أسَفَه وبادر إلى الاعتذارِ عن سوءِ تصَرُّفِ رَسولِه.
استقلال رومانيا .
العام الهجري : 1275 العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:
في عام 1821م أُلقِيَ القبض على فلاديميرسكو زعيمِ مولدافيا ونُفِّذَ به حكم القتل بتهمةِ الخيانة؛ لأنه كانت له محاولات للخروجِ عن السلطنة العثمانية. ومع ذلك استمرت الثورات في رومانيا، التي أدَّت إلى معاهدة 1829م التي سُمِح لروسيا بموجِبِها باحتلالِ الإمارات الرومانية. وأصبح أميرُها يُعيَّنُ لمدى الحياة بالتوافُقِ ما بين القيصر الروسي والسلطان العثماني. وبعد عِدَّةِ ثورات قامت في تلك الإمارات قرَّر المؤتمَرُ الدولي في سنة 1858م منْحَ الإمارات نظامَ حُكمٍ ذاتي تستَمِرُّ بموجِبِه بدَفعِ الضريبة للسُّلطان العثماني, وفي عام 1881م أُعلِنَ استقلال رومانيا، وأصبح الأمير كارول المَلِكَ الأول، واستمَرَّت الحياة السياسية في العهد الملكي كما كانت عليه في السابقِ من تناوب الحُكمِ بين المحافِظين (البويار) من جهةٍ، والبورجوازيين والمثقفين والليبراليين من جهة ثانية. ووقع الاختيارُ على الأمير شارل دو هوهنزولرن سيغمارتغن الذي اتخَذَ اسم كارول دو رومانيا وأصدَرَ دستورًا جديدًا (1866م). في عام 1876م قرَّر الأمير كارول الاشتراكَ بالحرب الروسية التركية التي اندلعت في عام 1876م. لكنْ جاءت النتائج مخيِّبةً للآمال؛ إذ استُبعِدَت رومانيا عن المفاوضاتِ, وجاءت معاهدةُ السلام بعد عِدَّةِ حروب وقَعَت في المنطقة؛ لتثبت حدود «رومانيا الكبرى».
عزل الأمير عبد العزيز المحمد أبو عليان عن إمارة بريدة .
العام الهجري : 1275 العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:
عاد الأميرُ عبد العزيز المحمد أبو عليان إلى إمارته في بُريدةَ بعد أن استرضى الإمامَ فيصل بن تركي، ولكنْ لم تكن الثقةُ بينهما تامةً، فالوحشةُ لم تفارِقْ عبد العزيز بل ازدادت؛ ذلك لأن الإمام لا ينظرُ إليه بالعين التي كان ينظرُه فيها، وما زال متَّهمًا عنده لكثرةِ نزعاته وعدم استقامته، ويزيد الإمامَ ما يتواترُ عليه من مهنَّا الصالح من أخبارٍ عن عبد العزيز لم تكُن في مصلحته، ومهنا كان طامِعًا بمركز عبد العزيز، فأثَّرت تلك الأخبار في الإمام، فاستدعى عبد العزيز إلى الرياض فقَدِمَ ومعه ابناه علي وعبد الله، فأمرهم بالبقاء عنده وجعَلَ عبد الله بن عبد العزيز بن عدوان أميرًا في بريدة، وهو من بني عم عبد العزيز المحمد.
بدء أعمال الحفر في قناة السويس .
العام الهجري : 1275 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
بدأت في مصرَ أعمالُ حَفرِ قناة السويس، وهي القناة التي تربطُ بين البحرين الأبيض والأحمر، واستمَرَّ الحفر في القناة لمدة 10 سنوات ونصف، وقد شارك فيه 60 ألف فلاحٍ مصري، وبلغ طولُها آنذاك 162,5 كم، وافتُتِحَت للملاحةِ في 19 من نوفمبر 1869م.
الفتنة الطائفية في الشام بين الدروز والموارنة .
العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
تجدَّدت الفِتنةُ الطائفية في بلاد الشامِ؛ إذ اعتدى الموارنة على الدروز عام 1276هـ، فقام الدروز يأخُذونَ بالثأرِ، وامتَدَّ اللهيبُ مِن جبل لبنان إلى طرابلس وصيدا وزحلة ودير القمر واللاذقية ودمشق، وأسرعت الدولةُ فأرسلت فؤاد باشا وقضى على الفتنةِ، وعاقب المسؤولين عنها كلًّا بما يستحِقُّ، واحتَجَّت الدُّولُ الأوربية وهدَّدت بالتدخُّلِ، وكانت متفرقةَ الرأي ثم اجتمعت أو اتَّفَقت على أن ترسِلَ فرنسا ستة آلاف جندي لمساعدة الدولةِ فيما إذا عجزت عن إطفاءِ الفتنةِ -حسب زعمهم- وأنزلت فرنسا قوتَها في بيروت في الثاني والعشرين من محرَّم من عام 1277هـ، وهذا يُعَدُّ تدخلًا في شؤون الدولة العثمانية التي أحسَنَت القيامَ بمهمتها، لكن كان القصدُ تقوية النصارى وإظهارُهم بمظهرِ القوة، وأن أوربا كُلَّها من خَلْفِهم لتزدادَ قُوَّتُهم ويخشى خصومُهم بأسَهم، وجرى الاتفاقُ مع فؤاد باشا على أن يعوَّضَ النصارى على ما خسروه، ويُمنَحَ أهلُ الجبل حكومةً مُستقلَّةً تحت سيادة الدولةِ، وأن يرأس هذه الحكومةَ رجل نصراني لمدة ثلاث سنوات، ولا يحِقُّ عزلُه إلَّا برأي الدول الأوروبية، وتقترحه الدولةُ وتوافِقُ عليه أوروبا، وقد اختير أوَّلُ حاكم وهو داود الأرمني، ويذكَرُ أن هذا التساهل ألزم فرنسا بالانسحابِ مِن الشام إذ أخلَت المناطِقَ التي دخلَتْها في السابع والعشرين من ذي القعدة عام 1277هـ أي: بعد عشرة أشهر وخمسة أيام من دخولِها.
الروس يأسرون الشيخ الإمام محمد شامل بعد جهاد طويل للروس .
العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
كان الشيخُ الإمام محمد شامل الداغستاني في عام 1834م قد دعا جميعَ رؤساء القبائل وكبار القضاة إلى اجتماعٍ في منطقةٍ وسطَ جبال القوقاز وتباحَثوا في أمرِ جهادِ الرُّوسِ، فبادر الإمامُ شامل بوضع القواعدِ اللازمة للارتقاءِ بالمقاومة الإسلاميَّةِ ضِدَّ الروس، وحوَّل القبائل إلى شَعبٍ واحدٍ، وقسَّم المناطِقَ إلى أقسامٍ عِدَّةٍ ووضع لكلِّ قسمٍ نائبًا يأخذُ على عاتقه الأمورَ الشرعيَّةَ والعُرفيَّةَ والعسكرية, وأنشأ ديوانًا أعلى للقضاءِ كان مقَرُّه في الشيشان مهمَّتُه تنفيذُ الأحكام الشرعية، وأنشأ المصانِعَ لإنتاج الأسلحة والذخائر, ووضع الشيخُ شامل تنظيمًا لحكمِ البلاد تحت رئاستِه والتفَّتْ شعوبُ القوقاز كلُّها حوله بعد أن نجحَ في ترسيخِ أحكام الإسلام في نفوسِ المسلمين وتربيتِهم التربيةَ الروحيَّةَ الجهاديَّةَ في سبيل اللهِ؛ لذلك انطلق المجاهِدون في حروبِهم ضِدَّ الروس من خلال فَهمِهم لعقيدةِ الجهاد الذي يُعتبر ذِروةَ سَنامِ الإسلام، واستطاع الشيخُ شامل خلال ثلاثين سنة إجلاءَ الروس من معظم بلاد القوقاز، وأنزل بهم هزائِمَ ساحقة، وانتشرت أخباره إلى أرجاء أوروبا، وأصبحت بطولاتُه رمزًا للأمم المقهورة, مِمَّا أثار الروسَ، فرصدوا مكافأةً لِمن يأتي برأسِ الإمام شامل 45.000 روبل فكتب الإمامُ شامل إلى الجنرال الروسي يقول فيه: "كم كانت سعادتي حين علمتُ أنَّ رأسي تساوي هذا الثَّمَنَ الضخمَ، ولكنك لن تكون سعيدًا حينما أُخبرك أنَّ رأسَك ورأس القيصر ذاتِه لا يساوي لديَّ كوبيكا واحدًا!" وقع الإمامُ شامل ضحيَّةَ التسويات الدولية؛ ففي 1856 انتهت الحربُ التركية الروسية وهو ما سمح لروسيا بالتركيزِ بقوَّتِها على الجبهة القوقازية بقوة 300,000 مقاتل، وأُوكِلت المهمة إلى الجنرال الشاب أليكساندر إيفانوفيتش بارياتسكي، فدفع بقواتِه بالهجوم من جميع الجهات على قوَّات الإمام شامل، حتى تمكَّنوا مِن أسْرِه عام (1859م) ومِن ثمَّ نَفْيه إلى خارج منطقة القوقاز. ولكِنَّه أُخلي سبيلُه بعد ذلك بشروطٍ أهمُّها الجلاءُ عن البلاد.
=========
232.
وفاة محمد بن علي السنوسي الكبير صاحب الدعوة السنوسية .
العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
هو محمد بن علي السنوسي الكبير صاحِبُ الدعوة السنوسية، وواحِدٌ من كبار المُصلِحين في العالم الإسلامي في العصر الحديث. ولِدَ بمقاطعة وهران بالجزائر سنة 1202 هـ / 1798م، ورحل إلى فاس سنة 1812م، والتحق بجامِعِ القرويين وبعد تخرُّجِه فيها عُيِّن مدرسًا بالجامعِ الكبير بفاس. عاصرَ دخولَ الدولةِ السعودية الأولى للحجازِ واختلط بعُلَمائِها وأخذ عنهم، ثم عاد إلى ليبيا وقام بدعوته الإصلاحية التي اتخذت الإسلامَ طريقًا لها في العمَلِ، فدعا المجتمَعَ الليبي إلى العودةِ إلى الإسلام والاعتماد على الكتابِ والسنَّةِ ومحاربة الاختلافِ والتفَرُّق في الدينِ، ومواجهة المبشِّرين بالنصرانية، ومحاربة الاستعمار الإيطالي المتسَلِّط. لَقِيَت الدعوة التي أسَّسها السنوسي صدًى في نفوس سكان الصحراء في الشمال الإفريقي كله والسودان، وكسب صاحبُها من النفوذ والسُّمعة, وقد حقَّقت قدرًا كبيرًا من النجاح، فكَوَّن دولة إسلامية امتدَّت آثارها إلى أفريقيا الغربية. وأقام مدرسةً عِلميةً إسلاميةً خرَّجت العلماءَ والقضاة والدعاة، وله عددٌ من المؤلَّفات بلغت نحو 40 كتابًا. توفي السنوسي في الجغبوب، وخلفه ابنه أحمد المهدي في قيادة الحركة السنوسية.
عبد الله بن فيصل يؤدب العجمان وآل مرة لفسادهم في الأحساء .
العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
أغار عبد الله بن فيصل على العجمان وآل شامر وبني حسين وآل عذبة من المرة، وانتصر عليهم في وقعةِ الصبيحة بالدوادمي، وملأ يدَه من أموالهم، وقتل منهم خلقًا كثيًرا، وقد كانوا يَعيثون في أطرافِ الأحساء فسادًا، وكان الشيخُ أحمد بن مشرف أرسل قصيدةً لعبد الله بن فيصل يحرِّضُه عليهم ويبَيِّن له خطَرَهم على البلادِ.
وفاة الأمير جابر الأول بن عبد الله بن صباح حاكم الكويت .
العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ جابر الأول بن عبد الله بن صباح، ثالثُ أمراء الكويت من آل الصباح. ولِدَ في الكويت وأقام في البحرين إلى أن توفِّيَ والده سنة 1229هـ فعاد إلى الكويت وولِيَ إمارتها. وفي أيَّامِه استولت إحدى قبائل العراق على البصرة وطردت حاكِمَها، فلجأ إلى جابر الأول فأنجَدَه بعدة سفُنٍ مزوَّدة بالرجال والمدافع، فاستخلصها فكافأته الحكومةُ العثمانية بمقدارٍ كبيرٍ من التمر كان يُرسَلُ إليه كلَّ عامٍ، وحاولت حكومةُ لندن إقناعَه برفع الراية البريطانية على الكويتِ فأبى، وأرادوا البناءَ فيها فلم يأذَنْ لهم، واستمَرَّ في الحكم إلى أن مات فيها. وقد اشتُهِرَ بالكرم والحَزم، ولُقِّبَ بـجابر العيش من شِدَّةِ كَرَمِه، وكان كثير التصَدُّقِ على الفقراء.
عودة الأمير عبد العزيز المحمد أبو العليان لإمارة بريدة .
العام الهجري : 1276 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:
قام بنو عَمِّ عبد العزيز المحمد أبو العليان، وهم: حسن العبد المحسن، وأخوه عبد الله، ومحمد الغانم، وأخوه عبد الله، وقتلوا عبدَ الله بن عبد العزيز بن عدوان، أميرَ بُريدة من قِبَل الإمام فيصل، فلما بلغَ الإمامَ الخبَرُ جعل محمد الغانم أبو العليان أميرًا على بريدة، وبعد مدَّةٍ قليلة أطلق الإمامُ سراحَ عبد العزيز المحمد وأمره أن يرجِعَ أميرًا على بَلَدِه، وأبقى ابنَه عبد الله في الرياض كرهينةٍ؛ لأنَّ هذا الإطلاق لم يكُنْ عن رِضًا، ولكن رأى أنَّ البلد لا يستقيمُ فيها أميرٌ بسَبَبِ آل ابن عليان، وكان عبدُ الله الفيصل لا يرى رأيَ والده في عبد العزيز ويوَدُّ التخلُّصَ منه بأيِّ وجهٍ من الوجوه، ولكِن الإمامُ فيصل يغلِبُ عليه الحِلمُ والصَّفحُ.
غزو عبد الله بن فيصل بن تركي جموع قبيلة العجمان وحلفائها .
العام الهجري : 1276 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:
تولَّى راكان بن فلاح بن حثلين زعامةَ العجمان بعد تنازُلِ عَمِّه حزام بن حثلين له عن رئاسةِ العجمان, وكان راكان شاعرًا وفارسًا مشهورًا تُروى حوله قِصَصٌ بطولية، واستمر سنواتٍ لا يصدُرُ منه ما يعكِّرُ صفو الأمن أو يثير مشكلاتٍ لحكومةِ الإمام فيصل، لكِنَّه في هذا العام أغار على إبِلٍ للإمام فيصل بن تركي نفسِه وأخذَها، ثم ارتحل إلى الصبيحية القريبة من الكويت، وقام بغاراتٍ على أطرافِ العراق، فجهز الإمام فيصل جيشًا جعل على رأسِه ابنَه عبد الله في شعبان من هذه السنة، وفي طريقِه إلى الصبيحية وجَدَ جماعة من العجمان عند ماء الوفراء، وهاجمهم وفَتَك بهم وكان زعيمُهم راكان قد توجَّه إلى الجهراء فتعَقَّبه عبد الله بن فيصل إلى هناك، حيث وقعت معركةٌ انتهت بهزيمةِ العجمان، وقُتِلَ حوالي سبعمائة رجل منهم، وفَرَّت بقاياهم إلى داخلِ بلدة الكويت واحتَمَت بها وتخلَّصَت البصرة والزبير من غاراتِ راكان وقومه.
وفاة سليمان باشا الفرنساوي الكولونيل سيف القائد بالجيش المصري .
العام الهجري : 1276 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:
هو سليمان باشا الفرنساوي، أو الكولونيل سيف، اسمه "الكولونيل أوكتاف جوزيف انتلم سيف" ولِدَ عام 1788م في مدينة ليون بفرنسا وهو ضابطٌ فرنسي جاء إلى مصر مع الحملةِ الفرنسية، وبقي بها واعتنق الإسلامَ، وهو من بقايا حروب نابليون. عندما فكر محمد علي في بناء جيشٍ مصريٍّ حديث يحافِظُ على إنجازاته عَهِدَ إليه بتكوينِ النواة الأولى من الضباط، واختار له أسوانَ حتى يبتَعِدَ الطلاب عن القاهرة ومؤثِّراتها والمؤامَرات التي كانت تحاكُ فيها. وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعبَ جمةً خلال تدريب طلابِ هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادوا الطاعةَ المُطلقةَ لرؤسائهم, كما لم يتعودوا أن يتعَلَّموا فنون الحرب الحديثة، وكان "سليمان الفرنساوي" شديدَ الإعجاب بالجندي المصري، ويُؤثَرُ في ذلك قوله: "إن المصريين هم خيرُ من رأيتُهم من الجنود؛ فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والجَلَد على المتاعب، مع انشراحِ النَّفسِ وتوطينها على احتمالِ صُنوف الحِرمان، وهم بقليلٍ مِن الخبز يسيرون طوالَ النهار يحدوهم الشَّدوُ والغناءُ. ولقد رأيتُهم في معركة "قونية بالشام" يبقون ساعاتٍ متوالية في خطِّ النار محتفظين بشجاعةٍ ورباطةِ جأشٍ تدعوان إلى الإعجابِ، دون أن تختلَّ صُفوفُهم، أو يسري إليهم المَلَل أو يبدو منهم تقصيرٌ في واجباتهم وحركاتهم الحربية". وظل سليمان باشا في خدمةِ الجيش المصري بعد وفاة محمد علي حتى صار القائِدَ العام للجيش المصري في عهد الخديوي عباس، واستمَرَّ في عمله أيامَ عباس الأول وسعيد باشا، وعاش بين المصريين وقام بمصاهرتِهم، فتزوَّج إحدى بناتِه "محمد شريف باشا" الذي يُطلَق عليه المصريون أبو الدستور، وأنجب منها فتاةً تزوجت من "عبد الرحيم صبري باشا" وأثمر هذا الزواجُ فتاةً أصبحت ملكةً على مصر وهي "الملكة نازلي" أم الملك الراحل" فاروق الأول". وتقديرًا من المصريين أقاموا لسليمان الفرنساوي تمثالًا في ميدان أطلق عليه اسمه، كما أطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة الرئيسية حتى قامت ثورة يوليو فأطاحت بالتمثال، وغيَّرَت اسم الميدان والشارع، وأطلقت عليهما اسم "طلعت حرب" رجل الاقتصاد المصري الشهير. ومع ذلك لا يزالُ المصريون يفَضِّلون استعمال اسم (شارع سليمان) ربما وفاء منهم لذكرى رجل كانت له اليدُ الطولى في بناءِ أوَّلِ جَيشٍ مصريٍّ حديثٍ.
لالا فاطمة نسومر تقود القبائل في الجزائر في حرب ضد الفرنسيين .
العام الهجري : 1276 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:
انضَمَّت لالا فاطمة إلى المقاومة، وشاركت بجانب الشريفِ بوبغلة في المقاومة والدفاع عن منطقةِ جرجرة، فقاومت لالا فاطمة نسومر الاستعمارَ الفرنسي مقاومةً عنيفةً أبدت خلالَها شجاعةً وبطولة متفرِّدتين حتى توفِّيَت في سبتمبر 1863م؛ فقد شاركت في صَدِّ هجمات الفرنسيين عن ولاية "أربعاء ناث إيراثن" التابعة لولاية تيزي وزو شرقي الجزائر، فقطعت عليهم طريقَ المواصلات؛ ولهذا انضَمَّ إليها عددٌ من قادة الأعراش وشيوخِ القرى، فراحت تناوِشُ جيوش الاحتلال وتهاجِمُها، ويقال إنها هي التي فتكت بالخائِنِ سي الجودي، وأظهرت في إحدى المعارك شجاعةً قوية، وأنقَذَت الشريف بوبغلة الموجود في قرية سومر إثرَ المواجهة الأولى التي وقعت في قرية تزروتس بين قوات الجنرال ميسات والسكان، إلا أن هؤلاء تراجعوا بعد مقاومةٍ عنيفة؛ لغياب تكافؤ القوى عُدَّةً وعَدَدًا، وكان على الجنرال أن يجتازَ نقطتين صعبتين؛ هما: ثشكيرت، وثيري بويران، وفي هذا المكان كانت لالا فاطمة نسومر تقودُ مجموعة من النساء واقفاتٍ على قمة قريبة من مكان المعركة، وهن يحمِّسن الرجال بالزغاريد والنداءات المختلفة؛ مما جعل الثوارَ يستميتون في القتال. شارك الشريف بوبغلة في هذه المعركة وجُرِحَ، فوجد الرعايةَ لدى لالا فاطمة. كما حقَّقت لالا فاطمة انتصاراتٍ أخرى ضد الفرنسيين بنواحي (إيللتي وتحليجت ناث وبورجة وتوريتت موسى، تيزي بوايبر) ممَّا أدى بالسلطات الفرنسية إلى تجنيدِ جَيشٍ معتبر مكوَّن من 45 ألف مقاتل بقيادة الماريشال راندون، وبمؤازرة الماريشال ماك ماهون الذي أتاه بالعتادِ مِن قسطنطينة ليقابِلَ جيش لالا فاطمة الذي لا يتعدى 7000 مقاتل، وعندما احتدمت الحربُ بين الطرفين اتَّبع الفرنسيون أسلوب الإبادة بقتل كل أفراد العائلات دون تمييزٍ ولا شفقةٍ، وفي 19 ذي القعدة 1273هـ / 11 جولاي 1857م ألقِيَ القبض على لالا فاطمة، فحُكِمَ عليها بالإقامة الجبرية بـ(تورثاثين) بمنطقة العيساوية.
تشكيل لجنة أوروبية وعثمانية للتحقيق في حوادث الستين في لبنان .
العام الهجري : 1277 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:
شُكِّلت لجنةٌ دوليةٌ تمثِّلُ الدول الأوروبية الكبرى: فرنسا وإنجلترا وروسيا والنمسا وبروسيا، برئاسة فؤاد باشا مندوبِ السلطانِ العثماني ووزيرِ خارجيته، مهمَّتُها التحقيقُ في حوادثِ الستين في لبنانِ، والحيلولةُ دون تجدُّدِها، ورأْبُ الصَّدعِ بين طوائفِ جبل لبنان، ووضع نظام جديد لحُكمه. وبعد أن عَقَدت اللجنةُ عِدَّةَ اجتماعات في بيروت والقسطنطينية ودرست خلالَها مختَلِفَ الشؤون، انتهت إلى عدة قرارات، كان أهمَّها: إلغاءُ نظام القائمقاميتين، ووضعُ نظامين لحكم جبل لبنان تألَّفَ أحدهما من 47 مادة، والثاني من 17 مادة، ثم رفعت اللجنة الأمرَ إلى الباب العالي وسُفَراء الدول الكبرى الخمس في الأستانة للدراسة وإقرار الأصلَحِ.
وقعة الطبعة -سنة الطبعة- على العجمان .
العام الهجري : 1277 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1861
تفاصيل الحدث:
جرت الوقعةُ الكبرى على العجمان، وذلك أنَّ العجمان بعد وقعةِ الصبيحة انتَزَحوا إلى الشمال ونزلوا إلى الجهراءِ في الكويت؛ وذلك ليبتعدوا عن عبدِ الله الفيصل الذي ما زال يطارِدُهم لإزالة شَرِّهم. وفي شهر شعبان خرج عبد الله من الرياض وانضَمَّ إليه سبيع ومطير وبنو هاجر، فحاصروهم في موقعٍ خطيرٍ قريبٍ مِن البحر في منطقة الجهراء فتراجعت قواتُهم تجاهَ البحرِ، فنشبت أرجُلُ جيادهم في الرَّملِ والطين وغرق بعضُها، فسُمِّيَت بوقعة الطبعة أو سنة الطبعة، فهلك منهم خلقٌ كثيرٌ غرقًا غيرَ مَن قُتِل منهم في المعركةِ.
وفاة الأمير عبد العزيز المحمد أبو العليان أمير بريدة .
العام الهجري : 1277 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1861
تفاصيل الحدث:
هو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن حسن آل أبو عليان، وينتمي إلى العناقر من بني سعدِ بنِ زيد مناة بن بني تميم، أميرُ برُيدة وكانت مدة إمارته 34 سنة من عام 1243هـ إلى 1277هـ، وقد اشتهر بالشجاعةِ والطموحِ الكبير، جَدُّه هو عبد الله بن حسن كان أميرًا على القصيم. عندما عَزَل الإمام تركي بن عبد الله الأميرَ محمد بن علي الشاعر عن إمارة بُرَيدة جعل مكانَه عبد العزيز المحمد أبو عليان، ثمَّ لَمَّا بلغ الإمام تركي ما يَريبُه من محمد بن علي الشاعر أرسل إليه وجعله عنده في الرياضِ ولم يأذن له بالعودةِ للقصيمِ حتى قَوِيَ أمر عبد العزيز بن محمد وقَوِيَت شوكته في بُريدة. وظل عبد العزيز المحمد أميرًا على بريدة كذلك في عهد فيصل، لكنه كثيرًا ما يخرجُ على طاعة الإمام ويتآمر مع خصوم الإمام، فعُزل أكثَرَ مِن مرة من إمارةِ بريدةَ، ثمَّ أعيدَ إليها إلى أن قُتِلَ هذه السنة عندما عزم عبد الله بن فيصل التخلصَ منه قَصَد بريدة يريد القبضَ عليه، فلما بلغه خبَرُ قدوم عبد الله هرب من بُرَيدة ومعه أولاده، فأرسل عبد الله خلْفَهم سريَّةً مع أخيه محمد، فلم يستطع اللَّحاقَ به؛ لأنَّ جيشه الذي أتى عليه قد كلَّ. وجاء مهنا الصالح الذي ينتظِرُ هذه الفرصة فأعطاهم جيشًا قويًّا، فركبوا خلف عبد العزيز، وأدركوه بالشقيقة فقَتَلوه وقتلوا معه أولاده حجيلان، وتركي، وعليًّا وخدَّامهم، ورجعوا. وكان عبد الله بن عبد العزيز المحمد مع عبد الله الفيصل في غزوته، فلما عَلِمَ بالسرية التي أُرسِلَت للقبض على أبيه هرب واختفى في أحد الجبال، فوجدوه وأرسلوه إلى القطيف، وهناك مات أو قُتِل، وأرسل عبد الله إلى أبيه يخبِرُه بمقتل عبد العزيز وأولاده ويطلُبُ أن يرسِلَ إلى بريدة أميرًا على نظَرِه، ثم قام عبد الله الفيصل وهدم بيوتَ عبد العزيز المحمد وأولاده وأعوانه. ثم أرسل الإمامُ فيصل عبدَ الرحمن بن إبراهيم أميرًا في بُريدة.
تشكيل الدولة العثمانية لواء ذي استقلال ذاتي في جبال لبنان .
العام الهجري : 1277 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1861
تفاصيل الحدث:
شكَّلت الدولةُ العثمانية لواءً له استقلالٌ ذاتيٌّ في جبال لبنان، وكان مركزُه "دير القمر"، وبلغت مساحته 3100 كم2، وكان يقطنُه النصارى، وظَلَّ الاستقلال الذاتي لهذا اللواء لمدة 53 عامًا حتى سنة 1914م.
وفاة السلطان العثماني عبد المجيد الأول وتولي أخيه عبد العزيز .
العام الهجري : 1277 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1861
تفاصيل الحدث:
هو الخليفةُ العثماني عبد المجيد الأول بن محمود الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني. كان السلطانُ عبد المجيد الأول ضعيفَ البنية شديدَ الذكاء، واقعيًّا ورحيمًا، وهو من أجلِّ سلاطين آل عثمان قدْرًا، تولَّى الحُكمَ بعد وفاة والِدِه السلطان محمود الثاني سنة 1839م، وكان عمرُه دون الثامنة عشرة، فكان صِغَرُ سِنِّه هذا فرصةً لبعض الوزراء التغريبيين لإكمال ما بدأه والدُه الراحل من إصلاحاتٍ على الطريقة الأوروبية، والتمادي في استحداثِ الوسائل الغربية، ومن هؤلاء الوزراء الذين ظهروا في ثيابِ المصلحين ومُسُوح الصادقين (مصطفى رشيد باشا) الذي كان سفيرًا للدولة في (لندن) و (باريس). أحب السلطان عبد المجيد الإصلاحَ فأدخل التنظيماتِ الحديثة، ورَغِب في تطبيقها في الحال، كما أدخل إصلاحاتٍ جمَّةً في الجيوش العثمانية. وترقَّت في أيامه العلومُ والمعارف، واتَّسَعت دائرةُ التجارة، وشُيِّدت الكثيرُ من المباني الفاخرة، ومُدَّت في عهده أسلاكُ الهاتف وقضبان السكك الحديدية, ويعتبر السلطانُ عبد المجيد أوَّلَ سلطان عثماني يُضفي على حركة تغريب الدولة العثمانية صِفةَ الرسمية؛ إذ إنَه أمر بتبني الدولة لهذه الحركةِ، وأمر بإصدار فرمانَي التنظيمات عامي 1854م، 1856م، وبهما بدأ في الدولة العثمانية ما سُمِّيَ بعهد التنظيمات، وهو اصطلاح يعني تنظيم شؤون الدولة وَفْقَ المنهج الغربي، وبهذين الفرمانينِ تم استبعادُ العمل بالشريعةِ الإسلامية، وبدأت الدولةُ في التقنين وإقامة المؤسسات، فكان السلطان عبد المجيد خاضِعًا لتأثير وزيره "رشيد باشا" الذي وجَدَ في الغرب مَثَله وفي الماسونية فلسفَتَه، ورشيد باشا هو الذي أعدَّ الجيلَ التالي له من الوزراءِ ورجال الدولة مثل مدحت باشا. توفِّيَ السلطان عبد المجيد في السابع عشر من ذي الحجة من هذا العام بعد أن دام في الحُكم اثنين وعشرين سنة ونصفًا تقريبًا، وتولى بعده أخوه عبد العزيز خلفًا له.
وفاة أحمد الباي سلطان تونس .
العام الهجري : 1278 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1862
تفاصيل الحدث:
هو أحمدُ الباي سلطان تونس، وكان قد حاول أن يقيمَ بتونس نهضةً إصلاحية محاولًا الاستفادةَ من تجربة محمد علي باشا بمصرَ.
تأسيس أول بلدية عربية للقدس .
العام الهجري : 1279 العام الميلادي : 1862
تفاصيل الحدث:
تمَّ تأسيسُ أوَّلِ بلدية في القُدسِ بشَكلٍ شِبهِ منظَّم، وكانت عبارةً عن مجلسٍ محليٍّ ذي سلطة محدودة وميزانية لا تتعدى (500) جنيه ذهبي في السنة، ثم صدر قانون الأقاليم (1864) الذي يتضَمَّنُ أحكامًا محدودة عن تشكيلِ البلديات. وقد بَقِيَ الوضع على ما هو عليه حتى عام (1918) حين دخل الإنجليز المدينة، وأصبحت البلديةُ تدارُ من قِبَلِ أربعةِ أشخاص من العرب، واثنين من اليهود، وفي عام 1948م وبعد الاستيلاء الصهيوني على الشطرِ الغربي من المدينة أصبحت هناك أمانةُ القدس العربية مسؤولةً عن الشطر الشرقي للمدينة حتى عام 1967، حيث تم حينها الاستيلاءُ على كافة المدينة عَقِبَ حرب حزيران، فحُلَّ مجلِسُ أمانة القدس، وتم ضمُّ الجهاز البلدي إلى بلدية القدس الإسرائيلية، واستُبعِدَ أمين القدس المنتَخَب.
وفاة الإمام محمد شامل الداغستاني .
العام الهجري : 1279 العام الميلادي : 1862
تفاصيل الحدث:
هو الإمامُ محمد شامل الداغستاني قائدٌ سياسي في شمال القوقاز وأحدُ أشهر المقاومين للوجودِ الروسي في بلاد القوقاز، ولِدَ عام 1797م في قرية غيمري، الداغستانية, وهو ثالِثُ أئمة الشيشان وداغستان من 1834 – 1859 م لقِّبَ بأسد القفقاس، وصقر الجبال. قاد المقاومةَ ضِدَّ الروس خلالَ حروب القوقاز حين اختاره المريدون بعد وفاةِ حمزة بيه في عام 1834م، فأعاد شامِلٌ تنظيمَ جيش ِالمريدين على نمطِ أعدائه الكوزاك بشكلٍ أشبه إلى التنسيق الاتحادي الحديث، فاستمَرَّت المقاومة بقيادة شامل في مسلسلٍ متوالي الحلقات بأسلوبِ حَربِ العصابات والكَرِّ والفَرِّ، إلى أن أسَرَه الروس في وقتٍ كان قد تخطَّى من عمره الستين سنةً، فقد أسَروه في حربٍ خاطفة خطَّطَ لها القائدُ الروسي بارياتسكي، فنُقِلَ الإمام شامل في رحلةٍ طويلة إلى موسكو في موكبٍ بدا وكأنَّه استعراضٌ عسكريٌّ بالبطل الذي سقط أخيرًا، وظل شامِلٌ في موسكو إلى عام 1869 حين أخلِيَ سبيلُه بشروط أهمُّها الجلاءُ عن البلادِ. فذهب إلى مكَّةَ لأداء فريضة الحجِّ، حيث توفِّيَ في المدينة ودُفِن بالبقيع.
محاولة الصلح بين أهل عنيزة وعبد الله بن فيصل .
العام الهجري : 1279 العام الميلادي : 1862
تفاصيل الحدث:
طالت الحربُ مع أهل عنيزة بعد قَتْلِ أميرهم عبد العزيز المحمد أبو العليان وأثناء حصارِ عُنيزة حاول الأميرُ طلال بن رشيد أن يعقِدَ صلحًا بين عبد الله وأهل عنيزة، فأرسل سرًّا إلى الأمير عبد الله اليحيى السليم وزامل العبد الله أنَّ الإمام لا يكره الصلحَ ووَقْفَ القتالِ إذا كان طلبُ الصلح منكم، فأنابوه عنهم وقالو له إنَّك مفوَّضٌ مِن قِبَلِنا، فعرض على عبد الله رغبةَ أهل عنيزة في الصلحِ، فقال: عبد الله إذا قَبِلوا بشروطنا قَبِلْنا منهم الطاعةَ، فحضر عنده زامل العبد الله وأغلظ له في القَولِ لكَثرةِ نقضِهم العهدَ، ثم فرض عليهم أموالًا وسلاحًا كثيرًا، فتوسط لهم الأمير طلال فأسقط عبد الله جزءًا منها، فقبل زامل فأحضر أهل عنيزة المالَ والسلاح وتمت البيعةُ، وضَمِنَ الأمير طلال الوفاءَ بالعهدِ.
وفاة السلطان محمد بهادر آخر سلاطين الدولة الإسلامية بالهند .
العام الهجري : 1279 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1862
تفاصيل الحدث:
هو السُّلطان أبو الظفر سِراجُ الدين محمد بهادر شاه الثاني، آخِرُ سلاطين الدولة الإسلامية في الهند، وقد أصبح إمبراطورًا عند وفاة والده سنة 1838هـ وشهِدَت فترةُ حكمه الثورةَ الهندية التي كادت تقضي على الإنجليز وتُخرِجُهم من الهند، وكان الهنودُ قد اختاروه قائدًا لهم على الرغم من كبر سنِّه، لكِنَّ الثورة لم تنجَحْ؛ حيث قبض الإنجليزُ على بهادر شاه، ونفوه خارج الهند. وبنفيه انتهى الحكمُ الإسلامي في الهند. كان الحكم الإسلامي قد استقَرَّ في الهند ورسخت أقدامُه وقامت له دولةٌ منذ أن بدأ السلطانُ المجاهد محمود الغزنوي فتوحاتِه العظيمة في الهند سنة (392هـ - 1001م)، وامتدَّ لأكثر من ثمانية قرون، تعاقَبَت في أثنائها الدولُ والأسر الحاكمة، ونَعِم الناسُ بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارةُ على النحو الذي لا تزالُ آثارُها الباقيةُ في الهند تخطفُ الأبصار وتبهر العقولَ والألبابَ، كانت إمبراطوريةُ المغول في الهند آخِرَ دولة حكمت الهند، ودام سلطانُها نحو ثلاثة قرون، منذ أن أسَّسَها ظهير الدين بابر في النصفِ الأول من القرن العاشر الهجري، وتوالى على حُكمِها عددٌ من السلاطين العِظامِ، يأتي في مقدِّمتِهم: السلطان "جلال الدين أكبر" الذي نهضَ بالدولة نهضةً عظيمة، ونجح في تنظيمِ حُكومةٍ أجمع المؤرخون على دقَّتِها وقوتها. والسلطانُ شاه جهان الذي اشتهر ببنائِه مقبرةَ تاج محل لزوجتِه ممتاز محل. والسلطانُ أورنك زيب الذي تمسَّك بالسُّنَّة وأشرف على الموسوعةِ المعروفة بالفتاوى الهندية أو العالمكيرية، نسبةً إلى "عالمكير" وهو اسمٌ اشتهر به في الهند.
زيارة السلطان العثماني عبد العزيز لمصر .
العام الهجري : 1279 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:
قام السلطان العثماني عبد العزيز بزيارة لمصر، وتعَدُّ زيارته هذه هي الزيارةَ الثانيةَ لسلاطين الدولة العثمانية لمصر؛ حيث كانت الأولى في عهد السلطان سليم الأول عند فتح مِصرَ، أي: قبل 345 عامًا.
إعلان الميرزا حسين علي دعوته البهائية .
العام الهجري : 1279 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:
أعلن الميرزا حسين علي دعوتَه البهائية، وأنَّه الوريثُ الحقيقي للباب علي بن محمد الشيرازي مؤسِّس فرقة البابية الضالة. وفي عكَّا بذل البهاءُ جُهدًا كبيرًا في نشر دعوتِه وكسْبِ الأنصار والأتباع، فأعلن حقيقةَ شَخصِه، وأبطل ما كان يدَّعيه "الباب" حتى انسلخ هو وأتباعُه من شريعة الباب، ولم يبقَ مِن كلامه إلا ما كان فيه إشارةٌ أو إيماءة تبشِّرُ بمَقدَم البهاء، ولم يكتفِ بادعاء النبوة، بل تجاوزها إلى ادِّعاء الألوهية، وأنه القيومُ الذي سيبقى ويخلد، وأنه روح الله، وهو الذي بعث الأنبياءَ والرسُل، وأوحى بالأديان، وزعم أنَّ الباب لم يكن إلا نبيًّا مهمته التبشير بظهوره. وجعل البهاء الصلاةَ ثلاث مرات: صبحًا وظهرًا ومساء، في كل مرة ثلاث ركعات، وأبطل الصلاةَ في جماعة إلا في الصلاة على الميت، وقصَر الوضوء على غَسلِ الوجه واليدين وتلاوة دعاءين قصيرين. وحدَّد شهر الصوم بتسعة عشر يومًا من كلِّ عام الذي هو عنده تسعة عشر شهرًا. ويكون الصوم في شهر "العلاء" (21:2 مارس)، وهذا الشهر هو آخر الشهور البهائية. وجعل الحجَّ إلى مقامه في "عكا"، وهو واجب على الرجال دون النساء، وليس له زمنٌ معين أو كيفية محدَّدة لأدائه، كما غيَّر في أحكام الزواج والمواريث، وبدَّل في أحكام العقوبات، وفرض نوعًا من الضرائب على أتباعِه لتنظيم شؤونهم تقَدَّر بنسبة (19%) من رأسِ المال وتُدفَعُ مرة واحدة فقط. وكان من تعاليم "البهاء" إسقاطُ تشريع الجهاد وتحريمُ الحرب تحريمًا تامًّا، ومصادرة الحُرِّيات إلا حرية الاستماع إلى تعاليم البهاء!!
حصول الخديوي إسماعيل على فرمان (قانون) مصر من الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1279 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:
نجح الخديوي إسماعيل في الحُصولِ على فرمان (قانون) من الدولةِ العثمانية عُرِفَ بـ"فرمان مصر" يقضي بانتقال ولاية مصرَ مِن الأبِ إلى الابنِ الأكبر، وهو ما مهَّد الطريق لمحمد توفيق باشا ابن إسماعيل لتولِّي الحُكم في مِصرَ.
======
233.
وفاة لالا فاطمة نسومر .
العام الهجري : 1280 العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:
هي لالا فاطمة نسومر، وتسمى أيضًا لالة فاطمة، واسمُها الحقيقي هو (فاطمة سيد أحمد محمد بن عيسى)، و"لالة أو لالا" هي لفظةُ توقير أمازيغية تعني "السيدة" وهي من أبرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية في بدايات الغزو الفرنسي للجزائر. وُلِدَت لالا فاطمة نسومر بقريةِ ورجة قرب عين الحمام سنة 1246هـ /1830م في أسرةٍ تنتمي إلى الطريقة الرحمانية، وأبوها محمد بن عيسى مقدَّم زاوية الشيخ سيدي أحمد أومزيان شيخ الطريقة الرحمانية. وأمُّها لالا خديجة. نشأت لالا فاطمة نشأةً دينية وبعد وفاةِ أبيها وجدت نفسَها وحيدةً منعزلة عن الناس فتركت مسقَطَ رأسها وتوجَّهت إلى قرية سومر؛ حيث يقطنُ أخوها الأكبر سي الطاهر، وإلى هذه القريةِ نُسِبَت. قاومت الاستعمارَ الفرنسي مقاومةً عنيفة أبدت خلالَها شجاعةً وبطولة متفردتين، حتى تمكَّن الفرنسيونَ مِن إلقاء القبض عليها في وادي يسر، فحُكِمَ عليها بالإقامة الجبرية بـ(تورثاثين) بمنطقة العيساوية التي تبعد15 كم عن مدينة تابلاط التي تحتَضِنُ الزاوية العيساوية التي كان يديرها "الباي محي الدين" كسجن، فاختارت لالا فاطمة لنفسِها هذه الزاوية للتعبُّدِ والدراسة، حتى مرضت وانتقلت إلى جوار ربِّها دون أن يتجاوزَ عُمرُها 33 سنة, ويقال إنها ماتت مسمومة في فرنسا، ثم دُفِنَت في مقبرة سيدي عبد الله قبل أن يتمَّ نَقلُ رُفاتها إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية سنة 1995م.
ظهور التلمود مطبوعًا في وارسو ببولندا .
العام الهجري : 1280 العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:
ينقَسِمُ التلمود إلى جزئين هامَّين: 1- المشناه Mishnah، وهو الأصل (المتن) 2- جمارا Gamara، وهو شرح المشناه. ومشناه أولُ لائحة قانونية وضعها اليهودُ لأنفسهم بعد التوراة، جمعها يهوذا هاناسي Judah Hanasi فيما بين 190 و200 م، أي: بعد قرن تقريبًا من تدميرِ تيطس الروماني الهيكل. أمَّا جمارا فاثنان: جمارا أورشليم (فلسطين). وجمارا بابل. جمارا أورشليم (أو فلسطين) هو سجِلٌّ للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين (أو بالأخص علماء مدارس طبرية) لشرح المشناه. ومن الطبعات للمنشاه طبعة Romm التي نُشِرَت في فيلنه نشرت سنة 1927م في مجلَّدين من فرانكفورت، وترجم هربرت داوبي H.Dauby المشناه إلى الإنجليزية مع الحواشي، ونشره في أكسفورد سنة 1933م. وقد طُبِعَ تلمودُ أورشليم لأول مرة في البندقية (فينيسيا) في سنتي 1522 – 1523م، وظهرت الطبعة الثانية في كراكوو Cracom فيما بين 1602 – 1605م، مع بعض الحواشي والشروح. بسبب الاهتمام المتزايد بالتلمود في بولندا أُعيدَ طبع كراكوو في كروتوتشين krotoschin سنة 1886 م، ثم ظهرت طبعة زيتومير Zhitomir. في 1860 – 1867م، ثم طبعتا Piotrkew سنة 1899 – 1900م) وروم Romm في فيلنا سنة 1922م. وقد طُبِعَت هذه الأخيرة مع بعض الحواشي سنة 1929 باسم تشلوم يروشلمي Tashlum Yerushalmi وظهرت طبعةٌ مصوَّرة لنسخة البندقية (1523) في ليبزيج سنة 1925، تبعته طبعة برلين سنة 1929م. وقد طُبِعَت بعض فصول تلمود بابل سنة 1484، إلا أنَّ الطبعة الكاملة نُشِرَت في البندقية فيما بين 1520 و1523م، أما نسخة بازل Basel فقد خضعت للرقابة الكَنَسية التي حذفت منها أشياءَ كثيرةً. وطبعة أمستردام 1644 – 1648م Romm المنشورة في فيلنا Vina سنة 1886م في عشرين مجلدًا، وهناك طبعة لتلمود بابل نشرها ستراك Strack سنة 1912م عن نسخة أُعِدَّت في ميونيخ في أواسط القرن الرابع عشر. وأول ترجمة كاملة لتلمود بابل نشرتها مطبعة سونكينوSoncino بلندن، وقد ترجم إبراهام كوهين كتابَ براخوت Berachoth إلى الإنجليزية سنة 1921م، وظهرت عدة كتب تتناول ملخص تلمود بابل باللغات الأخرى.
صدور قانون التصفية بمصر .
العام الهجري : 1280 العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:
هو قانونٌ أصدرَتْه وزارة رياض باشا، في عهدِ الخديوي توفيق، ونصَّ على تخصيص أكثَرَ مِن نصف إيرادات مصر السنوية لتسديدِ الديون لصالح الدائنين الأجانب. وكانت نتائجُ قانون التصفية: (أ) زيادةُ التدخُّل الأجنبي (ب) سوءُ الأحوال الاقتصاديةِ في البلاد.
تنازل الدولة العثمانية عن بناء القلاع والحصون بأراضي إمارة الجبل الأسود .
العام الهجري : 1280 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1864
تفاصيل الحدث:
تنازلت الدولةُ العثمانية عن بناء القلاع بأراضي إمارة الجبَلِ الأسود الواقعة على شاطئ الأدرياتيكي إلى الشمالِ من ألبانيا، وكانت إمارةُ الجبل الأسود خاضعةً لحكم الدولة العثمانية، وأراد أميرُها الاستقلالَ بحُكمِها كما قام بمساعدة ثوَّار إقليم (الهرسك) ضِدَّ الدولة العثمانية التي ما لبث أن تمكَّنَت من القضاء تمامًا على جميع حركات التمَرُّد، وشرعت في بناء عِدَّةِ قلاع وحصون داخِلَ بلاد الجبل الأسود، فتدخَّلت الدولُ الأوربية لِثَنيِ الدولة العثمانية عن هذا الأمر، واضطرَّ السلطان العثماني إزاء ذلك إلى التخلِّي عن بناء هذه الحصونِ.
بداية الفتنة بين ابناء الإمام فيصل بن تركي .
العام الهجري : 1282 العام الميلادي : 1865
تفاصيل الحدث:
لم تكن الفتنةُ بين عبد الله وسعود أبناء فيصل بن تركي وليدةَ الساعة بعد وفاة والدهما، بل كانت روحُ التنافس موجودة بينهما من أيام والدهما؛ ولذلك جعل فيصل سعودًا أميرًا على الخَرجِ والأفلاج ومناطق جنوب بلاد العارض، وما أن توفي فيصل حتى ثار سعودٌ على أخيه عبد الله ينازعه في الحكمِ، واتجه إلى عسير ونزل على حكامِها آل عايض يطلب العونَ والمساعدة في حربِه على أخيه بحجَّةِ أنه كان يهينُه ولم يَرْعَ حَقَّه، وحاول عبد الله أن يثني سعودًا عن غرضه، ووعده بأن يلبي له طلبه إذا عاد إلى الرياض، لكِنَّ سعودًا لم ينثنِ عن عزمِه، ولَمَّا لم يجد العون من آل عايض اتجه إلى نجران يستنصِرُ بصاحبها، وهو في الأصل عدو لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك عدو لبيت آل سعود، فوعده بالنصرة، كما وقف مع سعود بن فيصل ضِدَّ أخيه عددٌ من القبائل، منهم العجمان، ويعض قبائل بدو الدواسر، وبنو مرة، وبدو نجران وأميرها الذي ساعده بالمال. وقد حَذَّر علماءُ أئمة الدعوة من هذه الفتنةِ، وأصدروا الفتاوى وبيَّنوا للعامَّةِ والخاصة بغيَ سعود على أخيه عبد الله، ومنها ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الرحمن بن حسن إلى من يصل إليه من الإخوانِ، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: تفهمون أنَّ الجماعةَ فرضٌ على أهل الإسلام، وعلى من دان بالإسلامِ، كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] ولا تحصل الجماعةُ إلا بالسمع والطاعة لِمَن ولاه الله أمرَ المسلمين، وفي الحديث الصحيح عن العِرباضِ بن ساريةَ، قال: وعَظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وَجِلَت منها القلوب، وذَرَفت منها العيونُ،.... الحديث، وقد جمع الله أوائِلَ الأمة على نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب الجهاد، وكذلك الخلفاء، رد الله بهم إلى الجماعةِ مَن خرج، وفتح الله لهم الفتوحَ، وجمع الله الناسَ عليهم، وتفهمون أنَّ الله سبحانه وتعالى جمعكم على إمامِكم عبد الله بن فيصل بعد وفاة والده فيصل، فالذي بايع بايعَ وهم الأكثرون، والذين لم يبايعوا بايعَ لهم كبارُهم، واجتمع عليه أهلُ نجدٍ باديهم وحاضِرُهم، وسمعوا وأطاعوا، ولا اختلف عليه أحدٌ منهم، حتى سعود بن فيصل، بايع أخاه وهو ما صار له مدخال في أمرِ المسلمين، لا في حياة والده ولا بعده، ولا التفت له أحدٌ من المسلمين. ونقَضَ البيعة، وتبيَّنَ لكم أمرُه أنه ساعٍ في شَقِّ العصا، واختلافِ المسلمين على إمامهم، وساعٍ في نقض بيعةِ الإمام، وقد قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل: 91،92] وسعى سعودٌ في ثلاثة أمور كُلُّها مُنكَرة: نَقَض البيعةَ بنفسِه، وفارق الجماعةَ، ودعا الناس إلى نقضِ بيعة الإمام، فعلى هذا يجِبُ قتالُه وقِتالُ من أعانه".
وفاة الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله .
العام الهجري : 1282 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1865
تفاصيل الحدث:
هو الإمامُ فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، أحَدُ حكَّامِ الدولة السعودية الثانيةِ، وكان إمامًا شجاعًا حازمًا، عُرِف بحسن التدبير والعَدلِ في الرعيَّة، كان مِن ضمنِ مَن نفاهم إبراهيم باشا لمصر بعد تدميرِ الدرعية، وتمكَّن فيصل من مغادرة مصر والعودة إلى نجد عام 1242هـ وأصبح ساعِدَ والده الأيمنَ في توطيد دعائم الدولة وتوسيع رقعتها. ثم وليَ الحكم بعد مقتَلِ أبيه سنة 1249هـ، إلى أن نفِيَ إلى مصر مرة ثانية سنة 1254وبقي فيها إلى أن غادرها للمرَّة الثانية وعاد إلى نجدٍ، وتمكَّن من انتزاع الحُكمِ من عبد الله بن ثنيان عام 1259 واستطاع أن يُخضِعَ البلادَ التي كانت تحت حكم والده ويصِلَ إلى عمان وقطر والبحرين وأطراف الكويت، وفي عهده برزت مشكلةُ القصيم التي كان النزاعُ فيها بين أمراءِ القصيم على الحُكمِ مِن جهةٍ، واختلافِهم مع الإمامِ فيصل من جهة أخرى، وخروجهم عن طاعته أكثَرَ مِن مرة؛ ممَّا أدى إلى نشوبِ حَربٍ مستَمرَّة معهم معظمَ فترة حكم الإمام فيصل، وكان غالب من يقود الحربَ ضِدَّهم عبد الله بن فيصل الذي تولى معظَمَ مقاليد الحكم في آخر عهد والده، خاصةً بعد أن ضَعُف بصر والده. توفِّيَ الإمام فيصل في الرياض وترك أربعةً من الأبناء الذكور، هم: عبد الله وليُّ عهده، ومحمد، وسعود، وعبد الرحمن، فتولى بعد وفاتِه ابنه عبد الله, وبموتِ فيصل بدأ الصراعُ بين أولاده على السلطةِ، فنشبت بينهم حروبٌ دامية أضعفت الأسرةَ, وأدَّت إلى سقوط دولتِهم على يدِ ابنِ رشيد حاكِمِ حائل سنة 1309هـ.
بريطانيا تسيطر على إمارات الخليج العربي .
العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:
استطاعت بريطانيا أن تثبِّت قَدَمَها في الخليج العربي عمومًا، بل أصبحت تَعُدُّ نفسَها وصيةً على الخليج، فأصبحت تتدخَّلُ أيضًا في حل النزاعات القائمة بين الولايات في الخليج العربي، فلمَّا حصلت مشاكِلُ بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين ثُويني حاكم مسقط، وهاجم أتباعُ الشيخ محمد بن عبد الوهاب مسقَطَ طلَبَ ثويني المدافِعَ والمعونات المالية من الإنجليز، خرجت السفن الإنجليزية من الهند إلى مسقط، وكان أتباعُ الشيخ في البريمي منطقتهم الاستراتيجية التي ينطلِقونَ منها في هجومِهم على حكومةِ مَسقَط، وكان البريطانيون قد استطاعوا تدميرَ الحِصنِ في عجمان، ولَمَّا توفي الإمام فيصل بن تركي في هذه الفترة قامت السفينةُ البريطانية هاي فلاير بقَصفِ ميناء الدَّمَّام وقَصَفَت القلعةَ، ولكِنَّ العملية باءت بالفشل عمومًا، وحاولت بريطانيا إثارةَ المشيخات العربية على أتباعِ الشيخ محمد، وخاصةً المقيم البريطاني الذي كان يُرغم حاكِمَ مسقط على استئنافِ الصراعِ معهم، وطلب مساعدةَ حاكِمِ البحرين لمسقط في محاصرةِ القطيف.
وفاة الأمير طلال ابن رشيد .
العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ طلال بن عبد الله العلي الرشيدي الشمري، ثاني حُكَّام إمارة حائِل، فقد خَلَف أباه بشكلٍ سلِسٍ وبموافقة عمِّه عبيد بن عبد الله الذي كان المرشَّحَ لخلافة أخيه عبد الله؛ إذ كان يُتوقَّعُ أن يتولى عبيد بن عبد الله أخو عبد الله وعمُّ طلال: حُكمَ حائل بعد وفاة الأمير عبد الله. فقد كان عُبيد المؤسِّسَ الثاني للدولة، ولكِنَّ عبيدًا رشَّح طلالًا للحكم بعد وفاة عبد الله، ووافق جماعةَ حائل مواطِنوها على تسلُّم طلالٍ للحكم، وفي عهده بدأت حائل تنعَمُ بفترة رخاءٍ؛ فقد أدخل كثيرًا من التحسينات على حُصون المدينة، وبنى المسجِدَ الجامع والسُّوقَ، وخطط الحدائِقَ الجميلة. وأراد أن ينهَضَ بالتجارة والصناعة، فاستحضر التجَّار من البصرة وواسط وغيرها من المدن، والصُّنَّاعَ من المدينة واليمن ومصر وتركيا، ومنحهم المحلاتِ والأراضيَ، ودخل في علاقاتٍ تجارية مع مدن أخرى من بلاد العرب وفارس، وسَيَّرَ قوافل من قوَّاتِه لحفظ أمن الطرق التجارية التي تمرُّ بمنطقته. أصيب بمرض مزمنٍ في آخر أيامِ حياته مات على أثرِه، وقيل إنَّه مات منتحرًا بعد أن حكم الجبل على مدى عقدين من الزمن، كانت فترة رخاء وسلام عامٍّ، ما جعله يحظى بمحبَّة شعبه بشكل كبير واستثنائي، وخلفه في حكمِ حائل أخوه متعب بن عبد الله.
وفاة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بُطَيْن .
العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:
هو الإمامُ العلَّامة الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس، الملقَّب كأسلافه أبا بُطَيْن -بضم الباء وفتح الطاء وسكون الياء- من عوائل قحطان، العائذي نسبًا، الحنبلي مذهبًا، النجدي بلدًا، فقيه الديار النجديَّة في عصرِه، وإمامٌ من أئمة العلم في زمنه, ولِدَ الشيخ في بلدة الروضة من بلدان سدير، لعشر بقين من ذي القعدة سنة 1194هـ, ونشأ بها وقرأ على عالمها محمد بن الحاج عبد الله بن طراد الدوسري الحنبلي، فمَهَر في الفقه، ثم رحل إلى شقراء عاصمةِ الوشم بنجد واستوطنها، وقرأ على قاضيها الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الحُصين تلميذِ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، قرأ عليه في التفسير والحديث والفِقهِ وأصول الدين، حتى برع في ذلك كله، وأخذ عن العلَّامة أحمد بن حسن بن رشيد العفالق الأحسائي الحنبلي، وعن الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمي. رحل إلى الشام، ثمَّ عاد في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، فولَّاه قضاء الطائفِ، وبقي فيها مدة ثم رجع إلى شقراء وصار قاضيًا لها ولجميع بلدان الوشم، ولَمَّا تولى الإمام فيصل الحكمَ رغب إليه أهلُ القصيم أن يبعَثَ إليهم الشيخ أبا بطين قاضيًا لهم ومدرسًا، فبعثه الإمام فيصل وبَقِيَ عندهم إلى سنة 1370هـ حين رجع من عنيزة إلى شقراء، ومكث فيها إلى أن توفي فيها سنة 1383هـ. له "مجموعة رسائل وفتاوى" و"مختصر بدائع الفوائد" و"الانتصار للحنابلة" و"تأسيس التقديس في كشف شبهات ابن جرجيس". وقد أخذ عنه العلمَ بالقصيم وشقراء كثيرٌ من طلبة العلم.
معركة المعتلا بين أبناء الإمام فيصل .
العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:
لَمَّا حشد سعودٌ حشوده في الجنوب خرج إلى الرياض، فالتقى مع قوات أخيه عبد الله التي كان يقودها أخوه محمد بن فيصل في معركة المعتلا، وهي أول معركة بين أبناء الإمام فيصل عبد الله وسعود، وقد قُتِلَ فيها عددٌ كبير من الطرفين، وخاصة أتباع سعود، وجُرِحَ فيها سعود جروحًا بليغة، وأصيب في إحدى يديه، فلجأ إلى آلِ مرة في شرق البلاد، وبقي عندها للتداوي حتى بَرِئت جراحُه.
تولي الشيخ عبد الله الثاني بن صباح الثاني الحكم في الكويت .
العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:
تولى الشيخُ عبد الله الثاني بن صباح الثاني بن جابر الأول -من آل صباح، خامس أمراء الكويت- إمارةَ الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح الثاني عام 1866، وقد استماله الترك العثمانيون فسَمَّوه قائم مقام في الكويت، وكان للكويت في عهده أسطولٌ من السفن الشراعية الكبيرة، وكانت أهمُّ الأحداث في عهده:
(1) هو أول حاكم للكويت يسكُّ عملة كويتية عليها اسم الكويت عام 1866م.
(2) في عام الهيلق 1867م تعرضت الكويت إلى مجاعة ففتح الشيخ عبد الله خزائنَه أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة.
(3) مساعدتُه للدولة العثمانية للاستيلاء على الأحساء؛ حيث تولى الشيخ عبد الله قيادة ثمانين سفينة بحرية كويتية عام 1871م (نزلت بعد ذلك في رأس تنورة) بالإضافة إلى تسيير جيش من البر بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح.
صدور لائحة مجلس شورى النواب في عهد الخديوي إسماعيل .
العام الهجري : 1283 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:
صدرت لائحةُ مجلس شورى النوَّاب في عهد الخديوي إسماعيل، وكان رئيسُ المجلس ووكيلُه هما اللذان يعيِّنُهما الخديوي دونَ أن يكونَ للمجلس رأيٌ في هذا، وكان عددُ أعضاء المجلس لا يزيدُ على خمسة وسبعين عضوًا, وجديرٌ بالذكر أنَّ هذا المجلس كان من بدايات الأخذِ بالنظام النيابي في مصرَ والعالم الإسلامي.
سنة الهيلق (الهلاك) .
العام الهجري : 1284 العام الميلادي : 1867
تفاصيل الحدث:
سنة الهيلق، وهي مجاعةٌ حلَّت في الكويت في عهد الشيخ عبد الله الثاني بن صباح الثاني الصباح, والهيلق كَلِمةٌ تعني الهلاك أو الهلك. حيث تعرَّضت الأقاليم المجاورة لإمارة الكويت لجفافٍ هائلٍ لم يكن بالحسبان حتى اضطروا إلى أكلِ ذمامِ البهائم التي تُذبَح, وكانت الكويتُ محصَّنة ولديها إمكانيةٌ لمواجهة مثل هذا الجفاف. فأصبحت الكويتُ الوجهة الرئيسيَّةَ للمنكوبين. وكانت يدُ الخير تنتظِرُهم حيث أمدُّوهم بالمال والطعام والمأوى, وظلَّ بعضهم بالكويت لفترة زوال الجفاف التي دامت ثلاث سنوات، والبعضُ استقَرَّ بالكويت.
افتتاح قناة السويس رسميًّا في حفلة حضرها ملوك ورؤساء .
العام الهجري : 1286 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1869
تفاصيل الحدث:
افتُتِحت "قناة السويس" -التي تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر- أمامَ الملاحة الدولية، وقد بدأت أعمالُ الحفر في هذه القناة في 24 من إبريل 1859م، وشارك فيها 60 ألف فلاحٍ مصري، وبلغ طول القناة 162.5 كم, وقد دعا الخديوي إسماعيل حاكِمُ مصر أباطرةَ وملوك العالم وقريناتِهم لحضور حفلِ افتتاح قناة السويس، والذى تم في 16 نوفمبر 1869، وقد كان حفلًا أسطوريًّا، روعِيَ فيه الاهتمام بنظافة المدينة، وتمَّ حَثُّ التجار على توريد الخضرواتِ واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد لمواجهةِ الطلبات المتزايدة، كما رُوعِيَ إحضار الثلج من القاهرة، كذلك جُهِّزَ عددٌ من السفن لإحضار المدعوين من الإسكندرية لبورسعيد. وكان الخديوي قد طلب من مديري الأقاليمِ أن يُحضُروا عددًا من الأهالي بنسائهم وأطفالهم لحضورِ حَفلِ الافتتاح، فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعُربان بملابسهم التقليدية ومما زاد الأمر أبَّهةً اصطفاف الجيشِ والأسطول المصري في ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة، وأقيمت 3 منصَّات خضراء مكسوَّة بالحرير، خصِّصَت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية يمين للعُلَماء والمشايخ، والثالثة يسار خُصِّصَت لرجال الدين النصارى، وقد بلغ عددُ المدعوين من الوجهاء زُهاءَ ستة آلاف مدعو.
صدور مرسوم "كريميو" الذي يمنح الجنسية الفرنسية لليهود في الجزائر .
العام الهجري : 1287 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1870
تفاصيل الحدث:
صدر مرسومُ كريميو الفرنسي الذي يمنح اليهودَ في الجزائر الجنسيَّةَ الفرنسيَّةَ، ويتضمَّنُ في داخله هدفَ توطين العنصر الأوروبي في الجزائر، مع ما ترتَّـب على ذلك من امتيازات وظيفية واجتماعية لم يكن يتمتّـَعُ بها مواطِنوهم المسلمون في ظِلِّ الاحتلالِ الفرنسي.
معركة بئر جودة .
العام الهجري : 1287 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1870
تفاصيل الحدث:
بعد معركة المعتلا سنة 1283 عزل عبد الله بن فيصل أميرَ الأحساء محمد السديري بعد أن اتَّهَمه بالضعف في موقِفِه من بعض قبائل العجمان وبني مرة التي أيَّدت سعودًا وعيَّنَ خلفًا له ناصر بن جبر الخالدي، كما أرسل قواتٍ بقيادة أخيه الصغير عبد الرحمن لشرق البلاد لمراقبة تحُّركات سعود ومؤيديه، فانتقل سعود من البريمي إلى البحرين التي ساعده شيخُها بقوات ناوشت الحامية النجديَّةَ في قطر، ثم عزز سعودٌ قواتِه بمساعدة بني خالد والعجمان بعد استمالةِ زعيمِهم راكان بن حثلين، وكان سعود يطمَعُ في السيطرة على المنطقة الشرقيَّة بانتزاعها من يد أخيه عبد الله، فتوجهت قوات سعود إلى الأحساء وخرج لملاقاتهم أمير الأحساء ناصر بن جبر الخالدي المؤيِّد للإمام عبد الله، فالتقى الطرفان في الوجاج، ودارت الحربُ بينهما فكان النصر حليف سعود، وفرَّت قوات ناصر إلى داخل الأحساء، فحاصرها سعود لمدة أربعين يومًا، فأرسل عبد الله قوات من الرياض لِمساعدة حامية الأحساء قواته في الأحساء إلَّا أن هذه النجدات اشتبكت مع قوات سعود في بئر جودة، وكان النصر في المعركة حليفَ سعود، وأسَرَ أخاه محمدًا وسجنه في القطيف، وقُتِلَ فيها 500 جندي من الفريقين، وتمكن سعود من حكم الأحساء التي استسلم أهلُها له بدون عناءٍ، وأصبح سعود سيِّدَ المنطقة الشرقية. وتعتبَرُ معركة بئر جودة بدايةَ النهاية للدولة السعودية الثانية التي بدأت منذ هذه المعركة في الضَّعفِ حتى قضى عليها ابنُ رشيد سنة 1309هـ.
حركة محمد المقراني الجهادية في الجزائر .
العام الهجري : 1287 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
في الجزائر انطلق محمد المقراني مجاهدًا في سبيل الله ثائرًا على المغتصبين الفرنسيين الصليبيين، مدافعًا عن حقوق العباد، فزحف على بلدة البرج في تاريخ 28 ذي الحجة 1287هـ / 16 آذار 1871م وفي الوقت نفسِه أمر أخاه بو مرزاق بالتحرُّك في منطقة سور الغزلان، وابنَ عمِّه وصهرَه السعيد بن داود بالتحرُّك في منطقة الحضنة وبلاد أولاد نائل، وابنَ عمه الثاني بوزيد بن عبد الرحمن بالزحف إلى البرج مع خمسة عشر ألف مقاتل لدعم الثورة، غير أنه فَشِل في دخول بلدة البرج بعد حصار دام عدة أيام، ثم انتشرت ثورةُ المقراني عبر العديدِ مِن مناطق الشرق الجزائري. إلى أن اغتاله الفرنسيون سنة 1288ه ومع أنَّ ثورته لم تدُمْ كثيرًا لكنها تعتبَرُ من أكبر حركات المقاومة الجزائرية ضِدَّ الفرنسيين؛ إذ تولى قيادتَها بعد مقتل المقراني أخوه أبو مزراق، واشترك فيها أكثر من مائتي ألف مجاهد، وخاضوا أكثر من ثلاثمائة وأربعين معركة، وعمل ضدهم ما يزيد على ثمانمائة ألف مقاتلٍ فرنسي.
إنشاء كلية دار العلوم لإحياء اللغة العربية .
العام الهجري : 1288 العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
أمر الخديوي إسماعيلُ باشا وزيرَ معارفه علي باشا مبارك بإنشاء دار العلوم عام 1872م لتصبحَ مؤسَّسةً تنويريَّةً حضارية، وقد أضيفت إلى جامعة القاهرة 1946م. وكانت كلية (دار العلوم) من قَبلُ تسمى (مدرسةَ دار العلوم)، وقد تطوَّرت (دار العلوم) إلى أن أصبحت إحدى المدارس العالية، وظلَّت كذلك إلى أن ضُمَّت لجامعة القاهرة، وأصبحت تسمى (كلية دار العلوم) محتفظةً باسمها التاريخي العزيز، وكلمة (علوم) التي يضمها اسمُ الكلية تَعني العلوم العربية والإسلامية، ودارُ العلوم كليةٌ تخرِّجُ متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية، ويستطيع المتخرجُ في كلية دار العلوم أن يعمَلَ في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحِلِ التعليم المختَلِفة، كما يمكِنُه العمل في مجالاتٍ أخرى، مثل الصحافة، والإذاعة المسموعة والمرئية والثقافية وغيرِها.
أحوال الأحساء تحت الحكم العثماني .
العام الهجري : 1288 العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
بدت علاماتُ تذمُّر الأهالي من الحُكم التركي؛ لكثرة الضرائب الباهظة التي فُرِضَت عليهم ممَّا جعلهم يفكرون كثيرًا في الثورة على العثمانيين بالإضافة إلى اضطراب الأمن وتدهور التجارة؛ بسبب كثرة الثورات القبلية في المنطقة الممتدَّة في شرق البلاد من الكويت إلى قطر، واعتدائهم على القوافل التجارية بالنَّهبِ والسلب كلما سنحت لهم الفرصُ، وعودة القرصنة في السواحل الشرقية؛ بسبب ضعف سيادة الدولة العثمانية في المنطقة لانشغالها بالحرب مع الروس.
حملة عثمانية لضم قطر لحكمها .
العام الهجري : 1288 العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
بعد دُخول العثمانيين الأحساءَ أشار قاسم بن ثاني على نافذ باشا أن يتقدَّم بقواته لاحتلال قطر؛ لأنه كان يخشى امتدادَ سلطة آل خليفة أعوان الإنجليز، فكان لا بدَّ أن يضع بلاده تحت حماية الترك بدلًا من ابتلاعها مِن آل خليفة، أو اللجوء إلى حماية الإنجليز. ومن الأحساء خرجت قوةٌ عسكرية احتلت قطر واتخذت الدوحة مركزًا لها.
=====
ج234.
وفاة الشيخ محمد المقراني .
العام الهجري : 1288 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
الشيخُ محمد المقراني هو أحدُ قادة الثوراتِ الشعبيَّة الجزائرية بعد الغزو الفرنسيِّ للجزائر عام 1830م. ومحمد المقراني هو ابن أحمد المقراني أحد قواد منطقة مجانة الهضاب العليا، وبعد وفاة الأب عُيِّن مكانَه ابنه محمد المقراني، لكن بلقب منحَتْه إياه السلطات الفرنسية، والذي كان "باشا آغا" وامتيازاته أقَلُّ من امتيازات أبيه, تحدر من زعماء سلطنة بني عباس في القرن السادس عشر الميلاد من آخر سلطان حفصي في بجاية، أبو العباس عبد العزيز. وفي سنة 1281هـ قدَّم استقالتَه للسلطات الفرنسية، وفي نفس السنة ثار على الاحتلال الفرنسي، وقاد مقاومةً ضِدَّ الاحتلال الفرنسي، فزحف بجيشه إلى مدينة برج بو عريريج. قُتِل المقراني برصاص جيش الاحتلال الفرنسي؛ إذ باغتوه وهو يصلي برصاصةٍ توفي على إثرها أثناء إحدى المعارك عند وادي سَفلت بالقرب من سور الغزلان، ثم خلفه في قيادة الثورة أخوه أبو مرزاق.
معركة "البرة" بين الأخوين سعود وعبد الله ابني فيصل بن تركي .
العام الهجري : 1288 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
في محرَّم من هذه السنة بدأ سعود بن فيصل بالزَّحفِ من الأحساء نحو الرياض. وحينما عَلِمَ أخوه عبد الله بن فيصل باقترابه، غادر العاصمةَ متوجهًا إلى قحطان بوادي أعوانه؛ طلبًا للحماية. ودخل سعود بن فيصل الرياضَ بدون قتال، وحكَمَها للمرَّةِ الأولى، ونكل أتباعُه بسكَّانِها جزاءً لموقف أهلها العدائيِّ منه، وكثر الهرج والمرج في منطقة العارض. كتب سعودٌ إلى رؤساء البلدان، فقَدِمَت عليه وفود من مناطق نجد تعلِنُ له البيعةَ والطاعة والولاءَ، كعادتهم لكلِّ مَن دخل الرياضَ. وأمرهم بالتجهُّزِ لمحاربة أخيه عبد الله. تحرك سعود من الرياض في ربيع الأول من هذا العام نحوَ قحطان، وعندهم عبد الله بن فيصل، ثم انتقلوا إلى البرة، بالقُربِ مِن ضرما، حيث التقت قواتُ سعود وحلفاؤه بعبد الله بن فيصل وأتباعه من قحطان، في قتالٍ شديدٍ في السابع من جمادى الأولى من هذه السنة، ودارت الدائرة على عبد الله ومن معه، فانصرف إلى بلدة الرويضة. وقفل سعودٌ راجعًا إلى الرياض.
وفاة محمد أمين عالي باشا رئيس الوزراء في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1288 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
هو محمد أمين عالي باشا، سياسي عثماني، وأحدُ السياسيين البارزين في الإصلاحات السياسية المعروفة باسم التنظيمات التي شهدتها الدولة العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر، ولِدَ عالي باشا باسطنبول سنة 1815م، وتمكَّن بفضل إجادته للغة الفرنسية من الالتحاق بالسلك الدبلوماسي العثماني في صَدرِ شبابِه، فعُيِّنَ بدائرة الترجمة، ثم سكرتير السفارة العثمانية في فيينا، ثم منصب وزير الخارجية، ثمَّ عيِّنَ سفيرًا للدولة في لندن، ثم عاد إلى اسطنبول ليصبِحَ وزيرًا للخارجية، ثمَّ شغل منصب الصدر الأعظم خمسَ مرات، وكان عالِمًا ولغويًّا وندًّا قويًّا لمعاصريه من سفراء الدول الأوروبية العظمى آنذاك في الدفاع عن مصالح بلاده. وهو من دهاة الدبلوماسية التركية، وقد وصفته الصحافةُ الأوربية بأنَّه أعظم سياسي في أوروبا. كان عالي باشا سياسيًّا إصلاحيًّا رغم ما كان يتَّسِم به من استبداد بالسلطة، طمح إلى تحويل الدولة العثمانية إلى دولة عصرية، وسعى لذلك طولَ فترة صدارته لجلب التنظيمات الغربية، فقد كان المحرِّكَ الأساسي لفرمان الإصلاحات الذي صدر سنة 1856م، وفي عهده وقَّعَ معاهدةَ باريس -بصفته الصدر الأعظم- التي أنهت حرب القرم. توفِّي عالي باشا رئيس الوزراء في الدولة العثمانية عن عمر يناهز 56 عامًا.
حملة عثمانية لضم الأحساء لحكمها .
العام الهجري : 1288 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:
بعد خروج عبد الله بن فيصل من الرياض وسيطرة أخيه سعود على الحكم فيها، توجه عبد الله لعدد من الجهات طلبًا للمساعدة ضِدَّ أخيه سعود، فاتصل بآل سليم في القصيم، وابن رشيد في حائل، ولَمَّا لم يجد منهم العون أرسل إلى العراق عبد العزيز أبا بُطين ومعه ثلاث رسائل، الأولى لمدحت باشا والي بغداد، والثانية إلى خليل بك والي البصرة، والثالثة إلى السيد محمد الرفاعي نقيب الأشراف، يطلب من الحكومة العثمانية المساعدةَ ضِدَّ أخيه سعود، فاستغل مدحت هذا العرضَ فشجَّع السلطان عبد العزيز بن محمود الثاني على المبادرة بدخول الأحساء قبل أن تدخُلَ تحت النفوذ البريطاني بطلب من سعود بن فيصل، فأذن له السلطان بذلك، فجهز حملة من 5000 جندي بقيادة نافذ باشا واستعان بناصر السعدون رئيس المنتفق وعبد الله بن صباح حاكم الكويت وبني خالد، وأشرَفَ مدحت باشا بنفسه على الحملة للاطمئنان على نجاحِها. أبحرت الحملةُ من البصرة في ربيع الأول من هذا العام بحُجَّة انتزاع الأحساء من سعود بن فيصل وتسليمها لأخيه عبد الله، فوصلت القطيف واحتلَّتها دون مقاومة تذكَرُ، ثم تقدمت إلى الأحساء واحتلتها الحملة في 18 رجب، وأطلق عليها ولاية نجد طمعًا في مد العثمانيين حكمَهم إلى الرياض. بعد أن استتب الوضع للعثمانيين في الأحساء أعلن نافذ باشا أن سياسة الدولة ترمي إلى احتلال الرياض من سعود وأنَّه سيعمل على إعادة عبد الله بن فيصل إلى الحكم برتبةِ (قائم مقام)، وأن الدولة ستعَيِّن القضاة والولاة على المقاطعات، وحَدَّدت الضرائب التي ستُأخذ من الرعايا بالزكاة الشرعية، كما أجرت تنظيماتٍ في القوة العسكرية، فوضعت في الأحساء 5000 جندي نظامي، وأعلن مدحت باشا نهايةَ حكم آل سعود على الأحساء وحنث بوعده لعبد الله بن فيصل!!
ثورة أهل الرياض على سعود بن فيصل وعودة أخيه عبد الله لحكم الرياض .
العام الهجري : 1289 العام الميلادي : 1872
تفاصيل الحدث:
بعد استقرارِ سعود في الرياض تعرَّضت نجد لمجاعة شديدة، واحتل الأتراك الأحساء ولم يفُوا بوعدهم لعبد الله بن فيصل بتسليمه حكمَ الأحساء، فشجَّعَ هذا والمجاعة أهلَ الرياض في الثورة على سعود بن فيصل، فخرج من الرياض إلى الخرج والدلم، حيث يوجد عددٌ من القبائل المؤيِّدة له، وعيَّنَ أهلُ الرياض عمَّ سعود عبد الله بن تركي، ولَمَّا علم عبد الله بن فيصل بثورة الرياض على أخيه سعود ونما إلى علمه أيضًا أن الأتراك يعملون على نفيه إلى بغداد، خرج من الأحساء إلى الرياض ومعه أخوه محمد وابنه تركي فلمَّا قدم الرياض تنازل له عمُّه عبد الله عن الحكم.
عودة سعود بن فيصل لحكم الرياض للمرة الثانية .
العام الهجري : 1290 العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:
لَمَّا استقرَّ عبد الله بن فيصل في الحكم في الرياض بعد ثورة أهل الرياض على أخيه سعود، بدأ سعود يحشد أعوانه من مناطق الجنوب الخرج والدلم والأفلاج ووادي الدواسر، وقرَّرَ محاربة أخيه عبد الله الذي أرسل جيشًا بقيادة أخيه محمد للاستيلاء على الخرج مركزِ تحرُّك سعود، لكنَّ قوات سعود تمكَّنَت من هزيمة قوات محمد، وأسرت عمَّ سعود عبد الله بن تركي الذي كان يرافِقُ الحملة، وسجنه حتى توفِّيَ في سجنه، ثم لاحقت قوات سعود فلولَ جيش محمد فحطمَتْها في وقعة الجزعة، وعلى إثر هذه الهزيمة سقطت الرياضُ بيد سعود، وفَرَّ منها عبد الله بن فيصل إلى الكويت وأقام في الصبيحية عند قبائل قحطان المؤيِّدة له، وتقاطرت الوفودُ على الرياض مرة ثانية لتقديم فروض الولاءِ والطاعة لسعود.
محاولات سعود بن فيصل استعادة الأحساء من العثمانيين .
العام الهجري : 1290 العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:
كان سعود بن فيصل منذ اللحظة الأولى التي تسلَّم فيها حكم الرياض في المرة الأولى سنة 1288هـ قرَّر أن يعمل على استعادة إقليم الأحساء للدولة من العثمانيين، إما عن طريق القوة أو عن طريق السِّلم، فأرسل إلى بلي المقيم البريطاني في الخليج العربي رسالةً يذكُرُ فيها أنه الآن حاكم نجد ومسيطرٌ على الوضع تمامًا، وغرضه أن يحُلَّ السلام بين السكان بعد أن سيطر على ما بحوزة أخيه عبد الله الموالي للترك، وأنَّ علاقته بالحضر والبدو طيبة، وأنه يؤيد بريطانيا في كونها مسؤولةً وحاميةً لمنطقة الساحل، لكِنَّ الإنجليز رأوا ألَّا يتورطوا بين الأتراك والسعوديين؛ لذا بدأ سعود يتدخَّلُ بمفرده، فأرسل عدة إنذارات للترك يدعوهم فيها للانسحابِ مِن القطيف والمنطقة، ولم تلق إنذاراتُه أي تغيير في موقف مدحت باشا، بل على العكس أخذ يساعِدُ عبد الله بن فيصل نكايةً في سعود، ولَمَّا عُزِل مدحت باشا عن ولاية بغداد صادف اتفاقٌ جزئي بين الأخوين فعَمِلا معًا لاستعادة الأحساء، لكن محاولتهما باءت بالفشلِ؛ لعجزهم عن مواجهة القوات التركية لضعف قدراتِهم في تموين قواتِهم، كما أنَّ الخلافات القائمة لم تسمَحْ لهما بالاستمرار في محاربة الأتراك؛ لأنَّ كلًّا منهم يتربَّصُ بالآخر، على الرغم أنَّ القوات التركية لم تكن في وضعٍ حَسَن من حيث الإمكانات العسكرية, وقد تكبَّد الطرفان التركي والسعودي خسائِرَ، خاصَّةً الجيش التركي فتكَت به الأمراض المعدية؛ مِمَّا اضطره للرحيل إلى البصرة وبدأت مفاوضات بين الطرفين أرسل فيها سعود أخاه الصغير عبد الرحمن، لكن المحادثات لم تنجَح.
وفاة رفاعة رافع الطهطاوي .
العام الهجري : 1290 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:
هو رفاعةُ رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي، ولِدَ سنة 1216هـ - 1801م، بطهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر, وقصد القاهرةَ سنة 1223هـ - 1817م، فتعلم في الأزهر, وبعد تخرُّجه منه عام 1824م خدم كإمام في الجيشِ النظامي الجديد, ثم أرسلَته الحكومة المصرية سنة 1826م إمامًا للصلاة والوعظ مع بعثةٍ مِن الشبان أوفدتهم إلى فرنسا لتلقِّي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسيَّةَ والجغرافية والتاريخ، وفُتِنَ بالحضارةِ الغربية، وانبهر بقوانين الفرنسيين وسلوكياتهم، فكان عاملًا من عوامل التغريبِ بما حمله من أفكارٍ بعيدة عن تعاليم الإسلامِ!! وقد عاش في باريس خمس سنوات من سنة 1826 إلى سنة 1831م، وهناك تعرَّف على طائفة من المستشرقين من أمثال جوبير Jaubert وجومار Jomard وسلفستر دي ساسي، وكوسان دي يرسيفال. وقد نشر وصف ما رأى وعَلِم من باريس في كتابه "تخليص الأبريز في تلخيص باريز"، ولَمَّا عاد إلى مصر ولِّيَ رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية، وأنشأ جريدةَ (الوقائع المصرية) وألَّف وترجم عن الفرنسية كتبًا كثيرة، منها (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر)، وأصله لدبنج Depping، و(المعادن النافعة لفيرارد Ferard، ومبادئ الهندسة، وأنوار توفيق الجليل في تاريخ مصر، وتعريب القانون المدني الفرنساوي، وتاريخ قدماء المصريين، وبداية القدماء وجغرافية ملطبرون Malte - Brun، وجغرافية بلاد الشام رسالة في 53 ورقة، والتعريفات الشافية لمريد الجغرافية، ونجح في إقناع محمد علي بإنشاء مدرسة للمترجمين سُمِّيَت مدرسة الترجمة ثم عُرِفَت فيما بعد بمدرسة الألسُن، ويعتبر الطهطاوي أوَّلَ من أنشأ متحفًا للآثار في تاريخ مصر، وتوفِّيَ بالقاهرةِ.
وفاة الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر .
العام الهجري : 1290 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن بشر, من الحراقيص من قبيلة بني زيد، النجدي مسكنًا، الحنبلي مذهبًا، السلفي اعتقادًا، من رؤساء بني زيد القبيلة المعروفة المشهورة أهل شقراء وغيرها، والمعروف باسم ابن بِشر، وهو مؤرخ وأديب عاصرَ الدولة السعودية الأولى والثانية، ودوَّن أحداثهما في كتابه: (عنوان المجد في تاريخ نجد). ولِدَ ابن بشر في جلاجل سنة 1194هـ ونشأ فيها يتيمًا، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن، وكان شغوفًا بالعلم محبًّا للعلماء، وتنقل في سدير والوشم والرياض؛ طلبًا للعلم، ثم انتقل إلى الدرعية عام 1224هـ، وفيها تلقى العلمَ عن علمائها، ثم عاد إلى جلاجل وتوفي فيها.
توقيع المعاهدة الخاصة بتأسيس الاتحاد الدولي للبريد، في سويسرا .
العام الهجري : 1291 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1874
تفاصيل الحدث:
تمَّ توقيع المعاهدة الخاصة بتأسيس الاتحاد الدولي للبريد، وذلك بعد اجتماعٍ عقدته 22 دولة في مدينة بيرن السويسرية، من بينها 20 دولة أوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة ومصر، وكان يسمَّى آنذاك "الاتحاد العام للبريد".
وفاة الأمير سعود بن فيصل بن تركي .
العام الهجري : 1291 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1875
تفاصيل الحدث:
هو الأمير سعود بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، ثاني أبناء الإمام فيصل، لقِّبَ بـ (أبو هلا) لكرمِه وكثرة ترحيبِه بالضيف. وقد حكم في الدولة السعودية الثانية من 1288 إلى1291هـ (1871- 1875م) كان أبوه قد ولَّاه أميرًا على الخرج عام 1263هـ/ 1846م واستمرَّ في هذه الإمارة مدةً طويلة، وقد أكسبه ذلك قاعدةً شعبية في تلك المنطقة. أما أخوه عبد الله، الذي يكبرُه في السن، فقد كان أبوه قد عيَّنه وليًّا للعهد، وكان ساعِدَه الأيمن في قيادة المعارك وإدارة شؤون البلادِ، وفي أواخرِ حياة والده تسلَّمَ العبءَ الأكبر من السلطة؛ نتيجة مرض والده وكِبَر سِنِّه، وكان أخوه محمد بن فيصل يعاونُه في ذلك، أمَّا سعود فكان ينافِسُ أخاه دائمًا في حياةِ أبيهما، واستمَرَّ على هذا الحال حتى بعد وفاة والدهم الإمام فيصل. فعندما بويع عبدُ الله بن فيصل بعد وفاة والدِه في رجب 1282هـ/ نوفمبر 1865م خالفه سعود بعد عامٍ مِن توليه الحكمَ، وكان يرغَبُ في إزاحة أخيه وتولِّي الحكمِ بدلًا منه، وقد كان كثيرٌ من الحاضرة، وخاصةً علماء الدين، يقفون إلى جانب عبد الله؛ لأنَّه الوارِثُ الشرعي للإمامة سنًّا وعهدًا. وعلى الرغمِ مِن أن عبد الله يتمتَّعُ بشعبيةٍ كبيرة بين القبائل النجدية وتأييدِ العلماء له، فإن سعودًا تمكَّنَ مِن جمع أتباع له ومؤيدين، وكانت قبيلةُ العجمان، التي كان بينها وبين سعود صلة رحم، تكِنُّ لعبد الله العداءَ بسبب ضرباته الموجعة لهم في عهد أبيه، فاستغَلَّ سعود ذلك في حربه ضِدَّ أخيه، ونشبت بينهما بعضُ المعارك، واستفاد آلُ رشيد من تلك الفتنة الأهلية بين سعود وعبد الله فأخذوا يوسِّعون دائرة نفوذهم في البلدان النجدية. وبعد وفاة سعود بن فيصل، تولَّى بعده أخوه عبدالرحمن بن فيصل الحُكمَ، وكان سعود خلَّف أربعةً مِن الأبناء الذكور، وهم: محمد، وعبد الله، وسعد، وعبد العزيز، والثلاثة الأُوَل قتلهم ابن سبهان حاكِمُ الرياض من قِبَلِ محمد ابن رشيد، أما عبد العزيز فكان منفيًّا وقت قَتْلِهم، في حائلٍ مع عمِّه الإمام عبد الله، وعبد العزيز هذا هو والد سعود العرافة زوج نورة أخت الملك عبد العزيز، ويلقَّبُ أيضا بسعود الكبير، فيكون سعود بن فيصل هو جدُّ أبناء العرافة، رحمهم الله جميعا وغفر لهم.
افتتاح المحاكم المختلطة في مصر -أي التي تشمل المصريين وغيرهم_ .
العام الهجري : 1292 العام الميلادي : 1875
تفاصيل الحدث:
تمَّ إنشاء المحاكِم المختَلطة في مصر بناءً على اتفاق بين مصر والدول التي كانت لرعاياها امتيازاتٌ تفوق امتيازاتِ المواطن المصري. وذلك للفصلِ في المنازعاتِ التي تنشأ بين المصريين والأجانب. أو بين الأجانبِ مختلفي الجنسية؛ حيث أرادت الدولة المصرية أن تخفِّفَ مِن استبداد نظام الامتيازات الذي كان يتمتَّعُ به الأجنبي.
آل مهنا يثورون على آل عليان يستولون على حكم بريدة .
العام الهجري : 1292 العام الميلادي : 1875
تفاصيل الحدث:
كان الإمام فيصل عيَّنَ مهنا الصالح أميرًا على بريدةَ ثمَّ عزَلَه عن الإمارة، وفي هذه السنة ثار مهنا الصالح على آل عليان أمراء بريدة، واغتصب منهم الإمارة وأجلاهم إلى عُنيزة، ولكِنَّ مهنا لم يلبث أن قتله آل عليان، ولكن أنصارَ مهنا وابنه حسن قتلوا القَتَلةَ من آل عليان وتولى حسن إمارةَ بُرَيدة بعد والدِه.
حكم أولاد سعود بن فيصل للرياض ثم عودة عمهم عبد الله للحكم .
العام الهجري : 1293 العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
لم تنته الفتنة بين أبناء فيصل بموت سعود، بل استمَرَّت إلى أبعَدَ من ذلك؛ ففي عام 1291 هـ تولى عبد الرحمن بن فيصل إمامةَ نجدٍ بعد وفاة أخيه سعود، ومضى في حكمِه على أتمِّ وجه حوالي السنة، وبعدها اضطربت الأوضاعُ بالنسبة لعبد الرحمن؛ إذ جاء أخوه عبد الله الإمامُ الشرعي ومعه أخوه محمد من بادية العجمان -حيث كانا لاجئينِ سياسيينِ هناك- إلى الرياض ومعهما قوات من بدوِ عتيبة ومِن حَضَرِ الوشم، والتقيا بقواتِ عبد الرحمن الذي رفض التنازلَ لأخيه الكبير في بلدة ثرمدا، ونشبت الحرب بين الطرفين لم يصِلْ أحدهما إلى نصرٍ حاسم، فتفاوضا ونتج عن هذا التفاوض صُلحٌ مؤقت تمركزت فيه قواتُ عبد الله في الشمالِ، وظلت قوات عبد الرحمن تسيطِرُ على الرياض والجنوب.أمَّا بالنسبة لأولاد سعود فقد وقفوا بجانبِ عَمِّهم عبد الرحمن؛ لأنه كان يؤيِّدُ والدهم سعودًا في آخر أيامه، ومع هذا فلم يهدأ الوضعُ المتأزِّم؛ إذ ثار أبناء سعود ضِدَّ عمهم عبد الرحمن وأخذوا يطالبونَه بالحكم، وانقلبوا عليه بعد أن كانوا يؤيِّدونَه. ولم يستطع عبد الرحمن الصمودَ أمام ثورتهم، بل اضطرَّ تحت ضغطهم أن يخرجَ مِن الرياض ويلتجئ عند أخيه عبد الله في بادية عتيبة، وعاهده أن يتعاونَ معه ضِدَّ أولاد سعود!! وهكذا انعكس الوضعُ السياسي في نجد، فأصبح الحكمُ بيَدِ أولاد سعود بدلًا من عَمَّيْهم الشَّرعِيَّينِ، وكان لا بدَّ للعمَّينِ أن يقاوما أولادَ أخيهما حتى يستردَّا السلطة، فجمع عبد الله قواتٍ اتَّجَهت من الشمال نحو الرياض، إلَّا أن أولاد سعود لَمَّا رأوا تصميم عمَّيهم على الحرب، وضَعْفَ قوتهم، تركوا الرياض واتجهوا إلى مركزهم الأول الخَرج، وهكذا استطاع عبد الله وأخوه دخولَ الرياض بدون قتال عام 1293ه / 1876م.
ظهور الحركة المهدية ودروها في هزائم المستعمرين الإنجليز .
العام الهجري : 1293 العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
تولى الخديوي إسماعيل الحُكمَ، وكانت الحركةُ الاستعماريةُ في عنفوانِها، فخاف أن يقَعَ السودان فريسةَ احتلال أوروبي، فوضع خطةً واسعةَ المدى لاستكشاف منابعِ النيل وحمايةِ الوطن السوداني، ولكِنَّه ارتكب خطأً فادحًا؛ إذ عَيَّنَ رجلًا إنجليزيًّا هو السير «صمويل بيكر» حاكمًا عامًّا على السودان؛ ذلك لأن صمويل بيكر هذا كان شخصيةً استعمارية صليبيةً شديدةَ الحقد على المسلمين، اتَّبَع سياسةً خبيثة ترمي لهدفين: الأول هو اقتطاعُ منطقة منابع النيلِ وجَعلُها مستعمرةً إنجليزية، والثاني الإساءة إلى أهل السودان وتأليبُهم على المصريين؛ وذلك للحَدِّ من انتشار الإسلام في جنوب السودان بعدما أصبح الشمالُ كلُّه مُسلِمًا خالصًا، بعد انتهاء ولاية صمويل بيكر خلفه رجلٌ لا يقِلُّ حقدًا وصليبية هو «تشارل جورج جوردون». سار جوردون على نفس السياسة؛ مِمَّا أدى لظهور الحركة المهدية بقيادة محمد بن عبد الله المهدي، وذلك سنة 1293هـ، وبدأت الثورةُ المهدية تكسِبُ أنصارًا يومًا بعد يومٍ حتى قويت شوكتها وبدأت في العمل والكفاح المسلَّح، وفي هذه الفترة احتلَّت إنجلترا مصر سنة 1299هـ فازدادت الحركة المهدية قوةً، خاصةً بعدما طلب الإنجليزُ من الجيش المصري الخروجَ من السودان سنة 1301هـ، وحقق المهديون عدةَ انتصاراتٍ باهرةٍ حتى دانت لهم معظمُ الولايات السودانية.
موقف آل رشيد من نزاع أبناء فيصل بن تركي .
العام الهجري : 1293 العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
يرجِعُ تأسيسُ إمارة آل رشيد في جبل شمر إلى عبد الله بن علي بن رشيد، الذي كان صديقًا حميمًا لفيصل بن تركي؛ حيث قام بدورٍ كبير في استعادة فيصل للحُكمِ بعد مقتَلِ والده تركي، فكافأه بأن عيَّنَه عام 1251 ه أميرًا على حائل وجبل شمر، على أن يكون الحُكمُ فيها وراثيًّا في أسرته من بَعدِه، مستقلًّا إداريًّا تحت حكم آل سعود. حكم عبد الله بن رشيد 12 سنة، واستمر حكمُ أسرته لجبل شمر 90 سنة، وقد قام آل رشيد بدورٍ خطير في أحداث نجد خلالَ فترة الحرب بين أبناء فيصل بن تركي، خاصة أثناء حكم محمد بن عبد الله بن رشيد، الذي حكم 25 سنة، وهو من أشهَرِ أمراءِ حائل من آل رشيد، وتوسعت إمارةُ ابن رشيد في عهده فشَمِلَت الجوفَ، وتدخَّلَ في شؤون القصيم مستغلًّا الخلاف بين أمرائها من جهةٍ، وتدخُّل عبد الله بن فيصل من جهةٍ أخرى، لصالحه، حتى تمكن من السيطرة على القصيمِ والمجمعة وسدير، وأخيرًا دخل الرياض واحتلَّها بحجة مساعدة الإمام الشرعي عبد الله بن فيصل زوجِ أختِه.
ثورة البلغار على الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1293 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
قامت ثورةُ البلغار في نفس الوقت الذي قام فيه نصارى البوسنة والهرسك بثورتِهم بدعمٍ مِن النمسا والدول الأوروبية وخاصةً روسيا، فقد تأسَّسَت جمعياتٌ في بلاد البلغار؛ لنَشرِ النفوذ الروسي بين النصارى الأرثوذكس والصقالبة، وكانت تدعَمُها روسيا وتمدُّها بالسِّلاحِ، وتبذُلُ هذه الجمعياتُ بدورها جهدَها لإثارة سكَّان الصرب والبوسنة والهرسك، وتحَرِّضُهم على الثورة ضِدَّ العثمانيين. وعندما أنزلت الدولةُ العثمانية بعضَ الأُسَر الشركسية احتَجَّ البلغار على ذلك، فقاموا بثورة وساعدَتْهم روسيا والنمسا بالسلاح والأموال، فتمكَّنَت الدولةُ العثمانيةُ من القضاء على الثورة، فأخذت الدولُ الأوروبية تثير الشائعاتِ عن المجازِرِ التي ارتكَبَها العثمانيون ضِدَّ النصارى، والعكسُ هو الصحيحُ، وبهذه الشائعات أُثيرَ الرأي العام الأوروبي ضِدَّ الدولة العثمانية، وطالبت الحكوماتُ الأوروبية باتخاذ إجراءاتٍ صارمةٍ ضِدَّ العثمانيين، ومنها حصولُ البلغار على استقلالٍ ذاتيٍّ، وتعيينُ حاكم نصراني لهم، وقام الروس والألمان والنمساويون بدفعِ الصِّربِ والجبل الأسود للقيام بحربٍ ضدَّ العثمانيين، وكانت روسيا ترغَبُ في توسيعِ حدودِها مِن جهة بلغاريا، والنمسا تريد توسِعةَ حدودها من جهة البوسنة والهرسك، ووعدت هذه الدولُ أميرَ الصرب والجبل الأسود بالدعم. وشرع الجنودُ الروس بالتدفُّقِ سرًّا على بلاد الصرب، والجبل الأسود، وتمكَّنَت الدولة العثمانية من الانتصار على الصربِ وحلفائهم، فتدخَّلَت الدولُ الأوروبيَّةُ وطلبت وقفَ القتال، وإلَّا فالحرب الواسِعةُ، واجتمع مندوبو الدول الأوروبية في استانبول وقدَّموا اقتراحات للدولة، من أهمها: تقسيم بلاد البلغار إلى ولايتين، ويكون ولاتُها من النصارى، وأن تشكَّلَ لجنةٌ دولية لتنفيذ القرارات، وأن تُعطى هذه الامتيازاتُ لإماراتي البوسنة والهرسك أيضًا، وأن تتنازلَ الدولةُ عن بعض الأراضي للصربِ والجبل الأسود. ولكِنَّ الدولة العثمانية رفضت هذه القراراتِ، وعقدت صلحًا منفردًا مع الصرب سحَبَت نتيجته جيوشَها من بلاد الصرب، وأن يُرفَعَ العَلَمُ العثماني والصربي دليلًا على السيادةِ العثمانية. وطالب البعضُ -مِثلَ جلادستون زعيم المعارضةِ في البرلمان الإنجليزي- بطرد الدولة العثمانية من أوربا بحربٍ صليبيةٍ عامةٍ، لقد أدرك السلطانُ عبد الحميد الثاني لاحقًا أنَّ هدف الدول الغربية من هذه الإثارةِ هو السعيُ لإسقاطِ الدولة العثمانيةِ.
خلع السلطان العثماني عبد العزيز وتولية ابن أخيه مراد الخامس .
العام الهجري : 1293 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
ظنَّ السلطان عبد العزيز بن محمود الثاني أنَّه إذا تقرَّب إلى الروس فإن ذلك سيؤثِّرُ على الدول الأوربية الغربية لتقديمِ تساهلاتٍ أكثَرَ للدولة العثمانية، فخافت الدولُ الأوربية فأشاعت عنه التبذيرَ والإسرافَ، وتولى رئيسُ مجلس الشورى أحمد مدحت باشا فكرةَ عَزلِه، كما تواطأ معه شيخُ الإسلام حسن خير الله أفندي -المنتمي لحركة تركيا الفتاة- فأصدر فتوى شرعية تفيدُ بعَزلِه, فعُزِلَ السلطان عبد العزيز في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم ست عشرة سنة وأربعة أشهر كان يسعى خلالها إلى تقويةِ الدولةِ، ثم قُتِلَ بعد ذلك وأُشيعَ أنَّه انتحر، وتولى الخلافةَ بعده ابنُ أخيه مراد الخامس بن عبد المجيد في اليوم السابع من هذا الشهر في هذه السنة.
خلع السلطان العثماني مراد الخامس وتولية عبد الحميد الثاني .
العام الهجري : 1293 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
لم يلبَث السلطانُ مراد الخامس بن عبد المجيد إلَّا ثلاثة وتسعين يومًا في الخلافةِ حتى قيل إنَّ جنونَ السلطانِ ظهر للناس بشكلٍ واضحٍ، فكان لا بدَّ من خلعِه، وأعلن ذلك من قِبَل شيخِ الإسلامِ عام 1876م وكان نص الفتوى: "إذا جُنَّ إمامُ المسلمين جنونًا مُطبِقًا ففات المقصودُ من الإمامةِ، فهل يصِحُّ حلُّ الإمامة من عهدته؟ الجواب: يصِحُّ، والله أعلم. كتبه الفقير حسن خير الله أفندي، فتم عزلُه في العاشر من هذا الشهر وتم تولية أخيه عبد الحميد الثاني.
ولايتا الصرب والجبل الأسود تشهران الحرب على العثمانيين .
العام الهجري : 1293 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:
اشتعلت الثَّوراتُ في الهرسك بتحريضٍ من الجبل الأسود ومِن الصرب، ولكنْ سرعانَ ما استطاعت الدولةُ العثمانيةُ إخمادَ الثورة، ولَمَّا رَغِبَ السلطانُ عبد الحميد الثاني في مَنْعِ الدول الأوربية من التدخُّلِ، أصدر مرسومًا بفصل القضاءِ عن السلطة التنفيذية، ويتم انتخابُ القُضاةِ عن طريق الأهالي، والمساواة في الضرائبِ بين المسلمين والنصارى، وكانت النمسا التي تريد ضَمَّ البوسنة والهرسك إليها عادت لتحَرِّضَ السكان من جديدٍ، فاندلعت الثورةُ مجَدِّدًا، لكنها أُخمدت أيضًا، فتدخلت الدولُ الأوربية: النمسا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإنكلترا، وطلبت من السلطان إجراءَ إصلاحاتٍ، فقام بذلك لكِنَّ سكان الهرسك رفضوها بتحريضٍ مِن الدول النصرانية لهم بذلك؛ من أجل التدخُّل في الدولة العثمانية وشؤونِها الداخلية، وكانت روسيا وألمانيا والنمسا قد شجَّعت الصربَ والجبَلَ الأسودَ على إعلانِ الحرب على الدولة العثمانية على أن يمدُّوهم بالسلاحِ، وبدأت القواتُ الروسية تتسلَّلُ سِرًّا إلى الصرب والجبل الأسود، وأُعلِنت الحربُ بقيادة الأمير ميلاك، وكانت المعركةُ في الجبل الأسود لصالحِهم، أما في الصرب فقد استطاع العثمانيون أن يقمَعوهم ثم قمَعوا حلفاءَهم أيضًا، فتدخلت الدولُ الأوربية وفرَضَت إمَّا وقفَ القتالِ وإلَّا فالحربُ العامَّةُ.
=========
235.
إعلان رئيس الوزراء العثماني الدستور المسمى "المشروطية الأولى" .
العام الهجري : 1293 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
كان رئيسُ الوزراء العثماني الشهير مدحت باشا قد أعلنَ المشروطيَّةَ الأولى في أيلول عام 1876م بعد تسلُّم السلطان عبد الحميد الثاني الحكمَ مباشرة، ويعتبر مدحت باشا من أشهَرِ الإصلاحيِّين العثمانيين الذين ارتبطوا بالحركةِ الماسونيةِ، والذين تبنَّوا فكرة الإصلاح على الطريقة الأوروبيةِ، ولُقِّبَ مدحت باشا بـ "أبي الدستور" و"أبي الأحرار" وتعني المشروطية الأولى: القانونَ الأساسيَّ للدولة العثمانية، أي -الدستور العثماني- وقد تضمَّن إنشاءُ الدستور الحصانةَ النيابيَّةَ، والتشريعَ، والميزانيةَ، والمحكمةَ العليا، ونظام اللامركزية الإدارية، وهو ينقسِمُ إلى 12 قسمًا، ضم 119 مادة. ولم يتِمَّ تنفيذ المشروطية الأولى فعليًّا، بل كانت جنينًا "مات قبل ولادته" كما يقال، فقد أُقيل أبو المشروطيَّةِ مدحت باشا من منصبِه في 5 شباط 1877م أي: بعد خمسة أشهر من إعلان المشروطية!
السلطان عبد الحميد الثاني يعزل أحمد باشا عن رئاسة الوزراء .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
عزل السلطانُ عبد الحميد الثاني رئيسَ الوزراءِ مدحت باشا أبو المشروطيَّة من منصبِه، وذلك بعد خمسة أشهر من إعلان المشروطيةِ التي لم يتِمَّ تنفيذها. فقد أقاله السلطان عبد الحميد الثاني من منصِبِ الصدرِ الأعظم لتوجُّهاته الغربيَّةِ والماسونيَّةِ, ثمَّ حاكمه السلطان بتهمة ضلوعِه في اغتيالِ عَمِّه السلطانِ عبد العزيز.
بروتوكول لندن .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
وقَّعت الدولُ الأوربيَّةُ الكبرى "بروتوكول لندن" وهو الذي يَعرِضُ على الدولةِ العثمانيةِ تأمينَ حُدودِها مقابِلَ إجرائها إصلاحاتٍ في الإيالات (الولايات) البلقانية لصالح الرعايا النصارى، لكِنَّ الدولة العثمانية رفضت شروطَ هذا البروتوكول، وقامت بعقدِ صُلحٍ منفردٍ مع الصِّربِ، سحبت على إثرِه جيوشَها من بلاد الصرب، واشترطت أن يُرفَعَ العَلَمُ العثماني بجوار العلم الصربي، كدليل على استمرارِ السيادة العثمانية.
انتصار العثمانيين على الروس في معركة زفيان .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيش العثماني بقيادة قائده أحمد مختار باشا على الجيشِ الروسي في معركة "زفيان" Zvin في الأناضول.
انتصار الجيش العثماني على الجيش الروسي في معركة "بلونة الثانية" .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيش العثماني على الجيش الروسي في معركة "بلونة الثانية" في منطقة البلقان، وخَسِرَ الروس في هذه المعركة أكثر من 7300 قتيلٍ. وهذه المعركةُ إحدى معارك "حرب 93" بين روسيا والدولة العثمانية، والتي انتَهَت بانتصارِ الروس.
انتصار الجيش العثماني على الجيش الروسي في معركة "كدكلر" .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
لقي الجيشُ الروسي هزيمةً جديدة على أيدي الجيشِ العثماني، وذلك بقيادةِ القائد العثماني أحمد مختار باشا في معركة "كدكلر"، وحصل من السلطانِ العثماني "عبد الحميد الثاني" على لقب "غازي"؛ لانتصاراتِه المتعَدِّدة على الجيوشِ الروسية.
انتصار الجيش العثماني على الجيش الروسي في معركة "يخنيلر" .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيشُ العثماني بقيادة القائدِ أحمد مختار باشا على الجيشِ الروسي في معركة "يخنيلر"، واستطاع إحرازَ هذا الانتصار بجيش قوامه 34 ألف جندي على الجيش الروسي المكوَّن من 740 ألف جندي، وخَسِرَ الروس في هذه المعركة 10 آلاف قتيل.
انهزام الجيش العثماني على يد الجيش الروسي في معركة "آلاجاداغ" .
العام الهجري : 1294 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
تغَلَّب الجيشُ الروسي على الجيشِ العثماني الذي يقودُه أحمد مختار باشا في معركة "آلاجاداغ"، بعد عدة انتصاراتٍ لمختار باشا على الروسِ في جبهةِ الأناضول.
تعطيل مجلس النواب ونهاية المشروطية الأولى في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
دامت المشروطيَّةُ الأولى -التي أصدرها مدحت باشا في نهاية عام 1293هـ- مدَّةَ سنة وشهر و21 يومًا، وقد ظلَّ المجلِسُ مفتوحًا خلال الأشهر 12 و25 يومًا الأخيرة. وإن كان الدستور لم يُعمَلْ به أصلًا؛ لأن مدحت باشا الذي أصدر الدستور عُزِلَ عن منصب الصدر الأعظم بعد إصداره للدستور بخمسة أشهر, وكان على رأسِ أحكامِ الدستور المجلِسُ الشعبي، فعُطِّلَ المجلسُ بقرار الحكومة الموشَّح بالإدارة السَّنية لأمدٍ غيرِ معلوم، وسوف يستَمِرُّ هذا التعطيل مدة 31 سنة، وهي دور الإرادة الشخصية للسلطان عبد الحميد الثاني، والتي أطلق عليه معارضوه دورَ الاستبدادِ.
بدء انتشار الدعوة القومية والعلمانية وأبرزها جمعية تركيا الفتاة .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
بدأ التعصُّبُ القومي أو بالأحرى: الدعوة إلى العصبية، تظهَرُ بوضوحٍ في أيامِ عبد الحميد الثاني، وإن كانت قد برزت قبله، ولكن بدأ تأسيسُ الجمعيات ذات الأهدافِ السياسية المشبوهةِ، والمرتبطة بالدولِ الاستعمارية، وإن كانت تحمِلُ صِفاتٍ أدبيةً وعلميةً، وكانت مراكِزُها المهمَّةُ هي استانبول وبيروت، ولعب النصارى دورًا كبيرًا جدًّا في نشر هذه الجمعيات في بيروت، فظهرت جمعيةُ العلوم والفنون تحت رعاية الإرساليات التبشيرية الأمريكية، ومن مؤسِّسيها بطرس البستاني، وناصيف اليازجي، وهَدَفت لنشر العلوم الغربية والدعاية لدُولِ أوربا، وقام اليسوعيون بتأسيس الجمعية الشرقية بأعضاء نصارى وتدعَمُها الإرساليات الكاثوليكية، ثمَّ تأسست الجمعية العلمية العربية وضَمَّت نصارى ودروزًا وعربًا مسلمين، وأمَّا في استانبول فقد ضَمَّت الجمعيات مختلفَ الفئات، وإن كان معظَمُها من الأتراك إلا أنَّهم من الذين فُتِنوا بأوربا ويريدون تغيير الوضعِ، أو من اليهود وخاصةً يهود الدونمة، وأشهر هذه الجمعيات جمعية تركيا الفتاة، التي تأسَّست في باريس ولها فروع في برلين وسلانيك واستانبول، ورئيسها أحمد رضا بك المفتونُ بالثورة الفرنسية، ومقالاته الداعية دائمًا لتقليد الغرب، وكانت هذه الجمعيةُ تلقى ترحيبًا من المحافل الماسونية، وفيها تمَّ تنظيمُ الاتحاد والترقي الذي كان له الأثرُ الكبير في إنهاء الخلافةِ العثمانية، وكان من رجالها رجالٌ في الدولة مثلُ مدحت باشا الذي كانت له اليدُ الطولى في خلعِ السلطان عبد العزيز ومراد الخامس، وكانوا يطالبون بوضعِ دستور للدولة غير الدستور الإسلاميِّ، على نمط الأوربيِّين! وزاد نفوذُ يهود الدونمة الذين أظهر كثيرٌ منهم الإسلامَ، فنُسِيَ أصلُهم, وبدؤوا بالتخريبِ مِن الداخل.
الحرب الأفغانية البريطانية الثانية .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
هي حربٌ وقعت بين إمارة أفغانستان وبريطانيا بين عامي 1878م و1880م وهي فترة حكم شير علي خان الذي ينتمي لعائلة البركزاية الحرب التي شنَّها الراج البريطاني لغزو أفغانستان، وقد انتهت الحرب بانتصار بريطاني ثم انسحابها من أفغانستان بعد معاهدة جاندماك؛ حيث احتفظ الأفغان بالسيادة في المناطق الداخلية لبلادهم في حين تخلَّوا للإنجليز عن المناطق الحدودية وإدارة العلاقات الخارجية للبلاد.
انهزام العثمانيين أمام روسيا .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
وقَّعت روسيا اتفاقًا سريًّا مع الأفلاق والبغدان (رومانيا) وضَعَت رومانيا بموجِبِه جميع إمكانياتها تحت تصرُّف روسيا، ثم قطعت روسيا العلاقاتِ السياسية مع الدولةِ العثمانية، وأعلنت الحربَ عليها بناءً على رفضِ البابِ العالي للائحةِ لندن-البابُ العالي هو قصرٌ في استانبول يقيمُ فيه السلاطين العثمانيون- وأخبر الباب العالي دولَ أوربا ثانيةً عمَّا تصرَّفت به روسيا فلم يَلقَ أيَّ موقف إيجابي، وذلك عام 1294هـ رغم المعاهدة السابقة التي وُقِّعَت بعد حرب القرم، وكانت روسيا قد اختَرَقت حدودَ رومانيا وانتصَرَت على العثمانيين في عِدَّةِ مواقِعَ، ثم توقَّفَت بعد المقاومة التي اعترضتها، وانقلب وضعُ الجيوش العثمانية من مُدافَعةٍ إلى مُهاجَمةٍ، وبعد تقدُّمٍ بسيطٍ عاد النصرُ إلى جانب الروس، واضطر القائِدُ العثماني عثمان باشا إلى الاستسلامِ وهو جريحٌ، وتوقَّفَ القتال في الجبهة الأوربية، أمَّا في شرقيَّ الأناضولِ فقد حاصر الروسُ عِدَّةَ مدن وقلاعٍ، ومنها قارص وباطوم، إلا أنهم اضطروا لفكِّ الحصار عنها والتراجُعِ، بجهود أحمد مختار باشا، وإسماعيل حقي باشا، وانتصر العثمانيون على الروس في ستة وقائع، وقد طلب الروسُ إمداداتٍ فجاءتهم جيوشٌ جرَّارة، ولم يتمكَّن العثمانيون من إرسال الإمدادات إلى الجبهةِ، وجاء الهجوم الروسي الثاني فتراجعت الجيوشُ العثمانية؛ حيث انسحب أحمد مختار باشا، وبسقوطِ قارص في جبهة الأناضول وسقوط بلافنا بعدها بشهرٍ على الجبهة الأوربية استأسَدَ الصرب فأعلنوا الحربَ على الدولة العثمانية بعد لقاءٍ بين إمبراطور روسيا وأمير الصرب، كما تابع سكانُ الجبل الأسود قتالَهم للعثمانيين، فأصدر الباب العالي منشورًا يُعلِنُ عزل أمير الصرب عن إمارتِه ويوضِّحُ للسكان هذه الخيانةَ، فلم يُجْدِ ذلك نفعًا! وتقَدَّم الروس فاحتلوا صوفيا عاصمة بلغاريا اليوم، ومنها ساروا إلى أدرنة فدخلوها وانطلقوا منها نحو استانبول، ولم يبقَ بينهم وبينها سوى خمسين كَيلًا وعندما اقتربت الجيوشُ الروسية من أراضي البلغار انقَضَّ النصارى على المسلمين يفتِكون بهم ذبحًا وقتلًا، وفرَّت أعدادٌ كبيرة من المسلمين متَّجِهة نحو استانبول، وأرسل البابُ العالي وفدًا عسكريًّا من نامق باشا وسرور باشا لوقفِ القتال، فقابل الوفدَ الروسيَّ وتوقَّف القتالُ في مطلع هذا العام، وأعلن الباب العالي عن رفع الحصارِ عن سواحل البحر الأسود، ولما علمت إنكلترا أنَّ قوات روسيا أصبحت على مَقرُبة من استانبول أمرت قطعاتها البحرية بدخول مضيق البوسفور ولو بالقوةِ، وقد تم ذلك وأرادت روسيا مقابِلَ ذلك أن ترسِلَ قوات إلى استانبول بحجَّة حماية النصارى، ثم اتفقت الدولتان وهدأت الأوضاع.
ملحمة بلافنا مع الروس .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
عبَرَت جحافِلُ القوات الروسية ﺍلأﺭاضي العثمانية باتِّفاقٍ ومباركةٍ مِن فرنسا وبريطانيا، انضَمَّ إلى الروس قواتٌ رومانية وصربية وبلغارية، وعَبَروا نهر الدانوب، واستولوا علي بعض المدُنِ التابعة للعثمانيين، والمعابر المؤدية إلى البلقان، فقام السلطان عبد الحميد الثاني بتعيين عثمان باشا قائدًا للجيشِ العثماني لصَدِّ الغزو الروسي الذي حاول الاستيلاءَ على مدينة بلافنا، التي تقع في بلغاريا، وهي من أهم المعابر في البلقان، ولكنَّ القائد العثماني عثمان باشا أظهر مع قوَّاتِه بسالةً مُنقَطِعةَ النظير في الدفاع عن مدينة بلافنا، رغم أن جيشه الصغير لا يتعدى 50 ألف مقاتلٍ، فتحرَّك سريعًا ووصل المدينةَ قبل الروس الذين يُقَدَّرُ عددُهم بمئات الألوف، وفرض الحصارَ على ثلاثة خطوط، ومع ذلك فإن العثمانيين المحاصرين بقيادة عثمان باشا صَمَدوا صمودَ الأبطال ولم يكتفوا بالصمودِ, بل أعدُّوا خطة للهجومِ على خطوط العدو المحاصِرِ لهم، طالبين بذلك إما النصر وفكَّ الحصار، أو الشهادةَ، فقاد عثمان باشا قواتِه التي انحدرت على الأعداء وهم يُهلِّلون ويكَبِّرون, فقُتِلَ أعدادٌ منهم، ومع ذلك تمكنوا من تكبيدِ الأعداء خسائِرَ في الأرواح وغَنِموا عددًا من المدافعِ، وأصيب عثمان باشا ببعض الجِراحِ، فسَرَت إشاعةٌ قويَّةٌ بين جنده بقتلِه، ففَتَّ ذلك في عضدهم، وحاولوا الرجوعَ إلى مدينة, لكِنَّ الروس أصبحوا بداخلها, فاستسلموا للقواتِ الروسية. وقد سَلَّم عثمان باشا نفسه وهو جريحٌ إلى الروس الذين كانوا معجَبين به وبشجاعتِه.
احتلال بريطانيا جزيرة قبرص وبقاءها في حكم العثمانيين اسمًا فقط .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
فتح العثمانيون جزيرةَ قُبرص سنة 979هـ وعَمِلوا على توطيدِ دَعائِمِ الإسلامِ بها وأسكَنوا فيها كثيرًا من المسلِمين حتى صار عددُ المسلمين فيها ثلاثةَ أضعاف النصارى، وهكذا غدت الجزيرة بلدًا إسلاميًّا خالصًا وجزءًا من أمَّةِ الإسلام.وعندما ضَعُفَت الدولةُ العثمانية وقَوِيَت أوروبا التي أخذت في التهامِ جَسَدِ الدولة قطعةً قِطعةً، وكان الإنجليزُ أعدى أعداء المسلمين ينظُرون لقبرص نظرةً خاصةً باعتبارِها قاعدةً هامةً في الطريقِ إلى الهندِ، فأكره رئيسُ وزراء إنجلترا دزرائيلي اليهوديُّ السلطانَ عبد الحميد الثاني على قَبولِ معاهدة دفاع مشترك سنة 1296هـ تكون قبرص بموجِبِها تحت الحماية الإنجليزية نظيرَ 92800 جنيه إسترليني. وعندما احتَلَّت إنجلترا قبرص كان أكثَرُ سُكَّانِها مسلمين، فعَمِلوا قبل كلِّ شيءٍ على إضعاف المُسلِمين بتشجيعِ هِجرةِ النصارى اليونان لقُبرص، وفي نفس الوقتِ ضَغَطت على المسلمين الأتراك للهجرةِ منها، واستمَرَّت إنجلترا على نفسِ السياسةِ حتى قيام الحربِ العالمية الأولى، عَمِلت إنجلترا بجانبِ خلخلة التركيبة السكانية وإضعافِ قوَّة المسلمين إلى نشرِ الفساد والانحلالِ داخِلَ الجزيرة، وعَهِدوا إلى اليهود بالكثيرِ مِن المناصب، والذين أنشؤوا بدورهم مراكِزَ تجارية كبيرة بالبلدِ، وجعلوها مقرًّا لعصابات الصهاينة، وعندما قامت دولةُ اليهود الخبيثة كانت قُبرص من أوائِلِ مَن اعتَرَف بها.
مؤتمر برلين واحتلال النمسا للبوسنة والهرسك .
العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:
رأى بسمارك مستشار ألمانيا عقدَ المؤتمر المزمَعِ عقدُه في برلين، وعُرِف بـ(مؤتمر برلين) وقَبِلت روسيا أن تعرِضَ شروط المعاهدة على المؤتمر؛ لأنها شعرت حينذاك بعُزلتها. وعُقِدَ المؤتمرُ في 13 يونيو 1878م في برلين، واستمر 31 يومًا، إذ انتهت أعماله في 13 يوليو. وقد حضره مندوبون عن بريطانيا وألمانيا والنمسا والمجر وفرنسا وإيطاليا وبوهيميا وروسيا، والدولة العثمانية. وفي هذا المؤتمر اتَّفَقت سياسة ألمانيا مع سياسة كلٍّ مِن النمسا وبريطانيا. وأيَّد بسمارك جميعَ المشروعات الإنجليزية التي كانت ترمي إلى تضييقِ الخناق على روسيا. وقد قرَّر المؤتَمِرون الآتي: أ. توضَعُ البوسنة والهرسك تحت حماية النمسا وإدارتها. أمَّا بلغاريا -التي امتدَّت حدودها بموجِبِ معاهدة سان ستفانو، طبقًا للسياسة الروسيَّةِ- فقد انكمشت إلى مساحةٍ أكثَرَ ملائمةً واعتدالًا. ب. تحصل روسيا على مقاطعة بسارابيا. ج. تحصل إنجلترا على قبرص ممَّا يحدُّ من أطماع الروس، ومع أن دولة النمسا والمجر استطاعت أن تكسِبَ أرضًا جديدة -البوسنة والهرسك- من دون أن تدخُلَ الحربَ؛ فإن ذلك الكَسبَ كان في الواقِعِ عبئًا جديدًا على عاتقِها؛ إذ إنَّ بسط السيادة النمساوية على ولايتَين سلافيتَين يزيد من نسبة عدد الجنسيات الأجنبية المختَلِفة في المملكة الثنائية (النمسا والمجر)، وذلك يُضعِفُ بناءها، كما اتضح فيما بعد، ويزيد أعباءَها، وقد كان الإمبراطور فرنسيس جوزيف نفسُه يرى هذا الرأيَ.
معاهدة سان ستفانو وانسحاب تركيا من أوروبا .
العام الهجري : 1295 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1878
تفاصيل الحدث:
بعد الحرب مع روسيا التقى مندوبو الدولةِ العُثمانيَّة ومندوبو روسيا في بلدة قرب استانبول على بحر مرمرة تُسمَّى سان ستفانو، وذلك بعد محادثات تقَدَّمَ فيها الروس قليلًا عن خطِّ وقف إطلاق النار الذي اتُّفِق عليه، ونُقِلَ أيضًا مركزُ المحادثات من أدرنة إلى هذه القريةِ، وقدَّمَ المندوبُ الروسي شروطًا مسبقةً وطلب التوقيعَ عليها مباشرةً، وإلا تتقَدَّم الجيوش الروسية وتحتل استانبول، ولم يكن للعثمانيين من خيارٍ سوى التوقيع، وتنص المعاهدةِ على: تعيينِ حُدودٍ جديدة للجبل الأسودِ لإنهاء النزاع، وتحصُلُ هذه على الاستقلالِ، وإذا حَدَثت خلافاتٌ جديدةٌ تحلُّها روسيا والنمسا، تستقِلُّ إمارة الصرب وتُضافُ لها أراضٍ جديدةٌ، وتحدَّدُ الحدود حسبَ الخريطةِ المرفقة، وبمساعدة الروس تأخذ بلغاريا استقلالًا إداريًّا وتدفع مبلغًا محدَّدًا إلى الدولة العثمانية، ويكون موظفو الدولة والجندُ من النصارى فقط، وتُعَيَّن الحدود بمعرفة العثمانيين والروس، ويُنتَخَب الأمير من قِبَل السكان، ويُخلِّي العثمانيون جنودَهم نهائيًّا من بلغاريا، ويحِقُّ للعثمانيِّين نقلُ جنودهم إلى ولايات أخرى ضِمنَ الأراضي البلغارية، تحصل دولةُ رومانيا على استقلالها التام، يتعهَّدُ الباب العالي بحماية الأرمن النصارى من الأكرادِ والشركس، يقومُ الباب العالي بإصلاح أوضاع النصارى في جزيرة كريت، تدفعُ الدولة العثمانية غرامةً مالية حربية قدرها 245.217.391 ليرة ذهبية، ويمكِنُ لروسيا أن تتسلم أراضيَ مقابل المبلغ، تبقى المضائِقُ البوسفور والدردنيل مفتوحةً للسفن الروسية في زمن السِّلمِ وزَمَن الحرب، يمكِنُ للمسلمين الذين يعيشون في الأراضي التي اقتُطِعَت من الدولة العثمانية أن يبيعوا أملاكَهم ويهاجروا إلى حيث يريدون من أجزاءِ الدولةِ العُثمانية.
تولي السياسي الأرمني "نوبار باشا" رئاسة الوزراء في مصر .
العام الهجري : 1295 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1878
تفاصيل الحدث:
تولَّى السياسيُّ النصرانيُّ الأرمني " بوغوص نوبار باشا" رئاسةَ الوزراء في مصر، وهو أول رئيس وزراء بمصرَ، وذلك في ظِلِّ تزايد النفوذ الأجنبي في مصرَ في عهد الخديوي إسماعيل، وعُرِفَت هذه الوزارة بالوزارة الأوروبيَّة، واستمَرَّت حتى 23 فبراير 1879م. شغل نوبار منصب رئيس الوزراء 3 مراتٍ، كان يُتقِنُ اللغات: الفرنسية، والإنجليزية، واليونانية، والتركية، ولم يُتقِنِ اللغةَ العربيَّةَ!
هجرة الشراكسة المسلمين من روسيا بسبب الاضطهاد الديني .
العام الهجري : 1296 العام الميلادي : 1878
تفاصيل الحدث:
الشَّراكسة أو الشركس (أو الجركس) واليونان هم أوَّلُ مَن أطلق عليهم هذا الاسمَ. وهذا الاسمُ لم يطلِقْه أيُّ شَعبٍ على نفسِه، ويُطلق حاليًّا على أعراقِ شمال القوقاز، مثل الأديغا، ويقطنون حاليًّا في شركيسيا والقبردي والأديغي والسواحل الشمالية الغربية للقوقاز على البحر الأسود، والأبخاز في جمهورية أبخازيا حاليًّا، والشيشان في جمهوريتي الشيشان وأنغوشيا والمناطق المجاورة، وبعض القبائل القليلة من الداغستان. هاجر الكثيرُ منهم إلى بلاد الشام وباقي أرجاءِ الدولة العثمانية هِجرةً قسريةً؛ نتيجةً للحرب التي استمَرَّت قرابة المائة وعشرين عامًا مع روسيا القيصرية، استقَرَّ معظم الشراكسة المهاجرين في تركيا حيثُ يبلغ عددهم اليوم فيها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، بينما استقَرَّت مجموعات منهم في بعض بلاد الشام، مثل سوريا والأردن وفلسطين، في سوريا استقَرَّ معظم الشراكسة في هضبة الجولان وأنشؤوا قراهم هناك، والباقون سكنوا مدينة دمشق، أما في الأردن فاستقَرَّ معظمهم في عمان ووادي السير وناعور وصويلح والزرقاء وجرش، وقد بنوا أول البيوت الطينية في عمان في المنطقة التي لا تزال حتى الآن تُعرَف بالمهاجرين نسبةً إلى المهاجرين الشركس، وشارع الشابسوغ نسبةً إلى عشيرة الشابسوغ التي كانت أوَّلَ مَن سكن فيه، وفي فلسطين استقَرَّ الشراكسة في الشمال؛ حيث أنشؤوا قريتي كفركما والريحانية، وقد حافظ الشركس على مجتَمَعِهم ولغاتهم وتقاليدِهم في تركيا وسوريا والأردن وفلسطين؛ بسبب قلة اختلاطهم بالشعوب الأصلية في تلك المناطق، وبقاء الكثير منهم منعزلًا في قراهم التي هاجروا إليها، إلا ما يكون من اختلاطهم بالناس في التجارة وما إليها.
تولية خير الدين التونسي رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1296 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1879
تفاصيل الحدث:
تولى خير الدين التونسي منصِبَ رئاسة الوزراء في الدولةِ العثمانيةِ. ولد خير الدين في القفقاس لعائلةِ تليش الأباظية الشركسية، حوالي عام 1820م. تعهَّده والي تونس الداي أحمد، وهيأ له فُرَصَ الاستزادة من العلوم، فأكَبَّ على دراسة الفنون العسكرية والسياسية، والتاريخ والعلوم الشرعية، وأتقن اللغاتِ العربيةَ والتركية والفرنسية. أصبح رئيسًا لمكتب العلوم الحربية بباردو عام 1840م، ثم أصبح رئيسًا لفرقة الفرسان في الجيش التونسي. وعيِّن مديرًا لِمَصرف الدراهم التونسي. وفي عام 1849م رقِّيَ إلى رتبة ومنصب أمير لواء الخيالة في تونس، وفي عام 1855م أنعَمَ عليه الباي المشير محمد باشا برتبة الفريق؛ لإنقاذه تونس من قرضٍ مالي ثقيل كاد الباي السابق أن يندفِعَ إليه. ثم عيَّنه وزيرًا للبحرية عام 1857‏م حيث أجرى عدَّةَ إصلاحات إدارية. وساهم في صياغةِ وإصدار قانون (عهد الأمان) التونسي عام 1857م. وشارك في وضع الدستور التونسي عام 1860‏م. وعند إنشاءِ مجلس الشورى التونسي المنتَخَب كان خير الدين باشا الرئيس الفعليَّ للمجلس من عام 1861‏م. اصطدم مع سياسة الباي الجديد محمد الصادق فقَدَّم استقالتَه من الوزارة ومِن رئاسة مجلس الشورى عام 1862م وفَرَض على نفسه العزلةَ السياسية لمدة تسع سنوات بين عامي 1862م و1869م. وكان من نتائج عزلته تلك تأليفُه الكتاب الشهير الذي أسماه ((أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)) والذي تمَّ طبعُه في تونس عام 1867 ‏م. بعد ذلك شارك مندوبًا عن تونس في اللجنة المالية المختلطة المشكَّلة لتحصيل ديون الدُّول الأوروبية من تونس، فاستطاع الحدَّ من نفوذ اللجنة وتدخُّلِها في شؤون الدولة. ‏وفي أكتوبر 1873م عيِّنَ وزيرًا أكبر لتونس (أي رئيسًا للوزراء) فسَنَحَت له فرصةُ تحقيق برامجه الإصلاحية التي طرحَها في كتابه (أقوم المسالك) واستطاع نقل تونس من حالة الكرب والضيق والفوضى إلى حالةٍ مِن الأمنِ والرخاء والنظام. وتصدى بحزمٍ للمطامع الأجنبية في بلادِه، وخاصة المطامح الفرنسية والإيطالية المتنافسة. ولكِنَّه فوجئ بمعاتبة الباي له وغضبه من سياسته في التحمُّسِ لإعانة الدولة العثمانية في حَربِها ضِدَّ روسيا، فقَدَّم استقالته من رئاسة الوزارة في يوليو1877م. ‏وبعد استقالته ضَيَّق عليه الباي الخناقَ ومنعه من الاتصال بالناس، فكان معتقلًا في منزله. وقد سافر للعلاجِ ثم عاد إلى تونس وظَلَّ شِبهَ مُعتَقَل حتى استدعاه السلطانُ العثماني عبد الحميد الثاني فسافر إلى الأستانة في رمضان 1877م حيث استقبله السلطانُ وعَيَّنه وزير دولة بعد رفضِه منصب وزير العدل. ولكِنَّه فوجئ في صباح يوم 4 ‏ديسمبر 1878م بتعيينه رئيسًا لوزراء الدولة العثمانية. وكانت الدولةُ العثمانية وقتَها في ضيقٍ وحَرَجٍ كبير؛ فالجيش الروسي يقِفُ على عتبات العاصمة استانبول، والأسطول البريطاني في مضيق البوسفور، والاقتصادُ متدهور، وهناك المشكلةُ الأرمينية، ومشاكِلُ في قبرص والبوسنة! فسارع خير الدين باشا إلى عقد اتِّفاقٍ مع الروسِ يضمَنُ مصالح المسلمين في بلغاريا وروملي الشرقية،كما انسحب الأسطولُ البريطاني مِن مَضيقِ البوسفور، وسَوَّى الخلافات مع النمسا، وحُلَّت مشكلة الأرمن، واستبدل بالخديويِّ إسماعيل ابنَه توفيقًا في مصر. وقد اختلف كثيرًا مع السلطان عبد الحميد الثاني ورجالِ حاشيته إبَّانَ توليه رئاسة الوزراء، فكان أن عُزِلَ مِن منصبه في شعبان 1296 ‏هـ ( 1879 ‏م) وعاش بعدها بعيدًا عن السياسة حتى توفِّي بعد عشر سنوات في الأستانة عام 1889‏م ودفِنَ في جامع أيوب، إلا أن الحكومة التونسية بادرت في عام 1968‏م إلى نقل رُفاته ودفنه في تونس تقديرًا لخِدماتِه، وقد أطلق عليه الشَّعبُ التونسي لقب ((أبو النهضة التونسية)).
عزل الخديوي إسماعيل ونفيه إلى إيطاليا واستخلاف ابنه توفيق .
العام الهجري : 1297 العام الميلادي : 1879
تفاصيل الحدث:
كان للخديوي إسماعيل خصومٌ في مصر وفي الأستانة، مع تزايُدِ التدخل الأوربي السافِرِ في شؤون مصر، فكانت القناصِلُ الأوربية يضغطون عليه ليُقيل نفسَه، وفي استانبول كان بعضُ السفراء يحثُّون السلطان على إصدار قرار العزلِ، ومن الأسباب التي اتخذتها الحكوماتُ الأوربية للمطالبة بعزلِه الانقلاب السياسي الذي قام به إسماعيل سنة 1879م (سنة عزله) وأنهى به عهدَ حُكمِ حملة السندات، باستقالة النظارة المصرية الإنجليزية الفرنسية، وتأليف نظارة مصرية صميمة، كما حَقَدت عليه فرنسا لبيعه أسهُمَ قناة السويس لإنكلترا دون أن يبيعَها لفرنسا، وأما بريطانيا فكان هدفُها من عزله هو تمهيدَ الطريق لها للانفرادِ باحتلال مصر عسكريًّا وبسط حماية مقنعة عليها، وباقي الدول كانت تتذرَّع بالديون التي لها عليه، ثم صدر المرسومُ السلطاني بعزل إسماعيل وتولَّى الصدر الأعظم خيرُ الدين التونسي إبلاغَ إسماعيل بالقرار في ضحى يوم 26 حزيران سنة 1879م وأبلغ بذلك أيضًا ولي العهد توفيق بن إسماعيل، وأمَّا القنصلان الفرنسي والبريطاني فطلبا من إسماعيل التنازُلَ قبل أن يَصِلَ الأمر التام من السلطان، وهَدَّده القنصل الفرنسي بالنفيِ دون أن يحمل معه شيئًا، وكان المرشَّح للجلوس مكانه هو حليم باشا عَمَّ إسماعيل، لكنَّ تحت الضغط البريطاني ألغي ترشيحَه، ثمَّ تم تعيين ابنه توفيق مكانه، ثم تحدَّد يوم الاثنين 30 حزيران 1879م موعدًا لمغادرة الخديوي إسماعيل عن مصر، ثم أبحرت به الباخرة المحروسة إلى إيطاليا التي امتنعت من استقبالِه، وظلَّ شهرًا في البحر هو وأهله ثم أُذِنَ لهم بعد ذلك بالنزول إلى البرِّ!
=============
236.
احتلال فرنسا تونس وتوقيع معاهدة "باردو" .
العام الهجري : 1298 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
بعد أن احتَلَّت فرنسا الجزائِرَ سنة 1246هـ عَزَمت على احتلالِ تونس وقامت مقابِلَ ذلك بالتنازُلِ لإنكلترا عن مصرَ، فبدأت بالتدخُّل أولًا في أمورِ الدولة بحجَّة الديون، ثمَّ قامت باستغلالِ خلافٍ افتعلَتْه على الحدودِ مع الجزائِرِ، واتَّهَمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنَّها لا بدَّ لها من التدخُّل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملةٍ عسكرية، ودخلت الأراضيَ التونسية، ثمَّ لم تلبَثْ أن وصَلَت إلى قصرِ باردو الذي كان فيه حاكِمُ تونس الباي محمد الصادق، وفَرَضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجالِ دولته، وعرض عليهم الأمرَ، وكان الحاضِرون يميلون إلى رَفضِ الحماية وإعلان المقاوَمةِ والجهادِ وتعبئة الأمَّة لذلك، لكِنَّ ذلك لم يجِدْ آذانًا مُصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلعِ الباي محمد الصادق عن العَرشِ وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانَه إذا رفضَ التوقيعَ على المعاهدة، وكان ممثِّلو الاحتلال الفرنسي ينتَظِرون في غرفةٍ مجاورة للحجرةِ التي اجتمع فيها السلطانُ برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملًا نسخَتَي المعاهدة وقد وقَّع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلالُ الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عُرِفَت بمعاهدة "باردو" وتضَمَّنت هذه المعاهدة تقييدَ سلطة الباي، ووضْعَه تحت حماية فرنسا، وسلَبَت تونسَ كُلَّ مقومات الدولة المستقِلَّة. وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكِمَ الحقيقيَّ للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القواتُ الفرنسيَّةُ، وأصبحت تفرِضُ نفسَها كالاحتلالِ العسكريِّ تمامًا، فأصبحت تونس تحت النفوذِ الفرنسي واحتلالِه، ثم بدأت بفَرْنَسةِ تُونسَ، بتنفيذِ عِدَّة إجراءاتٍ ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عَدَّلت معاهدةَ الحماية السابقة قسرًا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!
خيانة اليهود للمسلمين في مدينة صفاقس التونسية .
العام الهجري : 1298 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
خان اليهودُ في مدينة صفاقس الشعبَ التونسيَّ المسلِمَ، وذلك حين أخبروا البارجةَ الفرنسية "ألكرسيكي" باستعدادِ الأهالي من المسلمين لمقاومتهم، فأحجمت البارجةُ عن مهاجمة المدينة لحين التزوُّد، ثم هاجمتها بمعاونة 6 بوارج إضافيةٍ أخرى.
جهاد التونسيين للمحتل الفرنسي .
العام الهجري : 1298 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
لم يرضَخِ الشعبُ التونسي لاحتلالِ فرنسا لبلادِه تحت عنوانٍ برَّاقٍ، وهو إعلانُ الحماية، والذي استهدفت فرنسا من اختيارِه عدمَ إثارة الدول الأوروبية، والتمويه على أبناء تونس بأنَّها لم تحتَلَّ بلدهم، وتُنزِلها منزلةَ المستعمرات، وحتى تُحمِّلَ الجانبَ الوطني نفقاتِ الاحتلال. واشتعلت الثورةُ في معظم أنحاءِ تونس، وعجزت فرنسا عن وقفِ العملياتِ الحربيَّة في تونس، واتَّضح أن القبائلَ التي تسكن شرقيَّ تونس وجنوبها أظهرت رفضَها وعداءَها للطريقة التي خضع بها الباي لطلبات الفرنسيين، وعَلَت الأصواتُ داعيةً إلى الجهاد والبذل والعطاء، وفي الوقت نفسِه اتصلت رسلُ السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بالمجاهِدين تُعلِنُ رَفضَ السلطان للمعاهدة ووقوفَه إلى جانب الشعب، وتمكَّن المجاهدون من قَطعِ المواصلات، وفَرَّت معظم جنود الباي إليهم، وأعلن المسلِمون الجهادَ ضِدَّ الفرنسيين. وبعد أن كانت فرنسا تفكِّرُ في أنه يكفي أن يقومَ جيش صغير على استتباب الأمن في تونس، لكنَّها وجدت أنها تعاني مشكلةً كبيرة في السيطرة على البلاد، وتطلَّب ذلك تعاوُنَ الأسطول الفرنسي مع الجيش، وحَشْد قوات جديدة بلغت خمسًا وأربعين ألف جندي. وكان قد تزعَّم حركةَ المقاومة في مدينة قابس "علي بن خليفة" إلى جانب كثيرين قادوا الثورةَ في صفاقس والقيروان، وقد حاول علي بن خليفة أن يوحِّدَ القيادةَ في شخصه، واجتمع لهذا الغَرَضِ مع مجاهدي صفاقس والقيروان، لكِنَّ جهوده لم تُكَلَّل بالنجاح بعد أن أصَرَّ زعيمُ كل منطقة أن يتولى الأمر بنفسه، فاستطاعت فرنسا أن توقِعَ بهم واحدًا بعد الآخر. وكان من جرَّاء ذلك أن سقطت قابس في أيدي المحتلِّين الفرنسيين بعد مقاومة شديدة، في 28 شعبان من هذه السنة!
مقاومة أحمد عرابي استبداد الخديوي .
العام الهجري : 1299 العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
في أوائل سنة 1298هـ استفحل أمرُ الشراكسة بمصر، وهمَّ ناظر الجهادية عثمان رفقي باشا الشركسي بتنحية فريقٍ مِن الوطنيين عن مراكزهم، فاجتمع عددٌ من هؤلاء وانتدبوا أحمد عرابي للمطالبة بموادَّ اتفقوا عليها، منها عزل رِفقي من نظارة الجهاديَّة، وتأليف مجلس نوَّاب. فرفع أحمد عرابي الأمرَ إلى رئيس النظار (رياض باشا) فأهمله إلى أن انعقد مجلسٌ برئاسة الخديوي، فقَرَّر محاكمة عرابي واثنين من أصحابه، فقُبِض عليهم، فهاج الضباطُ الوطنيون وأخرجوا المعتَقَلين عرابي ورفيقيه، وفَرَّ رفقي ورجالُه إلى قصر عابدين، ثم صدر الأمرُ بعزل عثمان رفقي من نظارةِ الجهاديَّة وتولية محمود سامي باشا البارودي، فأقام مدةً يسيرةً وعُزل. عاد عرابي وأصحابه إلى هياجهم، فانحلَّت وزارة رياض باشا، وتألَّفت ثانية برئاسة شريف باشا، أعيد فيها محمود سامي إلى نظارة الجهادية، وجُعل عرابي وكيلًا للجهاديَّة فيها، وأُنعِمَ عليه برتبة اللواء (باشا) وأجيبَ إخوانُه إلى بعض مطالبهم. وتتابعت الحوادِثُ فسقطت هذه الوَزارةُ وخَلَفتها وزارةٌ برئاسة محمود سامي باشا جُعِل عرابي ناظرًا للجهادية فيها، ثم استقالت. ولم يَرَ الخديوي مندوحةً عن إعادة عرابي إلى الجهاديَّة، فاستبقاه، وظَلَّت مصر بلا وزارةٍ إلى أن تألَّفَت وزارة راغب باشا، ووقعت المذبحة في الإسكندرية وضربها الإنجليز، واستولَوا على التل الكبير بعد معارِكَ ودخلوا القاهرةَ فحَلُّوا الجيشَ المصريَّ ونَفَوا أحمد عرابي باشا.
ضم ابن رشيد المجمعة لحكمه .
العام الهجري : 1299 العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
وقَّع محمد بن رشيد مع أهلِ المجمعة حِلفًا دفاعيًّا سريًّا ضد الإمام عبد الله بن فيصل الذي وقع في خلافٍ مع أهالي الوشم والمجمعة الذين ثاروا لتحقيق استقلالِهم عن الرياضِ، ولَمَّا تقدمت جيوشُ عبد الله المؤلَّفة من البوادي والحضر في وادي حنيفة، بادر محمَّد بن رشيد إلى نجدة المجمعة بجيشٍ مؤلَّف من بوادي شمر وقبائل حرب، ولَمَّا وصلت قواتُ ابن رشيد بُرَيدة انضَمَّ إليها أميرُ البلدة حسن آل مهنا أبو الخيل، ومعه جند القصيم، وزحفت قواتُ ابن رشيد إلى الزلفي، وكانت قواتُ عبد الله تعسكر في ضرماء، ولَمَّا عرف عبد الله استعدادَ ابن رشيد للقتال، وعرف أنَّ قواته لا تستطيع مجابهةَ قوَّات خصمه، انسحَب إلى الرياض، ودخل ابنُ رشيد المجمعة وعيَّنَ عليها سليمان بن سامي من أهالي حائل نائبًا عنه، وبذلك انضمت المجمعة إلى ابنِ رشيد وانفصلت نهائيًّا عن الرياضِ.
ثورة المهدي في السودان .
العام الهجري : 1299 العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
كانت السودانُ خاضعةً لحكم محمد علي باشا من عام 1237هـ /1821 م. فقامت الحركةُ المهدية في الفترة من 1299 - 1317هـ /1881 - 1899 م؛ لتخليص السودانِ مِن ظلم الحكومة المصرية الواقِعِ على السودانيين؛ حيث أعلن محمد أحمد بن عبد الله أنَّه المهدي المنتَظَر لبعث الأمَّة، فتبعه كثيرون وسيطَرَ على أغلب البلاد، وكان محمد المهدي في سنة 1298 هـ (1881 م) تلقَّب بالمهديِّ المنتظَر، وكتب إلى فقهاء السودان يدعوهم لنصرته. وانبَثَّ أتباعه (ويُعرَفون بالأنصار أو الدراويش) بين القبائل يحضُّون على الجهاد. وسمع بالمهدي رؤوف باشا المصري (حاكم السودان العام) فاستدعاه إلى الخرطوم، فامتنع, فأرسل رؤوف قوَّةً تأتيه به فانقض عليها أتباعُه في الطريق وفتَكُوا بها. وساقت الحكومةُ المصرية جيشًا لقتاله بقيادةِ جيقلر باشا البافاري، فهاجمه نحو 50 ألف سوداني وهزموه. واستولى المهديُّ على مدينة (الأبيض) سنة 1300 هـ وهاجمه جيش مصري ثالث بقيادة هيكس باشا فأُبيدَ. وهاجم بعضُ أتباعه (الخرطوم) وفيها غوردون باشا فقَتَلوه وحملوا رأسَه على حربة سنة 1302 هـ وانقاد السودان كلُّه للمهدي، وكان فَطِنًا فصيحًا قَوِيَّ الحُجَّة، إذا خطَب خَلَب الأسماع, وأقام يجمَعُ الجموع ويجَنِّد الجنود لأجل التغلب على القواتِ المصرية، وأرسل إلى الخديوي والسلطان عبد الحميد وملكة إنكلترا يشعرهم بدولته ومقرِّ سلطنته، وضَرَب النقودَ, ولكِنَّه لم يلبث أن مات بالجدري، وظلَّت حركة المهدية إلى أن قُضي عليها بجيش مصري تحت قيادة إنجليزية سنة 1317 هـ/1899م.
الفرنسيون يرتكبون حرب إبادة للجزائريين .
العام الهجري : 1299 العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
اعتمد الجيشُ الفرنسي وقادتُه استراتيجيةَ الحَربِ الشاملة في تعامُلِهم مع الشعب الجزائري، وكان الهَدَفُ المنشود من وراء هذه الاستراتيجية الإسراعَ في القضاء على تلك المقاوَمةِ المُستَميتة التي أظهرَتْها مختلفُ فئات الشعب وعلى جميعِ الأصعدة للهيمنة الأجنبية، وكانت البدايةُ بمذبحةِ البليدة على عهدِ الجنرال كلوزيل، ثمَّ مذبحة العوفية إلى عهدِ الدوق دي ريفيقو، التي كشفت طبيعةَ الإبادة الجماعية، كأسلوبِ سياسةِ فرنسا في الجزائر. وكان أشهَرُ المذابح مذبحةَ غار الفراشيش على يد العقيد بليسييه، ناهيك عمَّا اقترفه المجرم كافينياك في حق قبائل الشلف، وحيث طبَّق طريقة تشبه القتل عن طريق الاختناق، فكانت مجزرةُ قبائل السبيعة. ولم تنحصر عمليةُ إبادة العنصر البشري على منطقةٍ محَدَّدة في الجزائر، بل أصبحت هوايةُ كُلِّ قائد عسكري فرنسي، أوكلت مهمَّة بسط نفوذ فرنسا ورسالتها الحضارية، ويعترف أحدُ القادة العسكريين الفرنسيين في واحدٍ مِن تقاريره، قائلًا: إنَّنا دمَّرنا تدميرًا كاملًا جميع القرى والأشجار والحقول، والخسائِرُ التي ألحقتها فِرقتنا بأولئك السكان لا تُقَدَّر، إذا تساءل البعضُ: هل كان عمَلُنا خيرًا أو شرًّا ؟ فإني أجيبهم بأنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة لإخضاعِ السكَّان وحَملِهم على الرحيلِ!!
تأسيس مؤسسة الديون العمومية في الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1299 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:
أمرَ السلطان عبد الحميد الثاني بتأسيسِ مؤسسة الديون العمومية في الدولة العثمانية؛ لمعالجة مشكلة ديونِ الدولة، فوُضِعَت إيراداتُ الدولة الرئيسية تحت تصرُّفِ هذه المؤسسة لتسديدِ ديون الدولة التي بلغت 252 مليون قطعة ذهبية، فأسقطت المؤسَّسةُ من ديون الدولة 146 مليونًا. وقد لَعِبَت هذه المؤسسة دورًا في تسديد كثيرٍ مِن ديون الدولة أثناء عهدِ السلطان عبد الحميد الثاني.
ضرب الإنجليز لمدينة الإسكندرية إبان الثورة العرابية .
العام الهجري : 1299 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
قام الإنجليزُ بضرب مدينة الإسكندرية، وذلك إبَّان الثورة العُرابية حيث حاصر الأسطولُ الإنجليزي مدينةَ الإسكندرية واختلق ذرائِعَ لِضَربِها واحتلالها مساندةً للخديوي توفيق!
مؤتمر الأستانة والتمهيد لاحتلال بريطانيا لمصر .
العام الهجري : 1299 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
دعا دي فريسينيه رئيس وزراء فرنسا الدولَ الأوربيةَ الكبرى إلى عقدِ مؤتمر للنظَرِ في المسألة المصرية، فلبَّى الدعوةَ كُلٌّ من إنجلترا وألمانيا وروسيا وإيطاليا والنمسا، وأمَّا تركيا فإنها رفَضَت الحضورَ واحتَجَّت على فكرةِ المؤتمر؛ لأنَّ فيه خَرقًا لسيادتها. عُقِدَ المؤتمر يوم 23 يونيو 1882م، وقرر المؤتمر في جِلسته الأولى إرسالَ مذكِّرة إلى الباب العالي يبلغُه نبأ اجتماعه، ويأسَفُ لعدم انعقاده برئاسةِ وزير الخارجية العثمانية، ويُعرِبُ عن أمله في اشتراك تركيا في اجتماعاته المقبلة. وفى الاجتماع الثاني يوم 25 يونيو 1882م وقبل البدء في المداولات أُبرِمَ العهدُ المشهور بميثاق النزاهة Protocole de Desinteressement وهذا نصه: تتعهَّدُ الحكومات التي يوقِّعُ مندوبوها على هذا القرار بأنَّها في كل اتفاق يحصُلُ بشأن تسوية المسألة المصرية لا تبحَثُ عن احتلالِ أيِّ جزءٍ مِن أراضي مصر، ولا الحصول على امتيازٍ خاصٍّ بها، ولا على نَيلِ امتيازٍ تجاريٍّ لرعاياها لا يخوِّلُ لرعايا الحكومات الأخرى، وقد وقَّعه أعضاء المؤتمر جميعًا. وقرَّر المؤتمر في جلسته الثالثة يوم 27 يونيو وقد انضَمَّت إليه تركيا وأضيف إلى نص الوثيقةِ: وجوبُ التدخُّل في مصر لإخماد الثورة، وأن يُعهَدَ إلى تركيا بهذه المهمَّة بأن تُرسِلَ إلى مصر قوةً كافية من الجند لإعادةِ الأمن والنظام إليها، وأخَذَ يتداول في الجلساتِ التالية في شروط هذا التدخُّل وحدوده، ووضع المؤتمَرُ في جلسته السابعة يوم 6 يوليه سنة 1882 قواعِدَ هذا التدخل وهي: أن يحترم الجيشُ الذي ترسِلُه تركيا مركزَ مِصرَ وامتيازاتها التي نالتها بموجِب الفرمانات السابقة والمعاهدات، وأن يخمد الثورة العسكرية ويعيد إلى الخديوي سُلطتَه، ثم يشرع في إصلاحِ النظم العسكرية في مصر، وأن تكونَ مدة إقامة الجيش التركي في مصر ثلاثة شهورٍ إلا إذا طلب الخديويُّ مَدَّها إلى المدة التي تتَّفِقُ عليها الحكومة المصرية مع تركيا والدول الأوروبية العظمى، ويعَيَّن قوَّادُ هذا الجيش بالاتفاق مع الخديوي، وتكون نفقاتُه على حساب مصر ويعَيَّن مقدارها، بالاتفاق مع مصر وتركيا والدول السِّتِّ العظمى الأوربية. وأقرَّت الدول الأوربية هذه القراراتِ ووافقت على تقديمها إلى الحكومة التركية، فأرسلت إليها ولكِنَّها لم تُقِرَّها.
ثورة أحمد عرابي واحتلال الإنجليز لمصر .
العام الهجري : 1299 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
كان ضُبَّاط الجيشِ قد نَظَّموا مظاهرة أيَّدها الشعب طالبوا الخديوي توفيق بتشكيلِ وَزارةٍ جديدة وتسَلُّم أحمد عُرابي في الوزارة الجديدة وزارةَ الحربية، واقترحت هذه الوَزارةُ مناقشةَ المجلس للميزانية باستثناءِ القِسمِ المخَصَّص لتسديد الديون للحيلولةِ دون التدخُّلِ الأجنبي، فوافق المجلِسُ واعتمد الخديوي الدستور عام 1299هـ فعارضت إنكلترا وفرنسا ذلك وعَمِلَتا على إثارة الفِتَنِ لإمكانية التدخُّلِ، وكان أحمد عرابي قد سَرَّح عددا من الضباط وأحال بعضَهم إلى المحاكمة، فوجدت إنكلترا البذورَ لزَرعِ الشِّقاقِ، فحَرَّضت الخديوي على رفض تصرُّف الوزارة، فانصاع وعاد الخلافُ وبدأت المناوراتُ الأجنبية؛ حيث جاء الأسطولان الفرنسي والإنجليزي إلى المياهِ المصرية قُربَ الإسكندرية وشجَّعا الخديوي على ضَربِ المتمَرِّدين، فأمر الخديوي بإبعاد أحمد عرابي فنُفِيَ ومَن معه إلى الريف، وفي نفس الوقتِ حَرَّكت إنجلترا أعوانَها من النصارى في الإسكندرية لإحداثِ فِتنةٍ دينيةٍ، فتدخَّلت إنجلترا بالقَصفِ المِدفعيِّ على المدينة، وأعلن أحمد عرابي الثورةَ على الخديوي الذي احتمى في الإسكندرية قريبًا من الإنجليز، وأسرع أحمد عرابي إلى الإسكندرية للدفاع عنها، لكِنَّ الإنجليز استطاعوا احتلالها فانسحب عرابي بجيشِه ونزلت القوات الإنجليزيةُ في الإسماعيلية، وأسرع عرابي لملاقاتِهم والتقى الطرفان عند التل الكبير في رمضان 1299هـ وهُزِمَ أحمد عرابي واحتَلَّ الإنجليز مصرَ، وحاكموا أحمد عرابي ورفاقَه وحُكِمَ عليهم بالقتل، ثم استُبدِلَ بالقتل النَّفيُ المؤَبَّد.
دخول القوات البريطانية القاهرة بعد فشل الثورة العرابية .
العام الهجري : 1299 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
دخلت القواتُ البريطانيةُ القاهرةَ بعد فَشَلِ الثورة العرابية، وانتصار الإنجليز على القوَّات المصرية بقيادة عُرابي في معركة التل الكبير، وبعدها أقامت القواتُ البريطانية عرضًا عسكريًّا في ميدانِ عابدين، وكان ذلك إيذانًا ببَدءِ الاحتلال البريطاني الذي جَثَم على مصر أكثَرَ مِن سبعين عامًا.
تولية الشيخ محمد المهدي العباسي مشيخة الأزهر .
العام الهجري : 1299 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
تولَّى الشيخُ محمد المهدي العباسي مشيخةَ الأزهر، وهو الشيخُ الحادي والعشرون في سلسلة مشايخ الأزهر، جمع بين منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر لأوَّلِ مَرَّة، وقد عُرِفَ بالشجاعة والجرأة في الحَقِّ. وهو أوَّلُ من تقلَّدَها من الحنفية، وهو الذي سَنَّ امتحانَ التدريس للعلماء، وجعَلَ لهم قانونًا في ذلك، واجتمع رأيُهم أن يكون المُمتَحِنون ستةً مِن أكابر العلماء، من أهل كلِّ مَذهَبٍ اثنان سوى مذهَبِ الإمام أحمد بن حنبل، وجُعِلَ الامتحان في أحد عشر علمًا: الحديث، والتفسير، والأصول، والفقه، والتوحيد، والنحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق
وقد عُزِلَ عن المشيخة والإفتاء مرَّتين، ثم أُرجِعَ إليهما.
الأسطول البريطاني يقصف الإسكندرية .
العام الهجري : 1300 العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
لما كانت إنجلترا قد بيَّتَت أمرًا فقد أعلنت تشكُّكَها في قدرة الحكومة المصرية الجديدة على حِفظِ الأمن، وبدأت في اختلاقِ الأسباب للتحَرُّش بالحكومة الجديدة، ولم تعجِزْ في البحث عن وسيلةٍ لهدفها، فانتهزت فرصةَ تجديدِ قلاعِ الإسكندرية وتقويةِ استحكاماتها، وإمدادِها بالرِّجال والسلاح، وأرسلت إلى قائدِ حامية الإسكندرية إنذارًا في 24 شعبان 1299 هـ / 10 يوليو 1882 م بوَقفِ عملياتِ التحصين والتجديدِ، وإنزال المدافِعِ الموجودة بها، ولما رفض الخديوي ومجلِسُ وزرائه هذه التهديدات، قام الأسطولُ الإنجليزي في اليوم التالي بضربِ الإسكندرية وتدميرِ قلاعِها، وواصل الأسطولُ القَصفَ في اليوم التالي، فاضطرت المدينةُ إلى التسليم ورَفع الأعلام البيضاء، واضطرَّ أحمد عرابي وزيرُ الدفاع إلى التحَرُّك بقواته إلى كفر الدوَّار، وإعادة تنظيم جيشِه، وبدلًا من أن يقاوِمَ الخديوي المحتلِّين، استقبَلَ في قصر الرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائِدَ الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسَه وسلطته الحكوميَّةَ رهنَ تصَرُّفِهم حتى قبل أن يحتلُّوا الإسكندرية! فأثناء القتالِ أرسل الإنجليز ثُلَّةً من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء انتقالِه مِن قصر الرمل إلى قصرِ التين عبر شوارع الإسكندرية المشتَعِلة. ثم أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمُرُه بالكَفِّ عن الاستعداداتِ الحربيَّةِ، ويحمِّلُه تَبِعة ضَرْبِ الإسكندرية، ويأمُرُه بالمثول لديه في قصر رأس التين؛ ليتلقى منه تعليماتِه.
محاكمة زعماء الثورة العرابية في مصر .
العام الهجري : 1300 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:
تشكَّلت المحاكمُ العسكرية لمحاكَمةِ وزير الدفاعِ في الحكومة المصرية الجديدة أحمد عرابي وأنصارِه. وفي يوم 3 ديسمبر 1882م صدرَ الحُكمُ بإعدام عرابي، ومحمود سامي البارودي، وعلي فهمي، وعبد العال حلمي، وغيرهم. واستُبدِلَ بالحُكمِ النفيُ المؤبَّدُ إلى جزيرة سيلان (سيريلانكا حاليًّا) مع تجريدِهم مِن الرُّتَب العسكرية ومصادَرةِ أملاكهم. كما حُكِمَ على محمد عبده وغيرِه بالنَّفيِ خارج مصر، وسُجِنَ الكثير من المصريين. وبذلك انتهت الثورةُ العرابيةُ، وبدأ الاحتلالُ البريطانيُّ لمصر الذي استمر أكثَرَ من سبعين عامًا!
وفاة الأمير عبدالقادر الجزائري قائد حركة المقاومة ضد الفرنسيين .
العام الهجري : 1300 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1883
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ عبدُ القادر ناصِرُ الدين بن محيي الدين الحسني المعروف بعبد القادر الجزائري, اشتهرَ بمناهضته للاحتلالِ الفرنسيِّ للجزائر. وُلِدَ في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" بالجزائر، ثم انتقل والِدُه إلى مدينة وهران. كان لوالِدِه محيي الدين صِدامٌ مع الحاكِمِ العثماني لمدينة "وهران"، وأدَّى هذا إلى تحديدِ إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرُجَ من الجزائر كلها في رحلةٍ طويلة. وكان الإذنُ له بالخروج لفريضةِ الحَجِّ عام 1241هـ/ 1825م، فخرج مصطحبًا ابنَه عبدالقادر معه، وفي رحلتِهم للحجِّ تعَرَّفوا على الطريقة الشاذلية والقادرية، فالتَقَوا في دمشق وبغداد ببعض شيوخِ الطريقتين وقرؤوا كتُبَهم، ثمَّ عادوا إلى الجزائِرِ عام 1244هـ/ 1828م، فلمَّا تعَرَّضت الجزائرُ لحَملةٍ عسكرية فرنسية شرسة، وتمكَّنَت من احتلال العاصمة. بحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيمٍ يأخذ اللواء ويبايعونه على الجهادِ تحت قيادته، استقَرَّ الرأيُ على "محيي الدين الحسني" والدِ عبد القادر، وعَرَضوا عليه الأمر، ولكِنَّ الرجل اعتذر عن الإمارة وقَبِلَ قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحبِ المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقَبِلَ السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابنَ عمه "علي بن سليمان" ليكونَ أميرًا على وهران، وقبل أن تستقِرَّ الأمور تدخَّلَت فرنسا مهَدِّدةً سلطان المغرب بالحرب، فانسحَبَ السلطان واستدعى ابنَ عَمِّه فعاد، ولَمَّا كان محيي الدين قد رضِيَ بمسؤولية القيادة العسكرية، والتفَّتْ حوله الجموعُ مِن جديد، وخاصةً أنَّه حقَّق عدَّةَ انتصاراتٍ على العدوِّ، وكان عبد القادر على رأس الجيشِ في كثير من هذه الانتصارات، اقترح الوالِدُ أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصِبِ، فقَبِلَ الحاضرون، وقبل الشابُّ ذلك، وتمت البيعةُ، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطانًا" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 20 نوفمبر 1832. فلمَّا بايعه الجزائريون وولَّوه القيامَ بأمرِ الجهاد، نهَضَ بهم، وقاتَلَ الفرنسيين خمسةَ عشر عامًا، ضرب في أثنائها نقودًا سَمَّاها " المحمَّدية " وأنشأ معامِلَ للأسلحة والأدوات الحربية وملابِسِ الجند. وعَقَدت فرنسا اتفاقيةَ هدنة معه، وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأميرِ عبد القادر، وبذلك بدأ الأميرُ يتَّجِهُ إلى أحوال البلاد وتنظيم شؤونها. وقبل أن يمُرَّ عام على الاتفاقية نقضَ القائد الفرنسي الهدنةَ، وناصره في هذه المرة بعضُ القبائل في مواجهةِ الأمير عبد القادر، ونادى الأميرُ في قومِه بالجهادِ ونَظَّم الجميعُ صُفوفَ القتال، حتى نجح في إحراز النصر؛ مما أجبر الفرنسيين على عقد معاهدةِ هُدنةٍ جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأميرُ لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدَثَته المعارك بالحصون والقلاع، وتنظيم شؤون البلاد، ثمَّ كرر الفرنسيون نقضَ المعاهدة في عام 1839م، ورأى بعد حينٍ أنَّ من الصواب الجنوحَ للسِّلمِ، وشاور أعيانَ المجاهِدينَ في ذلك، لكِنَّ الفرنسيين أسَرُوه سنة 1263هـ/1847م وأنهَوا دورَه القياديَّ، توفي رحمه الله ليلة 19 رجب عام 1300هـ، 1883م عن عمر يناهز 76 عامًا.
ابن رشيد يبسط نفوذه على بلاد الوشم وسدير .
العام الهجري : 1301 العام الميلادي : 1883
تفاصيل الحدث:
حاول عبدُ الله بن فيصل إخضاعَ أهل المجمعة واستردادَ سلطتِه عليهم، لكنَّه فَشِلَ أمام تحالُف أهل المنطقة مع ابن رشيد وآل مهنا، فمُنِيَت قواتُه بخسائِرَ فادحةٍ في الأرواحِ، فبَسَط ابن رشيد نفوذَه على الوشم وسدير، وعيَّنَ لها حاكِمًا من قِبَلِه، وكاتبَ البلدانَ المجاورةَ لتدخُلَ في طاعته، ولَمَّا أرسل عبدُ الله أخاه محمدًا لابن رشيد للتفاهمِ معه والتفاوض، جلَا ابنُ رشيد عن الوشمِ إكرامًا له، ودليلًا على حُسنِ نيَّتِه، وأرسل معه هدايا ثمينة للإمامِ عبد الله ووعده بالمسالَمةِ.
انتصار الثورة المهدية في السودان .
العام الهجري : 1302 العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:
طلب اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني بمصرَ مِن الضابط تشارلز جورج غوردون الإشرافَ على إخلاء السودان من القواتِ المصرية تمهيدًا لاحتلالها، ولكن غوردون رفض ذلك الطلبَ وأعلن أنَّ القواتِ الإنجليزيةَ والمصريةَ المشتركة بالخرطوم سوف تتحَرَّكُ للقضاء على الثورة المهدية، وكان ذلك منه غطرسةً وتكبُّرًا دفع ثمنَهما حياتَه؛ تحرَّكت قواتُ المهدي باتجاه الخرطوم أواخِرَ سنة 1301هـ 1884م، وأرسل المهديُّ مندوبًا من عنده يطلُبُ من غوردون تسليمَ الخرطوم، فرفض وأبى واستكبر بشدة، فضرب المهديون حصارًا شديدًا على المدينة، وعندها تحرَّكت الحكومة الإنجليزية برئاسةِ جلادستون وأرسلت قواتٍ لنجدة الحاميةِ المصرية في السودانِ، وذلك في أوائل سنة 1302هـ 1885م، وعندها قرَّر المهديون اقتحامَ المدينة فاقتحموها في 12 ربيع الآخر سنة 1302هـ، وكان رأسُ غوردون هو أوَّلَ رأسٍ قُطِعَ في هذه المعركة التي أصبحت بعدها السودان كلُّها خاضعةً للحركة المهدية، وكان لسقوطِ الخرطوم ومقتَل غوردون صدًى عظيمًا في إنجلترا، ولكِنَّ ثمار الحركة لم تكتَمِلْ؛ إذ مات زعيمُها بعد ذلك بقليلٍ.
فرنسا تستقل باستعمار غينيا .
العام الهجري : 1302 العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:
بدا نفوذُ فرنسا في غينيا منذ عام 1254هـ / 1838م؛ حيثُ تدخَّلت بسبب الاختلاف مع أحد أمراء القبائل حولَ تجارةِ الرقيقِ، وفي عام 1270هـ / 1854م أرادت أن تَحولَ بين بريطانيا وبين رَبطِ منطقة غامبيا بمنطقة سيراليون باحتلالِ جهات غينيا؛ لذا أسرعت فرنسا واحتلَّت مدينة دوبريكا وما حولها لتقطَعَ على بريطانيا الطريقَ، وفي هذا العام عُقِدَ مؤتمر برلين، ونتيجتُه استقَلَّت فرنسا بأنحاء غينيا وأخذت تتوسَّعُ بجهات غينيا كلِّها، واحتَلَّت جزيرة تومبو التي تقَعُ عليها عاصمة البلاد الحالية كوناكري.
التنافس على فارس والخليج بين الإنجليز والروس .
العام الهجري : 1302 العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:
كانت مَطامِعُ روسيا ومنذ عهد بطرس الأكبر الوصولَ إلى مياه الخليج العربي، والسيطرةَ على بلاد فارس المجاوِرة، والحُصولَ على قاعدة بحرية في الخليج العربي، وكانت بريطانيا هي المنافِسَ لروسيا؛ حيث استطاعت الملاحةُ في نهر الكارون، وعَقَدت الاتفاقيات مع الشاه، ومن جانبٍ آخر قام الروس بتسخير جيشٍ لحماية الشاه من الانقلابات والتمرُّدات العسكرية، فأصبح الروسُ لهم نفوذٌ في الشمال من إيران، ومن البريطانيين في الجنوب، وقامت بريطانيا بتقوية مراكزها التجارية على الموانئ مِثل بندر عباس والمحمرة وبوشهر، ومع ذلك أبدت رغبتَها في التعاون مع الروس لإيجادِ منفذٍ تجاريٍّ لها في شمال فارس، وفي الوقت نفسِه حَرَصت على عدم تقوِّي الروس في الجنوب حتى لا يُصبِحوا منافسين لها، فكانت تعمَلُ على إثارة الولايات للتمَرُّد على الولاية المركزية، وأما الروسُ فكان مشروعُ سكة الحديد إلى الكويتِ مِن البحر المتوسط مثيرًا لقلق البريطانيين، فقامت بريطانيا بتوقيع معاهدة مع الكويت بجَعلِها تحت الحماية البريطانية، وردًّا على الأمر حاولت روسيا التقرُّبَ من الكويت وحاولت الاستيلاءَ على ميناء بندر عباس وبعض الجزر الواقعة في مضيق هرمز، فأسست شركاتٍ للملاحة بين موانئ البحر الأسود وموانئ الخليج العربي، وفتحت قنصلياتٍ في بوشهر والبصرة, وهكذا كانت الدولتانِ تتنافسان مع الشاهِ بعَقدِ الاتفاقيات التجارية والامتيازات النفطية والتنقيبِ، حتى تطوَّرت الأمور وعَقَدت الدولتان الروسية والبريطانية اتفاقًا يحدِّدُ مناطِقَ نفوذ كلٍّ منهما على فارس؛ حيث كانت حصةُ روسيا أكبَرَ من بريطانيا.
========
237.
وفاة القائد الإنجليزي غوردون .
العام الهجري : 1302 العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:
هو اللواءُ تشارلز جورج غوردون المعروف بلقب (غوردون الصين) و(غوردون باشا) و(غوردون الخرطوم). ولِدَ بلندن عام 1833م.كان غوردون ضابطًا وإداريًّا في الجيش البريطاني، وتنقَّلَ في عدد من المهام القيادية العسكرية البريطانية، فعُيِّن في سلاحِ الهندسة الملكية، واشترك في حربِ القرم وعمُرُه واحد وعشرون عامًا، ثم اشترك في حربِ الصين؛ حيث أسهم في الاستيلاء على بكِّين، ثم تولى قيادة الجيش الصيني
الذي قمع ثورة تيبنج. وفي سنة (1874 م) عيَّنه الخديوي إسماعيل حاكمًا عامًّا للسودان، وظَلَّ في منصبه سبع سنوات، وعندما طلب منه المندوبُ السامي البريطاني بمصر اللورد كرومر الانسحابَ مِن مصر رفَضَ وأبى واستكبر بشدة، فبدأت جيوشُ المهدية بحصار الخرطوم، وكان غوردون عَمِلَ على تحصين المدينة بالأسلاك الشائكة وتقوية القلاع وزرع الألغام. وكانت حاميةُ الخرطوم مكونة من مصريين وأتراك وبعض السودانيين، فجاء المهدي بجمعٍ يقَدَّرُ بأكثر من مائة ألف مقاتل، وكان غوردون قبل أن يشتدَّ عليه الحصار أرسل إلى حكومتِه طالبًا حملة تفتح الطريقَ بينه وبين مصر لسَحبِ الحاميات، ثم اضطره الحصار للمناداة بحملةِ إنقاذٍ؛ حيث تحرَّكت حملة الإنقاذ من القاهرة بقيادة اللورد ولزلي وعندما عَلِمَت قوات المهدية بهذه الحملة عَمِلَت دون تمكينها مِن الوصول إلَّا حين تحرِّرُ الخرطوم، وفي 25يناير 1885 بدأ أنصارُ المهدي يَعبُرون النيل الأبيض للَّحاقِ بجيش عبد الرحيم النجومي الذي كان يحاصِرُ الخرطوم من جهة الجنوب، وفي صباح يوم 26 يناير تمكَّنت قوات المهدية من دخول الخرطوم عَنوةً وقَتْل غوردون داخِلَ ساحة القصر. وكان لسقوط الخرطومِ ومقتل غوردون صدًى عظيمًا في بريطانيا عمومًا، وفي مجلس العموم خصوصًا.
صدور قرار بريطاني بإخلاء الحاميات المصرية من ميناء زيلع الصومالي .
العام الهجري : 1302 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:
قرَّرت بريطانيا إخلاءَ الحاميات المصرية مِن ميناء زيلع الصومالي، وقرَّرت أن تكونَ إدارةُ ساحل الصومال الممتد من "زيلع" حتى "رأس حافون" تابعةً مباشرة لحكومة الهند الخاضعة لبريطانيا.
وفاة محمد أحمد المهدي السوداني .
العام الهجري : 1302 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1885
تفاصيل الحدث:
هو محمد أحمد بن عبد الله، المهدي السوداني الثَّائر، وقائدُ الحركة المهدية ومؤسِّسُها. كان لحركته أثرٌ كبير في حياة السودانِ السياسية. ولِدَ في جزيرةٍ تابعة لدنقلة سنة 1259هـ، من أسرةٍ اشتهر أنها حُسينية النَّسَبِ. وكان أبوه فقيهًا، فتعلَّم منه القراءةَ والكتابة، وحفِظَ القرآنَ وهو في الثانية عشرة من عمره. ومات أبوه وهو صغير، فعَمِلَ مع عمه في نجارةِ السُّفن مدةً قصيرةً، وذهب إلى الخرطوم، فقرأ الفِقهَ والتفسيرَ، وتصوَّفَ وانقطع في جزيرة أبا في النيل الأبيض مدة خمسة عشر عامًا للعبادة والدرسِ والتدريس. وكثُرَ مريدوه، واشتهر بالصلاحِ. وسافر إلى (كردفان) فنشر فيها (رسالة) من تأليفِه يدعو بها إلى تطهيرِ البلاد من مفاسِدِ الحكَّام, وجاءه عبد الله بن محمد التعايشي فبايعه على القيامِ بدعوتِه. وقَوِيَت عصبيَّةُ المهدي بقبيلة (البقَّارة) وقد تزوَّج منها, وتلقَّب سنة 1298هـ (1881 م) بالمهديِّ المنتظر، وكتب إلى فُقهاء السودان يدعوهم لنصرتِه. وانبَثَّ أتباعُه (ويُعرفون بالدراويش أو الأنصار) بين القبائِلِ يحضُّون على الجهادِ. حاولت الحكومةُ المصرية والإنجليزُ القضاءَ عليه وعلى حركتِه، لكِنَّ كثرةَ أتباعِه وحماسَهم لحركتِه التي تسعى لرفعِ الظلم الواقع على السودانيين كلَّف المصريين والإنجليز الكثيرَ من الدماء على رأسِها القائدُ الإنجليزي غوردون، عندما هاجم بعضُ أتباع المهدي (الخرطوم) وفيها غوردون باشا فقتلوه وحملوا رأسَه على حَربةٍ (سنة 1302هـ)، وانقاد السودان كلُّه للمهدي. أرسل إلى الخديوي والسلطان عبد الحميد ومَلِكة إنجلترا يشعِرُهم بدولته ومقر سلطنتِه، وضربَ النقودَ. ولكِنَّه لم يلبث أن مات بالجدري في (أم درمان) وقد أوصى بالخلافة من بعده لعبد الله التعايشي. كان المهدي طويلًا أسمرَ بخضرة، ضَخْمَ الجثة، عظيمَ الهامة، واسِعَ الجبهة، أقنى الأنف، واسعَ الفم والعينين، مستديرَ اللحية، خفيفَ العارِضَينِ، أسنانه كاللؤلؤ، يتعَمَّمُ على قلنسوة من نوعِ ما يتعمَّمُ عليه أهلُ مكة، وعمامتُه كبيرةٌ مُنفَرِجةٌ من الأمام، يُرسِلُ عذبةً منها على مَنكِبِه الأيسر.وكان فطِنًا فصيحًا قويَّ الحجة، إذا خطب خلبَ لُبَّ مَن يستمِعُ إليه.
محمد بن سعود ينتصر على عمه الإمام عبد الله بن فيصل .
العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:
في الوقتِ الذي نجح فيه ابنُ رشيد في بسطِ نفوذِه ليشمَلَ بلادَ الوشم وسدير كان محمدُ بن سعود ينازِعُ عَمَّه الإمامَ عبد الله على الحُكمِ، بحُجَّةِ أنَّه الوريثُ الشرعيُّ لوالِدِه، فدارت بينهما عدةُ معارك انتهت في هذه السنة بتغَلُّبِ أبناء سعود على عَمِّهم عبد الله، ودخلوا الرياض واعتقلوا عمَّهم عبد الله وسَجَنوه.
ابن رشيد يبسط نفوذه على الرياض .
العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:
كان الإمامُ عبد الله والمعركةُ دائرة بينه وبين ابنِ أخيه محمد بن سعود أرسل إلى محمَّدِ ابن رشيد يستنجِدُ به ويطلب منه القدومَ لنُصرتِه فلبَّى طلَبَه فزحف إلى الرياضِ على رأسِ قوةٍ كبيرةٍ، ففرَّ أبناء سعود إلى الخَرج كعادتِهم عندما يهدِّدُهم الخطر، فدخل ابنُ رشيد الرياض وأخرج عبدَ الله من السجن بعد أن أصيبَ بمرضٍ في سجنِه، ثم عاد إلى حائل ومعه الإمامُ عبد الله، وعيَّنَ على الرياض قائِدَه سالم بن سبهان وتفاوض مع أولادِ سعود أن تبقى لهم الخَرجُ على شرطِ أن لا يعتَدُوا على الرياضِ.
إيطاليا تستولي على إرتريا .
العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:
لما كانت إيطاليا الفاشية مُصَمِّمةً على إقامةِ إمبراطورية استعمارية، فقد قامت بغزو إثيوبيا في 3 تشرين الأول 1935 وأرغمت هيلاسيلاسي على اللجوءِ إلى المنفى في أيار 1936. وضَمَّت إيطاليا إثيوبيا إلى إرتريا التي كانت آنذاك مستعمرةً إيطاليةً، وضمَّت إلى الاثنين الصومال الإيطالي، وكونت من الثلاثة أفريقيا الشرقيةَ الإيطاليةَ.
عزل سالم بن سبهان عن حكم الرياض .
العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:
ضجَّ الناسُ في الرياض من سياسةِ ابنِ سبهان، ومما زاد غضَبَهم عليه قتلُه لأبناءِ سعودٍ الثلاثة: محمد، وعبد الله، وسعد، الأمر الذي أغضب أيضًا آل سعود وابن رشيد، فقام بعزلِه، وعيَّنَ بدلًا عنه فهَّاد بن عبادة بن رخيص.
احتلال الصومال وتقسيمه بين ثلاث دول استعمارية .
العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:
بعد أن احتَلَّت بريطانيا مصرَ أرادت أن تحُلَّ محلَّ القواتِ المصرية في شرقيَّ أفريقيا وانتهزت الحركةَ المهديةَ في السودان ففَصَلت سواحِلَ البحر الأحمر وبلادَ الصومال عن مصرَ، وحَلَّت القواتُ البريطانيةُ محلَّ القوات المصرية في زيلع عام 1302هـ وأمَّا جنوبيُّ الصومالِ فكان مع القواتِ الإيطالية، ولم تكُنْ بريطانيا تريدُ أن تدخُلَ في خلافات مع فرنسا وإيطاليا فاتَّفَقت مع فرنسا عام 1306هـ / 1888م على إنهاء الخلافِ بينهما في مناطِقِ الصومال وسواحلِها، واقتسام النفوذِ في شماليِّ الصومالِ وزنجبار، وشاركتهما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، فأخذت بريطانيا القِسمَ الأوسط من شرقي إفريقيا ساحل كينيا وساحل الصومال على خليج عدن (الصومال الإنجليزي)، وأخذت إيطاليا الساحِلَ الشماليَّ مِن شرقي إفريقيا (الصومال الإيطالي)، وأخذت فرنسا جيبوتي (الصومال الفرنسي) وأُعطِيَت الحبشة القسم الغربي من الصومال (الأوغادين) فقُسِّمَت الصومال أبشَعَ تقسيمٍ؛ نكايةً بأهلِه المسلمين
إنزال الغواصة عبد الحميد إلى البحر .
العام الهجري : 1305 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1888
تفاصيل الحدث:
أنزلت الدولةُ العثمانية الغوَّاصةَ "عبد الحميد " إلى البحرِ، وكان اسمُها "تحت البحر" وهي أوَّلُ غوَّاصةٍ تُصنَعُ في المملكة المتَّحِدة، بُدئَ بتصنيعِها في عام 1886م، وتعمَلُ بالطاقة البخارية، وتعتبَرُ من جيل الغوَّاصات التي بُنِيَت في وقتٍ مبكر في إنجلترا، وأدخلتها الدولةُ العثمانية للخِدمةِ ضمن أسطولِها الحربيِّ بعد إجراء تجارِبِ الغَوصِ والارتفاعِ والسير، ثم أُدخِلَت هذه الغواصة "الطوربيدات"، وكانت الدولةُ العثمانية من أوائِلِ الدُّوَلِ في تدعيم الغوَّاصاتِ بالطوربيداتِ.
معاهدة القسطنطينية .
العام الهجري : 1306 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1888
تفاصيل الحدث:
أفلحت الضغوطُ الفرنسيَّةُ في حملِ كلٍّ من ألمانيا والنمسا والمجر وأسبانيا وإيطاليا وهولندا وروسيا والإمبراطورية العثمانية وبريطانيا على توقيعِ معاهدةِ القُسطنطينية في 29 أكتوبر 1888م، والتي تقضي مادتُها الأولى بضمان حريةِ الملاحةِ في قناة السويس واستمرارِها في أوقات الحربِ والسِّلمِ، وكفالتِها لكلِّ سفينةٍ حربية أو تجارية أيًّا كان العَلَمُ الذي ترفعُه، واتِّفاق الأطراف السامية المتعاقِدَة بعدمِ التدخُّلِ بأيِّ شَكلٍ مِن الأشكال لعرقلة الملاحةِ في القناة. واتَّفَقت أطرافُ المعاهدةِ على الامتناعِ عن القيامِ بممارسةِ حقوق الحربِ، أو الدخولِ في أيِّ مواجهاتٍ عسكريةٍ أو أي عملٍ آخَرَ مِن شأنِه تعطيلُ الملاحةِ في القناة، أو المساسُ بسلامةِ مَوانيها، وعدم قيام المتحاربين في أوقات الحربِ باستخدامِ القناة وموانيها في إقلاع أو هبوط القواتِ وشَحنِ أو تفريغِ الذخائِرِ والموادِّ الحربيةِ، والتزام الأطراف السامية المتعاقدة بعدم السماحِ لأيِّ سفُنٍ حربية بالبقاءِ في القناةِ، وخَوَّلت المادتان 9، 10 مصرَ باتخاذ الإجراءاتِ اللازمة لتنفيذِ بنود هذه المعاهدةِ، وتأمين الدفاعِ عن مصر واستقرارِ النِّظام العامِّ فيها. ومع ذلك جاءت المادة 11 لتقرِّرَ بأنَّ هذه الإجراءات يجِبُ ألَّا تخِلَّ بحرية الملاحة في القناةِ، وقضت المعاهدةُ كذلك بأن تعتبر مبدأ المساواة ركنًا أساسيًّا من أركانِها، وبأنَّ الالتزاماتِ الواردةَ فيها لا تقيَّدُ بأجَلِ الالتزامِ الممنوح للشركة العالمية لقناة السويسِ البحريةِ.
عبد الرحمن بن فيصل يتولى الحكم في الرياض اسميا .
العام الهجري : 1307 العام الميلادي : 1889
تفاصيل الحدث:
تولى عبدُ الرحمنِ بنُ فيصل حُكمَ الرياض بعد وفاةِ أخيه عبد الله؛ لأنَّ أخاه محمدًا وهو أكبر منه لم يكن له مطمَعٌ في الحُكمِ، وطلب عبد الرحمن من ابنِ رشيد أن يعزِلَ فهَّاد ابن رخيص عن إمارة الرياضِ فقابل ابن رشيد هذا الطَّلَبَ بتحَدٍّ، فعزل ابن رخيص وعيَّنَ ابنَ سبهان العدوَّ اللدودَ لابن سعود.
وفاة الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي .
العام الهجري : 1307 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1889
تفاصيل الحدث:
هو الإمامُ عبد الله بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، ثالث حكَّام الدولة السعودية الثانية، بويع بالرِّياضِ بعد وفاةِ والده سنة 1282هـ وخالفه أخوه سعود، فنشبت بينهما معارِكُ استولى سعودٌ في آخرها سنة 1287هـ على الرياض. وخُلِعَ عبد الله، فلجأ إلى التركِ في الأحساءِ فلم يطمئنُّوا إليه، فابتعد عنهم، وجمع بعضَ القبائِلِ وأعاد الكَرَّة على أخيه سعود. فاقتتلا في وقعةِ الجزعة من أراضي نجد، وفشل عبد الله، فقَصِدَ عتيبة مبتعدًا عن الرياض. ومات سعود سنة 1291 هـ وولِيَ بعدَه أخوهما عبد الرحمن، فزحف إليه عبدُ الله، فنزل له عبد الرحمن عن الإمامةِ. ودخل الرياضَ فكان حُكمُه الثاني من 1291 - 1301 هـ / 1874 - 1884 م، فثار عليه أبناءُ أخيه سعود وهاجموا الرياض، فظَفِروا به وحبسوه فيها. ودبَّت الفوضى، فقَوِيَت شوكة محمد ابن الرَّشِيد صاحِبِ حائل فهاجم الرياض، وفرَّ أبناء سعود إلى الخرج، وأفرج ابنُ رشيد عن عبد الله واصطحبه معه إلى حائل، فأقام عنده إلى سنة 1307هـ، وأذن له ابنُ الرَّشيدِ بالعودة إلى بلَدِه الرياض مع أخيه عبد الرحمن، فلم يستقِرَّ غيرَ يوم واحد ووافته منيَّتُه فيها، فتولى عبد الرحمن بن فيصل الحُكمَ بعده.
وفاة الوزير خير الدين باشا التونسي .
العام الهجري : 1307 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:
هو الوزيرُ المؤرِّخُ خير الدين باشا التونسي، مِن رجال الإصلاحِ السياسيِّ الإسلامي، وهو شركسيُّ الأصل من القوقازي، ولِدَ سنة 1225هـ، قَدِمَ إلى تونس صغيرًا، وقضى بها مُعظَمَ حَياتِه، اتَّصَل بصاحبِها (الباي أحمد) وأثرى وتعلَّم بعض اللغات وتقلَّد مناصِبَ عديدةً عالية آخِرُها منصب رئيسِ الوزراء، وبسَعيِه أُعلِنَ دستور المملكة التونسية سنة 1284 هـ - 1867م، ولكنَّه ظَلَّ حِبرًا على ورق. وفي سنة1294 هـ - 1877م قام بعدة إصلاحاتٍ، وقاوم الحُكمَ الاستبداديَّ، وعَمِلَ على إقامة العدل، وساهم في وضعِ قوانين مجلس الشورى الذي أصبح رئيسًا له سنة 1861م، وأمام ازديادِ فسادِ الوضع السياسي في البلاد نتيجةَ سوءِ تصَرُّف المسؤولين وسَرِقاتهم قدَّم خير الدين استقالتَه من جميع وظائفِه سنة 1862، واستغرقت فترةُ انقطاعه سبع سنوات، انعزل فيها في بستانِه يتأمَّلُ ويكتب، ثم خرج إلى الأستانة وتقَرَّب من السلطان عبد الحميد العثماني، فولاه الصدارةَ العظمى سنة 1295 هـ فحاول إصلاحَ الأمورِ، فأعياه، فاستقال سنة 1296هـ ونُصِب (عضوًا) في مجلس الأعيان، فاستمَرَّ إلى أن توفي بالأستانة. له كتابٌ في سياسة الإصلاحِ مَعروفٌ باسم "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك".
وفاة الأمير العلامة صديق حسن خان القنوجي .
العام الهجري : 1307 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:
هو الإمامُ العلَّامةُ الأميرُ السيد الشريف المحقِّقُ محيي السنة وقامِعُ البدعة: أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القنوجي البخاري، نزيل بهوبال، ويرجع نَسَبُه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب. ولِدَ في بلدة "بريلي" موطِنِ جَدِّه من جهةِ الأمِّ، عام 1248هـ ولما بلغ السادسةَ مِن عمره توفِّيَ والدُه، فرحل مع أمِّه إلى قِنَّوج موطِنِ آبائهِ بالهندِ، فنشأ فيها في حجرِ أمِّه يتيمًا فقيرًا على العَفافِ والطهارة، وتلقَّى الدروس في علومٍ شتى على صفوةٍ مِن علماءِ قِنَّوج ونواحيها وغيرهم. درسَ صِدِّيق على شيوخٍ كثيرين من مشايخِ الهند واليمن، واستفاد منهم في علومِ القرآن والحديثِ وغيرهما، ولقد أجازه شيوخٌ كثيرون ذكَرَهم في ثَبتِه "سلسة العَسْجَد في مشايخ السند". وله تلاميذ كثيرون درَسوا عليه واستجازوه، وبعد عودتِه مِن الحجازِ إلى الهند انتقل العلامةُ صِدِّيق حسن خان من (قنوج) إلى مدينة (بهوبال) في ولاية (مادهيا براديش) في وسط الهند، وقد ذاع صيتُه في تلك الأيام، كإمام في العلومِ الإسلامية، ومؤلِّفٍ بارع في العلوم العقليَّةِ والنَّقلية، وكاتبٍ قديرٍ في اللغات العربية والفارسية والأوردية، ومجتهدٍ متواصلٍ في الدرس والتأليف والتدوين، ولم يلبَثْ أن تزوَّجَ بأميرة بهوبال (شاهجان بيجوم) التي كانت تحكُمُها حينذاك، تزوَّجَت به لَمَّا عَلِمَت من شَرَفِ نَسَبِه وغزارة عِلمِه واستقامة سيرتِه، سنة 1287هـ، وجعلَتْه مُعتَمِدَ المهامِّ، ومنحته أقطاعًا من الأرضِ الخراجيَّة تغلُّ له خمسين ألف ربيَّة في كلِّ سنة، وخلعت عليه ولقَّبَتْه الدولةُ البريطانيةُ الحاكِمةُ بالهند نواب أمير الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر، ومنحته حَقَّ التعظيم في أرض الهند بطولِها وعرضِها بإطلاقِ المدافِعِ سَبعَ عشرة طلقةً، وخلَعَت عليه بالخِلَعِ الفاخرةِ، ومنَحَه السلطانُ عبد الحميد خان الوسامِ المجيدي من الدرجةِ الثانية. عَمِلَ صديق خان وزيرًا لزوجته الأميرة (شاهجان بيجوم) ونائبًا عنها. كان زواجُ العلَّامة صديق حسن خان بالأميرة شاهجان وتلقُّبه بأمير بهوبال نقطةَ تحوُّلٍ لا في حياتِه العلميَّةِ فقط، بل في النشاطِ العلميِّ والعهد التأليفي في الهند كلِّها، فكان له موهبةٌ فائقةٌ في الكتابة وفي التأليف، حتى قيل إنَّه كان يكتُبُ عَشَرات الصفحاتِ في يوم واحد، ويكمِلُ كتابًا ضخمًا في أيام قليلة، ومنها كتب نادرةٌ على منهج جديد، وعندما ساعدته الظروفُ المَنصبيَّةُ والاقتصادية على بذل المالِ الكثيرِ في طَبعِها وتوزيعِها، تكَلَّلت مساعيه العلمية بنجاحٍ منقطعِ النظير. من مؤلَّفاتِه: فتح البيان في مقاصد القرآن، ونيل المرام من تفسير آيات الأحكام، والدين الخالص (جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن، ولم يغادر آيةً منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي)، وعون الباري بحَلِّ أدلة البخاري (شرح كتاب التجريد)، والسراج الوهاج في كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجَّاج، والحِرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (في الحديث)، والرحمة المهداة إلى من يريد زيادةَ العلمِ على أحاديثِ المِشكاة، والجنة في الأسوة الحسنة بالسنَّة،(في اتباع السنة)، الحِطَّة في ذكر الصحاح الستة، والروضة الندية شرح الدرر البهية للقاضي محمد اليمني الشوكاني، وفتح العلام شرح بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، وحصول المأمول من علم الأصول (تلخيص إرشاد الفحول للشوكاني) (في أصول الفقه)، وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، وغيرها كثير، قال عبد الحي الطالبي: "له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ ومؤلَّفاتٌ شهيرة في التفسير والحديث، والفقه والأصول، والتاريخ والأدب، قلَّما يتَّفِقُ مثلُها لأحدٍ من العلماء، وكان سريعَ الكتابةِ حُلوَ الخَطِّ، يكتب كراستين في مجلسٍ واحدٍ بخَطٍّ خفيٍّ في ورقٍ عالٍ، ولكنه لا تخلو تأليفاتُه عن أشياءَ، إما تلخيص أو تجريد، أو نقل من لسانٍ إلى لسان آخر، وكان كثيرَ النقل عن القاضي الشوكاني، وابن القيم، وشيخه ابن تيمية الحراني، وأمثالهم، شديدَ التمَسُّك بمختاراتهم، وقد اعتراه مرَضُ الاستسقاء، واشتدَّ به المرضُ وأعياه العلاجُ واعتراه الذهولُ والإغماء، وكانت أناملُه تتحَرَّك كأنَّه مشغول بالكتابة، فلما كان نصفُ الليل فاضت على لسانِه كلمةُ أحِبُّ لقاءَ اللهِ، قالها مرة أو مرتين، وطلب الماءَ واحتُضِرَ، وفاضت نفسه، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1307هـ، وله من العُمرِ تِسعٌ وخمسون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام، وشُيِّعَت جنازته في جمعٍ حاشدٍ، وصلِّيَ عليه ثلاث مرات، و كان قد أوصى بأن يُدفَنَ على طريقةِ السُّنَّة، فنُفِّذَت وصيَّتُه.
وفاة القائد الأمير رابح الزبير .
العام الهجري : 1307 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ رابح بنُ فضل الله أو رابِحُ الزبير، كان زعيمًا سودانيًّا، وُلِدَ في عائلةٍ عربية في حلفاية الملوك، أحدِ ضواحي الخرطوم، كان والدهُ زعيمًا أو مَلِكًا على إحدى القبائل التي استوطَنَت مِنطقةَ بحر الغزال، التحق رابح بجيش "الزبير" إلَّا أنه عند بلوغه سن العشرين سافَر رابِحٌ إلى القاهرة، والتحق بجيش الخديوي إسماعيل في مصر، وعَمِلَ في سلاح الفرسان غيرِ النظاميِّين المصري أثناء حملةِ الحبشة، وقد أُصيبَ في تلك الحملة فأُبعِدَ عن الخدمة بالجيشِ، فآثر العودةَ إلى بلادِه، وكان والِدُه قد توفِّيَ قبل عودته، فانضمَّ رابحٌ إلى جيش الزبير، وأصبح في خدمتِه، حتى عُدَّ من كبار معاونيه المقرَّبين له؛ ولشِدَّةِ قُربِه من الزبير كان يسمَّى برابح الزبير وعُرِفَ به أكثر من رابح بن فضل الله، ولَمَّا توفي الزبير تولى رابحٌ قيادة الجيش، وتمكَّن من إقامة مملكةٍ إسلامية في منطقة "تشاد"، كانت عاصمتُها مدينة "ديكوا" ومات بعد قيام الفرنسيِّين بغزو مملكتِه والدخولِ إلى العاصمةِ "ديكوا" وقَتْلِه في المعركةِ.
محاولة ابن سبهان التخلص من عبد الرحمن بن فيصل .
العام الهجري : 1307 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:
أراد الأميرُ سالمُ بنُ سبهان حاكِمُ الرياض مِن قِبَل ابنِ رشيد التخلُّصِ من عبد الرحمن بن فيصل، فدبَّرَ مؤامرةً لتنفيذها يومَ عيد الأضحى، إلَّا أن عبد الرحمن اكتشَفَها، فلما دخل ابن سبهان القصرَ على عبد الرحمنِ اعتَقَله هو ومن معه، وظل ابن سبهان في السِّجنِ إلى أن أُطلِقَ سَراحُه فيما بعدُ بطَلَبٍ مِن ابن رشيد.
حصار ابن رشيد للرياض .
العام الهجري : 1308 العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:
حاول عبدُ الرحمن بنُ فيصل أن يستعيدَ سُلطتَه على مناطِقِ القصيم، فاستنجد بأهالي القصيمِ ضِدَّ محمد ابن رشيد الذي لم يمهِلْ هذا الحِلفَ حتى ينضجَ، فجَرَّد حملةً عسكرية قويةً مِن البدو والحضر، واتجه لمحاصرة الرياضِ لإنهاء حُكمِ آل سعود، وانتهى الحصارُ بعد 40 يومًا بصُلحٍ حَضَره من قِبَلِ عبد الرحمن أخوه محمد، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ قاضي الرياض، وحضر المفاوضاتِ الأميرُ عبد العزيز بن عبد الرحمن، وكان عمرُه لا يتجاوز 10 سنوات، ومن أهم بنود الصلح: فكُّ ابن رشيد حصارَه للرياضِ، والرحيل إلى حائل, وأن تكون السلطةُ الفِعليَّةُ في الرياضِ لآل سعود دون تدخُّلِ ابنِ رشيد، وإطلاقِ سَراحِ سالم بن سبهان من السِّجنِ.
معركة المليداء بين ابن رشيد وأهل القصيم .
العام الهجري : 1308 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:
قرَّر محمَّدُ ابن رشيد أن يصفِّيَ حساباتِه مع أهل بُرَيدة بعد فَشَل فتح الرياض، فأعَدَّ حملةً مِن عُربان شمر وحرب، والتقى بقواتِ القصيم في مكانٍ يدعى القرعا، وانتصر عليه أهلُ القصيم فاحتال عليهم وانسحب إلى سهلية، فلما لحق به أهلُ القصيمِ انقَضَّ عليهم وهزمهم وقَتَل منهم 1000 رجلٍ، وكان عبد الرحمن بن فيصل قد جهَّز جيشًا لمساعدة مؤيِّديه من أهل القصيم إلَّا أنه وصله خبَرُ هزيمتهم قبل أن يصِلَ إليهم، فرجع إلى الرياض وقرَّر الخروج منها لمعرفته بالنتيجةِ الحتميَّةِ أنَّ ابنَ رشيد لن يتأخَّرَ عن دخولِ الرياضِ والسيطرة عليها، فخرج بعائلته إلى الصحراء الشرقية قُربَ الأحساء, وعُرِفَت هذه المعركة بمعركة المليداء، وهي من أكبر المعارك التي مكَّنَت لابن رشيد من بَسطِ سيطرتِه على نجدٍ، ومهَّدَت لانهيارِ الدولة السعودية الثانية تمامًا.
سقوط مسقط وعُمان في يد الإنجليز .
العام الهجري : 1309 العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:
استمَرَّت السيطرةُ البرتغاليَّةُ في عمان منذ بدايةِ القرنِ السادسَ عشَرَ وحتى عام 1060هـ /1650م حين استطاعت أسرةُ اليعاربةِ تحريرَ أرضِ عمان بطردِ البرتغاليِّين مِن معاقِلِهم في مسقط ومطرح، وكان ذلك التحريرُ ثمرةَ الكفاحِ والإرادةِ العُمانية التي استثمرت تنافُسَ وصراعَ الإنجليز والهولنديِّين مع البرتغاليين؛ لتخرُجَ منه في المنتَصَف الأوَّلِ من القرن السابع عشر أقوى قوَّةٍ بحرية محليَّةٍ في غَربِ المحيط الهندي، قادرةً على إنهاءِ السيطرةِ البرتغالية. وكانت إنجلترا قد برزت منذ أواخِرِ القَرنِ السادس عشر كقُوَّةٍ بحرية ضاربةٍ بين القوى الأوروبية، وراحت تفَتِّشُ عن سبيل الوصول إلى مناهلِ الثراء الشرقية، وكسر الاحتكار البرتغالي، فكانت (إدوارد بانوتي) أول سفينة إنجليزية قامت بزيارة زنجبار عام 1000هـ /1591م وظهرت نتائِجُ زياراتها بعد تسعِ سنوات، حين تشكَّلَت شركةُ الهند الشرقية الإنجليزية التي تأسَّسَت بموجِبِ مَرسومٍ مَلكيٍّ صدر في 1009هـ /1600م والتي اقترن بها نشاطُ إنجلترا التجاري والبحري فيما بعدُ. بدأت شركة الهندِ الشرقية تمارِسُ نشاطاتِها بدُخولِ مَنطقةِ الخليج العربي، وكان هدفُها من دخولها لهذه المنطقةِ بيعَ الأصواف الإنجليزية في إيران مقابِلَ الحصول على الحريرِ، وبذلك التقت مصالحُ كُلٍّ مِن إنجلترا والفُرسِ لمهاجمة العدو البرتغاليِّ المشتركِ، وقد بلغ الخطَرُ الإنجليزي الفارسي على مركزِ الهُجومِ المشترك الذي شَنَّه الإنجليز والفرس على هرمز، كذلك تعاون الإنجليز مع الهولنديين لإزاحة منافسةِ البرتغاليَّة، فنجح أسطولٌ إنجليزي هولندي مؤلَّفٌ مِن ثماني سفن في دَحْرِ الأسطول البرتغالي بالقُربِ مِن هرمز في عام 1035هـ /1625م.
معركة حريملاء ونهاية الدولة السعودية الثانية .
العام الهجري : 1309 العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:
بعد معركة المليداء سنة 1308 أخذ الإمامُ عبد الرحمن ما أمكَنَه أخذُه من ممتلكاتِه في الرياض، وخرج بأسرتِه منها، واتَّجَه إلى المناطق الواقعة بين واحة يبرين والأحساء، لبُعدِها عن متناولِ ابن رشيد، ولوجودِ قبائل متعاطِفة معه، ومناوِئة لخَصمِه ابن رشيد، مِثلُ العجمان وآل مرة، ولكِنَّ صعوبة حياة الصحراء على نِساءِ أُسرتِه وأطفاله أجبَرَت الإمامَ عبد الرحمن على إرسالِ ابنه عبد العزيز إلى الشيخ عيسى بن خليفة حاكِمِ البحرين طالبًا منه أن يقبَلَ إقامةَ أسرته لديه، ورحَّبَ الشيخُ عيسى بالطلب، فذهب أطفالُ الإمام ونساؤه إلى البحرين، ليلقَوا كرم الضيافة هناك. حاول عبدُ الرحمن أن يستعيدَ الرياض, فجمع أنصارَه من أعراب البادية، وصَحِبَه إبراهيم بن مهنا أبا الخيل، أميرُ بُرَيدة مع عددٍ مِن أهلِها, وهاجم الإمامُ عبد الرحمن مع أتباعِه بلدةَ الدلم واستولوا عليها وطَرَدوا من كان فيها من أتباعِ محمد بن رشيد. ثم توجَّه إلى الرياض، ودخلها سنة 1309ه،ـ ومن الرياضِ سار الإمام عبد الرحمن إلى المحمل، ونزل في حريملاء شمالَ الرياضِ والتقى بابن رشيد في معركةٍ فاصلة انهزم فيها عبد الرحمن وقُتِلَ عدد من رجالِه وأنصاره، ودخل ابنُ رشيد الرياض، وبعد هذه المعركةِ تبَدَّدت آمال عبد الرحمن بن فيصل، وعاد إلى مخيَّمِه في البادية، وكانت وقعةُ حريملاء آخِرَ معارك أئمَّةِ الدولة السعودية الثانية، وبها انتهت دولةُ آل سعود في مرحلتِها الثانيةِ.
=========
ج238.
انتقال عبد الرحمن بن فيصل إلى الكويت .
العام الهجري : 1309 العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:
بعد مَعركةِ حُريملاء انتقل عبد الرحمن بن فيصل مع أسرتِه إلى يبرين في الأحساء ومنها إلى البحرين، حتى وصلوا إلى الكويت واستقروا بها حيث خصص لهم راتباً شهرياً قدره ستون ليرة عثمانية وظَلَّ فيها عشر سنوات حتى استطاع ابنُه عبد العزيز أن يستعيدَ الرِّياضَ مِن آلِ رشيد سنة 1319هـ / 1902م.
وفاة الخديوي توفيق بن إسماعيل والي مصر .
العام الهجري : 1309 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1892
تفاصيل الحدث:
هو الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا، حاكِمُ مصرَ والسودان، وحفيدُ محمد علي باشا، وكان قد تسلَّم الحُكمَ سنة 1296هـ - 1879م، بعد أن أجبَرَ الإنجليز والفرنسيون أباه الخديوي إسماعيل على تَركِ مَنصِبِه، وذلك عندما حاول استدراكَ ما فاته، وبعد أن أغرق البلادَ في ديونٍ أجنبيةٍ ضَخمةٍ مَهَّدت السبيلَ للأوروبيِّين التدخُّلَ في شئون البلاد، حاول إسماعيلُ التصَدِّيَ للنفوذ الأجنبي، فأجبروه على تركِ مَنصِبِه لأكبر أبنائه توفيق. منذ تولِّي توفيق الحُكمَ عَلِمَ أن بقاءَه مرهون برضا الأجانبِ عليه خاصةً إنجلترا وفرنسا، وعَلِمَ السلطان عبد الحميد الثاني ذلك منه، فحاول تضييقَ سُلُطاتِه والمزايا التي كانت ممنوحةً لأبيه إسماعيل مِن قَبلُ، ولكنَّ إنجلترا وفرنسا أفشَلَتا خطة السلطان عبد الحميد، ليس عطفًا على الخديوي توفيق، ولكِنْ منعًا لزيادةِ نفوذ عبد الحميد الذي سيعَطِّل مشروعات الأجانب في احتلالِ مصر. وقد وقَعَت عِدَّةُ أحداث خطيرة في عهد الخديوي توفيق نتيجةَ اتِّباعه لسياسة الولاءِ الكامِلِ للإنجليز والاستبدادِ المُطلَق على المصريِّين، فصار بذلك أسوأَ الحُكَّام في تاريخِ مِصرَ الحديثِ؛ حيث أدَّت هذه السياسة لاستقالةِ الوزارة الوطنية التي يمثِّلُها «شريف باشا» وتعيين وزارة موالية للإنجليز برئاسة النصراني الأرمني «نوبار باشا» ثم َّنصرانيٍّ آخر، وهذه الوزارةُ الموالية للأجانب عَمِلَت على زيادة التدخُّل الأجنبي في البلادِ تحت ستار سدادِ الديون، وأقدَمَت وزارةُ رياض باشا على بيعِ حِصَّة مصر في قناة السويس لإنجلترا. أثارت هذه السياسةُ نِقمةَ الشَّعبِ والجيش، وعَمَد رياض باشا ووزيرُ حربيته عثمان رفقي على تأخيرِ ترقيةِ الضبَّاط الوطنيين وكُلُّهم مُسلمون، وبدا أنَّه مخَطَّط خارجي لإضعافِ الجيشِ المصري، فقامت ثورةُ أحمد عرابي الشهيرة سنة 1298هـ -1881م، وعَزَلت وزارة رياض باشا، ووقعت أحداثٌ خطيرة قام الإنجليزُ بتدبيرها لاستثارة الوطنيين خاصَّةً أحمد عرابي الذي أصبح وزيرًا للحربيَّة في الوزارة الجديدة، وحاول رئيسُ الوزارة شريف باشا إقناعَ أحمد عرابي أن إنجلترا وفرنسا تستدرجُ مِصرَ للصدام؛ ليكون ذلك مبررًا لاحتلالِ البلَدِ، فلم يُفلِحْ فاستقال، ولم يفهَمْ عُرابي ما يخطِّطُ له الإنجليزُ، وأقدم على استثارة إنجلترا بتقويةِ دفاعات الإسكندريَّةِ، فقَصَفت إنجلترا ميناءَ الإسكندرية والمدينة، وأعلن الخديوي عزلَ عرابي، فخلع عرابي طاعَتَه، واستثار الشعبَ المصريَّ للدفاع عن البلاد، ولكَنَّه هُزِمَ في معركة التل الكبير سنة 1299هـ - 1882م، ووقعت مِصرُ أسيرةَ الاحتلال الإنجليزي. وقد توفِّيَ الخديوي توفيق في 6 رجب سنة 1309هـ - 8 يناير 1892م.
قيام أول مجمع لغوي في العالم العربي .
العام الهجري : 1309 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1892
تفاصيل الحدث:
قام أوَّلُ مَجمَعٍ لُغويٍّ في العالَم العربي، واتَّخَذَ من قصر "محمد توفيق البكري" بمصرَ مقرًّا له، وقد ضَمَّ هذا المجمَعَ أعيانَ اللغة، وغيرَهم، مثلُ: محمد توفيق البكري، ومحمد عبده، والشنقيطي، وحفني ناصف، وحمزة فتح الله، والمويلحي. ولم يستمِرَّ هذا المجمع لمدةٍ طويلة؛ فقد أُسدلَ الستار عليه بعد شهورٍ قليلة.
الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن في الكويت .
العام الهجري : 1310 العام الميلادي : 1892
تفاصيل الحدث:
بعد سُقوطِ الدَّولةِ السعودية الثانية في نجدٍ، تنقَّل عبد العزيز وهو في العاشرةِ مِن عُمُرِه مع أسرة أبيه من الرياضِ إلى شمالِ الربع الخالي حول يبرين، ثم البحرين، ومنها إلى الكويت، فقد وصلها مع نساءِ أُسرتِهم قبلَ وصول والِدِه، ونزلوا في دارٍ مؤلَّفٍ مِن ثلاث غرف أعدَّها لهم مبارك الصباح، وشهد عبد العزيز مع حداثةِ سِنِّه حادثةَ اغتيال مبارك الصباح -بمشاركة أحد أبنائه له- شيخ الكويت وأميرها أخوه الأكبر محمد الصباح، وكذلك قُتِل الأخ الأصغر جراح، ليستولي مبارك على إمارة الكويت وذلك عام 1313ه. فكانت الكويت مدرسَتَه التي تلقَّى فيها فنَّ السياسة العملية، وكانت أيامَ الشيخ مبارك الصباح المليئة بالمناوراتِ والمحاوراتِ تنطَبِعُ مقَدِّماتُها ونتائِجُها في ذهنه، وحين آنَسَ فيه مبارك صفاتِ الألمعي اللَّبِق، قَرَّبه منه، وفسح له المجالَ لحُضورِ مجالسه والاستمتاع إلى أحاديثِه مع ممثِّلي الحكومات الإنجليزية والروسية والألمانية والتركية، وظَلَّ عبد العزيز في الكويت تراوِدُه أحلام عودة أمجاد آبائه وأجداده في نجدٍ، حتى تحقَّق حِلمُه عندما تمكَّنَ مِن استعادة الرياض مِن ابن رشيد سنة 1319ه.
تولي مبارك الصباح إمارة الكويت .
العام الهجري : 1313 العام الميلادي : 1895
تفاصيل الحدث:
عندما ثار الأخُ الأوسَطُ مبارك بن صباح الصباح على أخيه الأكبر الشيخِ محمد أمير الكويتِ وقَتَله وقَتَل معه الأخَ الأصغَرَ جراحًا في ليلة واحدةٍ، تولى بعدها الشيخُ مبارك الصباح سُدَّة الإمارة في الكويتِ، وقيل: إنَّ الشيخ خزعل حاكِمَ المحمرة عاصِمةِ الأحواز كان له دورٌ في تشجيعِ مبارك على تصفية أخويه ليتفَرَّدَ بإمارةِ الكويتِ!
وفاةُ ناصر الدين شاه ملك فارس وتولي مظفر الدين شاه .
العام الهجري : 1313 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:
هو مَلِكُ فارس ناصر الدين شاه بن محمد ميرزا القاجار، الحاكِمُ الرابع في أسرة القاجار الشيعية في فارس. وُلِدَ في 6 صفر 1247 هـ/ 17 يوليو 1831 في قرية كُهنَمار بالقرب من تبريز، وكان أبوه محمد ميرزا وأمُّه ملك جهان خانم المعروفة بمهد العليا. حكَمَ فارس من 1848م، ولم يكُنْ وصولُ ناصر الدين للعرش إلَّا بمساعدة القنصل البريطاني في تبريز، وفي عهدِه تمَّ قَمعُ الحركة البابية وقتل الباب. بحَثَ ناصر الدين عن المجدِ العسكري فاستولى على هيرات، ولكِنَّ القواتِ الهنديةَ البريطانيةَ أجبَرَته على الانسحابِ، وفى الشطرِ الثاني من حُكمِه ألغى الصدارةَ العظمى (رياسة الوزراء) وتولَّاها هو بنفسِه، وبدأ حركةَ إصلاحٍ وتحديثٍ، كما قام برحلاتٍ إلى أوربا سجَّلها في يوميات تبَيِّن مدى إعجابه بالحضارة الأوربية، وأدَّى ازدياد النفوذ الأجنبي -خاصة البريطاني- في فارس إلى اضطراباتٍ شعبيَّةٍ أدَّت إلى اغتيالِه في 18 ذو القعدة 1313 هـ الموافق أول مايو 1896 داخِلَ مزار الشاه عبد العظيم. قُتِلَ ناصر الدين شاه بعد أن حكَمَ نصف قرن تقريبًا، وتولى بعده مظفر الدين شاه الذي تولى الأمورَ في الثامِنِ من حزيران سنة 1896م يعني بعد شهرٍ وعدة أيام من موتِ ناصر شاه.
معركة فركة في السودان بين المهديين والجيش المصري .
العام الهجري : 1313 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:
قامت الحركةُ المهديَّةُ بالسودان وسيطَرَت على جميع أجزائِها ما عدا دارفور، واضطرَّ الإنجليز للانسحابِ من البلاد ومعهم انسحب الجيشُ المصري تحت ضغطٍ شديدٍ من إنجلترا، وذلك سنة 1302هـ، وبعد ذلك بعامٍ واحد توفِّيَ زعيم الحركة « محمد المهدي» وجاءت على البلادِ سنواتٌ عجافٌ، وأخذت إنجلترا تخطِّطُ للعودة إلى السودان، وأخذت في تشكيل جيشٍ مصري تحت قياداتٍ إنجليزيةٍ؛ من أجل تنفيذِ هذا الغرض، وتقدم هذا الجيشُ بأمرٍ مباشرٍ مِن المندوب السامي الإنجليزي دون علمِ الحكومة المصرية، فلما عَلِمَ الخديوي «عباس حلمي» بالخبر غَضِبَ بشدةٍ، ولكنه استسلم للأمرِ الواقع في النهاية. قاد الجنرال «كتشنر» وهو ضابط إنجليزي من سلاحِ المهندسين جيشًا قوامُه عشرة آلاف مقاتل في أكمَلِ سلاح وأتمِّ استعداد، وتجمَّع الجيش في وادي حلفا وتحرَّك في اتجاه أرض السودان، وذلك في ذي القعدة سنة 1313هـ. وفي يوم 26 من ذي الحجة 1313هـ وقعت معركةُ «فركة» بين الجيش المصري الكبير وجيش الحركة المهدية الملقَّب بالأنصار، فقُتِلَ ثمانمائة مقاتل من بينهم قائدُ الجيش «حمودة» وجُرِحَ خمسمائة، وأُسِرَ ستمائة، وانسحب بقيةُ الجيشِ نحو «دنقلة»، وكانت هذه المعركة فاتحةَ انهيار الحركة المهدية وبدايةَ النهايةِ لحُكمِهم السودانَ.
ظهور كتاب الدولة اليهودية لهيرتزل .
العام الهجري : 1314 العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:
المؤسِّسُ الحقيقي للصهيونية اليهوديَّة السياسية هو (تيودور هرتزل) 1860-1904م، الذي كان منهجُه يكمُنُ في توظيف اليهودِ لحلِّ مشاكل الغرب والنَّظَر إلى المسألة اليهودية كمُشكلةٍ سياسيةٍ دوليةٍ غربيةٍ تجتَمِعُ كُلُّ الأمم المتحضِّرة (أي الغربية) لمناقشتِها وإيجاد حلٍّ لها، لكن ذلك سيتمُّ بمراقبة الرأي العام الغربي، وبمعاونة صادقةٍ مِن الحكومات المعنيَّة. دعا هرتزل إلى هجرةٍ يهودية عَلَنية بمساعدة دولة أوروبيَّة كبرى معتَمِدًا على فقراء اليهود الذين يشكِّلون قوةً عاملةً رخيصةً، ومُشجِّعًا البرجوازية اليهودية على الهجرة؛ لأنَّها ستجد في الوطن الجديد مجالًا لممارسةِ حرِّيتِها بعيدةً عن منافسة البرجوازية الأوروبية. ويُعتَبَرُ كتاب هرتزل دولة اليهود الذي صدر سنة 1896م ذا أثرٍ كبيرٍ في تشكُّل الحركة الصهيونية الحديثة وتطورها، وقبل أن يَنشُرَ كتابُه قام بنشاطٍ فعَّال التقى خلالَه شخصياتٍ يهوديةً ثريَّةً بحث معها مشروعَ الدولة اليهودية، مثل: المليونير الشهير (البارون هيرش)، كما التقى مع عدد من القادة البريطانيين الصهيونيين في لندن سنة 1895م، منهم (صموئيل منونتامو) الثري اليهودي، والنائب في مجلس العُموم عن حزب الأحرار، ودوَّن إثرَ لقائِه معه بعضَ الأفكار المتعلِّقة بفلسطين الكبرى بدَلَ القديمة. وحاول مرارًا الاتصالَ بالسلطان العثماني لحثِّه على منحِ اليهودِ فلسطينَ.
إنشاء مكتبة الجامع الأزهر الشريف .
العام الهجري : 1314 العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:
كان لكلِّ رواقٍ في الأزهر مكتبةٌ خاصةٌ به، وكان بعضُ أهل الخير يَقِفون الكتُبَ فيها، ولكنها لم تكُنْ خاضِعةً لأيِّ نظامٍ، وكانت معظمُ الكتب في النحو، فاقترح الشيخُ محمد عبده عضوُ مجلس إدارة الأزهر في حينِها من ضِمنِ إصلاحاتِه أن يكون للأزهرِ مَكتبةٌ خاصَّةٌ متكامِلةٌ منظَّمةٌ، تجمَعُ شَتاتَ الكُتُبِ المتفَرِّقة في الأروقة التي ذهب كثيرٌ منها إلى أوربا عن طريقِ سماسرة الكتُبِ ومَن لا أمانة له من الذين كانوا يبيعون المخطوطاتِ، بل إنَّ بعض المكتبات التابعة للأزهر كانت في الحارات وبعضُها في الحوانيت، فتقَدَّم بفكرة المكتبة إلى مجلسِ إدارة الأزهرِ، فنالت القبولَ من أعضائه واختير المكانُ المناسب، وكُتِبَ لديوان الأوقاف الذي يتولى الإشرافَ على شؤون الأزهرِ، ثم نُفِّذَت الفكرةُ فعلًا في شعبان مِن هذا العام ولاقت في البدايةِ صُعوبةً في إقناع أهل الأروقةِ بفائدةِ المكتبة العامَّةِ وضَمِّ مكتباتِهم إليها، كما وُجِدَت صعوبات في ترميمِ الكتب، ولم يُكتَفَ بما جُمِعَ من الأروقة بل دُعِيَ العلماءُ والعظماء للمشاركة في تكوين المكتبة، فوَهَب بعضُ المشايخ مكتباتِهم الخاصةَ لها، مثل الشيخ حسونة النواوي رئيس مجلس إدارة الأزهر، وورثة سليمان باشا أباظة بمكتبةِ والِدِهم، وهي من أنفَسِ المكتبات الخاصة، وتشغَلُ المكتبة الأزهرية الآن ثلاثةَ أمكِنَة؛ اثنان منها داخِلَ الأزهر، وهما المدرسة الأقبغاوية، والمدرسة الطيبرسية، والثالث خارج الأزهر ملاصِق له وهو الطابِقُ الثاني من بناء أنشأته مشيخةُ الجامع الأزهر سنة 1936م كمُلحَق للإدارة العامة المجاورة للأزهرِ، وعدد الكتب التي بدأت بها المكتبة سنة 1897م هو 7703 كتابًا في سبعة وعشرين فنًّا، وبلغت سنة 1943م ثمانية وخمسين فنًّا وعدد الكتب 90075 مجلدًا، وفيها أكثر من اثنتي عشرة مكتبة خاصة، وتختَصُّ المكتبة بكثرة المخطوطات التي بلغت سنة 1943م 24000 مجلدٍ مخطوطٍ.
وفاة جمال الدين الأفغاني .
العام الهجري : 1314 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
هو محمد جمال الدين بن صفدر -وتكتب صفتر- الحسيني الأفغاني الأسد آبادي، كان فيلسوفًا سياسيًّا، وكاتبًا وخطيبًا وصحفيًّا، ولد في شعبان 1254هـ / أكتوبر 1838م بأسد آباد بالقربِ من همذان من أعمال فارس، وقيل إنه ولد بأسد آباد الأفغانية؛ ولذا اختُلِفَ في أصل نسب أسرتِه، هل هو فارسي إيراني أم أفغاني, وقيل إنه من أسرة أفغانية عريقة ينتهي نسَبُها إلى الحسين بن علي رضي الله عنه, نشأ الأفغاني في كابول عاصمة الأفغان. وتعلَّم فيها بدايةَ تلقيه العلمَ اللغتينِ العربيةَ والفارسية، ودرَس القرآن وشيئًا من العلومِ الإسلامية، وفي سِنِّ الثامنة لفت أنظارَ من حوله بذكائه الشديد، مما جعل والِدَه يحفِّزُه إلى التعلم، وفي أوائل سنة 1266هـ / 1849م وقد بلغ الثانية عشرة من عمره انتقل به والده إلى طهران، وفي طهران سأل جمال الدين عن أكبَرِ علمائها في ذلك الوقت، فقيل له: إنه "أقاسيد صادق" فتوجَّه مباشرةً إلى مجلسه، ودار حوارٌ بينهما في مسألةٍ علميةٍ، فأُعجِبَ الشيخ من علمه وجرأتِه مع صِغَرِ سنه، فأقبل عليه وضمَّه إلى صدره وقبَّلَه، ثم أرسَلَ إلى والده يستدعيه، وأمره أن يشتريَ له عباءةً وعمامة، ثم قام الشيخُ بلَفِّ العمامة ووضَعَها بيده فوقَ رأسه تكريمًا له، واعتزازًا بعلمِه. ثم ترك جمال الدين طهران، وسافر مع والدِه -إلى مركز الشيعية العلمي- في النَّجفِ بالعراق في نفس العام، ومكث فيها أربعَ سنوات درس فيها العلومَ الإسلامية وغيرها؛ فدرس التفسير والحديث، والفلسفة والمنطق وعلم الكلام، وأصول الفقه، والرياضة، والطب والتشريح، والنجوم. وقرأ في اللغةِ والأدبِ، والتاريخ والتصوف، والشريعة، وظهر حُبُّه الشديد للمناقشة في المسائل الدينية، أتقن الأفغانيُّ الحديث باللغة العربية والأفغانية والفارسية والسنسكريتية والتركية، وتعلم الفرنسية والإنجليزية والروسية، وإذا تكَلَّم بالعربية فلغتُه فصحى، وهو واسِعُ الاطِّلاع على العلومِ القديمة والحديثة، كريمُ الأخلاقِ كبيرُ العقل، وعندما بلغ الثامنة عشرة أتمَّ دراستَه للعلوم، وظلَّ الأفغاني طوال حياته حريصًا على العلمِ والتعلُّم، وبرزت فيه هوايةُ التَّرحالِ والأسفار. فسافر إلى الهندِ لدراسة بعض العلوم العصرية، ثم عاد إلى أفغانستان. كان الأفغانيُّ يُظهِرُ في عمله السياسي مناهَضةَ استبداد الحكَّام ومناوأة الاستعمار عمومًا والإنجليزيِّ خصوصًا في كلِّ مكانٍ ينزِلُ فيه. حينما وقع خلافٌ بين الأمراء الأفغان انحاز جمال الدين إلى محمد أعظم خان الذي كان له بمثابةِ وزيرِ دولة، وحدث صدامٌ بين جمال الدين وبين الإنجليز، فرحل عن أفغانستان أو طرَدَه الإنجليزُ منها سنة 1285ه ـ/ 1868م، ومر بالهندِ في طريقِه فكان الإنجليز يمنعون العُلَماءَ وطلبة العلم الجلوسَ معه، فخرج منها إلى مصر حيث أقام بها مدةً قصيرة تردَّد في أثنائها على الأزهرِ، وكان بيته مزارًا لكثيرٍ مِن الطلاب والدارسين خاصةً السوريين. ثم دعاه السُّلطانُ العثماني عبد العزيز إلى زيارةِ الدولة العثمانية فأجاب الدعوة، وسافر إلى الأستانة في عهدِ الصدر عالي باشا، فعَظُم أمرُه بها، وذاعت شهرتُه وارتفعت منزلته، ثم عُيِّن جمالُ الدين وهو في الأستانة عضوًا في مجلس المعارِفِ الأعلى، وهناك لقِيَ معارضة وهجومًا من بعضِ علماء الأستانة وخطباءِ المساجد الذين لم يرُقْهم كثير من آرائِه وأقواله، وخاصة من شيخِ الإسلام حسين فهمي أفندي، فطُلب من الأفغاني أن يرحَلَ، فخرج من الأستانة عائدًا إلى مصر، فأقام فيها بضعَ سنوات خاض فيها غِمارَ السياسة المصرية، ودعا المصريِّين إلى ضرورةِ تنظيم أمورِ الحُكمِ، وتأثَّرَ به في مصر عددٌ من رموز الحركة الأدبيَّةِ والسياسية، منهم: محمد عبده، ومحمود سامي البارودي، وغيرهما، فقد أُعجِبوا بفكره وجرأتِه في مناهضة الاستبداد والاستعمار، ويُذكرُ أن للأفغان دورًا في إعطاء دفعةٍ قويةٍ للنَّهضةِ الأدبيَّةِ الحديثة بمصر، فلمَّا تولى الخديوي توفيق باشا حُكمَ البلاد أمَرَ بإخراجه مِن مِصرَ، فأُخرِجَ بطريقة عنيفةٍ بأمرٍ مِن الخديوي بعد أن أقام في مِصرَ نحوَ ثماني سنوات. انتقل إلى الهند سنة 1296هـ / 1879م، ثمَّ طُرِدَ من الهند بأمرٍ مِن الإنجليز، فاتَّجَه إلى أوروبا واختار أن يبدأ بلندن، ومنها انتَقَل إلى باريس، فشرع في تعلُّم الفرنسية فيها، وبذل كثيرًا من الجُهدِ والتصميمِ حتى خطا خطواتٍ جيدةً في تعلُّمِها، ثم اتصل بتلميذِه الشيخ محمد عبده المنفيِّ حينَها في بيروت، ودعاه إلى الحُضورِ إلى باريس، وأصدرا معًا جريدة "العُروة الوثقى"، ولكِنَّها ما لَبِثَت أن توقَّفَت عن الصدور بعد أن أُوصِدَت أمامَها أبوابُ كُلٍّ مِن مصر والسودان والهند، بأمرٍ مِن الحكومةِ الإنجليزيةِ, ثمَّ دعاه شاه إيران "ناصر الدين" للحُضورِ إلى طهران، واحتفى به وقَرَّبه، وهناك نال الأفغانيُّ تقدير الإيرانيين وحَظِيَ بحُبِّهم، ومالوا إلى تعاليمِه وأفكارِه، ثمَّ ذهب إلى روسيا فأقام فيها ثلاثَ سنواتٍ تنَقَّل بين موسكو وعاصمتِها بطرسبرج آنذاك، وزار كييف، والتقى بقيصرِها ألكسندر الثالث، ثمَّ أمر القيصَرُ بطَردِه من روسيا، فعاد مرةً أخرى لإيران بطلَبٍ من الشاه ناصر الدين، ثم انقَلَب عليه فطَرَده من إيران، فرحل إلى البصرة، ومنها إلى لندن للمرَّة الثانية؛ حيث اتخذ من جريدة "ضياء الخافقين" منبرًا للهُجومِ على الشاه ناصر الدين، وكشف ما آلت إليه أحوالُ إيران في عَهدِه، انتظم جمالُ الدين في سِلكِ الماسونيَّةِ بطَلبٍ منه؛ زعم أنَّ ذلك يُفسِحُ له المجالَ أمامَ أعماله السياسيَّةِ، وقد انتُخِبَ رئيسًا لمحفل "كوكب الشرق" سنة 1295هـ / 1878م، وقيل إنه استقال منه فيما بعدُ. يُعتَبَرُ الأفغانيُّ في نظرِ مُريديه وطنيًّا كبيرًا، بينما يَنظُرُ إليه خصومُه على أنَّه مهَيِّجٌ خطير، فقد كان له أثَرٌ كبير في الحركاتِ الحُرَّة والحركات الدستورية التي قامت في الدُّوَلِ العربية والإسلامية، وكان يَرمي من إثارة الخواطِرِ إلى تحريرِ هذه الدُّوَلِ من النفوذ الأوربي واستغلالِ الأوروبيِّين، ثم بعد ذلك النهوض بها نهوضًا ذاتيًّا من الداخل متوسِّلًا في ذلك بإدخالِ النظُمِ الحُرَّة إليها، كما كان يهدفُ إلى جمع كَلِمةِ الدول الإسلامية بما فيها فارس الشيعيَّة تحت راية خلافةٍ واحدةٍ، وإقامةِ إمبراطوريةٍ إسلاميةٍ قويةٍ تستطيعُ الوقوفَ في وجهِ التدَخُّلِ الأوربي؛ ولذلك دعاه السلطانُ عبد الحميد الثاني في عهدِه وقَرَّبه إليه وتعاون معه في تسويقِ فكرة الجامعة الإسلامية، ثم انقلب عليه السلطانُ عبد الحميد الثاني لَمَّا شك في علاقتِه بالإنجليز. لم يُكثِرِ الأفغاني من التصنيف اعتمادًا على ما كان يبُثُّه في نفوس العاملين، وانصرافًا إلى الدعوة بالسِّرِّ والعلن. له تاريخ الأفغان، ورسالة الرد على الدهريين، ترجمها إلى العربية تلميذه الشيخ محمد عبده, وجمع محمد باشا المخزومي كثيرًا من آرائه في كتاب خاطرات جمال الدين الأفغاني، ولمحمد سلام مدكور كتاب جمال الدين الأفغاني باعث النهضة الفكرية في الشرق. توفِّيَ الأفغاني في الأستانة بعد أن أُصيب بمرَضِ السرطان في فَكِّه، عن عمرٍ بلغ نحو ستين عامًا، وقد ثار الجدَلُ حول وفاته، وشكَّك البعضُ في أسبابها، وأشار آخرون إلى أنه اغتيلَ بالسمِّ. وكانت وفاته في 5 من شوال 1314هـ / 10 من مارس 1897م. قال عنه الفيلسوفُ إرنست رينان الذي التقى به وحاوَرَه: "قد خُيِّلَ إليَّ مِن حريَّةِ فِكرِه ونبالةِ شِيَمِه وصراحتِه وأنا أتحدث إليه، أنَّني أرى وجهًا لوجهِ أحدِ مَن عرفتُهم من القُدَماء، وأنني أشهَدُ ابنَ سينا أو ابنَ رشد, أو أحدَ أولئك الملاحدة العِظامِ الذين ظلُّوا خمسة قرون يعملونَ على تحريرِ الإنسانيةِ مِن الإسارِ" وتبقى شخصيةُ الأفغاني يحومُ حولَها كثيرٌ مِن الشُّكوكِ!
إعلان الدولة العثمانية الحرب على اليونان .
العام الهجري : 1314 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
أعلنت الدَّولةُ العثمانية الحربَ على اليونان بعد حروبِ العِصاباتِ التي شنَّها اليونانيون في عددٍ مِن الإيالات (الولايات) العُثمانية، وقد استمَرَّت هذه الحرب شهرًا، وانتصرت فيها الدولةُ العثمانية التي أفنت الجيشَ اليونانيَّ في معركة "برنار" ووصلت إلى أبواب العاصمةِ أثينا.
انتصار الجيش العثماني على الجيش اليوناني في معركة "جتالجه" .
العام الهجري : 1314 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
انتصر الجيشُ العثماني على الجَيشِ اليوناني الذي يقودُه الأمير "قسطنطين" وليُّ عهد اليونان في معركةِ "جتالجه". ومكَّنَت انتصارات العثمانيين على اليونان من اقترابِ الجَيشِ العثماني إلى مسافة 150 كم من العاصمةِ أثينا.
حادثة فاشودة في جنوب السودان .
العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
حادثُ فاشودة كان من أسبابِ الخلافِ بين انجلترا وفرنسا في السيطرةِ على أعالي النيلِ، هو تصميمُ الخديوي إسماعيل على الوصولِ إلى أعماقِ الجنوب السوداني عند تأسيسِه مديرية خَطِّ الاستواء على حدودِ أوغندا ليسيطِرَ على كلِّ مجرى نهرِ النيل والامتداد في أعماقِ القارَّة. وقد أصبحت تلك المناطِقُ ضِمنَ الوجود المصري في السودانِ، وكانت الإمبراطوريةُ الفرنسيةُ بدَورِها تتحَرَّك باتجاهِ مَنطِقةِ جنوب السودان هي الأخرى؛ حيث كان القائِدُ الفرنسي مارشان قد وصل إلى فاشودة بعد عامين من خروجِه من مدينة برازافيل في الكونغو على رأسِ جنودِ سينغاليين مجتازًا ثلاثةَ آلاف كيلومتر في جوف القارة؛ بهَدَفِ ضَمِّ أعالي النيل إلى الإمبراطورية الفرنسية؛ لتلتقي قواتُه مع قواتِ كتشنر الذي كان بعد انتصارِه على الحركة المهدية واحتلالِ الخرطوم انطلق على مركَبٍ بخاري ومعه عددٌ من الجنود المصريين والسودانيين متَّجهًا إلى فاشودة، حيث وصل بعد يومين من وصولِ مارشان. وعندما التقى الطرفانِ أعلم كتشنر القائِدَ الفرنسي بأنَّ عليه العودةَ إلى بلاده وتَرْكَ فاشودة؛ لأن الأرض التي يَقِفون عليها هي أرضٌ مِصريَّةٌ، وأن الخِلافَ هو بين مصر وفرنسا، وقد استقبل كتشنر خَصمَه الفرنسي بلباسِ ضابطٍ مِصريٍّ، وتحت العلم المصري. كانت مرحلة صراعات بين الدُّوَلِ الاستعمارية حول السودان ومنطقةِ القرن الأفريقي ووسط أفريقيا. وكانت نقطةُ الالتقاءِ هي فاشودة التي انتهت بدونِ معركةٍ عَسكريةٍ، وكانت عنوانًا لتقسيم المنطقة وَفقَ نظرية الاتفاقاتِ الوُدِّية والتي تبلورت بعد سنواتٍ قليلةٍ فيما سمِّيَ بالاتفاق الوُدي لتقسيمِ الدُّوَل العربية أو المستعمرات بين الدُّوَل الاستعمارية! بعد صراعاتٍ حاولت فرنسا خلالَها هي الأخرى الاتصالَ بالثورة المهدية والطَّلَب منها رفعَ العَلَم الفرنسي فوقَ فاشودة قبل أن تقومَ بمساندة الثورة المهديَّة في مواجهة بريطانيا، وبعد مواجهةِ فاشودة انتهت الأوضاعُ إلى الاستقرار على تقسيم "السودان العظيم" إلى مناطِقِ نفوذ وقَعَ فيها السودان الحاليُّ الذى نعرفه تحتَ الاحتلال الانجليزي. أخذت إيطاليا (بيلول) شمال خليج (عصب)، والمنطقة الساحلية قرب (مصوع) إرتريا الحالية, وأخذت الحبشةَ مدينة (هرو)، وانتزعت إنجلترا الجهاتِ المطِلَّةَ على بحيرة فيكتوريا، ووضعت فيها أساسًا لمستعمرة أوغندا كمركزٍ لِمُستعمراتِها الأفريقيةِ، وأخرجت إنجلترا فرنسا من فاشودة تحت العَلَمِ والجيش المصري إلى المناطِقِ الأخرى في جوف القارة، وهى التي أصبحت تسيطِرُ على تشاد فعليًّا.
وفاة الأمير محمد ابن رشيد حاكم نجد وجبل شمر .
العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
هو الأميرُ محمدُ بنُ عبد الله بن علي بن رشيد، من شمر، أكبَرُ أمراءِ آل رشيد أيامَ حُكمِهم في حائل وما حولها. كان أبوه عبدُ الله قد لجأ إلى آل سعودٍ وأقامه الأميرُ فيصل بن تركي بن عبد الله أميرًا على حائل، وتوفِّيَ بها سنة 1263هـ، وخلفه ابنُه طلال فتوفي سنة 1283 وخَلَفه أخوه متعب فقتله ولَدَا أخيه بندر وبدر ابنا طلال سنة 1285، وقام محمد سنة 1288 فقتل خمسةً من أبناء أخيه طلال بينهم بندر وبدر، وترك سادسًا لهم اسمه نايف لصغر سنه، وتوطَّدَت له الإمارة. وامتَدَّ حُكمُه إلى أطراف العراق ومشارف الشام، ونواحي المدينة واليمامة وما يلي اليمن. وغلب على نجدٍ، وانتهز فرصةَ الخلاف بين أمراء آلِ سعود، فأدخل نجدًا في طاعتِه بعد أن قضى على دولتِهم في مرحلتها الثانية سنة 1309ه. وأَمِنَت المسالك في أيامِه، وفكَّرَ في إنشاءِ ميناء بحريٍّ لنجد، فحالت منيَّتُه دون ذلك. توفِّيَ بحائلٍ ولم يُعقِب ولدًا، فلمَّا مات خلفه ابنُ أخيه عبد العزيز بن متعب الذي قُتِلَ في المواجهة مع الملك عبد العزيز في معركة روضة مهنا بالقصيم سنة 1324.
محاولة اليهود إغراء السلطان عبد الحميد الثاني بهجرتهم إلى فلسطين .
العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
في هذا العام زار الإمبراطورُ الألمانيُّ ويلهلم استانبولَ فلَحِقَه هرتزل وتمكَّن من مقابلتِه في القدس وطلَبَ مساعدتَه بشأن الهجرة إلى فلسطين، وبعد توسُّط السفارة الألمانية في استانبول تقَدَّم هرتزل وبصُحبتِه الحاخام اليهوديُّ موشيه ليفي مِن السلطان عبد الحميد الثاني قائلًا: مولانا صاحِبَ الشوكة جلالةَ السلطانِ، لقد وكَّلَنا عبيدُكم اليهودُ بتقديم أسمى آيات التبجيل والرجاءِ، عبيدُكم المخلِصون اليهودُ يقَبِّلون الترابَ الذي تدوسونه ويَستعطِفونكم للهجرةِ إلى فلسطين المقدَّسة، ولقاء أوامِرِكم العالية الجليلة نرجو التفضُّلَ بقَبولِ هديَّتِكم خمس ملايين ليرة ذهبية، فما كان من الخليفةِ إلَّا أن أمر بطردِهم، كما جاء في مذكرات هرتزل، بلِّغوا هرتزل ألا يبذُلَ بعد اليوم شيئًا من المحاولة في هذا الأمرِ؛ أمرِ دُخولِ فلسطين، والتوطُّن فيها؛ فإنِّي لست مستعدًّا لأن أتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه البلاد لتذهَبَ إلى الغيرِ، فالبلاد ليست ملكي بل هي مِلكٌ لشعبي، روى ترابها بدمائِه، فلْتحتفِظ اليهودُ بملايينهم من الذهَبِ. وأصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين، فاتخذوا قرارًا بخَلعِه وحاولوا استخدامَ المنظَّمات السرية الأرمنية، وفوَّضوا عمانوئيل قره صو الذي يتمتَّع بجنسية عثمانية وإيطالية، والذي أصبح نائبًا عن ولاية سلانيك بتلك المهمَّة، فكان هذا اليهودي ممن اشترك مع الوافدِ الذي دخل على الخليفة ليبلِّغَه قرارَ عَزلِه.
انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا .
العام الهجري : 1315 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
بدأت الجمعيَّاتُ السرِّيَّةُ وغيرُ السريَّةِ تنتَشِرُ في البلادِ، والأفكارُ الغربية المواليةُ للغربِ والمعاديةُ لفِكرةِ الخلافة تنتَشِرُ، وبدأت التنظيماتُ العسكريَّةُ تنمو وتتَّسِعُ دائرتُها بسرعةٍ، وبدأ الخطَرُ اليهودي يَبرُز بشكلٍ واضحٍ سواء عن طريقِ يهود الدونمة، أو عن طريقِ الماسونيَّة، أو عن طريق اليهودِ من الخارج؛ إذ ساعدوا الجمعيَّاتِ السريَّةَ، وكان اليهودُ قد دَعَوا إلى اجتماعٍ لبَحثِ قضيَّتِهم وعَقْدِ المؤتمر الذي دَعَوا إليه في بازل - أو بال- بسويسرا عام 1315هـ ورأوا في المؤتمَرِ أن يعملوا على تأسيسِ وطَنٍ قوميٍّ لهم يجمعون فيه أبناءَ عقيدتِهم الذين يُضطَهدون في العالم نتيجةَ تصَرُّفاتِهم وآرائِهم وعقائِدِهم الخاصة بهم سواءٌ أكانت ابتزازًا للأموال أم تسخيرًا للجِنسِ لحسابِ تحقيقِ مآرِبِهم أم قتلًا للأبرياء للحُصولِ على الدماء لعمَلِ فطيرتِهم في عيدِهم المقَدَّس، وأصَرَّ هرتزل يومذاك على أن تكون فلسطين هي الوطَنَ القوميَّ لهم، فأُعطِيَ الصلاحياتِ مِن أجلِ تحقيق غاياتهم، فنشأت الفكرةُ الصهيونيَّةُ، وأصبح هرتزل يتَّصِلُ بالسلطانِ عبد الحميد الثاني من أجلِ ذلك.
توقيع الدولة العثمانية معاهدة استانبول مع اليونان .
العام الهجري : 1315 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:
وقَّعت الدولةُ العثمانيةُ مُعاهدةَ استانبول مع اليونان، بعد الحَربِ التي نَشَبت بين الجانبين وكَسَبتْها الدولةُ العُثمانية، ونصَّت المعاهدةُ على أنْ تدفَعَ اليونان لاستانبول غراماتٍ حربيَّةً ضَخمةً.
بريطانيا تفرض حمايتها على الكويت .
العام الهجري : 1316 العام الميلادي : 1898
تفاصيل الحدث:
بعد أن استطاع الشيخُ مبارك آل الصباح الاستيلاءَ على حُكمِ الكويت أبقى العلمَ العُثمانيَّ مرفوعًا في الكويت ليخَفِّفَ نقمةَ النَّاسِ عليه من قَتلِه لأخويه محمد وجراح ليستفردَ بالحكم، ومن جانبِ الدولة العثمانية فإنها لم تكنْ واثقةً به، ومنعًا لاعتراف أيِّ دولة باستقلاله عيَّنَتْه قائمقام في الكويت، أمَّا البريطانيون فكانوا يتخوَّفون من أمرين: من الحكومة العثمانية التي بدأت تعَزِّزُ قواتها في البصرة، وبدأت نواياها تتَّجِهُ إلى ضمِّ الكويت رسميًّا لها، وعدم تركها على وَضعِها، ومن طرفٍ آخَرَ تتخَوَّف من روسيا التي باتت تزاحمُها على الخليج العربي بالتقرُّبِ من الكويت لأخذِ الامتيازات وإنشاء محطاتٍ للفحم في الموانئ، فحاولت بريطانيا عن طريقِ المقيم البريطاني عقدَ اتفاقية مع مبارك الصباح، فتَمَّ إبرام اتفاقية مضمونُها عدم استقبال مبارك لأيِّ مبعوث دولة أجنبية، وتمت هذه الاتفاقيَّةُ بسريَّةٍ تامَّةٍ، وحاولت بريطانيا أيضًا أن تزيدَ عدد السفن البحرية الحربية بحُجَّةِ حماية الخليج العربي أمام الكويتِ، وحاول العثمانيون أن يتولَّوا بأنفُسِهم إدارة ميناء الكويت، ورفض ذلك مبارك فأرسل العثمانيون قوةً عسكريةً بحجَّةِ إقامة دارٍ للجمارك ومَدِّ خطٍّ للتلغراف، وفي الوقت نفسه قام البريطانيون بإعلامِ العثمانيين بأنَّ الكويتَ له استقلالُه، وأنَّ الأمور ستُصبِحُ خطيرةً إذا ما قام العثمانيون بإنشاءِ دار الجمارك في الكويت دون موافقةِ بريطانيا، وأصدر البريطانيون أوامِرَهم للمقيم البريطاني في الخليجِ العربي بالضغطِ على مبارك وتهديدِه حتى لا يتصَرَّفَ دون استشارةِ حكومة الهند، ثم إنَّ محاولات الدولة العثمانية لفَرضِ سُلطتِها على الكويت جَعَلت مباركًا يتصل بقائِدِ السفينة البريطانية سفنكس طالبًا منه إعلان الحكومة البريطانية بتجديدِ الحمايةِ الدائمةِ على الكويت، ورفضت بريطانيا ذلك أولًا، ثم استاء البابُ العالي من مبارك، فأصدر مرسومًا بنفيه من الكويت، ولكِنَّه استنجد بالسفُنِ البريطانية ليخَلِّصوه من هذا المرسوم، وبعد أن قام كرزن برحلةٍ إلى الخليج العربي والتي أدَّت إلى تركيز النفوذ البريطاني في الخليجِ بعد مناقشةٍ قوية مع الدولة العثمانية، تمَّ إعلانُ الحمايةِ البريطانية للكويت والتي أصبحت الكويت بموجِبِه منطقةَ نفوذٍ بريطانية، وتم تعيينُ ممَثِّل سياسي فيها، هو الضابط نوكس.
الدعاية للقومية التركية بغرض إلغاء الخلافة الإسلامية .
العام الهجري : 1316 العام الميلادي : 1898
تفاصيل الحدث:
كان السُّلطانُ عبد الحميد الثاني قد أعلن الدستورَ سنة 1876م لكنه بعد سنتين عَلَّق الدستور وعطَّل البرلمانَ العثماني لَمَّا رأى أنَّ أكثَرَ الموالين للدستور من المفتونيين بأوربا وسياستِها وعلى صلةٍ بالساسة الأوربيين، ويعادون القانونَ الإسلاميَّ، ويطلقون على أنفُسِهم اسمَ الدستوريين، فانطلقوا يعملون على نشرِ أفكارِهم وبدؤوا بتأسيسِ الجَمعيَّاتِ السرِّية التي كان من أشهَرِها وأولها جمعية الاتحاد والترقي، التي تأسَّست في باريس هذا العام، وجمعية الحرية، في سلانيك في 1323هـ ثم اندمجتا معًا ولم يقتَصِرِ الأمرُ على المدنيين، بل إنَّ العسكريين أيضًا كانوا ينضَمُّون لهذه الجمعيَّات، وكانت أقدم الجمعيَّات هي الجمعيَّاتِ الشعبيَّة العثمانية التي تأسَّست منذ عام 1282هـ، وكانت علنيَّة غيرَ سرية، أمَّا التنظيماتُ العسكرية فكان تنظيمُ نيازي بك، ورائف بك، وحسين بك، وصلاح الدين بك، وكانت الحكومةُ مهتمَّةً في ذلك الوقت بالحَدِّ من خطَرِ مخطَّطاتِ اليهود سواءٌ كانوا من الدونمة، أو من الماسونية، أو من الخارج، الذين يدعمون هذه الجمعيَّات السريَّة، وكانت المعارَضةُ في الداخل من الأحرارِ العثمانيين الذين يريدون السيرَ على المنهجِ الأوربي لا المنهجِ الإسلاميِّ مفتونين بالحضارة الأوربية، ويظنون أنَّ طريقَها يكون بالتخلِّي عن الإسلامِ، ومن طرفٍ آخَرَ كانت المعارَضاتُ من القوميين غيرِ الأتراك الذين بدؤوا بالظهورِ وتكوين الجمعيات أيضًا الخاصة بهم، التي نشأت كرَدِّ فعل على القوميين الأتراك الذين بدؤوا ينشُرون ويعملون على جَعلِ الدولة العثمانية دولةً تركيةً بحتةً لا دَخْلَ للعرب فيها، مثل: جمعية تركيا الفتاة، وجمعية الوطن والحرية، التي كان منها مصطفى كمال أتاتورك، ثمَّ بدأت الثوراتُ تُظهِرُ الرغبةَ في خلعِ السلطانِ عبد الحميد.
استعادة الجيش المصري الإنجليزي السودان .
العام الهجري : 1316 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1898
تفاصيل الحدث:
بعد أن سيطر المهديُّون على السودان كلِّها وجاءت الأوامِرُ الإنجليزية للمصريين بالانسحابِ مِن السودان، ثمَّ أخذت إنجلترا بالعمل لاستعادة السودانِ، ووافق ذلك هزيمةَ إيطاليا أمام الحبشة، فاستنجدت إيطاليا بإنجلترا فتشَكَّل الجيشُ المصري الإنجليزيُّ، وتجمَّعَ في حلفا في ذي القعدة 1313هـ / أيار 1896م ليستعيدَ السودان، وقاد الجيشَ كتشنر الضابِطَ الإنجليزيَّ، ثم أُعطِيَت الأوامِرُ للتقَدُّمِ إلى السودان، وحدث صدامٌ أوَّلًا بين دوريةٍ مِن هذا الجيشِ والأنصارِ، ثمَّ حَدَثت معركةُ فركة في السادس والعشرين من ذي الحجة / حزيران، ولم يكن عددُ السودانيين يزيدُ على ثلاثة آلافٍ، على حين كان الجيشُ المقابِلُ عشرةَ آلاف بعتاده الكامِلِ، فقُتِلَ من السودانيين قائِدُهم حمودة ومعه ثمانمائة مقاتل، وأُسِرَ سِتُّمائة وتراجَعَ البقيَّةُ إلى دنقلة، ثمَّ جَرت اتصالاتٌ سريَّةٌ بين الضبَّاط الإنجليز وأعيان كردفان وزعيم الكبابيش وعبد الله ولد سعدٍ زعيم قبيلة الجعليين؛ لإعادة الحكم المصري، غيرَ أنَّ الجيش المصري قد أُصيب بكارثة انتشار الكوليرا في صفوفِه، ووجد أميرُ دنقلة أنَّه لا يستطيعُ الصمود أمامَ الغزاة فأخلى مدينتَه ودخَلَها كتشنر دون مقاومةٍ، ووصل مدينة مروى ومد الإنجليزُ خطًّا حديديًّا بسرعة بين حلفا وأبو حمد، وحاولت قوةٌ مهدية المقاومةَ في أبو حمد غيرَ أنَّها قد هُزِمَت أمام قوة السلاح رغمَ ما قدَّمت من تضحية، وكذلك انسحب أمير بربر إلى أم درمان، وجاءت قوةٌ من الجيش المصري من سواكِن على البحر الأحمر وتقَدَّمت نحو الداخل وأخذت مدينةَ كسلا من أيدي الإيطاليين، وذلك في 26 رجب 1315هـ / 20 ديسمبر 1897م، وانتصر كتشنر على قائدِ الجيش السوداني محمود في بلدة النخيلة على نهر عطبرة في 15 ذي القعدة 1315هـ / 6 نيسان 1898م وتقدَّم الإنجليزُ بجنودِهم المصريين نحو الجنوبِ وجَرَت معركةُ كرري في ربيع الثاني 1316هـ / أيلول 1898م وقُتِلَ فيها عشرة آلافٍ مِن الأنصارِ أتباعِ حركةِ المهديِّ، ودخل كتشنر الخرطومَ ورُفِع عليها العَلمانِ المصريُّ والإنجليزي، وتم التفاهمُ مع الفرنسيين في فاشودة.
====
ج 239.
الاتفاقية المصرية السودانية .
العام الهجري : 1316 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1899
تفاصيل الحدث:
بعد أن استعاد الجيشُ المصري الإنجليزي السودانَ، تم التوقيعُ على الحُكم الثنائي للسودان، وذلك بين كرومر المندوب السامي الإنجليزيِّ في مصر ووزيرِ خارجية مصر بطرس غالي، وقد كانت الاتفاقيَّةُ بشأنِ إدارة السودان في المستقبَلِ، وأُطلِقَ لفظُ السودان في هذه الاتفاقية على جميع الأراضي الواقعة جنوبَ خَطِّ العرض 22 شمالًا، وأن يُرفَعَ العلمان البريطاني والمصري في البَرِّ والبحر في جميع أنحاء السودان عدا سواكن، فلا يُرفَعُ إلا العلمُ المصري، وغيرها من البنود التي تتضَمَّن تبعيةَ السودان لمصر. وعَمِلَت إنجلترا على إقحامِ مِصرَ مع أنَّه فعليًّا الأمر للإنجليز؛ من أجلِ فرنسا، وأُطلِقَ على الحُكم بالثنائي يعني بين مصر وإنجلترا، وهذا أيضًا ينهي السيادة العثمانية على السودانِ.
ظهور حركة محمد الصومالي ودورها في مواجهة الإنجليز .
العام الهجري : 1317 العام الميلادي : 1899
تفاصيل الحدث:
واجه الاستعماران البريطانيُّ والإيطاليُّ ثورةَ الزعيم محمَّد عبد الله حسن الذي تلقَّب بمهدي الصومال. الذي استطاع أن يقاوِمَ المستعمرين لمدةِ عشرين عامًا كبَّدَهم أثناءَها الخسائِرَ الفادحة. وكانت بدايةُ هذه المقاومة هذا العام. وقد استطاع محمدُ عبد الله «الملا المجنون» (لقب أطلقه عليه الإنجليز) انتزاع حَقِّ السيادة على مناطقَ عديدةٍ. وفي عام 1913م. ألحقت قواتُه هزيمةً نكراء بالقوات الإنجليزية التي كان يقودُها الكولونيل «كورفيلدو» الذي قُتِلَ أثناء المعركة. وكان محمد عبد الله حسن قد أجرى عدةَ أحلافٍ مع العثمانيين وإمبراطور الحبشة (ليدجي يسوع الذي اعتنق الإسلام وفقد جرَّاءَ ذلك عرشَه). وقد استطاع ونستون تشرشل بإصداره الأمرَ باستعمال الطيرانِ الحربيِّ ضِدَّ الزعيم الصومالي عام 1920م الذي تعرَّضَت منطقته للقَصفِ الشديد، فتكَبَّدت قواتُه خسائِرَ كبيرة إلَّا أنه نجا من الموتِ، فلجأ إلى أثيوبيا حيث توفِّيَ هناك عام 1921م. استمَرَّت مقاومةُ المهدي محمد عبد الله حسن من عام 1908م حتى عام 1920م. ونجا من الموتِ عام 1920م إلَّا أنَّ قواتِه العسكريةَ أُصيبت بانهيارٍ كاملٍ.
وقوع السودان تحت السيطرة المصرية البريطانية .
العام الهجري : 1317 العام الميلادي : 1899
تفاصيل الحدث:
منذ أن دخلت بريطانيا إلى مصرَ وهي تعمَلُ على فصل السودان عن مصرَ، ولم تستطع إنجلترا أن تقمَعَ الثورات باسمِ المصريين، فقامت بإجلاء العساكِرِ المصرية من السودان بحُجَّةِ ولائِهم لأحمد عرابي لا للخديوي توفيق، وبصعوبةِ المواصلات للسودان، وأصَرَّ كرومر المندوبُ الإنجليزيُّ على إجبارِ الحكومة المصرية على قَبولِ الجلاء، ولكنَّه صار جلاءً مؤقَّتًا؛ ففي سنة 1896م جاءت حملةُ كتشنر التي انتهت بعد معركةِ أم درمان سنة 1898م برفع العلمِ الإنجليزي والمصري في الخرطوم، وفَرَضت في اتفاقية سنة 1899م نظامَ الحكم الثنائي المصري الإنجليزي، بمعنى دخولها شريكًا أساسيًّا في امتلاك البلادِ، وتقرَّرَ أن يكونَ تعيينُ حاكم عموم السودان بأمرِ الخديوي، ولكِنْ بترشيح بريطاني.
استيلاء الإنجليز على السودان بعد القضاء على حركة المهدي .
العام الهجري : 1317 العام الميلادي : 1899
تفاصيل الحدث:
أجبرت إنجلترا حكومةَ مِصرَ على سَحبِ جَيشِها من السودانِ بعد انتصارِ ثورة المهدي، وقاد كيتشنر مع عددٍ مِن الضباط الإنجليز حملةَ الجيش المصري لإعادةِ احتلال السودان من عام 1896م حتى عام 1898م؛ حيث انهزم المهديُّون في معركةِ أم درمان الفاصلة، فأجبر الإنجليز مصرَ على توقيع اتفاقية هذا العام (بحجَّة أن السودان قد أُعيدَ فتحه بدعمٍ مِن البلدين) فنصَّت الاتفاقيَّةُ على رفع العَلَمين المصري والإنجليزي. وعلى تعيينِ حاكمٍ عَسكريٍّ للسودان تختارُه بريطانيا ويعَيِّنُه الخديوي، ويفصل بالطريقة ذاتها. وكان كيتشنر أولَ حاكمٍ عسكريٍّ عامٍّ هناك، كما احتفظ لمصرَ في السودان بفرقةٍ عسكرية, وفي عام 1924م بدأت التظاهراتُ والاحتجاجات تعُمُّ مصر والسودان، أدَّت إلى اغتيال الحاكم العام للسودان أثناءَ زيارتِه لمصر، فاستغل الإنجليزُ مقتلَ اللواء الإنجليزي لي أوليفير فيتزماورس ستاك السردار (قائد) الجيش المصري في السودان، ما أدَّى إلى ردٍّ عنيفٍ تمثَّل بمنع مشاركة مصر في حُكمِ السودان حسَبَ معاهدة 1899م، فأجبر الإنجليزُ حُكومةَ مِصرَ على سحبِ فرقتِها العسكرية من السودان، ولكِنَّ بعضَ الوحدات المصرية ما لَبِثَت أن عادت بعد معاهدة 1936م. وفي الفترةِ التي نالت فيها مِصرُ استقلالها، تنامت حركاتُ المعارَضة في السودان. وقد نجح البريطانيون في مَطلَعِ العشرينايت في تكوين تيارٍ سوداني قوي معادٍ لمصرَ، وحمل شعار: «السودانُ للسودانيين» وأدَّت التحوُّلاتُ السياسية السودانية في الثلاثينيات إلى تصدُّعِ هذا الحِلْف، ذلك أنَّ نفوذَ حَركةِ المهدي وقُوى تحالفِها مع البريطانيين أدَّى هذا إلى إثارةِ حَفيظةِ الميرغني الذي قرَّر نكايةً بالإنجليز التحالُفَ مع القوى الوطنية «مؤتمر الخريجين» وراحوا ينادون من جديدٍ بالوَحدةِ مع مصر، إلَّا أنَّ خيبات الأمل والضَّرَبات التي كسرت الصورةَ المثالية لمصر عند السودانيين توالت، وخاصةً عند الشباب الذي سافر للتعلم في القاهرة. وكانت الضربةُ الثانيةُ بعد معاهدة 1936م بين مصر وبريطانيا التي أعادت إلى مصرَ شيئًا من نفوذِها على السودان. فقد صدمت هذه المعاهدةُ السودانيين؛ لأنَّها لم تذكُرْ لهم أيَّ دور، هذا ما أعاد بعثَ الحركة الوطنية التي وإن كانت تتطلَّعُ إلى مصر، إلَّا أنَّها أدركت أنَّ مِصرَ لا يمكِنُ الاعتماد عليها كليًّا لتعَبِّرَ عن صوت السودانيين. بعد ذلك حصل منعطَفٌ كبير وهو ثورة 23 يوليو 1952م في مصر، وبروز اللواء محمد نجيب، الذي كان يتمَتَّعُ بشعبية واسعة في السودان؛ حيث اعتُبِرَ أنَّه نِصفُ سودانيٍّ، وبعده مجيء جمال عبد الناصر، فأعطت هذه الثورةُ دفعةً قويةً لتيار الوَحدةِ بعد تراجُعِه كثيرًا. وكانت الثورةُ مُتجاوِبةً مع الوَحدويِّين السودانيين، وكان قادتُها على قدر كبير من التفَهُّم والوعي لمطامِحِ الحركة الوطنية السودانية، وتمكَّنوا في الوقت نفسِه من طمأنة حزبِ الأمة والاستقلاليين إلى نوايا مصرَ، ولم يتردَّدوا في توقيعِ اتفاق مع كلِّ الأحزاب السودانية في عام 1953م لمنح السودان حقَّ تقريرِ مَصيرِه.
قيام حملة ضخمة تمنع بيع الأراضي للمهاجرين اليهود في فلسطين .
العام الهجري : 1318 العام الميلادي : 1900
تفاصيل الحدث:
شَهِدَ هذا العامُ حملةً ضَخمةً لجَمعِ التوقيعات على عرائِضَ تَمنَعُ بَيعَ الأراضي للمهاجرين اليهود في فلسطين. وكانت لكتاباتِ الشيخ رشيد رضا على صفحاتِ جريدة المنار، وغيره، أثرٌ كبير في زيادةِ وعي الجماهير بما يدورُ في فلسطين.
صدور أمر بإنشاء سكة حديد الحجاز لخدمة الحجاج .
العام الهجري : 1318 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1900
تفاصيل الحدث:
أصدر السُّلطانُ العثماني عبد الحميد الثاني أمرًا سلطانيًّا بإنشاء سكة حديد الحجاز؛ لخدمة حجاج بيت الله الحرام، واستمَرَّ الخَطُّ في العمل تسعَ سنوات، وتعرَّض بعدها للتخريبِ أثناء الثورة العربية، ولم تُفلِح محاولات إعادته للحياةِ مرةً أخرى، وكانت تنحَصِرُ أهداف السلطان عبد الحميد في إنشاءِ الخط الحجازي في هدَفَين أساسيَّين مترابطين: أولهما: خدمةُ الحجاج بإيجادِ وسيلةِ سفَرٍ عصرية يتوفَّرُ فيها الأمن والسرعة والراحة. أما الهدف الثاني: فدَعمُ حركة الجامعة الإسلاميَّة التي كانت تهدفُ إلى تكتيل جميعِ المسلمين وتوحيدِ صُفوفِهم خَلْفَ الدولة العثمانية؛ لمواجَهةِ الأطماع الأوروبيَّةِ في العالم الإسلامي. وقامت حركة الجامعة الإسلامية على دعامتين أساسيَّتين، هما: الخلافةُ والحَجُّ؛ لذلك أراد أن يتَّخِذَ من الحجِّ وسيلةً عملية كي يلتَفَّ المسلمون حولَ الخلافة، وربط إنشاء الخط الحديدي الحجازي بحركة الجامعة. وقد واجه المشروعُ صعوباتٍ تمويلية، منها ضخامةُ تكلفته التي قُدِّرَت بنحو 3,5 ملايين ليرة عثمانية، مع وجود الأزمةِ المالية التي تواجِهُها الدولة العثمانية، فوجَّه السلطان عبد الحميد نداءً إلى العالم الإسلامي عبر سكرتيره "عزت باشا العابد" للتبَرُّع للمشروع. ولقِيَ هذا النداء استجابةً تلقائية من مسلمي العالَم وانهالت التبَرُّعات، وكان اتِّساعُ نطاق هذه التبرعات مَظهرًا عمليًّا لحركةِ الجامعة الإسلامية. وانتقلت حماسةُ إنشاء الخط الحجازي إلى العالم الإسلامي، وكان مسلمو الهند مِن أكثر المسلمين حماسةً له، وهو ما أثار غضَبَ بريطانيا، فوضعت العراقيلَ أمام حملات جمعِ التبرُّعات حتى إنها رفضت أن يرتديَ المسلمون الهنود الذين اكتَتَبوا في الخطِّ الأوسمةَ والنياشين العثمانية. ولم تقتَصِر تبرعات وإعانات المسلمين على الفترات التي استغرقها بناءُ الخط فحسب، بل استمَرَّ دَفعُها بعد وصولِه إلى المدينة النبوية؛ أملًا في استكمال مدِّه إلى مكة المكرمة., وابتدأ العمَلُ في منطقة المزيريب من أعمال حواران ببلاد الشام، ثم قرَّرت الحكومة العثمانية إيصالَ الخط الحجازي إلى دمشق؛ لذلك قرَّرت إنشاءَ خَطِّ درعا - دمشق، وباشرت العمَلَ من دمشق ومزيريب في وقتٍ واحد. واحتفل ببدء المشروع في جمادى الآخرة من هذا العام, وقد استمرَّت سكة حديد الحجاز تعمل بين دمشق والمدينة ما يقرُبُ مِن تسع سنوات نقلت خلالها التجار والحجاج، وعندما نَشَبَت الحرب العالمية الأولى ظهرت أهميَّةُ الخط وخطورته العسكرية على بريطانيا؛ فعندما تراجَعَت القوات العثمانية أمامَ الحملات البريطانية، كان الخطُّ الحجازي عاملًا هامًّا في ثبات العثمانيين في جنوبي فلسطين نحو عامين في وجه القواتِ البريطانية المتفَوِّقة. وعندما نشبت الثورة العربيَّةُ بقيادة الشريف حسين واستولَت على مُعظَم مدن الحجاز، لم تستَطِعْ هذه القواتُ الثائرة السيطرةَ على المدينة بسَبَبِ اتصالها بخط السكة الحديدية، ووصول الإمداداتِ إليها، واستطاعت حاميةُ المدينة العثمانية أن تستَمِرَّ في المقاومة بعد انتهاءِ الحرب العالمية بشهرين؛ لذلك لجأ الشريف حسين -تنفيذًا لمشورة ضابط الاستخبارات البريطاني لورانس- إلى تخريبِ الخطِّ ونَسفِ جُسورِه وانتزاع قُضبانِه في عِدَّةِ أجزاءٍ منه.
معركة الصريف ومحاولة الملك عبد العزيز الأولى لاستعادة الرياض .
العام الهجري : 1318 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1901
تفاصيل الحدث:
انتهت الدولة السعوديُة الثانية عام 1308هـ واستطاع محمدُ ابنُ رشيد السيطرةَ على كل المناطق التي كانت تحت حُكمِ آل سعود في نجدٍ وما حولها، وبقِيَ الأمرُ على ذلك إلى عام 1319هـ، وكان كُلَّ هذه الفترة عبدُالرحمن بن فيصل مع أسرتِه في الكويت، ثمَّ إن أمير حائل عبد العزيز بن متعب استعَدَّ لقتال الشيخ مبارك أميرِ الكويت، فاقترح عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل على الشيخِ مبارك أن يسيرَ بقوَّةٍ إلى الرياضِ فيأخُذَها من آلِ رشيدٍ، فتَضعُف قوَّتُهم عن محاربةِ الشيخ مبارك، فلاقى ذلك قبولًا عنده، فلمَّا اتجَه الشيخُ مبارك بقواتِه إلى جهة القصيم واشتَبَك مع ابن رشيد في معركةٍ حامية بالقُربِ مِن مكانٍ يُسمَّى بالصريف على مقربةٍ مِن الطرفية في القصيم، كان عبد العزيز قد سار بقوةٍ إلى الرياض ـ وحاصَرَها ولم يستَطِعْ دُخولَها، فاضطر للانسحابِ منها، ثمَّ عودته إلى الكويت بعد أن بلَغَه هزيمة الشيخ مبارك أمامَ ابن رشيد في معركةِ الصريفِ.
ظهور بروتوكولات حكماء صهيون وخطرها على العالم الإسلامي .
العام الهجري : 1319 العام الميلادي : 1901
تفاصيل الحدث:
تعتبَرُ بروتوكولات حُكَماءِ صهيون من أخطَرِ الكتُبِ المنتَشِرة حولَ العالم، ذلك أنَّها تتحَدَّثُ عن خطةٍ مَرسومةٍ وجاهزةٍ وُضِعَت للسيطرةِ على العالم. يقالُ إنَّ مَن وضع هذه البروتوكلات هم رجالُ المال والاقتصاد اليهود؛ لتخريب المسيحيةِ والبابوية، ثم الإسلام؛ للسيطرةِ على العالم أكمَلَ، وذلك خلال مئة سنةٍ مِن تاريخ وَضعِها، يُقالُ: إنَّها كُتِبَت عام 1897 في بازل بسويسرا، أي: في العام نفسه الذي عُقِدَ فيه المؤتمر الصهيوني الأوَّلُ، بل ويزعم البعضُ أنَّ تيودور هرتزل تلاها على المؤتمرِ وأنَّها نوقِشَت فيه، وقد تعدَّدَت المصادِرُ التي تتكلَّمُ عن مصدر البروتوكولات...فمن قائلٍ إنَّ واضِعَها رجلٌ غامِضٌ في الجيشِ الروسي ليوقِعَ باليهودِ الذين عارضوا الدولةَ القيصريةَ، وذلك للإيقاعِ بهم في روسيا، إلى قائلٍ إنَّ أصلَها قد جاء من أوروبا، ولكِنْ لم تُعرَفْ حقيقةُ واضِعِها؛ لأنَّها لم تُرفَق باسم أحد أو بتوقيعِه. وبغضِّ النظر عن كلِّ هذه الأقاويل فإنَّ البروتوكولات يهوديَّةٌ، وعندما ظهرت بروتوكولات حكماء صهيون (وكان ذلك في روسيا في مطلعِ القرن الماضي، ولعله ما جعل البعضَ يعتقد أنَّ أصلَها روسيا) أحدَثَت ردَّةَ فعلٍ كبيرةً في أوساطِ العالم وضجَّةً عظمى بين الحكَّام اليهود حول العالم، وعلى رأسهم هرتزل الذي صرَّح بأن ظهورَها في ذلك الوقتِ يشكِّلُ خطرًا كبيرًا على كلِّ اليهود حول العالم، وأن أحدًا ما أخرجها من قُدسِ الأقداس الذي لا يُسمَحُ لكبارِ الحكَّام اليهود برؤيتِها فيه، ويقال: إنَّ أوَّلَ ظُهورٍ لها كان على يد صحفيَّة فرنسيَّة اختطفَتْها من أحد الزعماءِ اليهود أثناء لقاءٍ صَحفيٍّ جمعهما، ولكنَّها لم تترجَمْ أوَّلَ مَرَّةٍ إلا باللغة الروسية بعد انتقالها إلى هذه الأخيرةِ، ومنها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، أمَّا على الصعيد العسكري فقد هبَّت مئات الفِرَق في الجيش الروسي (بأمرٍ مِن الحكومة القيصرية) لتقتُلَ آلاف اليهود وتحرقَ منازِلَهم وتصادِرَ أموالهم. ويظَلُّ الجدلُ قائمًا في معرفة مصدرِ هذه البرتوكولات وصِحَّتِها.
دخول الملك عبد العزيز الرياض واستعادة حكم نجد .
العام الهجري : 1319 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
بعد إخفاقِ الملك عبد العزيز في المحاولةِ الأولى لاستعادةِ الرِّياضِ، ازداد إصرارًا على انتزاع الرياضِ مِن ابن رشيد واستعادةِ حُكمِ آل سعود، فأعاد الكرَّةَ مرةً أخرى في هذا العام. فاستطاع دخولَ الرياض، وقَتَل عجلانَ بن محمد العجلان أميرَ الرياضِ مِن قِبَلِ ابنِ رشيد، بعد خوضِ مغامرةٍ جَريئةٍ قام بها مع أربعينَ رجلًا من أقربائِه وأتباعِه في الليلة الخامسة من شوال.
أعلن عبد العزيز بعدها حُكمَه للرياضِ ونهايةَ حُكم ابن رشيد, وأوَّلُ عملٍ قام به هو إعادةُ إصلاحِ ما تهَدَّم من أسوارِ الرِّياضِ؛ ليجعلَها حصينةً أمامَ أي محاولةِ لاسترجاع ابن رشيد حُكمَها, ثم اتَّجه إلى الخرج والدلم وضَمَّهما لحُكمِه، وذلك سنة 1320ه ليؤمٍّن وجوده في الرياضِ.
قيام جمعية الاتحاد والترقي بعقد مؤتمر بعنوان "مؤتمر أحرار العثمانية " .
العام الهجري : 1319 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
عقَدَت جمعية الاتحاد والترقي مؤتمرًا لها في باريس بعنوان "مؤتمر أحرار العثمانية" استمَرَّ خمسة أيام، جمع فيه المعارضون لنظامِ السلطان عبد الحميد الثاني، واتخذ المؤتمَرُ عِدَّةَ قرارات؛ منها: أن تؤسَّسَ في الإمبراطورية العثمانية إداراتٌ محليةٌ مستقِلَّة على أساس القوميات. وجمعيةُ الاتحاد والترقي نشأت كجمعيَّةٍ سرية باسم (اتحاد عثماني جمعيت) في عام 1889 لمجموعةٍ من طلاب كلية الطب، وهم إبراهيم طمو، عبد الله جودت، إسحاق سكوتي، وحسين زاده علي. ثم أصبحت منظمةً سياسيةً أسَّسها بهاء الدين شاكر بين أعضاء تركيا الفتاة عام 1906م، وأثناء انهيارِ الدولة العثمانية سيطرت الجمعيَّةُ على السُّلطةِ بين عامي 1908 إلى 1918م.
فرنسا تحتل موريتانيا .
العام الهجري : 1320 العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
كانت موريتانيا تتبَعُ دولة السنغال وتتبَعُ المغربَ، فبعض مناطق موريتانيا تتبع السنغال، وبعضها يتبع المغرب، وكانت عبارةً عن إماراتٍ صغيرة وغيرِ موحَّدة فيما بينها؛ لذا كانت تخضَعُ للدول الكبيرة التي تقوم في المنطقة، وهذا ما شجَّع الصليبيين المستعمرين للتقَدُّم من السواحل إلى الداخلِ، ولم يجد الاستعمارُ الفرنسيُّ الذي سيطر على المغرب إلَّا إمارات مفكَّكة، وخاصةً بعد أن أُعطِيَت منطقة السنغال إلى فرنسا إثرَ الحروب النابليونية، وأخذ الفرنسيون يتحرَّكون بحذَرٍ نحوَ الداخل عبرَ نهر السنغال، واستطاع الفرنسيون حمايةَ بعضِ القبائل المتنازِعة، فكان هذا أوائِلَ التدخل، وكانت أسبانيا أيضًا منافِسةً لفرنسا وبَقِيَت المعارك بين القبائل والفرنسيين أكثَرَ مِن عامين حتى تمكَّن الفرنسيون من بَسطِ نفوذِهم على منطقةِ أدرار، وأمرُ المغرب كان قد ضَعُف أيضًا، وكان أحمد هبة الله ابن الشيخ ماء العينين في منطقة موريتانيا دعا للجهادِ وحاول الهجومَ على مراكش، فدخلها عَنوةً وبويع سلطانًا للمغرب الأقصى، ثم أرسلت فرنسا جيشًا اندحر أمامَ قوات هبة الله، ثم عادت مرةً أخرى فأرسَلَت جيشًا ضخمًا أخرجه من مراكش، وطاردته، وبمساعدة عدة جنود من المغرب والجزائر والسنغال ومالي وبدعم الطيران والمدفعية وصل الجيشُ إلى تنزيت وتمكَّنَ الفرنسيون منها.
رفض السلطان عبد الحميد الثاني اقتراحًا بإنشاء جامعة يهودية في القدس .
العام الهجري : 1320 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
رفضَ السلطانُ عبد الحميد الثاني اقتراحًا من "تيودور هرتزل" مؤسِّس الحركة الصهيونية بإنشاء جامعة يهودية في القدس. وهرتزل يهوديٌّ نمساوي رأَسَ أوَّلَ مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا عام 1879م. يقول السلطان عبد الحميد: "لليهودِ قُوَّةٌ في أوروبا أكثَر مِن قوَّتِهم في الشرق؛ لهذا فان أكثَرَ الدول الأوربية تحبِّذُ هجرة اليهود إلى فلسطين؛ لتتخَلَّصَ من العِرق السامي الذي زاد كثيرًا، ولكنْ لدينا عددٌ كاف من اليهود، فإذا كنَّا نريد أن يبقى العنصرُ العربيُّ متفوقًا، فعلينا أن نصرِفَ النظرَ عن فكرةِ توطين المهاجرين في فلسطين، وإلَّا فإن اليهودَ إذا استوطنوا أرضًا تملَّكوا كافة قدراتِها خلال وقتٍ قصيرٍ، وبذا نكون قد حكَمْنا على إخواننا في الدينِ بالموتِ المحتَّم، لن يستطيعَ رئيس الصهاينة (هرتزل) أن يقنِعَني بأفكارِه، وقد يكونُ قوله: (ستُحَلُّ المشكلةُ اليهودية يوم يقوى فيه اليهوديُّ على قيادة محراثِه بيده) صحيحًا في رأيه أنه يسعى لتأمينِ أرض لإخوانه اليهودِ، لكنه ينسى أن الذكاءَ ليس كافيًا لحل جميعِ المشاكِلِ، لن يكتفي الصهاينةُ بممارسة الأعمال الزراعية في فلسطين، بل يريدون أمورًا أخرى، مثل: تشكيل حكومة، وانتخاب ممثِّلين. إنَّني أدرك أطماعَهم جيدًا، لكنَّ اليهود سطحيُّون في ظنِّهم أنني سأقبَلُ بمحاولاتهم، وكما أنني أقدِّرُ في رعايانا من اليهود خِدْماتهم لدى الباب العالي، فإني أعادي أمانيَّهم وأطماعَهم في فلسطين" انتهى كلامه رحمه الله، فصار هرتزل دائمًا يبعث على لسانِ كلِّ مؤتمر يهودي برقيةً للسلطان عبد الحميد يحيِّيه فيها ويؤكِّدُ له ولاء اليهود باعتبارِهم من رعاياه، وكان يعلَمُ حَقَّ العلم أنه لا وزنَ له ولا لليهودِ عند عبد الحميد، فرأى هرتزل دعْمَ مركزه عن طريق تبنِّي دولة أوربية كبرى تقبَلُ الضغط على السلطانِ من أجل الإذن لليهودِ بإقامة وطنٍ لهم في فلسطين، فراسل مسؤولين إنجليزًا يطلُبُ منهم تبنِّي فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وفاة عبد الرحمن الكواكبي .
العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
هو عبد الرحمن بن أحمد بن مسعود الكواكبي، ويلقَّب بالسيد الفراتي، مِن رجالِ الأدب والاجتماع والسياسة، وهو من رواد الحركةِ القومية العربيَّة، ولد في 23 شوال سنة 1271هـ في مدينة حلب، وتعَلَّم بها، وكانت له مكانةٌ مرموقة في بلَدِه، يقصدُه أصحابُ الحاجات لقضائِها، ويلجأُ إليه أرباب المشاكلِ لحلِّها، بل كان رجالُ الحكم يستشيرونه أحيانًا فيُبدي رأيَه في جرأة وشجاعة. أنشأ في حلب جريدة (الشهباء) فأغلقَتْها الحكومةُ؛ لهجومه على العثمانيين وطَلَبِه استقلالَ العرب عنهم، ثم أنشأ جريدةَ (الاعتدال) فعُطِّلت كذلك من قِبَل الحكومة، وأُسنِدَت إليه مناصِبَ عديدة. سجنه العثمانيون بسببِ موقِفِه منهم، وتشجيعِه للعرب على الانفصالِ عن الدولة العثمانية، وحكَموا عليه بالقتل إلَّا أن الرأيَ العامَّ جعل العثمانيين يُطلِقون سراحَه، وخَسِرَ جميع ماله، فرحل إلى مصر. وساح إلى بلاد العربِ وشرقي إفريقية وبعض بلاد الهند. واستقَرَّ في القاهرة إلى أن توفي. له من الكتب ((أم القرى))، و ((طبائع الاستبداد))، وكان لهما عند صدورهما دويٌّ كبيرٌ، ألَّف أيضًا كتاب ((العظمة لله))، و((صحائف قريش))، إلى غير ذلك، توفي في القاهرة، ودُفِنَ فيها.
ضم الملك عبد العزيز الخرج والدلم .
العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
بعد أن سيطرَ الملك عبد العزيز على الرياض في شوال عام 1319هـ، رَمَّم أسوارَها وحَصَّنها؛ لاحتمال مهاجمة ابن رشيد لها، ثم اتجه إلى الخرج والدلم وجمع حولَه مؤيديه من أهل الخرج والحوطة والفرعة؛ رغبة في استدراج ابن رشيد إلى جنوب الرياض، ولَمَّا اتجه ابن رشيد إلى الرياض وعَلِمَ بتحصينها وأنَّ الملك عبدالعزيز في الخرج، توجه إلى الخرج واشتبك معه في عدَّةِ وقائِعَ دون أن يتحَقَّقَ له أيُّ نصر عليه، إلى أن انهزم ابن رشيد في السلمية فانسحب إلى حفر الباطن، وعاد الملك عبدالعزيز إلى الرياض بعد أن ثبَتَت سيادتُه على الخرج وما حولها.
إخماد الجيش العثماني لثورة البلغار في مقدونيا .
العام الهجري : 1320 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:
أخمد الجيشُ العثماني الثورةَ التي قام بها البلغار في مقدونيا، والتي كانت تابعةً للدولة العثمانية، وتبلغ مساحتُها 96 ألف كم مربع، ويبلُغُ عدد سكانها 4 ملايين نسمةٍ، وكانت تحتوي على أعراقٍ وأديانٍ متعَدِّدة.
استيلاء البريطانيين على مدينة "كانو" في شمال نيجيريا .
العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1903
تفاصيل الحدث:
استولى البريطانيون على مدينة "كانو" في شمالِ نيجيريا، وكان مُعظَمُ جنوب نيجيريا قد خضَعَ للحماية البريطانية منذ عام 1900م. كانت مدينة "كانو" تحتَ حُكم أميرٍ مُسلمٍ، وكانت مركزًا تجاريًّا وعسكريًّا مهمًّا في شمالِ نيجيريا. وهاجر عددٌ غير قليل من مواطنيها نتيجةً لهذا الغزو الاستعماري، من دارِ الكُفرِ إلى دار الإسلامِ (الحجاز والسودان) وتحمِلُ الولايةُ التي توجَدُ فيها هذه المدينةُ (وهي عاصمتها) هذا الاسم، ولاية "كانو"، ويبلغ تَعدادُ سكَّانِها حوالي (15) مليون نسمة.
تولي الشيخ علي بن محمد بن أحمد الببلاوي مشيخة الجامع الأزهر .
العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1903
تفاصيل الحدث:
تولَّى الشيخُ علي بن محمد بن أحمد الببلاوي مشيخةَ الجامع الأزهر. والببلاوي تعلَّم في الأزهرِ ودرس فيه، وتولى نِظارةَ دار الكتب. وعُيِّن نقيبًا للأشرافِ خَلَفًا لمحمد توفيق البكري، ولم يمكُثْ في مشيخة الأزهر طويلًا؛ بسبب معارضةِ الخديوي عباس حلمي لجهودِ الببلاوي في إدخال تغييراتٍ على الأزهَرِ.
ظهور الفرقة القاديانية في الهند .
العام الهجري : 1321 العام الميلادي : 1903
تفاصيل الحدث:
إنَّ مما قام به الإنجليز في الهند لتوطيدِ بقائهم وسيطرتهم فيها أنْ عَمِلوا على إنشاءِ الفِرَق الضالَّة، أو على الأقلِّ دعمها أو السكوت عنها وتَرْكها تنشُرُ ضلالها، فكان مما عَمِلَته أن شجَّعَت مرزا غلام أحمد القادياني على إحياءِ ما دعا إليه المَلِك المغولي في الهند جلال الدين أكبر شاه المتوفَّى عام 1014ه. فأنشأ مرزا غلام القاديانية، وكتب البراهينَ الأحمدية، ثم تطوَّر أمره فادَّعى عام 1322هـ أنَّه المهدي المنتظَرُ، وأعلن أنَّ الإنجليز هم أولو الأمر، فيَجِبُ طاعتهم، ولا يصِحُّ الخروجُ عليهم ولا قتالُهم ولا الجهاد ضِدَّهم مع أحدٍ، وعَمِلَ على التوفيق بين الأديان، فادعى أنَّه يتقَمَّصُ روح المسيح عليه السلام وروحَ الإله كرشنا ربِّ الخير عند الهندوس!! وأصبح له أتباعٌ, وقَوِيَ أمرُه، وكان البريطانيون يدعمونه ويحمونه، ثم لَمَّا توفِّيَ عام 1326هـ انقَسَمت جماعتُه إلى قسمين: الأحمدية وتدَّعي أنه كان رجلًا مُصلِحًا، والقاديانية: وتقول بنبُوَّتِه وتدعو إلى ما كان عليه من أفكارٍ ومعتقداتٍ باطلةٍ.
ضم الملك عبد العزيز بلدان الوشم وسدير .
العام الهجري : 1321 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1903
تفاصيل الحدث:
بعد أن استقرَّ حُكمُ الملك عبد العزيز في الرياض والخرج والدلم وما حولها، اتجه نحو شمال الرياض وقصَدَ بلاد الوشم وسدير والمجمعة التي كانت خاضعةً لحكم ابن رشيد، فدارت اشتباكات بين حاميات ابن رشيد وسرايا الملك عبد العزيز، نتج عنهما ضمُّ الإقليمين إلى حكم الملك عبدالعزيز ما عدا بلدة المجمعة التي ظلت محافِظةً على ولائها لابن رشيد، ولم تخضع إلا بعد مقتَلِه في روضةِ مهنا سنة 1324هـ ودخول القصيم تحت حكمِ الملك عبد العزيز.
مهاجمة القوات البريطانية لقوات الدراويش أتباع مهدي الصومال .
العام الهجري : 1321 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:
هاجمت القواتُ البريطانية قواتِ الدراويش التابعةَ لمهدي الصومال سيد محمد بن عبد الله، الذي كان يلقِّبُه الاستعمار بـالملَّا المجنون. واستمر المهديُّ في مقاومة الاستعمار البريطاني في الصومال حتى عام 1920 عندما لجأت بريطانيا إلى الطيرانِ لقَصفِ مواقِعِ الثوار أتباع مهدي الصومال، ثمَّ جاءت وفاةُ المهدي سيد محمد التي انتهت بها ثورتُه الإسلاميَّةُ.
======
240.
الدولة العثمانية تفاوض الملك عبد العزيز بن سعود في القصيم .
العام الهجري : 1322 العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:
أثناء معارك القصيم مع ابن رشيد أصبح وضع الملك عبد العزيز بن سعود قويًّا خاصةً بعد معركة الشنانة. واتضح للعثمانيين فشَلُ تجربتهم العسكرية في تلك المنطقة، وأدركوا أنَّ الأمر ليس بالسهولة التي صوَّرها لهم ابنُ رشيد، وأنَّ عليهم مراجعةَ حساباتهم تجاه الملك عبدالعزيز الذي اتضح أنه يتمتَّعُ بشعبية واسعة في القصيم وفي نجد كلها، فأرادت الدولة أن يكون لها يدٌ داخِلَ الجزيرة بالتدخُّل في حلِّ مشكلة القصيم سلميًّا بين الطرفين، فأرسلت أحمد فيضي باشا، وصدقي باشا، وطلبا من مبارك أن يتوسَّط لهم عند الإمام عبد الرحمن بن فيصل؛ من أجل قبول حاميات الدولة في القصيم، وأن تكون القصيم على الحياد بين ابن رشيد والملك عبدالعزيز، وقَبِلَ عبد الرحمن هذا العرضَ بشرط أن يعرِضَه على أهل نجد وابنه عبد العزيز، إلَّا أن أهل نجد رفضوا فكرة بقاء القصيم على الحياد، وكذلك رفضوا وجودَ أي حامية للدولة العثمانية في القصيم، ففَشِلت محاولاتُ المفاوضات خاصَّةً بعد ثورة الإمام يحيى حميد الدين في صنعاء ضِدَّهم فاضطرت الدولةُ العثمانية أن تكَلِّفَ أحمد فيضي باشا بالتوجُّه إلى اليمن سريعًا.
وفاة الصحفي اليهودي تيودور هرتزل زعيم المنظمة الصهيونية العالمية .
العام الهجري : 1322 العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:
هو تيودور هرتزل (بنيامين زئيف هرتزل) صحفيٌّ يهوديٌّ نمساويٌّ مَجَري، مؤسِّسُ الصهيونية السياسية المعاصِرة. ولِدَ في بودابست 1860م، وتلقَّى تعليمًا يطابقُ روحَ التنوير الألماني اليهودي السائدِ في تلك الفترة، الذي يغلِبُ عليه في صُلبِه الطابَعُ الغربي النصراني حتى سنة 1878م. اشتغل هرتزل بالصحافةِ في باريس كمراسِلٍ للصحيفة الفيينية المهمَّة آنذاك من عام 1891 إلى 1896م وحينها تشكَّلَت أفكارُه الصهيونية بعد أن عايش قضيَّةَ دريفوس، وهو نقيبٌ فرنسي يهودي اتُّهِمَ بالخيانةِ العُظمى بأنَّه أرسل ملفاتٍ فرنسيَّةً سرِّيةً إلى ألمانيا, فانقسم المجتمَعُ الفرنسي بين مؤيِّد له ومقتَنِعٍ ببراءتِه، ومعارضٍ يصِفُه بالخيانِة والعَمالة. كان المجتَمَعُ الفرنسي حينها يعادي الساميةَ وشديدَ الكراهية للإمبراطورية الألمانية. تابع هرتزل أحداثَ قضيةَ دريفوس في مراسلاتِه الصحفية, وهرتزل اليهوديُّ المندمج مع الأوربيين أصبح يفكِّرُ في المشكلة اليهودية وفي ضرورةِ إيجاد حلٍّ غيِر اندماج وانصهار اليهودِ في مجتمعات أوروبا الشرقيَّة والغربية، فالتيارُ المعادي للسَّامية، ورغبةُ اليهود في إثبات وجودِهم كشعب، يدعوان إلى البحثِ عن بديلٍ للاندماج، فجاءت الإجابةُ في الكُتَيِّب الذي انتهى من تأليفه يوم 17 يونيو 1895 والذي نُشِرَ سنة 1896 تحت عنوان: (الدولة اليهودية). وإن لم يجِدِ الكُتَيِّب صدًى واسعًا في البداية إلَّا أنه وَضَع فعلًا حجرَ الأساس لظهورِ الصهيونية السياسيَّة وتأسيسِ الحركة الصهيونية بعد انعقادِ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897م، والذي دعا لعقده هرتزل، وجمع له أساطينَ اليهود من حاخامات يهود وسياسيين وإعلاميين ورجال أعمال، وانتُخِبَ فيه هرتزل رئيسًا للمنظَّمة الصهيونية العالمية، وأُعطِيَ الصلاحيَّات في السعيِ لإقامة وطنٍ قومي لليهود في فلسطين، ووُعِدَ بالدعم المادي لتحقيقِ هذا الغرض، وبدأ بمقابلة عددٍ مِن شخصيات عديدةٍ من دول مختلفة، مثل: القيصر الألماني، و السلطان العثماني عبد الحميد الثاني؛ بحثًا عن مؤيدين للمشروع الصهيوني. لكنَّ جهودَه فَشِلت وتَرَكت المجال مفتوحًا لمواصلة العمل على تأسيس الدولة اليهودية, وهلك هرتزل هذا العامَ بمدينةِ فيلاخ في النمسا.
معركة البكيرية .
العام الهجري : 1322 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:
وقعت هذه المعركة بين قوات عبد العزيز بن متعب بن رشيد وقوات الملك عبد العزيز بن سعود، كان ابن رشيد قد قام بمصادرةِ ما وَجَد من إبل العقيلات من أهل القصيم الذين كانوا يجوبون البلاد للتجارة بين العراق والشام ومصر وشبه الجزيرة العربية، وحمَّل عليها قسمًا كبيرًا مما حصل عليه من أطعمةٍ ومُؤَن وأسلحة نقلها من العراق إلى نجد، وأسرع إلى القصيمِ بمن اجتمع لديه من البدو خاصَّةً من قبيلة شمر، وفئات من الحضر وعساكر الدولة من عراقيين وسوريين، ونشب القتالُ بين الطرفين، ورَجَحت كِفَّةُ ابن رشيد في بداية المعركة؛ إذ ركَّز نيران مدافعه ضِدَّ القسم الذي يقوده الملك عبدالعزيز؛ مما ألحق به خسائِرَ بشرية كبيرة وأرهق قواته، اضطرَّ بعدها الملك عبدالعزيز إلى التراجُعِ إلى جهة بلدة المذنب، ولكِنَّ أهل القصيم لم يعلموا بتراجع الملك عبدالعزيز، وحقَّقوا تقدُّمًا ضِدَّ الجنود النظاميين المحارِبين في صفوف ابن رشيد، فحوَّلوا الهزيمة إلى نصر، وأسَرُوا عددًا من أولئك الجنود وغَنِموا بعضَ المدافع وعادوا إلى البكيرية مع الليل، وعلى الرغم من ذلك فإن قواتِ ابن رشيد ظلَّت متماسكةً وثابتة، وانتقل بقواته حيث عسكر في الشنانة مركز قوَّاته في القصيم.
معركة الشنانة .
العام الهجري : 1322 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:
وقعت هذه المعركة بين قوات الملك عبد العزيز وحاكم حائل عبد العزيز بن متعب بن رشيد، بمحافظة الشنانة بالقصيم، وبدعمٍ مِن أهل الشنانة انتصرت فيها قوات الملك عبد العزيز، وكانت هذه المعركة قاصمةَ الظهر لابن رشيد الذي تحوَّل بعدها من الهجوم إلى الدفاع. وقد قام ابن رشيد وقواته بتخريبِ الشنانة وقطْع نخيلها وتعذيب أهلها نظيرَ وقوفِهم في وجهِه ودعْمِهم للملك عبد العزيز.
وفاة الشاعر محمود سامي البارودي .
العام الهجري : 1322 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:
هو الشاعِرُ محمود سامي باشا بن حسن حسني بن عبد الله البارودي المصري, جركسي الأصلِ من سلالةِ المقام السيفي نوروز الأتابكي. ولِدَ بالقاهرة سنة 1255ه، وهو من أوائِلِ من نهض بالشعرِ العربيِّ في عصرنا الحاضر، كان البارودي إلى جانبِ موهبتِه الشعريَّةِ رجلًا عَسكريًّا وسياسيًّا، وهو من تلاميذِ جمال الدين الأفغاني وممَّن تأثَّر بفِكرِه وطرحِه السياسيِّ، رحل الباروديُّ إلى الأستانة فأتقَنَ الفارسيَّةَ والتركية، وله فيهما قصائِدُ، ثم عاد إلى مصر فكان من قوَّاد الحملتينِ المصريتينِ لِمساعدة تركيا الأولى في ثورة (كريد) سنة 1868م، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877م، ولَمَّا حدثت (الثورة العُرابية) كان في صفوفِ الثائرين. تقلَّد منصِبَ الوَزارةِ، ورأَسَ الوزارةَ العُرابية، وبعد فَشلِها نفِيَ مع قادتها إلى سريلانكا، وبعد عودته من منفاه سنة 1317هـ مكث بضعَ سنواتٍ ثمَّ توفِّيَ بالقاهرةِ سنة 1322هـ
إخضاع الإنجليز مسلمي البنغال لسيطرة الهندوس .
العام الهجري : 1323 العام الميلادي : 1905
تفاصيل الحدث:
قام الإنجليزُ بتقسيمِ البنغال إلى قِسمَين غربي وشرقي، وذلك على أساسٍ دينيٍّ بين المسلمين والهندوس، وعارض الهندوس هذا التقسيمَ؛ إذ فقدوا حسَبَ رأيهم السيطرةَ على ولاية مهمةٍ، وعَمَّهم الحزن وأضربوا واجتَمَعوا عند صَنمِهم كالي، إله التدمير -حسب عقليَّتِهم- وتعاهدوا على مقاطعةِ البضائعِ الإنجليزية، وطالب المسلِمون في العام التالي بإجراءِ انتخاباتٍ منفصلة، وتَرْك الانتخابات المشتركة، وذهب وفدٌ منهم لمقابلة نائبِ الملك في مقرِّه الصيفي في سيملا، وقد سُرَّ المسلمون بتقسيم البنغال، إلَّا أن الأمرَ لم يدُمْ طويلًا؛ ففي عام 1329هـ / 1911م أُلغي هذا التقسيمُ على لسان الملك جورج في حفلةِ تتويجه إمبراطورًا في مدينة دلهي؛ ليبقى المسلمون تحت سيطرةِ الهندوس ونفوذِهم.
مؤتمر الجزيرة الخاصة بالمغرب .
العام الهجري : 1323 العام الميلادي : 1905
تفاصيل الحدث:
كان من محاولات فرنسا للتدخُّلِ في المغرب دون أن تواجِهَ الخصومَ الأوربيين أنْ عَقَدت الاتفاقياتِ معهم، فعقدت مع إيطاليا اتفاقًا بأن تترك لها طرابلس، ثم عقدت مع بريطانيا اتفاقًا على أن تتركَ لها حرية التصرُّفِ في مصر مع بقاء معاهدة إنجلترا القديمة مع مراكش ساريةَ المفعول، ولاقت هذه الاتفاقيةُ قَبولًا أسبانيًّا لكنَّها لاقت رفضًا ألمانيًّا؛ حيث جاء الإمبراطور غليوم إلى طنجة في هذا العام وألقى خطابًا أعلن فيه صداقة ألمانيا لسلطان مراكش، ولوَّح بالتهديد لمن يعتدي على السلطان وبلادِه، وحاول إحباطَ المؤامرة الفرنسية الإنجليزية الأسبانية، ثم حاول السلطانُ عبد العزيز ومجلِسُ أعيانه أن يعرِضوا أمرَ مراكش على مؤتمرٍ دولي إضعافًا للنفوذ الفرنسي، وانعقد مؤتمرُ الجزيرة في ذي القعدة 1323ه إلى ربيع الثاني 1324هـ، وحضره ممثِّلو خمس عشرة دولة، ومِن أهمِّ ما جاء فيه أنَّه تمَّ الاعتراف بسيادة السلطان واستقلالِه ووَحدةِ أراضيه، ومساواة الدُّوَل جميعًا في تجارتها مع مراكش، وتشكيل قوةٍ من الشُّرطة لحفظ الأمن الداخلي تكونُ فرنسية أسبانية بإمرة سويسريةٍ، وتوضَعُ الجمارك تحت رقابةٍ دولية، وتوزَّعُ امتيازاتُ المشروعات الاقتصادية بين شركاتِ مختَلفِ الدول، ولم يقنَعِ المغاربة بقراراتِ هذا المؤتمر؛ لذلك ثاروا على سلطانهم وخَلَعوه.
تعرض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لمحاولة اغتيال فاشلة .
العام الهجري : 1323 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1905
تفاصيل الحدث:
تعرَّض السلطانُ العثماني عبد الحميد الثاني لمحاولةِ اغتيالٍ فاشلةٍ دَبَّرها الأرمن بإيعازٍ وتشجيعٍ مِن الحركة الصهيونية اليهودية العالَمية، وعُرِفَ هذا الحادِثُ في التاريخ العثماني باسم "حادث القنبلة". كلَّف يهود سويسرا إدوارد جورج اليهوديَّ الفرنسيَّ الجنسية بالتعاونِ مع أعضاء جمعية الطاشناق الماسونية الأرمنية لإدخالِ عَرَبة إلى استانبول، فوصلت إلى استانبول قِطعةً قطعةً، وتمَّ تركيبُها لتكون قنبلةَ جحيمٍ تنفَجِرُ في الوقتِ الذى يخرجُ فيه السلطان عبد الحميد من مسجِدِ محمد الفاتح بعد صلاةِ الجمعة، فانفَجَرت، ولم يتِمَّ لهم ما أرادوا، وجرَّاء هذا التفجيرِ لقيَ عشرون شَخصًا مَصرعُهم، وقُبِضَ على المنَفِّذين الأرمن بالبابِ العالي، فتدخَّل السفير الأرمن لحمايتهم بحُجَّة الامتيازات الأجنبية، وتمَّ له ما أراد. ولم يكُنْ حادِثُ القنبلة المحاوَلةَ الوحيدة للأرمن لاغتيالِ السلطان عبد الحميد.
وفاة الشيخ محمد عبده .
العام الهجري : 1323 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1905
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ محمد عبده بن حسن خير الله مِن آلِ التركماني، مفتي الدِّيارِ المصريَّةِ، وأحَدُ دُعاةِ ما يسمى بالنهضة والإصلاح في العالمِ العربي والإسلاميِّ، وأحدُ رموزِ دعاةِ التجديدِ في الفِقهِ الإسلاميِّ، ساهمَ بعد التقائه بأستاذِه جمال الدين الأفغاني في إنشاءِ حركة فكريةٍ تجديديةٍ في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، تهدفُ إلى القضاء على الجُمودِ الفِكريِّ والحضاريِّ، وإعادةِ إحياء الأمَّة الإسلاميَّة لِتُواكِبَ مُتطلباتِ العصرِ. ولِدَ محمد عبده سنة 1849م مِن أبٍ تركماني وأم مصريةٍ في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة, ونشأ في محلةِ نصر (بالبحيرة) وأحَبَّ في صباه الفروسيَّةَ والرمايةَ والسباحة. وتعلَّمَ بالجامِعِ الأحمدي بطنطا، ثم بالأزهرِ. تصَوَّف وتفلسَفَ، وعَمِلَ في التعليم، وكتَبَ في الصُّحُفِ. في سنة 1866م التحق بالجامِعِ الأزهر، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية، وفي سنة 1879م عَمِلَ مدرسًا للتاريخِ في مدرسة دار العلوم، وفي سنة 1882 م اشترك في ثورة أحمد عرابي ضِدَّ الإنجليز، وبعد فَشَلِ الثورة حُكِمَ عليه بالسجنِ ثمَّ بالنفي إلى بيروتِ لِمدة ثلاث سنوات، ثم سافر بدعوةٍ مِن أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884 م، وأسَّسا صحيفةَ العروة الوثقى، وفي سنة 1885 م غادر باريسَ إلى بيروت، وفي ذات العام أسَّسَ جمعية سرِّية بنفس الاسم: العروة الوثقى. قيل إنَّها ذات صلة بالمحافلِ الماسونية العالمية تحت زعمِ التقريبِ بين الأديان. وفي سنة 1886م اشتغل بالتدريسِ في المدرسة السُّلطانية في بيروت، وفي سنة 1889م-1306هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفوٍ مِن الخديوي توفيق، ووساطةِ تلميذه سعد زغلول، وبعد إلحاحِ الأميرة نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفوَ عنه ويأمُرَ الخديوي توفيقًا أن يُصدِرَ العَفوَ عنه، أصدر الخديوي قرارَ العفوِ بعد أن اشترط اللورد كرومر على محمَّد عبده ألَّا يعمَلَ في السياسة، فقَبِلَ. وفي سنة 1889م عُيِّنَ قاضيًا بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق، ثم محكمة عابدين، ثم ارتقى إلى منصبِ مُستشار في محكمةِ الاستئنافِ عام 1891م، وفي 3 يونيو عام 1899م (24 محرم عام 1317هـ) عيِّنَ في منصِبِ المفتي، وتبعًا لذلك أصبح عُضوًا في مجلس الأوقافِ الأعلى. وفي 25 يونيو عام 1890م عين عضوًا في مجلسِ شورى القوانين. وفي سنة 1900م (1318هـ) أسَّس جمعيةَ إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطاتِ. وزار العديدَ من الدول الأوروبية والعربية. وقد تأثَّر به عددٌ من قادةِ النهضةِ الحديثةِ في الفكر والسياسة والعلم، منهم: محمد رشيد رضا، وسعد زغلول، وعبد الحميد بن باديس، وعبد الرحمن الكواكبي، وغيرهم, وفي الساعة الخامسة مساء يوم 7 جمادى الأولى توفِّي الشيخ بالإسكندرية بعد معاناةٍ مِن مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودُفِنَ بالقاهرة.
حادثة قرية دنشواي في مصر .
العام الهجري : 1324 العام الميلادي : 1906
تفاصيل الحدث:
في يومِ الأربعاء الثالث عشر من يونيو 1906م كانت قرية دنشواي تعيشُ في هدوء حتى دخَلَها على غير موعدٍ عددٌ من أفرادِ كتيبةٍ إنجليزيَّةٍ كانت تتحَرَّك من القاهرة إلى الإسكندرية، وبدؤوا في اصطياد الحمام الذي يربِّيه الأهالي، وبجوارِ أجران القمح -موضع يُداس فيه القَمحُ- التي لا تخلو من وجودِ أصحابها بجوارِها، وبينما هم كذلك أصابت رصاصةٌ زوجةَ مؤذِّن القرية (صاحب أحدِ الأجران) وأشعلت رصاصةٌ ثانيةٌ النَّارَ في جرن القمحِ، فهبَّت القريةُ كُلُّها في وجهِ الغُرَباءِ الذين اعتَدَوا على قريتِهم وأشعلوا فيها النيرانَ، وجرت مواجهةٌ محدودةٌ بين الأهالي والغرباءِ أصيب على إثرِها عددٌ من الأهالي، بينما فرَّ أحَدُ الضباطِ هاربًا تحت الشمسِ الحارقة وأصابته ضربةُ شمس أودت بحياتِه. طار الخبَرُ إلى أهل الحُكمِ وبلغت الأنباءُ الكتيبةَ الإنجليزيةَ التي كانت على مَقرُبة من موقع الحادث، فصدرت الأوامِرُ إليها بالتحرُّكِ لنجدة أفرادها، وتقدَّموا إلى دنشواي في هجومٍ انتقاميٍّ على أهالي القرية العزَّلِ، وجرت الاعتقالاتُ العشوائيةُ، وتم نصبُ المشانِقِ قبل المحاكَمةِ نَفسِها، وتجلَّت مظاهرُ انتقام جيشِ الاحتلال من قريةٍ مِصرية عَزلاءَ حاولت الدفاعَ عن نفسها ضِدَّ غرباءَ دخلوها بلا استئذانٍ، وعاثوا فيها فسادًا ولهوًا وعبثًا! حتى صدر في العشرين من يونيو قرارُ وزير الحقَّانية النَّصراني بطرس غالي باشا بتشكيل المحكمة لمحاكمة 59 متهمًا وترأَّس المحاكَمةَ بُطرس غالي نفسُه، وكان عضوًا بها أحمد فتحي بك زغلول (شقيق سعد زغلول) مع ثلاثة قضاة من الإنجليز، وقام إبراهيمُ الهلباوي بدور المدَّعي العام، وبعد أسبوع من تاريخه صدرت الأحكامُ القاسية بإعدامِ أربعةٍ مِن أهالي دنشواي والسجنِ المؤبَّد لاثنين، والأشغال الشاقة لمُدَد أخرى مع جَلدِ عدَدٍ من المتهمين، وتم التنفيذ بطريقةٍ غاية في البشاعةِ والهمجيَّة؛ حيث تمَّ حَشدُ الأهالي لمشاهدة المجزرة البَشِعة، ثمَّ إن مصطفى كامل قام بأكبر حملةٍ في أوروبا يفضحُ فيها جرائِمَ الإنجليز في مصرَ، ويطالب بالجلاءِ والاستقلال، ومِمَّا كتبه في هذه الفترة مقالٌ نشرته (الفيجارو) الفرنسية.
معركة روضة مهنا .
العام الهجري : 1324 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1906
تفاصيل الحدث:
حدثت بين قوات إمارة جبل شمر بقيادة عبد العزيز بن متعب آل رشيد يسانده 200 جندي عثماني، وبين قوات الملك عبد العزيز في روضة مهنا بمنطقة القصيم، حيث دارت اشتباكاتٌ ليلية خفيفة وعنيفة قُتِلَ فيها ابن رشيد على يدِ أهل القصيم عندما دخل وسطَ قواتِ الملك عبد العزيز ظنًّا منه أنهم قواتُه، فانهالوا عليه ببنادقهم فخَرَّ صريعا وقطَعوا رأسَه ووصلوا به إلى بريدة ثم عنيزة، وانتهت المعركة بانتصار الملك عبد العزيز بعد مصرعِ ابن رشيد وانسحاب القوات العثمانية من القصيم بأمانٍ، مقابل تسليم مدافعهم لقوات الملك عبد العزيز الذي أعلن سيادتَه على القصيم بأكملِه.
وفاة الأمير عبد العزيز بن متعب ابن رشيد أمير جبل شمر .
العام الهجري : 1324 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1906
تفاصيل الحدث:
هو الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد الله العلي الرشيد مِن الجعفر من قبيلة شمر من أمراء آل رشيد أصحاب حائل وما حولها بنجد. وَلِيَها بعد وفاة عمه محمد بن عبد الله الرشيد سنة 1315هـ، كان من أشجع العرب في عصره، وأصلَبِهم عودًا. بدأ حكمه في ظل قبولٍ تامٍّ له من قِبَل الأهالي وأفراد أسرته، وكان ذا ميول عسكرية وتوسُّعية، فاهتمَّ كثيرًا بالشأنِ العسكريِّ وكوَّن جيشًا عَزَّز به جميعَ مناطق نفوذه. له وقائِعُ وغاراتٌ كثيرة مع مبارك بن صباح صاحب الكويت، والملك عبد العزيز بن سعود، وأمير المنتفق. وفي أيامه استرجع منه الملك عبد العزيز مدينةَ الرياض سنة 1319هـ، وظلَّ ابن رشيد يصاوِلُ خصومَه، ويقابِلُ الغارات بمثلها، إلى أن قُتِلَ في روضة المهنا بالقصيم. خَلَفَه في إمارة حائل بعد مقتله ابنُه متعب.
تعديل الحدود بين الدولة العثمانية ومصر .
العام الهجري : 1324 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1906
تفاصيل الحدث:
تمَّ تعديلُ الحدود بين الدولة العثمانية ومصرَ على أساسِ حدود مصرَ الحاليَّةِ في سيناء، وتمَّ اعتبار "طابا" ضِمنَ الأراضي المصرية، و"العَقَبة" ضمن الأراضي العُثمانية.
ثورة المغرب يقودها عبد الكريم الخطابي ضد الأسبان والفرنسيين .
العام الهجري : 1325 العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:
ظهر الأميرُ محمد عبد الكريم الخطَّابي عام 1921 م في منطقة الريف، واستطاع أن يفجِّرَ الثورة فيها ضدَّ الأسبان وأن يحقِّقَ العديد من الانتصارات على الأسبان، وأصبح وجودُ الأسبان قاصرًا على مدينة تطوان وبعض الموانئ والحصون في الجبال، وأسَّسَ الأميرُ إدارةً منظمة للمناطِقِ المحرَّرة وحكَمَها حكمًا شبيهًا بالحُكمِ الجُمهوري الرئاسي، وألَّف مجلِسًا لرؤساء القبائل، وجعل الوزراءَ مسؤولين أمام هذا المجلس، وأعلن الخطابيُّ أنَّ أهداف حكومتِه هي طرد الأسبان والفرنسيين من المغرب، وتحريرُ باقي بلاد المغرب العربي. ولم يقتصِرْ جهاد الأمير على القتالِ ضِدَّ الأسبانِ، بل إنَّه استخدم جمهوريةَ الريف التي شكَّلَها في الضغطِ على القوات الفرنسية، وتحريضِ القبائل على التمَرُّد والعصيان في منطقة النفوذ الفرنسي، بدءًا من عام 1925م، وبدأت الصدماتُ المتواليةُ تقعُ بين الأمير والقوات الفرنسية، وأوقع بالفرنسيين خسائِرَ فادحة. وكان من الطبيعيِّ إزاء تلك القوَّةِ الصاعدة التي تمتلِكُ قائدًا كُفئًا ومقاتلين شجعان: أن تتجَمَّعَ القوى الاستعمارية ضِدَّها، فتَمَّ عَقدُ مؤتمر بين أسبانيا وفرنسا في مدريد عام 1925م لتنسيق الأعمالِ الحربيَّة بينهما ضِدَّ الأمير عبد الكريم الخطابي، وتدفَّقَت القوات الفرنسية والأسبانية على المغربِ، بل وأيضًا تم استخدامُ بعض المرتزقة من الطيارين الأمريكان في تلك المعركة، وحَشَدت فرنسا وأسبانيا قواتِها البحريةَ والبرية والجويةَ كمحاولة للقضاء على الأميرِ، واستطاع الأميرُ أن يصمُدَ من مايو 1925م إلى مايو 1926م أي: عامًا كاملًا، أمام جحافِلِ دولتين أوربيتين، هما فرنسا وأسبانيا، وأخيرًا تم القضاءُ على قوات الأمير، وسقط في الأسْرِ.
إنشاء خط لسكة الحديد بين المدينة المنورة ودمشق .
العام الهجري : 1325 العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:
عَمِلَ السلطانُ عبد الحميد على كَسبِ الشعوب الإسلامية عن طريقِ الاهتمامِ بكلِّ مؤسَّساتها الشرعيَّة والعِلميَّة، والتبَرُّع لها بالأموالِ والمِنَح، ورَصد المبالغ الطائلة لإصلاحِ الحَرَمين، وترميمِ المساجِدِ وزَخرفتها، وأخذ السلطانُ يستميل إليه مسلمي العربِ بكلِّ الوسائِلِ، فكوَّن له من العَرَبِ حرسًا خاصًّا، وعيَّنَ بعضَ الموالين له منهم في وظائِفَ كبرى، وأبدى السلطان عبد الحميد اهتمامًا بالغًا بإنشاءِ الخطوطِ الحديديةِ في مختَلِفِ أنحاءِ الدولة العثمانية، مُستهدفًا من ورائها تحقيقَ ثلاثةِ أغراضٍ:
1- ربطُ أجزاءِ الدولة المتباعدةِ مع بعضٍ؛ ممَّا يساعِدُ على نجاح فكرةِ الوَحدةِ العُثمانية، والجامعة الإسلامية، والسيطرة الكاملة على الولاياتِ التي تتطلَّبُ تقويةَ قَبضةِ الدولة عليها.
2- إجبارُ تلك الولاياتِ على الاندماجِ في الدولةِ والخضوعِ للقوانينِ العَسكرية التي تنُصُّ على وجوبِ الاشتراكِ في الدفاعِ عن الخلافةِ بتقديمِ المالِ والرِّجال.
3- تسهيلُ مُهمَّةِ الدفاع عن الدولة في أيَّةِ جبهةٍ من الجبهاتِ التي تتعرَّضُ للعدوانِ؛ لأنَّ مَدَّ الخطوطِ الحديديَّةِ سيُساعِدُ على سرعةِ توزيع القواتِ العثمانية وإيصالِها إلى الجبهاتِ.
وكانت سكةُ حديد الحجاز من أهمِّ الخطوط الحديدية التي أُنشِئت في عهدِ السلطان عبد الحميد؛ ففي سنة 1900م بدأ بتشييدِ خطٍّ حديدي من دمشق إلى المدينة؛ للاستعاضة به عن طريق القوافِلِ الذي كان يستغرِقُ من المسافرين حوالي أربعين يومًا، وطريقِ البحرِ الذي يستغرقُ حوالي اثنى عشر يومًا من ساحلِ الشامِ إلى الحجاز، وكان يستغرِقُ من المسافرين أربعة أو خمسة أيام على الأكثَرِ، ولم يكن الغَرَضُ من إنشاء هذا الخطِّ مجرَّدَ خدمة حجَّاج بيت الله الحرام وتسهيل وصولهم إلى مكَّة والمدينة، وإنما كان السلطان عبد الحميد يرمي من ورائِه أيضًا إلى أهدافٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ؛ فمن الناحية السياسية خَلَق المشروعُ في أنحاء العالم الإسلامي حماسةً دينيةً كبيرةً؛ إذ نشر السلطانُ على المسلمين في كافة أنحاء الأرضِ بيانًا يناشِدُهم فيه المساهمةَ بالتبَرُّع لإنشاء هذا الخط، وقد افتتح السلطانُ عبد الحميد قائمةَ التبرعات بمبلغ (خمسين ألفًا ذهبًا عثمانيًّا من جيبه الخاصِّ) وتقَرَّر دفع (مائة ألف) ذهب عثماني من صندوق المنافع، وأُسِّست الجمعيَّاتُ الخيرية، وتسابق المسلمون من كلِّ جهةٍ للإعانة على إنشائِها بالأنفُسِ والأموالِ، ورغم احتياجِ المشروع لبعض الفنِّيين الأجانب في إقامة الجسور والأنفاق، فإنَّهم لم يُستخدَموا إلا إذا اشتَدَّت الحاجة إليهم، مع العلمِ بأنَّ الأجانب لم يشتركوا إطلاقًا في المشروع، ابتداءً من محطةِ الأخضر -على بعد 760 كليو مترًا جنوب دمشق- وحتى نهايةِ المشروع؛ ذلك لأنَّ لجنة المشروع استغنت عنهم واستبدلت بهم فنيين مصريين. وبلغ عدد العمال غير المَهَرة عام 1907م (7500) عاملًا. وبلغ إجمالي تكاليف المشروع (4.283.000) ليرة عثمانية. وتم إنشاءُ المشروع في زمنٍ وتكاليف أقلَّ مما لو تعمله الشركات الأجنبية في أراضي الدولةِ العثمانية، وفي أغسطس سنة 1908م وصل الخطُّ الحديدي إلى المدينة المنورة، وكان مفروضًا أن يتِمَّ مَدُّه بعد ذلك إلى مكةَ، لكنْ حدث أن توقَّف العملُ فيه؛ لأنَّ شريف مكة -وهو الحسين بن علي- خشِيَ على سُلطاته في الحجاز من بطشِ الدولة العثمانية، فنهض لعرقلةِ مَدِّ المشروع إلى مكَّةَ، وكانت مقَرَّ إمارتِه وقوَّته. فبقيت نهايةُ الخط عند المدينة المنورة، حتى إذا قامت الحرب العالمية الأولى عَمِلَ الإنجليزُ بالتحالف مع القوات العربية التي انضَمَّت إليهم بقيادة فيصل ابن الشريف حسين بن علي على تخريبِ سكةِ حديد الحجاز، وكان أوَّلُ قطار قد وصل إلى محطة سكة الحديد في المدينة المنورة من دمشق الشام يوم 22 (أغسطس) 1908م، وكان بمثابة تحقيقِ حُلمٍ مِن الأحلام بالنسبة لمئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم كافة؛ فقد اختصر القِطارُ في رحلته التي استغرَقَت ثلاثة أيام، وقطع فيها 814 ميلًا مشقَّاتِ رحلةٍ كانت تستغرق في السابق أكثَرَ من خمسة أسابيعَ، ويسَّرت على المسلمين القيامِ بأداء فريضة الحَجِّ.
تمرد قبيلة مطير بزعامة فيصل الدويش وتحالفها مع ابن رشيد .
العام الهجري : 1325 العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:
تمرَّد بعضُ رؤساء عشائر قبيلة مطير على الملك عبدالعزيز، وتحالفوا مع أمير بريدة محمد بن عبد الله أبا الخيل، على أن يكونوا من أنصار ابن رشيد ضِدَّ الملك عبدالعزيز الذي تحالف مع قبيلة عتيبة خصوم مطير وشمر، فنشبت قربَ مدينة المجمعة في سدير معركةٌ بين قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش وقوات الملك عبدالعزيز المكَوَّنة بالأساس من قبيلة عتيبة. وهُزمت مطيرٌ، وأصيب فيصل الدويش بجراحٍ في هذه المعركة، فطلب الصلح وأعرب عن خضوعِه للملك عبدالعزيز.
إنشاء مدرسة القضاء الشرعي بمصر .
العام الهجري : 1325 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:
ساءت أحوالُ المحاكم الشرعيةِ في مصر، بعد أن بدأ محمد علي باشا وخلفاؤه في تغييرِ الوضع القضائي المستقِرِّ في البلاد منذ مئات السنين، بإيجاد كيانٍ جديدٍ لا يعتَمِدُ على القضاء الشرعيِّ، بل يتَّجِهُ إلى التَّقنين الأوربيِّ الحديث، وانحصر دورُ المحاكم الشرعية في نظَرِ قضايا الأحوال الشخصيَّة والمواريث والوقفِ، وتسلَّل إليها الفسادُ بعد أن أدارت لها الدولةُ ظَهرَها ولم تقَدِّمْ إليها يدَ العون. وظل الأمرُ على هذا النحو من الإهمال إلى أن قامت نظارةُ الحقانية (العدل) بانتدابِ محمد عبده لتفَقُّد أحوال المحاكِمِ الشرعية، ومعرفة أدوائها، ووضْعِ أفضلَ السبل لعلاجِها. فقدَّم تقريرًا لِما وصلت إليه أحوالُ تلك المحاكِمِ من سوء الحال في الأماكِنِ والمباني والأثاث، وضَعْف في مستوى القُضاة والكَتَبة، وقصورِ المرافعاتِ فيها. وفي الوقتِ نفسِه كشَفَ التقريرُ عن تقصير الحكومةِ تجاه هذه المحاكِمِ، وإهمالها لشأنها حتى وصلت إلى ما هي عليه من ضَعفٍ وفسادٍ. وتضَمَّن التقريرُ وسائل النهوض بتلك المحاكِمِ مِن توسيع اختصاصاتِها، وعدمِ تقييدها في إصدارِ الأحكامِ بالمذهبِ الحنفيِّ، والنهوض بمستوى القُضاة وتحسين مرتَّباتهم، وانتقاء العناصِرِ الجيدة للعمل في هذا الميدان، وتسهيلِ إجراءات التقاضي، وخُتِمَ التقريرُ بطلب إنشاء معهدٍ خاص يُختارُ طَلَبتُه ممن يدرسونَ في الأزهر، ويُعَدَّوُن إعدادا خاصا لتولي منصب القضاء. ثمَّ تشكَّلت لجنةٌ برئاسة ناظر الحقانية (وزير العدل) وعضوية قاضي البلاد، وشيخ الجامع الأزهر، والمفتي، وأحد أعضاء محكمة مصر العليا؛ للنظر في التقرير, فصدر منشورٌ في 16 صفر بإنشاء مدرسةِ القضاء الشرعي، وانقسمت المدرسةُ إلى قسمين: الأول: لتخريج الكَتَبة، والثاني: لتخريجِ القُضاة والمحامين. وظلت المدرسةُ قائِمةً حتى ألغيت في سنة (1347هـ / 1928م) وأُلحِقَت بالجامعة الأزهرية الناشئة.
معركة الطرفية .
العام الهجري : 1325 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:
نكث أميرُ بُريدة محمد بن عبد الله أبا الخيل عَهدَه مع الملك عبد العزيز بن سعود، واتَّفق مع أمير حائل سلطان الحمود بن رشيد على أن يكونا يدًا واحدةً عليه. كذلك ازداد أبا الخيل قوةً بقدوم فيصل الدويش زعيم قبيلة مطير إليه، الذي عاهده على الوقوفِ معه. وسارع الملك عبد العزيز في التحرُّك إلى القصيم، ووصل عُنيزةَ التي هَبَّ أهلُها إليه، وخرج لمهاجمة سلطان ابن رشيد في بُريدة، وحصلت مناوشات لم تسفِرْ عن دخول الملك عبد العزيز البلدة. وأقبل فيصل الدويش يناصر ابن رشيد وأبا الخيل. فتصدى له الملك عبد العزيز وهزمه وطارد فلوله حتى بلدة الطرفية، التي كان يخيِّمُ بها، واستولى على معسكره. وسار ابن رشيد وأبا الخيل مع فلول فيصل الدويش إلى مهاجمة الملك عبدالعزيز في الطرفية، فهزمهم، وعادوا منهزمين إلى بُريدة، وتشَتَّت شملهم. وبعد ذلك عاد سلطان الحمود بن رشيد إلى حائل، ورجع الملك عبدالعزيز إلى الرياض.
نشوء الأحزاب السياسية العربية بمصر .
العام الهجري : 1325 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:
كان الناسُ في مِصرَ على تيارات ثلاثة، تيار "الحركة الوطنية"، وكانت ضِدَّ الاحتلالِ الإنجليزيِّ وتيار "جماعةِ الاحتلال" التي تتلقَّى الدعم الإنجليزيَّ وتعيش عليه، وتيار "جماعة قصر عابدين" التي تؤيِّد الخديوي الذي يكرَهُ الاحتلالَ لكِنَّه راضِخٌ له، وبدأت وسائِلُ إعلام كلُّ تيارٍ بالصِّراعِ، وبناءً على هذه التيارات نشأت الأحزابُ السياسية، فأُعلِنَ في 16 رمضان عن تأسيس "الحزب الوطني"، رغم قيامِه فعليًّا قبل هذا التاريخِ، ويتزعَّمُه مصطفى كامل، ويرى العمَلَ على الاستقلالِ ضِمنَ دولةِ الخلافةِ العثمانية، ومن الضروريِّ وجودُ حِزبٍ واحدٍ تنضوي تحت لوائِه كلُّ العناصر الوطنية لمقاومةِ المحتَلِّين، وظهر "حزب الأمة" في 11 شعبان بعد أن تحوَّلت شركةُ الجريدة إلى حزبٍ، و "حزبُ الملاكِ" ورئيسُه محمود سليمان ويرى الاستقلالَ الكامِلَ وضرورة الاشتراك في الحُكمِ، وكان تأثيرُ محمد عبده واضحًا على هذا الحزبِ، الذي كان ليِّنًا معتدلًا مع الاحتلال ومعاديًا للخديوي، وبرز "حزبُ الإصلاح على المبادئ الدستورية" ورئيسُه علي يوسف، ويعدُّ هذا الحزبُ حِزبَ الخديوي عباس حلمي، أو حزب القصر، ومِن مُهمَّتِه السرية تفتيتُ حزبِ الأمة، وهذه الأحزابُ الثلاثةُ في مصرَ قُبَيل الحرب العالمية الأولى، وربما كان أكبَرُها وأهمها هو الحزب الوطني.
وفاة المشير محمد رؤوف باشا قائد الجيش العثماني .
العام الهجري : 1326 العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
هو المشيرُ محمد رؤوف باشا بن عبدي باشا الجركسي، قائِدُ الجيش العثماني. ولِدَ في استانبول عام 1832م، وتلقَّى علومَه العسكريَّةَ في الأكاديميَّةِ الحربية في استانبول. شارك في المعارِكِ التي جرت في كُلٍّ مِن البوسنة والقَرم تحت قيادة عمر باشا. التحق بمدرسةِ سانت سير الفرنسية العسكرية، ثم التحَقَ بأركان حربِ الجيش العثماني، وحصل على رُتبة الباشوية. تمَّت ترقيته في عام 1869م إلى رتبة مُشير. تولَّى منصب الوالي في كلٍّ من كريت، وإيشكودرا، وكاستامونو، وبغداد، وسيلانيك والبوسنة. أصبح قائدًا عامًّا للجيش العثماني في أثناء حربِ البلقان في عام 1877م، ونجح في هزيمة الصربِ وحلفائِها أمام مدينة بلغراد. ولَمَّا صدر الدستور العثماني الأول عُيِّن وزيرًا للبحرية العثمانية، وقد أُصيب في إحدى المعاركِ التي كان يخوضُها، فاضطُرَّ الأطباءُ إلى بتر ساقه، ولكنَّه تحامل على نفسِه ولم يترك ميدانَ المعركة، وظلَّ مستمرًّا في قيادته للقوات العُثمانية. وقد قُوبِلَت شجاعته بالتقدير والاحترام، فأنعَمَ عليه السلطان بلقب (سِر عسكر) وهو أكبَرُ ألقاب الدولة العثمانية. عَهِد إليه السلطان العثماني بمهمَّة خاصَّة كسفير خاص فوق العادةِ لدى الإمبراطور ألكسندر الثاني قُبَيل عقد مؤتمر برلين. عاد لتولِّي قيادة الجيش العثماني مرةً أخرى، وظلَّ في هذا المنصب الهامِّ إلى أن توفي عن 82 عامًا. وهو جدُّ الوجيه المصري محمد علي رؤوف، زوج الأميرة فائزة شقيقة الملك فاروق ملك مصر السابق.
======
241.
احتلال النمسا البوسنة والهرسك .
العام الهجري : 1326 العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
رفضت البوسنة والهرسك دعوةَ مندوبيها لحضور المجلس النيابي المنعقد في استانبول، مع أنَّها لا تزال تابعةً اسميًّا للدولة العثمانية، واتجهت نحو الصرب، وكانت النمسا تطمَعُ أن تضمَّهما لها، فاتفقت مع روسيا سرًّا على أن تضمَّهما إليها مقابِلَ أن تكون الملاحة لروسيا حُرَّةً في البوسفور والدردنيل، وفعلًا قامت النمسا بضَمِّ البوسنة والهرسك إليها، ولم تستطع روسيا فِعلَ شَيءٍ لمعارضة الدول الأوربية لأطماع روسيا في المضائق، ثم قامت الدولةُ العثمانية بالاعتراف للنمسا بهذا الضمِّ، وتخلَّت لها عن البوسنة والهرسك مقابِلَ تخلي النمسا عن حقوقِها في سنجق نوفي بازار، وكانت النمسا أَمِنَت جانب البلغار بأن أيَّدَتْها ودعَمَتْها في مطالبتها بالاستقلالِ.
وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل .
العام الهجري : 1326 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
هو مصطفى كامل بن علي محمد، زعيمٌ سياسيٌّ وكاتبٌ مصريٌّ وأحد روَّاد التحرير في مِصرَ، وُلِدَ سنة 1291ه في قرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، وكان أبوه علي محمد مِن ضبَّاطِ الجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستينَ مِن عمره، ويعتبر مصطفى مؤسِّسَ الحزب الوطني المصري الذي تألَّف برنامجُه السياسي من عِدَّة موادَّ؛ أهمها: المطالبةُ باستقلال مصر ضِمنَ دولة الخلافةِ العثمانية، وإيجادُ دستورٍ يكفُلُ الرقابة البرلمانية على الحكومةِ وأعمالها، ونشرُ التعليم، وبثُّ الشعور الوطني. وأنشأ جريدةَ اللواء، وكان مِن المنادين بإعادة إنشاءِ الجامعة الإسلامية، كما أنَّه كان من أكبر المناهضينَ للاستعمارِ، وعُرِفَ بدورِه الكبيرِ في مجالات النهضةِ، مثل: نشر التعليم، وإنشاء الجامعة الوطنية، وكان حزبُه ينادي برابطةٍ أوثَقَ بالدولة العثمانية، وأدَّت مجهوداتُ مصطفى كامل في فَضحِ جرائم الاحتلالِ والتنديدِ بها في المحافِلِ الدولية، خاصَّةً بعد مذبحةِ دنشواي التي أدَّت إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصرَ. توفِّيَ في مصر عن عمر يناهز 34 عامًا. رغم أنَّه عاش ثمانيَ سنوات فقط في القرن العشرين فإنَّ بصماته امتَدَّت حتى منتصف القرنِ.
رضوخ السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لجمعية الاتحاد والترقي .
العام الهجري : 1326 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
لم يعُدْ تنظيمُ الاتحاد والترقي خافيًا على الدولة ولا على الناسِ، بل قَوِيَت شوكتُهم العسكرية وألَّفوا عصاباتٍ في وجهِ الحكومة؛ إذ كان من ضِمن أعضائِه ضباطٌ كبار من الجيش الحكومي، وكان هذا التنظيمُ يسيطِرُ على الفيلق الأوَّلِ مِن الجيش الحكومي، وكذلك الفيلق الثاني والثالث، أما الرابع فكان فيه أنصارٌ لهم، فأرسل رجالُ الاتحاد والترقي البرقياتِ مِن كبريات المدن في الجهة الأوربية (سلانيك ومناستر وسكوب وسيرز) إلى الصدرِ الأعظم يهدِّدون فيها بالزَّحفِ على استانبول إن لم يُعلَن الدستور الذي كان قد وُضِعَ سابقًا عام 1876م من قِبَل مدحت باشا، وهو من كبارِ مؤسِّسي تنظيم الاتحاد والترقي، فدعا السلطانُ عبد الحميد الثاني مجلسَ الوزراء إلى الانعقاد، إلَّا أن رجال الاتحاد والترقي أعلنوا عن الحريةِ في سلانيك ومناستر بشعارات الماسونية (العدالة والمساواة والأخوة)، واضطرَّ السلطان أن يصدِرَ أوامره بمنحِ الدستور، وأعلن الدستور والحريات، وصدر العفو العامُّ، وفُتِحَت أبواب السجون، واجتمع المجلِسُ وفاز فيه الاتحاديون بأغلبيةٍ كبيرة، وتسلم أحمد رضا رئاسةَ المجلس، وهو مؤسِّسُ جمعية تركيا الفتاة، ويعتبر تنظيمُ الاتحاد والترقي هو الجناحَ العسكريَّ للجمعية.
ضم البوسنة والهرسك إلى النمسا .
العام الهجري : 1326 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
أعلن القيصرُ النمساوي فرانتس جوزيف الأول ضَمَّ بلاد البوسنة والهرسك ذات الأغلبية المسلِمة إلى بلاده بعد 30 عامًا من احتلالِها واغتصابِها مِن الدولة العثمانية، وذلك في إطارِ خِطَّةِ تقسيم أملاكِ الدولة العثمانية.
إعلان بلغاريا انفصالها عن الدولة العثمانية .
العام الهجري : 1326 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
أعلنت بلغاريا انفصالَها عن الدولة العثمانية، كما أعلنت قيامَ نظام الحكم المَلَكي فيها من جانبٍ واحد. وقد وافقت الدولةُ العثمانية على هذا الاستقلال في ربيع الأول 1327هـ مقابِلَ حصولها على 5 ملايين ليرة ذهبية. كانت مساحةُ بلغاريا آنذاك أكثَرَ من 96 ألف كم2، ويزيد عددُ سكانها على 4 ملايين نسمة.
افتتاح السلطان عبد الحميد الثاني مجلس المبعوثان (النواب) .
العام الهجري : 1326 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
افتتح السلطانُ عبد الحميد الثاني مجلِسَ المبعوثان (النواب) الذي كان النائبُ فيه يسمى (مبعوثًا) والذي ضمَّ 275 نائبًا، منهم 140 نائبًا تركيًّا، و60 عربيًّا، وعدد من النواب اليهود والنصارى والأرمن والصرب والبلغار والألبان.
افتتاح الجامعة المصرية الأهلية رسميًّا .
العام الهجري : 1326 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:
افتُتِحَت الجامعةُ المصريَّةُ الأهلية رسميًّا برئاسةِ الأمير أحمد فؤاد، وكانت البداياتُ الأولى لها متواضِعةً، ثم أخذت تتوسَّعُ نتيجة دعمِ كثيرٍ مِن المؤسَّسات والأفراد لها، ثم تحوَّلت الجامعة إلى جامعةٍ حكومية سنة 1344هـ/ 1925م باسم الجامعة المصرية، وهي التي تُعرَفُ الآن بجامعة القاهرة.
خلع السلطان عبد الحميد الثاني آخر الخلفاء العثمانيين فعليًّا .
العام الهجري : 1327 العام الميلادي : 1909
تفاصيل الحدث:
بعد فوزِ الاتحاديِّين بأغلبيةٍ كبيرةٍ وإعلان الدستور أرادوا أن يُتِمُّوا خطَطَهم الراميةَ إلى خلع الخليفة، فبدؤوا يثيرونَ الفوضى والقلاقِلَ في الدولة بطُرُق غير مباشرة، وادَّعى رجال الاتحاد أنَّ الدستورَ معرَّضٌ للإلغاء والحريةَ مهدَّدةٌ؛ لذا فقد تقَدَّم الجيشُ المرابط في سلانيك بإمرةِ محمود شوكت لحماية الدستورِ والمجلس النيابي، عِلماً أنه كان فيه عناصِرُ أجنبية ترتدي الزيَّ العسكري، ووصل الجيشُ إلى العاصمة، فألقى الحصارَ عليها، ثمَّ سار إلى مقر إسماعيل حقي رئيس الجيش النظامي فقتَلوه ومَن معه، ثم ساروا إلى قصر يلدز مقَرِّ السلطان، فقاموا فيه بمذبحة بلا سببٍ ونهبوا القصرَ، ثم شكَّل المجلِسُ النيابيُّ مجلِسًا أطلقوا عليه اسمَ المجلس الملكي، فاجتمع مع مجلسِ الحركة وقَرَّروا خَلْعَ السلطان عبد الحميد باستصدار فتوى من شيخِ الإسلام، واستدعى المجلِسُ الصدر الأعظم توفيق باشا لتكليفِه بإبلاغ القرار إلى الخليفة فرفَضَ، فكلف المجلسُ وفدًا من الفريق البحري عارف حكمت، وآرام الأرمني، وعمانوئيل قره صو اليهودي، وأسعد طوبطاني، وذهب الوفد إلى الخليفة، وقرأ الفتوى، فتقَبَّل السلطان ذلك مع إنكارِه إحضارَهم عمانوئيل اليهودي معهم، خاصَّةً أن عمانوئيل هذا سبق أن زار السلطانَ مع هرتزل في وفدٍ يهوديٍّ يستأذنونه في الهجرةِ إلى فلسطين، فرفض طلبهم وإغراءَهم له، وأمر بطردِهم، فتوعَّد عمانوئيل السلطانَ بأنَّ هذا الرفض سيكَلِّفُه كثيرًا. نُقِلَ السلطانُ إلى سلانيك مع أسرته ومرافقيه، وبقي تحت حراسةِ الاتحاديين حتى حرب البلقان، ثم نُقِلَ إلى قصر بكلربكي في استانبول، وبقي فيه إلى أن توفي عام 1336هـ وكانت مُدَّةُ خلافته أكثر من ثلاث وثلاثين سنة، وتسلَّم الحكمَ صوريًّا أخوه محمد رشاد.
عهد الاتحاديين في تركيا .
العام الهجري : 1327 العام الميلادي : 1909
تفاصيل الحدث:
بعد خَلعِ السلطانِ عبد الحميد الثاني أصبح كُلُّ شيء في الخلافةِ بيَدِ الاتحاديِّين، أمَّا الخليفةُ محمد رشاد فكان صورةً، غيرَ أن الأمر لم يطُلْ؛ إذ لم يتعاقَبْ على الخلافة سوى ثلاثة خلفاء، وكانت الدولةُ قد اشتركت في الحربِ العالمية الأولى بجانب ألمانيا، فهُزِمَت وتجزَّأت، وغادر البلادَ رِجالُ الاتحاد البارزين، أو الذين بيَدِهم الأمرُ والنهي، وجاء إلى الحُكمِ مصطفى كمال، وفي أيامِ الخليفة محمد رشاد الذي عُيِّنَ بدل عبد الحميد جرت الانتخاباتُ النيابية عام 1330هـ وفاز الاتحاديون وانتَشَرت الدعوة القوميَّة، وبدأت شعاراتُ الاتحاد والترقي في المساواة تذهَبُ هدرًا بعَدَمِ تَساوي الترك مع بقية العناصِرِ التي تؤلِّفُ الدولةَ العثمانية، وبدأت المهاتراتُ الصحفيةُ، وظهر الاختلافُ بين الدعوة المركزية واللامركزية، وتعني أن تأخُذَ الولايات غيرُ التركية استقلالًا ذاتيًّا، وتبقي خاضعة خارجيًّا لاستانبول، وتبنَّى الاتحاديون المركزيةَ، وبدأت التياراتُ الفكريةُ تتخَبَّطُ ويُشعِلُ نارَها اليهودُ والنصارى!
مظاهرة في عاصمة الخلافة العثمانية تطالب بالعودة إلى الشريعة .
العام الهجري : 1327 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1909
تفاصيل الحدث:
اشتعلت المظاهراتُ في عاصمةِ دولةِ الخلافةِ العُثمانية تطالِبُ بإلغاءِ الدستور، والعودةِ إلى الشريعةِ الإسلاميةِ، وإسقاطِ حُكومةِ الاتحادِ والترقي، التي تسلَّطَت على السلطانِ عبد الحميد الثاني وخلَعَتْه.
وفاة بطرس باشا غالي رئيس وزراء مصر .
العام الهجري : 1328 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1910
تفاصيل الحدث:
هو بطرس باشا نيروز غالي، ولِدَ في عام 1262هـ/ 1847م قبطيٌّ من نصارى مصر. كان والده نيروز غالي ناظرًا للدائرة السَّنِيَّة لشقيق الخديوي إسماعيل في الصعيد. تلقَّى تعليمه في كلية البابا كيرلس الرابع. نشأ محبًّا للإنجليز؛ مِمَّا مهَّد لعمله في وزارة مصطفى فهمي، ثمَّ تولى منصب رئيس وزراء مصر من 12 نوفمبر 1908 إلى 1910م. اتُّهِم بمحاباته للإنجليز على حساب مصلحة مصر؛ فقد لعِبَ بطرس غالي دورًا مشبوهًا في مشروع مدِّ امتياز قناة السويس لصالح الإنجليز، الذي كان يهدف لمدِّها أربعين عامًا أخرى، وفي جلسة مناقشة مَدِّ الامتياز حضر شخصٌ يدعى "إبراهيم ناصف الورداني" وكان من أعضاء الحزب الوطني، وتأثَّرَ بما دار من مناقشات في تلك الجلسة وخرج منها عازمًا على وضع حدٍّ ونهايةٍ لمشروع هذا القانون، يتلخَّصُ في اغتيال بطرس غالي. وقد قام إبراهيم الورداني باغتيال بطرس غالي أمام وزارة الحقَّانية في الساعة الواحدة ظهرًا يوم 11 من صفر؛ حيث أطلق عليه الورداني ستَّ رصاصات أصابت اثنتان منها رقبَتَه، واعترف بقيامه بقتل بطرس غالي؛ لأنَّه في نظره خائن، بسبب ما قام به في اتفاق الحُكم الثنائي، ومشروع قانون مدِّ امتياز قناة السويس، وقانون المطبوعات. ورئاسته لمحكمة دنشواي، وبطرس باشا غالي هو والد بطرس غالي الدبلوماسي المصري، والأمين العام السادس للأمم المتحدة.
نشر الدولة العثمانية "قانون الكنائس" .
العام الهجري : 1328 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1910
تفاصيل الحدث:
قامت الدولة العثمانية بنشر "قانون الكنائس" الذي صار حُكمًا بين الأقليَّات البلغارية والصربية واليونانية الموجودة في مقدونيا في منطقة البلقان.
وفاة المهدي قائد المقاومة الصومالية .
العام الهجري : 1329 العام الميلادي : 1910
تفاصيل الحدث:
هو محمد عبد الله حسن نور صومالي، قاد الجهاد ضِدَّ الاحتلال الإنجليزي والإيطالي والأثيوبي في مطلع القرنِ العشرينَ، وُلِدَ سنة 1856م، سماه الإنجليز «الملا المجنون» عندما واجه الاستعمارين البريطاني والإيطالي، واستطاع أن يقاوم المستعمرين لمدة عشرين عامًا، كبَّدهم أثناءها الخسائِرَ الفادحة، وانتزع حقَّ السيادة على مناطِقَ عديدة، خاض محمد بن عبد الله 270 موقعة في الجهاد ضدَّ البريطانيين انتصر في معظمها. في العام 1920م تعرض محمد بن عبد الله لقصف من الطيران البريطاني استهدف مواقِعَهم في مدينة جالكاسيو غرب الصومال، فاستطاع أن يصِلَ إلى أثيوبيا ثم توفِّيَ فيها.
صلح دعان بين الزيديين في اليمن والعثمانيين .
العام الهجري : 1329 العام الميلادي : 1910
تفاصيل الحدث:
تزعَّم المتوكِّلُ يحيى بن المنصور محمد بن حميد الدين اليمنيين؛ لمقارعة الأتراك، وتمكَّن من حصار صنعاء وأجبر الأتراك أخيرًا على الصلح المشهور بصلح دعان ضمن بنود كثيرة على الاعتراف به حاكمًا وحيدًا للطائفة الزيدية في اليمن مقابِلَ اعترافه بالسيادة العثمانية على اليمن، وهو ما جعل حربَه للأتراك تبدو وكأنها فقط لنيل الاعتراف بسلطته الدينية والسياسية على المناطق التي ينتشِرُ فيها المذهب الزيدي، وقد نفرت إثرَ ذلك قبائِلُ يمنية منه متهمةً إياه بأنَّه صار حليفًا للأتراك، واتجهت إلى منافِسِه محمد الإدريسي في صبيا بعسير، حيث كان محمد الإدريسي قد استثمر مكانة أسرته الدينية ليؤسِّسَ دولة الأدارسة في أعالي الشمال الغربي لليمن، وليبدأ بلعبِ دور في أحداث التاريخ اليمني الحديث.
عقد المؤتمر المصري بالقاهرة تحت رعاية الإنجليز .
العام الهجري : 1329 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:
قُبَيل انتهاء المؤتمر القبطي بمصر نشرت بعضُ الصحفِ أنباءً عن تكوينِ لجنةٍ بالإسكندرية تضُمُّ بعضَ الأعيان في الأقاليم، مكلَّفةً بعقد مؤتمر ديني يضمُّ مندوبين عن المسلمين واليهود المصريين والنصارى؛ للنظر في المسألة القبطية. وفي ذات الوقت دارت اجتماعاتٌ في القاهرة بين عددٍ كبيرٍ مِن المشتغلين بالمسائل العامة، ومنهم فريق من حزب الأمة؛ لمناقشة المسألة القبطية ونتائج انعقاد المؤتمر القبطي في أسيوط، ودعا هؤلاء لجنةَ الإسكندرية لمشاركتهم في عقد اجتماع عام. وفي 8 ربيع الأول تم عقدُ اجتماع ضم عددًا من الشخصيات العامة، وقرَّروا تأليف وفد من 12 شخصية للتوجُّه إلى منزل مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء المصري الأسبق؛ ليعرضوا عليه رئاسة المؤتمر، وقرَّر هؤلاء تسميةَ المؤتمر بالمؤتمر المصري. وقد أرادت الشخصياتُ التي دعت إلى المؤتمر أن يدورَ في إطار الوحدة الوطنية، وأن يبحثَ المؤتمر الشؤون المصريةَ جميعًا بما فيها مطالب القبط. وعقدت اللجنةُ التحضيريةُ للمؤتمر أولى جلساتها بمنزل "علي شعراوي"، وقرَّرت حصرَ مقاصد المؤتمر في النظر في الشؤون العامة والاقتصادية والاجتماعية والأدبية، ومناقشة مطالب القبط وتمحيصها، وقرَّرت أنه لا يجوز للمؤتمر الاشتغالُ بالمسائل السياسية. وعُقِدَ المؤتمر المصري يوم السبت 30 ربيع الآخر -أي: بعد انعقاد المؤتمر القبطي بـ52 يومًا- في القاهرة بضاحية مصر الجديدة. وتم عقدُ جَلستين تحضيريتين في منزل "علي شعراوي" اتفق فيهما على الأُطُر الأساسية التي سيناقشها المؤتمر، واتفقوا أنَّ هناك رابطًا يجمع المسلمين والأقباط هو رابِطُ المصرية، وأن هذا الرابط هو المعيار الأصيل في المحاسبة!!! وأنَّ هذا الرابط يفرِضُ على الجميع البحثَ عن السبل التي تقود إلى الوفاق الوطني بين عنصرَيِ الأمة المصرية. وأشيرَ في تقريرٍ أعدَّته اللجنةُ التحضيرية لهذا المؤتمر، إلى أنَّ الحضور في مؤتمر أسيوط القبطي يستصغرون ما في أيديهم من السلطةِ ويستكثرون ما في أيدي المسلمين، وأن هؤلاء عوَّلوا وحدهم على أن يكونوا أمةً مستقلَّةً من دون المصريين، وتذرَّعوا بتلك المطالب حتى يَصِلوا بمعونة بريطانيا وفرنسا إلى أن تكون لهم السيادةُ على الأكثرية المسلِمة. وقد كان انعقادُ المؤتمر بتشجيع من المعتمد البريطاني في القاهرة "إلدن جورست"، وكان هدفُ الإنجليز منه هو إشعالَ الفتنة بين المسلمين والأقباط في الوقت الذي يكسبُ فيه الإنجليز الطرفين معًا؛ ولذا أصدر "جورست" تعليماتِه بعقد المؤتمر المصري. واستفاد الاحتلالُ مِن عقد المؤتمرين القبطي والمصري كمؤتمرين انقساميَّين، إلا أنَّ استفادته من المؤتمر المصري كانت أكبر؛ لأنَّ تجميع كل هذه الأحزاب والقوى المصرية دون أن يكونَ لها موقِفٌ من الاحتلال أو حتى معارضة له هو انتصارٌ لسياسة الاحتلال التي حرصت على ألَّا يأخذ المؤتمر أيَّ طابع سياسي، وأنَّ الوقيعة بين المسلمين والأقباط ما هي إلا زيادةٌ في قبضة الاستعمار على الجميع، ولجوء الجماهير إلى الهدوء والاستكانة حتى لا تُتَّهمَ بالتعصُّبِ والإرهاب!
إرسال الإمبراطور الألماني طرادًا بحريًّا إلى ميناء أغادير المغربية .
العام الهجري : 1329 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:
أرسل الإمبراطور الألماني جليوم طرادًا بحريًّا إلى ميناء أغادير المغربية؛ وذلك احتجاجًا على سياسة فرنسا في المغرب، فما كان من فرنسا إلا أن تنازلت لألمانيا عن الكاميرون، فأقرَّ لها الإمبراطور باحتلال مراكش.
وفاة الزعيم أحمد عرابي قائد الثورة العرابية .
العام الهجري : 1329 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:
هو الزعيم المصري أحمد عرابي بن محمد عرابي بن محمد وافي بن محمد غنيم من قبيلة المحامدة، انتقل جَدُّهم من بطائح العراق إلى مصر في أواسط القرن السابع للهجرة. ولِدَ في قرية (هرية رزنة) من قرى الزقازيق بمصر، وجاور في الأزهر سنتين، ثم انتظم جنديًّا في الجيش سنة 1271هـ وبلغ رتبة (أميرالاي) في أيام الخديوي توفيق. وهو قائد الثورة العرابية ومفجِّرُها ضِدَّ الخديوي توفيق. وقد فشلت هذه الثورة؛ وذلك نتيجة لخيانة بعض عناصر الثورة له، وتدخُّل القوات البريطانية لحماية الخديوي. ثم نفوا عرابي باشا إلى جزيرة سيلان 1300ه/1882م حيث مكث 19 عامًا. وأُطلِقَ في أيام الخديوي عباس سنة 1319 فعاد إلى مصر وتوفي بالقاهرة. له تقرير عن ثورته، ومذكرات سماها كشف الستار عن سر الأسرار.
إبلاغ إيطاليا الدولةَ العثمانية بضرورة تسهيل احتلالها لليبيا .
العام الهجري : 1329 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:
أبلغت إيطاليا الحكومةَ العثمانية عن نيَّتِها باحتلال ليبيا، وطلبت منها تسهيلَ الاحتلال بحجَّة حماية رعاياها من الاضطهاد العثماني، والمحافظة على المصالح الاقتصادية للإيطاليين. وكان الموقِفُ العثماني في ظل عهد جماعة الاتحاد والترقي ضعيفًا جدًّا أمام التهديد الإيطالي، فاكتفت بدعوة إيطاليا للجلوس إلى طاولة المفاوضات تجنبًا لاستخدام القوة. ولكن الحكومة الإيطالية رفضت ذلك؛ لعدة أسباب، من أهمها: أ- ضعف الموقف الحربي العثماني في ليبيا. ب- الموقف الإيطالي المدعوم من قِبَل الدول الأوروبية باستثناء ألمانيا والنمسا. جـ- ما كانت تتمتع به إيطاليا من قوة بحرية وبرية. د- ضعف الموقف الداخلي في ليبيا؛ إذ إنَّ المقاومة العسكرية في ليبيا كانت محدودةَ الطاقات والإمكانات بالنسبة للهجوم الإيطالي المركَّز.
الإيطاليون يستعمرون ليبيا .
العام الهجري : 1329 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:
كانت إيطاليا تطمَحُ بالسيطرة على طرابلس، وخاصةً بعد أن احتلَّت فرنسا تونس عام 1299هـ وبدأت إيطاليا تعقِدُ الاتفاقات السياسية مع الدول الأوربية الأخرى، مثل إسبانيا وفرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم انصرفت إلى تهيئة الوضعِ داخِلَ ليبيا، فعَمِلَت على شراء الأراضي وإنشاء المشروعات الزراعية، وإرسال البعثات النصرانية الكاثوليكية، وفتح المدارس الإيطالية، وتأسيس شركات النقل بين البلدين، ومسْح السواحل بحجَّة البحث عن الإسفنج البحري، وفي عام 1238هـ قدمت إيطاليا إنذارًا للدولة العثمانية اتهمتها بعرقلة المساعي لتحضير الشعب الليبي، ولا تريد إضاعة الوقت بالمفاوضات،وإنما قررت احتلالَ ذلك الجزء من شمالي إفريقيا، واحتَجَّ الباب العالي لدى الدول الأوربية التي كانت على علمٍ مُسبق ومدبَّر بالموضوع، وأعلنت الدولةُ العثمانية رفضَ الإنذار غيرَ أن إيطاليا حاصرت سواحل طرابلس وبرقة؛ كي لا يصِلَ إليها أي مساعدة من تركيا، وكذا حاصرت إنجلترا الحدود البرية من جهة مصر رغم تظاهرها بالحياد، وبدأ الأسطول الإيطالي في السابع من شوال 1329هـ / 30 أيلول 1911م بقصف مدينة درنة، وفي اليوم التالي قُصِفَت طرابلس وتمَّ إنزال القوات التي احتلت طرابلس وبنغازي والخمس، ولم ينقَضِ الشهر حتى احتل الطليان طرابلس وبنغازي ودرنة، وعرفت البلاد باسم ليبيا، وأعلنت روما ضمَّ هذا الجزء من شمالي إفريقيا إليها، وبدأت المقاومة تشتد حتى ألجأت المستعمرين إلى الساحلِ، وتقدَّم العثمانيون بقيادة عزيز المصري، والمتطوِّعون بقيادة أنور باشا وأخيه نوري وعمه خليل، والسكان ومنهم السنوسيون، ووصلوا إلى طرابلس وانتصروا على الطليان في بنغازي، وهدَّدت إيطاليا باحتلال استانبول، فأرسلت بارجتين حربيتين إليها، واحتَلَّت بعض الجزر وضربت ميناءَ بيروت واضطرت الدولة إلى عقدِ معاهدة مع إيطاليا وانسحبت من ليبيا وتركت المجاهدين وحدَهم بالميدان، وحدثت معاهدةُ السلم عام 1329هـ ولم تعترف الدولة العثمانية بالاحتلال الإيطالي، وإنما تعهدت بسحب موظفيها وجنودها، وصدر قرار سلطاني بإعطاء ليبيا الاستقلال الذاتي، وتعهدت إيطاليا بإعطاء الحرية الدينية والعفو العام وقَبول ممثل عثماني، ولم تنفذ إيطاليا أيَّ بند من بنود الاتفاقية!!
جرائم الاحتلال الإيطالي بحق الليبيين .
العام الهجري : 1329 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:
عندما اجتاحت القوات الإيطالية طرابلس قبضت على ألوف من أهلها في بيوتهم ونفتهم بدون أدنى مسوِّغ إلى جزر إيطاليا؛ حيث مات أكثرهم من سوء المعاملة. وأباد الإيطاليون في غير ميدان الحرب كل ليبي يزيد عمره على (14) سنة، وأحرقوا يوم 26 تشرين الأول أكتوبر أحياءً خلف بنك روما، وبعد أن ذبحوا كثيرًا من السكان بينهم النساء والشيوخ والأطفال، في اليوم التالي وصف أحد المراسلين ما وقع عليه بصرُه بقوله: (صادفت 50 جنديًّا يقودون ستة من الليبيين إلى خرابة يستعملها الجنود لقضاء الحاجة، ولما أدخلوهم إليها اشترك الضباط والجنود في قتلهم بالمسدسات والبنادق، وما كدت أفِرُّ من هذا المشهد حتى رأيت ما هو أشد هولًا، وهو طائفة من الجنود يسوقون (50) ليبيًّا بين رجال وأطفال، وأدخلوهم إلى مكان قد تهدم، وبدأ الضباط يقتنصون هذا الصيد الكريه بمسدساتهم وبنادق جنودهم مدة عشرين دقيقة. وكلما سَمِعوا أنينًا من جثة أعادوا عليها النار حتى انقطع الأنين!). واستمر الجيش الإيطالي ثلاثة أيام يطلق الرصاص على كل من يلقاه من الليبيين. فهلك عددٌ من النساء والأطفال، وبلغ مجموع القتل خلال ثلاثة أيام أربعةَ آلاف ليبي. ولما كانت (واحة جغبوب) هي مركز السادة السنوسية، فقد حرص الإيطاليون على إبادةِ رجال الدين فيها، ومحو معالم الإسلام. وأصدرت الحكومةُ الإيطالية أمرًا بإقفال جميع الكتاتيب التي تعَلِّم الأطفالَ أمور دينهم، وتحفِّظُهم القرآن الكريم.
=====

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

3. سورة ال عمران {ج5}

3. سورة ال عمران {ج5}    سُورَةُ آل عِمْرانَ الآيات (187-188) ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ...