حمل المصحف بكل صيغه

حمل المصحف

Translate

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

ج253. الي259..من{وفاة فيصل الدويش زعيم قبيلة مطير . العام الهجري : 1350 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1931}

ج253.الي259.من{وفاة فيصل الدويش زعيم قبيلة مطير . العام الهجري : 1350 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي1931}
253.
وفاة فيصل الدويش زعيم قبيلة مطير .
العام الهجري : 1350 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1931

تفاصيل الحدث:
هو فيصلُ بنُ سلطان بن فيصل بن نايف الدويش من أواخِر شيوخِ مطير، ومِن كبارِ أصحابِ الثورات في نجدٍ ضِدَّ الملك عبد العزيز. وهو من بني الدويش، ويقالُ لهم: الدُّوشان من بني علوة أصحابِ الرياسة في مطير، تمتَدُّ منازِلُ مطير من الصمَّان غربيَّ الأحساءِ إلى سهولِ الدبدبة فالقصيم فأطراف الحجاز، وكان فيصل بدويًّا قُحًّا، فيه شراسةٌ ودهاءٌ واعتزازٌ بعددِه الضخم. قام بزعامة مطير بعد أبيه. وكان لطبيعتِه البدوية متقلبًا يبدِّلُ مواقفه بسهولةٍ طِبقًا لِما يراه من رجحان كفَّةِ طرفٍ على آخرَ في أي لحظة، أو يوالي من يتوسَّمُ أنه سيهبه غنائِمَ أكثرَ، وكان لقوَّته وقوَّةِ جيشِه إذا انحاز إلى أحد الجانبين يرجِّحُ كِفَّتَه على الآخر، فكان يذهبُ إلى حائل ويمضي من عندِهم محمَّلًا بالهدايا والهبات، وفي أوقاتٍ أخرى يديرُ ظَهرَه لابنِ رشيدٍ، ويفِدُ على الرياض ويُقسِمُ يمين الولاء للملك عبد العزيز، لم يكُنْ مخلصًا لأحدٍ، قصد في شبابه أطرافَ العراق بجماعةٍ من عشيرته، فطاردته السلطاتُ العثمانية، فعاد إلى نجد بعد سنتين. وأنزله الملك عبدالعزيز في الأرطاوية، وهي دار هجرة كبيرة للإخوان، بين الزُّلفي والكويت. وانتدبه الملِكُ لإخضاع عشائِرَ مِن نجد خرجت عليه ولجأت إلى أطرافِ العراق، فمضى إليها ومزَّقَها، وظَفِرَ في معركة بينه وبين الشيخ سالم بن مبارك الصباح سنة 1920م فاحتل الجهرة من أراضي الكويت، وكاد يحتَلُّ الكويتَ، وتدخَّل البريطانيون فعُقِدَ اتفاق العقير سنة 1921م بتعيين الحدود بين الكويت ونجد. وحاصر المدينةَ المنورة في الحرب الحجازية سنة 1925م وطمع بإمارتها فخاف أهلُ المدينة بطْشَه، فكتبوا يلتمسون من الملك عبد العزيز إرسالَ أحد أبنائه ليتسَلَّمَها بدل الدويش، فأرسل ابنَه محمدًا فدخلها. تزوَّج فيصل ببنت سلطان بن بجاد شيخ عتيبة، فازدادت عصبيتُه قوَّةً. وعاد بعد حرب الحجاز إلى الأرطاوية غيرَ راضٍ عن سياسة الملك عبدالعزيز، فتآمر عليه مع جماعةٍ فقام الملك بزحف كبير سنة 1929م ضرَبَ به جموعَ الدويش على ماءٍ يقال له السبلة بقُربِ الزلفي، وجُرِحَ الدويشُ فحُمِل على نعشٍ تحفُّ به نساؤه وأولاده يندبون، وأُنزِلَ بين يديه، فلم يَرَ الإجهازَ عليه، وعفا عنه. وعولج في الأرطاوية، واندملت جراحه، فعاد يستنفِرُ القبائل للقيام على الملك عبد العزيز، وقام بمناوشات انفضَّت خلالها جماعاتُ الدويش. وضاقت في وجهِه السُّبُل، فلجأ إلى بادية العراق، ومنها إلى الكويت، واحتمى ببارجة بريطانية. وجيءَ بالدويش على طائرةٍ سنة 1930م فسُلِّمَ للملك عبد العزيز فأُرسِلَ إلى سجن الأحساء مكبَّلًا بالأغلال ومعه ابن حثلين وابن لامي، فمات في حبسِه بعد سبعة شهور.
قتل عمر المختار قائد الكفاح الليبي ضد الاحتلال الإيطالي .
العام الهجري : 1350 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1931
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ المجاهِدُ عُمَرُ بنُ مختار بن عمر المنفي، نسبةً إلى قبيلة منفة في بادية برقة بليبيا، تعلم في الزوايا السنوسية، وجعله محمد المهدي السنوسي شيخًا على زاوية القصور بالجبل الأخضر، خرج لجهادِ الطليان بعد أن احتلُّوا مدينة بنغازي عام 1329هـ وصَمَد للعدو صمودًا منقَطِعَ النظير جعَلَه في أوائل الأبطال في الجهاد الليبي ضِدَّ الطليان، كانت منطقة المختار برقة ثابتةً منيعةً. وتهادن الإيطاليون والطرابلسيون سنة 1340هـ، ودبَّ الخلافُ في زعماء طرابلس وبرقة، وتجدَّدت المعركة مع الإيطاليين، فتولى عمَرُ قيادة الجبل الأخضر وتلاحقت به القبائِلُ، واتفق الرؤساءُ على أن يكون هو القائِدَ العامَّ والرئيس الأعلى للمجاهدين. وهاجمتهم القوى الإيطالية، فردُّوا هجومها، وغَنِموا منها آلاتٍ حربية ومؤنًا غير قليلة. وأشهر ما نشب من المعارك معركة الرحيبة وعقيرة المطمورة وكرِسة، يقول غراتسياني القائد العام الإيطالي في بيان له عن الوقائع التي نشبت بين جنوده والسيد عمر المختار: إنها "كانت 263 معركةً في خلال عشرين شهرًا" هذا عدا ما خاضه المختار من المعارك في خلال عشرين سنة قبلَها. وبينما هو في سرية من رجالِه تُقدَّر بخمسين فارسًا بناحية سلطنة بالجبل الأخضر يستطلع مواقِعَ العدو فوجئ بقوةٍ مِن الأعداء أحاطت به فقاتَلَها، واستُشهِدَ أكثَرُ من كان معه، وأصيب هو بجراحٍ بعد أن عُقِرَ جَوادُه، فانقض عليه الطليان وحُمِل أسيرًا وهو لا يُعرَف، ثم حمل إلى سوسة فعرفوه، فنقل بطراد إلى بنغازي وسُجِنَ أربعة أيام ثم حقَّقوا معه، ثم أُعدِمَ شنقًا في مركز سلوق ببنغازي في 4 جمادى الأولى وعمره يومها خمسة وسبعون عامًا، ومع ذلك كان يجاهِدُ على جواده يقوم بنفسه بالاستطلاع، فرَحِمَه اللهُ وقَبِلَه عنده في الشهداءِ.
انعقاد المؤتمر الإسلامي الأول .
العام الهجري : 1350 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1931
تفاصيل الحدث:
لما رأى الحاج أمين الحسيني انحياز الإنجليز مع اليهود، لجأَ إلى قوة العالم الإسلامي؛ حيث دعا إلى عقد مؤتمر إسلامي رسمي في القُدس؛ ليُشعِرَ سلطات الانتداب بأنَّ عَرَبَ فلسطين ليسوا وحدهم، فهناك الملايين من العرب والمسلمين يساندونَهم. وافتتح المؤتمر الإسلامي الأول رسميًّا يوم الإسراء 7/12/1931، حضره حشدٌ كبير من العلماء والشخصيات السياسية، من أمثال الشيخ رشيد رضا، وعبد العزيز الثعالبي، وضياء الدين الطباطبائي، والشاعر محمد إقبال، وقد استنكروا فيه جميعَ أنواع الاستعمار وفي أي قطر من الأقطار الإسلامية، وأصدر المؤتمرُ عِدَّةَ قراراتٍ، منها: تأليف دائرة معارف إسلامية، وإنشاء جامعة أُطلِقَ عليها جامعة المسجد الأقصى، وتكوين شركة زراعية لإنقاذ الأراضي الفلسطينية. وكانت قراراتُ هذا المؤتمر دون طموحات الجماهير التي خرجت في مظاهراتٍ عَفْوية كبيرة عامي 1931 و1933 عمَّت معظم المدن الفلسطينية، وواجهَتْها السلطات البريطانية بالقمع الشديد.
استقلال العراق بموجب معاهدة مع بريطانيا 1927م .
العام الهجري : 1351 العام الميلادي : 1932
تفاصيل الحدث:
في الثالث من أكتوبر تمَّ إعلانُ استقلال العراق ودخولُه عصبة الأمم بموجِبِ المعاهدة البريطانية العراقية 1922م، التي تم تصديقها 1924م، ثم تعديلها عام 1927م، وتصديقُها من قِبَل مجلس الوزراء سنة 1930م إلا أنَّ الاستقلال لم يكن مكتَمِلًا؛ لأنَّ المعاهدة التي وُضِعَت له كان الغرضُ منها وضْعَ صيغة بديلة عن صَكِّ الانتداب، وقد واجهت معارضةً من الشعب العراقي ومقاومةً مسلحة. بموجِبِ هذه المعاهدة يعتبر العراقُ أوَّلَ دولة عربية مُنِحَت الاستقلال عن دولة الانتداب إلَّا أن هذا الاستقلال شكليٌّ وغيرُ مكتمل لاستمرار بريطانيا في فَرضِ سيطرتها على العراق بشكلٍ غيرِ مباشرٍ سواء عن طريق بنود المعاهدة البديلة عن الانتداب، أو عن طريق الصراع السياسي بين الطبقات الاجتماعية السياسية والعسكرية.
ثورة ابن رفادة في شمال الحجاز .
العام الهجري : 1351 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1932
تفاصيل الحدث:
آلُ رِفادةَ هم شُيوخُ قَبيلةِ بَلِيٍّ من قُضاعةَ اليَمانِيَةِ مِن سُكَّانِ شَمالِ الحِجازِ، كان حامِدُ بنُ سالِمِ بنِ رِفادةَ البَلَويُّ أحَدَ شُيوخِ قَبيلةِ بَلِيٍّ ومِن فُرْسَانِها المشهورينَ، ومَعروفٌ بحامِدٍ العورِ، وكانت له صَولاتٌ وجَولاتٌ في المنطقةِ، وله كَلِمةٌ مَسموعةٌ وثِقلٌ كَبيرٌ وإن لم تكُنْ له رِئاسةُ قَبيلةِ بَلِيٍّ، كانت علاقَتُه بالأشرافِ قَوِيَّةً ومِن الموالِينَ لهم، وبعد دُخولِ المَلِكِ عَبدِ العَزيزِ الحِجازَ بايَعَه الشَّيخُ إبراهيمُ بنُ رِفادةَ بوصْفِه شَيخَ مَشايِخِ بَلِيٍّ، في حينِ رَفَضَ الشَّيخُ حامِدٌ التسليمَ والدُّخولَ تحتَ حُكمِ ابنِ سُعودٍ، وقام بالتحَصُّنِ في مدينةِ الوَجهِ، فقام الشَّيخُ إبراهيمُ بنُ رِفادةَ بمُحاصَرتِه وإخراجِه مِنَ الوَجهِ، فخرج ثائرًا، واتَّجَه إلى شَرقِ الأُرْدُنِّ ثمَّ استقَرَّ به المقامُ بمِصرَ، وهو يفكِّرُ في العَودةِ إلى الحِجازِ لإخراجِ المَلِكِ عَبدِ العزيزِ منها، فأخَذَ يُحَرِّضُ الباديةَ في شَمالِ الحِجازِ عليه، ويَجمَعُ الأنصارَ حَولَه، وانضَمَّ إلى حرَكَةِ رابطةِ الدِّفاعِ عن الحِجازِ التي أسَّسَها مجموعةٌ من الشَّخْصِيَّاتِ الحِجازيَّةِ، ثمَّ انتَقَل ابنُ رِفادةَ مِن مِصرَ إلى شَمالِ الحِجازِ بقُوَّةٍ نحوِ 400 رجُلٍ، ولَمَّا عَلِمَ المَلِكُ عبدُ العزيزِ بتحَرُّكاتِه أرسل وَحَداتٍ عَسْكَريةً لتطويقِه، وكان ابنُ رِفادةَ قد وصَلَ إلى جَبَلِ شار بضِبَا واحتَمى فيه هو وأنصارُه، فتمكَّنَ المَلِكُ عبدُ العزيزِ مِن استدراجِه مِنَ الجَبَلِ هو وقُوَّاتِه، وأوقع بهم هزيمةً قُتِلَ فيها ابنُ رِفادةَ وثلاثةٌ مِن أبنائِه ومُعظَمُ قُوَّاتِه، وبذلك انتَهَت هذه الحَرَكةُ.
إعلان توحيد المملكة العربية السعودية .
العام الهجري : 1351 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1932
تفاصيل الحدث:
استعاد المَلِكُ عبد العزيز الرياضَ من آل رشيد سنة 1319هـ، ثمَّ ضم إليها الخرجَ والأفلاج وبلاد نجد وما حولها، ثم ضم عنيزة وبريدة في معركة روضة مهنا، والأحساء وبقية المنطقة الشرقية، وانتزع حائل من آل رشيد، وضم عسير وقضى على آل عايض، وضم الحجاز وقضى على حُكم الأشراف نهائيًّا، وضم تهامة عسير المقاطعة الإدريسية، ثم في 21 جمادى الأولى من هذا العام 1351هـ الموافق 22 أيلول / سبتمبر 1932م صدر مرسومٌ مَلكيٌّ وحَّدَ أجزاء المملكة جميعًا، فأصبحت مملكةً واحدةً باسم (المملكة العربية السعودية) وأصبح لقب عبد العزيز مَلِكَ المملكة العربية السعودية.
وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي .
العام الهجري : 1351 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1932
تفاصيل الحدث:
هو أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي، أميرُ الشعراء، ولد بالقاهرة سنة 1285 ونشأ بها، أمَّا أصلُه فأبوه تركي، وأمُّه يونانية. يقول شوقي عن نفسه: إني عربي، تركي، يوناني، جركسي، أصولٌ أربعة في فروع مجتمعة، تكفلها له مصر، وقد سمع أباه يردُّه إلى الأكراد فالعرب، ويقول: إنَّ والده قَدِمَ هذه الديار يافعًا يحمِلُ وصاةً من أحمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد على باشا، فأدخَلَه في معيَّتِه، وظَلَّ يتقَلَّبُ في المناصب السامية حتى أقامه سعيد باشا أمينًا للجمارك المصرية. نشأ أحمد شوقي في بيئة مُترَفة؛ إذ عاش في قصر خديوي مصر؛ حيث كانت جدَّتُه من وصيفات القصر، ودخل كتَّابَ الشيخ صالح بحي السيدة زينب بالقاهرة وهو في الرابعة من عمره، ثم مدرسة المبتديان الابتدائية، ومنها إلى المدرسة التجهيزية، وقد مُنِحَ المجانية نظرًا لتفوُّقِه؛ قال الشعر في الرابعة عشرة من عمره، وأُعجِبَ به أستاذه الشيخ (حسين المرصفي).
وممَّا يدُلُّ على نبوغه الشعري المبكر أنَّ أستاذه في اللغة العربية، وكان شاعرًا فصيحًا بهر بشاعريَّتِه، فكان يجلِسُ منه مجلسَ التلميذ من أستاذه، وكان هذا الشيخُ يَنظِمُ القصائد الطوال في مدح الخديوي توفيق، كلما حلَّ موسم أو جاء عيد، وقبل أن يرسِلَها إلى القصر لكي تُنشَرَ في الصحف يَعرِضُها على شوقي، فيُصلِحُ شوقي فيها، فيمحو هذه الكلمة أو تلك، ويعدل هذا الشطر أو ذاك، أو يُسقِطُ بعض الأبيات، وبعد أن أتمَّ أحمد شوقي تعليمه الثانوي التحق بمدرسة الحقوق لدراسة القانون، وقضى بها سنتين، ثم انضمَّ إلى قسم الترجمة ونال بعد سنتين إجازة للترجمة. وبحُكم تربيته في قصر الخديوي فقد أخذ يُنشِدُ قصائده في مدح الخديوي توفيق، وقد نُشِرَت أولى قصائده في جريدة الوقائع المصرية، ونظرًا لصلة شوقي بالقصر فقد أرسله الخديوي على نفقته في بعثة إلى فرنسا لإتمام دراسته في الحقوق والآداب بجامعة مونبليه بباريس، وعاد شوقي إلى مصر، فعَمِلَ في قسم الترجمة بالقصر، وظلَّ يتدرَّجُ في المناصب حتى أصبح رئيسًا لهذا القسم، وأصبح قريبًا من الخديوي عباس حلمي الذي خلف الخديوي توفيق، وأنيسَ مجلِسِه ورفيق رحلته، وأخذ شوقي يمدحُه بقصائده، حتى سمِّيَ (شاعر الأمير) ولَمَّا شبَّت الحرب العالمية الأولى خلعت إنجلترا بقوةِ الاحتلالِ الخديوي عن عرش مصر، ورأى الإنجليز يومئذ أن يغادر أحمد شوقي البلادَ بسبب شدة ولائه للخديوي، فاختار شوقي برشلونة من أعمال إسبانيا مقرًّا له ولأسرته، ولم يَعُدْ إلى مصر إلا بعد أن عاد السلام إلى العالم، فجُعِلَ من أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن توفي. عالج شوقي أكثَرَ فنون الشعر: مديحًا، وغزلًا، ورثاءً، ووصفًا، ثم تناول الأحداثَ السياسية والاجتماعية في مصر والشرق والعالم الإسلامي، فجرى شعرُه على كل لسان. وكانت حياتُه كلها (للشعر) يستوحيه من المشاهدات ومن الحوادث. اتسعت ثروته، وعاش مُترَفًا في نعمة واسعة، ودَعةٍ تتخَلَّلُها ليال (نواسية) وسمَّى منزله (كرمة ابن هاني) وبستانًا له (عشَّ البلبل) وكان يَغشى في أكثر العشيات بالقاهرة مجالِسَ من يأنس بهم من أصدقائه، يلبثُ مع بعضهم ما دامت النكتةُ تسود الحديث، فإذا تحوَّلوا إلى جدل في سياسة أو نقاش في (حزبية) تسلَّل من بينهم، وأَمَّ سواهم. وهو أوَّلُ من جوَّد القَصَص الشعري التمثيلي، بالعربية، وقد حاول قبله أفرادٌ فبَزَّهم وتفَرَّد. وأراد أن يجمَعَ بين عنصرَيِ البيان: الشعر والنثر، فكتب نثرًا مسجوعًا على نمط المقامات، فلم يلقَ نجاحًا، فعاد منصرفًا إلى الشعر، وكان شوقي شاعرًا ذا طبع دقيق، وحِسٍّ صادق، وذوق سليم، وقد عالج شوقي الشعرَ التمثيلي، فنَظَم رواياته المعروفة؛ ومن آثاره: مصرع كليوباترا قصة شعرية، ومجنون ليلى، وقمبيز، وعلي الكبير، والست هدى، وقد جُمِعَ شِعرُه في ديوانه الشوقيات، يقع في أربعة أجزاء. وله في الشعر أيضًا كتاب عظماء الإسلام، ولشوقي نثر مسجوع جمع طائفةً كبيرة منه في كتاب اسمه: أسواق الذهب. توفي في القاهرة.
تأسيس مجمع اللغة العربية بمصر .
العام الهجري : 1351 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1932
تفاصيل الحدث:
تأسَّس مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1351هـ، وبدأ العمل فيه سنة 1353هـ. وقد رأَسَه محمد توفيق رفعت، ثم أحمد لطفي السيد، ثم الدكتور طه حسين، ثم الدكتور إبراهيم مدكور، ثم الدكتور شوقي ضيف. وقد نَصَّ مرسومُ إنشاء مجمع اللغة العربية الذي أصدره الملك فؤاد الأول عام 1932م على أن يتكوَّنَ المَجمَع من 20 عضوًا من العلماء المعروفين بتبحُّرِهم في اللغة العربية، نصفُهم من المصريين، ونصفُهم الآخر من العرب والمستشرِقين.
وفاة الملك محمد نادر شاه الأفغان وتولي ابنه محمد ظاهر .
العام الهجري : 1352 العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
هو الملِكُ محمد نادر شاه بن محمد يوسف خان بن محمد يحيى خان؛ شاه أفغانستان. وكان جده الأكبر سلطان محمد خان شقيق الأمير دوست محمد خان؛ المؤسس الأوَّل لأسرة البركزاية في أفغانستان، وهو الذي باع بيشاور إلى السيخ. ولِدَ محمد نادر في ديرادون شمال الهند سنة 1883م. دخل نادر أفغانستان في سن 18 عندما سُمِحَ لجده يحيى خان بالعودة من المنفى، وفي عهد أمان الله خان دخل نادر شاه العسكريةَ سنة 1919م، وشارك في حرب الإنجليز، وبعد الحرب عيَّنه أمان الله سفيرًا في فرنسا, وفي عام 1929م اندلعت فوضى ضِدَّ الملك أمان الله، فقام ابن السقَّا أحد قطَّاع الطرق الطامعين باستغلال الأحداث، فاستولى على كابل، وفَرَّ الملك إلى قندهار وتنازل لأخيه الأكبر عناية الله، ولم يستطع عنايةُ الله مواجهةَ ابنِ السقا الذي تملَّكَ باسم حبيب الله غازي، وأخذ يعيث فسادًا في أفغانستان قرابة التسعة أشهر، حتى تمكَّن محمد نادر شاه -القائد الأفغاني الذي انتصر على الإنجليز سابقًا- من إلقاء القبض على ابنِ السقَّا وأعدَمَه، وتسلَّم أعباءَ الحكمِ، وساعده على ذلك سيرتُه الحميدة أمام الناس، وجهادُه المعروف ضد الصليبيين من روس وإنجليز، فقضى على الفوضى والفساد والرِّشوة، وقَدَّم خِدماتٍ واسعةً للبلاد، فأصلح البلادَ وحَسَّنها، ولكِنَّ أحد أبناء الذين شَمِلَهم الإعفاء من المناصب قام باغتيال الشاه محمد نادر انتقامًا لأبيه وحِقدًا على من قضى على أخذ الأموال بصورة غير شرعية بعد أن كانوا يتكسَّبون بذلك، فتسلَّم الحكمَ بعده ابنه محمد ظاهر شاه الذي لم يكن يزيد عمره على التاسعة عشرة.
وفاة الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة شيخ الأدباء في البحرين .
العام الهجري : 1352 العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
هو الشيخ إبراهيم بن محمد بن خليفة بن سليمان آل خليفة: شيخ الأدباء في البحرين. وُلِدَ الشيخ إبراهيم بالبحرين عام 1267هـ / 1850م، وتربَّى في بيت ميسور الحال؛ فقد كان والده الشيخ محمد بن خليفة الحاكِمَ الرابع للبحرين؛ حيث عَهِدَ بتربيته إلى بعض عُلَماء نجد، فبرع باللغة العربية وآدابها، فكان من أوائل روَّاد النهضة في البحرين، وراعيَ حركتِها الأدبية والثقافية، وأحدَ رجال الإصلاح والتجديد الذين كانت لهم ريادةٌ خاصة في تأسيس التعليم الحديث الذي سبقت به البحرين شقيقاتِها في الخليج العربي، بل وحتى بعض الأقطار العربية مَشرِقًا ومغربًا. ساهم بإنشاء مدرسة الهداية الخليفية، وأسس نادي المحرق الأدبي سنة 1920م. كان الشيخ إبراهيم شاعرًا أديبًا مثقفًا واسع الإدراك، شيَّد جسورًا متينةً من الصِّلات مع قطاع كبير من المثقَّفين في عصره على امتداد الساحة العربية، وجعلَ مِن مجلِسِه في المحرق نقطةَ إشعاع لجيل أو أكثَرَ من مثقَّفي البحرين، وتحوَّل مجلِسُه إلى أول مدرسة وأول منتدًى إشعاعيٍّ للعلم والمعرفة. عاش الشيخ إبراهيم في فترة خصبة بالعطاء، وترك وراءه مجموعةً كبيرة من الشِّعر والرسائل، والتلاميذ الذين ساروا على نهجه.
اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية .
العام الهجري : 1352 العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
في عهد الملك عبد العزيز وقَّعت الحكومةُ السعودية اتفاقيةً مع شركة سوكال التي عُرِفَت فيما بعد باسم شركة الزيت العربية الأمريكية، أو أرامكو، للتنقيبِ عن الزيتِ، وبدأ البحثُ في إقليم الأحساء في النطاق الممتَدِّ من صحراء الدهناء إلى ساحل الخليج العربي، وظهر أولُ بئر في الدمام عام 1354هـ / 1935م، ولكن كميةَ الإنتاج كانت قليلةً، واستمَرَّ الحفر والتنقيب إلى أن عُثِرَ على آبار أخرى غنية استُخرِجَ منها النفطُ بكميات تجارية كبيرة جدًّا. كما قامت شركات أخرى بالتنقيب عن الزيت في أماكِنَ عدة في شرق البلاد، وأهم حقول النفط التي تم اكتشافها: حقل الدمام: وهو أول حقل اكتُشِف فيه الزيت، وحقل أبو حدرية، وحقل بقيق: يشغل هذا الحقل المركزَ الثاني في الإِنتاج، وحقل القطيف، وحقل الغوار، وحقل السفانية، وغيرها من الحقول في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
صدور قرار ولاية العهد بعد الملك عبد العزيز .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
أمَرَ الملِكُ عبد العزيز بوضعِ نظامٍ لتولية العرش مِن بعدِه، فانعقد مجلِسَا الوكلاء والشورى، وأبرمَا قرارًا في 16 محرم 1352هـ الموافق 11/ 5 / 1933م بمبايعةِ كبير أبنائه الأمير سعود وليًّا للعهد،ثم أبرق الملِكُ على الأثرِ إلى سعود برقيةً جاء فيه: " تفهَمُ أنَّنا نحن والناس جميعًا ما نُعِز أحدًا ولا نذِلُّ أحدًا، وإنما المعِزُّ والمذِلُّ اللهُ هو سبحانه وتعالى، ومن التجأ إليه نجا، ومن اغتَرَّ بغيره عياذَ اللهِ وقع وهلك، موقِفُك اليومَ غيرُ موقفك بالأمس؛ ينبغي أن تعقِدَ نيَّتَك على ثلاثةِ أمور: أولًا/ نية صالحة، وعزمٌ على أن تكونَ حياتُك وديدنك إعلاءَ كلمة التوحيد، ونصر دين الله، وينبغي أن تتَّخِذَ لنفسِك أوقاتًا خاصة لعبادة الله والتضَرُّع بين يديه في أوقات فراغك. تعبَّدْ إلى الله في الرخاء تجِدْه في الشدة، وعليك بالحرصِ على الأمر بالمعروف، والنهيِ عن المنكر، وأن يكون ذلك كلُّه على برهانٍ وبصيرة في الأمر، وصِدقٍ في العزيمة، ولا يصلُحُ مع الله سبحانه وتعالى إلا الصدقُ، وإلا العَمَلُ الخفيُّ الذي بين المرء وربه. ثانيًا/ عليك أن تجِدَّ وتجتهِدَ في النظر في شؤون الذين سيولِّيك الله أمْرَهم بالنصحِ سرًّا وعلانيةً، والعدلِ في المحبِّ والمُبغَض، وتحكيم الشريعة في الدقيق والجليل، والقيام بخدمتها باطنًا وظاهرًا، وينبغي ألَّا تأخُذَك في الله لومة لائم. ثالثًا/ عليك أن تنظُرَ في أمر المسلمين عامةً، وفي أمر أسرتِك خاصةً، اجعل كبيرَهم والدًا، ومتوسِّطَهم أخًا، وصغيرهم ولدًا، وهنْ نفسَك لرضاهم، وامحُ زلَّتَهم، وأقِل عَثرتَهم، وانصح لهم، واقضِ لوازِمَهم بقدر إمكانك، فإذا فهمت وصيتي هذه، ولازمت الصدق والإخلاص في العمل؛ فأبشر بالخير، وأوصيك بعلماء المسلمين خيرًا. احرص على توقيرِهم ومجالستِهم، وأخذِ نصيحتِهم. واحرِصْ على تعليم العِلمِ؛ لأنَّ الناس ليسوا بشيءٍ إلَّا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة. احفَظِ الله يحفظك. هذه مقدمة نصيحتي إليك، والباقي يصلك إن شاء الله في غير هذا".
عقد تنقيب النفط في السعودية مع شركة سوكال .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
على الرغمِ من الجُهودِ المُضنية والإغراءاتِ المتعَدِّدة التي بذلَتْها الحكومةُ البريطانية؛ من أجل حصولِ الشركات البريطانية على حقِّ امتياز التنقيبِ عن النفط إلَّا أن الملك عبد العزيز كان يدفَعُ المفاوضات باتجاه الشركات الأمريكية؛ وذلك للتخَلُّصِ من سيطرة وتحكُّم الحكومة البريطانية في الجانبِ الاقتصادي في بلادِه؛ ولذلك مَنَح إحدى الشركاتِ الأمريكية، وهي شركة سوكال "ستاندر أويل أوف كاليفورنيا" حقًّا استثنائيًّا لمدة 60 سنة؛ حيث وقِّعَ العقدُ معها في تاريخ 29 مايو 1933م. مثَّل الجانِبَ السعوديَّ وزيرُ المالية عبد الله السليمان، بينما مثَّل جانِبَ شركةِ سوكال هاملتون، وأقرت الحكومةُ السعودية الاتفاقيةَ بمرسومٍ ملكي في 27 يوليو 1933م، وفي عام 1936 أصبح للشركة قُدرات إنتاجية نفطية كبيرة، وفي عام 1944م تغيَّرَ اسم الشركة إلى " أراب، أمريكانا أويل كومباني" (أرامكو).
حل فرنسا الحزب الحر الدستوري التونسي .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
أعلن المقيمُ العامُّ الفرنسيُّ في تونس حَلَّ الحزبِ الحُرِّ الدستوري التونسي الذي استقى مبادِئَه من كتاب "تونس الشهيدة" لعبد العزيز الثعالبي. وكان من مطالِبِ الحزب: إرساءُ نظامٍ دستوريٍّ بتونس، والفَصلُ بين السلطات الثلاث, وضمانُ الحريات والمساواة, وإجبارية التعليم.
الحركة الآشورية في العراق .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
كان الآشوريون -وهم نصارى نساطرة- يقيمون في ولاية "وان" شرقيَّ الأناضول، وعاشوا تحت ظِلِّ الدولة الإسلامية آمنينَ على دمائِهم وأعراضِهم وأموالِهم، فلما اندلعت الحربُ العالمية الأولى، واستولى الروسُ على "وان" أغرَوا الآشوريِّينَ بالتمَرُّد على العثمانيين، وأمدُّوهم بالمالِ والسلاح، ولَمَّا انسحبت روسيا من "وان" بعد قيام الشيوعيَّةِ وجدت الدولةُ العثمانيةُ نفسَها مضطرةً للفَتكِ بهم؛ لِمَا أظهَروه من الخيانة والتمرُّدِ والقتل، ففَرَّ مَن استطاع منهم إلى إيران، ثمَّ عَمِلت بريطانيا على نقلِهم إلى العراق وأقاموا لهم مخيَّمات في ديالي وبعقوبة، ثم قاموا في العراق بإحداثِ عِدَّةِ فِتَن، منها فتنة سوق العتمة في محرم 1342 / 15 آب 1923م، وأخرى في رمضان من نفس العام، وهمَّت القبائل بالفتكِ بهم، فحمتهم بريطانيا، وألزمت الحكومة بإعطائهم الأراضيَ وإعفائِهم من الضرائِبِ، فأخذوا أكثَرَ ممَّا يستحقون، وعُين الضابط الإنجليزي فايكر لإسكانهم وله مطلقُ الحرية، ثم جاء إلى العراق نقيبٌ إنجليزي يُدعى هرمز رسام ادَّعى أنه نسطوري أصلُه من الموصِل، فأخذ يتجوَّلُ بين النساطرة الآشوريين ويحَرِّضُهم على طلب الانفصال عن العراق، وأسَّس جمعية لجنة إنقاذ الأقليات العراقية غير المسلِمة، وحاول الآشوريون عرقلةَ دخول العراق للأمَمِ المتحدة؛ لأنَّ بريطانيا ستتخلَّى عنهم حينَها، فأصبح بطريق الآشوريين "مار شمعون" يطالِبُ بسلطةٍ واسعةٍ على قومِه إداريًّا، ودعا قومَه للتمَرُّد، واستدعت الحكومةُ العراقية مار شمعون ونصحَتْه بالكَفِّ عن هذه الأفكارِ، فلم يمتَنِعْ، فمُنِعَ من العودة للمَوصِل؛ مما أثار الأوساطَ النصرانية كافةً، وكان الملك فيصل في لندن فأبرق منها بالسَّماحِ له بالعودة دون قيودٍ؛ وذلك بناءً على طلب بريطانيا منه ذلك، ولكِنَّ الحكومة لم تستجبْ ودُعِيَ بعض وجوه الآشوريين لعَقدِ مؤتمر، ولكن الآشوريين أعلنوا أنهم يريدون الانتقالَ إلى سوريا تحت حماية فرنسا، فانتقل ما يقارب من 1350 رجلًا، وأخبرت العراق فرنسا أنَّها لا تسمح بعودةِ أيِّ رجل من هؤلاء، إلَّا أن الفرنسيين أعلموا الحكومةَ العراقية في 11 ربيع الثاني 1352هـ أنهم قرَّروا إعادتهم، فأعادوهم بالسلاحِ، وبدؤوا التحرُّكَ للعراق فلاقَتْهم القوات العراقية فحصل اشتباكٌ قُتِلَ من الآشوريين ما يزيدُ على الألف، وقام النساطرة في الداخل باعتداءاتٍ على السكَّان، واضطر الملكُ فيصل للعودة من أوربا، وحاولت عُصبةُ الأمم التدخُّلَ، واندلعت الثورةُ الآشورية في عمومِ العراق في 14 من ربيع الثاني، فتشَكَّلت الوفودُ واللجان العالمية وكَثُرت الاحتجاجات وترجيات الأُمَم؛ لاستقبال المظلومين، وكل ذلك بدافع العصبية الدينية النصرانية، حتى انتهت أزمتُهم بحماية إنجلترا لهم، وإعادة تسكينِهم وتعويضِهم.
وفاة الملك فيصل بن الحسين ملك العراق وتنصيب ابنه غازي .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
هو المَلِكُ فيصل الأوَّلُ بن الحسين بن علي الحسني الهاشمي، أبو غازي ملك العراق. ولِدَ بالطائف سنة 1300هـ، وترعرع في خيام بنى عتيبة في بادية الحجاز. ورحل مع أبيه حين أُبعِدَ إلى الأستانة سنة 1308هـ، وعاد معه سنة 1327هـ، واختير نائبًا عن مدينة جدة في مجلس النواب العثماني سنة 1913م، فأخذ ينتقِلُ بين الحجاز والأستانة. زار دمشق سنة 1916م، وأقسم يمين الإخلاص لجمعية "العربية الفتاة" السرية. ولَمَّا ثار والده على الدولة العثمانية سنة 1916م تولى فيصل قيادةَ الجيش الشمالي. ثم سمِّي قائدًا عامًّا للجيش العربي المحارب في فلسطين إلى جانب القوات البريطانية، ودخل سورية سنة 1918م، محرم 1337هـ بعد جلاء الترك عنها، فاستقبله أهلُها استقبال المنقِذ. وسافر إلى باريس نائبًا عن والده في مؤتمر الصلح. وعاد إلى دمشق في أوائل سنة 1920م، فنودي به ملكًا دستوريًّا على البلاد السورية سنة 1338هـ - 8/ 3/ 1920م، فلما احتلَّ الجيش الفرنسي سورية طردوه من سوريا فرحل إلى أوربا، فأقام في إيطاليا ثم انتقل إلى إنجلترا. وكانت الثورة على الإنجليز
لا تزال مشتعلة في العراق، فدعته الحكومةُ البريطانية لحضور مؤتمر عقدَتْه في القاهرة (سنة 1921م) برئاسة ونستون تشرشل، وتقرَّر ترشيحُه لعرشِ العراق مقابِلَ التوقيع على معاهدة تقوم مقامَ صَكِّ الانتداب، فقَبِلَ، فانتقل إلى بغداد، ونودي به ملكًا للعراق سنة 1339ه/1921م فانصرف إلى الإصلاح الداخلي، بوضع دستور للبلاد، وإنشاء مجلس للأمة. وأقام العلاقات بين العراق وبريطانيا على أسس معاهدات 1922- 1926- 1927 و1930. كان الملك فيصل في سويسرا في مستشفى برن، ثم لَمَّا تعافى رجع للعراق بسبب ثورة الآشوريين، ثم رجع إلى أوربا للاستجمامِ إلَّا أنَّ بعض الأطباء نصحه بدخول المستشفى مع أنَّ حالته الصحية كانت جيدة، وهذا ما ولَّد عند البعض أنَّ موتَه لم يكن طبيعيًّا؛ حيث توفِّيَ بعد دخوله المستشفى، فنُقِلَ جثمانه إلى بغداد ودفن فيها بعد أن قضى في الملك اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر، ثم بويع ابنه غازي ملكًا على العراق يوم وصول خبر وفاة أبيه، وكان عمره يومذاك اثنتين وعشرين سنة.
قيام جمهورية إسلامية في تركستان الشرقية .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
قامت ثورةٌ عارمة في تركستان الشرقية ضِدَّ الصين سنة 1350هـ / 1931م كان سببُها تقسيمَ الحاكم الصيني المنطقةَ التي يحكمها "شاكر بك" إلى وحداتٍ إدارية، فبدأ التذمُّر، ثم وقع اعتداءٌ على امرأةٍ مسلمة من قِبَل رئيس الشرطة، فامتلأ الناسُ غيظًا وحِقدًا على الصينيين، وتظاهروا بإقامة حفلٍ على شَرفِ رئيس الشرطة وقَتَلوه أثناء الحَفلِ مع حرَّاسه البالغ عددُهم اثنين وثلاثين جنديًّا. وقد كانت ثورةً عنيفة، اعتصم خلالها بعضُ المسلمين في المرتفعات، ولم تستطع القواتُ الصينية إخمادَها، فاستعانوا بقوات من روسيا فلم تُجْدِ نفعًا مع بركان الغضب المسلِم، وانتصر المسلِمون عليهم، واستولوا على مدينة "شانشان"، وسيطروا على "طرفان" -شمال تركستان الصينية غرب الصين-، واقتربوا من "أورومجي" -مدينة في شمال غربي الصين- قاعدة تركستان الشرقية. وأرادت الحكومةُ الصينية تهدئةَ الأوضاعِ، فعزلت الحاكمَ العامَّ، غير أن المسلمين كانوا قد تمكَّنوا من الاستيلاء على "أورومجي"، وطردوا الحاكِمَ العامَّ قبل أن تعزِلَه الدولة، وتسلَّم قادةُ المسلمين السلطةَ في الولاية، ووزَّعوا المناصب والمراكز على أنفُسِهم، فما كان من الحكومة الصينية إلا أن رضخت للأمر الواقع، واعترفت بما حدث، وأقرَّت لقادة الحركة بالمراكز التي تسلَّموها. وقد امتَدَّ هذا الأمر إلى منطقة تركستان الشرقية كلِّها، وقام عددٌ من الزعماء بالاستيلاء على مدنهم، ثم اتجهوا إلى "كاشغر" -أشهر مدن تركستان الشرقية- واستولوا عليها، وكان فيها "ثابت داملا" أي: الملا الكبير، فوجدها فرصةً وأعلن قيامَ حكومة "كاشغر الإسلامية"، أما "خوجانياز" أو "عبد النياز بك"، فقد جاء إلى الثائرين في كاشغر ليفاوِضَهم وينهي ثورتَهم، إلا أنه اقتنع بعدالةِ ثورتِهم، فانضَمَّ إليهم وأعلن قيامَ حكومة جديدة باسم "الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية"، وكان ذلك في (2 رجب 1352هـ / 12 نوفمبر 1933م، وقد اختير "خوجانياز" رئيسًا للدولة، و"ثابت داملا" رئيسًا لمجلس الوزراء. ولم تلبث هذه الحكومة طويلًا، فقد ذكر "يلماز أوزتونا" في كتابه "الدولة العثمانية" أنَّ الجيشَ الصيني الروسي استطاع أن يهزم "عبد النياز بك" مع جيشه البالغ (80) ألف جندي، بعد مقتل "عبد النياز" في 6 جمادى الآخرة 1356هـ / 15 أغسطس 1937م، وبذلك أسقط التحالفُ الصيني الروسي هذه الجمهوريةَ المسلِمةَ، وقام بإعدام أعضاء جميع أعضاء الحكومةِ مع عشرة آلاف مسلمٍ.
افتتاح الخط الحديدي بين مراكش وتونس .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:
افتُتِحَ الخَطُّ الحديدي بين مراكش وتونس، وهو الخط الذي يربط بين الممتلكات الفرنسية، ويمكِّنُها من إرسال قوات من تونس إلى موانئ مراكش الواقعة على المحيط الأطلسي، وبذلك تتفادى طريق البحر المتوسط المحفوف بالأخطار.
الحرب اليمنية السعودية .
العام الهجري : 1352 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
قامت في اليمن حركةٌ بقيادة الإمام يحيى حميد الدين واجه فيها الدولةَ العثمانية التي انسحبت من اليمن في أعقاب الحرب العالمية الأولى فصفا له الجوُّ فيها. ويفصل بينه وبين مُلك الملك عبدالعزيز إمارة آل عائض في أبها، وإمارة آل إدريس في جازان، وقد قامت فيهما فِتَنٌ وأحداث انتهت بانضمامِهما إلى حكم الملك عبدالعزيز، وقد لجأ الحسَنُ الإدريسي وجمَعَ من أقاربه وخاصته إلى اليمن في ضيافة الإمام يحيى، وكان الملك عبد العزيز يصِلُهم بالإنفاق عليهم وهم هناك, وفي هذا العام تقدَّم جندٌ من جيش الإمام يحيى إلى جبال جازان بتحريضٍ من الحسن الإدريسي حتى وصلوا نجران, فلما علِمَ الملك عبد العزيز استعظمه وكتب للإمام يحيى يدعوه للاتفاق على رسمِ الحدود، فاجتمع مندوبو الطرفين دون أن يتمَّ الاتفاق على الحدود، فوجه الملك عبد العزيز إنذارًا للإمام يحيى لسَحبِ قوَّاتِه من نجران، ولَمَّا مضت مدة الإنذار ولم يكن له أثرٌ وجَّه الملك عبد العزيز جيشين في ذي الحجة أحدُهما بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز إلى الشمال ووجهته الجبل، فكانت وقعة حرض، وتوغَّل سعود في جبل السراة واقترب من غمدان، والجيشُ الثاني بقيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز اتجه إلى الجنوب على الشاطئ، فاستولى على الحُديدة وبيت الفقيه وغيرهما، وبدَّد كل مقاومةٍ اعترضَتْه، وانهار جيش الإمام يحيى في أقل من شهر، فأبرق إلى مصر يستنجِدُ بالملك فؤاد فاعتذر منه لعدم استطاعته، فأُسقِطَ في يد الإمام يحيى، وانسحب من نجران، فأمر الملك عبدالعزيز بوَقفِ الزحف في 11 محرم 1353ه، وبدأت إجراءات التفاوض التي انتهت بمعاهدة الطائف.
موازنة الدولة في عهد الملك عبد العزيز ونموها .
العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
كان خُمسُ الغنائم التي تحصُلُ عليها الدولة من الحروب التي حدثت في أيام تأسيس الدولة وتوحيد الجزيرة تشَكِّلُ جزءًا من إيرادات الدولة، وفي عام 1344ه أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا يحدِّدُ مقادير الزكاة الشرعية، وطرق جبايتها، وكلَّف أمراءَ المقاطعات بالإشراف على استيفائها، وبعد ضَمِّ السواحل الشرقية للجزيرة العربية فَرَض رسومًا جمركية، ومع ذلك ظلت موارد الدولة فقيرةً مقابِلَ احتياجات الدولة لتمويل العمليات العسكرية لتوحيدِ البلاد، وإجراءات تأسيس الدولة الحديثة؛ فقد بلغت مجمل ضرائب عام 1346هـ: 1.5 مليون جنيه استرليني، وكانت أول محاولة أُجرِيَت لوضع ميزانية ثابتة للدولة في 1348هـ/ 1929م. تقرَّر اعتماد ميزانية للدولة في عام 1353هـ / 1934م، وقد فُصِّلَت فيها أبواب الواردات والنفقات العامة، واتُّبِع في وضعها طريقة تكليف الدوائر الرسمية أن تضَعَ مشروعات مفَصَّلة لموازنتها، ثم تقَدِّمَها إلى وزارة المالية، فتَدرُسَها وتبديَ ملاحظاتها عليها. ثم تحال إلى مجلس الشورى فيدَقِّقها ويحيلها إلى مجلس الوكلاء لرفعها واستصدار الموافقة الملكية عليها. وبلغت النفقات في موازنة هذا العام 1353ه حوالي 14 مليون ريال، وقُدِّرَت الواردات بمثل ذلك، وبعد اكتشاف النفط بلغت نفقات الدولة في عام 1367ه / 1948م "214.586.500" ريال، ومثلها تقدير الواردات، بحيث تضاعفت ميزانية هذا العام عن عام 1353 ما يزيد على 15 ضعفًا!
=============
254.
هجرة اليهود إلى فلسطين ووصول اثنين وأربعين ألف يهودي .
العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي كان لليهود محاولات للتسلُّل إلى فلسطين، وعندما عَلِمَ سلاطين الدولة العثمانية وضعوا قوانين صارمة لمنع مثل هذه التسلُّلات، وعاش من كان في فلسطين كأقليةٍ تعتمد على المعونات الخارجية، ثم بعد اضطهاد قيصر روسيا لليهود بسبب محاولتِهم اغتيالَه بدأ قسم كبيرٌ منهم بالهجرة إلى فلسطين، فقَدِمَ الفوجُ الأول إلى فلسطين سنة 1823م وأنشؤوا بعض المستوطنات بين يافا والقدس، لكِنَّها كادت أن تفشل لولا دعم روتشيلد بالأموال الطائلة، ثم قام السلطان عبد الحميد بعرقلة كثيرٍ من هذه العمليات بوضع القوانين الصارمة، أما الفوجُ الثاني فمن سنة 1903م إلى 1914م فقد تراوح عددهم ما بين خمسة وثلاثين ألفًا إلى خمسة وأربعين ألفًا معظمُهم من روسيا، ويتميزون بشدة تعصُّبهم للصهيونية، وشَيَّدوا المستعمرات الصهيونية بأيديهم، وكان ذلك أيام جماعة الاتحاد والترقي، أما الفوجُ الثالث من 1919م إلى 1923م فقُدِّرَ بخمسة وثلاثين ألفًا، وكانت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وقاموا بتشكيلِ دائرة الهجرة في فلسطين، وبدأ اليهود يَقدَمون من كافة أنجاء أوربا؛ كألمانيا، وبولندا، ورومانيا، ومن اليمن، وأمريكا، وغالبهم أصحاب أموال واستثمارات ضخمة وأصحاب خبرات علمية.
وفاة ليج أياسو إمبراطور الحبشة المسلم .
العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
هو ليج أياسو بن محمد علي إمبراطور الحبشة المسلم. في أواخِرِ القرن التاسع عشر الميلادي قام إمبراطورُ الحبشة منليك الثاني النصراني بدعمٍ وتحريضٍ من أوروبا الاستعمارية بشَنِّ حملة كبيرة على الإمارات الإسلامية التي كانت تقوم على معظم أراضي الحبشة، فنجح في احتلالِ مدينة هرر عاصمة إمارة هرر المسلمة، وتساقطت بعدها بقيةُ الإمارات المسلمة التي كانت متفرقةً وضعيفة، ثم زوَّج إمبراطور الحبشة منليك ابنته إلى محمد علي أمير إمارة ويلو المسلِمة في مسعًى منه لاجتذاب المسلمين، ومن هذا الزواج وُلِدَ ليج أياسو. وبعد أن هلك منليك الثاني عام 1913 تسلَّم العرشَ حفيدُه ليج أياسو الذي كان في الثامنة عشرة من عمره، فأظهر الإمبراطور ليج الإسلامَ ولَبِسَ العمامة واستبدل بعلم الدولة علمًا في قلبه الهلال بدل الصليب، وأرسله إلى القنصل العثماني في أديس أبابا، ثمَّ نقل عاصمةَ حكمه إلى مدينة هرر الإسلامية، وبنى المساجِدَ في هرر، وديرداوا، وجكجكا، بل واتصل بالقائدِ المسلم محمد عبد الله حسن مهدي الصومال، والذي كان يحارب الإنجليزَ هناك، فثارت ثائرةُ الكنيسة الحبشية، ورفضت تتويج ليج أياسو، بل أصدرت قرارًا بحِرْمانه من التاج؛ ممَّا اضطره إلى الهرب إلى بلاد الدناقل (أريتيريا) بعد أقل من 3 سنوات من تولِّيه الحكم؛ حيث بقي هناك إلى أن قُبِضَ عليه عام 1921، ثمّ قَتَله الهالكُ هيلا سيلاسي.
سفر الأمير فاروق ابن الملك فؤاد للدراسة في بريطانيا .
العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
لَمَّا بلغ الأمير فاروق سن الرابعة عشرة طلب السير مايلز لامبسون من الملك فؤاد ضرورةَ سفر ابنه الأمير فاروق إلى بريطانيا لمواصلةِ الدراسة وأصَرَّ على ذلك بشدة رافضًا أيَّ محاولة من الملك فؤاد لتأجيل سفره حتى يبلغ سن السادسة عشرة، فتقرَّر سفرُ فاروق إلى بريطانيا ولكن دون أن يلتحِقَ بكلية إيتون، بل تم َّإلحاقه بكلية وولتش للعلوم العسكرية؛ ونظرًا لكونه لم يبلغ الثامنة عشرة -وهو أحد شروط الالتحاق بكلية وولتش- فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليمُه خارج الكلية على يد معلِّمين من نفس الكلية، وقد رافق فاروق خلال سفرِه بعثةٌ مُرافِقةٌ له برئاسة أحمد حسنين باشا؛ ليكون رائدًا له -والذي كان له دور كبير في حياته بعد ذلك- بالإضافة إلى عزيز المصري الذي كان نائبًا لرئيس البعثة وكبيرًا للمعلمين، بالإضافة إلى عمر فتحي حارسًا للأمير وكبير الياوران فيما بعد، وكذلك الدكتور عباس الكفراوي كطبيب خاص، وصالح هاشم أستاذ اللغة العربية، بالإضافة إلى حسين باشا حسني كسكرتير خاص، والذي كان وجوده عاملًا مساعدًا للأمير على الانطلاق؛ فقد شجَّعه على الذهاب إلى المسارح والسينما ومصاحبة النساء ولعب القمار، بينما كان عزيز المصري دائم الاعتراض على كل تلك التصرفات، وكان فاروق بحُكمِ ظروف نشأته القاسية والصارمة يميل إلى حسين باشا ويتمرَّدُ على تعليمات وأوامر عزيز المصري، وفي تلك الفترة كان المرض قد اشتَدَّ على الملك فؤاد، وأصبح على فراش الموت، فاقترحت بريطانيا تشكيل مجلس وصاية مكوَّن من ثلاثة أعضاء، هم: الأمير محمد علي توفيق؛ ابن عم الأمير فاروق، وقد كان ذا ميول إنجليزية، وكان يرى دائمًا أنه أحق بعرش مصر، والثاني: هو محمد توفيق نسيم باشا، رئيس الوزراء الأسبق، وهو من رجال القصر، والثالث: هو الإمام الأكبر الشيخ المراغي، وعندما علم الأمير فاروق بشدَّةِ مرض والده ورغبته في أن يرى ابنه، طلب العودةَ إلى مصر لرؤية والده ووافقت بريطانيا بعد تردُّد على عودة فاروق إلى مصر في زيارة ليعودَ بعدها لاستكمال دراسته إلَّا أنه وقبل أن يسافر فاروق إلى مصر لرؤية والده كان والده الملك فؤاد الأول قد لقِيَ ربه في 28 أبريل 1936م. وعاد فاروق إلى مصر وقطع دراستَه ليجلس على كرسي العرش.
معاهدة الطائف بين اليمن والسعودية .
العام الهجري : 1353 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
بعد أن توقَّف زحفُ الجيش السعودي على اليمن بقيادة الأمير سعود والأمير فيصل، استدعى الملكُ عبد العزيز عبدَ اللهِ ابنَ الوزير إلى الطائِفِ، وأطلَعَه على برقية الإمام يحيى -التي أرسلها بعد انهيار قوات جيشه- ثمَّ أملى الملك عبد العزيز على ابن الوزير ومن حضر من المستشارين السعوديين فقراتٍ أشبَهَ بالمواد التي تُبنى عليها معاهدةٌ للصلح، فتولى المستشارون وابن الوزير صياغتَها، فكانت معاهدة الطائف، ثم جرى توقيعها في جدة -بعد أن اطَّلع الإمامُ يحيى على نصها- في 6 صفر 1353ه - 21/ 5/ 1934م. على أن تكون الحُديدة لليمن، وجازان ونجران وعسير وتوابعها للسعودية، وقد وقَّعه نيابةً عن الملك عبد العزيز ابنُه الأمير خالد بن عبد العزيز، ونيابة عن الإمام يحيى عبدُ الله بن أحمد الوزير، وقد نصت المعاهدة على 23 مادة وملحق فيه خمس مواد، وممَّا ورد في هذه المعاهدة:
1/ تنتهي حالة الحرب القائمة بين البلدين بمجرَّد توقيع المعاهدة، وتنشأ فورًا بينهما حالةُ سلم دائم وصداقة وطيدة، وأُخوَّة إسلامية عربية دائمة.
2/ يعترف كل منهما للآخر باستقلالِ كُلٍّ من المملكتين استقلالًا تامًّا مطلقًا، ويُسقِطُ كلٌّ منهما أيَّ حَقٍّ يدعيه في قسم أو أقسام من بلاد آخر خارج الحدود القطعية المبينة في صلب هذه المعاهدة.
3/ خطُّ الحدود الذي يفصل بين بلاد كلٍّ مِن الفريقين المتعاقدين موضَّحٌ بالتفصيل الكافي كما هو في نص المعاهدة، ويعتبر هذا الخط حدًّا فاصلا قطعيًّا بين البلاد التي تخضع لكل منهما.
4/ نظرًا لرغبة الفريقين في دوام السلم والطمأنينة يتعهدان تعهدًا متقابلًا بعدم إحداث أي بناء لحصون في مسافة خمسة كيلومترات في كل جانب من جانبي الحدود في كل المواقع والجهات على طول خط الحدود.
5/ يتعهَّدُ كل من الفريقين بأن يسحب جندَه فورًا عن البلاد التي أصبحت بموجِبِ هذه المعاهدة تابعة للفريق الآخر، مع صون الأهلين والجند عن كل ضرر.
6/ يتعهد كل من الفريقين بأن يمنع كُلٌّ منهما أهاليَ مملكته عن كلِّ ضَررٍ وعدوان على أهالي المملكة الأخرى في كل جهةٍ وطريق، وبأن يمنعَ الغزوَ بين أهل البوادي من الطرفين، ويَرُدَّ كلَّ ما ثبت أخذه بالتحقيق الشرعي من بعد إبرام هذه المعاهدة، وضمان ما تَلَف وبما يلزم بالشَّرعِ فيما وقعَ من جناية قَتلٍ أو جرحٍ، بالعقوبة الحاسمة على من ثبت منهم العدوان.
7/ يتعهد كل من الفريقين تعهدًا متقابلًا بأن يمتنعا عن الرجوع للقوة لحلِّ المشكلات بينهما، وبأن يعملا جهدَهما لحلِّ ما يمكنُ أن ينشأ بينهما من الاختلاف، سواء كانت سببه ومنشؤه هذه المعاهدة، أو تفسير كل أو بعض موادها، أم كان ناشئًا عن أي سبب آخر بالمراجعات الودِّية.
أمر أتاتورك بإيقاف الصلاة في جامع آيا صوفيا .
العام الهجري : 1353 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:
أصدرت الحكومةُ التركيةُ برئاسة مصطفى كمال أتاتورك قراراً حكوميًّا بتوقف الصلاة في جامع آيا صوفيا، ونَزعِ سجاجيده، ومنبره، ولوحاته المكتوبة باللغة العربية، وتحويلِه إلى متحف سياحي!!
محاولة الاعتداء على الملك عبد العزيز في الحرم (حادث المطاف) .
العام الهجري : 1353 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:
في صباح يوم النحر بينما كان الملك عبد العزيز يطوف طوافَ الإفاضةِ كعادته كلَّ سنةٍ في هذا الوقتِ مع قِلَّةٍ مِن الحُجَّاج، وخلفه ابنه الأمير سعود وبعض رجاله، وبعد استلامِه الحجرَ الأسود في بداية الشوط الخامس هجم عليه رجلٌ من فجوةٍ في الحِجْر عليه بَزَّة يمانية، وقد سَلَّ خِنجَرَه وهو يصيح صيحاتٍ مُنكرةً وانقض على المَلِك من ورائِه لِيطعَنَه بالخنجر فألقى سعود نفسَه على أبيه ودفع الرجلَ بيده الذي أطلق عليه حَرَس الملك فقَتَلوه، ثم انقَضَّ رجل آخر من فجوة ثانية من الحِجْر على الملك فجاءت الضربةُ في كتف الأمير سعود وعاجله رجالُ الملك عبدالعزيز فقتلوه، وكان هناك رجلٌ ثالث لما رأى مصرع صاحبيه أراد الفرارَ، لكِنَّ الحرس تمكَّنوا من قتْلِه، مرَّ الحادث وقُتِلَ فيه المعتدون الثلاثة وجُرِح الأمير سعود في كتفه الأيسر، كما قُتِلَ جندي واحد فقط، وجُرِح آخر، ثمَّ تلقى الملِكُ برقيةً من الإمام يحيى يستنكر بها الحادِثَ ويستفظعه ويتبرَّأُ منه.
وفاة الشيخ محمد رشيد رضا .
العام الهجري : 1354 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بَهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني؛ البغدادي الأصل، الحسيني النَّسَب (على خلاف في صحة نسبه لآل البيت)، وهو أحَدُ رجال الإصلاح الديني في العصر الحديث. كان متعَدِّدَ الجوانب والمواهب، فكان مفكِّرًا إسلاميًّا غيورًا على دينه، وصحفيًّا نابهًا، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصحف، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا مُتقِنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًّا، وخطيبًا مفوَّهًا تهتَزُّ له أعواد المنابر، وسياسيًّا يشغل نفسَه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلِّمًا يروم الإصلاحَ ويبغي التقدم لأمته. أنشأ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي. ولِدَ في قرية القلمون بلبنان في 27 جمادى الأولى 1282هـ. كان الشيخ رشيد رضا من أكبر تلامذة محمد عبده، وقد تأثر به كثيرًا، واعتُبر واحدًا من روَّاد الإصلاح الإسلامي في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وقد تأثَّر بمنهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأقبل على كتبِ شيخِ الإسلام ابن تيمية فنَهل منها وتأثر بمنهجِه، وأصبح مرجِعَ الفتيا في التأليف بين الشريعة والأوضاع العصرية الجديدة. لما أُعلِنَ الدستور العثماني سنة 1326ه زار بلادَ الشام، واعترضه في دمشق، وهو يخطب على منبر الجامع الأموي، أحَدُ أعداء الإصلاحِ، فكانت فتنةٌ عاد على إثرها إلى مصر. وأنشأ مدرسة (الدعوة والإرشاد) ثم قصَدَ سورية في أيام الملك فيصل بن الحسين، وانتُخِبَ رئيسًا للمؤتمر السوري فيها. وغادرها على إثر دخول الفرنسيين إليها سنة 1920م، فأقام في وطنه الثاني مصر مدةً. ثم رحل إلى الهند والحجاز وأوربا. وعاد فاستقر بمصرَ إلى أن توفي فيها. أصدر مجلة المنار في 22 شوال 1315هـ، وحرَصَ الشيخ رشيد على تأكيدِ أنَّ هدَفَه من المنار هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، وبيان أنَّ الإسلامَ يتَّفِق والعقل والعلم ومصالح البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يُعزَى إليه من الخرافات؛ ممَّا جعلها تنتشر انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، وأصبحت مجلته هي المجلةَ الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي، كتب رشيد مئات المقالات والدراسات، وخَصَّ العلماء والحكام بتوجيهاته، ومن مؤلفاته: "تفسير المنار" الذي استكمل فيه ما بدأه شيخه محمد عبده، والذي توقف عند الآية (125) من سورة النساء، وواصل رشيد رضا تفسيره حتى بلغ سورة يوسف، وحالت وفاتُه دون إتمام تفسيره، وله أيضًا: الوحيُ المحمدي ونداء للجنس اللطيف، وتاريخ الأستاذ الإمام، والخلافة، والسنة والشيعة، وحقيقة الربا، ومناسك الحج. توفي -رحمه الله- وهو عائِدٌ من توديع الأمير سعود بن عبد العزيز بالسويس، ورفض المبيتَ في السويس للراحة، وأصَرَّ على الرجوع، وكان طول الطريق يقرأ القرآنَ كعادته، ثم أصابه دوارٌ من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقيه أن يستريحَ داخل السيارة، ثم لم يلبث أن توفِّيَ، وكان ذلك في يوم الخميس الموافق 23من جمادى الأولى، وكانت آخِرُ عبارة قالها في تفسيره: "فنسأله تعالى أن يجعَلَ لنا خيرَ حَظٍّ منه بالموتِ على الإسلامِ".
وفاة القائد السوري "إبراهيم هنانو" .
العام الهجري : 1354 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:
القائدُ السوري "إبراهيم بن سليمان بن أغا هنانو" المعروف بـ"إبراهيم هنانو". قاد حركةَ الجهاد ضِدَّ المحتَلِّ الفرنسي بعد معركة "ميسلون". ولِدَ في حلب 1286هـ / 1869م، وتلقَّى تعليمَه في تركيا، وعَمِلَ في الوظائف الإدارية بسوريا. لَمَّا احتَلَّ الفرنسيون مدينةَ أنطاكية انتُدِبَ لتأليف عصابات عربية تُشاغِلُ الفرنسيين، وجعل مقَرَّه في حلب، وفوجِئَت سورية بنكبة ميسلون سنة 1338هـ، واحتلال الفرنسيين دمشق وحلب وما بينهما، فامتنع إبراهيمُ في بلاد بيلان (شمالي حلب) بقوةٍ مِن المتطوعين الوطنيين، ولَمَّا قاتله الفرنسيون ظفر بهم، وألف حكومةً وطنية، ولُقِّبَ بالمتوكل على الله، وكثُرَت جموعه واتسع نطاقُ نفوذه، خاض سبعًا وعشرين معركة لم يُصَبْ فيها بهزيمة، واستمَرَّ عامًا كاملًا ينفق مما يَجبيه عمالُه في الجهات التي انبسط فيها سلطانُه. ولما قدِمَ الشريف عبد الله بن الحسين عمان لتحرير سورية من الفرنسيين كاتَبَه إبراهيم، ثم قصده للاتفاق معه على توحيد الخطط، فاعترضته في طريقه قوةٌ كبيرة من الجيش الفرنسي يعاوِنُها بعض الإسماعيليين من سلمية، فقاتلهم، ونجا وبعضَ من كان معه، فبلغ عاصمة الأردن، فلم يجد فيها ما أمّل من الشريف عبد الله، فزار فلسطين، فاعتقله البريطانيون في القدس وسَلَّموه إلى الفرنسيين، الذين أخذوه إلى حلب، وحُكِمَ عليه فيها بالقتل، لكِنَّ القاضيَ الفرنسيَّ حَكَم ببراءته وأطلق سراحَه، وبعد محاكمته تحوَّل من العمَلِ الجهادي إلى العمل السياسي، واجتمعت على زعامته سوريةُ كلُّها, وقادها فأحسَنَ قيادَتَها. وكان منهاجُه: لا اعترافَ بالدولة المنتَدَبة فرنسة، ولا تعاونَ معها، واستمر إلى أن توفِّيَ بحلب.
فوز حزب الوفد بأغلبية مقاعد مجلس النواب في مصر .
العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
فاز حزبُ الوفدِ بأغلبية مقاعِدِ مجلس النواب في الانتخابات التي أُجريت في البلاد، وقام مصطفى النحاس باشا رئيسُ حزب الوفد بتشكيلِ وزارة وفدية تمكَّنَت من عقد مفاوضات بين مصر وبريطانيا، فنتج عن تلك المفاوضات معاهدة 1936م.
الاتحاد السوفيتي يعلن عن قيام جمهورية قيرغيزيا ويضمها إلى امبراطوريته .
العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
بدأ الاستعمارُ الروسيُّ في فيرغيزيا عام 1866م، وقد أدَّى الاحتلالُ الروسي لقيرغيزيا إلى تناقُصِ عَدَدِ القيرغيز؛ بسبب الثوراتِ، والهروب من البلاد، والموت جوعًا، وحرب الإبادة التي مارسها الروسُ ضِدَّ القيرغيز؛ ففي سنة 1916م قامت ثورة قُتِلَ فيها 150 ألف قيرغيزي، ومات جوعًا من القيرغيز أثناء هربهم إلى الصين -إبَّان طغيان الحكم الشيوعي والسيطرة الروسية من قَبلُ- عشرات الآلاف، وأثناء الحكم الشيوعي منذ عام 1936م حتى عام 1991م سيطر الشيوعيون على كلِّ نواحي الحياة في البلاد، وأطلقوا على عاصمة البلاد اسم فرونزى نسبةً إلى القائد الروسي ميخائيل فرونزي الذي قاد الجيشَ الروسي في قتال القيرغيز واستعمار بلادهم، وكان الروسُ يشَجِّعون العداء بين القيرغيز وسكان الصين، وبدؤوا يغَيِّرون التاريخ والآداب والثقافة القيرغيزية، واتهموا الشعراء والأدباء وكتَّاب القصة بأنهم يفضِّلون الثقافة القيرغيزية على الروسية. وقد قامت السياسة الروسية السوفيتية السابقة على مبدأ تحريم استخدام الحروف العربية في كتابة اللغة التركية، وأصدر الروسُ أمرًا مركزيًّا يفرِضُ على مسلمي تركستان -ومن بينهم القيرغيز- اتخاذ الحروف الروسية (الكيريلية) بديلًا، وكان هذا عام 1940م. ليس هذا فقط بل قام نظام التعليمِ السوفيتي باقتلاع مسلمي قيرغيزيا من الإسلام، وبالفعل مُنِعَ التعليمُ الديني بكافَّة صوره وأشكاله، بل حُرِّم الإسلامُ وجُرِّمَ من آمَن به، وقد نسِيَ مسلمو قيرغيزيا العبادةَ وجَهِلوا دينَهم الذي حرَّم السوفييت عليهم أن يتعلَّموه وأن يُعلِّموه، ومع أن الطفلَ القيرغيزي -منذ قيام الثورة الشيوعية- كان يتلقى في المدارس والجامعات والنوادي والاجتماعات الإيمانَ بالماركسية، وماركس، ولينين، وستالين وغيرهم من رموز الإلحاد، لكِنَّ نظام التعليم الروسي لم يستطِعْ أن يقلَعَ من النفوس ومن القلوب ومن المشاعر الإيمانَ بأنْ لا إلهَ إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- فكانت الأمُّ والأب يلقِّنان الأولادَ أنَّ إسلامَهم أعظمُ وأكبَرُ من كل دعاوى الماركسية ونظام البلاد، وقام الروس أيضًا بتشجيع الهجرة للروس إلى قرغيستان، حتى أصبحوا يقاربون عدد السكان الأصليين إنْ لم يزيدوا. عندها أعلنت روسيا قيامَ جمهورية قرغيستان التابعة للاتحاد السوفيتي.
معاهدة 1936 المصرية البريطانية (معاهدة الشرف والاستقلال) .
العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
وقَّع مصطفى النحاس -وهو رئيس الوزراء- ووزير الداخلية، ووزير الصحة: المعاهدةَ مع إنجلترا والتي عُرِفَت بمعاهدة 1936 وتنُصُّ على إنهاء الاحتلال العسكري والوصاية البريطانية، مع استثناء بعض القواعد العسكرية للدفاع عن وادي النيل وقناة السويس ضِدَّ أي عدوان خارجي، ووضْع الأراضي المصرية وطرق مواصلاتها ومطاراتها وموانيها تحت تصرُّف الجيش البريطاني في حالةِ قيام حرب، وتخلِّي إنجلترا عن المصالح الأجنبية، وتعهُّد إنجلترا بقَبولِ مِصرَ في عضوية عصبة الأمم، وإبقاء السودان شركةً بين مصر وإنجلترا، وتعهَّد الطرفانِ بعدم عقدِ معاهدة سياسية تتعارَضُ مع مضمون هذه المعاهدة، ومُدَّة المعاهدة عشرون سنة، ويعاد النظرُ بعدها فيها. وعاد مصطفى النحاس من لندن إلى مصر وبدأ يروِّجُ المعاهدةَ ويدعو إلى تأييدها، وأطلق عليها اسمَ معاهدة الشرف والاستقلال. فانشَقَّ أحمد ماهر وفهمي النقراشي عن حزب الوفدِ وشَكَّلا الهيئةَ السعديةَ، وألقيت قنبلةٌ على دُورٍ للسينما يرتادُها ضباط إنجليز ذهب ضحيَّتَها عددٌ من القتلى، وتعرَّض النحَّاسُ لمحاولة اغتيالٍ.
معاهدة 1936 السورية - الفرنسية .
العام الهجري : 1355 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
بعد أن رأى الكثيرُ من السوريين أنَّ الكفاحَ المسلَّحَ لا يتكافأُ مع القوات الفرنسية لجؤوا إلى الكفاح الدبلوماسيِّ، فبدأت تظهَرُ الكتلة الوطنية والجمعية التأسيسية التي دعت لوضع دستورٍ للبلاد، وعمَلِ انتخابات نيابية حُرَّة، وإلغاءِ الأحكام العرفية، ثم حصلت تطوراتٌ في إصدار دساتير عديدة، أحدها لدولة سوريا، وآخر لدولة العلويين في اللاذقية، وثالث للدروز، ثمَّ حُلَّت الحكومة المؤقتة، وعملت انتخابات جديدة، وحصل محمد علي العابد على رئاسة الجمهورية، ولكِنْ في أواخر سنة 1935م قام إضرابٌ عام في دمشق استمر خمسين يومًا، وحصلت اضطراباتٌ، واستقالت أكثَرُ من وزارة، وبسبب ذلك تم الاتفاقُ على معاهدة تضع حدًّا للانتداب، فشُكِّلَ وَفدٌ سوريٌّ مكَلَّفٌ بالتفاوضِ مع الحكومة الفرنسية برئاسة هاشم الأتاسي، وعضوية كلٍّ من فارس الخوري، جميل مردم، سعد الله الجابري: ممثِّلين عن الكتلة الوطنية، ومصطفى الشهابي، إدمون حمصي: ممثلين عن الحكومة، ونعيم أنطاكي سكرتيرًا، والقائم مقام أحمد اللحام أحد ضباط الجيش العربي سابقًا خبيرًا ومستشارًا عسكريًّا، التقى الوفدُ بسياسي وزارة خارجية فرنسا، وكانت العقبةُ الأساسية الأولى التي اختلف عليها الطرفان هي قضية توحيد الأراضي؛ فقد أصرَّ الجانِبُ السوري المفاوِضُ على وَحدة الأراضي السورية بالشَّكلِ الذي كانت عليه في عهد العثمانيين، وتوصَّل الطرفان المتفاوضان إلى حَلٍّ وَسطٍ يقضي بقيام دولتين مستقلَّتين في المنطقة سورية ولبنان، وأن يبقى لبنانُ ضِمنَ حدوده الراهنة، مقابِلَ موافقة الوفد الفرنسي على إعادة توحيد إقليمي جبل الدروز وجبل العلويين مع سورية، وأمَّا بالنسبة لسنجق الإسكندرونة فقد أقرَّت فرنسا بتبعيته لسورية، ولكنْ بشرط أن يكون له وضعٌ خاصٌّ يُتَّفَق عليه فيما بعد. وكانت العقبةُ الثانية أمام نجاح المفاوضات هي المتعلقة بالقوات السورية الخاصة بعد توقيع المعاهدة، وأصرَّ الوفدُ السوري على استعادة القوات فورًا؛ نظرًا لأنَّ نفقاتِها كانت من الموازنة السورية طيلةَ السنوات العشر الأخيرة، أمَّا الجانب الفرنسي فكان يرغَبُ بإبقائها تحت قيادة ضباط فرنسيين خلالَ فترة معينة يمكِنُ بعدها تسليمُها إلى الحكومة السورية بعد توقيع اتفاق عسكري معها، فتَمَّ الاتفاق على أنه يجوز للحكومة الفرنسية أن تحتَفِظَ ولمدة خمس سنوات ببعض القوات خارج المدن وبمطارين، وبقوات محدودةٍ ضِمنَ محافظتي جبل الدروز ومنطقة العلويين، على أن تعترف المعاهدةُ باستقلال سوريا. لكِنَّ المعاهدة لم يُنفَّذ منها شيء؛ لأنها لم تُعرَض على البرلمان الفرنسي، واقترح إضافة ملاحق جديدة على المعاهدة، منها إعطاءُ حكم ذاتي للدروز والنصيريين وسكان الجزيرة الفراتية حكمًا ذاتيًّا، وتعدى الاتفاق العسكري الذي يوجِبُ جلاء الجيش الفرنسي عن البلاد بحيث يصبِحُ هذا الوجود دائمًا.
الثورة الفلسطينية الكبرى 1936م .
العام الهجري : 1355 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
تعتَبرُ الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936م من أشَدِّ الثورات على اليهود وأعوانهم الإنجليز، وكانت ذاتَ طابَعٍ إسلامي واضِحٍ، وتركَّزت العمليات في شمالي فلسطين ولواء نابلس؛ حيث إن جماعة عز الدين القسَّام كان وجودها مكثفًا هناك، فقاموا باغتيال الحاكم البريطاني لمنطقة الجليل "أندروز"، وكان فوزي القاوقجي هو قائد عام الثورة، وتولَّى منطقة القدس عبد القادر الحسيني الذي قُتِلَ في معركة القسطل، واشتعلت الثورة في كافة أنحاء فلسطين حتى أعلنت بريطانيا أنَّ خسائِرَها بلغت مليوني جنيه استرليني، كما استدعت قوات إضافية من مصر، وأسهمت الطائرات والدبابات والأسلحة الفتاكة الأخرى في قمع الثورة، وهجر اليهودُ مستعمراتِهم وتجَمَّعوا في تل أبيب، ونُفِّذَت في هذه الثورة آلافُ العمليات العسكرية، ولم تهدأ الثورة حتى توسطت بريطانيا عند أصدقائها من الملوك والرؤساء العرب، وبعدها استعانت بريطانيا بسُدس جَيشِها الإمبراطوري بقيادةِ أقوى العسكريِّين، وعادت تحتلُّ فلسطين جزءًا جزءًا في حربٍ شرسة استخدموا فيها الطيرانَ والدباباتِ وكلَّ التقنيات العسكرية الحديثة التي يعرفونَها!
إصدار الحكومة الفرنسية قرارًا باعتبار اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر .
العام الهجري : 1355 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
أصدرت الحكومةُ الفرنسيةُ قرارًا باعتبارِ اللغة العربية لغةً أجنبية في الجزائر! ويأتي هذا القانونُ في سلسلة قوانينَ سَنَّها الاحتلال الفرنسي لمحاربةِ اللغة العربية، وفَرْنَسة الشعب الجزائري، وتسَبَّبت هذه القوانين في زحزحة اللغة العربية واحتلال اللغة الفرنسية لمكانةٍ متميزة في الإدارةِ والحُكمِ في الجزائر!
وفاة أحمد فؤاد ملك مصر وتولي الملك فاروق .
العام الهجري : 1355 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
هو المَلِكُ أحمد فؤاد الأوَّل بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي ملك مصر. مولده ووفاته بالقاهرة. تعلَّمَ بها، ثم في جنيف، ثم في المدرسة الحربية بتورينو إيطاليا، وتخرَّج ضابطًا في الجيش الإيطالي، وأُلحِقَ بالبلاط الملكي برومة، ورحل إلى الأستانة فعُيِّنَ ياورا فخريًّا للسلطان عبد الحميد، فمُلحَقًا حربيًّا للسفارة العثمانية بعاصمة النمسا، وعاد إلى مصر سنة 1892 فعُيِّن (ياورا) للخديوي عباس الثاني، واستمَرَّ ثلاثة أعوام. وكان يُنتَدَب في بعض المهمات إلى أن دُعِىَ لتولي سلطنة مصر سنة 1335ه / 1917م بعد وفاة أخيه السلطان حسين كامل، والحماية البريطانية مضروبةٌ على مصر. وفي أيامه قامت مصر بحركتها الوطنية سنة 1918م بقيادة سعد زغلول، فرُفِعَت الحماية سنة 1922، وفي عام 1919 حدثت المظاهرةُ النسائية ضِدَّ الاحتلال الإنجليزي والتي خُلِعَ فيها الحجابُ في ميدان الإسماعيلية!! ووُضِعَ دستور للبلاد وقانون لتوارث العرش، وقانون لأمراء الأسرة الحاكمة، وتحوَّل لَقَبُه من سلطان إلى ملك, وفي أيامه أُنشئ مجمع اللغة العربية بمصر. وكان يُحسِنُ التحدث باللغة العربية وبالتركية والفرنسية والإيطالية ويفهم الإنجليزية. توفِّيَ بالقاهرة في السابع من صفر، وكان ولي عهده فاروق الذي كان يتابِعُ دراسته في إنجلترا، فعاد إلى مصر وتشَكَّل مجلس وصاية برئاسة الأمير محمد علي، وعضوية عبد العزيز عزت ومحمد شريف صبري، إلى أن بلغ الملك سن الرشدِ في تموز / 1938م / 1357هـ.
قتل بلاس إنفانتي الأندلسي لدفاعه عن المسلمين بأسبانيا .
العام الهجري : 1355 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
هو بلاس إنفانتي بيريث دي بارغاس رجلُ سياسة ومفكِّر وكاتب أندلسي، ويُعَدُّ أبا القومية الأندلسية الحديثة. ولِدَ سنة 1885م في بلدة قشريش بمقاطعة مالقة، ظهرت في أوائل القرن العشرين شخصيةُ بلاس إنفانتي الفَذَّة، الذي اعتنق الإسلام وعَمِلَ حَسَب طاقته في ذلك الحين على توعية المجتمع الأندلسي، وإزاحة الغشاء المظلِم الذي أنزله أعداؤه على تاريخِه وماضيه الإسلامي. تعرَّف بلاس إنفانتي إبَّان مُقامِه في غرناطة على التراثِ الإسلامي الأندلسي، فزار إنفانتي إشبيلية وقرطبة ومجريط، واجتمع بزعماء الحركة الأندلسية، وأصبح يعتقِدُ أنَّ الهُويَّةَ الأندلسية ليست هويةَ عِرقٍ أو دم، لكِنَّها هوية (وجود) و(معرفة). وفي سنة 1910م عُيِّن إنفانتي عَدلًا في بلدة قنطيانة، فسكن إشبيلية القريبةَ منها، وأصبح ينتقلُ بين البلدتين، تأثَّر إنفانتي في إشبيلية بمفكِّريها الأندلسيين، وساهم في أنشطتهم الثقافية، وفي 28-11-1913م قُبِل إنفانتي في مجلس المحامين، وفي سنة 1914م ظهرت الطبعةُ الأولى من كتابه النظرية الأندلسية. وفي سنة 1916م أسَّس إنفانتي أول مركز أندلسي في إشبيلية، تبعه مراكز أخرى في مدن الأندلس وقُراها، وأصدر مجلة الأندلس كلسان حال للمراكز الأندلسية، والحركة القومية الأندلسية، ومع الأيام تحوَّل مركز إشبيلية الأندلسي إلى مركز أنشطة أندلسية تثقيفية وتخطيطية، ومنه خرج المنشور الداعي إلى اجتماع المقاطعات الأندلسية في رندة، الذي استعمل عبارةَ الأمة الأندلسية لأول مرة، وهكذا أصبح إنفانتي بأفكاره وحركته رئيسَ تيار جديد للحركة القومية الأندلسية. وطرح فكرة "إنشاء فدرالية تجمع بين بلاد المغرب والأندلس تجمعُهما أخوة سياسية بعيدًا عن الفكر الاستعماري" وفي 13-1-1918م انعقد اجتماعُ مجلس المقاطعات الأندلسية في رندة، فعدد معالم القومية الأندلسية في حركتها المستقبلية، وطلبوا الاعترافَ بالأندلس كبلد وقومية ومنطقة ذات حكم ذاتي ديمقراطي، على أساسِ دستور أنتقيرة. ثم تقَدَّم بلاس إنفانتي، وخوزي أندرس باسكس، باسم المؤتمر لهيئة الأمم طالبينَ منها الاعتراف بالقومية الأندلسية، وفي 21/5/1919م تقدَّم إنفانتي لانتخابات إشبيلية باسم (الديمقراطية الأندلسية) المكونة من الجمهوريين الاتحاديين، والقوميين الأندلسيين، والاشتراكيين المستقلين، وندَّد في خُطَبِه الانتخابية بوضع الأندلس البئيس، فغَضِبَت عليه السلطة الحاكمة واليمين واتهموه وأتباعه بالتآمُرِ على أمن الدولة ووحدتها، وفي 13/1/1923م تحولت أسبانيا إلى الحكم الدكتاتوري الذي قضى على الحريات، وأغلقَ المراكز الأندلسية، واتهم القوميين الأندلسيين بمقاومة الدولة، وأسكت القوى المعادِية للكنيسة. فانتقل إنفانتي تحت ضغط عائلته إلى أيسلا كريستينا (مقاطعة ولبة) كموثِّق عدل، وانسحب من العمل السياسي. تعرَّف إنفانتي على بعض أبناء الأندلس المسلمين، فقَرَّر إشهارَ إسلامه على أيديهم، ثم حاول بعد إسلامِه ربطَ الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية. وفي سنة 1930م انهارت الدكتاتورية، وأصبح إنفانتي يمجِّدُ التاريخ الإسلامي كأساسِ الهوية الأندلسية، ويطالِبُ الأندلسيين باستعادة الهوية والتاريخ والأرض، وبإزاحة هيمنة الكنيسة على الدولة، ويهاجِمُها على جرائمها في القضاء على الأندلسيين، فكان كل ذلك دافعًا لأعدائهم إلى رميهم بالاتهامات المتواصلة، فحُوربت الحركة من طرف اليمين واليسار على حدٍّ سواء. وفي يوم الأحد 2/8/1936م بعد 14 يومًا من انفجار الحرب الأهلية الأسبانية، هجمت فرقةٌ من الكتائب على إنفانتي في بيته دار الفرح بقورية، وساقته إلى إشبيلية، حيث سجنته وأعدمته رميًا بالرصاص يوم الاثنين 10/8/1936م، فمات وهو يصرخُ مرتين: عاشت الأندلس حرة!
المعاهدة 1936 اللبنانية الفرنسية .
العام الهجري : 1355 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:
خطَّطت فرنسا -بعد أن انتهت الثورةُ العربية الكبرى ضِدَّ العثمانيين- لما ستفعله في سوريا، فأول ما قامت به هو فَصلُ لبنان عن سوريا، وخاصة أن فيه كثيرًا من الموارنة النصارى، وقد سنَّت دستورًا خاصًّا للبنان الكبير، ومع أنَّ الدستور لم ينُصَّ على ديانة الرئيس إلَّا أن فرنسا كانت مصممة على ألَّا يليَ الرئاسة إلا نصراني، فعُيِّنَ أولًا شارل دباس، وحاول حبيب باشا السعد أن يجعل اللهجةَ العامية هي اللغة الرسمية للبلاد؛ ليقضيَ على اللغة العربية الأصيلة، وبدأ التمييز الديني بين النصارى والمسلمين؛ من هضم للحقوق، وتدني في المستوى الاجتماعي والمعيشي، وعمَّقَت فرنسا هذا الموضوع الطائفي، وفي أول سنة 1936م تسلَّم الرئيس إميل إدة مهامَّ رئاسة لبنان الكبير، وتزايدت في عهده حِدَّةُ الصراعات الطائفية، ثم بدأت المفاوضات اللبنانية الفرنسية التي حذت حذو المفاوضات السورية الفرنسية، وكانت الكتلة الدستورية برئاسة بشارة الخوري قد تقَدَّمت بالمطالبة بأن تحلَّ محلَّ الانتداب، ثم تداعت القوى الإسلامية والقومية الوحدوية من مختَلِف الطوائف إلى عقدِ مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة في مارس 1936م، وكانوا يطالبون بالوحدة مع سوريا، ثم عُقِدَ مؤتمر آخر هو المؤتمر القومي الإسلامي في أكتوبر 1936م، وطالبوا بالاتحاد مع سوريا وأن تكون هناك بنودٌ واضحة لحقوق وواجبات الطوائف، ثم بعد المفاوضات والأخذ والرد وُقِّعَت المعاهدة في 13 نوفمبر 1936م من قِبَل رئيس الجمهورية إميل إدة، والمفوض الداني دي مارتل الفرنسي، وكانت مدتها خمسة وعشرين عامًا اعترفت فيها فرنسا باستقلال لبنان، وتعهَّدت بمساعدته للانضمام للأمم المتحدة على أن يبقى جنود فرنسيون في لبنان، وتمثِّلُ فرنسا لبنان في الشؤون الخارجية والعسكرية.
قرارات لجنة بيل الملكية البريطانية ومشروع تقسيم فلسطين .
العام الهجري : 1356 العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:
بعد أن قامت الثورةُ الفلسطينية الكبرى عام 1936م وعَمَّت كلَّ أرجاء فلسطين وتكَبَّد البريطانيون من ورائِها خسائرَ فادحةً: أرادوا أن يستغلُّوا هذه النقطةَ لصالِحِهم، فقاموا بتشكيلِ لجنةٍ برئاسة بيل، وهي ما تسمى باللجنة الملكية البريطانية؛ لدراسة أسباب الثورة، وكأن أسبابَها غامضةٌ تحتاج إلى دراسة، وكان الغرضُ الرئيس من هذه اللجنة وغيرها من اللجان امتصاصَ الثورة بظهور بريطانيا أمام العالم أنها مهتمَّةٌ بقضايا الشعب الفلسطيني التي هي مُنتدَبةٌ عليه، بالإضافة إلى المكسب الإعلامي، فقامت هذه اللجنةُ في تقريرها المقَدَّم إلى الحكومة البريطانية في السابع من يوليو 1937م بتقسيمِ فلسطين بين العرب وبين اليهود، وتضَمَّن التقريرُ مطالِبَ الشعب الفلسطيني حيالَ نوايا اليهودِ مِن إنشاءِ الوطن القومي اليهودي في فلسطينَ بمساعدةِ الحكومة البريطانية، وأوصت اللجنة أيضًا بضرورة إبدال نظام الانتداب بنظام المعاهداتِ التي اتبعَتْه بريطانيا في العراق، والتي اتَّبَعَتْه فرنسا في سوريا، وأيَّدت الحكومة البريطانية بشدةٍ التوصيةَ التي جاءت بها لجنة بيل حول تقسيم فلسطين، ورأت أنه الحَلُّ الأمثل للقضية الفلسطينية!!
ميثاق سعد آباد الذي ضم تركيا والعراق وإيران .
العام الهجري : 1356 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:
في عام 1937م بدأت الظروفُ العالمية تُنذِرُ بنشوب الحرب العالمية الثانية فاتَّخَذت الدولُ الغربية بعضَ الاحتياطات ضِدَّ ألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد السوفييتي، وكان من جملةِ التدابير المتَّخَذة عقد (ميثاق سعد آباد) في الثامن من يوليو عام 1937م في إيران، وساهم عقدُ هذا الميثاق في التقارب العراقي الإيراني، حيث عُقِدَت المعاهدة عام 1937بين العراق، تركيا، أفغانستان، وإيران تحت إشراف بريطانيا، ثم توالى عقدُ معاهدات أخرى، فعُقِدت معاهدة صداقة ومعاهدة حلِّ الاختلافات بالطرق السلمية. وأبرز ما جاء في المعاهدة: تعديلُ الحدود في شَطِّ العرب بمنحِ إيران سبعة كيلومترات وثلاثة أرباع الكيلو متر أمام عبادان. وحقَّقت المعاهدةُ لإيران حقَّ استخدام شطِّ العرب والانتفاع منه دون إذنٍ عراقيٍّ، كما كان قبل توقيعِ المعاهدة. ومنح الدولتين حق تقرير الضرائب المالية والفنية المتعلقة بشطِّ العرب، وتقضي المادة الثالثة من المعاهدة بتأليف لجنةٍ مشتركة من البلدين لنَصبِ دعائم الحدود التي كانت قد عيَّنَتْها اللجنة المشتركة عام 1914م. باشرت اللجنةُ الجديدة أعمالَها عام 1938م لكِنَّها توقَّفَت عام 1940م، ويبدو أنَّ اندلاع الحرب العالمية الثانية كان أحد أسباب توقُّف عمل اللجنة، وظلَّت مشكلة الحدود قائمة. وكان من آثار المعاهدة وأدُ كلِّ حركة تحرُّر كردية في مهدِها، فتقول إحدى موادِّه: إنَّ كلًّا من الأطراف الموقِّعة تتعهَّدُ باتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون قيامِ أيِّ نشاط لعصابات مسلحة، أو جمعيات، أو منظمات تهدف إلى إطاحة المؤسسات الحالية، التي تتحمَّلُ مسؤولية المحافظة على النظام والأمن في أي جزء من حدود الأطراف الأخرى، علمًا أنَّه انتهى أثَرُ ذلك الميثاق بنشوب الحرب العالمية الثانية.
معاهدة الصداقة بين العراق وإيران .
العام الهجري : 1356 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:
بعد أن وُقِّع ميثاقُ سعد آباد بين كل من تركيا وأفغانستان والعراق وإيران في ربيع الثاني 1356هـ في هذا العام على ألَّا تتدخل أي دولة بشؤون الدول الأخرى الداخلية، وألَّا تتعدى عليها، ولا تعاوِن من يتعدى عليها، وما إلى ذلك، ثم وقِّعَت في 10 جمادى الأولى في العام نفسِه معاهدةُ صداقة دائمة لإقامة سِلمٍ دائم وصداقة لا تتغيَّرُ بين العراق وإيران، ووقِّعَت في طهران، ويتعهَّدُ الطرفان بأن يُعقَدَ بأسرعِ وقتٍ ممكن: اتفاقية حُسن جوار، ومعاهدة لاسترداد المجرمين، ومعاهدة إقامة وتجنيس، ومعاهدة تجارية، واتفاق تعاون قضائي، واتفاقية بريد وبرق، واتفاقية قنصلية.
============
255.
استيلاء الصينيين على تركستان الشرقية بمساعدة الروس. .
العام الهجري : 1356 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:
تعرَّضت تركستان الشرقية لأربعِ غَزَوات صينية منذ عام 1277هـ / 1860م مرَّتين في عهد أسرة المانشو، ومرةً في عهد الصين الوطنية، ومرةً في عهد الصين الشيوعية. وقد أدت هذه الغزوات وما رافقها من مذابحَ صينيةٍ إلى إبادة كثير من المسلمين، وحدوثِ عِدَّةِ هِجرات من هذا الإقليم إلى المناطق المجاورة. وقد قامت ثورةٌ عارمة في تركستان الشرقية ضِدَّ الصين سنة 1350هـ / 1931م كان سببُها تقسيمَ الحاكم الصيني المنطقةَ التي يحكمها "شاكر بك" إلى وحدات إدارية، وفي عام 1352هـ أعلن المسلمون قيامَ حكومة جديدة باسم "الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية"، ولم تلبث هذه الحكومة طويلًا؛ لأن التحالُفَ الصيني الروسي تمكَّن في عام 1356هـ من إسقاطِ هذه الجمهورية المسلمة، وقام بإعدامِ جميع أعضاء الحكومة مع عشرة آلاف مسلم. وحصل الروسُ مقابِلَ مساعدتهم للصين على حقِّ التنقيب عن الثروات المعدنية، واستخدام عددٍ مِن الروس في الخِدماتِ الإدارية في تركستان الشرقية.
قيام الملك فاروق ملك مصر بحل مجلس النواب .
العام الهجري : 1356 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1938
تفاصيل الحدث:
بعد تولِّي الملِكِ فاروق عرشَ مصرَ قام بحل مجلسِ النواب الذي كان يتمتَّعُ فيه حِزبُ الوفد بأغلبية كبيرة، وكان الوفديُّون قد أحرزوا هذه الأغلبيةَ في الانتخابات التي أُجرِيَت في مايو 1936م، وكانت الحياةُ السياسية في مصر في تلك الفترة تعتَمِدُ على ثلاث قوى رئيسية فاعلة، هم: الإنجليز، والقصر، وحزب الوفد. قبل أن يدخُلَ الجيش إلى المعادَلةِ ويقلِبَ توازنات القوى فيها، جلس فاروق على العرش مع اهتزازِ وتراجُعِ شعبية حزب الوفد بعد توقيعِه على اتفاقية 1936 والتي كانت مكروهةً ومرفوضةً شعبيًّا. وعلى الرغم من حداثة سنِّ فاروق في تلك الفترة إلا أنَّه أدرك ضرورة اكتساب تلك الشعبية المفقودة من الوفد، قأقال حكومة النحاس الوفدية في 30 ديسمبر 1937، أي: في نفس العام الذي تسلَّم فيه سلطاتِه الدستوريةَ كمَلِكٍ على البلاد، وكلَّف محمد محمود الذي كان رئيسًا لحزب الأحرار الدستوريين المُوالي للقصر بتشكيل الوزارة. وكان أوَّلُ ما استصدرته الوَزارة الجديدة مرسومًا بتأجيل انعقاد البرلمان شهرًا، ثمَّ حَلِّ مجلِسِ النوابِ ذي الأغلبية الوفدية، إلى أن تمَّت الانتخابات في 1938 ولم يحصُلِ الوفدُ إلا على 12 مقعدًا فقط، والملاحَظُ في تلك الفترة هو التعددية الحزبية السياسية القائمة، حتى ولو بشكلٍ صوريٍّ؛ حيث سُمِح في انتخابات 1938 مثلًا بأن يتِمَّ ترشيح المستقلين، والذين حصلوا على 55 مقعدًا بجانب أحزاب الأحرار الدستوريين، والهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر المنشَقِّ عن حزب الوفد، بالإضافة إلى الحزب الوطني، وحزب الوفد.
وفاة الشاعر محمد إقبال .
العام الهجري : 1357 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1938
تفاصيل الحدث:
هو محمد إقبال ابنُ الشيخ نور محمد؛ الشاعر المعروف، ولِدَ في سيالكوت إحدى مدن البنجاب الغربية في الثالث من ذي القعدة 1294هـ الموافق 9 من نوفمبر 1877م. ينتمي محمد إقبال إلى أسرة هندوكية من البراهمة، وهي جماعةٌ لها شأنٌ كبير في الهند رغم أنَّها تعبُدُ الأصنامَ وتقَدِّسُ التماثيل، لكِنَّ أسرة محمد إقبال تنازلت عن كلِّ هذه العظمة؛ لتدخُلَ في دين الإسلام في عهدِ السلطان زين العابدين بادشاه 1421 - 1473م، فاعتنق الجدُّ الأكبر لمحمد إقبال واسمه (بنديت) بعد أن هداه الله على يدِ أحدِ رجالِ الإسلامِ في كشمير، ففَضَّل بنديت الإسلامَ مع الفقرِ على عبادة الأصنام مع الغِنى والعظمة، ثمَّ أنجبت أسرتُه -التي كانت بالأمس القريب تعبدُ الأصنامَ وتحتَقِرُ الآخرينَ- محمد إقبال: فيلسوفَ الإسلامِ الكبيرَ وشاعِرَه. بدأ محمد إقبال تعليمَه في سن مبكرةٍ على يد أبيه، ثم التحق بأحَدِ مكاتب التعليم في سيالكوت، وفي السنة الرابعة من تعليمِه رأى أبوه أن يتفرَّغَ للِعلمِ الديني، ولكِنَّ أحد أصدقاء والده وهو الأستاذ مير حسن لم يوافِقْ، وقال: هذا الصبيُّ ليس لتعليم المساجِدِ، وسيبقى في المدرسة، وانتقل إقبال إلى الثانوية؛ حيث كان أستاذُه مير حسن يدَرِّسُ الآداب العربية والفارسية، وكان قد كرَّس حياتَه للدراسات الإسلامية. وبدأ إقبال في كتابةِ الشعر في هذه المرحلة المبكرة، وشجَّعه على ذلك أستاذه مير حسن، فكان يَنظِمُ الشعر في بداية حياته بالبنجابية، ولكِنَّ السيد مير حَسن وجَّهَه إلى النَّظْمِ بلغة الأردو، وكان إقبال يرسِلُ قصائده إلى ميرزا داغ دهلوي الشاعر البارز في الشعر الأردو حتى يبديَ رأيه فيها، وينصَحَه بشأنها وينقِّحها، ولم يمضِ إلا فترة بسيطة حتى قرَّر داغ دهلوي أنَّ أشعار إقبال في غنى تام عن التنقيح، وأتم إقبال دراستَه الأولية في سيالكوت، ثم بدأ دراسته الجامعية باجتياز الامتحان العام الأول بجامعة البنجاب 1891م، التي تخرَّج فيها وحصل منها على إجازة الآداب 1897م، ثمَّ حصل على درجة الماجستير 1899م، وتلقَّى إقبال دراساتِه الفلسفيةَ في هذه الكلية على يدِ الأستاذ توماس آرنولد، وكان أستاذًا في الفلسفة الحديثة، أجاد محمد إقبال الكثيرَ مِن اللغات؛ كالأوردية، والفارسية، والإنجليزية، والألمانية، وكان يَعرِفُ العربية. بعد أن أنهى (محمد إقبال) دراستَه الجامعية بلاهور عُيِّن أستاذًا للتاريخ والفلسفة والسياسة المدنية بالكلية الشرقية بلاهور، ثم أستاذًا للفلسفة واللغة الإنجليزية في الكلية الحكومية التي تخرَّج فيها، لكِنَّه كان طموحًا يريد مزيدًا من العلم، ويتمنى أن يرى البلاد الأوربية وحضارتها، فسافر إلى أوروبا سنة 1323هـ/1905م؛ حيث نال درجةً في الفلسفة من جامعة (كمبردج) ودرجةً في القانون من كلية لندن للعلوم السياسية، وعَمِلَ أستاذًا للغة العربية في جامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة (ميونيخ) بألمانيا، وعاد مرةً أخرى إلى لندن، فنال شهادةَ المحاماة من جامعة لندن. وهناك في بلاد الغرب كان محمد إقبال يدعو إلى دين الإسلام، ويدافِعُ عنه دفاعًا صادقًا من خلال المقالات التي كان ينشرُها والقصائد الشعرية التي كان يُبدِعُها، وكان دائمًا يفخَرُ بالإسلام الذي حرَّر الرؤوس، وطهَّر النفوس، وأصلح الأرضَ، وحصَّن العِرْض، ولم يعجِبْه الفِسقُ والكفر الذي يعيش فيه الأوربيون، وقال لهم محذِّرًا: (يا أهل الغربِ، إنَّ أرض الله ليست دارَ تجارة، ولسوف تنتحِرُ حضارتكم بخِنْجَرها؛ لأنَّها كالعش الذي بُني على غُصنٍ ضَعيفٍ لا قوة له). رجع إقبال إلى لاهور عام 1908م بعد رحلة استغرقت ثلاث سنوات، وبدأ العمَلَ بالمحاماة، يدافِعُ عن المظلومين، وعُرِفَ عنه في أثناء عمله بها أنَّه لا يقبل إلا قضايا الحق، كما عُرِفَ عنه أيضًا اقتدارُه في مهنته، وكان مؤهَّلا لبلوغ أعلى الدرجات فيها، لكنَّه ترك المحاماة وعمل أستاذًا للفلسفة واللغة الإنجليزية في الكلية الإسلامية بلاهور، ثم استقال من منصب الأستاذية، واشتغل بالسياسة، فانتُخِبَ عام 1926م في الجمعية التشريعية في بنجاب، وعَمِلَ في حزب الرابطة الإسلامية، ورأَسَ المؤتمر السنوي لها في "إله آباد" سنة 1930م، واشترك إقبال في مؤتمر المائدة المستديرة عام 1931م، 1932م في لندن؛ للنظر في وضع دستور للهند. وقد كان إقبال يحلُمُ بإنشاء دولة إسلامية لمسلِمي الهند، وسَخِرَ منه الناس حينئذ، ولكِنْ تحققت فكرتُه بقيام دولة باكستان الإسلامية، زار إقبال كثيرًا من الدول الإسلامية، فزار مصر، وأفغانستان، كما زار قرطبة، وصلَّى في مسجد قرطبة الشهير، وظَلَّ طيلة حياته المجيدة يدافِعُ عن الإسلام والمسلمين في المحافِلِ الدولية والمؤتمرات الإسلامية، والكتب والأشعار التي أبدعها، ويحاوِلُ قَدرَ طاقته إيقاظ المسلمين من غفلتهم، ومساعدة الأمة الإسلامية على النهوض، وكان إقبال دائمًا يعطِفُ على الفقراء والمساكين؛ يجلس معهم، ويهتمُّ بأمرهم، ويخالطهم في الطعام والشراب. كما كان يدعو المسلمين إلى المشاركة في حركة الحضارة والتقَدُّم، وكان له موقِفٌ أصيل من التصوف يقوم على رفض التصوُّفِ الذي يخالِفُ الكتاب والسنَّة، ويتأثر بفلسفات وَثَنية، كما رفض التصوفَ الذي يجعلُ من المسلم سلبيًّا لا يشارِكُ في خدمة مجتمعه، ومقاومة الظلم والدفاع عن المسلمين، وكان يسمِّي هذا اللون من التصوف بالتصوف الأعجمي، وكان إقبال في كل أسفاره يعمَلُ على نشر الإسلام، وأثَّر بشِعرِه وأسلوبه في كثير من الأوروبيين، ثم اجتمع المرضُ على إقبال في السنوات الأخيرة من عمره، فضَعُف بصره لدرجة أنه لم يستطع التعَرُّفَ على أصدقائه بسهولةٍ، وكان يعاني من آلام وأزمات شديدة في الحلق؛ مما أدى إلى التهاب حلقه، وأدى بالتالي إلى خفوت صوته، ممَّا اضطره إلى اعتزال مهنة المحاماة، وفكَّر في أن يقصِدَ فيينا طلبًا للعلاج إلا أن حالاته المادية لم تسمَحْ بذلك، وفي 21 من إبريل من هذا العام في تمام الساعة الخامسة صباحًا كانت وفاته رحمه الله. يقول الشيخ أبو الحسن الندوي عنه: ومن دواعي العجَبِ أنَّ كُلَّ هذا النجاح حصل لهذا النابغة، وهو لم يتجاوز اثنين وثلاثين عامًا من عُمُرِه!!
وفاة مصطفى كمال أتاتورك رئيس الجمهورية التركية .
العام الهجري : 1357 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1938
تفاصيل الحدث:
هو مصطفى كمال أتاتورك الملقَّب بالغازي؛ رئيس الجهورية التركية، وكلمة أتاتورك، تعني: أبو الأتراك، وهو الذى أسقط الخلافةَ الإسلاميةَ سنة 1343ه / 1924م. ولِدَ مصطفى كمال عام 1296هـ في مدينة سالونيك اليونانية وكانت تابعة للدولة العثمانية، من أمٍّ تدعى زبيدة، ونُسِبَ في بداية الأمر إلى زوج أمه علي رضا الذي لم يلبث أن توفِّي، ولم يتجاوز ربيبُه مصطفى الثامنةَ من العمر، وكانت زبيدة مُستهترة، وتمكَّنَت من تأمين زوجٍ لها، فغَضِبَ ولدها مصطفى منها، وترك البيتَ وذهب إلى بيت أخت علي رضا زوج أمه السابق، ودرس في المدارس الحربية في سالونيك، ومناستر، ثم التحق بالكلية الحربية في استانبول وتخرَّج منها، ثم تخرَّج من كلية الأركان برتبة رائد عام 1333هـ، وألَّف جمعية الوطن والحرية في الشام مع بعض المنفيِّين إليها، وكان يتدرَّبُ في لواء الفرسان، وعندما تمَّ تدريبُه عُيِّنَ في يافا غيرَ أنَّه هرب إلى مصر، ومنها انتقل بحرًا إلى سالونيك، واستطاع أن يجد وسيلةً لتعيينه هناك عن طريق الارتباطات التي أصبحت له، وعَمِلَ لجمعيته التي لم تلبَثْ أن انضمَّت إلى جمعية الاتحاد والترقي، ولم يستطِع البروزَ والظهور فيها؛ لأن أعضاءها لم يحترموه؛ لاستهتاره بالقِيَمِ، وانقطاعه إلى الأماكن الموبوءة من حانات، ومحلات للفجور؛ لذا فقد حقد عليهم أيضًا، ويبدو أنه كان على صلةٍ بجهة لها إمكاناتُها ولها نفوذها توجِّهُه وتحميه وترسُم له وتمَنِّيه وتعِدُه بأعلى منصب، أرسله أنور باشا وزير الحربية إلى طرابلس للقضاءِ على ثورة هناك، لكنه هرب من ليبيا، ثم أُرسِلَ ملحَقًا إلى بلغاريا قضى أيامَه في الخمور والمجون، ولَمَّا اندلعت الحرب العالمية الأولى كان يشتركُ حسب الحاجة تحت إمرة أحد القادة الألمان. وبعد الحرب وتوقيع هدنة مودروس بدأ الإنجليزُ في تهيئة مصطفى كمال لإسقاط الخلافة العثمانية، وإقامة دولة تركيا العلمانية الحديثة، وقد نجحَت في صناعته حتى كان كمال أشَدَّ عداء للإسلام والمسلمين من اليهودِ والنصارى! وفَعَل في تركيا مالم تفعَلْه جيوشُهم مجتمعةً، فما إن تولَّى رئاسة الجمهورية التركية حتى شَنَّ حربًا لا هوادةَ فيها على الإسلام والمسلمين، وفرض إجراءاتِ عَلْمَنة تركيا وفَصْلِها عن الإسلام والمسلمين بقوَّة النظام والسلاح؛ فقد كان هذا الديكتاتور مثلًا فريدًا في القسوة والتنكيل والأنانية المدمِّرة. لقد تجلَّت سياسة أتاتورك العلمانية في برنامج حزبه (حزب الشعب الجمهوري) لعام 1349هـ مرة، وعام 1355هـ مرة ثانية، والتي نصَّ عليها الدستور التركي، وهي المبادئُ الستة التي رُسِمَت بشكل ستة أسهُمٍ على علَمِ الحِزبِ، وهي: القومية، الجمهورية، الشعبية، العَلْمانية، الثورة، سلطة الدولة. هلك مصطفى كمال في 18 رمضان 10 نوفمبر 1938م بعد أن أُصيبَ قبل وفاته بسنين بمرضٍ عضال في الكلية لم يُعرَفْ كُنهُه. وكان يتعرَّضُ لآلام مبَرِّحة مزمنة لا تطاق، كانت السببَ في إدمانه على شربِ الخمر؛ مما أدى إلى إصابته بتليف الكبد، والتهاب في أعصابه الطرفية، وتعرُّضه لحالات من الكآبة والانطواء. ولما توفي دُفِنَ بعد تسعة أيام من وفاته بعد أن أمضى أكثَرَ من خمس عشرة سنة في الحكم. ثم جرت الانتخاباتُ وانتُخِبَ عصمت إينونو رئيسًا للجمهورية؛ فهو ثاني رئيس للجمهورية التركية الحديثة.
فرنسا تعطي لواء إسكندرون السوري لتركيا .
العام الهجري : 1357 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1938
تفاصيل الحدث:
كان لواء إسكندرون ضِمنَ المناطق الزرقاء التي تشمل سواحل بلاد الشام الشمالية، والتي أعطتها معاهدةُ سايكس بيكو إلى فرنسا، وكانت كذلك كيليكيا بيد فرنسا، فرغبت أن يكون لها قناة تواصُل مع الأتراك، كما للإنجليز فأعطت فرنسا -بعد مفاوضات- كيليكيا لتركيا، ورسمت الحدودَ بين سوريا وتركيا؛ حيث كان لواء إسكندرون في الأرض الشامية، ورَغِبَ مصطفى كمال في إظهار الإخلاص لأمَّتِه، فرفع طلبًا للأمم المتحدة لحَلِّ النزاع القائم بين سوريا ممثلةً بفرنسا، وبين تركيا؛ وذلك أن فرنسا تحتَلُّ لواء إسكندرون وأكثر سكانه من الأتراك، فاستجابت عصبةُ الأمم فأرسلت لجنة إلى إسكندرون، وأجرت الاستفتاءَ واتصلت بالسكَّان، وتعرفت على رغباتِهم، ومع أنَّ الاستفتاء أظهر أن نسبة الأتراك لا تزيد عن 35 % من السكَّان في اللواء إلا أنَّها أوصت بضَمِّه إلى تركيا، فتنازلت فرنسا عنه لصالح تركيا، وهو نوع من المداهنة الدولية لكسب تركيا في طرف الحُلَفاء وسَحْبِها إليهم بدَلَ أن تبقى في طرف الخصم ألمانيا، وأعطيَ اللواء استقلالًا ذاتيًّا من فرنسا وجُعِلَ تحت النفوذ التركي في 7 شوال 29 نوفمبر وأسمى الأتراكُ اللواءَ باسمِ هاتاي.
إعلان إيطاليا ضم طرابلس وبرقة إلى ليبيا ومنحها الجنسية الإيطالية للسكان .
العام الهجري : 1357 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:
قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر أعلنت إيطاليا ضمَّ طرابلس وبرقة إلى ليبيا سابقًا (ليبيا بالأصل تُطلَق على الصحراء التي تقع غربَ نهر النيل وجنوب برقة وطرابلس) ومنحت للسكَّان الجنسية الإيطالية، وألزمَتْهم تعلُّمَ اللغة الإيطالية، ومن عارضها هتكت عِرْضَه، وألقت كثيرًا من الناسِ مِن الطائرة وهم أحياء، إلى غير ذلك من الأعمال الوحشية.
مقتل الملك غازي بن فيصل الأول ملك العراق وتولي ابنه فيصل الثاني .
العام الهجري : 1358 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:
هو الملِكُ غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي ثاني ملوكِ العراق. ولِدَ سنة 1333هـ / 1912م في مكة التي كانت واقعةً ضِمنَ ممالك وولايات الدولة العثمانية، وهو الابنُ الوحيد للملك فيصل الأول الذي كان له 3 بنات. عاش في كنَفِ جَدِّه حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية المنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين، مناديًا بعودة الخلافة للعرب. أرسله والِدُه الملك فيصل الأول إلى كلية هارو في إنجلترا سنة 1927ه، فدرس فيها سنتين، وعاد إلى بغداد فتخرَّج بالمدرسة العسكرية، وكان مُولعًا بالرياضة والصيد. سمِّيَ وليًّا للعهد عام 1924م، وناب عن والِدِه في تصريف شؤون الملك سنة 1933م، فحَدَثت فتنة "الآشوريين" وأبوه في انجلترا، فكان موقِفُه فيها حازمًا. تولى الحكم وهو شاب يبلغُ حوالي 23 عامًا، ثم ملكًا لعرش العراق عام 1933م بعد وفاة والده؛ لذا كان بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين. كان الملك غازي ذا ميول قومية عربية. ناهضَ النفوذَ البريطاني في العراق واعتبرَه عقبةً لبناء الدولة العراقية الفتيَّة وتنميتها، كما اعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والآثار المكتَشَفة حديثًا؛ لذلك ظهرت في عهدِه بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية. وشهد عهده صراعًا بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون إلى تيارينِ مُتنازِعَينِ داخِلَ الوزارة العراقية: تيار مؤيد للنفوذ البريطاني، وتيار وطني ينادي بالتحَرُّر من ذلك النفوذ؛ حيث كان كلُّ طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق. فوقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهِضِ للهيمنة البريطانية؛ حيث ساند انقلابَ بكر صدقي وهو أوَّلُ انقلاب عسكري في العالم العربي. كما قرَّب الساسةَ والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكي، فعَيَّن الشخصية الوطنية المعروفة معالي رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسًا للديوان الملكي, ونادى بتحرُّر الأقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحِّدةً تحت الحكم العثماني، ودعا إلى إعادة توحيدِها تحت ظلِّ دولة عربية واحدة، ومن هنا ظهرت دعوته لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية، وتوحيدها مع العراق والإمارات الشرقية لِنَجدٍ؛ حيث قام بتأسيسِ إذاعة خاصة به في قصره الملكي؛ قصر الزهور، وأعَدَّ البرامج الخاصة بتحرير ووحدة الأقاليم العربية، ومنها توحيد الكويت بالعراق، والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الاحتلالِ البريطاني، والتي كانت في حالة حرب داخلية؛ بسبب تعرُّضِها لهجرات واسعة من المستوطنين اليهود مِن كافة أرجاء العالم، ووقوف القوى الفلسطينية بوجهِ هذه الهجرات. فوقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية، كعز الدين القسَّام، وغسان كنفاني، ومفتي القدس الشيخ عبد القادر الحسيني، وفي الثاني من شهر صفر 4 نيسان قُتِلَ الملك غازي بن فيصل في حادث سيارة كان يقودُها بنفسه حيث اصطدم بعمود الهاتف الممغنط الذي جذبَها نحوه، ويبدو أن الأمرَ ليس طبيعيًّا، ولعلَّ الأمر مدَبَّر، كذلك وجود جروح خلفَ رأس الملك غازي بمكانِ وجود المُرافق أمرٌ مشكوك فيه؛ لأنَّه لم يكن مَرضيًّا عنه من قِبَل إنجلترا، ثم اجتمع مجلس الوزراء بعد مقتله وأعلن تنصيبَ ولي العهد الأمير فيصل بن الملك غازي ملكًا على العراق باسم فيصل الثاني، ووُضِعَ عبد الإله بن علي بن الحسين، وهو خال الملك غازي وصيًّا على الملك الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني، وكانت الملِكة عالية زوجة الملك غازي قد أدلت بشهادتها أمام المجلِسِ بأن زوجها الملك غازي أوصاها في حالة وفاته بتسميةِ الأمير عبد الإله -شقيقها- وصيًّا على ابنها فيصل، ثم تُوِّجَ رسميًّا في شعبان من عام 1372هـ / 2 أيار 1953م حيث بلغ سن الرشد ورفعت وصاية خاله عليه.
بداية تصدير النفط السعودي .
العام الهجري : 1358 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:
في الثامن من ربيع الأول 18 إبريل وصل الملك عبد العزيز إلى الظهران، وأمضى يومين في استعراضِ مُنشآت النفط، بين الظهران وميناء رأس تنورة؛ ملازمًا في سيره خط الأنابيب، مُتَّبعًا مسيل الزيت من مكانِ خروجه إلى مكان انصبابه في الباخرة، وفي 11ربيع الأول صَعِدَ الباخرة في رأس تنورة، وافتتح مجرى انتقال الزيت إليها، فاندفع ما زِنَتُه عشرة آلاف طن، هي الحمولة التجارية الأولى، في أول باخرة شَحَنت شحنةً كاملة كأول تصدير نفطي غزير من بلاد المملكة العربية السعودية.
الحرب العالمية الثانية .
العام الهجري : 1358 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:
حربٌ كونيَّةٌ مُدَمِّرة شاركت فيها معظَمُ دول العالم، استمَرَّت ست سنوات من 1 سبتمبر 1939م إلى 2 سبتمبر 1945م انطلقت شرارةُ هذه الحرب مع هجومِ ألمانيا على بولونيا في 17 رجب 1358هـ/ 1 سبتمبر 1939م؛ ليتسع ذلك الخلاف بإعلانِ كُلٍّ مِن فرنسا وإنجلترا الحربَ على ألمانيا، ثم تشكَّلَ طرفا النزاع من حِلْفَين: الأول دُولُ الحُلَفاء على رأسِها كُلٌّ من بريطانيا وفرنسا وروسيا الشيوعية، ثم انضمَّت إليهم أمريكا وغيرها من دول أوربية أخرى، والطرف الثاني دُوَل المحور وأبرز من يمثِّلُها ألمانيا النازية بقيادة هتلر، وإيطاليا الفاشية بقيادة موسوليني، والنمسا واليابان ومن التحق بهم من دول أخرى أو شعوب تبحث عن الخلاصِ مِن نِيرِ الاستعمار الأوربي، وقد تعددت أسبابُ ومراحل هذه الحرب الكونية التي بدأت بغزو ألمانيا لبولندا، وانتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان، وشَمِلَت الحرب معظمَ أراضي القارات الأربع، وشارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، وسَخَّرَت الدول الكبرى كلَّ طاقتها الاقتصادية والعسكرية والتقنية والبشرية، كما أسهم استخدامُ سلاح الجو وتطوره المحموم أثناء الحرب بين الدول الكبرى -لتحقيق أكبر قدر من النصر والمكاسب- في مضاعفة الخسائر البشرية والمادية أثناء سنوات الحرب وبعدها؛ حيث بلغت الخسائِرُ في الأرواح أكثر من 60 مليون قتيل، وعشرات الملايين من الجرحى والمشوَّهين والمشرَّدين الذين تم تدمير مدُنِهم بالكامل، ومن أبرز أسباب الحرب: أسبابٌ غيرُ مباشِرة للحرب، منها: 1/ الأزمة الاقتصادية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما خلَّفَتْه من تدهور لاقتصاديات الدول الأوربية خاصة ألمانيا. 2/ معاهدة فرساي بشروطها القاسية التي استهدفت إضعاف ألمانيا عسكريًّا. 3/ خرق هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م لشروط فرساي عندما رفع عددَ جنود بلاده عن المتاح له باعتمادِ التجنيد الإجباري، وتطوير عتاده الحربي. 4/ ضمُّ هتلر لعدة مناطق بأوربا، كإقليم السار سنة 1936م، النمسا سنة 1938م. 5/ قيامُ تحالف بين الديكتاتوريات الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان منذ سنة 1937م؛ لتنفيذ برنامج الحزب النازي. 6/ انسحاب الدول الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان من عصبة الأمم 7/ توسُّع اليابانية في جنوب شرق آسيا (الصين). وأمَّا الأسبابُ المباشرة فأهمُّها: زيادة توتُّر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد عقد الأخيرة تحالفًا عسكريًّا مع الاتحاد السوفييتي والذي اعتبرته ألمانيا موجَّهًا ضِدَّها، فصَمَّم هتلر على استعادة عدة مناطق كانت قد انتُزِعَت منه بدعوى أن أغلبيةَ سكانه ألمان، فأعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، فتضافرت العوامِلُ غير المباشرة مع المباشرة فاندلعت حربٌ كونية ثانية. وقد مرَّت الحرب في مرحلتين: الأولى: بين عامي 1939م و1942م، وتميَّزت هذه المرحلة باعتماد الحرب الخاطفة وشَمِلَت عدة جبهات في آسيا وأوربا، كالهجوم الإيطالي الألماني على فرنسا واكتساحها وتوقيعها هدنة مع دول المحور، وشَنِّ دُوَل المحور هجومًا جويًّا على المدن الإنجليزية بما فيها لندن، دام ثلاثة أشهر نتج عنه خسائر بشرية ضخمة، واحتلال إيطاليا ألبانيا ويوغسلافيا واليونان ودخولها مصر، لكن الإنجليز تمكَّنوا من طرد الإيطاليين من مصر رغم تركُّز الألمان في عدة مناطق من مصر، والهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي وتدميرها للسلاح الجوي السوفييتي على الأرض ووصول الألمان إلى مشارف موسكو، وعجزهم في التقَدُّم بسبب قساوة المناخ والمقاومة السوفيتية، وخلَّف هذا الهجوم خسائِرَ مادية وبشرية هائلة، والهجوم الياباني على القواعد الأمريكية بالمحيط الهادي عام 1941م، وإعلان روزفلت الحربَ على اليابان, وبفضل اعتماد ألمانيا أسلوبَ الحرب الخاطفة واستعمال دول المحور أسلحة جديدة متطورة جوًّا وبرًّا وبحرًا حققت ألمانيا وحليفاتها انتصارات كبيرة خلال هذه المرحلة. أما المرحلة الثانية من الحرب فقد تميزت بشمولية الحرب لأراضي القارات الأربع، وبحار ومحيطات العالم خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحربَ، ورغبة كلِّ معسكر في الانتصار؛ فقد انتصر الحلفاء في معركة العَلَمين بمصر عام 1942م, وتقَدَّمت القوات الإنجليزية نحو طرابلس حيث التقت بجيوشِ الحلفاء القادمة من الدار البيضاء، وبالتالي طرد قوات المحور من ليبيا ومصر وتونس سنة 1943م، وانتصار المقاومة السوفييتية في ستالينغراد على ألمانيا، وتحرير الجيش الأحمر للأراضي السوفيتية، وتشكيل التحالف الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وإنجلترا، وشن هجوم على الألمان حُرِّرَت بموجبه فرنسا وتسلمت ألمانيا، وإعلان الحرب على اليابان، فكثفت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي هجومهما على اليابان برًّا وبحرًا وجوًّا ما بين 1944م و1945م نتج عنه هزائم متتالية لليابان وإغراق 4 حاملات طائرات يابانية، واستعاد الحلفاء عدةَ مناطق في غينيا الجديدة، والفلبين، ولَمَّا رفضت اليابان الاستسلامَ بعد الإنذار الموجَّه لها من الولايات المتحدة تم إلقاءُ قنبلتين ذريتين على هيروشيما في 6 أغسطس، وناجازاكي في 9 أغسطس سنة 1945م ما أسفر عن استسلام اليابان. كان استخدام القنبلة الذرية آخِرَ فَصلٍ من فصول هذه الحرب، وقد ساهم التفوق اللوجستيكي الأمريكي والمقاومة السوفييتية في تغيُّرِ الحرب لصالح الحلفاء، وكان من أبرز نتائج هذه الحرب: تغيُّرُ موازين القوى على الصعيد العالمي، وتغيُّرُ خريطة أوربا حيت توسَّعت مساحةُ عدة دول كبولونيا، بلغاريا، فرنسا، ويوغسلافيا، وكذلك الاتحاد السوفييتي، في حين فقدت دول أخرى جزءًا من أراضيها، كالنمسا، وألمانيا، واليابان، كما تم تقسيمُ ألمانيا إلى أربع مناطِقِ نفوذ خاضعة للدول الأربعة المنتَصِرة في الحرب: إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، وبنفس الطريقة قُسِّمَت برلين وفيينا؛ ومن أجل تجاوُزِ مخلَّفات الحرب الضخمة أنشأت الدولُ العظمى أثناء عقد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م هيئةَ الأمم المتحدة.
فرنسا تصدر قرارا بحل حزب الشعب الجزائري ذي الميول الشيوعية. .
العام الهجري : 1358 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:
بعد الأحداثِ التي عرفَتْها الساحةُ السياسية في الجزائر خلال الثلاثينيات، مثل انعقاد المؤتمر الإسلامي 1936، ووصول الجبهة الشعبية إلى الحكم في فرنسا، ثم خيبة أمل الحركة الوطنية الجزائرية في وعود الإصلاحِ مِن طَرَف الجبهة الشعبية ونتيجةً لحلِّ حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1937؛ تم إعادة تشكيل حزب وطني جديد من قِبَلِ بعض أعضاء نجم شمال أفريقيا، فكان حزبُ الشعب الجزائري الذي تأسس في مارس 1937 في فرنسا، ويعتبر امتدادًا لحزب نجم شمال إفريقيا ذي الميول الشيوعية، وقد حضر الاجتماعَ التأسيسي أكثَرُ من 300 شخص، وتم انتخابُ مصالي الحاج "ذي الميول الشيوعية" رئيسًا للحزب الذي قرَّر نقل نشاطاته إلى الجزائر بعد عودتِه إليها في 18 جوان 1937، وأصبح حزبُ الشعب منظمةً سياسية قوية، وحركةً وطنية بحتة عُرِفت بقوة التنظيم وبسعة الانتشارِ في كل المدن الجزائرية مستفيدًا من أعضاء نجم شمال إفريقيا السابقين وتجاربهم السياسية، وأصدر حزبُ الشعب عدةَ صُحُف لنشر أفكاره ومبادئه، ومنها صحيفتا الأمة والشعب. ومنذ تأسيس حزب الشعب الجزائري اتخذ شعاره الخاص "لا اندماج، لا انفصال، لكن تحرُّر" في محاولة منه لتجنُّبِ المواجهة المباشِرة مع السلطات الفرنسية، وكان للحزب نشاطٌ سياسيٌ مكثفٌ، لكنَّ السلطات الفرنسية أصدرت قرارًا بحَلِّه.
قيام الأمير إدريس السنوسي بعقد اجتماع هام في الإسكندرية .
العام الهجري : 1358 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:
بعد أن استقَرَّ الأميرُ إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركتُه محدودةً بعد أن فَرَض عليه الاحتلالُ البريطاني في مصر عدَمَ الاشتغال بالسياسة، وكان من حينٍ إلى آخر يكتُبُ في الصحف المصرية حولَ قضية بلاده. وعندما اشتعلت الحربُ العالمية الثانية نَشِطَ إدريس السنوسي وعقد اجتماعًا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخًا من المهاجرين الليبيين، وذلك في 6 رمضان 1359هـ/ 20 أكتوبر 1939م، وانتهى الحاضِرون إلى تفويضِ الأميرِ في أن يقومَ بمفاوضةِ الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوينِ جيشٍ سنوسيٍّ يشترِكُ في استرجاع الوطن بمجرَّدِ دُخولِ إيطاليا في الحربِ ضِدَّ الحلفاء. وبدأ الأميرُ في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاءِ في الحرب، وأقيم معسكرٌ للتدريب في إمبابة بمصرَ بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي، كانوا فيما بعد عونًا كبيرًا للحلفاء في حملاتِهم ضِدَّ قوى "المحور" في شمال إفريقيا، وساهموا مساهمة فعليةً في الحرب، بالإضافة إلى ما قدَّمه المدنيون في ليبيا من خِدماتٍ كبيرةٍ للجيوش المحارِبة ضِدَّ إيطاليا.
ثورة الشيخ حيدر بالأحواز على الإيرانيين .
العام الهجري : 1359 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1940
تفاصيل الحدث:
كانت إيران قد احتلَّت الأحواز (عربستان) في عهد رضا بهلوي عام 1925 بعد أن منحته بريطانيا هذا الإقليمَ العربيَّ مكافأة له على مساندتِه لها في الحرب العالمية الأولى، وقد بلغ غضبُ الأحوازيين بعد الأوضاع الشاذة التي تعرَّض لها على أيدي السلطات الإيرانية المحتلَّة ذِروتَه هذا العامَ، فأخذ أحرارُ الأحواز يحَرِّضون العشائِرَ على الثورة ورَفْع الذلِّ الذي نكَّس رؤوسَهم طوال هذه السنوات, وغسل عار استعبادهم. وبات البركانُ يغلي، والشعبُ الأحوازي يريد الفرصةَ المواتية له حتى يُظهِرَ استياءَه من الوضع، ويعلِنَ غَضَبَه على التنكيل والتعسُّف اللذين يتعَرَّضُ لهما، والاحتقار والازدراء اللذين يلاقيهما من السلطات العسكرية الفارسية؛ فهو صاحب الأرض، ولكن لا مكان لسكناه، وهو صاحِبُ الخيرات إلا أن الجوعَ نصيبُه, وفي 10 فبراير من هذه السنة تفجَّر بركانُ غضب الأحوازيين، وكانت منطقةُ الميناو محلَّه، وعشائر كعب العربية (حكام الإقليم قبل الاحتلال) هم من فجَّر الثورة بإعلان ثورتِهم على الاستعباد، وغضبِهم على سالبي حريتِهم وكرامتِهم وحقوقِهم، وكان قادةُ هذه الثورة زعماء كعب، ومنهم: حيدر بن طُلَيل، وهو القائد الحقيقي للثورة؛ لذا سمِّيَت باسمه "ثورة الشيخ حيدر"، وطُلَيل تصغيرٌ لطلالٍ. ومن القادة مهدي بن علي بن عمير: رئيس عشيرة كعب منان. ومسلم السلمان: أحد شيوخ كعب آل حاجي. وكاطع الشذر: شيخ طوائف مزرعة العشائر العربية الموجودة في الميناو. وداود الحمود: من شيوخ بني كعب. وأبريج: شيخ خزرج. وكان هدفهم القضاءَ على حاميات الفُرس الموجودة في المنطقة، وقد تمكَّنوا من إزالة تلك الحاميات. وسيطروا على ثكناتِها سيطرةً كاملةً، وقد دامت السيطرةُ العربية مدةً طويلة على المنطقة جاوزت الأربعة أشهر، لكن استطاعت سلطاتُ الفرس الإيرانية بعد ذلك أن تلقيَ القبض على الشيخ حيدر وجماعته، وفورَ اعتقالِهم نُقِلوا إلى منطقة تدعى (قلعة سهر)؛ حيث نُصِبَت لهم محكمةٌ عسكرية قضت بإعدام: حيدر طليل، ومهدي بن علي، وأبريج شيخ خزرج.
قرار لاهور (قرار باكستان) بشأن تقسيم الهند .
العام الهجري : 1359 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1940
تفاصيل الحدث:
كان المسلِمون في الهند قد قدَّموا مشروعاتٍ مِن أجل التقسيم؛ فمنهم من يرى الانقسامَ عن الهندوس، ومنهم من يرى البقاءَ وعدم التقسيم؛ لمصلحة الدعوة والأقليات، وكان محمد إقبال قد دعا إلى تشكيلِ دولة باكستان والانفصال عن الهندوس في 1356هـ، ولكنه توفِّيَ في العام التالي، ثم عُقِد مؤتمر السند الإقليمي للرابطة الإسلامية في كراتشي برئاسة محمد علي جناح، وقرر في شعبان 1357هـ / 10 أكتوبر 1938م أنَّه من الضروري تقسيم الهند إلى اتحادين: اتحاد للدول الإسلامية، وآخر للدول غير الإسلامية، ثم دعا حزب الرابطة إلى عقد مؤتمر في مدينة لاهور، وقد عُقِدَ المؤتمر وأقرَّت اللجنة العاملة للرابطة لعموم الهند في اجتماعها في صفر 1358هـ / 26 مارس 1939م تشكيلَ لجنة لدراسةِ المشروعات المقَدَّمة بشأن التقسيم والدستور، ومسألة حكم الأغلبية، ثمَّ عُقِدت اجتماعاتٌ للَّجنة العاملة ولمجلس الرابطة لعموم الهند في دلهي وجرت دراساتٌ جادة لمسألة تخصيص موطِنٍ منفصل للمسلمين، ثم تمَّ في الاجتماع الذي عقدته اللجنة العاملة في 12 صفر 1359هـ / 21 مارس 1940م تعيينُ لجنة خاصة لصياغة مشروعِ القرار الشهير بقرار لاهور، الذي طُرِحَ بعد يومينِ مِن التعيين المذكور، وفيه أنَّ المسلمين لن يقبَلوا بأيِّ خطة معدَّلة إلا إذا تم وضعُها بموافقتهم وإقرارهم ابتداءً، وأنَّه ما من خطة دستورية يمكِنُ أن تُقبَل إلَّا إذا أُعِدَّت وَفقَ مبادئ جوهرية يراها المسلمون، وفيه مسألةُ الدول المستقلة التي تتمتَّعُ الوحداتُ المكَوِّنة منها لها بحُكمٍ ذاتي وسيادة، وأن يتضَمَّن الدستور ضماناتٍ كافيةً مفوَّضًا بها من أجل الأقليات، وحيث يكون المسلمون أقليَّةً في إقليم يجِبُ أن يحَدَّد في الدستور ضماناتٌ كافية وفعَّالة ومفوَّض بها لحماية حقوقهم ومصالحهم الدينية، وأن يتسلَّمَ كُلُّ إقليم جميعَ السلطات، كالدفاع، والخارجية، والمواصلات، والجمارك، وبقية الأمور الضرورية الأخرى.
وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر .
العام الهجري : 1359 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1940
تفاصيل الحدث:
هو الشيخُ عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس مؤسِّسُ جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. ولِدَ في 11 من ربيع الآخر 1307هـ بمدينة قسنطينة، ونشأ في أسرةٍ كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، سافر إلى تونس في سنة 1326هـ وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلومَ الإسلاميةَ على جماعةٍ مِن أكابر علمائه، أمثال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، ولقد آمن ابنُ باديس بأنَّ الطريق الأوَّلَ لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو العلم؛ لذا عَمِلَ ابن باديس على نشر العلم، وقد بدأ ابن باديس جهودَه الإصلاحية بعد عودته من الحَجِّ بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسنطينة، ودعوته إلى تطهير العقائدِ مِن الأوهام والأباطيل التي علقت بها، ثم بعد بضعِ سنوات أسَّس جماعةٌ من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسَّست سنة 1336هـ، وقد هدفت الجمعيةُ إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ودعا المسلمين الجزائريين إلى تأسيسِ مِثلِ هذه الجمعية، أو تأسيس فروعٍ لها في أنحاء الجزائر؛ لأنه لا بقاءَ لهم إلا بالإسلام، ولا بقاءَ للإسلام إلا بالتربية والتعليم. وحثَّ ابنُ باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها ممَّا هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العِفَّة وحسن التدبير، وبعد احتفال فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائر في سنة 1349هـ شُحِذَت همم علماء المسلمين في الجزائر وحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاءِ جمعية تُناهِضُ أهداف المستعمِر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبِّرُ عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابنَ باديس رئيسًا لها. وقد نجحت هذه الجمعيةُ في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمِر الفرنسي، وحشْد الأمة الجزائرية ضِدَّها، وبَعْث الروح الإسلامية في النفوس، ونَشْر العلم بين الناس، وانتبهت فرنسا إلى خطر هذه التعبئة، وخَشِيَت من انتشار الوعي الإسلامي، فعطَّلَت المدارس، وزجَّت بالمدرسين في السجون، وأصدر المسؤول الفرنسي عن الأمن في الجزائر في عام 1352هـ تعليماتٍ مُشدَّدة بمراقبة العلماء مراقبةً دقيقة، كان ابن باديس مجاهِدًا سياسيًّا مجاهِرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنَّه حُكمٌ استبدادي غير إنساني، يتناقَضُ مع ما تزعُمُه مِن أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرةَ الوطن الجزائري بعد أن ظنَّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعْل الجزائر مقاطعةً فرنسية، وقد عبَّرَ ابن باديس عن إصرار أمَّتِه وتحديها لمحاولات فرنسا بقوله: "إن الأمةَ الجزائريةَ ليست هي فرنسا، ولا يمكِنُ أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمةٌ بعيدةٌ عن فرنسا كلَّ البعد؛ في لغتها، وفي أخلاقِها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمِجَ، ولها وطن محدَّدٌ مُعَيَّن هو الوطن الجزائري" ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة 1352هـ واتَّهمه بالتدخُّل في الشؤون الدينية للجزائر على نحوٍ مخالفٍ للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرةَ اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدِعَ بها كثير من الجزائريين سنة 1353هـ. ودعا نوابَ الأمة الجزائريين إلى قَطعِ حبال الأملِ في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وكانت الصحفُ التي يصدِرُها ابن باديس أو يشارِكُ في الكتابة بها من أهمِّ وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، وكان ابن باديس قد أصدر جريدة "المنتقد" سنة 1343ه وتولى رئاستَها بنفسِه، لكنَّ المحتَلَّ عطَّلها، فأصدر جريدة "الشهاب" واستمَرَّت في الصدور حتى سنة 1358هـ، واشترك في تحرير الصُّحُف التي كانت تصدِرُها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل (السنة) و(الصراط) و(البصائر). توفِّي ابن باديس في 8 ربيع الأول، وكان سببُ وفاته التعب والإرهاق، وذلك أنه كان يلقي يوميًّا 15 درسًا، وفي عطلة نهاية الأسبوع كان يسافر إلى العاصمة، ثم يتنقِلُ من محطة القطار إلى الجامع الأخضر، وكان آخر درس ألقاه على النساء 3 أيام قبل وفاتِه في نفس الجامع، وكان كثير التنقُّل في الفترة الممتدَّة بين الصبح والظهر من البيت الذي يحضِّرُ فيه الدروس إلى مكان الإلقاء. وقد وافته المنيةُ في حدود الساعة الثانية بعد الظهر بحضور الدكتور ابن جلول ودكتور فرنسي وشقيقه الأكبر زبير، ولم يتمَّ تسميمُه ولم يُصَب بسرطان ولا بمَرَض أمعاءٍ، كما أشيعَ بعد موتِه.
دول المحور تنقل ميدان الحرب إلى البحر المتوسط وبلدان شمال أفريقيا .
العام الهجري : 1359 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1940
تفاصيل الحدث:
اندلعت نارُ الحرب العالمية الثانية في 17 رجب 1358هـ، ودخلت إيطاليا إلى جانب ألمانيا واليابان مقابِلَ إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومعنى ذلك أن أرضَ ليبيا ستكون ساحةَ صراع بين الأطراف المتخاصِمة؛ فأرضُها مُحتلَّة من قِبَل إيطاليا، بينما إنجلترا محتَّلةٌ الأراضي التي تحدُّها من الشَّرقِ، وهي مصر. وفرنسا تحتَلُّ الأراضي التي تحدُّها من الغرب والجنوب، وهي: تونس والجزائر وتشاد والنيجر، وكان الأسطول الإنجليزي له قوَّتُه في البحر المتوسط، ثم يأتي بعده الأسطول الفرنسي، وإيطاليا لها سواحِلُ ممتدة في وسط البحر، فلما انتصر الألمانُ على فرنسا واستطاعوا احتلالَها وسيطروا على معظَمِ أوربا حاولوا النزول إلى إنجلترا ففشلوا، فأرادوا نقلَ المعركة إلى البحر المتوسط لضرب مواقع الإنجليز المهمَّة واحتلالها، وهي: جبل طارق ومالطة وقبرص والإسكندرية، فالتقى هتلر الألماني مع موسوليني الإيطالي في برينير في رمضان 1359هـ / أكتوبر 1940م وأعلمه بنقلِ المعركة إلى البحر المتوسط، فبدأ الطليان الهجومَ على مصرَ مِن ليبيا، واستطاعوا دخولها ولم يمضِ أكثَرُ من شهرين حتى وصلوا إلى موقع سيدي براني، وبعد شهرين آخرين قام الإنجليز ومعهم الأستراليون بهجوم كاسح والتقوا بالإيطاليين حتى بنغازي غيرَ أن الألمان والطليان بقيادة رومل قاموا بهجومٍ معاكِسٍ أجبروا فيه الإنجليزَ على الرجوع إلى حدود مصر في عام 1360هـ / حزيران 1941م ثم تابع سيرَه إلى الإسكندرية غيرَ أنه توقف في موقع العلمين، وبذلك وصل الألمان والطليان إلى ذِروةِ تفوُّقِهم.
ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاحتلال البريطاني في العراق .
العام الهجري : 1360 العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:
ثورةُ رشيد عالي الكيلاني هي سلسلةُ الأحداث الدستورية التي تصاعدت بسببِ تضارُبِ مدارس الحُكم الملكي في العراق وتياراتِه ما بين التيارِ الوطني الثوري التحرري، والتيار الليبرالي الميَّال لممالأة الإنجليز، في وقت كان العراقُ يمثِّل زعامةً ومدرسةً سياسيةً يُعتَدُّ بها في المنطقة العربية، فلما تفاقمت الأمورُ في الحكومة العراقية وتأزَّمت بسبب موقِفِ العراق من الحرب العالمية الثانية وموقِفِها من الدول المتحارِبة، وكذلك بسبب رفض إنجلترا تسليحَ العراق، شعرت إنجلترا بما يُساوِرُ نفوس العراقيين وما يختَلِجُها من الاستياء من سياستها في العراق، وكرههم للحكومة العراقية الموالية للمحتَلِّ ودورانها في فلَكِها، فأرادت بريطانيا أن تُخفِّفَ من وطأة هذه الكراهية عليها وعلى أعوانها، ورأت أن تُسلِّمَ الحُكمَ للمعارضة، وقد برز بين رجال المعارَضة رشيد عالي الكيلاني -المعروف بوطنيته وعدم ارتياحه للإنجليز- وأن تعمَلَ ما في وُسعِها ليدورَ في فلَكِها، وربما يحدِثُ هذا فيما إذا قرَّبه أعوانُها، وأظهرت رضاها عن ذلك، ولَمَّا لم تستطع تنفيذَ خططها بجَلبِه إلى دائرة سياستها أبرزت كيفيةَ تسلُّم الكيلاني الحكم، وأنه قد تمَّ عن ترشيح أصدقائها. وتبعًا لهذا فقد رشَّحه نوري السعيد والوصي معًا لتسلُّم السلطة، غير أن رشيد الكيلاني لم يعتَمِدْ على هذا الترشيح، وإنما كان يرتكِزُ على قاعدة قوية؛ فالشعبُ يَدعَمُه، والجيش يُؤيِّدُه، وإضافةً إلى هذا فقد أخذ تعهدًا من رجال السياسة سواء الذين يناوِئونه؛ أمثال نوري السعيد، وتوفيق السويدي، وعلي جودت الأيوبي، وجميل المدفعي، أم الذين يؤيدونَه؛ أمثال ناجي شوكت، وناجي السويدي. ورُفِعَ هذا التعهُّد إلى الوصي فأيَّده، وبذا كانت الأرضُ التي يقف عليها رشيد عالي الكيلاني صلبةً، وخاب فألُ إنجلترا من كل النواحي؛ فمن ناحية ابتهج الشعب به، وضَمِنَ سلامة الخط، فأبدى الكيلاني مُعارضتَه للسياسة البريطانية، وأخذ يُصرِّح بذلك، ومن ناحية ثانية لم تستطع إنجلترا جرَّ رشيد عالي الكيلاني إلى سياستها، بل أبدى قوَّةً في الشخصية، وأظهر استقلاليَّتَه؛ حيث رفض قطْعَ العلاقة مع إيطاليا التي أعلنت الحربَ ضِدَّ إنجلترا وفرنسا، وهذا ما أغضب إنجلترا أشَدَّ الغضب؛ إذ أحسَّت أن العراقَ ليست تحت نفوذها، ولا تسيرُ برأيها، غيرَ أنَّه من الجانب الآخر قد ألهب هذا التصرُّفُ الشعبَ في العراق حماسةً لموقِفِ حكومته، وهذا ما زاده مُعارضةً للسياسة الإنجليزية. وانهارت فرنسا أمام الألمان، فطار الشعبُ فرحًا ليس حبًّا بالألمان، ولكن كرهًا لفرنسا ولسياستها الاستعمارية، وفي الواقع فقد زادت الدعايةُ لدول المحور في العراق رغبةً في هزيمة الحلفاء، ولم تُقصِّر المفوضية الإيطالية بذلك، وحتى توقعت إنجلترا أن تستأنِفَ العراق عَلاقتها مع ألمانيا، وهذا ما خَشِيَته أشدَّ الخشية، واستشاطت إنجلترا غضبًا وأخذت تعمل للتخلُّص من حكومة رشيد عالي الكيلاني، وكان لها ما أرادت؛ إذ أوعزت إنجلترا لأعوانها بالانسحاب من الوزارة، فكان عليها أن تستقيلَ وتُفسِحَ المجالَ لحكومة جديدة وأرادت إنجلترا أن تخرُجَ من المأزق الذي وقَعَت فيه بتسليم رشيد الكيلاني الحكم، وأرادت أن تخرجَ من المأزق بهدوءٍ ولا تعطي السلطةَ لأحدِ أعوانها؛ فقد يؤدى إلى مظاهرات وربما تندلع ثورة، وبمجرد أن طلب الوصيُّ من الكيلاني أن يقَدِّمَ استقالة حكومته حتى اهتَزَّ الوضع وتحرَّك الجيشُ وقامت مظاهراتٌ تطالب بتحقيق رأي الكيلاني بحَلِّ المجلس النيابي، وإجراء انتخابات جديدة، وتشَكَّلت وزارة طه الهاشمي، وهو قريب من المعارضة، وفي الخامس من ربيع الأول 1360هـ اجتمع في معسكر الرشيد رشيد علي الكيلاني: رئيس الحكومة، واللواء أمين زكي: رئيس الأركان، وبعض الضباط، وأعلنوا الاستنفارَ بالمعسكر وقرَّروا القيام بانقلابٍ إذا رفضت حكومةُ طه الهاشمي الاستقالةَ، وهي الحكومة التي ترضى عنها بريطانيا ويؤيِّدُها الوصيُّ على الملك عبد الإله بن علي، ثمَّ طلبوا منه التفاهُمَ مع الكيلاني لتشكيل وزارة جديدة، فأبى ثم أُجبِرَ على الاستقالة، ولما أُعلِمَ الوصي بذلك هرب متسللًا ودعا طه أعضاء وزارته للاجتماع به، وكان الجيش قد دخل المدينةَ وسيطر على المداخل الرئيسة وحاصر قصر الوصي الذي هرب منه، ثم في صباح 6 من ربيع الأول ذهب رشيد الكيلاني إلى دار طه لإقناعه بالانضمام لحركتِهم فوجدوا الوزارةَ ما زالت مجتَمِعةً، فجرى نقاشٌ حادٌّ ثم اجتمع الرأي على إبقاء الوزارة في الحكمِ، وألا يتدخَّل الجيش في السياسة، ويتعهد المدنيون والعسكريون على السواء بأن يقبَلوا بما يتم الاتفاق عليه، ويُطلَب من الوصي العودة للعاصمة، الذي كان قد انتقل إلى البصرة، ثم عاد رشيد الكيلاني والضباط فسَحَبوا الثقة من حكومة طه، وقرَّر الجيش تحمُّل المسؤولية في هذه المرحلة الحَرِجة, وقام رشيد باستدعاء المستشار الإنجليزي بوزارة الداخلية، وأعلمه أن حكومة طه الهاشمي استقالت والوصي غائب، وبذلك فالجيش هو مصدرُ السلطة، وقد أوكل الجيشُ لرشيد الأمرَ وهرب الوصي ومن معه إلى فلسطين، وتمَّ عَزلُ الوصي عبد الإله، وتعيين وصي جديد هو الشريف شرف الذي قَبِلَ استقالة حكومة طه الهاشمي، وسُرَّ الشعب بحركة رشيد عالي الكيلاني، وأما إنجلترا فقد عَدَّت هذا عملًا غير مشروع فقررت التخلُّصَ من حركته بالقوة، فطلبت من الهند إرسالَ قوات فنزلت رغم أنف الحكومة الجديدة، وحاصر الجيشُ العراقي قاعدةَ الحبانية الجوية، وفي 5 ربيع ثاني وزَّعت السفارة البريطانية منشورًا تتهم فيه الكيلاني وقادةَ الجيش أنهم باعوا أنفسهم للألمان والطليان، وأنها خوَّلت سفيرها اتخاذ ما يراه مناسِبًا، وفي الغد صباح 6 ربيع الثاني بدأ الهجومُ الجوي الإنجليزي وضَرْب المواقع العراقية وقصَفَت معسكر الرشيد، وأعلن المفتي الفلسطيني الجهادَ، وجاءت قواتٌ ألمانية تُعِين العراقيين بحكم عدائها لبريطانيا ضِمنَ الحرب العالمية الثانية إلَّا أنَّ قَصْفَها ليس جادًّا بالنسبة لَمَّا عُرٍف عن السلاح الجوي الألماني، ثم تدخَّلت قوات برية إنجليزية من الأردن، فقام رشيد الكيلاني بتشكيلِ لجنة الأمن الداخلي واتصل بالسياسيين لوقف القتال، وفي 6 جمادى الأولى رحل رشيد الكيلاني ومفتي فلسطين وغيرهم إلى طهران، وفي 7 جمادى الأولى وافق أمينُ العاصمة أرشد العمري على شروطِ هدنة قاسية على العراقيين؛ لأنَّهم لم يعودوا قادرين على مقاومة الإنجليز، فلم يكن لهم خيارٌ غير القبول بالهدنة، وعاد الوصي عبد الإله ونوري السعيد ومن معهما من أعوان الإنجليز إلى بغداد على متن طائرة بريطانية، وبهذا انتهت حركةُ رشيد عالي الكيلاني التي تعلَّقَت بها آمال العراقيين في التخَلُّص من الاستعمار البريطاني بمساعدة أعداء بريطانيا المتمَثِّل في الألمان والطليان.
دور الإمبراطور هيروهيتو في دخول اليابان الحرب العالمية الثانية .
العام الهجري : 1360 العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:
خرجت اليابانُ مِن هذه الحرب بملايين القتلى والجرحى من شَعبِها، واقتصاد مدمَّر كلِّيًّا، وسيطرة كاملة على أراضيها مِن قِبَل القوات الأمريكية؛ فمن هو المسؤول عن إشراك اليابان في هذه الحرب المدمِّرة، وتعرُّض الشعب إلى الكوارث بسببها؟ يرى البعضُ أن الإمبراطور هيروهيتو غيرُ مسؤول؛ لأن الحكومة والجيش الياباني ذا التوجُّهات القومية المتطرِّفة والنزعة التوسعية يعملون خلال السنوات الأخيرة منذ عهد الإمبراطور السابق يوشيهيتوا على إحكامِ سيطرتهم على مقدَّرات البلاد، وأنه بعد وفاته واعتلاء ابنِه هيروهيتو العرش لم ترغب الحكومةُ ولا الجيشُ في إعادة السلطات والامتيازات التي حصلوا عليها خلالَ سنوات حُكمِ أبيه الأخيرة لهيروهيتو؛ ليحكموا باسمه أمام الشعب الياباني. بالإضافة إلى أن الإمبراطور هيروهيتو كان يبدي معارضته وامتعاضه منذ بدايةِ تنفيذ قادة الجيش والحكومة اليابانية لخطَّتِهم التوسعية في قارة آسيا وغزوهم الصين والمذابح التي ارتكبوها هناك قبل الحرب الثانية، وحاول حثَّ الحكومة اليابانية على حَلِّ خلافاتها مع الحكومة الأمريكية عن طريق الحوارِ؛ لأنه كان يريد السلامَ، لكِنَّهم لم يُصغُوا إليه ولا لتوسلاته. بينما يرى البعضُ الآخر أن الإمبراطور هيروهيتو هو سبب رئيس في دخول بلادِه الحرب؛ ولذا كان من الواجب أن يحاكَمَ دوليًّا لدوره في الحربِ؛ فقد حضر جميعَ الاجتماعات الخاصة بحكومته وقادة جيشه، وأنه كان يناقش ويحاور، وكان لا يوقِّع على أي مرسوم أو قرار حتى يفهَمَه ويعرف الغرض منه، كما أنَّ أحد أفراد العائلة المالكة ومن المقرَّبين إلى الإمبراطور ناشده هو وبعض مستشاري الإمبراطور في السنة الأخيرة من الحرب بوقف الحربِ والدخول في محادثات مع الحلفاء، فرفض مشيرًا إلى أنه اجتمع مع قوَّادِ جيشِه وأمرهم بفِعلِ كُلِّ ما يستطيعون لتحقيقِ بعض الانتصارات السريعة على القوات الأمريكية؛ لحفظ ماء وجه الإمبراطورية، وأنه في الشهور الأخيرة من الحرب أمر بالتعبئة الشعبية العامة؛ وذلك لإيجاد دروعٍ بشرية تواجِهُ أي إنزال بحري محتَمَل لقوات الحلفاء على السواحل اليابانية؛ حيث أدى هذا التعَنُّت في إيقاف الحرب إلى فقد مليون ونصف مليون ياباني حياتَهم خاصةً بعد إلقاء قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، وأمَّا السبب في عدم محاكمة الإمبراطور هيروهيتو كمُجرمِ حَربٍ مثل بعض المسؤولين في الحكومة والجيش الياباني فهو أنه بعد إعلان اليابان استسلامَها ودخول طلائع قوات التحالف إلى الأراضي اليابانية، خَشِيَ قائد تلك القوات والمفوَّض بإدارة اليابان الجنرال الأمريكي دوغلاس مكارثر أن يواجِهَ هو وقواته مقاومةً عنيفة من الشعب الياباني خاصةً مع ورود تقارير تفيد بأن مجموعات كبيرة من السكان تنوى القيامَ بعمليات انتحارية ضِدَّ قوات التحالف إذا دخلت مُدُنَهم وقراهم؛ لذلك عقد مكارثر اتفاقًا مع الإمبراطور هيروهيتو ينصُّ على منح الإمبراطور هيروهيتو حصانةً من أن يحاكَمَ كمُجرم حرب أمام أي محكمة دولية، وأعطاه وعدًا بأن تقوم الولايات المتحدة بمساعدته في إعادة إعمار اليابان شريطةَ أن يدعَمَ وجود القوات الأجنبية في بلادِه، فتم الاتفاق وسارت الأمور كما أراد مكارثر، وقام الأمريكيون وحلفاؤهم بحملةٍ دعائية ترويجية عالَمية تبين أن هيروهيتو لم يكن له يدٌ فيما قام به الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية من غزوٍ ومذابح، وكان مغلوبًا على أمره أمام السيطرة الكلية لقادة جيشِه وأعضاء حكومته المتشَدِّدة.
تنازل رضا شاه ملك إيران لولده محمد .
العام الهجري : 1360 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:
كانت إيران قد وقفت في الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا ضِدَّ الحلفاء الذين طالبوا إيران بتسليمِ الألمان الموجودين في إيران، وفي 15 شعبان 1360هـ / 6 أيلول 1941م عاد الحلفاءُ فطلبوا من إيران طرْدَ البَعثات السياسية لدول المحور، وفي 23 شعبان / 14 أيلول طلبت بريطانيا وروسيا من الشاه رضا بهلوي التنازُلَ عن العرش لولي عهده محمد رضا، وإعلان الحرب على ألمانيا وبقية دول المحور، فرفض فأجبره الحلفاءُ على التنازل؛ ففي 25 شعبان / 16 أيلول تنازل الشاه لابنه عن الحكم، وقرأ محمد علي فروغي رئيس الوزراء وثيقةَ التنازل للمجلس، وترك رضا شاه طهران إلى أصفهان، ثم انتقل إلى جزيرة موريشيوس وفُرِضَت عليه الإقامة الجبرية هناك، ثم نقل إلى جوهانسبرغ جنوبي إفريقيا حتى توفِّيَ فيها، وبعد عدة سنوات نُقِل رفاته إلى طهران، أما ابنه فتُوِّجَ في نفس اليوم الذي تنازل له فيه والده عن الحكم، وتوِّجَ شاهًا على إيران وأدى اليمين الدستورية، وتعهد أمام المجلس بحِفظِ سيادة إيران، وصيانة حقوق الشعب، واحترام الدين الإسلامي، ورعاية الدستور والقوانين.
اليابان تحتل جنوب شرقي آسيا .
العام الهجري : 1360 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:
دخلت اليابان الحرب العالمية الثانية إلى جانب دول المحور تتزعَّمُهم ألمانيا النازية واستطاعت اليابان القيامَ بحروب خاطفة باحتلالِ جنوب شرقي آسيا، وكان من بين ما احتلَّتْه: جزيرة بورنيو (أندونيسيا)، وشبه جزيرة الملايو (ماليزيا) بعد حملة دامت أكثر من شهرين، وذلك في 20 ذي القعدة 1360هـ / 8 ديسمبر 1941م، كما استولت على سنغافورة مَعقِل القوات البريطانية في المنطقة، ووضعت البلادَ تحت الإدارة العسكرية اليابانية، فعَيَّنت رؤساء يابانيين مهمَّتُهم الإشراف، ولم يكن اليابانيون أرحمَ مِن غيرِهم؛ فالكُفرُ مِلَّةٌ واحدةٌ، وحِقدُه على الإسلام وأهلِه، ولكِنَّ الأمر لم يدُمْ طويلا؛ فبعد الانتهاء من الحرب وهزيمة اليابان ودول المحور عادت بريطانيا إلى البلادِ التي كانت فيها وخرج اليابانيون.
مذبحة المسلمين في مقاطعة القراقي بالحبشة .
العام الهجري : 1361 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
بعد أن عاد هيلا سيلاسي إلى الحكم في عام 1361 / 1942م وبعد أن أتمَّ استئناف برامجه لتنصير المسلمين، جاءت الهيئاتُ التنصيرية السويدية بإيعازٍ منه إلى منطقة القراقي الإسلامية، والتي لا يوجَدُ فيها نصراني واحد، أو يهودي أو وثني، فهَبَّ شيخ المقاطعة عبد السلام يطالبُ عن طريق القانون منعَ دخول المنصِّرين إلى هذه المقاطعة الإسلامية؛ تجنُّبًا لِما يحدث من أضرار للمنَصِّرين، فاتهمته السلطاتُ بأنه يبَيِّت العدوان على المنصِّرين، فاعتقلَتْه وزجَّتْه في السجن، فاحتشد المسلمون في تلك المقاطعة أمام بيت الحاكم الأمهري، وطلبوا الإفراجَ عن الشيخ عبد السلام، فأخذ الجنود بضرب المسلمين، ثم تلاه إطلاقُ النار الذي خلَّف عشرات القتلى، وأعلن عن موت الشيخ بالسَّجنِ، فانتقم الأهالي بإحراقِ مراكز التنصير، فقام الإمبراطور هيلا سيلاسي بمنحِ أراضيهم الزراعية للمنَصِّرين، وشَرَّد من نجا مِن رَصاص جنودِه، وأصبحت القرية مِلكًا للنصارى بكامِلِها بعد أن كانت للمسلمين بأكمَلِها!
============
256.
تحرر الحبشة من الاحتلال الإيطالي. .
العام الهجري : 1361 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
احتلَّت إيطاليا الحبشة عام 1354هـ / 1935م رغم مُعارضة الأمم المتحدة وفَرْض العقوبات الاقتصادية، ثم لَمَّا قامت الحرب العالمية الثانية قامت الثورات في الحبشة ضِدَّ الطليان بتحريضٍ مِن البريطانيين وباقي الحلفاء، وزحفت القوات البريطانية من السودان إلى الحبشة، وخرج الطليان من البلاد ودخل الإنجليز أديس أبابا عام 1360هـ / 1941م، وأعيد الإمبراطور هيلا سيلاسي من منفاه في العام نفسِه، وبعد أن استسلمت آخِرُ الحاميات الإيطالية في غوندار عام 1361هـ / 1942م أعلنت الحبشةُ الحرب على دول المحور، ووقفت بجانب الحلفاء، وانتهت الحرب، وفَصَلت الأمم المتحدة التي تشكلت بعد الحرب بين الحبشة وأريتريا، فعادت الحبشة دولةً مستقلةً، وهكذا لم تخضع الحبشةُ للاستعمار إلا لمدة سبع سنوات، بخلاف ما حدث لبقية الدول الأوربية وما ذلك إلا لنصرانيَّتِها.
إنشاء الحاج أمين الحسيني معاهد لتخريج الأئمة في دول المحور .
العام الهجري : 1361 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
أثناء إقامة المفتي الحاج أمين الحسيني في ألمانيا بعد فراره من الإنجليز أيامَ الحرب العالمية الثانية سَمِعَ بالمآسي التي حلَّت بالشعب البوسني المسلم عندما تصارعت عليه القوميتان الكرواتية والصربية؛ حيث اجتمع بزعماء بوسنة وهرسك، وبعد البحثِ معهم ومع قيادة القوات الألمانية في كيفية المحافظةِ على حياة البشناق (البسنويين) ومَنْع وقوع المذابح فيهم، وافقت الحكومة الألمانية على تجنيد الشبَّان منهم وتسليحهم للدفاعِ عن أنفسِهم وعائلاتهم، كذلك اتَّفق المفتي مع السلطات الألمانية على إنشاء معهد للأئمة لتوزيعهم على وحدات الفِرَق البوسنية الذين زاد عددُهم عن 100 ألف مقاتل، وقد أنشأ المعهد واختير له عدد من علماء البشناق؛ لتوجيه أولئك الأئمة، وأنشأ المفتي كذلك بالاتفاق مع الألمان معهدًا آخر في (دردسن)؛ لتخريج الأئمة الأذربيجانيين والقوقازيين وغيرهم، وبذلك زاد عدد المجندين في بلاد المحور من عرب وبوسنيين وأذربيجانيين وغيرهم على مائتي ألف مقاتل، استطاعوا أن يمنعوا المجازِرَ عنهم وعن جميع مُسلِمي البلقان وشرق أوروبا.
الإنذار البريطاني لفاروق ملك مصر وأحداث 18 محرم 1361هـ .
العام الهجري : 1361 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
في منتصف محرم - 1 فبراير قامت مظاهراتٌ تطالب بإسقاط الحكومة بعد أن ظهر أنَّها توالي الإنجليز، وصادف ذلك هوًى في نفس فاروق الملك، فأقال الحكومةَ، وكلَّف علي ماهر بتشكيل وزارة جديدة، واستمَرَّت المظاهرات، وفي 17 محرم اتصل السفيرُ الإنجليزي مايلز لامبسون بالملك فاروق، وأخبره أنَّ الحكومة البريطانية تصِرُّ على تغيير الوزارة القديمة، وتشكيل حكومة وفدية برئاسة مصطفى النحاس، واجتمع المَلِكُ بالشخصيات السياسية، وبينها مصطفى ماهر، وفي صبيحة يوم الثامن عشر سلَّم السفير الإنجليزي لمكتب أحمد حسنين رئيس الديوان الملكي إنذارًا إنجليزيًّا خطيرًا، وينص: إذا لم أسمع قبل الساعة السادسة مساء هذا اليومَ أنَّ مصطفى النحاس قد دُعِيَ لتشكيل الوزارة فإن جلالة الملك فاروق يجِبُ أن يتحَمَّل ما يترتب على ذلك من نتائِجَ، فاجتمع الملك ثانية بزعماء مصر السياسيين، وقرأ عليهم الخطاب الذي أشعرهم بالإهانة جميعًا، فقَرَّروا إرسال احتجاج للسفير ووقَّعوه جميعًا، وأجمعوا على تشكيل وزارة وطنية برئاسة مصطفى النحاس الذي أصَرَّ أن تكون وفديةً خالصةً (يعني: كلهم من حزب الوفد) وهذا ما تريدُه إنجلترا؛ لثقتها بالنحاس كما كانت تثِقُ قبله بسعد زغلول فهي تتظاهَرُ في الظاهر بمخالفتِهم ليكبَروا في أعيُنِ الشَّعبِ ويُصبِحوا أبطالًا قوميِّين!! وفي الشدة تستعينُ بهم للاستفادة من زعامتهم، ورفض السفيرُ ذلك الاحتجاج وأخطر رئيسَ الديوان الملكي أنَّه سيزور الملك بنفسِه في التاسعة مساء، وقبل نصف ساعة من الموعد تحرَّكت دبابات بريطانيا وطوَّقت قصر عابدين والزعماء ما يزالون مجتَمِعين فيه، وجاء السفير ودخل كأنَّه مَلِكُ العالَم لا كأنَّه سفير دولة، دخل متغطرسًا فوثب الجميع وقوفًا وسلَّموا عليه، فجلس، وخَيَّرَ الملك فاروق بين أمرين لا ثالثَ لهما إمَّا التوقيع على وثيقة تنازُلِه عن العرش، وإما التوقيع على تكليف مصطفى النحاس بتشكيلِ الوزارة فورًا، فاختار الملك الخيار الثاني فشَكَّلها من أعضاء حزب الوفد، وأرسل مصطفى النحاس خطابَ شكر للسفير الذي بادله برسالةٍ مماثلة!! وبعد تأليف الوزارة في اليوم نفسِه ذهب السفير وهنَّأ النحاس بين هتافاتِ أفراد حزب الوفد بحياة بريطانيا!!
المعاهدة الثلاثية الإيرانية الروسية البريطانية .
العام الهجري : 1361 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
بعد أن أجبَرَ الإنجليز رضا شاه بهلوي بالتنازل عن الحكم لابنه محمد بسبب ميوله للألمان عُقِدَت معاهدة ثلاثية بين إيران وبريطانيا وروسيا في 12 محرم / 29 يناير اعترفت بريطانيا وروسيا فيها بوَحدة الأراضي الإيرانية واستقلالها وسيادتها، وتعهدت الدولتان بالدِّفاعِ عن إيران ضِدَّ أي اعتداء، كما احتفظتا بما تراه ضروريًّا من قوات برية وبحرية وجوية على أرض إيران، وتعهَّدتا بسحب قواتهما خلال ستة أشهر بعد انتهاءِ الحرب مع ألمانيا، ولكِنَّ المعاهدة كانت في الواقع عبارةً عن إطلاق يدِ كُلٍّ من هاتين الدولتين في إيران وسياستِها.
سقوط مدينة طبرق الليبية في يد الجيش الألماني .
العام الهجري : 1361 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
شنَّت القواتُ الألمانية بقيادة المارشال إيروين روميل (رومل ثعلب الصحراء) هجومًا كاسِحًا على مدينة طبرق الليبية -مدينة ساحلية شرق طرابلس- التي كانت قد سقطت في أيدي القوات البريطانية في وقت سابق. لم يكن البريطانيون يتصوَّرون أن يفكِّرَ الألمان في مهاجمة مدينة طبرق التي تتميَّزُ بموقع استراتيجي؛ حيث يَسهُلُ الدفاعُ عنها بسبب وقوعِها على قمة هضبة مرتفعة تجعَلُ من الهجوم عليها مهمةً صعبة. وقد لعبت خطةُ روميل دورًا مهمًّا في ترسيخ هذا الاعتقاد لدى البريطانيين عندما جعل قواتِه تتمركزُ بصورة تعطي انطباعًا بأنَّه يعتزم المرورَ حولَ طبرق وتجاوُزَها دون محاولة اقتحامها، حتى يفاجئ البريطانيين بهجومِه الكاسحِ.
هروب رشيد عالي الكيلاني من العراق .
العام الهجري : 1361 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
بعد فَشَلِ حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق بمناهضة الاحتلالِ الإنجليزي هرب إلى إيران، فلما دخلَتْها الجيوش البريطانية والروسية فرَّ إلى تركيا، والتقى هناك بعددٍ من الزعماء العرب الذين طالبوه بالعمَلِ السريع من أجل العرب، وحرَّر المجتَمِعون وثيقةً تتضَمَّنُ اعتراف الحكومة الألمانية بأنَّه رئيس وزراء العراق لتكونَ لمحادثاتِه صِفةٌ رسمية، وأن يحصُلَ على تصريح رسمي من الحكومتين الإيطالية والألمانية باحترام استقلال الدول العربية المستقِلَّة، وتأييد استقلال البلدان الواقعة تحت سيطرة الاستعمار البريطاني والفرنسي، ومنها فلسطين، ونَسْف وعد بلفور، كما عليه العمَلُ على الحصول على تصريحٍ رسمي من دول المحور لاحترام اتحاد البلدان العربية الذي سيعملون على تنفيذه بعد الحرب. وقابل الكيلاني وزيرَ الخارجية الألمانية، كما قابل هتلر، وسافر الكيلاني ومفتي فلسطين إلى إيطاليا، وقابلا وزيرَ الخارجية (تشيان) وموسوليني والملك. بعد هزيمة ألمانيا اتجه رشيد الكيلاني إلى سويسرا غير أنها رفضت دخوله، فاتجه إلى بلجيكا، ثم فرنسا، ومن مرسيليا هرب إلى بيروت، ومنها إلى دمشق، ومن دمشق سار إلى الرياض حيث حصل على حقِّ اللجوء السياسي، ورفض الملك عبد العزيز تسليمَه إلى العراق رغم ضغط إنجلترا الشديد، ثم انتقل الكيلاني إلى مصر، ومُنِحَ حق اللجوء السياسي، وبَقِيَ فيها حتى قُضِيَ على العهد الملكي في العراق في 37 ذي الحجة 1377هـ 14 تموز 1958م وأُعلِنَ النظام الجمهوري، فانتقل الى العراق حيث استُقبِل استقبال الأبطال، ما أزعج السفير الإنجليزي الذي طلب من عبد الكريم قاسم قَتْلَه بأي ثمن، وأشيعَ أن الكيلاني يُدبِّر انقلابًا للإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم، فألقِيَ القبض عليه، وقُدِّم للمحكمة التي قضت بقتله شنقًا بتهمة العمل لتغيير نظام الحكم لصالح الجمهورية العربية المتحدة، ولم ينفَّذْ فيه حكم القتل، ولكِنْ بقي في السجن، ثم أفرِجَ عنه يوم 1 صفر 1381هـ 14 تموز 1961م، فسافر إلى بيروت، ومنها إلى القاهرة، وبعد زوال حكم عبد الكريم قاسم في 15 رمضان 1383هـ 8 شباط 1963م رجع إلى بغداد، ومنها انتقل إلى بيروت، وبقي فيها إلى أن توفي عام 1385ه
معركة العلمين غرب الإسكندرية بين الحلفاء والألمان .
العام الهجري : 1361 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
معركةُ العَلَمين الثانية هي المعركة التي وقعت في العلمين التي تبعد 90 كيلومترًا عن الإسكندرية، وكانت بين القوات الألمانية والإيطالية بقياده إرفين رومل، وبين القوات البريطانية بقيادة برنارد مونتغمري، وتُعَدُّ هذه المعركة من أهم معارك التحَوُّل في الحرب العالمية الثانية، كما أنها كانت من أهم معارك الدبَّابات على مدار التاريخ، وبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، وكان الفرقُ بين قوات الجانبين يتمثل في: 1/ عدد الجنود: 195,000 جندي بريطاني ومن الحلفاء، مقابل 104,000 جندي من قوات المحور. 2/ الدبابات: 1029 دبابة للبريطانيين مقابل 489 للمحور. 3/ المَدافع: 2311 مِدفَعًا للبريطانيين مقابل 1219 للمحور. 4/ الطائرات: 750 طائرة للبريطانيين مقابل 675 للمحور. إضافة إلى ذلك كان طريق الإمدادات قصيرًا بالنسبة للبريطانيين؛ حيث يَبعُد ميناء الإسكندرية حوالي 110 كم عن الجبهة، ويبعد ميناء السويس حوالي 345 كم عن الجبهة. أما بالنسبة للمحور فإن أقرب ميناء وهو طبرق يَبعُد أكثر من 590 كم عن الجبهة، كما يبعُد ميناء بنغازي أكثر من 1050 كم، ويبعد ميناء طرابلس أكثر من 2100 كم. فضلًا على أن طريق الإمدادات بالنسبة لقوات المحور يتعَرَّض للغارات من جزيرة مالطا، ومن الفدائيين في الصحراء, وأدى النقصُ الكبير في الوَقود عند الألمان بسب إغراق البريطانيين لحاملة النفطِ الإيطالية إلى شَلَلٍ في حركة تقَدُّم الدبَّابات، فاستطاعت القواتُ البريطانية طرْدَ الألمان إلى ليبيا، ثم مِن كُلِّ أفريقيا وصولًا إلى مالطة. وهذه المعركةُ هي التي شهدت بداية الخسائر التي ألحقت بالألمان، التي خَسِرَ فيها الألمان المئاتِ من الدبابات، بالإضافة إلى آليات أخرى وعتاد وذخائر، وكان من الأسباب التي أدت لخسارة الألمان نجاح البريطانيين في فكِّ شفرة الاتصالات الألمانية، وهو خَلَلٌ في القيادة الألمانية التي ظَلَّت تحارب 6 سنوات بدون تغييرِ شَفرةِ الإرسال التي اعتَقَدوا أنها مُعَقَّدة وغير قابلة للكشف. وأصبح الحلفاءُ في ميدان المعركة على عِلمٍ بكل التحركات الألمانية قبل حدوثِها، وهو ما ساعد مونتغمري على اكتشافِ خطة رومل قبل بدء المعركة.
تأسيس الأحزاب السياسية في ليبيا. .
العام الهجري : 1362 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:
اتجه النضال في طرابلس نحو العمل السياسي والمطالبة بوحدة أراضيه والاستقلال، فأنشئ النادي السياسي الأول عام 1362هـ / 1943م في مدينة طرابلس، وافتتح فروعًا له في النواحي. وازداد نفوذ النادي حتى تمكَّن بعد عامين من تنظيم مظاهرة كبرى أزالت اللافتاتِ الفاشية من الشوارع. وتقَدَّم بعضُ الذين سبق لهم التعاونُ مع الإيطاليين بعرائض طالبوا فيها بوصاية بريطانية. ونشأ كرَدِّ فعل لهذه الحركة الحزبُ الوطني عام 1364هـ/ 1945م برئاسة (علي بن حسن الفقيه، وسالم بن منتصف. ونَشَر الحزب الوطني ميثاقَه في أول شعبان 1364هـ /1944م دعا فيه إلى مقاومة عودة إيطالية، والعمل على إلغاء القوانين الإيطالية، ومنع هجرة الإيطاليين إلى طرابلس. وعلى الرغم من أهداف الحزب المعتدلة فإن الإدارة العسكرية البريطانية لم تعترفْ به إلا في عام 1365 وضاق بعض الأعضاء وعلى رأسهم رئيس الحزب باعتدال الحزب، فانشَقُّوا وشكلوا في الكتلة الوطنية الحرة، وأرادت الإدارة العسكرية البريطانية إضعاف هذين الحزبين، فشكلت في 10 مايو حزبا ثالثًا من المتعاونين أيام الاحتلال مع الإيطاليين برئاسة سالم المنتصف، وعضوية الشيخ محمد أبو الإسعاد مفتي طرابلس في العهد الإيطالي، وسمي الحزب بالجبهة الوطنية المتَّحدة، وأعضاء الجبهة ينتمون إلى أسر كبيرة عُرِفوا بتعاونهم مع السلطات الإيطالية. وانشَقَّ عن الكتلة الوطنية الحرة ثلاثة أعضاء وشكَّلوا في 16 ديسمبر 1365 حزب الاتحاد المصري الطرابلسي برئاسة علي رجب الذي دعا إلى الاتحاد مع مصر. كذلك ألَّف العمال حزبًا في شوال 1366هـ، وشكَّل صادق بن زارع وكيل الحزب الوطني حزبَ الأحرار في الأول من جمادى الأول 1367هـ!!
مؤتمر الدار البيضاء (أنفا) .
العام الهجري : 1362 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1943
تفاصيل الحدث:
عُقِد مؤتمر الحلفاء بعد انتصارِهم على دول المحور في الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس الأمريكي فرانكلن وروزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل، ومَثَّل فرنسا الحرة الجنرال شارل ديغول، واعتذر عن الحضور رئيس الوزراء الروسي جوزيف ستالين؛ لانشغاله بمتابعة القتال الدائر في ستالينغراد. انعقد المؤتمر في فندق أنفا بمدينة الدار البيضاء بالمغرب؛ بهدف رسم الاستراتيجية الأوروبية للحلفاء بعد الحرب، وقد أسفرت المفاوضات عن "إعلان الدار البيضاء" المتمثل في مبدأ الاستسلام غير المشروط من قِبَل دول المحور.
ليبيا تحت نفوذ الحلفاء .
العام الهجري : 1362 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1943
تفاصيل الحدث:
كانت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، وبعد سنة من بدء الحرب العالمية الثانية بدأت الحربُ بين إيطاليا وإنجلترا في ليبيا ومصر؛ حيث كانت مصر تحت احتلال إنجلترا، وكانت الحرب سِجالًا، حتى استطاعت إنجلترا ومعها حلفاؤها من القوات أن تدخُلَ طرابلس الغرب في تاريخ 17 محرم 1362هـ / 23 يناير وانسحب الإيطاليون بعد أسبوعين، واستمَرَّ تراجع دول المحور المقابلين لدول الحلفاء، فأصبحت ليبيا تحت النفوذ الإنجليزي التابع لدول الحلفاء، وبينما كانت القواتُ الإنجليزية تتقَدَّمُ، وتنهارُ في نفس الوقت المقاومةُ الألمانية الإيطالية كانت القواتُ الفرنسية تتقَدَّمُ من الجنوب، وقد احتلت فران فأصبحت ليبيا تحت دولتين من دول التحالف، وأقامت فرنسا حُكمًا عسكريًّا في فران، كما حصلت أمريكا على قواعِدَ جوية فيها، ثم فَصَلت إنجلترا بين برقة وطرابلس ومَيَّزت في الحكمِ بينهما.
استيلاء الحلفاء على مدينة قفصة التونسية .
العام الهجري : 1362 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1943
تفاصيل الحدث:
استطاع الحلفاءُ أن يستولوا على مدينة قفصة التونسية، وذلك بعد طرد القوات الألمانية منها أثناء الحرب العالمية الثانية.
قوات الحلفاء تستعيد احتلال المغرب من الألمان .
العام الهجري : 1362 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1943
تفاصيل الحدث:
لَمَّا اندلعت الحرب العالمية الثانية لم تلبث فرنسا كثيرًا حتى انهارت أمامَ ألمانيا وقامت حكومةُ فيشي برئاسة الجنرال بيتان الذي وقَّع الهدنة مع الألمان، وكان مواليًا لهم، وتَبِعَت المغرب حكومةَ فيشي، إلَّا أن السلطان كان بجانب ألمانيا كُرهًا لدول الحلفاء، ثم استطاعت قوات الحلفاء أن تنزل بالمغرب في 11 ذي القعدة 1362هـ / 8 نوفمبر وخرج منها أتباع حكومة فيشي، علمًا أن أسبانيا خلال هذه الفترة احتلت طنجة وسمحت للألمان بالتدريب في المنطقة المراكشية الخاضعة لنفوذها، وقامت مظاهرات تطالِبُ الحكومة باحتلال المحمية الفرنسية من مراكش.
تأسيس حزب الاستقلال في المغرب .
العام الهجري : 1363 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:
نشأ حزبُ الاستقلالِ مع انطلاق الحركة الوطنية التي سعت للتحرُّر من الهيمنة الأجنبية، واستعادة السيادة المغربية. فقام الحزبُ بتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية يوم 11 يناير 1944، ومن هذا التاريخ أصبح الحزبُ الوطني يحمِلُ اسم حزب الاستقلال. وفي 28 يناير تمت حملةُ اعتقالات في صفوف مسيِّري الحزب وقادته وفي مقدِّمتِهم الأمين العام أحمد بلفريج؛ حيث نُفِيَ إلى جزيرة كورسيكا، فعمت البلاد موجةٌ من الإضرابات وسقط عددٌ من القتلى، وخاصة في فاس والرباط وسلا. كما قُدِّم عدد من المعتقلين إلى محكمة عسكرية بتهمة المساس بالأمن العام، ونُفِّذ الحكم فيهم بالقتل. واستمرت سنوات القمع حتى ربيع سنة 1946م حيث تم الإفراج عن المعتقلين كالزعيم علال الفاسي من المنفى بالغابون، وأحمد بلفريج من كورسيكا، وبقية القيادة الاستقلالية، وسُمِحَ بإنشاء بعض الصحف تحت الرقابةِ.
الشعب المغربي يعلن وثيقة تطالب بالاستقلال .
العام الهجري : 1363 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:
بعد أن خرجت الحكومة الفرنسيى من المغرب أخذت الحركة الوطنية بنشاطها من جديد؛ حيث نشأ حزب الاستقلال في 1363هـ / 27 ديسمبر 1943م وحلَّ محَلَّ الحزب الوطني ونال تأييدًا شعبيًّا واسعًا، ثم التقت الأحزابُ المغربية واتخذت ميثاقًا تضمَّن أهدافَ الشعب المغربي، وفوَّضوا حزب الاستقلال بتقديم المطالب للملك، وإلى المقيم الفرنسي العام ومتابعة مراحل المطالبة بالاستقلال، وكانت أهم بنود الميثاق: المطالبة بالاستقلال التام، ووحدة الأراضي المغربية، وإقرار الملكية الدستورية كنظام للحكم، وغيرها من البنود، وقَدَّم الحزبُ الوثيقةَ للمَلِك وللحاكم الفرنسي العام، فأيَّدها الملِكُ، وأما الحاكم الفرنسي فكان ردُّه القبضَ على زعماء الحزب ونفيَهم إلى الجنوب، ووقعت أحداث دامية وامتلأت السجون.
وفاة الشيخ عبد العزيز الثعالبي .
العام الهجري : 1363 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:
هو عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن الثعالبي: زعيمٌ تونسيٌّ، وهو عالم، أديب، كاتب، خطيب، سياسي، صحافي, جزائري الأصلِ، ولِدَ بتونس في 15 شعبان 1293هـ. حَفِظَ القرآن الكريم وأتمَّ الدراسة الأولية في البيت على يد مدرس خاص، ثم دخل مدرسة "باب سويقة الابتدائية" في تونس، ثم التحق بجامع الزيتونة وتخرج سنة 1896م، وأخذ يتردَّدُ على المدرسة الخلدونية حتى حصل على الدراسات العليا. وبظهور أولِ حزب لتحرير تونس ومقاومة الاستعمار الفرنسي حزب "تونس الفتاة" كان الثعالبي من أوائل من انضم إليه؛ ليؤسِّسَ بعدها الحزبَ الوطني الإسلامي الذي كان يدعو إلى تحرير العالم العربي كله، وقيام الوحدة بين أقطاره. وكان قد كتب وعمل محررًا في صحيفتي "المبشر" و"المنتظر" إلى أن عطَّلَتْها الحكومة، ثم أصدر جريدة "سبيل الرشاد" وكرَّسها للوعظ والإرشاد والدعوة إلى الإصلاح. وبعد سنة عطَّلتْها الحكومة وأصدرت قانونًا قيَّدت به الصحافة. جاهر الثعالبي بطلبِ الحرية لبلاده، فسجنه الفرنسيون، ولَمَّا أُطلِقَ سَراحُه سافر إلى باريس، وزار الأستانة والهند وجاوى، وعاد إلى تونس قُبيلَ سنة 1332ه / 1914م، وقد حلَّ الفرنسيون حزب تونس الفتاة، فعَمِل في الخفاء مع بقايا من أعضائه بالدعاية والمنشورات. وسافر إلى باريس بعد الحرب العالمية الأولى فطبع كتابه "تونس الشهيدة" بالفرنسية. واتُّهِم بالتآمر على أمن الدولة الفرنسية، فاعتُقِلَ ونقل سجينًا إلى تونس، وأخلي سبيله بعد 9 أشهر سنة 1920م، فرأس حزب "الدستور"، وقد ألفه أنصاره وهو في السجن، وأنشأ مجلة "الفجر" في أغسطس 1920, ثم غادر الثعالبي تونس مرة أخرى سنة 1923م متنقلًا بين مصر وسورية والعراق والحجاز والهند، مشاركًا في حركاتها الوطنية، ولا سيما مقاومة الاستعمار الفرنسي، ثم عاد إلى تونس سنة 1937م، فناوأه بعضُ رجال حزبه، فابتعد عن الشؤون العامة إلى أن توفي في تونس. من كُتُبِه: تاريخ شمال إفريقية، وفلسفة التشريع الإسلامي، ومحاضراتُه في جامعة آل البيت ببغداد نُشِرت تباعًا في مجلَّتِها، وتاريخ التشريع الإسلامي، ومذكرات في خمسة أجزاء عن رحلته إلى مصر والشام والحجاز والهند وغيرها، و"معجزة محمد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم".
جهاد الجزائريين للفرنسيين في الجزائر .
العام الهجري : 1364 العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:
لم يتجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهاتِ بدون استثناء؛ فلم يكن هناك أثَرٌ في فَرْنَسة الشعب الجزائري المسلِم، وهو ما دفع مخطِّطي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنَّهم شَعبٌ يعيش على هامش التاريخ. حارب الجزائريون سياسةَ التفرقة الطائفية، وقد رأى المصلِحون من أبناء الجزائر في ظِلِّ فَشلِ حركات المقاومة يتقَدَّمُهم الشيخ العالِم عبد الحميد بن باديس أنَّ العمل يجب أن يقومَ في البداية على التربية الإسلامية؛ لتكوين قاعدة صلبة يمكِنُ أن يقومَ عليها الجهاد في المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي؛ فتمَّ تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1350هـ -1931م بزعامة عبد الحميد بن باديس، وعلى الصعيد السياسي بدأ الجزائريون المقاومةَ من خلال التنظيم السياسي الذي خاض هذا الميدانَ بأفكار متعددة، وظهرت عدةُ تنظيمات سياسية، ولَمَّا اشتعلت الحربُ العالمية الثانية ذهب كثيرٌ من الجزائريين إلى الحرب للدفاع عن فرنسا، فدُمِّر الإنتاج في الجزائر وزادت صعوباتُ الحياة؛ لذلك تقدَّموا ببيان إلى السلطات الفرنسية يطالبون فيه بحَقِّ تقرير المصير، تقدَّم به فرحات عباس زعيم حزب اتحاد الشعب الجزائري، ورفضت فرنسا قَبولَ البيان كأساسٍ للمحادثات، فأحدث ذلك ردَّ فِعلٍ عنيفًا عند الجزائريين الذين أصَرُّوا على تمسُّكِهم بالبيان والتزامهم به، ففرض الجنرال كاترو الحاكِمُ العام في الجزائر الإقامةَ الجبرية على فرحات عباس وغيره من الزعماء الجزائريين، فاستغلت فرنسا قيامَ بعض المظاهرات في عدد من المدن الجزائرية وإحراقها للعلم الفرنسي، فارتكبت مذبحةً رهيبة سقط فيها (45) ألف شهيد جزائري، فاتجه الجزائريون بعد تلك المذابح البَشِعة إلى العَمَل السري، وكان يتم اختيارُ أفراد هذا العمل من خيرة الشبانِ خُلقًا وأدبًا، فلم يكن يُسمَحُ بضَمِّ المُلحِدين أو الفوضويين، وبدأت خلايا المجاهِدين تنتشر في الجزائر طولًا وعرضًا، وأحيطت أساليبُ العمل بسريةٍ تامةٍ؛ مما كان له أكبر الأثر في نجاح الثورة، واستطاع هذا التنظيمُ الدعايةَ للثورة في صفوف الشعب وإعداده للمعركة القادمة.
إنشاء جامعة الدول العربية .
العام الهجري : 1364 العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:
بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب، وممثِّلي كلٍّ من العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن من جانب آخرَ، وهي المشاورات التي أسفرت عن تبلور اتجاهين رئيسين بخصوص موضوع الوحدة العربية: الاتجاه الأول يدعو إلى ما يمكِنُ وصفه بالوَحدة الإقليمية الفرعية وقوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب. والاتجاه الثاني يدعو إلى نوعٍ أعَمَّ وأشمل من الوحدة يظلِّلُ عموم الدول العربية المستقلة، وإن تضمَّنَ هذا الاتجاه بدوره رأيين فرعيين: أحدهما يدعو لوحدة فيدرالية أو كونفدرالية بين الدول المعنية، والآخر يطالب بصيغةٍ وسط تحقِّقُ التعاون والتنسيق في سائر المجالات وتحافِظُ في الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها. وعندما اجتمعت لجنةٌ تحضيرية من ممثلين عن كلٍّ مِن سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن (بصفة مراقب) في الفترة 25/9 إلى 7/10/ 1944م رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمَسُّ استقلالها وسيادتها. كما استقرت على تسمية الرابطة المجسِّدة لهذه الوحدة بـ "جامعة الدول العربية" وآثرَتْه على مسمى "التحالف" و"الاتحاد". وعلى ضوء ذلك تم التوصلُ إلى بروتوكول الإسكندرية الذى صار أوَّلَ وثيقة تخصُّ الجامعة، والذي نص على المبادئ الآتية: - قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلةِ التي تقبَلُ الانضمام إليها، ويكون لها مجلِسٌ تمثل فيه الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة. مهمةُ مجلس الجامعة هي: مراعاة تنفيذ ما تبرِمُه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقياتٍ، وعَقدُ اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها، والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقًا للتعاون فيما بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل السياسية الممكِنة، والنظر بصفةٍ عامة في شؤون البلاد العربية. قرارات المجلِس مُلزِمة لِمن يقبلُها فيما عدا الأحوال التي يقع فيها خلافٌ بين دولتين من أعضاء الجامعة، ويلجأ الطرفان إلى المجلسِ لفَضِّ النزاع بينهما. ففي هذه الأحوال تكون قراراتُ المجلس مُلزِمة ونافذة. لا يجوزُ الالتجاء إلى القوة لفَضِّ المنازعات بين دولتين من دول الجامعة، كما لا يجوزُ اتِّباع سياسة خارجية تضرُّ بسياسة جامعة الدول العربية، أو أية دولة من دولها. يجوزُ لكل دولة من الدول الأعضاء بالجامعة أن تعقِدَ مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقاتٍ خاصةً لا تتعارَضُ مع نصوص هذه الأحكام وروحها. وأخيرًا الاعترافُ بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجماعة بحدودها القائمة فعلًا. كما اشتمل البروتوكول على قرار خاص بضرورة احترام استقلال لبنان وسيادته، وعلى قرارٍ آخَرَ باعتبار فلسطين ركنًا هامًّا من أركان البلاد العربية، وحقوق العرب فيها لا يمكن المساسُ بها من غير إضرارٍ بالسلم والاستقلال في العالم العربي، ويجِبُ على الدول العربية تأييدُ قضية عرب فلسطين بالعمل على تحقيقِ أمانيهم المشروعة، وصون حقوقهم العادلة!! وأخيرًا نص في البروتوكول على أن (تُشكَّل فورًا لجنةٌ فرعية سياسية من أعضاء اللجنة التحضيرية المذكورة للقيام بإعداد مشروع لنظام مجلس الجامعة، ولبحث المسائل السياسية التي يمكن إبرامُ اتفاقيات فيها بين الدول العربية) ووقع على هذا البروتوكول رؤساءُ الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية، وذلك في 7/10/1944 باستثناء السعودية واليمن اللتين وقعتاه في 3/1/1945 و5/2/1945 على التوالي بعد أن تمَّ رفعُه إلى كلٍّ من الملك عبد العزيز آل سعود، والإمام يحيى حميد. ولقد مثَّلَ هذا البروتوكول الوثيقةَ الرئيسية التي وُضِع على أساسها ميثاقُ جامعة الدول العربية، وشارك في إعداده -أي الميثاق- كلٌّ من اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلِها، ومندوبي الدول العربية الموقِّعين على بروتوكول الإسكندرية، مضافًا إليهم مندوب عام كلٍّ من السعودية واليمن، وحضر مندوب الأحزاب الفلسطينية كمراقب. وبعد اكتمال مشروع الميثاق كنتاج لستة عشر اجتماعًا عقدتها الأطراف المذكورة بمقَرِّ وزارة الخارجية المصرية في الفترة بين 17/2 و3/3/1945 أُقِرَّ الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة في 19/3/1945 بعد إدخال بعض التنقيحات عليه. وفى 22/3/1945 تم التوقيعُ على ميثاق جامعة الدول العربية من قِبَل مندوبي الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقَّعتا على الميثاق في وقت لاحق. وحضر جلسة التوقيع ممثِّلُ الأحزاب الفلسطينية، وأصبح يوم 22 مارس من كل عامٍ هو يومَ الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.
تأسيس الهيئة العربية العليا لفلسطين في مصر .
العام الهجري : 1364 العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:
عندما انتقل الحاج أمين الحسيني مفتي القدس من باريس إلى مصر شكَّل الهيئةَ العربية العليا لفلسطين برئاسته؛ حيث نظَّم الحركةَ الوطنية الفلسطينية تنظيمًا حديثًا، وقرَّر إعداد الشعب لخَوضِ الكفاح المسلَّح ضِدَّ الصهاينة والإنجليز، وألَّف لجنة من قادة المجاهدين الفلسطينيين وبعض الضبَّاط السوريين والعراقيين والمصريين لوضع الخطط وتحديد المطلوب من الأسلحة والمعَدَّات للجهاد الذي كان أوانه قد اقترب بعد بروز فكرة التقسيم من جديد في الأوساط الأمريكية والبريطانية والصهيونية ومحيط الأمم المتحدة، كما أعاد تنظيمَ جيشِ الجهاد المقدَّس، وأسند قيادته إلى عبد القادر الحسيني، وأنشأ المفتي كذلك منظمة الشباب الفلسطيني التي انصهرت فيها منظَّمات الفتوَّة والجوالة والكشافة، وأسند قيادتها للمجاهد الصاغ محمود لبيب أحد قادة الحركة الإسلامية بمصر، وكلَّفه بمهمة تدريب الشباب على القتال.
إلقاء أمريكا القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي .
العام الهجري : 1364 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1945
تفاصيل الحدث:
حصلت الكارثة الذَّرِّية بتاريخ 6 آب/ أغسطس عام 1945م عندما أمرت حكومة الرئيس الأمريكي هاري ترومان بإلقاء القنبلة الذرية على اليابان. عندما رفضت اليابان الإنذارَ الأمريكي بالاستسلام غير المشروط، فأغار الطيرانُ الأمريكي على وسط مدينة هيروشيما، وألقى القنبلةَ الذرية المعبَّأة باليورانيوم والتي كانت تزِنُ أكثَرَ 4.5 أطنان من على ارتفاع 1980 قدمًا عند الساعة الثامنة والربع من صباح ذلك اليوم، عندما كان معظم سكان المدينة في الشوارع متَّجِهين لأعمالهم؛ لتتحول المدينة بعد دقائق قليلة إلى كومة من اللهب والرماد، وبمحيط انفجار بلغ 13كم2، وذلك في أكبر تفجير عالمي كان معروفًا حتى ذلك الوقت!! وأسفرت هذه الكارثة عن سقوط نحو 140 ألف قتيل؛ نحو 30 % من عدد السكان، ومثلهم من الجرحى الذين مات معظمُهم لاحقًا متأثرين بالتسمم الإشعاعي الناتج عن التفجير، فيما وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى 1000 متر فوق سطح المدينة، وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطارٌ سوداء شحمية في أماكِنَ متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشِعَّة! ورغم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما رفضت حكومةُ اليابان بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابةَ للإنذار الذي وجَّهه لها ترومان بالاستسلامِ، فأعطى الأخيرُ أوامره بإلقاء قنبلة أخرى في 9 أغسطس على مدينة ناغازاكي اليابانية بعد ثلاثة أيام من قنبلة هيروشيما؛ حيث شملت هذه الكارثة تدميرَ مساحة 6 كم2، ومقتل نحو 40 ألف ياباني، و70 ألف جريح، وفي النهاية لم تجِدْ طوكيو خيارًا أمامها سوى الاستسلام بعد الخراب الذي لحِقَ بها!! فاستسلمت للحلفاء في 14 أغسطس 1945م، ثم وقَّعَت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر في نفس العام. ولم تقتصر أضرار القنبلة الذرية التي أُلقِيَت على هيروشيما وناغازاكي على وقتِ حدوث الانفجار، بل امتدت إلى سنين طويلة في مستقبل الأجيال؛ بسبب استمرار التأثيرات الضارَّة الناجمة عن التلوُّث الإشعاعي؛ فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب تأثيرات الإشعاع الضارة التي تشيرُ الدراسات إلى أن تأثيرها مستمِرٌّ حتى اليوم!! وتتسبَّبُ في الإصابة بالسرطان، وإصابة المواليد بعيوب خِلقية. وقد قامت إحدى الجامعات اليابانية بدراسةِ آثار الإشعاع الناجم عن القنبلة، فتبين للباحثين أنَّه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأوَّل لضحايا الكارثة يصابُ واحد منهم بعيوب خِلقية، ولا يستطيع أحَدٌ في الوقت الحالي أن يقرِّرَ إلى أي حدٍّ مِن الأجيال سيستمر توارثُ آثارِ الإشعاع، كما أدت الكارثة إلى أضرار كبيرة على البيئة والطبيعة!!
قيام حكومة إسلامية في أندونيسيا، ومؤتمر جاكرتا الإسلامي .
العام الهجري : 1364 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1945
تفاصيل الحدث:
ما إن انتهت الحربُ العالمية الثانية، وكانت اليابان قد هُزِمَت، بعد أن أُلقِيَت عليها القنبلةُ الذَّرية الأمريكية، وكانت اليابان قد احتَلَّت فيما احتلَّتْه جزرَ أندونيسيا، وبعد يومين من الهزيمة اليابانية أُعلِنَ عن قيام حكومة أندونيسية برئاسة أحمد سوكارنو، ونائبه محمد حتا، وأخذت الحكومةُ تعمَلُ على الحيلولة دون عودة المحتلين الهولنديين، فتحركوا لنزعِ السلاح من اليابانيين، وأُسِّسَت حكومة وسط جزيرة جاوه، عرفت باسم دار الإسلام، وأطلقوا على عاصمتِهم اسمَ المدينة المنورة، وجعلوا من اللغة العربية لغةً رسمية للبلاد، وعَمِلوا على تطبيق الشريعة برئاسة زين العارفين، لكِنَّ الحلفاء أصدروا أوامِرَهم لليابانيين بإبقاء السلاح معهم ريثما تصِلُ قوات التحالف، ثم حضر الإنجليز ومعهم الهولنديون الذين أخذوا باعتقالِ الزعماء الأندونيسيين، ولَمَّا بدا للسكان نواياهم الاستعمارية الجديدة بدأ القتالُ بينهم، وتداعى المسلِمون من أرجاء أندونيسيا لعقد اجتماعٍ بعد أن وجدوا أنَّ الحركات الاستعمارية الصَّليبية والشيوعية الإلحادية والمحلية العلمانية ومَن معهم للمصلحةِ: كُلُّهم يقفون ضدَّ المسلمين. عُقِدَ لقاءٌ في جاكرتا في ذي الحجة 1364هـ / نوفمبر، وكان أكبَرَ مؤتمر إسلامي، وتم الاتفاق على الانضواء في تنظيمٍ إسلاميٍّ واحدٍ سُمِّي مجلس شورى مسلمي أندونيسيا، وعرف باسم ماشومي، وأيقن الاستعماريون قوةَ مِثلِ هذا التحالف، فأخذوا في التفاهم مع العلمانيين الذين عُرِفوا باسم الوطنيين، ونتج عنه توقيعُ اتفاق لنيجار دجاتي الذي اعترفت هولندا بموجِبِه بسلطة الحكومة القائمة الفِعلية على جزر جاوه وسومطرة ومادورا فقط.
=============
257.ج.
إصدار الوثيقة الأولى لإنشاء جامعة الدول العربية .
العام الهجري : 1364 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1945
تفاصيل الحدث:
في أعقابِ الحرب العالمية الثانية اتَّفَق قادة خمس دول عربية في مدينة الإسكندرية بمصر على إنشاء منظمةٍ تربطُ العربَ بعضهم ببعض، فتمَّ إنشاء جامعة الدول العربية في العام التالي. وكلُّهم توافقوا على ما يسمى اليوم ببروتوكول الإسكندرية. وكان الهدفُ الرئيسي لهذه المنظمة هو تعزيزَ العلاقات بين الدول العربية والمشاركة بفعاليةٍ في تنسيق الخطَطِ السياسية، والسياسة الخارجية من دونِ التدخُّلِ في استقلاليتها، وإيجاد الوسائل المناسِبة للحماية في حالة العدوان على دولة أو سيادتها. شمِلَ الاجتماع الذي عُقِد في الإسكندرية خمسَ لجان مع ممثِّلي الأعضاء المستقبليين في جامعة الدول العربية من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهذه الدول: مصر، والعراق، وسوريا، والأردن، ولبنان. وقد احتوى البروتوكول عددًا من المبادئ، ووقَّع عليه رؤساء الوفود المشارِكة في اللجنة التحضيرية، وذلك في 7 أكتوبر 1944م.
استقلال سوريا ولبنان .
العام الهجري : 1365 العام الميلادي : 1945
تفاصيل الحدث:
بعد أن انتهت الحرب العالمية وانتصر الحلفاء أرسل ممثِّل فرنسا مذكرةً إلى حكومتي سوريا ولبنان؛ مذكرةً تضَمَّنت طلباتٍ متعسفة تتعارضُ مع السيادة الوطنية، وكان فيها إصرارٌ شديد لعقد اتفاقيات تجعل لفرنسا مكانًا متميزًا وأوضاعًا استراتيجيةً، فلم ترضَخِ الحكومتان لهذه الضغوط، وبدأ الهياجُ الشعبي، ثم قام الفرنسيون بواسطةِ جنود سنغاليين بقتل رجال الشرطة المكلَّفين بحراسة مبنى مجلس النواب، ثم وُجِّهَت المدفعية إلى مبنى مجلس النواب، وقام الطيران الفرنسي بقَصفِ قلعة دمشق، ثم تدخَّلت بريطانيا لوقفِ إطلاق النار وسَحْب القوات الفرنسية إلى الثكنات، حتى لم يبق من القوات الفرنسية عمليًّا إلا القوات الخاصة، وكانت سوريا ولبنان قد بدأتا بموجِبِ صَكِّ الانتدابِ بتسلُّم ما سمي بالمصالح المشتركة التي كانت تدارُ عن طريق المفوَّض السامي الفرنسي مثل الجمارك وسكك الحديد والدفاع المدني، حتى تم تسلُّم المصالح عام 1944م، ثم تم جلاء القوات الفرنسية نهائيًّا عن سوريا ثم عن لبنان.
مقاطعة ساراواك (ماليزيا) تصبح مستعمرة بريطانية .
العام الهجري : 1365 العام الميلادي : 1945
تفاصيل الحدث:
أصبحت مقاطعةُ ساراواك (التابعة لماليزيا) عام 1365هـ مُستعمرةً تابعة للتاج البريطاني؛ حيث تنازل حاكِمُ الولاية عن سلطته على الولاية إلى التاجِ البريطاني.
إعلان ألبانيا جمهورية شعبية بعد إلغاء الملكية .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
بعد استقرارِ الأحوال في ألبانيا، أُجريت انتخابات عامة وعلى إثر فوز أنور خوجا بها أُعلنت ألبانيا جمهوريةً شعبية، وأُلغيت الملكية رسميًّا، وأصبح أنور خوجا رئيسًا للبلاد، وما إن أمسك بمقاليد الأمور حتى بادر إلى قطعِ العلاقات مع كلٍّ مِن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وكان أنور خوجا من المعجَبين بستالين: دكتاتور الاتحاد السوفيتي الشيوعي، فوقف إلى جانِبِه حين نشب خلافٌ سنة 1367هـ / 1948م بينه وبين "تيتو" الرئيس اليوغسلافي، على الرغم من مساندة الحزب الشيوعي اليوغسلافي للشيوعيين الألبان في أثناء الاحتلال الإيطالي لبلادِهم، غير أنَّ هذا التأييد الذي أبداه أنور خوجا للسياسة السوفيتية توقَّفَ بعد وفاة ستالين سنة 1373هـ / 1953م، وانتهاج خلفائِه سياسةً مغايرة؛ فتحوَّل التأييد إلى عداءٍ مُستحكم، انتهى بقطع العلاقات بين البلدين في سنة 1381هـ / 1961م، وكان من الأسباب التي أدَّت إلى هذه النتيجة وقوف "خوجا" إلى جانب الصين في صراعها الأيديولوجي المذهبي ضِدَّ الاتحاد السوفيتي، ثم أعقب ذلك انسحابُ ألبانيا من حلف "وارسو" سنة 1388هـ / 1968م، والتوقُّف عن المشاركة في "الكوميكون"، وهو المجلس المشترك لمساعدة دولة الكتلة الشرقية.
سيطرة الشيوعيين على ألبانيا .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
بَقِيَت ألبانيا تحت الاحتلالِ الإيطالي نحو أربع سنوات، ثم وقَعَت تحت الاحتلال الألماني، لكِنَّها ما لبثت أن انسحبت منها بعد عام واحد، وكانت الهزائِمُ قد توالت عليها، ولم تجد مفرًّا من تَرْك ألبانيا؛ فتسَلَّم الحكمَ فيها جبهةُ التحرير القومية بقيادة الشيوعيين، وكانت هذه الجبهةُ قد تأسَّست في سنة 1360هـ / 1941م، وقادت حركةَ المقاومة ضِدَّ الغزو الإيطالي والألماني. ولما وضعت الحربُ أوزارَها، وعاد الهدوء إلى ألبانيا؛ أُجريت انتخاباتٌ في سنة 1365هـ أسفرت عن فوز "أنور خوجا" زعيم الحزب الشيوعي الألباني، وأُعلِنَت ألبانيا جمهوريةً شعبية. حكم خوجا بلادَه بالحديد والنار، وفَرَض عليها عزلةً صارمة. وحارب الأديانَ كُلَّها، وأصدر على مدارِ سنواتِ حُكمِه العديدَ من القرارات التي هدفت إلى تجريم ممارسة الشعائر الدينية، وإلى تحويل المساجِدِ إلى متاحفَ ومخازن ومتاجر ومراقِصَ!! وظل أنور خوجا يحكُمُ ألبانيا إحدى وأربعين سنة حتى تُوفي في 20 رجب 1405هـ / 11 إبريل 1985م، عن عمر يناهز السابعة والسبعين، وخلفه "رافر عليا" الذي قام بعددٍ من الإصلاحات، بعد أن هبَّت رياح الحرية في أوربا الشرقية، وشَمِلَت هذه الإصلاحات التي قام بها رفعَ القيود على ممارسة الألبان لشعائِرِهم الدينية، وإعادة فتحِ المساجدِ التي أُغلِقَت من قَبلُ، والموافقة على حرية السفر، والاعتراف بحقِّ كُلِّ مواطن في الحصول على جواز سفر. واتجهت ألبانيا بعد ذلك إلى الانفتاحِ على أوربا والتقارب مع دولها، ورفع القيود عن الاستعمار الأجنبي، وإنهاء الحظر على التعددية الحزبية.
مبادرة الملك الأردني عبد الله الأول للدعوة إلى إحياء مشروع "سوريا الكبرى" .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
بعد أن منحت بريطانيا شرقَ الأردن حَقَّ الاستقلال -بموجِبِ صَكِّ الانتداب- دعا ملِكُ الأردني عبد الله الأول إلى إحياءِ مشروع "سوريا الكبرى" الذي يضمُّ الأردن وسوريا ولبنان، إلَّا أن المجلس النيابيَّ السوري رفض هذا المشروع في سبتمبر 1947م.
معاهدة بريطانيا الأردن الثانية واستقلال الأردن .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
بعد أن قضى الانتدابُ البريطاني في شرق الأردن 25 سنة من 1921م مَنَحت بريطانيا شرقَ الأردن حقَّ الاستقلال بموجِبِ صَكِّ الانتداب -الذي يقضي ببقاء شرق الأردن تحت الحكم البريطاني 25 سنة- تمَّ إبرامُ المعاهدة البريطانية الأردنية الثانية في 22 مارس التي تعترف باستقلالِ شرقِ الأردن. وتم إعلانُ استقلال إمارة شرق الأردن، وإعلانُ قيام المملكة الأردنية الهاشمية، ويكون المَلِكُ عبد الله الأول بن الحسين ملكًا عليها يوم 25/5/1946، إلَّا أن الجيش الأردني بقِيَ تحت قيادة الضباط البريطانيين على رأسهم (أبو حنيك) غلوب باشا حتى عام 1957م.
إعلان قيام حزب الأمة السوداني .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
أسَّس عبد الرحمن المهدي زعيمُ جماعة الأنصار المهدية حزبَ الأمة السوداني كامتدادٍ سياسي للحركة المهدية في السودان، وكان شعارُه "السودان للسودانيين" وتحقيق المطامح الوطنية في الاستقلال عن مصر، والتخلُّص مما يُعرَف بدولتي الحُكمِ الثنائي (مصر وبريطانيا)، وبناء الدولة السودانية المستقلَّة على أُسُس المساواة والحرية والعدل، وكان حزبُ الأمة السوداني يطالِبُ باستقلال السودان عن بريطانيا ومصر رافعًا راية الاستقلال الكامِل عن الدولتين، وسُمِّي مؤيِّدوه بالاستقلاليين.
إطلاق اسم الأردن رسميًّا على إمارة شرق الأردن .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
تمَّ إطلاق اسم الأردن رسميًّا على إمارة شرق الأردن، وقد تأسَّست هذه الإمارة سنة 1920 تحت الانتدابِ البريطاني بموجِبِ صَكِّ الانتداب الذي وقَّعَه عبد الله بن الحسين أمامَ وزير المستعمرات البريطاني تشرشل مقابِلَ تنصيبِه مَلِكًا على شرق الأردن، وقد حَصَلت الإمارة على استقلالِها في 25 مايو 1946م، واعتُبِرَ ذلك اليوم عيدًا للاستقلال، وتألَّفت في هذه الإمارة 18 وزارة قبل إعلانها مملكةً تحت اسم المملكة الأردنية الهاشمية.
مؤتمر القمة العربي غير العادي (قمة أنشاص) .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
يعتبَرُ أول مؤتمر قمة عربي عُقِدَ هو مؤتمر قمة أنشاص هذا العام من 29 إلى 30 يوليو، (وهو مؤتمر قمة غير عادي) عُقِدَت هذه القمَّةُ بدعوة من الملك فاروق في قصرِ أنشاص بالشرقية في مِصرَ، وضَمَّت الدولَ السبع المؤسِّسة للجامعة العربية (22 آذار 1945م)، وهي: مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا، وطالب المجتَمِعون بالحفاظ على عروبة فلسطين، ووقْف الهجرة اليهودية إليها، ولم يَصدُرْ عن مؤتمر القمة بيانٌ ختامي، وإنما مجموعةٌ من القرارات أهمها: - مساعدة الشعوب العربية المستعمَرة على نيل استقلالها.- قضية فلسطين قلبُ القضايا القومية، باعتبارها قطرًا لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية.- ضرورةُ الوقوف أمامَ الصهيونية باعتبارها خطرًا لا يداهمُ فلسطين وحسب، وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.- الدعوةُ إلى وقف الهجرة اليهودية وقفًا تامًّا، ومَنْع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين.- اعتبارُ أي سياسة عدوانية موجَّهة ضد فلسطين تأخذُ بها حكومتا أمريكا وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كافة دول الجامعة العربية.- الدفاع عن كيان فلسطين في حالة الاعتداء عليه.- مساعدة عرب فلسطين بالمالِ وبكل الوسائل الممكنة.- ضرورة حصول طرابلس الغرب على الاستقلال.- العمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي؛ لتمكنها من مواجهة أي اعتداء صهيوني داهم!!
إصدار مجلس السوفييت الأعلى قرارا بإلغاء "جمهورية القرم" .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
أصدر مجلِسُ السوفييت الأعلى قرارًا بإلغاء "جمهورية القرم" ذات الاستقلال الذاتي؛ بذريعة خيانة شعب القرم للسوفييت أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعاونهم مع الألمان. وشِبهُ جزيرة القرم جمهوريةٌ ذاتُ حكم ذاتي تقع حاليًّا في أوكرانيا، ويحيط بها البحرُ الأسود من الجنوب والغرب، وبحر أزوف من الشرق، وتبلغ مساحتها 27 ألف كم، وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة. وقد تمكَّن الروسُ من غزوها في سنة 1198ه - 1783م في عهد كاترين الثانية إمبراطورة روسيا المتعصبة للنصرانية. وهكذا فقَدَت دولةُ تتار القرم حريتَّهَا، وبدأ الاضطهاد الديني لمسلِمي القرم، وطَرَد الروس من شبه جزيرة القرم نِصفَ مليون نسمة، وصدرت عدةُ قوانين تحَرِّم الدعوةَ إلى الإسلام، وظَلَّ هذا الغَبنُ مفروضًا على التتار المسلمين طيلةَ قرن وربع، ولَمَّا صدر قانون حرية التعبُّد أعلن التتار الدعوةَ الإسلامية، بعد أن كانوا يمارِسونَها سِرًّا بين جيرانهم، وزاد عدد الداخلين في الإسلام. ونَشِط تتار القرم في استعادة كيانهم منذ صدور قانون حرية العقيدة في روسيا القيصرية في سنة 1323ه - 1905م، فلما استولى الشيوعيُّون على حكم روسيا في سنة 1336ه - 1917م، وقاوم المسلِمون من تتار القرم الخضوعَ لهم، لجأ السوفييت الشيوعيون إلى حربِ التجويعِ والحصار، وقد نشرت جريدةُ أزفسيتا السوفيتية جانبًا من حرب التجويعِ التي فُرِضَت على تتار القرم، واستمَرَّت طيلة عام 1922، ومات في هذه المجاعة أكثر من ستين ألف مسلمٍ من تتار القرم، وقُتِلَ مئة ألف، وحُكِمَ على خمسين ألفا بالنفي!! وهكذا قَدَّم تتار القرم العديدَ من الضحايا قبل الاستسلام لحكمِ السوفييت، وأُعلِنَ قيام جمهورية القرم السوفييتية، وخضعت للحكم الذاتي. وفي سنة 1347ه - 1928م اتَّجه الروس إلى جَعلِ شبه جزيرة القرم موطِنًا ليهود روسيا، واحتجت حكومةُ القرم، فأُعدِمَ رئيسُ جمهوريتها وأعضاءُ حكومته، ونفيَ أربعون ألف مسلم من القرمِ إلى سيبيريا (تشمل منطقة آسيا الشمالية). وبعد قرار إلغاء "جمهورية القرم" شُرِّدَ تتارُ القرم وأُرغِمَ أهلُها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى خصوصًا في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا وأوروبا الغربية، وبعضهم إلى بلغاريا ورومانيا، وأُعدم الكثير، ولم يبقَ مِن خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون، وهدم السوفييت ألفًا وخمسمائة مسجد في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس!! وفي سنة 1387ه - 1976م قرَّر مجلس السوفييت براءةَ تتار القرم من تهمة التعاون مع الألمان بعد تشريدِ شَعبٍ كاملٍ، وإلغاء جمهوريته؛ نتيجةَ تهمة باطلة أُلصِقَت به، وطالب تتار القرم بالعودةِ إلى وطنهم!!
تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في الجزائر .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
أسَّس الجزائريُّ فرحات عباس حزبَ الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، بعد أن قَمَعت السلطاتُ الفرنسية بالجزائر كلَّ الأحزاب والمنظمات السياسية. وكانت للحزب صحيفةٌ اسمُها التفاهم تصدُرُ باللغة الفرنسية وتنطِقُ باسم الحزب. كان الحزبُ يَعرِض مساوئَ الحكم الفرنسي في الجزائر، ويطالبُ بالمساواة في الحقوق والمعاملة بين الفرنسيين والجزائريين. ولم يكن يؤيِّدُ الكفاحَ المسلَّح أو الانفصال عن فرنسا. توقَّف نشاط الحزب عند اندلاع الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954م، وانضم رئيسُه فرحات عباس إلى الثورة الجزائرية سنة 1956م.
اندلاع أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين في مدينة كالكوتا الهندية .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
اندلعت أعمالُ عُنفٍ بين الهندوس والمسلمين في مدينة كالكوتا الهندية، وامتدَّت أعمال العنف إلى عددٍ من المدن الأخرى، واستمرَّت الاشتباكات لمدة 3 أيام متواصلة أسفرت عن سقوط 7 آلاف قتيل!
معاهدة صدقي بيفن بين مصر وإنجلترا ومظاهرات تطالب بالجلاء .
العام الهجري : 1365 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
قام إسماعيل صدقي بتشكيل حكومة وزارية في مصرَ، هو رئيسها، وقرَّرت في 16 ربيع الثاني 1356هـ / 19 آذار 1946م تأليفَ لجنة للمفاوضات وعرضت على حزب الوفد الاشتراكَ، لكِنَّه لم يشترِكْ لعدم الاتفاق على عدد النواب، وكان رأسُ الوفد البريطاني أرنست بيفن وزير الخارجية، وأخفق الوفدُ في المفاوضات، ثم سافر إسماعيل صدقي مع إبراهيم عبد الهادي وزير الخارجية إلى لندن، ووضع مشروع معاهدة، وأخذت إنجلترا تماطِلُ بالتوقيع رسميًّا، ولكِنَّها وقَّعت في النهاية، فعاد إسماعيل صدقي ورفيقه يحمِلان مشروع المعاهدة وعُرِفَت باسم صدقي بيفن، ونَصَّت على إنهاء العمل بمعاهدة 1936، وجلاء القوات البريطانية عن مصر في موعدٍ أقصاه 1949م، والاحتفاظ بمعاهدة 1899م المتعلِّقة بالسودان وغيرها، ولما عُرِضَت على هيئة المفاوضات رفضَتْه، وحاول إبراهيم عبد الهادي السفَرَ إلى لندن للتوقيعِ على مشروع المعاهدة، فقامت المظاهراتُ وأعمال الشغب وإلقاء المتفجرات وأعمال التخريب، واضطر إسماعيلُ للاستقالة، وقامت مظاهراتٌ تطالِبُ بالجلاء العاجل والاستقلال ورحَّلت القواتُ البريطانية قواتِها إلى السويسِ.
نشأة حزبي الشعب وبرشام الشيوعيين في أفغانستان .
العام الهجري : 1366 العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
بدأ تجمُّع أصحاب الفكر الشيوعي والاشتراكي في أفغانستان منذ عام 1361هـ تحت اسم (ويش ذلميان) أي: حركة يقظة الشباب، وكان من أعضائها نور محمد تراقي، وبابرك كارمل، وكانت جريدة (أنجاد البرلمان) تنشر آراءهم، وتهاجم الإسلام، ثم أُلغيت هذه الجريدة عام 1393هـ، ثم نما هذا التجمُّع في عهد وزارة محمد داود، وأصدر محمد تراقي جريدةَ خلق، وفي 28 شعبان 1384هـ الأول من كانون الثاني عام 1965 نشرت جريدة خلق خبرَ ميلاد حزب (ديمقراتيك خلقي أفغانستان) أي: حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، وعُقد أول اجتماع له في بيت تراقي، حضره 27 عضوًا، يُمثِّلون 77 مؤيدًا، وانتُخِب في ذلك اللقاء نور محمد تراقي رئيسًا للجنة المركزية التي ضمَّت 9 أعضاء، واختير بابرك كارمل نائبًا له، وكان من أعضاء اللجنة حفيظ الله أمين، وشاه ولي كريم، وطاهر بدخشي، ومير أكبر خيبر. دخل الحزبُ الانتخاباتِ عام 1385هـ / 1965م، وفاز بثلاثة مقاعد، اثنان عن كابل، والمقعد الثالث عن قندهار، ثم أخذت صحيفةُ خلق الشيوعية تدعو صراحةً لمبادئه الإلحادية، فتعالت الصيحاتُ ضِدَّها، فأُغلقت بتهمة العمل ضِدَّ الإسلام والهجوم عليه. ثم في سنة 1387هـ حدث انشقاقٌ في الحزب بين تراقي من قبيلة البشتو وبابرك كارمل من قبيلة الطاجيك؛ فانشق بابرك مع جماعته، فأسس حزب برشام (الراية) وأصدر صحيفة برشام، وأنشأ تراقي حزب الشعب مع أعوانه، ومنهم حفيظ الله أمين، وشجَّعت روسيا هذا الانقسام.
قرار 1947م تقسيم فلسطين لدولتين .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:
كانت اللجنةُ المَلَكية البريطانية (لجنة بيل الملكية) سنة 1356هـ / 1937م قد أصدرت بعد دراسةٍ عدَّةَ توصياتٍ؛ منها: تقسيم فلسطين حيث أوصت اللجنة بقيام كيانٍ صهيوني في فلسطين بناءً على أحلام اليهود، وإعطائهم نصف فلسطين؛ لتكون دولتهم مستقلة تمامًا، مع وضع القدس وما حولها تحتَ الانتدابِ البريطاني؛ لأنها مدينة مقدسة لدى كافة الأديان، ورفضَ العرَبُ هذا القرار، واليهود كذلك رفضوه لأنهم لا يريدون نصفَ فلسطين فقط، بل يريدونها كلها!! ثم حاولت بريطانيا تشكيلَ لجنة فنية، هي لجنة وود هيد؛ لدراسة مشروع التقسيم، إلى أن تراجَعَت بريطانيا عن المشروعِ بسبب مقاطعة الطرفين للَّجنة، ونادت بدلًا عنه بضرورة إقامة سلام بين العرب واليهود، ثمَّ رُفِعَ أمر القضية الفلسطينية إلى عُصبة الأمم في حينها التي شَكَّلت هي الأخرى لجنةً لتحقيقٍ شاملٍ، والتي لم تقَدِّم تقريرها إلا للأمم المتحدة في آب 1947م واشتمل على مشروعين: الأول وهو مشروع الأكثرية، ويوصي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، مع وحدة اقتصادية بينهما، والثاني: مشروع الأقلية ويوصي بقيامِ دولةٍ عربية يهودية اتحادية مستقلَّة، تكون مدينةُ القدسِ عاصمةً لها، وتبَنَّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروعَ الأغلبية، وأوصت بتقسيم فلسطين، كما أوصت بإنهاء الانتداب البريطاني، ورفض قرارَ التقسيمِ كُلُّ الدول العربية والإسلامية.
نشأة حزب البعث العربي الاشتراكي .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
تأسَّس في أربعينات القرن الماضي بدمشق على يَدِ كُلٍّ من ميشيل عفلق (نصراني) وصلاح الدين البيطار (مسلم سني) وزكي الأرسوزي (علوي سوري الأصل فرنسي الهوية ولم يتحدَّث بالعربية إلا في آخر أيامه), اندمج حزبُ البعث العربي الذي أسَّسه الأرسوزي مع حركة البعث العربي الذي أسَّسه عفلق، وتولى عفلق قيادته، وفي عام 1952م اندمج حزبُ البعث مع حزب أكرم الحوراني (الحزب الاشتراكي العربي)، فصار اسمُ الحزب حزبَ البعث العربي الاشتراكي، وتبنى الحزبُ القوميَّةَ العربية، فلما تسلَّم قيادة الحركة العربية نادى بالوحدة العربية، فأصبحت الاشتراكية في نظر حزب البعث جزءًا جوهريًّا من القومية العربية، وقد لعب حزبُ البعث العربي الاشتراكي دورًا مهمًّا في لبنان والأردن والعراق، فضلًا عن سوريا. ومن أبرز مبادئ الحزب: 1/ الأمة العربية وَحدة ثقافية جميعُ الفوارق القائمة بين أبنائها عُرضةٌ زائفة عَرَضية تزول جميعها بيقظة الوجدان العربي. 2/ الأمة العربية ذات رسالة خالدة تظهَرُ بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ، وترمي إلى تجديد القِيَم الإنسانية وحَفْز التقدم البشري، وتنمية الانسجام والتعاون بين الأمم. 3/ حزب البعث العربي الاشتراكي قومي يؤمنُ بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته رباطًا وثيقًا هو شعور مقدَّس حافل بالقوى الخالقة، وحافز على التضحية، وباعث على الشعور بالمسؤولية، وعامل على توجيه إنسانية الفرد توجيهًا عمليًّا مُجديًا. 4/ حزب البعث العربي الاشتراكي يؤمِنُ بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية؛ لأنها النظام الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكانياته وتفتُّح عبقريته.
إصدار البرلمان البريطاني قانون استقلال الهند وتقسيمها .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
أصدر البرلمانُ البريطاني قانونَ استقلال الهند وتقسيمها إلى دولتي الهند وباكستان، وقام بمنحِ الإمارات والولايات الحَقَّ الكامِلَ في الانضمام إما إلى الهند أو باكستان.
انفصال باكستان عن الهند وتعيين محمد علي جناح حاكمًا عليها .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
كانت قضيةُ تقسيم الهند بين المسلمين والهندوس قضيةً شائِكةً جِدًّا، وبقيت سنواتٍ عِدَّةً بين أخذ ورد ومقترحات ومشروعات ومفاوضات وتدخلات بريطانية، وما إلى ذلك، وكان من آخِرِها اللجنةُ الوزارية المؤلَّفة من ثلاثة بريطانيين مهمَّتُهم المباحثة مع زعماء الهند، وأجرت المحادثات وادَّعت أن الشعب باستثناء الرابطة الإسلامية يرغَبُ في وحدة الهند، وأنهم سيرون موضوعَ استقلال باكستان، وزعموا أنَّ إقامةَ دولة باكستان لن يحلَّ المشكلة، وإن كان ففي حدود أضيق مما يطالب به الانفصاليون، وقام مجلِسُ الرابطة الإسلامية برَدِّ مقترحات هذه البَعثة الوزارية، والتي من بينها تقسيمُ البنجاب والبنغال، وقامت مظاهراتٌ واشتدت في كلِّ أرجاء الهند، وعَمِلَ الهندوس خلالها على قتلِ كُلِّ من يُنسَب إلى حزب المؤتمر الهندي من المسلمين، وفتكوا بالتجَّار القادمين من دلهي، ثم دُعِيَ الأطراف الممثِّلون عن حزب الرابطة والمؤتمر وطائفة السيخ للسفَرِ إلى لندن للمشاورة، واستمَرَّ النزاع فأعلنت بريطانيا عن خطة جديدة؛ ففي 25 شعبان 1366هـ / 14 تموز قُدِّمَ إلى المجلس النيابي البريطاني قرارُ استقلال الهند مؤلَّفًا من عشرين مادة وثلاثة جداول، ثم حاز القرارُ على التصديق الملكي في 29 شعبان، وجاء فيه: تنشأ اعتبارًا من 27 رمضان 1366هـ / 14 آب دولتانِ مستقلَّتان من طراز الدومنيونات (مستعمرات لها نظام حكم ذاتي واستقلال وحكومة خاصة مع بقائها تحت التاج الملكي البريطاني) في الهند تُعرَفُ إحداهما بالهند، وثانيهما باكستان، وسيكونُ في كل دولة حاكِمٌ يدير الدومنيين، ويتم تعيينُه من قِبَلِ صاحبِ الجلالة، (وتم تعيين محمد علي جناح حاكمًا عامًّا على باكستان)، ثم جرى خلافٌ حول بعض المقاطعات، مثل: جوناكاد (التي أخذها الهنودُ بالقوة العسكرية بمباركة إنجلترا ) وحيدر أباد (التي أيضا أخذها الهنودُ بالقوة العسكرية عام 1367هـ بسكوت إنجلترا وعصبة الأمم) وكشمير (التي ما يزال الخلاف عليها قائمًا إلى اليوم) ونيبال وبوتان وسيلان وسكيم (وهذه مقاطعات لم تدخُلْ ضِمنَ التقسيم، وإنما شَكَّلت دولًا مستقلة، ولكن سكيم انضمت للهند عام 1396هـ) وغوا (احتفظ بها البرتغاليون كميناء تابع لهم) وبونديشيري (احتفظ الفرنسيون بهذا الميناء)، ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم لم يتمَّ بسهولة؛ فقد عمل الهندوس على تفريغ أكبر قدر من عصبيَّتِهم قبل أن يُفلِتَ المسلمون من أيديهم، فأقاموا الحواجز التي تمنع وصولَ المسلمين وارتكبوا المذابِحَ الشنيعة، وأحرقوا القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان، حرقوا وسَبَوا ودمَّروا القرى ومحطات السكك، وفعلوا ما تقشعر منه الأبدانُ وخاصَّةً في دهلي والبنجاب الشرقية.
المعاهدة العراقية الأردنية .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
عُقِدَت معاهدةٌ أردنية عراقية في 20 رمضان 1366هـ / 7 آب كان القَصدُ منها الدفاعَ المشترك، وكان القصدُ الإنجليزي منها إثارةَ الحُكمِ السعودي والضَّغط عليه؛ للحصول على بعض المنافِعِ، أو تمرير بعض المخطَّطات، ورأى العراقيون في المعاهدةِ مَصلحةً للأردن والعراق كدَعمٍ لقضية فلسطين التي كانت تشغَلُ المسلمين عامةً، والأمصارَ المجاورةَ خاصَّةً، وقد وقف الشيوعيون في العراق موقِفًا مؤيِّدًا لليهود بكلِّ صراحةٍ، وأعلنوا ذلك في صحُفِهم ومنشوراتِهم.
======
258.
الإعلان عن تشكيل حكومة كشمير الحرة (آزار كشمير) .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
أعلن الشيخ محمد إبراهيم في 19 ذي القعدة تشكيلَ حُكومةِ كشمير الحرَّة (آزاد كشمير)، وتأليف الجيش الكشميري الذي استطاع أن يسيطرَ على كثير من المناطق ويقيمَ حكومة، وذلك بعد انعقادِ مؤتمر الفلَّاحين الكشميريين، والمطالبة بانضمام الولاية إلى باكستان، لكِنَّ المهراجا الهندوسي "هري سنغ" حاكِمَ كشمير المسلِمةِ رفض هذا الطلب، وقام بتوزيعِ الأسلحة على الهنادكة؛ فسارع رجالُ القبائل من باكستان لنجدة إخوانهم الكشميريين، ولَمَّا رأى محمد عبد الله -الذي أفرج عنه المهراجا، وهو زعيم حزب "المؤتمر الوطني الإسلامي" الذي أُسِّس في كشمير نتيجة اشتداد اضطهاد الهنادكة للمسلمين- تأزُّمَ الأوضاع خَشِيَ من انفلات الأمور، فأعلن وقوفه بجانب المهراجا، وتسلَّم رئاسة الحكومة، وقُتِلَ يومها من المسلمين حوالي (62) ألفًا على يدِ الهنادكة، وفي هذه الأثناء فرَّ المهراجا سنغ إلى الهند، واستقر في دلهي العاصمة تاركًا كشمير تغرق في بحار الدماء. وعندما وجد المهراجا أنَّ الأمور خرجت عن سيطرته وقدرته أراد أن يضربَ ضربته الأخيرة ضِدَّ المسلمين الكشميريين، فعقد مع الهند أثناء وجودِه في دلهي اتفاقية في (12 من ذي الحجة/ 27 من أكتوبر) تتضمَّنُ انضمام الولاية إلى الهندِ، ورغم أنَّ هذه الاتفاقية المجحِفة لا يوافقُ عليها أغلبية الشعب، وتتناقَضُ مع اتفاقيته السابقة مع باكستان، بالإضافةِ إلى عدم تمتُّعِه بالشرعية لانتهاء المائة عام من الحماية التي نَصَّت عليها اتفاقية أمريتسار لأسرته؛ فإنه أعلن انضمامَه للهند لتبدأ فصولُ مأساة جديدة!!
إعلان الهند موافقتها الرسمية على انضمام ولاية جامو وكشمير .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
أعلنت الهندُ موافقَتَها الرسميَّةَ على انضمام ولاية جامو وكشمير بعد طلب حاكِمِها الهندوسي المهراجا سينج الانضمامَ للهند، وأمرَت الهندُ قواتِها النظامية بالتدخُّل في الولاية جامو وكشمير، وهي ولاية إسلامية؛ فالمسلمون بها أغلبية لا أقلية، فنسبة المسلمين فيها تصِلُ إلى أكثر من 75% وبسبب استيلاء الهند على النصيب الأكبر من أرض الولاية أصبح المسلمون أقليَّةً وسط هذا المحيطِ البشريِّ!
إبادة جيش الهند الهندوسي مسلمي كشمير .
العام الهجري : 1366 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
بعد إعلان انفصال باكستان عن الهند لم تكن كشمير قد حُسِم وضعُها في التقسيم بين البلدين، على الرغم من أن طبيعتها وسكَّانها وموقعها الجغرافي هي أقرب إلى باكستان من الهند، ولكن الهند بمكرٍ وخداع عرضت على باكستان أنَّ حَلَّ قضية كشمير مرهون باستفتاء السكان، ووافقت باكستان على هذا العرض، وقد أكَّد على هذا رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو، لكن الهند أرادت أن تجعل من كشمير منطقةَ نزاع مع باكستان تتحرَّش بها متى ما أرادت؛ ولذلك لما أعلن حاكم كشمير الهندوسي (هري سنغ) اتفاقيةَ ضَمِّ كشمير إلى الهند- وهذا خلاف ما تم الاتفاق بين باكستان والهند عليه- أرسلت حكومة دلهي قوةً لحماية ولاية جمو الكشميرية من أي اعتداء، وأعلن وجوب خروج المسلمين إلى باكستان التي تطالِبُ بهم؛ فاجتمع المسلمون في أماكن محددة، وأُحضِرت السيارات لنقلهم، فلما وصلت بهم السيارات خارج القرى والمدن تعرضت لهم القوات الهندوسية، فأخذت الفتيات الشابات وقتلت الباقي، واستمر القتلُ والوحشية بأبشع صورة مدةً طويلة، فقُتِلَ ما يزيد عن نصف مليون كشميري، وهُجِّر نصف مليون مسلم ممن تمكن من الفرار إلى باكستان وغالبهم من الرجال دون النساء والأطفال الذين تعرضوا للقتل على يد الهندوس، أو ماتوا في الطريق إلى باكستان.
إعلان قيام المملكة الأردنية الهاشمية .
العام الهجري : 1367 العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
كان الأميرُ عبد الله بن الحسين قد تعاون بقواتِه مع الحلفاء في شمال شرق سوريا ضِدَّ دول المحور، فقامت بريطانيا - كنوع من المكافأة- بوعده بمنحِه الاستقلالَ، وفعلًا وقَّعت بريطانيا والأردن معاهدةً في لندن في 22 آذار 1946م اعترفت بموجِبِها بريطانيا بشرقي الأردن دولةً مستقلة، على أن تحتَفِظَ دولة الانتداب بحقِّ إبقاء قواتٍ لها في الأردن، مع استخدام التسهيلات في النقل والمواصلات، وتدريبِ قواتِه المسلَّحة، والتشاور التام والصريح في أمور السياسة الخارجية التي يمكِنُ أن تؤثِّرَ على مصالحهما المشتركة، وبعد الحرب في 25 أيار 1946م أصبحت الإمارةُ تحمِلُ اسم المملكة العربية الهاشمية، ثمَّ وُقِّعَت معاهدة جديدة بين الطرفين في 15 آذار 1948م خُفِّضَت فيها صلاحياتُ بريطانيا العسكرية في الأردن، ومع ذلك احتفظت بحَقِّ تملك قاعدتين جويتين في الأردن إحداهما في عمان، والأخرى في المفرق وهب مدينة في هضبة حلب الجنوبية.
استباحة نصارى الحبشة مدينة هرر المسلمة .
العام الهجري : 1367 العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
هَبَّت مدينة هرر المسلمة في الحبشة في عهد هيلا سيلاسي تطالبُ بحقوقها العادلة، فجَهَّزت لها الحكومةُ الغاشمةُ ثلاثةَ ألويةٍ مِن الجيشِ اقتحمت المدينةَ وعَمَلَت فيها السَّلبَ والنهب، فصودرت المتاجِرُ والمزارع والمدارس، واعتُقِلَ الآلافُ فامتلأت السجونُ، وأقيمت محاكمُ التطهير، وأُخِذَت أوقاف المساجد وأُبعِدَ الزعماء، وتعرَّض الناسُ لأشد أنواع العذاب. وكان التعذيبُ وحشيًّا لم يقتَصِرْ على إطفاء السجائر في الأجساد، بل تعريضهم للشمس اللافحة في حالةٍ مِن الجوع والظمأ الشديدين، وقد وُضِعَت براميل الماء والطعام على مقربة منهم دون أن يُسمَحَ لهم بالأكل أو الشرب منها، وهُتِكَت الأعراض على مرأًى من الأزواج والآباء، ودُقَّ خصي الرجال بأعقاب البنادق، ثم قذفوا بين أسلاك شائكة تمزِّقُ أجسادهم، والجنود يتلذَّذون بذلك المنظر الوحشي.. واستمرت هذه الأعمال الوحشية سبعةَ أشهر كاملة!
إصدار مجلس الأمن قرارًا بتقسيم فلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
وردت فِكرةُ تقسيم فلسطين إلى دولتين إسلامية ويهودية مع تحديدِ منطقة دولية حول القدس في تقريرِ لجنة پيل الملكية البريطانية عام 1937م، وتقرير لجنة وود هيد من 1938، وصدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعيينُهما على يد الحكومة البريطانية لبحثِ قضية فلسطين إثرَ الثورة الفلسطينية الكبرى التي دارت بين السنوات 1933 و1939م. بعد الحربِ العالمية الثانية وإقامة هيئة الأمم المتحدة بديلًا لعصبة الأمم، طالبت الأممُ المتحدة بإعادةِ النظر في صكوكِ الانتداب التي منحَتْها عصبة الأمم للإمبراطوريات الأوروبية، واعتبرت حالةُ الانتداب البريطاني على فلسطين من أكثَرِ القضايا تعقيدًا وأهميةً. وقامت هيئةُ الأمم المتحدة بمحاولة لإيجادِ حَلٍّ للنزاع الإسلامي/ اليهودي القائم على فلسطين، وقامت هيئةُ الأمم بتشكيل لجنة خاصةٍ مَعنيَّة بدراسة حكومة فلسطين المستقبلية بطلبٍ مِن بريطانيا عُرِفَت هذه اللحنة باسم "UNSCOP" والمتألِّفة من دول متعدِّدة باستثناء الدُّوَل دائمة العضوية لضمان الحياد -بزعمهم- في عملية إيجاد حلٍّ للنزاع. قامت اللجنةُ بطرح مشروعَينِ لحَلِّ النزاع، تمثَّل المشروعُ الأولُ بإقامة دولتين مستقلَّتين، وتُدار مدينة القدس من قِبلِ إدارة دولية. وتمثَّل المشروع الثاني في تأسيس فيدرالية تضمُّ كلًّا من الدولتين اليهودية والإسلامية. ومال معظمُ أفراد اللجنة تجاه المشروع الأول والرامي لتأسيس دولتين مستقلَّتين بإطار اقتصادي موحَّد. وقامت هيئة الأمم المتحدة بقَبولِ مشروع اللجنة الدَّاعي للتقسيم مع إجراءِ بعض التعديلات على الحدودِ المشتركةِ بين الدولتين، على أن يسريَ قرار التقسيم في نفسِ اليوم الذي تنسَحِبُ فيه قوات الانتداب البريطاني من فلسطين. أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية، وشملت حصَّةُ اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (من إسدود إلى حيفا تقريبًا، ما عدا مدينة يافا) وأغلبية مساحة صحراء النَّقب (ما عدا مدينة بئر السبع، وشريط على الحدود المصري). واستند مشروعُ تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكنِ تواجد التَّكتُّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتُّلات داخِلَ حدود الدولة اليهودية.
الحرب الباكستانية الهندية الأولى .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
ما إن بدأ العمل على انفصال باكستان عن الهند حتى نظم المسلمون في كشمير المناطق التي تمكَّنوا من بسط نفوذهم عليها، وألَّف محمد إبراهيم حكومةَ كشمير الحرة (أزاد كشمير) في ذي 19 القعدة 1366 هـ / تشرين الأول، وتألف الجيشُ الكشميري، فلما وصلت القوات الهندية انضمَّت إلى قوات الحاكم الهندوسي في كشمير وبدؤوا بعمليات التطهير والقتل الجماعي لمسلمي كشمير، فنشب القتال بين الجيش الهندوسي ومجاهدي كشمير، ومع أنَّ المجاهدين كانوا يحملون أسلحة عادية أو من غير سلاح إلا أنهم استطاعوا المحافظة على أرض حكومة كشمير الحرة، وعند انتهاء الجيش الهندوسي من الاستعداد بوصول جميع قواته جوًّا من الهند قام بهجوم واسع النطاق؛ مما عرَّض باكستان نفسَها للخطر، فأرسلت باكستان ولأول مرة قواتٍ لها إلى كشمير؛ لاتخاذ مواقف دفاعية لحماية نفسِها من أي عدوان هندوسي.
وفاة هدى شعراوي زوجة علي شعراوي .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:
هي هدى محمد سلطان المعروفة بهدى شعراوي؛ نِسبةً إلى لَقَبِ زَوجِها علي شعراوي على الطريقة الغربية؛ ولدت في المنيا من مصر الوسطى ونشأت في القاهرة، وكان أبوها رئيس أول مجلس نيابي في مصر، وهي التي خَرَجت بالمظاهرة النسائية سافرةً وحَرَقت حجابَها فتَبِعَها بعضُ النساء على ذلك! فكانت أولَ امرأةٍ مُسلِمةٍ في مصرَ تخلَعُ الحجابَ! مات زوجُها تاركًا لها ثروةً هائلةً كانت سبب بطرها، ألَّفَت جمعيةَ الاتحاد النسائي بمصر، وتوفِّيَت في القاهرة.
اتفاق رانفيل ثم مؤتمر لاهاي لنقل السلطة للحكومة الأندونيسية .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
بعد أن قامت هولندا بإعطاء اعتراف للحكومة الأندونيسية بسيطرتِها على بعضِ الجُزُرِ عادت للتدخُّل العسكري وأعمال عسكرية ضِدَّ الحكومة، ثم تدخَّلت الأمم المتحدة وألزمت هولندا بإيقافِ إطلاق النار، ثمَّ وقِّع اتفاق رانفيل (اسم الباخرة الأمريكية التي عُقِدَت على متنها المفاوضات) واقتصرت على قسمٍ مِن جزيرة جاوه وقطعةٍ مِن سومطرة، وكانت العاصمة جوكجاكرتا (عاصمة أندونيسيا القديمة) ولم ينتهِ العامُ حتى عاد الهولنديون للأعمال العسكرية واحتلُّوا العاصمةَ واعتَقَلوا الزعماء والوزراء، وعاد القتالُ وقامت حربُ العصابات التي أنهكت الهولنديين الذين اضطرُّوا إلى الموافقة على عقد مؤتمر المائدة المستديرة في لاهاي في شوال 1368هـ / آب 1949م للمفاوضة على نقل السلطات كاملةً إلى الحكومة الأندونيسية، ودون قيدٍ أو شرط، ثم في 7 ربيع الأول 1369هـ / 27 ديسمبر 1949م تمَّ نَقلُ السلطات في احتفالٍ في مدينة لاهاي، وكان يمثِّلُ أندونيسيا محمد حتا.
ارتكاب عصابات الهاجاناه مجزرة في بلدة الشيخ بفلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
قامت عصابات الهاجاناه بارتكابِ مجزرةٍ جديدة في حقِّ سكان بلدة الشيخ (يطلق عليها الآن اسم تل غنان) بفلسطين، وقامت بقتل نحو 600 قتيل فيها، وقد وُجِدَت جثث غالبيتهم داخِلَ منازل القرية. والهاجاناه منظمة صهيونية يقصد بها (الدّفاع) تأسست في العام 1921م في مدينة القدس وهي تكتّل عسكري في الانتداب البريطاني على فلسطين في الفترة السّابقة لإعلان دولة إسرائيل.
تدمير قرية يجو بالحبشة .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
في شهر ديسمبر رفض المسلِمون في قرية يجو الحبشية أعمالَ السخرة في مزارع الإقطاعيين الأحباش، كما رفضوا دفعَ ضريبة الكنيسة المتزايدةِ مِن أجلِ بناء الكنائس ومراكزِ التنصير لمحاربة الإسلام، فأمر هيلا سيلاسي بإبادةِ القريةِ أسوأَ إبادة؛ فقُتِلَ المسلمون وأُحرقت مساجِدُهم وهُدِّمَت، وزُجَّ بعُلمائِها في سجن "ألم بقا" وهو يعني نهايةَ الحياة.
ارتكاب عصابات "الأرغون" الصهيونية مجزرة يافا بفلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
ارتكبت عصابات "الأرغون" الصهيونية مجزرةَ يافا بفلسطين؛ حيث قَتَلت 30، وجرحت 98 آخرين.
تأسيس المؤتمر الوطني الليبي .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
قام السنوسي بإيقاف نشاط نادي عمر المختار، ومَنَع جميعَ الأحزاب السياسية عن العمل في ديسمبر 1947م، وألَّفَ المؤتمرَ الوطنيَّ بحجة التحدُّث باسم أهالي برقة جميعًا. إلَّا أن المؤتمر كان يتكوَّنُ مِن الجيل القديم من قادة القبائل الموالين له، وكان المؤتمرُ برئاسة أخيه محمد رضا السنوسي، وفي طرابلس كانت الأحزابُ السياسية في اضطراب وبلبلة. ووُجِدَ في المنطقة أكثر من عشرة أحزاب وجماعات ونوادي ذات أهدافٍ مختلفة تسعى كلُّها للاستقلالِ وتوحيدِ مناطِقِ طرابلس وبرقة وفزان. ولكِنَّ الاختلاف كان على من يقودُ هذا الاتحاد. وهل هو ملكِيٌّ أو جمهوريٌّ، وقد تكوَّنت من الحزب الوطني الكتلة الوطنية بقيادة أحمد الفقي حسن لِمناهضة السنوسية والدعوة لإقامة جمهورية.
رفع قضية كشمير إلى هيئة الأمم المتحدة للفصل فيها .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
رُفِعَت قضيةُ كشمير -موضع النزاع بين الهند وباكستان- إلى هيئة الأمم المتحدة للفصل فيها، وقد أصدرت الأممُ المتحدة قرارها في 12 صفر 1368 هـ/ 13 ديسمبر 1948 بوَقفِ القتال بين البلدين، وإجراء استفتاءٍ تحت إشرافِ الأمم المتحدة؛ لتقريرِ مسألةِ انضمامِ كشمير إلى الهند أو باكستان.
ارتكاب العصابات الصهيونية مجزرة فندق سميراميس بفلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
قامت العصابات الصهيونية بارتكابِ مجزرة فندق سميراميس بفلسطين؛ حيث فجَّرَ صهاينةٌ قنبلةً في شارع صلاح الدين في حيفا، فقتلوا 31 من الرجال والنساء والأطفال، وأصابوا 31 آخرين.
وفاة الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
هو الإمام يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين الحسني العلويُّ الطالبي: ملك اليمن، الإمام المتوكل على الله ابن المنصور بالله، من أئمة الزيدية. وُلِدَ بصنعاء، وتفقَّه وتأدب بها، وخرج منها مع أبيه إلى صعدة سنة 1307 هـ وولي الإمامةَ بعد وفاة أبيه سنة 1322هـ في "قفلة عذر" شماليَّ صنعاء. وكانت صنعاءُ في أيدي العثمانيين فحاصرها، حتى استسلمت له حاميتها ودخلها، فأعادوا الكرَّةَ عليها، فانسحب منها، وواصل القتالَ شماليَّ صنعاء وبلاد ذمار إلى سنة 1326، واشتدَّت المعارك ولَقِيت الجيوش العثمانية الشدائدَ في تلك الديار، فأرسلت حكومة الأستانة وفدًا برئاسة عزت باشا اتَّفق مع الإمام يحيى، وأمضيا شروطًا للصلح، وانتهى الأمر بجلاء الترك عن البلاد اليمنية سنة 1336 بعد دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى. دخل الإمام صنعاء، وخَلَص له مُلكُ اليمن استقلالًا. وطالت أيامه، وهو كلُّ شيء في اليمن، ومرجِعُ كل أمرٍ دقَّ أو جَلَّ، وما عداه من موظفين وعمال وعسكر وحكام أشباحٌ وشخوصٌ لا سلطان لهم ولا رأي، وكان شديدَ الحذر من الأجانب، آثَرَ العزلة والانكماش في حدود بلاده. وله اشتغال بالأدب ونظمٌ كثير. ومن كلامه: "لَأن تبقى بلادي خَرِبةً وهي تحكُمُ نفسَها، أولى من أن تكون عامرةً ويحكمها أجنبي"، وكان يرى الاستبدادَ في الحكم خيرًا من الشورى، حتى ضاقت صدورُ بعض بنيه وخاصته، وفيهم الطامع بالعرش، والمتذمِّر من سياسة القمع، والراغب بالإصلاح، فتألَّفت جماعات في السرِّ تظهر له الإخلاص وتُبطِن نقيضَه، وعلى رأس هؤلاء أقرب الناس إليه: عبد الله بن أحمد المعروف بابن الوزير، وخرج ولد له يدعى إبراهيم عن طاعته، فلجأ إلى عدن، وجعل دأبه التنديدَ بأبيه والتشهيرَ بمساوئ الحكم في عهده. وكان هذا على اتصالٍ بابن الوزير وحزبِه، ومرض الإمام يحيى، فدبَّر ابن الوزير مَن قتَلَه في 17 فبراير، ودُفِن في مقبرة كان قد أعدَّها لنفسه. وخلَّف 14 ولدًا يلقَّبون بسيوف الإسلام. وبعد مقتلِه نصب عبد الله ابن الوزير نفسَه إمامًا لليمن، لكِنَّ حكمه لم يدم أكثر من 24 يومًا؛ فقد ثار عليه سيف الإسلام أحمد ابن الإمام يحي وانتزع منه الحكم وقتَلَه.
عبد الله بن أحمد بن الوزير، وزير الإمام يحيى حميد الدين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
هو عبد الله بن أحمد بن الوزير، وزير الإمام يحيى حميد الدين، وهو ثائِرٌ من دهاة اليمن وأعيانها وشجعانها، من أسرة علوية النسب هاشمية, ومن عُلَماء الزيدية من أهل صنعاء. ولد سنة 1302هـ بقرية بيت السيد، ودرس بهجرة بيت الوزير. كان من مستشاري الإمام يحيى حميد الدين وثقاته، أرسله سنة 1343هـ على رأس جيش لإخضاعِ جموعٍ مِن العصاة في الجوف شمال صنعاء، ووجَّهه إلى التهائم، فاستسلمت له باجل والحُدَيدة، وضبط موانئَ ابن عباس والصليف واللحية وميدي، وأرسله الإمام يحيي سفيرًا عنه إلى الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1353هـ فعاد بمعاهدة الطائف، وحجَّ في آخر هذه السنة التي حدثت فيها مؤامرة بعض اليمانيين لاغتيال الملك عبد العزيز. كانت له إمارةُ الحُدَيدة بضع سنوات، فاستقدمه الإمام يحيى إلى صنعاء فجعله عنده بمكانةِ رئيس الوزراء فاتَّسع نفوذه بين زعماء اليمن، من علماء وقواد وأمراء وقضاة، ولما مَرِض الإمام يحيى طَمِعَ في الملك، فاتصل ببعض الناقمين، فدبر له من قتله في ظاهر صنعاء سنة 1367 هـ، وأبرق إلى ملوكِ العرب ورؤسائهم يخبرُهم بأن الإمام يحيى قد مات وأنَّ الإمامة عُرِضَت عليه فاعتذر، ثمَّ اضطرَّه ضَغطُ الأمة إلى قبولها، وأنَّه نُصِّب إمامًا شرعيًّا وملكًا دستوريًّا، فارتاب ملوك العرب، فتريَّثوا في قَبول دعواه حتى انجلى لهم الأمرُ أن الإمام يحيى مات مقتولًا وأنَّ دَمَه في عنق ابن الوزير. وكانت البيعةُ قد عُقِدَت له في قصر غمدان، وتلقَّب بالإمام الهادي إلى الله، وألَّف مجلسا للشورى من ستين فقيهًا، جعل سيف الحق إبراهيم ابن الإمام يحيى رئيسًا له، وأرسل إلى سيف الإسلام أحمد- وهو كبير أبناءِ الإمام يحيى ووليُّ عهده- يدعوه إلى البيعة، ويهَدِّده إن تخلف. وكان سيف الإسلام أحمد في حجَّة يومئذ، فلم يجِبِ ابن الوزير، ودعا إلى نفسِه وإلى الثأرِ لأبيه، وعجز ابنُ الوزير عن إحكام أمرِه، فزحفت القبائِلُ على صنعاء تسلبُ وتنهَبُ. واعتصم هو بغمدان، وانتشرت الفوضى. وأبرق إلى ملوكِ العرب يستنصِرُهم لكِنَّهم لم يجيبوه، وما هي إلا 24 يومًا مدة ابن الوزير في الإمامة والملك (18 فبراير- 14 مارس 1948) حتى كان أنصار الإمام أحمد بن يحيى في قصر غمدان، يعتَقِلون ابن الوزير ومن حوله. وحملوا إلى حجة؛ حيث أمر الإمام أحمد بقتله وقتل وزيرِ خارجيته الكبسي، فقُتِلا بالسيف في صبيحة الخميس 29 جمادى الأولى 1367هـ
مجزرة دير ياسين ضد المدنيين الفلسطينيين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
منذ إعلانِ قيام الكيان الصهيوني سنة 1948م مارست الحكومةُ الصهيونيةُ الضغطَ على العرب الذين بَقُوا في فلسطين واستخدمت معهم أبشَعَ الأساليب من استيلاء للأراضي والمصادرات، وإقامة المستعمرات والتهجير الإجباري للفلسطينيين، وإضافةً لهذا كله مارسوا اعتداءاتِهم على الفلسطينيين من قتل واغتيالات، وكان من أبشع تلك العمليات مجزرةُ دير ياسين التي ارتكبها اليهودُ في شهر نيسان 1948م؛ قتلوا فيها الأبرياء من السكان من أهل القرية من النساء والأطفال، حتى بلغ عدد القتلى أكثر من مائتين وخمسين قتيلًا، وألقوا بهم في الآبار المهجورة، وبَقَروا بطون الحوامِلِ، ومَثَّلوا بالجُثَث، وطافوا بالنساء في سيارات مكشوفةٍ في شوارع القدس وشهروا بهنَّ! فكان لهذه المجزرة البشعة أثَرٌ كبير على نفوس الفلسطينيين الذي انتقموا من قافلة يهودية وقتلوا أفرادَها المكوَّنين من سبعة وسبعين جنديًّا.
ارتكاب عصابات الهاجاناه الصهيونية مجزرة قرية ناصر الدين قضاء طبريا بفلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
قامت عصابات الهاجاناه الصهيونية بارتكاب مجزرةٍ جديدةٍ في حقِّ الشعب الفلسطيني، وذلك في قرية ناصر الدين قضاء طبريا بفلسطين؛ حيث قتلت 50 فلسطينيًّا من سكان القرية البالغ عددهم 90.
بريطانيا تلغي انتدابها على فلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
كانت الأممُ المتحدة أوصت بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1366هـ، ورفضت الدولُ العربيةُ والإسلاميةُ هذا القرارَ، ثمَّ عَمَّت البلادَ الفلسطينيةَ ثورةٌ ضِدَّ المستعمِرِ البريطاني وضِدَّ الصهيونية، واحتدم النزاعُ بين العرب واليهود الصهاينة، وشهدت فلسطين ستة أشهر من المعارك والقتال العنيف، ثم على إثرِ ذلك انسحبت القواتُ البريطانية من فلسطين في 14 مايو 1948م، وكانت مدينة القدس هي أولَ مدينة انسحبت منها بعد أن أخذت منها العديد من الآثار النادرة، وفي يوم انسحابِ بريطانيا أعلن اليهود قيامَ دولتِهم وكيانِهم في فلسطين، وبادرت أمريكا بالاعترافِ بها وشرعيَّتِها ثم تلتها روسيا، ثم توالت دُوَلُ الكُفرِ بالاعتراف بالمولود غيرِ الشرعي الجديد الذي تمخَّضَت عنه بريطانيا!!!
=====
259.
ارتكاب العصابات الصهيونية مجزرة قرية أبو شوشة قضاء القدس بفلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
ارتكبت العصاباتُ الصهيونيةُ مجزرة قرية أبو شوشة قضاء القدس بفلسطين، وراح ضحيَّتَها 50 قتيلًا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال، وقد ضُرِبت رؤوس العديد منهم بالهراوات، وأطلق جنود "لواء جفعاتي" الصهيوني -الذي نفذ المذبحة- النارَ على كلِّ شَيءٍ متحَرِّك دون تمييز، وحتى الحيوانات لم تسلَمْ من المجزرة.
إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني يوم إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
تم الإعلانُ عن قيام دولة الكيان الصهيوني يوم 14 مايو 1948م، وفيما يلي نصُّ إعلان الكيان نفسِه، ونحن نذكُرُه هنا لأغراضِ المعرفةِ بالعَقلِ الصهيوني ومبادئِه في تأسيس دولته.. بصَرفِ النظر عما يعتريه من تشويهٍ متعَسِّف للتاريخ والجغرافيا. "أرضُ إسرائيل هي مهْدُ الشعب اليهودي، هنا تكوَّنت شخصيتُه الروحية والدينية والسياسية، وهنا أقام دولةً للمرة الأولى، وخَلَق قيمًا حضارية ذات مغزًى قومي وإنساني جامع، وفيها أعطى للعالم كتابَ الكتب الخالد. بعد أن نُفِيَ عَنوةً من بلاده حافَظَ الشَّعبُ على إيمانه بها طيلةَ مدة شتاته، ولم يكُفَّ عن الصلاة أو يفقِدِ الأملَ بعودته إليها واستعادة حريته السياسية فيها. سعى اليهود جيلًا تلوَ جيل مدفوعين بهذه العلاقةِ التاريخية والتقليدية إلى إعادة ترسيخ أقدامِهم في وطنهم القديم. وعادت جماهيرُ منهم خلالَ عقود السنوات الأخيرة. جاؤوا إليها روَّادًا ومدافعين فجعلوا الصحارى تتفتَّحُ وأحيوا اللغة العبرية وبنَوا المدن والقرى وأوجَدوا مجتمعًا ناميًا يسيطِرُ على اقتصاده الخاص وثقافته، مجتَمع يحب السلام لكنه يعرف كيف يدافع عن نفسه، وقد جلب نعمةَ التقدم إلى جميع سكان البلاد، وهو يطمح إلى تأسيس أمة مستقلة. انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في سنة 5657 عبرية (1897 ميلادية) بدعوةٍ من تيودور هرتزل الأب الروحي للدولة اليهودية، وأعلن المؤتمرُ حَقَّ الشعب اليهودي في تحقيق بَعثه القومي في بلاده الخاصة به. واعترف وعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917 بهذا الحَقِّ، وأكَّدَه من جديدٍ صَكُّ الانتداب المقَرَّر في عصبة الأمم، وهي التي منحت بصورةٍ خاصة موافَقَتَها العالمية على الصلة التاريخية بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل، واعترافها بحَقِّ الشعب اليهودي في إعادة بناء وطنه القومي"!!
إنشاء جيش الدفاع الإسرائيلي .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
بعد إعلانِ قيامِ ما يُعرَفُ بدولة الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948م، قَرَّرت أولُ حكومة صهيونية بزعامة رئيس الوزراء الصهيوني ديفيد بن جوريون تشكيلَ "جيش الدفاع الإسرائيلي" من عناصر عصابة "الهاجاناه" وهي عصابة صهيونية تأسَّست في مدينة القدس كرَدِّ فعل للثورة التي اندلعت في فلسطين من العام 1920م إلى العام 1921م، وكان الهدفُ من إنشائها العمَلَ على حماية المغتصِبين اليهود المهاجرين إلى فلسطين، وطرد السكَّان من مدُنِهم، وساهمت في بناء أكثر من 50 مغتَصَبة صهيونية و"الهاجاناه" كلمةٌ عبريةٌ تعني بالعربية "الدفاع"، ومنها تكوَّن ما يُعرَف بجيش الدفاع "الإسرائيلي" الحالي بعد دمجِها في عصاباتٍ صهيونيةٍ أخرى، مثل عصابات الأرجون زفاي، وشتيرن، وغيرها. وقبل تأسيسِها كانت هناك عصابةٌ تعرف بـ "هاشومير"، وتعني بالعربية "الحارس" تكونت من 100 شخص، وكانت مسؤولة عن حراسة المغتَصَبات الصهيونية؛ خوفًا من أي رد فعل على قَتلِ وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفي عام 1936م أصبح عددُ أفراد عصابة "الهاجاناه" العاملين 10 آلاف صهيوني، و40 ألفًا كاحتياطٍ لهم.
نكبة 48 الحرب العربية الإسرائيلية الأولى وخسائر العرب .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
بعد إعلان قرارِ التقسيم تزايدَ الصِّراعُ مع اليهود أكثَرَ، ثم بلغ أوْجَهُ عند انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وكانت الأوضاعُ العربيةُ وشعوبُها المستقِلَّة استقلالًا صوريًّا غير قادرة على أعمالٍ موازية لِما يقوم به اليهود وبجانبهم بريطانيا، وخاصة من ناحية التسليح؛ حيث وصل عدد اليهود الذين يستطيعون القتال أكثر من سبعين ألفًا مقابل عشرين ألفًا من الجيوش العربية، بالإضافة للفلسطينيين والمتطوِّعين من المسلمين، وبعد الخامس من أيار/ يوليو 1948م حدثت نكبةُ 48 حين دخلت الجيوشُ العربية فلسطينَ وأهمُّها الجيش المصري، والأردني، والعراقي، والسوري، وكانت المدنُ الفلسطينية حيفا ويافا وصفد وطبريا وعكا وغيرها من القرى الصغيرة بأيدي اليهودِ، ثم توزَّعت الجيوشُ العربية على الجبَهاتِ؛ فالجنوبية للمصريين، والشرقية للأردنيين والعراقيين، والشمالية للسوريين، ولم يكن هناك تنسيقٌ مُنظَّمٌ بين هذه الجبهات، فكُلُّ جيش خاض المعركةَ وحده بدون دعم الجيوش الأخرى، فلم ينجَح الجيش السوري في التقَدُّم من جهة الشمال، وأما الجيش الأردني والعراقي فاحتفظا بالضَّفة الغربية، وقاتل الجيشُ الأردني في القدس الشرقية في باب الواد والجيش العراقي في جنين، أما الجيش المصري فحُوصِرَ في الفالوجة وعراق المنشية، ثم انسحب واحتفظ بقطاعِ غزَّة، وفشل الجيش الأردني في المحافظة على اللد والرملة وأم الرشراش (إيلات) على الرَّغمِ من أنه أكثر الجيوش العربية تطورًا وتكتيكًا، وكان يقوده مجموعةٌ من الضباط البريطانيين!، ثم أخطأت الجيوشُ العربية بقَبولِها الهدنة الأولى في أواسط صيف 1948م، فأحضر اليهود مزيدًا من الأسلحة والمقاتلين والطائرات، وفكُّوا خلالها حصارَ القدس الغربية؛ حيث كان فيها مائة ألف يهودي على وَشْك الاستسلام، فكانت نسبةُ الأراضي التي أصبحت بعد هذه الحرب في يد اليهودِ أكثَرَ من ثلاثة أرباع فلسطين، فكانت نكبةً حقيقية على العرب وجيوشِهم التي مُنِيَت بالخسائر الفادحة دون أن تحَقِّقَ شيئا، هذا بالإضافةِ لهجرة الكثير من الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة والذين لم يستطيعوا العودةَ إلى الآن، وهم المعروفون بعربِ الثماني والأربعين، فهاجر منهم أكثر من 750 ألفًا ما بين سوريا والأردن وكذلك عدد لا بأس به منهم في مصر، وأقل منه في العراق والسعودية.
بدء الهدنة الأولى في فلسطين بين الجيوش العربية والعصابات اليهودية أثناء حرب 1948م .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
بعد أن زحفت الجيوشُ العربية على فلسطين في حرب 48 من الشمال والشرق والجنوب، وأعلنت حالة الحصار البحري، لم يمضِ أسبوعان على الزحفِ العربي حتى كانت الجيوشُ العربية تسيطِرُ على المناطق المخصَّصة للعرب طبقًا لمشروع التقسيم، باستثناء يافا وقِسمٍ من الجليل الأعلى، وبات متوقعًا أن تتمكن القوات العربية من إنهاء عملياتها الحربية في فترة قصيرة، فاستنجدت السلطاتُ الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية بهيئة الأمم المتحدة، فاتخذ مجلس الأمن قرارًا في 22/5/1948م وجَّه فيه النداء إلى المتحاربين بوقفِ القتال خلال ست وثلاثين ساعة من منتصف ليلة 22-23 أيار. ولكِنَّ الحكومات العربية رفضت الاستجابةَ لهذا النداء، فكرَّر مجلِسُ الأمن نداءَه لقبول قرار الهدنة، وتقَدَّمت بريطانيا إلى مجلس الأمن بمشروعٍ يدعو الطرفين إلى وَقفِ القتال مدَّةَ أربعة أسابيع مع التعهُّد بعدم إرسال محاربين ومواد حربية إلى فلسطين في أثناء هذه المدة، وتطبيق العقوبات المدنية والعسكرية على من يخالِفُ الأمر. وعُيِّن وسيط بين المتحاربين هو الكونت السويدي فولك برنادوت، قبلت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية طلبَ مجلس الأمن في 2/6/1948. وقد جاء في ردِّها على المجلس ما يلي: "إن تلبية الدول العربية لدعوة مجلس الأمن إلى وقف القتال أربعة أسابيع مع إخفاق جميع المحاولات لَأكبرُ دليل على صادق رغبتها في التعاوُنِ مع الأمم المتحدة للوصولِ إلى هذا الحَلِّ، على الرغم من تمكُّن جيوشها من ناصية الأمر" وقَبِلَ الإسرائيليون كذلك الهدنة، ولكنهم قرنوا القبولَ بزَعمِهم أنَّ كيان دولتهم أصبح أمرًا مفروغًا منه. بدأت الهدنةُ الأولى في فلسطين بين الجيوش العربية والعصابات اليهودية، رفض اليهودُ توصيات الكونت "فولك برنادوت" خاصةً فيما يتعلق بوَضعِ حَدٍّ للهجرة اليهودية في فلسطين، ووضع القُدسِ كُلِّها تحت السيادة الفلسطينية؛ لذلك اغتاله اليهود بسبب هذين الاقتراحين. استغل اليهود الهدنة لتقويةِ جُنودِهم وتنظيمِهم فكانت سيولُ المهاجرين تتدَفَّق على فلسطين خلال الهدنة بصورةٍ واسعة لم يسبقْ لها مثيل، بينما كان اللاجئون العرب يخرجون جماعاتٍ من فلسطين هاربين من اضطهاد الإرهاب اليهودي وتعَسُّف السلطات اليهودية؛ فالهدنة كانت لصالح اليهودِ دون العرب!!
قيام وحدة كوماندوز صهيونية بارتكاب مجزرة بمدينة اللّد بفلسطين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
ارتكَبَت وَحدة كوماندوز صهيونية بقيادة "موشيه ديان" مجزرةً في مدينة اللُّد بفلسطين؛ حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية. واحتمى المواطِنون من الهجوم في مسجد دهمش، وقُتِلَ في الهجوم 426 فلسطينيًّا. ولم يتمَّ الاكتفاء بذلك بل بعد توقُّف عمليات القتل اقتِيدَ المدنيون إلى ملعب المدينة؛ حيث تم اعتقال الشباب، وأعطيَ الأهالي مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيرًا على الأقدام دون ماء أو طعام؛ مما تسبَّب في وفاة الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.
قيام ثورة في أندونيسيا وإعلانها قيام حكومة تابعة للشيوعيين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
كان عامر شرف الدين الشيوعي رئيسًا للحكومة ووزيرًا للدفاع في أندونيسيا، ولكنه أُقيل من منصبه بعد الضَّغطِ الشعبي على الرئيس أحمد سوكارنو الذي عيَّنه بنفسه، فثار الشيوعيون، وألف الحزبُ الشيوعي الأندونيسي مجلسًا للثورة وقيادة عليا وقَدَّم أحدهم هو عيديد مذكرةً للحكومة للمطالبة بالتبادل السياسي مع الدول الشيوعية، وبالتأميم، ومصادرة الأملاك، وإقالة الحكومة، والسير مع الدول الماركسية، والانضمام إلى المعسكر الشيوعي تحت لواء الكرملين، وبدؤوا أيضا باختطاف الضباط من الجيش، وقاموا بأعمال تخريبية، وقتلوا بعض القياديين المسلمين، وهاجموا مراكزَ الشرطة، ثم في 16 من ذي القعدة 1367هـ / 19 أيلول أعلنت إذاعةُ ماديون عن قيام جمهورية أندونيسيا السوفيتية التي يتولى رئاسةَ حكومتِها عامر شرف الدين، فأصبح في أندونيسيا على هذا حكومتان، فأعلن المسلمون الجهادَ وتحَرَّك الجيش الأندونيسي واستطاع القضاء على هذه الثورة الشيوعية التي كان من نتائجِها قَتلُ ألف وخمسمائة من العلماء وأساتذة المدارس الإسلامية، وإحراق جثثهم بعد إعدامهم، وكُوِيَت أعيُنُ عدد كبير من الأطفال، ثم سيقَ زعماء الثورة الشيوعية وقُدِّموا للمحاكمة، وأعدِمَ عَدَدٌ منهم رميًا بالرصاص، وفي مقدمتهم عامر شرف الدين.
وفاة محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان وتولي نظام الدين .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
هو محمد علي جناح أول حكام باكستان المستقِلَّة في 8 ذي القعدة (11 أيلول 1948م)، لقَّبه مواطنوه بلقب "قائد أعظم" وهو مؤسس دولة باكستان. ولد في 27 ديسمبر سنة 1876، وكان أبوه تاجرًا متوسط الثراء، وعضوًا في أسرة من الخوجات تعيش في كراتشي. وتلقى محمد تعليمَه الأول في بومباي، ثم في مدرسة الإسلام السندية، وفي المدرسة العليا لجماعة المبعوثين المبشرين في كراتشي. ولَمَّا حصل على إجازة القبول في الجامعة بُعِث إلى إنجلترا سنة 1892 حيث نال شهادة القانون سنة 1896 من كلية لنكولن. وعاش في لندن في الأيام الأخيرة للأحرارِ على مذهب غلادستون، وأظهر في هذه الأثناء اهتمامًا شديدًا بالحياة العامة، وفي هذه المرحلة أيضًا اتخذ سمة الإنجليز في الظاهر -وقد جرى حتى السنة الأخيرة من حياته على لُبس اللباس الإنجليزي الخالص، وكان يُلقي جميع أحاديثه الهامة بالإنجليزية حتى الكلمة التي ألقاها في الإذاعة بمناسبة قبول خطة التقسيم، ثم ترجمها آخرون إلى الأوردية -حتى أصبح "مستر جناح" الذي عاد إلى الهند سنة 1896م، وبدأ في السنة التالية يمارس مهنة المحاماة في بومباي. ولم يلبث بعد عدة سنوات عجاف أن أصبح من أئمة رجال المحاماة في بومباي. وكانت استجابة الجماهير لجديته واستقامته، وليس لحرارة كلماته. وكانت أوَّلُ مشاركة لجناح في السياسة الهندية هي عضويتَه للمؤتمر الوطني الهندي، وقد حضر دورة انعقاد سنة 1906 بوصفه كاتِبَ سر خاص لنوروجي الذي كان في حينها رئيسًا للمؤتمر الوطني. وبعد ذلك بثلاث سنوات -أي في يناير سنة 1910- اتخذ مقعده عضوًا في أول مجلس تشريعي ليمثِّلَ مُسلِمي بومباي، وكان أول عضو غير رسمي يحقِّقُ سَنَّ قانون تشريعي، وكان في هذه الحالة قانونًا يصَحِّحُ وضع الأوقاف الإسلامية. وفي سنة 1913 انضم جناح إلى الرابطة الإسلامية، وهو باق شخصية مؤثرة في المؤتمر الإسلامي, وفي سنة 1919 استقال من المجلس التشريعي؛ احتجاجًا على توسيع سلطة الشرطة في القمع. وكان جناح قد تزوَّج للمرة الأولى وهو بَعدُ طفل قَبلَ رحيله إلى إنجلترا سنة 1892، ولكن زوجته توفيت وهو في خارج البلاد، وكان زواجُه الثاني من ابنة سَريٍّ من سراة اليارسيين سنة 1918. ولم يكن زواجًا موفَّقًا، فانفصل الطرفان فكانت أخته فاطمة ترعى شؤونه المنزلية معظم حياته. ولعب جناح دورًا في الحياة الهندية العامة ما بين سنتي 1920 و 1931. وقد انتُخِبَ في جمعية مركزية، وكان مندوبًا في المؤتمرين الأولين للمائدة المستديرة (سنة 1930 - 1931). وفي هذه المرحلة بدأ يعمل في المجلس الخاص للمحامين، وأقام دارًا في لندن، وأصبح لا يزور الهندَ إلا زيارات متقطعة. وكانت عودتُه الأخيرة سنة 1935 بعد تنفيذ الأحكام الدستورية الجديدة، وقد نظَّم وقاد حركة باكستان، وأصبح أول حاكم عام للدولة الجديدة. فإن الرابطة في انتخابات سنة 1946 قد كسبت جميع مقاعد المسلمين تقريبًا، ولم يستطع أحد إنكار موقف جناح من حيث هو المتحَدِّث باسم الأغلبية الساحقة. وقد اشترك جناح اشتراكًا فعَّالًا في المفاوضات التي أدت إلى قيام مشروع التقسيم، وكان لا يكُفُّ عن الإلحاح بأن المسلمين يجِبُ أن يُسمَحَ لهم بأن يختاروا لأنفُسِهم دولة مستقلة. وفي يونيه سنة 1947 تحقق غرضه وقامت دولة باكستان في منتصف ليلة 14 - 15 أغسطس سنة 1947. وتولى هو منصِبَ الحاكِم العام لها ورئيس الجمعية التأسيسية. وقد وجه جناح جهوده الأولى نحو إنهاء سَفكِ الدم والحقد الجماعي. وما وافى هذا الوقت حتى كان جناح قد بلغ السبعين من عمره، وكانت صحَّتُه تبدو عليها أمارات الانهيار. ومع ذلك فقد رأسَ إقامة الجهاز الحكومي وكان مسيطرًا سيطرة فعالة على تدبير الأمور. وفي خلال سنة 1948 ازدادت صحتُه وَهْنًا على وَهنٍ، وأدركته المنية في 11 سبتمبر. وكان جناح رجلا غيَّرَ مجرى التاريخ، صحيحٌ أنه كان ثمة شعور قومي إسلامي قبله، لكنه أسبغ عليه الثقة بالنفس، وكان جناح رجلًا نزيهًا لا يحيد، وربما كان من العسير على المرء أن يحِبَّه غيرَ أنه يحمل المرءَ على الإعجاب به. كان وطنيًّا مُسلِمًا، وإن لم يكن في أعماقه رجلَ دين. وعنده أنَّ التراث الإسلامي حضارة وثقافة وكيان قومي. ثم هو قد أسس دولة ثابتة الأركان، قيل إنه كان إسماعيليًّا، وفي قول آخر أنَّه كان شيعيًّا، وبغَضِّ النظر عن انتمائه الطائفي فإنه لم يظهر أي أثر للطائفية في عَمَلِه في باكستان، بل قيل إنه أوصى أحد علماء السنة أن يصلِّيَ عليه بعد موته، وبعد وفاة جناح تم تعيينُ الخواجا نظام الدين الذي كان رئيسًا لحكومة البنغال قبل استقلال باكستان.
مجزرة البعنة ودير الأسد على يد العصابات الصهيونية .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
في الساعة العاشرة صباحًا في 27 ذي الحجة / 31 أكتوبر دخلت وَحدةٌ من جيش العدو الإسرائيلي إلى قريتي (الدير والبعنة) وقامت بتجميعِ السكان في حقل بين القريتين، وبحلولِ وقت العصر أصيب الأطفالُ والشيوخ بالإنهاك الشديد، وكانوا في أشد الحاجة إلى الماء، وطلب بعض الشباب الإذن من جنود الوحدة المعادية لإحضار بعض الماء من بئر قريبة، ليسدُّوا رمق الشيوخ والأطفال والنساء، واستعد لهذه المهمة شابان من قرية (دير الأسد ) وشابان من قرية (البعنة) وذهب هؤلاء الشباب الأربعة لإحضار الماءِ، لكنهم لم يعودوا؛ لأنَّهم عندما وصولوا البئر أعدمتهم عصاباتُ الاحتلال رميًا بالرَّصاصِ بينما كانوا يهمُّون بإخراج الماء منه، بعدها اقتادوا مجموعةً من الشباب مشيًا على الأقدام إلى قرية الرامة، ومن هناك نقلوهم بالحافلات حتى معتَقَل صرفند، ويُذكَر أنه عند اقتيادهم للشبان أمروا السكان بمغادرة القريتين، فمنهم من نزح إلى لبنان، ومنهم من نزح إلى القرى المجاورة، ثم عادوا لاحقًا إلى قريتِهم، بينما أولئك الذين نزحوا إلى لبنان فقد أُقفِلَت الحدود وتعذَّر عليهم العودة ثانية، والدير والبعنة قريتان عربيتان فلسطينيتان تقعان إلى الشمال من الطريق الرئيسي الذي يربط عكَّا بصفد.
مجزرة الدوايمة على يد العصابات الصهيونية. .
العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
بعد أداء صلاة الجمعة والناس غافلون مُنهَمِكون في أسواقهم وأشغالهم وحقولهم، إذ بالجنودِ الصهاينة يقتَحِمون قريةَ الدوايمة التي تبعُدُ عن الخليل نحو 24 كيلو متر ويحاصِرونَها، فقتلوا المئات من الشيوخ والشباب، وحطَّموا رؤوس الأطفال بالهراوات أمام أمهاتهم، ثم قتلوا الأمهات. واعتدَوا على النساء أمام ذويهن دون أن يعبؤوا بصياحهنَّ واستنجادهن، يقول أحد قادة حزب المابام الصهيوني (إسرائيل جاليلي) إنه شاهَدَ مناظِرَ مُروِّعة من قَتلِ الأسرى، واغتصاب النساء، وغير ذلك من أفعال مَشينة. وبعد ذلك قيَّدوا الرجال الذين تم الإمساك بهم بالحبال والسلاسل، وقادوهم كما تقاد الأغنامُ ووضعوهم في أحد المنازل ومنَعوا عنهم الماء، وفجَّروا المنزل بالديناميت على رؤوسهم. وكان الملاذ الأخير لأهل القرية (الجامع) اعتقادًا منهم أن الجنودَ سيحترمون المسجد، فدخلوا المسجدَ وهم يكَبِّرون، ويقرؤون القرآن الكريم، وما هي إلا لحظات قليلة، وتمَّ قتلهم جميعًا، وكان عددهم (75) شخصًا معظَمُهم من كبار السن والعَجَزة، حيث أُحرِقَ المسجد بمن فيه بعد إغلاقِه بإحكام خوفًا من خروج الجرحى، إذا كان هناك جرحى!! يقول المؤرخ الصهيوني بني موريس: لقد تمت المجزرة بأوامِرَ من الحكومة (الإسرائيلية)، وإن فقرات كاملة حُذِفَت من محضر اجتماع لجنة (حزب المابام) عن فظائع ارتُكِبَت في قرية الدوايمة، وأن الجنود قاموا بذبح المئات من سكان القرية؛ لإجبار البقية على المغادرة. وبلغ عدد قتلى مذبحة الدوايمة ما بين 700 إلى 1000، عدا الذين كانوا يحاوِلون التسلُّل للقرية لأخذ أمتعتهم وطعامهم بعد أيامٍ مِن حصول المجزرة.
الأمم المتحدة تقرر تدويل مدينة القدس .
العام الهجري : 1368 العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
منذ صدورِ قرار التقسيم رقم 181 عن الأمم المتحدة الصادر في 29 نوفمبر 1947م (وهو أول قرار دولي يصدُرُ عن الأمم المتحدة يتناول القضية الفلسطينية) بدأت القدسُ تأخذ خصوصيةً معينة في الصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث عالج القرار في جزئه الثالث قضية القدس، وجعل منها كيانًا منفَصِلًا خاضعًا لنظام دولي خاص يتبَعُ إدارة الأمم المتحدة، وعين مجلس وصاية دولي ليقوم بأعمال السلطة الإدارية نيابةً عن الأمم المتحدة، وقدَّم مجلس الوصاية مشروعًا إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجلِ إدارة شؤون الأماكن المقدَّسة التي أصبحت تحت السيادة الجماعية للأمم المتحدة، ويقوم بإدارتها مندوبٌ تابع للمنظمة الدولية، ويساعده مجلس تشريعي مكوَّن من أربعين عضوًا لمدة ثلاث سنوات، وصدرت عشراتُ القرارات الدولية بعد ضَمِّ إسرائيل للقُدسِ الشرقية، وتوحيد المدينة تحت السيادة الإسرائيلية طالبت فيها إسرائيلَ بالتراجع عن إجراءاتها ووقْف أعمالِها غير الشرعية، وكانت لجنةُ التوفيق الدولية قد أعدت مشروعًا يستند إلى قرار التقسيم من أجل إيجاد آلية تنفيذية لقضية القدس، وقدَّمَته إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول 1949م، وينص على تقسيم القدس إلى منطقتين عربية ويهودية، وكُلٌّ يدير القسم الذي له، ونزْع السلاح من منطقة القدس، وتبقى القدس منطقةً محايدة لا تكونُ عاصِمةً لأحدٍ، ويشكَّل مجلِسٌ عام للمنطقة، ويوضَعُ نظام خاص للأماكن المقدسة داخل منطقة القدس، أما الأماكن المقدسة التي تقع خارج هذه المنطقة فيُشرِفُ عليها مندوبٌ الأمم المتحدة.
اكتشاف نفط السفانية تحت الماء بين السعودية والكويت .
العام الهجري : 1368 العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:
في هذا العام تقدَّمت إحدى شركات التنقيب عن النفط لحكومة الملك عبد العزيز بمشروع البحثِ عن النفط تحت الماء في الخليج العربي، فأذِنَ عبد العزيز بمنحها الامتيازَ بالتنقيب فيما سمِّيَ بالمنطقة المحايدة بين السعودية والكويت، وبُشِّرَ عبد العزيز في أواخر عام 1370هـ / 1951م باكتشاف الآبار النفطية في حقل السفانية، على منتصف الطريق بحرًا، بين شواطئ المملكة وشاطئ الكويت، وتم الاتفاق بين الحكومتين على اقتسامِ الفائِضِ، وتوفي الملك عبد العزيز قبل أن يرى الأنابيبَ تنقُلُ الزيتَ من قاع السفانية إلى رأس المشعاب، ثم إلى الأسواق التجارية في أنحاء العالم، ويعتبر حقلُ السفانية أكبَرَ حَقلِ نفطٍ بحريٍّ في العالم.
مقتل حسن البنا .
العام الهجري : 1368 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
هو حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا، ولِدَ سنة 1324هـ / 1906م في المحمودية بالقُربِ من الإسكندرية، ووالده هو الشيخ المعروف بالساعاتي، صاحب كتاب الفتح الرباني. نشأ حسن البنا في ظِلِّ عائلة متدينة، تخرَّج من مدرسة المعلِّمين الأولية في (دمنهور)، والتحق بدار العلوم وأنهى دراسته فيها عام 1927. عُيِّنَ بعد ذلك معلِّمًا للغة العربية في المدرسة الابتدائية الأميرية في الإسماعيلية، وبَقِيَ في هذه الوظيفة إلى أن استقال منها عام 1946م؛ وفي الإسماعيلية أخذ في الدعوة إلى الله عزَّ وجَلَّ، وكان البنَّا قد شارك في إنشاءِ عدَدٍ مِن الجمعيات الدينية، إلى أن أسَّس جمعية الشبان المسلمين عام 1927، وخلص منها إلى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلية في مارس 1928، وقرَّرت "جمعية الحضارة الإسلامية" أن تنضَمَّ بمركزها وجميعِ فروعِها إلى "جماعة الإخوان المسلمين"، وبذا نشأت أول شُعبة للإخوان في القاهرة، والتي ما لبث أن ازداد نشاطُها وأصبحت فيما بعد المركزَ العامَّ للإخوان المسلمين، وكان ذلك في عام 1932م. ثم طلب البنَّا الانتقال إلى القاهرة، فنقل إليها في أكتوبر عام 1932م، وأنشأ مجلة (الإخوان المسلمون) اليومية، وكان يقوم بإعداد معظَمِها، ثم أسَّس مجلةَ (النذير) وعَهِدَ بتحريرها لصالح عشماوي. وفي مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948 أعلن رئيسُ الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي حَلَّ جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائِها. وفي 12 فبراير 1949 أُطلِقَ النار على حسن البنَّا أمام جمعية الشبَّان المسلمين.
إعلان استقلال برقة في ليبيا .
العام الهجري : 1368 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
بعد أن تأسَّس المؤتمر الوطني البرقاوي، وكانت دعوتُه أصلًا إلى استقلال إقليم برقة شرق ليبيا، وقيام حكومة دستورية فيها برئاسة محمد إدريس السنوسي، وكان هذا المؤتمَرُ هو الهيئة السياسية الوحيدة المعتَرَف بها، وقد عُقِدَ هذا المؤتمر في بنغازي في 5 شعبان 1368هـ / 1 حزيران 1949م، وأعلِنَ فيه عن مَولِد دولة برقة وأيد المؤتمر بالإجماع واعترفت إنجلترا بالدولة الجديدة مباشرة، أما الشعبُ فقد أبدى استياءً عامًّا، وخرجت المظاهرات ضِدَّ هذا القرار، وحتى بعد إعلان استقلال ليبيا لم يُلقِ السنوسي بالًا لذلك، وبقي يعمل كأنَّه دولةٌ مستقلة.
قيام العقيد حسني الزعيم بالانقلاب العسكري الأول في سوريا .
العام الهجري : 1368 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
قام العقيد حسني الزعيم بأول انقلاب عسكري في سوريا، ويعَدُّ الانقلاب الذي قاده العقيد "حسني الزعيم" في سوريا في 29 شعبان سنة 1368هـ/ 30 مارس هو الانقلابَ الأوَّلَ في تاريخ الدول العربية الحديثة. فبعد رحيلِ الفرنسيين عن سوريا كان الأمريكيون يخشون من تنامي التيارات العقائدية داخِلَ البلاد، خاصة الشيوعية واليسارية، ورأى الأمريكيون أنَّ تَرْكَ المسرح السوري للقوى السياسية للتفاعل فيه سيقود حتمًا إلى أن يوجد السوفييت في سوريا؛ ولذا رأوا ضرورةَ إحداث انقلاب عسكري للمحافظة على الأوضاع القائمة. فشجعت المفوضية الأمريكية في دمشق الجيشَ السوري على القيام بانقلاب. وقد رأى الأمريكيون أن حسني الزعيم أفضَلُ الخيارات المطروحة أمامهم؛ حيث كان يتَّفِقُ معهم في العداء للسوفييت، ومن ثم عقَد الأمريكيون معه عدةَ لقاءات عام 1948م. وكانت الأوضاعُ في سوريا قلقةً مضطربة خاصةً بعد نكبة فلسطين؛ حيث اتُّهِم بعض قيادات الجيش بالفساد، وجرى التحقيق مع بعضهم، واتُّهِم بعض السياسيين بسرقةِ المجهود الحربي للجيش، فاستقال وزير الدفاع، ثم استقالت الوزارة، واحتدمت النقاشاتُ بين السياسيين في البرلمان، حتى إن الشرطة تدخَّلت أكثر من مرة لفَضِّها، وانهارت الحكومةُ للمرة الثانية خلال فترة وجيزة. استغل حسني الزعيم الذي عُيِّن قائدًا للجيش في ذي القعدة 1367ه / سبتمبر 1948م هذه الظروف للقيام بانقلابه، فقام بإصدارِ أوامره إلى وحدات من الجيش بمحاصرةِ مبنى الرئاسة والبرلمان والوزارات المختلفة، وتمَّ اعتقال الرئيس "القوتلي"، ورئيس الوزراء، وعدد من القيادات والشخصيات السياسية. ثم قام حسني الزعيم عَقِبَ نجاح انقلابه بحَلِّ البرلمان، وشكَّل لجنة دستورية لوضع دستورٍ جديد، وقانون انتخابي جديد، وأعلن أنه سيتِمُّ انتخابه من الشعب مباشرة، وبدأ بخوضِ الانتخابات الرئاسية كمرشح وحيد، وفاز فيها بنسبة 99.99% في يونيو 1949م!! وقد نمت في عهدِه أجهزة المخابرات والأمن بطريقة غير مسبوقة، وتم استخدامُ أساليب الاعتقال والتعذيب مع المعارضين. أمَّا أخطر سياساته فهي اتجاهُه للتعاون مع الغرب بطريقة مبالَغ فيها، ووقَّع على اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وبدأ يعتَمِدُ على الأقليات في المخابرات والجيش. رضي الشعب عن الزعيم بادئَ الأمر، ولكِنَّه بعد ذلك أخذ يرصُدُ أخطاءه الكثيرة، واستنكَرَ سياسته القائمة على كمِّ الأفواه وخنق الحريات، وحَلِّ البرلمان وتعليق الدستور. وكانت التجربةُ الاستبدادية القصيرة لحكم الزعيم كافيةً لتغذية السَّخط والتبرم بين صفوف الضبَّاط والمثقَّفين، فلم يلبَثْ أن حدَث الانقلابُ الثاني ليلة 14 أغسطس 1949، وذهب ضحيَّتَه الزعيمُ ورئيس وزرائِه.
الانقلاب العسكري الثاني في سوريا بقيادة العقيد سامي الحناوي .
العام الهجري : 1368 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
بدأ الأمريكان بالتخلِّي عن مساندة حسني الزعيم، وسعيهم للتخلص منه، بعدما أبدى قدرًا من الرغبة والمساعي للخروج عن الوصاية الأمريكية، فرأى الأمريكان أنه ما دام الجيشُ هو المؤسَّسةَ التي تملِكُ القوَّةَ، وتحتكر أدواتَها، فعليهم أن يتحَرَّكوا من داخِلِه للتخلُّصِ من الزعيم وبسرعة، وتحقَّق للأمريكيين ما أرادوا؛ حيث لم يمضِ إلا وقت قليل حتى وقع انقلابٌ مضادٌّ بقيادة العقيد سامي الحناوي في 20 من شوال 14 أغسطس، وتمَّ تشكيلُ محاكمة سريعة للغاية للزعيم، وأصدرت الحُكمَ عليه بالقتل، وتم تنفيذُ الحُكمِ في اليوم التالي رميًا بالرصاص!!
وفاة حسني الزعيم حاكم سوريا .
العام الهجري : 1368 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
هو حسني ابن الشيخ رضا بن محمد بن يوسف الزعيم؛ ثائر سوري من أهل دمشق، من القواد العسكريين. ولد حسني الزعيم في حلب سنة 1315هـ/ 1897م، وهو كردي الأصل، وكان والِدُه مفتيًا في الجيش العثماني. حكم الزعيم سوريا حكمًا مُطلقًا مدة 136 يومًا. تعلَّم الزعيم في المدرسة الحربية بالأستانة، وأصبح ضابطًا في الجيش العثماني، واعتقله الحلفاءُ أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم التحقَ بجيش الثورة العربية بقيادة فيصل بن الحسين، وحارب العثمانيين في دمشق، وتطوَّع في الجيش الفرنسي أثناء الانتداب على سوريا، وترقى في عهد استقلالها إلى رتبة كولونيل (رُتبة عسكرية رفيعة المستوى)، وتولَّى رئاسة أركان الحرب في عهد الرئيس شكري القوتلي، ثم انقلب عليه بدَعمٍ مِن الأمريكان، في 30 مارس 1949 وتلقَّب بالمشير، وألَّف وَزارةً، ودعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فخافه الناسُ فانتخبوه في آخر شعبان 1368 / 26 يونيه 1949م، فوضع نُصبَ عينيه صورَ نابليون وأتاتورك وهتلر، وأظهر نشاطًا غير مألوف، واعترفت الدولُ به وبحكومتِه. وظهر بمظهرِ الحاكِمِ المطلق، فساء ذلك بعضَ أنصارِه من العسكريين، فقتلوه في انقلابٍ قام به العقيدُ سامي الحناوي بتدبيرٍ مِن الأمريكان.
العمل على توحيد مملكتي العراق والأردن .
العام الهجري : 1369 العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
كان الملك عبد الله بن الحسين مَلِكُ الأردن قد وضع أُسُسَ الاتحاد بين المملكتين الهاشميتين، وبعث بهذه الأسس إلى الوصيِّ على ملك العراق عبد الإله، والملك فيصل الثاني، وأرسل الأسُسَ مع وزير بلاطه سمير الرفاعي في 6 شعبان عام 1369هـ / 2 حزيران ليرى الوصيُّ فيها رأيَه، وكان فيها التعاون العسكري وإزالة الموانع الجمركية والمرور، وتنسيق المعارف، وتوحيد السياسة الخارجية، وغيرها من الشروط، ودرست الحكومةُ العراقية هذه الأسُسَ واقترحت مشروعًا آخر فيه أن يكونَ مَلِكُ العراق هو وليُّ عهدِ الأردن، وأن يكونَ الاتحاد بالتاج دون التشريعات الداخلية، وتوحيد العملة، ولكِنَّ مقتل الملك عبد الله المفاجئ في 16 شوال 1370هـ / 20 تموز 1951م حال دون تحقيقِ المشروع.
قيام دولة جمهورية أندونيسيا .
العام الهجري : 1369 العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:
كانت أندونيسيا اتحادية من الدويلات التي صنعَتْها هولندا، فكادت الحربُ أن تقومَ بينها فتقَدَّم محمد ناصر أحدُ زعماء حزب ماشومي في المجلس النيابي باقتراحٍ عُرِفَ باقتراح محمد ناصر الوحدوي، ويقضي بأن تقومَ كُلُّ دولة من دول الاتحاد بما في ذلك جمهورية أندونيسيا (جمهورية جوكاجكرتا) بحلِّ نفسِها، ثم تقومُ على أنقاض الجميعِ دولة جمهورية أندونيسيا، وقد حصلت الموافقةُ على هذا الاقتراح بالإجماعِ، وتم ذلك وابتعد شبحُ الحرب الأهلية.
تأسيس كلية الشريعة بمكه المكرمة .
العام الهجري : 1369 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1950
تفاصيل الحدث:
كُلِّيَّةُ الشَّريعةِ بمكَّةَ المكَرَّمةِ أوَّلُ كُلِّيَّةٍ شَرعيَّةٍ تُؤَسَّسُ في المملَكةِ العَربيَّةِ السُّعوديَّةِ، وكان ذلك في عَهدِ المَلِكِ عبدِ العزيزِ رحمه الله، تغَيَّرَ اسمُها إلى كُلِّيَّةِ الشَّريعةِ والتَّربيةِ عام 1373هـ تحتَ إشرافِ وَزارةِ المعارِفِ، ثمَّ انفَصَلت عنها كُلِّيَّةُ التَّربيةِ عام 1382هـ، وأصبح اسمُها كُلِّيَّةَ الشَّريعةِ والدِّراساتِ الإسلاميَّةِ، وتحتَها ثلاثةُ أقسامٍ: الشَّريعةُ، واللُّغةُ العَربيَّةُ، والتَّاريخُ والحَضارةُ الإسلاميَّةُ. وهي الآنَ مِن كُبرى كُلِّيَّاتِ جامِعةِ أمِّ القُرى بمكَّةَ المكَرَّمةِ.
======== الاتي بمشيئة الله رقم ج260.
260
.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

3. سورة ال عمران {ج5}

3. سورة ال عمران {ج5}    سُورَةُ آل عِمْرانَ الآيات (187-188) ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ...